سيرة النبوية لمحمد بن اسحاق في روية اسحاق بن بشر بن محمد بن عيد الله

محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي

Isḥāq b. Bashr b. Muḥammad b. ʿAbd Allāh b. Sālim, Abū Ḥudhayfah al-Bukhārī

DTSHV09P282B

خبرنا أبو تراب حيدرة بن أحمد حدثنا أبو بكر الخطيب أخبرني أبو الحسن بن رزقوية حدثنا أحمد بن السندي حدثنا الحسن بن علي حدثنا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر القرشي عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب وعثمان بن عبد الرحمن عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال قدمت الفارعة أخت أمية بن أبي الصلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة وكانت ذات لب وعقل وجمال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بها معجبا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم يفارعة هل تحفظين من شعر أخيك شيئا فقالت نعم وأعجب منه ما قد رأيت قالت كان أخي في سفر فلما انصرف بدأ بي فدخل علي فرقد على السرير وأنا أحلق أديما في يدي إذ أقبل طائران أبيضان أو كالطيرين أبيضين فوقع على الكوة أحدهما ودخل الآخر فوقع عليه فشق الواقع عليه ما بين قصه إلى عانته ثم أدخل يده في جوفه فأخرج قلبه فوضعه في كفه ثم شمه فقال له الطائر الأعلى أوعى قال وعا قال أزكا قال أبى ثم رد القلب إلى مكانه فالتأم الجرح أسرع من طرفة عين ثم ذهبا فلما رأيت ذلك دنوت منه فحركته فقلت هل تجد شيئا قال لا إلا توصيبا في جسدي وقد كنت ارتعت مما رأيت فقال لي ما لي أراك مرتاعة قالت فأخبرته الخبر فقال خيرا أريد بي ثم أصرف عني فأنشأ يقول بانت همومي تسري طوارقها ألف عيني والدمع سابقها مما أتاني من اليقين ولم أوت براة بعض ناطقها أم من تلظى عليه واقدة النار محيط بهم سرادقها أم اسكن الجنة التي وعد الأبرار مصفوفة نمارقها لا يستوي المنزلان ولا الأعمال لا تستوي طرائقها هما فريقان فرقة تدخل الجنة حفت بهم حدائقها وفرقة منهم قد أدخلت النار فساءتهم مرافقها تعاهدت هذه القلوب إذا همت بخير عاقب عواقبها إن لم يمت عبطة تمت هرما للموت كأس والمرء ذائقها وصدها للشقاء عن طلب الجنة دنيا الله ماحقها عبد دعا نفسه فعاتبها يعلم أن الصبر رامقها يوشك من فر من منيته يوما على غرة يوافقها قالت ثم انصرف إلى رحله فلم يلبث إلا يسيرا حتى طعن في جنازته فأتاني الخبر فانطلقت إليه فوجدته منعوشا قد سجي عليه فدنوت منه فشهق شهقة وشق بصره ونظر نحو السقف ورفع صوته وقال لبيكما ها أنذا لديكما لا ذو مال فيفديني وذو أهل تحميني ثم أغمي عليه إذ شهق شهقة قلت قد هلك الرجل فشق بصره نحو السقف ورفع صوته فقال لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما لا ذو براءة فأعتذر ولا ذو عشيرة فأنتصر ثم أغمي عليه إذ شهق شهقة ونظر نحو السقف فقال لبيكما لبيكما ها أنذا ديكما إن تغفر اللهم تغفر جما وأي عبد لك لا ألما ثم أغمي عليه وشهق شهقة فقال لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما كل عيش وإن تطاول دهرا صائر مرة إلى أن يزولا ليتني كنت قبل ما قد بدا لي في قلال الجبال أرعى الوعولا ثم مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا فارعة فإن مثل أخيك كمثل الذي أتاه الله آياته فانسلخ منها إلى آخر الآية أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو الحسين الفارسي أنا أبو سليمان الخطابي قال في حديث النبي صلى الله عليه وسلم إن فارعة بنت أبي الصلت الثقفي جاءته فسألها عن قصة أخيها أمية فقالت قدم أخي من سفر فأتاني فوثب على سريري فأقبل طائران فسقط أحدهما على صدره فشق ما بين صدره إلى ثيبته فأيقظته فقلت يا أخي هل تجد شيئا قال لا والله إلا توصيب.

KTHBV02P224B

وقال عبد الرازق أخبرنا معمر عن الكلبي قال بينا أمية راقد ومعه ابنتان له إذ فزعت إحداهما فصاحت عليه فقال لها ما شأنك قالت رأيت نسرين كشطا سقف البيت فنزل أحدهما إليك فشق بطنك والآخر واقف على ظهر البيت فناداه فقال أوعى قال نعم قال ازكى قال لا فقال ذاك خير أريد بأبيكما فلم يفعله وقد روي من وجه آخر بسياق آخر فقال إسحاق بن بشر عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب وعثمان بن عبد الرحمن عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال قدمت الفارعة أخت أمية بن أبي الصلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة وكانت ذات لب وعقل وجمال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بها معجبا فقال لها ذات يوم يا فارعة هل تحفظين من شعر أخيك شيئا فقالت نعم واعجب من ذلك ما قد رأيت قالت كان أخي في سفر فلما انصرف بدأنى فدخل علي فرقد على سريري وأنا أحلق أديما في يدي إذ أقبل طائران أبيضان أو كالطيرين أبيضين فوقع على الكوة أحدهما ودخل الآخر فوقع عليه فشق الواقع عليه ما بين قصه إلى عانته ثم أدخل يده في جوفه فأخرج قلبه فوضعه في كفه ثم شمه فقال له الطائر الآخر أوعى قال وعى قال ازكى قال أبى ثم رد القلب إلى مكانه فالتأم الجرح أسرع من طرفة عين ثم ذهبا فلما رأيت ذلك دنوت منه فحركته فقلت هل تجد شيئا قال لا إلا توهينا في جسدي وقد كنت ارتعبت مما رأيت فقال ما لي أراك مرتاعة قالت فأخبرته الخبر فقال خير أريد بي ثم صرف عني ثم أنشأ يقول باتت همومي تسري طوارقها أكف عيني والدمع سابقها مما أتاني من اليقين ولم أوت براة يقص ناطقها أم من تلظى عليه واقدة النار محيط بهم سرادقها أم أسكن الجنة التي وعد الأبرار مصفوفة نمارقها لا يستوي المنزلان ثم ولا الأعمال لا تستوي طرائقها هما فريقان فرقة تدخل الجنة حفت بهم حدائقها وفرقة منهم قد أدخلت النار فساءتهم مرافقها تعاهدت هذه القلوب إذا همت بخير عاقت عوائقها وصدها للشقاء عن طلب الجنة دنيا الله ماحقها عبد دعا نفسه فعاتبها يعلم أن البصير رامقها ما رغب النفس في الحياة وإن تحيا قليلا فالموت لاحقها يوشك من فر من منيته يوما على غرة يوافقها ان لم تمت غبطة تمت هرما للموت كأس والمرء ذائقها قال ثم انصرف إلى رحله فلم يلبث إلا يسيرا حتى طعن في حيارته فأتاني الخبر فانصرفت إليه فوجدته منعوشا قد سجي عليه فدنوت منه فشهق شهقة وشق بصره ونظر نحو السقف ورفع صوته وقال لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما لا ذو مال فيفديني ولا ذو أهل فتحميني ثم أغمي عليه إذ شهق شهقة فقلت قد هلك الرجل فشق بصره نحو السقف فرفع صوته فقال لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما لا ذو براءة فأعتذر ولا ذو عشيرة فأنتصر ثم أغمي عليه إذ شهق شهقة وشق بصره ونظر نحو السقف فقال لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما بالنعم محفود وبالذنب محصود ثم أغمي عليه إذ شهق شهقة فقال لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما إن تغفر اللهم تغفر جما وأي عبد لك لا ألما ثم أغمي عليه إذ شهق شهقة فقال كل عيش وإن تطاول دهرا صائر مرة إلى أن يزولا ليتني كنت قبل ما قد بدا لي في قلال الجبال أرعى الوعولا قالت ثم مات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فارعة إن مثل أخيك كمثل الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها الآية

KHTBV01P053A

فأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق البزار قال أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف قال نبأنا الحسن بن على القطان قال نبأنا إسماعيل بن عيسى العطار قال أنبأنا إسحاق بن بشر أبو حذيفة قال قال ابن إسحاق وحدثني عبيد الله أن أهل الحيرة قالوا للمثنى ألا ندلك على قرية تأتيها تجار مدائن كسرى وتجار السواد ويجتمع بها في كل سنة من أموال الناس مثل خراج العراق وهذه أيام سوقهم التي يجتمعون فيها فإن أنت قدرت على أن تعبر إليهم وهم لا يشعرون أصبت بها مالا يكون فيه عز للمسلمين وقوة على عدوهم وبينها وبين مدائن كسرى عامة يوم فقال لهم فكيف لي بها فقالوا له إن أردتها فخذ طريق البر حتى تنتهي إلى الأنبار ثم تأخذ رءوس الدهاقين فيبعثون معك الأدلاء فتسير سواد ليلة من الأنبار حتى تأتيهم ضحى قال فخرج من النخيلة ومعه أدلاء أهل الحيرة حتى دخل الأنبار فنزل بصاحبها فتحصن منه فأرسل إليه ما يمنعك من النزول فأرسل إليه إني أخاف فأرسل إليه انزل فإنك آمن على دمك وقريتك وترجع سالما إلى حصنك فتوثق عليه ثم نزل فقال إني أريد أن تبعث معي دليلا يدلني على بغداد فإني أريد أن أعبر منها إلى المدائن قال أنا أجيء معك قال المثنى لا أريد أن تجيء معي ولكن ابعث معي من يعرف الطريق ففعل وأمر لهم بعلف وطعام وزاد وبعث معهم دليلا فأقبل حتى إذا بلغ المنصف قال له المثنى كم بيننا وبين هذه القرية قال أربعة فراسخ أو خمسة وقد بقي عليك ليل فقال لأصحابه انزلوا فاقضموا واطعموا وابعثوا الطلائع فلا يلقون أحدا إلا حبسوه ثم سار بهم فصحبهم في أسواقهم فوضع فيهم السيف فقتل وأخذ الأموال وقال لأصحابه لا تأخذوا إلا الذهب والفضة ومن المتاع ما يقدر الرجل منكم على حمله على دابته وهرب الناس وتركوا أمتعتهم وأموالهم وملأ المسلمون أيديهم من الصفراء والبيضاء ثم رجع راجعا حتى نزل بنهر السيلحين فقال للمسلمين احمدوا الله الذي سلمكم وغنمكم انزلوا فأعلفوا خيلكم من هذا القضب وعلقوا عليها وأصيبوا من أزوادكم ثم سار وسمع القوم يهمس بعضهم إلى بعض أن القوم سراع الآن في طلبنا فقال قبح الله ما تتناجون به أيسر بعضكم إلى بعض أتحسبونهم الآن في طلبكم فو الله لو كان الصريخ قد بلغهم الآن إنه لكثير ولو كان الصريخ عندهم لدخلهم من رعب غارتنا عليهم إلى جنب مدائنهم ما يشغلهم عن طلبنا ثم جهدوا جهدهم ما أدركونا نحن على الجياد العراب وهم على المقاريف البطاء ولو أنهم طلبونا فأدركونا لم نكن نقاتلهم إلا التماس الثواب ورجاء النصر وعمركم الله لقد نصرتم عليهم وهم أكثر منكم وأعز فأقبلوا ومعهم دليلهم حتى انتهى إلى الأنبار واستقبلهم صاحبها بالكرامة فوعده المثنى الإحسان إليه لو قد استقام أمرهم فرجع المثنى إلى عسكره.


TDSHV01P217C

وأبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن الحداد قالا نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال قال محمد بن إسحاق عن من يخبره أن سعيد بن المسيب كان يقول في قول الله عز وجل إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد يعني دمشق.


TDSHV02P061A

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن أحمد بن المسلمة أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف نا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار حدثني أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي نا محمد بن إسحاق قال إن أبا بكر لما حدث نفسه بأن يغزو الروم فلم يطلع عليه أحدا إذ جاءه شرحبيل بن حسنة فجلس إليه فقال يا خليفة رسول الله أتحدث نفسك أنك تبعث إلى الشام جندا فقال نعم قد حدثت نفسي بذلك وما أطلعت عليه أحدا وما سألتني عنه إلا لشئ قال أجل إني رأيت يا خليفة رسول الله فيما يرى النائم كأنك تمشي في الناس فوق خرشفة من الجبل ثم أقبلت تمشي حتى صعدت قنة من القنان العالية فأشرفت على الناس ومعك أصحابك ثم إنك هبطت من تلك القنان إلى أرض سهلة دمثة فيها الزرع والقرى والحصون فقلت للمسلمين شنوا الغارة على أعداء الله وأنا ضامن لكم بالفتح والغنيمة فشد المسلمون وأنا فيهم معي راية فتوجهت بها إلى أهل قرية فسألوني الأمان فأمنتهم ثم جئت فأجدك قد انتهيت إلى حصن عظيم ففتح الله لك وألقوا إليك السلم ووضع الله لك مجلسا فجلست عليه ثم قيل لك يفتح الله عليك وتنصر فاشكر ربك واعمل بطاعته ثم قرأ إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ثم انتبهت فقال له أبو بكر نامت عيناك خيرا رأيت وخيرا يكون إن شاء الله ثم قال بشرت بالفتح ونعيت إلي نفسي ثم دمعت عينا أبي بكر ثم قال أما الحرشفة التي رأيتنا نمشي عليها حتى صعدنا إلى القنة العالية فأشرفنا على الناس فإنا نكابد من أمر هذا الجند والعدو مشقة ويكابدونه ثم نعلو بعد ويعلو أمرنا وأما نزولنا من القنة العالية إلى الأرض السهلة الدمثة والزرع والعيون والقرى والحصون فإنا ننزل إلى أمر أسهل مما كنا فيه من الخصب والمعاش وأما قولي للمسلمين شنوا على أعداء الله الغارة فإني ضامن لكم الفتح والغنيمة فإن ذلك دنو المسلمين إلى بلاد المشركين وترغيبي إياهم على الجهاد والأجر والغنيمة التي تقسم لهم وقبولهم وأما الراية التي كانت معك فتوجهت بها إلى قرية من قراهم ودخلتها واستأمنوا فأمنتهم فإنك تكون أحد أمراء المسلمين ويفتح الله على يديك وأما الحصن الذي فتح الله لي فهو ذلك الوجه الذي يفتح الله لي وأما العرش الذي رأيتني عليه جالسا فإن الله يرفعني ويضع المشركين وقال الله تبارك وتعالى ليوسف ورفع أبويه على العرش وأما الذي أمرني بطاعة الله وقرأ علي السورة فإنه نعا إلي نفسي وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى الله إليه نفسه حين نزلت هذه السورة وعلم أن نفسه قد نعيت إليه ثم سالتا عيناه فقال لآمرن بالمعروف ولأنهين عن المنكر ولأجهدن فيمن نزل أمر الله ولأجهزن الجنود إلى العادلين بالله في مشارق الأرض ومغاربها حتى يقولوا الله أحد أحد لا شريك له أو يؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون هذا أمر الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا توفاني الله عز وجل لا يجدني الله عاجزا ولا وانيا ولا في ثواب المجاهدين زاهدا فعند ذلك أمر الأمراء وبعث إلى الشام البعوث.


TDSHV46P381B

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن محمد بن أحمد بن المسلمة أنا علي بن أحمد بن عمر نا محمد بن أحمد بن الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا إسحاق بن بشر قال قال ابن إسحاق فلما فتح الله للمسلمين يوم القادسية على عدوهم وأصابوا عسكرهم وما فيه أقبل سعد على الناس يقسم بينهم الأموال ويعطيهم على قدر ما قرءوا من القرآن فأراد التقصير ببشر بن ربيعة الخثعمي ويزيد بن جحفة التميمي وكانوا أشد أهل العسكر ولم يكونوا بلغوا في القرآن فأبوا أن يأخذوا قسمته إلا أن يفضلهم على الناس فقال عمرو بن معدي كرب أمن ليلى تسرى يعد هدء خيال هاج للقلب ادكارا يذكرني الشباب وأم عمرو وشاماتا المربع والديارا وحيا من بني صعب بن سعد سقوا الأرصاد والديم الغزارا ألا أبلغ أمير المؤمنين سعدا فقد كذبت أليته وجارا وحرق نابه ظلما وجهلا علي فقد أتى ذما وعارا هبلت لقد نسيت جلاد عمرو وأنت كخامع تلج الوجارا أطاعن دونك الأعداء شزرا وأغشى البيض والأسل الحرارا بباب القادسية مستميتا كليث أريكة يأبي الفرارا أكر عليهم مهري وأحمي إذا كرهوا الحقائق والذمارا جزاك الله في جهنبي عقوقا وبعد الموت زقوما ونارا فلما بلغه قوله أرسل إليه فاعطاه وفضله فأرضاه أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنا سهل بن بشر أنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان نا محمد بن العباس اليزيدي نا العباس بن الفرج الرياشي نا سوار قال سمعت أبا عبيدة يقول إن عمرو بن معدي كرب حمل يوم القادسية على مرزبان وهو يرى أنه رستم فقتله فقال في ذلك ألم بسلمى قبل أن تظغنا إن لسلمى عندنا ديدنا قد علمت سلمى وأشياعها وما قطر الفارس إلا أنا شككت بالرمح حيازيمه فالخيل يعدو رهبا بيننا.


TDSHV02P069B

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن محمد بن المسلمة أنا أبو الحسن علي بن أحمد الحمامي أنا أبو علي بن الصواف نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا إسحاق بن بشر حدثني محمد بن إسحاق عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن رجل من بني سهم عن علي بن ماجد السهمي أنه قال حج أبو بكر في خلافته سنة ثنتي عشرة فلما قفل أبو بكر من الحج جهز الجيوش إلى الشام فبعث عمرو بن العاص قبل فلسطين فأخذ الطريق المغربة على أيلة وبعث يزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وأمرهم أن يسلكوا التبوكية من علياء الشام كذا قال ابن ماجد وإنما هو ابن ماجدة كما تقدم أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو الحسن بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن وابصة العبسي عن أبيه عن جده قال كنا مع خالد بن الوليد في الردة أعوانا له فلما رجع إلى المدينة ومعه العرب رجعت العرب إلى أوطانها ورجعت عبس وطئ ومن كان من أسد إلى منازلهم حتى جاءهم النفير إلى الشام فقدموا المدينة فجعل أبو بكر يفرق الجيوش على ولاته وهم ثلاثة عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان فخرجوا معهم إلى الشام.


TDSHV02P095B

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن المسلمة أنا أبو الحسن الحمامي أنا أبو علي الصواف نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال قال ابن إسحاق أنبأ محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير أن القبقلان بعث رجلا من غسان فقال له ادخل في هؤلاء القوم يعني أبا عبيدة وجنوده فأقم فيهم يوما وليلة ثم ائتني بخبرهم قالوا فدخل في الناس ذلك الغساني فأقام فيهم يوما وليلة ثم جاءه فقال ماذا وراءكم ما وجدت عليه القوم فقال هم بالليل رهبان وبالنهار فرسان ولو سرق ملكهم قطعوا يده ولو زنا رجموه يعني بذلك إقامتهم الحق لله تعالى قال فقال القيقلان إن كنت صدقتني لبطن الأرض خير لنا من ظهرها ولوددت إن شاء الله يحول بيني وبينهم فلا ينصرني عليهم ولا ينصرهم علي.


TDSHV02P099B

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو علي بن الصواف نا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي قال قالوا وكانت وقعة أجنادين يوم السبت صلاة الظهر لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة.


TDSHV07P376C

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن صدقة بن الغزال المصري بمكة حرسها الله شفاها نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب بدمشق أنا محمد بن أحمد بن رزقويه أنا عثمان بن أحمد الدقاق وأحمد بن سندي الحداد قالا نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر أخبرني محمد بن إسحاق عن الزهري قال إن الله بعث ملكا ليأتيه من تربة الأرض فقالت الأرض ما نريد أن تنقصني إن الله يخلق مني خلقا فيعصيه ذلك الخلق فيعاقبني منه عقوبة فأعوذ بالله منك قال فرجع إلى ربه ثم بعث اخر فكان من قصته مثل ذلك وبعث اخر قال وقال محمد بن إسحاق ومقاتل إن الأول كان إسرافيل والثاني ميكائيل والثالث ملك الموت فلما ذهب ملك الموت ليقبض منها استعاذت منه فقال ملك الموت أرى طاعة ربي أوجب علي من رحمتي إياك قال فحمل منه تربة حتى أتى بها ربه عز وجل.


TDSHV16P077C

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن المسلمة أنا علي بن أحمد بن عمر أنا محمد بن أحمد بن الحسن نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار حدثني إسحاق بن بشر قال قال ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن خالد بن سعيد حين قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تربص ببيعته شهرين يقول قد أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم يعزلني حتى قبضه الله وأتى علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان فقال يا بني عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم يليه عليكم غيركم فبلغ ذلك أبا بكر وعمر فأما أبو بكر فلم يحفلها وأما عمر فأضمرها عليه فلما بعث أبو بكر الجنود إلى الشام فكان أول من استعمل خالد بن سعيد فكلم عمر أبا بكر حتى عزله ثم دعا يزيد بن أبي سفيان فعقد له ودعا ربيعة بن عامر من بني عامر بن لؤي فعقد له ثم قال له أنت مع يزيد بن أبي سفيان لا تعصه ولا تخالفه وقال ليزيد إن رأيت أن توليه ميمنتك فافعل فإنه من فرسان العرب وصلحاء قومه.


TDSHV16P081B

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن أحمد أنا علي بن أحمد بن عمر أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار حدثني إسحاق بن بشر عن محمد بن إسحاق أن خالد بن سعيد لما بلغه قول أبي بكر ونزعه لبس ثيابه وتهيأ بأحسن هيئة ثم أقبل نحو أبي بكر وعنده المهاجرون والأنصار أجمع ما كانوا عنده وقد تهيأ الناس وأمروا بالنزول بالعسكر فسلم على أبي بكر ثم على المسلمين ثم جلس فقال لأبي بكر أما أنت قد وليتني أمر المسلمين وأنت غير متهم لي ورأيك في حسن حتى خوفت أمرا والله لأن أخر من رأس حالق وتخطفني الطير بين السماء والأرض أحب إلي من أن يكون مني والله ما أنا في الإمارة براغب ولا أنا على البقاء في الدنيا بحريص وإني لأشهدكم إني وإخوتي ومن خرجنا في وجهنا به من عون أو قوة في سبيل الله نقاتل به المشركين أبدا حتى يهلكوا أو نموت لا نريد به سلطانا ولا عرضا من الدنيا قال فقال له الناس خيرا ودعوا له وقال أبو بكر أعطاني الله في نفسي الذي أحب لك ولأخوتك والله إني لأرجو أن تكون من فصحاء الله في عباده وإقامة كتابه واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فخرج هو وإخوته وغلمانه ومن اتبعه وكان أول من عسكر قال ولما تهيأ الناس للخروج وترافق الناس وانضمت المتطوعة إلى من أحبت نزل خالد بن وسيد تحت لواء أبي عبيدة يسير معه قال فقال بعض الناس لخالد بن سعيد حين تهيأ للخروج مع أبي عبيدة لو كنت خرجت مع ابن عمك يزيد بن أبي سفيان فقال ابن عمي أحب ألي من هذا لقرابته وهذا أحب إلي من أبي عمي في دينه وقرابته هذا كان أخي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ووليي وناصري قبل اليوم على ابن عمي فأنا به أشد استئناسا وإليه أشد طمأنينة فلما أراد أن يغدو سائرا إلى الشام لبس سلاحه وأمر أخوته فلبسوا أسلحتهم عمرو والحكم وغلمته ومواليه ثم أقبلوا من العسكر إلى أبي بكر الصديق فصلوا معه الغداة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرفوا قام إليه أخوته فجلسوا إليه فحمد الله خالد وأثنى عليه ثم قال يا أبا بكر إن الله قد أكرمنا وإياك والمسلمين طرا بهذا الدين فأحق من أقام السنة وأمات البدعة وعدل في السيرة الوالي على الرعية كل امرئ من هذا الدين محقوق بالإحسان إلى إخوانه ومعدلة الوالي أعم نفعا فاتق الله يا أبا بكر فيما ولاك الله من أمره وارحم الأرملة واليتيم وأعن الضعيف والمظلوم ولا يكن رجل من المسلمين إذا رضيت عنه آثر في الحق عندك منه إذا سخطت عليه ولا تغضب ما قدرت عليه فإن الغضب يجر الجور ولا تحقد وأنت تستطيع فإن حقدك على المسلم يجعله لك عدوا فإن أطلع على ذلك منك عاداك فإذا عادت الرعية الراعي كان ذلك مما يكون إلى هلاكهم داعيا ولن للمحسن واشتد على المريب ولا تأخذك في الله لومة لائم ثم قال هلم يدك يا أبا بكر أودعك فإني لا أدري هل تلقاني في الدنيا أبدا أم لا فإن قضى الله لنا الالتقاء فنسأل الله لنا عفوه وغفرانه وإن كانت هي الفرقة التي ليس بعدها لقاء فعرفنا الله وإياك وجه النبي صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم ثم أخذ أبو بكر بيده وبكى وبكى المسلمون وظنوا أنه يريد الشهادة فطال بكاؤهم قال ثم إن أبا بكر قال له انتظرني حتى أمشي معك قال ما أريد أن تفعل قال لكني أنا أريد ذلك ومن أراده من المسلمين وقام الناس معه مشيعا فما زال يمشي معه حتى كثر من يشيع خالدا قال فما رأى الناس مشيعا من المسلمين معه من الناس من الصالحين أكثر مما شيع خالد بن سعيد وأخوته يومئذ فلما خرج من المدينة قال له أبو بكر قد أنصفت لك إذ أوصيتني برشدي وقد وعيت وصيتك فأنا مرضيك فاسمع وصيتي إنك امرؤ قد جعل الله لك شرفا وسابقة في هذا الدين وفضيلة عظيمة في الإسلام والناس ناظرون إليك ومستمعون منك وقد خرجت في هذا الوجه وأنا أرجو أن يكون خروجك بنية صادقة فثبت العالم وعلم الجاهل وعاتب السفيه المترف وانصح لعامة المسلمين واحضص الوالي على الجند بنصيحتك ومشورتك بما يحق لله وللمسلمين وأعمل لله كأنك تراه وأعدد نفسك في الموتى وأعلم أنا عما قليل ميتون ثم مقبورون ثم مبعوثون ثم مسؤولون جعلنا الله لك لأنعمه من الشاكرين ولعقابه من الخائفين ثم أخذ بيده فودعه ثم أخذ بأيدي أخوته بعد ذلك فودعهم واحدا واحدا وودعهم المسلمون ثم دعوا بإبلهم فركبوها وكانوا يمشون مع أبي بكر ثم قيدت خيلهم معهم بهيئة حسنة فلما أدبروا قال أبو بكر اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم واحطط أوزارهم وأعظم أجورهم ومضوا إلى العسكر الأعظم قال وأنا إسحاق قال قال ابن إسحاق إن خالد بن سعيد خرج وهو بمرج الصفر في يوم مطير ليستمطر فيه فقتله أعلاج من الروم قال ونا إسحاق قال قال غياث حدثني عبد الحميد بن سالم مولى آل عمرو بن العاص عن أشياخ لهم قالوا لما قتل الرومي خالد بن سعيد قلب ترسه وأسلم واستأمن وقال من الرجل الذي قتلنا فإني رأيت له نورا ساطعا في السماء وقد قال خالد بن سعيد وهو يقاتل تلك الأعلاج من الروم هل فارس كره النزال يعيرني رمحا إذا نزلوا بمرج الصفر.


TDSHV16P267C

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو الحسن بن الحمامي أنا أبو علي بن الصواف أنا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر نا محمد بن إسحاق نا صالح بن كيسان أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي عبيدة بن الجراح في كلام بلغه عن خالد بن الوليد أن سل خالدا فإن أكذب نفسه فهو أمير ما يليه وإن ثبت على قوله فانزع عمامته وقاسمه ماله نصفين وقم على الجند قبلك فكتم أبو عبيدة الكتاب ولم يقرئه خالدا حبا وتكرما حتى فتح الله عليهم دمشق في رجب سنة أربع عشرة ثم إن بلالا مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي عبيدة ماذا كتب به عمر إليك في خالد بن الوليد قال أمرني أن أنصه في كلام بلغه عنه فإن أكذب نفسه فهو أمير على ما يليه وإن ثبت على قوله نزعت عمامته وقاسمته ماله نصفين فقال بلال فامض لما أمرك به أمير المؤمنين فقال خالد أمهلوني حتى استشير وكانت له أخت لا يكاد أن يعصيها فاستشارها فقالت والله لا يحبك عمر بن الخطاب أبدا وما يريد إلا أن تكذب نفسك ثم يعزلك فقبل رأسها وقال صدقت فثبت على قوله فنزع أبو عبيدة عمامته فلم يبق إلانعلاه فقال بلال لا يصلح هذه إلا بهذه قال خالد فوالله لا أعطيها أمير المؤمنين لي واحدة ولكم واحدة.


TDSHV17P333B

أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن بن أحمد وأبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين في كتابيهما قالا نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله وأبو بكر أحمد بن سندي قالا ن الحسن بن علي العطار أنا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر عن محمد بن إسحاق حدثني سعيد بن بشير عن قتادة أنه قال الاسكندر هو ذو القرنين وأبوه قيصر وهو أول القياصرة وكان من ولد سام بن نوح عليهما السلام.


TDSHV17P388C

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن محمد بن أحمد بن المسلمة أنبأ علي بن أحمد بن عمر أنبأ محمد بن أحمد بن الحسن نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا إسحاق بن بشر قال قال ابن إسحاق فسمعت من حدثني عن أنس بن مالك قال أتيت أهل اليمن فبدأت بهم حيا حيا أقرأ عليهم كتاب أبي بكر حتى إذا فرغت قلت الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد فإني رسول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول المؤمنين ألا واني تركتهم معسكرين ليس يثقلهم عن الشخوص إلى عدوهم إلا انتظاركم فاحتملوا إلى إخوانكم بالنصر رحمة الله عليكم أيها المسلمون قال فكل من أقرأ عليه ذلك الكتاب ويسمع مني هذا القول يرد أحسن الرد ويقول نحن سائرون إلى إخواننا حين انتهينا إلى ذي الكلاع فلما قرأنا عليه الكتاب وقلت هذا القول فدعا بفرسه وسلاحه ثم نهض في قومه وأمر بالمعسكر فما برحنا حتى عسكر وقام فيهم فقال لهم أيها الناس إن من رحمة الله عليكم ونعمته فيكم أن بعث منكم نبيا أنزل عليه الكتاب وأحسن عنه البلاغ فعلمكم ما يرشدكم ونهاكم عما يفسدكم حتى علمكم ما لم تكونوا تعلمون ورغبكم فيما لم تكونوا ترغبون فيه من الخير وقد دعاكم إخوانكم الصالحون إلى جهاد المشركين واكتساب الأجر العظيم فلينفر من أراد النفر معي قال فنفر معه بعدة من الناس وأقبل إلى أبي بكر قال ورجعنا نحن فسبقناه بأيام فوجدنا أبا بكر بالمدينة ووجدنا ذلك العسكر على حاله وأبو عبيدة يصلي بأهل العسكر فلما قدمت حمير معها أولادها ونساؤها قال لهم أبو بكر عباد الله ألم نكن نتحدث فنقول إذا مرت حمير معها نساؤها وأولادها نصر الله المسلمين وخذل المشركين أبشروا أيها الناس قد جاءكم النصر كتب إلي أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف.


TDSHV30P029B

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ثنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو الحسن بن الحمامي ثنا أبو علي بن الصواف ثنا الحسين بن علي القطان قال إسماعيل بن عيسى العطار نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال قال ابن إسحاق عن الزهري في صفة أبي بكر كان أبيض يخالط بياضه الصفرة جعد حسن القامة رقيق حمش الساقين قليل اللحم حسن الثغر.


TDSHV33P260C

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد أنا أبو علي محمد بن محمد بن أحمد أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن أنا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار حدثني أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال قال ابن إسحاق عن من يخبره عن مجاهد عن ابن عباس قال ثم سار يعني أبا عبيدة حتى إذا دنا من باب الجابية أتاه آت فقال له إن هرقل بأنطاكية وقد جمع لك من الجنود جمعا لم يجمعه أحد من الأمم ممن كان قبله فانصر نصرك الله فاختبر أبو عبيدة عن ذلك فوجده حقا فكتب بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله أبي بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي عبيدة بن الجراح سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وأما بعد فإنا نسأل الله أن يعز الإسلام وأهله عزا منيعا وأن يفتح لهم فتحا يسيرا فإنه بلغني أن ملك الروم نزل قرية من قرى الروم يقال لها أنطاكية وإنه بعث إلى أهل ممكته فحشرهم إليه وأنهم خرجوا إليه على الصعبة والذلول فقد رأيت أن أعلمك ذلك فنرى رأيك ورأيك موفق رشيد والسلام عليك ورحمة الله وبركاته قال فكتب إليه أبو بكر بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله أبي بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي عبيدة بن الجراح ومنهم من قال إنما كتب من أبي بكر وكان عمر هو الذي أحدث من عبد الله عمر أمير المؤمنين فكتب أبو بكر سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فقد أتاني كتابك وفهمت ما ذكرت من أمر هرقل ملك الروم فأما نزوله بأنطاكية فهزيمة له ولأصحابه وفتح عليك من الله وعلى المسلمين إن شاء الله وأما حشرة للمرء بمملكته وجمعه للمرء الجموع فإن ذلك كما نعلم وأنتم تعلمون أنه سيكون منهم ما كان قوم ليدعوا سلطانهم ولا ليخرجوا من ملكهم بغير قتال ولقد علمت والحمد لله أن قد غزاهم رجال كثير من المسلمين يحتسبون من الله في قتالهم الأجر ويحبون الجهاد في سبيل الله أشد من حبهم أبكار نسائهم وعقائل أمولاهم الرجل منهم عند الهيج خير من ألف رجل من الروم فألقهم بجندك ولا تستوحش لمن غاب عنك من المسلمين فإن الله معك وأنا مع ذلك ممدك بالرجال بعد الرجال حتى تكتفي ولا تحب أن تزداد والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعث بالكتاب مع عبد الله بن نزار العبسي.


TDSHV41P070B

أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو الحسن بن الحمامي أنبأ أبو علي بن الصواف نا محمد بن الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار أنا إسحاق بن بشر قال وأخبرني محمد بن إسحاق عن الزهري وأخبرني ابن سمعان أيضا عن الزهري أن عكرمة بن أبي جهل كان يومئذ يعني يوم فحل أعظم الناس بلاء وأنه كان يركب الأسنة حتى جرحت صدره ووجهه فقيل له اتق الله وارفق بنفسك قال كنت أجاهد بنفسي عن اللات والعزى فأبذلها لها فأستبقيها الآن عن الله ورسوله لا والله أبدا قالوا فلم يزدد إلا إقداما حتى قتل يومئذ رحمه الله قالوا قال الزهري فوقف عليه خالد بن الوليد فقال ليت ابن حنتمة يعني عمر نظر إلى ابن عمي وركوبه الأسنة حتى يعلم انا إذا لقينا العدو ركبا الأسنة ركوبا قالوا وقال الزهري كان الذي كان بينهما كالمتجانبين حتى أذهب الله ذلك منهم بعد رحمة الله عليهما.


TDSHV43P447A

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد أنا أبو الحسن بن الحمامي أنا أبو علي بن الصواف أنا الحسن بن علي القطان أنا إسماعيل بن عيسى العطار أنا إسحاق بن بشر قال ابن إسحاق ونا الثقة عن عبد الله بن أبي الهذيل قال رأيت عمار بن ياسر وهو أمير الناس بالكوفة خرج فابتاع قتا بدرهم ثم رأيته ينازع صاحبه جزء بنصفين فأخذ عمار نصفا وصاحبه نصفا ثم حمله على عاتقه فأدخله القصر.


TDSHV43P449C

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن محمد بن أحمد أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ أنا محمد بن أحمد بن الحسن أنا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا إسحاق بن بشر أنا ابن إسحاق قال إن عمارا كان على الكوفة سنتين إلا ثلاثة أشهر ثم خرج وافدا إلى عمر ومعه أهل الكوفة قال ونا محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أبي خالد البجلي عن قيس بن أبي حازم قال وفد جرير بن عبد الله إلى عمر بن الخطاب مع عمار بن ياسر معه ما نزع سعدا قال فقال عمر ألا تخبروني أي منزلتكم أعجب إليكم يعني الكوفة أو المدائن مع ذلك إني أسألكم عنها وإني لأعرف فضل أحدهما على الآخر في وجوهكم فقال جرير أصلحك الله أما مزلنا هذا الأدنى فهو أدنى محلة من السواد من البر وأما الآخر بأرض فارس وعكتها وحدها وبعوضها وبقها وعصبها فقال له عمار بن ياسر كذبت فقال له عمر لم تكذب ثم قال عمر ألا تخبروني عن أميركم هذا مجزي هو فقال جرير هو والله غير مجزي ولا كاف ولا عالم بالسياسة وقال سعد بن مسعود الثقفي والله ما ندري ما استعملته عليه فقال ما الذي استعملتك عليه قال استعملتني على الحيرة وأرضها فقال عمر أما الحيرة فقد سمعنا بها وتجارنا يختلفون إليها قال استعملتني على بابل وأرضها قال عمر قد سمعنا ببابل وذكرها في القرآن قال استعملتني على المدائن مدائن كسرى فقالوا قد أخبرناك أنه لا يدري ما استعملته عليه فعزله.


TDSHV44P400C

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو علي محمد بن محمد بن المسلمة أنا علي بن أحمد بن عمر أنا محمد بن أحمد بن الحسن نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار أنا إسحاق بن بشير قال وقال إسحاق وحدثني الزهري قال حج عمر فلما رمى الجمرة أصابته حصاة فأدمته فقال رجل من لهب أشعروه لا يحج بعد العام أبدا فلما كان ليلة الحصبة اضطجع عمر بالأبطح ثم كوم كومة من بطحائها ثم استلقى عليها ومد يديه إلى السماء فقال اللهم كبرت سني وضعفت قوتي وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مفرط ولا مضيع فأقبل رجل إلى عمر منتقب فسلم عليه ثم قال جزى الله خيرا من إمام وباركت يد الله في ذاك الأديم الممزق قضيت أمورا ثم غادرت بعدها بوائج في أكمامها لم تفتق وكنت تشوب الدين بالحلم والتقى وحكم صليب الرأي غير مروق فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق وزير النبي حياته ووليه كساه الإله جنة لم تخرق من الفضل والإسلام والدين والتقى فبابك عن كل الفواحش مغلق أبعد قتيل بالمدينة أظلمت له الأرض واهتز العضاه بأسوق فما كنت أخشى أن تكون وفاته بكفي سبنتى أزرق العين مطرق تظل الحصان البكر تبدي عويلها تنادي فويق الأيطل المتأرق.


TDSHV70P144C

أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي وجماعة عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه أنا عثمان بن أحمد الدقاق وأحمد بن سندي بن الحسن الحداد قالا أنا الحسن بن علي العطار نا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر عن محمد بن إسحاق قال سمعت من حدثني عن عروة بن الزبير أن آجر كانت جارية من جرهم فسبيت فوقعت عند فرعون بمصر فمن ثم قال أبو هريرة فتلك أمكم يا بني ماء السماء قال وكانت جارية شعراء كحلاء جعدة مفلجة الثنايا حسناء عربية اللسان والحسب فأعطاها ألف شاة ومائة بقرة برعاتها وأعطاها خمسين بعيرا وخمسين حمارا قال فجاءت سارة إلى إبراهيم فقالت أبشر فقد صنع لك فقال إبراهيم عليه السلام لم يزل بي حفيا قال فانطلق إبراهيم فنزل أرض فلسطين ونزل لوط سدوم ونزل هاران حران وإنما سميت حران لأن هاران نزلها وذلك قبل أن يبوئ الله لإبراهيم البيت وقبل أن يولد له إسماعيل وإسحاق وقبل أن يبعث رسولا.


TDSHV03P450A

وقد روي هذا الحديث أيضا عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وهو في تاريخ اليمن من طريقه أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد السلمي الفقيه الفرضي وأبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر الوكيل قالوا أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي أنبأنا عبد الله بن محمد البلوي حدثنا عمارة بن زيد حدثنا إسحاق بن بشر وسلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال حدثني شيخ من الأنصار يقال له عبد الله بن محمود من آل محمد بن مسلمة قال بلغني أن رجالا من خثعم كانوا يقولون إن مما دعانا إلى الإسلام أنا كنا قوما نعبد الأوثان فبينا نحن ذات يوم عند وثن لنا إذ أقبل نفر يتقاضون إليه يرجون الفرج من عنده لشئ شجر بينهم إذ هتف بهم هاتف من الصنم فجعل يقول يا أيها الناس ذوي الأجسام من بين أشياخ إلى غلام ما أنتم وطائش الأحكام ومسند الحكم إلى الأصنام أكلكم في حيرة النيام أم لا ترون مامن رسول صادق الكلام أعدل ذي حكم من الأحكام يأمر بالصلاة والصيام والبر والصلاة للأرحام ويزجر الناس عن الآثام والرجس والأوثان والحرام من هاشم في ذروة السنام مستعلنا في البلد الحرام أزكى الصلاة عليه والسلام قال فلما سمعنا ذلك تفرقنا عنه وأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمنا.


KJHHV01P041A

حدثنا عبد الله بن محمد البلوي بمصر قال ثنا عمارة بن زيد قال ثنا إسحاق بن بشر وسلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال حدثني شيخ من الأنصار يقال له عبد الله بن محمود من آل محمد بن مسلمة قال بلغني أن رجالا من خثعم كانوا يقولون إن مما دعانا من إلى الإسلام أنا كنا قوما نعبد الأوثان فبينا نحن ذات يوم عند وثن لنا إذ أقبل نفر يتقاضون إليه يرجون الفرج من عنده لشيء شجر بينهم إذا هتف بهم هاتف من الصنم فجعل يقول من الرجز يا أيها الناس ذوو الأجسام من بين أشياخ إلى غلام ما أنتم وطائش الأحلام ومسند الحكم إلى الأصنام أكلكم في حيرة نيام أم لا ترون ما أرى أمامي من ساطع يجلو دجى الظلام قد لاح للناظر من تهام ذاك نبي سيد الأنام قد جاء بعد الكفر بالإسلام أكرمه الرحمن من إمام ومن رسول صادق الكلام أعدل ذي حكم من الحكام يأمر بالصلاة والصيام والبر والصلات للأرحام ويزجر الناس عن الآثام والرجس والأوثان والحرام من هاشم في ذروة السنام مستعلنا في البلد الحرام قال فلما سمعنا ذلك تفرقنا عنه وأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمنا.


KTHSV01P361A

قال الخرائطي وحدثنا عبد الله بن محمد البلوي بمصر حدثنا عمارة بن زيد حدثنا إسحاق بن بشر وسلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق حدثني شيخ من الأنصار يقال له عبد الله بن محمود من آل محمد بن مسلمة قال بلغني أن رجالا من خثعم كانوا يقولون إن مما دعانا إلى الإسلام أنا كنا قوما نعبد الأوثان فبينا نحن ذات يوم عند وثن لنا إذ أقبل نفر يتقاضون إليه يرجون الفرج من عنده لشئ شجر بينهم إذ هتف بهم هاتف يقول يا أيها الناس ذوو الأجسام من بين أشياخ إلى غلام ما أنتم وطائش الأحلام ومسند الحكم إلى الأصنام أكلكم في حيرة نيام أم لا ترون ما الذى أمامي من ساطع يجلو دجى الظلام قد لاح للناظر من تهام ذاك نبي سيد الأنام قد جاء بعد الكفر بالإسلام أكرمه الرحمن من إمام ومن رسول صادق الكلام أعدل ذي حكم من الأحكام يأمر بالصلاة والصيام والبر والصلات للأرحام ويزجر الناس عن الآثام والرجس والأوثان والحرام من هاشم في ذروة السنام مستعلنا في البلد الحرام قال فلما سمعنا ذلك تفرقنا عنه وأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمنا.


سنة ثلاث عشرة

ذكر عين التمر
TDSHV02P087B

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن المسلمة أنا أبو الحسن بن الحمامي أنا أبو علي بن الصواف أنا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا إسحاق بن بشر قال قال ابن إسحاق إن عمرو بن العاص كتب إلى أبي بكر بعد قتل خالد بن سعيد بن العاص يستمده فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو بالحيرة يأمره أن يمد أهل الشام بمن معه من أهل القوة ويخرج فيهم ويستعمل على ضعفة أصحابه رجلا منهم فلما أتى خالد بن الوليد كتاب أبي بكر قال هذا عمل الأعيسر ابن عم سملة كره أن يكون فتح العراق على يدي فاستعمل على الضعفاء عمير بن سعد واستخلف على من أسلم من العراق المثنى بن حارثة الشيباني وعلى الحيرة والقرياب وخراجها ثم سار حتى نزل على عين التمر وأغار على أهلها ورابط حصونها وفيها مقاتلة كانت لكسرى وضعهم فيها حتى استنزلهم فضرب أعناقهم وسبى من عين التمر بشرا كثيرا فبعث بهم إلى أبي بكر وذلك أول سبي قدم المدينة من ذلك السبي أبو عمرة أبو عبد الله بن أبي عمرة وعبيد مولى المعلى وأبو عبيد الله مولى بني زهرة وخير مولى أبي داود ويسار مولى قيس بن مخرمة.

COMMENT

TDSHV02P087C

ونا أبو حذيفة نا محمد بن إسحاق قال وكان فيهم عمير بن زيتون الذي ببيت المقدس ويسار مولى أبي بن كعب وهو أبو الحسن بن أبي الحسن البصري وأفلح مولى أبي أيوب الأنصاري ووجدوا في كنيسة اليهود صبيانا يتعلمون الكتابة في قرية من قرى عين التمر يقال لها نقيرة وكان فيهم حمران بن أبان مولى عثمان وقتل هلال بن عطية بن بشر النمري وصلبه وسار ثم فوز من قراقر وهو ماء لكلب إلى سوى وهو ماء لبهراء بينهما خمس ليال فلم يهتد إلى الطريق فطلب دليلا فدل على رافع بن عميرة الطائي فأتاه رافع فاستدل على الطريق فقال أنشدك الله في نفسك وجيشك فإنها مفازة خمس ليال ليس فيها ماء مع مضلتها وإن الراكب المنفرد يسلكها فيخاف على نفسه المهلكة وما يسلكها إلا مغرور وما علمت أحدا أخذ فيها بثقل فقال خالد إنه لا بد منه وقد كتب إلي الأمير بعزمه فأحضرنا رأيك ونصيحتك ومرنا بأمرك قال رافع فابغني من الإبل عشرين سمان عظام فأتي بهن وظمأهن حتى جهدن فأوردها الماء فشربن حتى تملأن ثم أمر بمشافرها فقطعن ثم كعمهن كيلا يجتررن ثم حل أذنابهن ثم قال لخالد تزود واحمل من أطاق أن يصر على أذن ناقته ماء فليفعل فإنها المهالك ففعل وساروا فسار معهم وسار خالد معه بالخيول والأثقال فكلما سار يوما وليلة اقتطع منهن أربعة فأطعم لحمانها وسقى ما في أكراشها الخيل وشرب الناس ما كانوا حملوا وبقي منزل واحد ونفدت الإبل وخشي خالد على أصحابه في آخر يوم فأرسل خالد إلى رافع أن الإبل قد نفدت فما ترى قال قد انتهيت إلى الري فلا بأس عليك اطلبوا شجرة مثل قعدة الرجل فعندها الماء ورافع يومئذ رمد فطلبوها فلم يصيبوها فرجعوا إلى رافع فقالوا لم نصبها فقال إنا لله وإنا إليه راجعون هلكتم وهلكت لا أبا لكم اطلبوها فطلبوها فأصابوها قد قطعت الشجرة وقد بقي منها بقية فكبر وكبر الناس فقال احتفروا فاحتفروا عينا عذبة مروية فترووا وسقوا وحملوا فقال رافع إن هذه المفازة ما سلكتها قط إلا مرة واحدة مع أبي وأنا غلام قال ابن إسحاق وبلغني أن خالدا لما نفذت الإبل خاف العطش قال لرافع بن عميرة وهو أرمد ويحك ما عندك قال أدركت الري إن شاء الله انظر هل ترى علمين كأنهما ندبان قال نعم فلما دنا من العلمين قال انظروا هل ترون شجرة من عوسج كقعدة الرجل قالوا لا والله قال إنا لله وإنا إليه راجعون على مثل حديث الأول فقال شاعر من المسلمين لله عينا رافع أنى اهتدى فوز من قراقر إلى سوى خمسا إذا ما سارها الجبس بكى ما سارها من قبله أنس أرى ثم إن خالد بن الوليد أغار على أهل سوى وهو ماء بهراء قبل الصبح وهم يشربون شرابا لهم في جفنة قد اجتمعوا عليها ومغنيهم يقول ألا عللاني قبل جيش أبي بكر لعل منايانا قريب وما ندري فزعموا أن ذلك الرجل المغني قتل تحت الغارة فسال دمه في الجفنة.

COMMENT

سنة الرابع والعشرين

خبر في قتل الهرمزان
TDSHV38P065B

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن أحمد بن السلمة أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا إسحاق بن بشر عن ابن إسحاق حدثني سعد بن إبراهيم عن الزهري أن عثمان بن عفان لما استخلف فبويع خطب الناس ودعا المهاجرين والأنصار فقال أشيروا علي في أمر الهرمزان قالوا له إن الهرمزان لما أتى عمر فقال هذا الهرمزان عظيم الأهواز وقد نزل علي وأنا أريد أن أقتله فأشيروا علي فلم يتكلم منهم أحد فأعاد ثلاث مرات فقال رجل من القوم قد رأيته يصلي قال إذا لا أقتله وقال إبراهيم عن عبد الرحمن بن عوف لقد رأيت الهرمزان على الروحاء يصلي مع عمر بن الخطاب يهل بالحج عليه حبرة قال عثمان أشيروا علي في هذا الذي فتق في الدين وقتله وقتل معه من قتل يعني عبيد الله فاجتمع عامة المهاجرين على كلمة واحدة يشجعون عثمان على قتل عبيد الله بن عمر وجل الناس الأعظم يقولون أبعده الله أتريدون أن تلحقوا عمر ابنه وكثر في ذلك اللغط والإختلاف فقال عمرو بن العاص إن هذا الأمر قد كان قبل أن يكون لك على الناس سلطان فأعرض عنه فتركه عثمان فلم يهج عبيد الله وودى عثمان الهرمزان وجفينة من بيت المال وكانت بيعة عثمان في ليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين فلما بويع أتاه الناس فبايعوه ودعوا له بالبركة فقام عثمان فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال أيها الناس اتقوا الله واعلموا أن الدنيا كما نعت الله في كتابه لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد وإنها خضرة حلوة غرارة لأهلها مرارة خداعة مخادعة لا يدوم نعيمها ولا يؤمن فجائعها خير العباد فيها من اعتصم بكتاب الله ثم قال إني قد وليت من أمركم وقلدت منه جسيما لا أرجو العون إلا من عند الله الذي ابتلاني به وإن توفيقي في ذلك إلا بالله ثم قال صلوا على نبيكم صلى الله عليه وسلم أيها الناس إن عبيد الله بن عمر كان أصاب الهرمزان بظنة أبيه وكان الهرمزان مولى الإسلام ومولى أبيه الخليفة وأنا ولي دمه وإني رأيت أن أهب ذلك الدم لله ولعمر فقال المقداد بن الأسود وكان ملكا من ملوك كندة أصاب في قومه دما فأتى البيت فعاذ به وحالف حمزة بن عبد المطلب وقد كان تزوج بعض عمات النبي صلى الله عليه وسلم وكان يسمى فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أمير المؤمنين لا يكون أول حكمك فينا حكم الطاغوت إنه من يكن الله مولاه فالله طالب دمه وليس لك أن تهب ما الله أولى به منك فقال عثمان انظروا وينظرون فضاقت الأرض على عبيد الله برحبها فخرجت ذات ليلة فإذا ابن النصر بن الحارث السهمي يتغنى في سواد الليل ألا يا عبيد الله ما لك ملجأ ولا مهرب دون ابن أروى ولا خفر أصبت دما والله في غير كنهه حراما وقتل الهرمزان له خطر غدوت عليه ظالما فضربته بأبيض مصقول شفاشفه ذكر على غير شئ غير أن قال قائل أتتهمون الهرمزان على عمر وذلك أن عمر لما قتل قال قائل قد رأيت هذا الخنجر مع الهرمزان وأبو لؤلؤة يكلمه فقال عبيد الله هذا رأي الهرمزان فضربه بالسيف حتى قتله فعاقد علي بن أبي طالب لئن ملك يوما ليقتلن عبيد الله به ثم إن عثمان دعا عبيد الله فقال قد وهبت لك أمر الهرمزان لأني أمير المؤمنين وأنا ولي دمه فطعن عليه المسلمون في ذلك فكان أول إحداثه فقال زياد بن لبيد بن بياضة الأنصاري أبا عمرو عبيد الله رهن فلا تشكك بقتل الهرمزان أبا عمرو حكمت بغير حق فما لك بالذي حدثت يدان.

COMMENT