The witness version of ʿAlī b. Mujāhid b. Rafīʿ al-Rāzī al-Kindī “Ibn al-Kābilī”

السيرة النبوية لمحمد بن اسحاق في رواية علي بن مجاحد بن رفيع الرازي الكندي او ابن الكابلي



كتاب المبتدأ

ذكر الأحداث التي كانت في عهد نوح *

وروي عن علي بن مجاهد عن ابن إسحاق عن الزهري وعن محمد بن § صالح عن الشعبي قالا لما هبط آدم من الجنة وانتشر ولده أرخ بنوه من هبوط آدم فكان ذلك التاريخ حتى بعث الله نوحا فارخوا ببعث نوح حتى كان الغرق فهلك من هلك ممن كان على وجه الأرض فلما هبط نوح وذريته وكل من كان في السفينة إلى الأرض قسم الأرض بين ولده أثلاثا فجعل لسام وسطا من الأرض ففيها بيت المقدس والنيل والفرات ودجلة وسيحان وجيحان وفيشون وذلك ما بين فيشون إلى شرقي النيل وما بين منخر ريح الجنوب إلى منخر الشمال وجعل لجام قسمه غربي النيل فما وراءه إلى منخر ريح الدبور وجعل قسم يافث في فيشون فما وراءه إلى منخر ريح الصبا فكان التاريخ من الطوفان إلى نار إبراهيم ومن نار إبراهيم إلى مبعث يوسف ومن مبعث يوسف إلى مبعث موسى ومن مبعث موسى إلى ملك سليمان ومن ملك سليمان إلى مبعث عيسى بن مريم ومن مبعث عيسى بن مريم الى ان بعث رسول صلى الله عليه وسلم وهذا الذي ذكر عن الشعبي من التاريخ ينبغي أن يكون على تاريخ اليهود فأما أهل الإسلام فإنهم لم يؤرخوا إلا من الهجرة ولم يكونوا يؤرخون بشيء من قبل ذلك غير أن قريشا كانوا فيما ذكر يؤرخون قبل الإسلام بعام الفيل وكان سائر العرب يؤرخون بأيامهم المذكورة كتاريخهم بيوم جبلة وبالكلاب الاول والكلاب الثانى وكانت النصارى تؤرخ بعهد الإسكندر ذي القرنين وأحسبهم على ذلك من التاريخ إلى اليوم وأما الفرس فإنهم كانوا يؤرخون بملوكهم وهم اليوم فيما أعلم يؤرخون بعهد يزدجرد بن شهريار لأنه كان آخر من كان من ملوكهم له ملك بابل والمشرق.


كتاب المبعث

ذكر اليوم الذى نبى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشهر الذي نبئ فيه وما جاء في ذلك *

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عمن لا يتهم عن عبد الله بن كعب مولى عثمان أنه حدث أن عمر بن الخطاب بينا هو جالس في الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل من العرب داخل المسجد يريد عمر يعني ابن الخطاب فلما نظر إليه عمر قال إن الرجل لعلى شركه بعد ما فارقه أو لقد كان كاهنا في الجاهلية فسلم عليه الرجل ثم جلس فقال له عمر هل أسلمت فقال نعم فقال هل كنت كاهنا في الجاهلية فقال الرجل سبحان الله لقد استقبلتني بأمر ما أراك قلته لأحد من رعيتك منذ وليت فقال عمر اللهم غفرا قد كنا في الجاهلية على شر من ذلك نعبد الأصنام ونعتنق الأوثان حتى أكرمنا الله بالإسلام فقال نعم والله يا أمير المؤمنين لقد كنت كاهنا في الجاهلية قال فأخبرنا ما أعجب ما جاءك به صاحبك قال جاءني قبل الإسلام بشهر أو سنة فقال لي ألم تر إلى الجن وإبلاسها وإياسها من دينها ولحوقها بالقلاص وأحلاسها قال فقال عمر عند ذلك يحدث الناس والله إني لعند وثن من أوثان الجاهلية في نفر من قريش قد ذبح له رجل من العرب عجلا فنحن ننظر قسمه ليقسم لنا منه إذ سمعت من جوف العجل صوتا ما سمعت صوتا قط أنفذ منه وذلك قبل الإسلام بشهر أو شيعه يقول يا آل ذريح § أمر نجيح ورجل يصيح يقول لا إله إلا الله حدثنا ابن حميد قال حدثنا علي بن مجاهد عن ابن إسحاق عن الزهري عن عبد الله بن كعب مولى عثمان بن عفان مثله.


ذكر أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أول ذكر أسلم

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل وعلي بن مجاهد قال سلمة حدثني محمد بن إسحاق عن يحيى بن أبي الأشعث قال أبو جعفر وهو في موضع آخر من كتابي عن يحيى بن الأشعث عن إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندي وكان عفيف أخا الأشعث بن قيس الكندي لأمه وكان ابن عمه عن أبيه عن جده عفيف قال كان العباس ابن عبد المطلب لي صديقا وكان يختلف إلى اليمن يشتري العطر فيبيعه أيام الموسم فبينا أنا عند العباس بن عبد المطلب بمنى فأتاه رجل مجتمع فتوضأ فأسبغ الوضوء ثم قام يصلي فخرجت امرأة فتوضأت وقامت تصلي ثم خرج غلام قد راهق فتوضأ ثم قام إلى جنبه يصلي فقلت ويحك يا عباس ما هذا قال هذا ابن أخي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يزعم أن الله بعثه رسولا وهذا ابن أخي علي بن أبي طالب قد تابعه على دينه وهذه امرأته خديجة ابنة خويلد قد تابعته على دينه قال عفيف بعد ما أسلم ورسخ الإسلام في قلبه يا ليتني كنت رابعا.

COMMENT
KTHJV06P173B

وكذلك رواه البغوى عن عبد الرحمن بن صالح به وقد رواه أبو نعيم عن أبى عمرو بن حمدان عن الحسن بن سفيان عن محمد بن حميد عن سلمة بن الفضل وعلى بن مجاهد عن محمد ابن إسحاق عن ابن أبى الأشعث عن إسماعيل ابن إياس بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف قال كان العباس بن عبد المطلب لى صديقا وكان يختلف إلى اليمن يشترى القطن يبيعه فى الموسم فبينما أنا عند العباس إذا رجل مجتمع فتوضأ فأسبغ الوضوء ثم قام فصلى ثم خرجت امرأة فتوضأت وقامت تصلى خلفه ثم جاء غلام مراهق فتوضأ فقام معه يصلى إلى جنبه فقلت ويحك يا عباس ما هذا فقال هذا ابن أخى محمد بن عبد الله يزعم أن الله أرسله رسولا وهذا ابن أخى على ابن أبى طالب وهذه امرأته خديجة قال عفيف بعدما أسلم فرسخ فى الإسلام ليتنى كنت رابعا.

COMMENT
ذكر الوقت الذي عمل فيه التأريخ *

وقال علي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق عن الزهري وعن محمد ابن صالح عن الشعبي قالا أرخ بنو إسماعيل من نار ابراهيم ع إلى بنيان البيت حين بناه إبراهيم وإسماعيل ثم أرخ بنو إسماعيل من بنيان البيت حتى تفرقت فكان كلما خرج قوم من تهامه ارخوا § بمخرجهم ومن بقي بتهامة من بني إسماعيل يؤرخون من خروج سعد ونهد وجهينة بني زيد من تهامة حتى مات كعب بن لؤي فأرخوا من موت كعب بن لؤي إلى الفيل فكان التأريخ من الفيل حتى ارخ عمر ابن الخطاب من الهجرة وذلك سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة.


كتاب المغازي

ذكر غزوة بني المصطلق

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل وعلي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة وعن عبد الله بن أبي بكر وعن محمد بن يحيى بن حبان قال كل قد حدثني بعض حديث بني المصطلق قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بلمصطلق يجتمعون له وقائدهم الحارث بن أبي ضرار ابو جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل فتزاحف الناس واقتتلوا قتالا شديدا فهزم الله بني المصطلق وقتل من قتل منهم ونفل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءهم ونساءهم وأموالهم فأفاءهم الله عليه وقد أصيب رجل من المسلمين من بني كلب بن عوف بن عامر بن ليث ابن بكر يقال له هشام بن صبابة أصابه رجل من الانصار من رهط عباده ابن الصامت وهو يرى أنه من العدو فقتله خطا § فبينا الناس على ذلك الماء وردت واردة الناس ومع عمر بن الخطاب أجير له من بني غفار يقال له جهجاه بن سعيد يقود له فرسه فازدحم جهجاه وسنان الجهني حليف بني عوف بن الخزرج على الماء فاقتتلا فصرخ الجهني يا معشر الأنصار وصرخ جهجاه يا معشر المهاجرين فغضب عبد الله بن ابى بن سلول وعنده رهط من قومه فيهم زيد بن أرقم غلام حديث السن فقال أقد فعلوها قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا والله ما عدونا وجلابيب قريش ما قال القائل سمن كلبك يأكلك أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ثم أقبل على من حضره من قومه فقال هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير بلادكم فسمع ذلك زيد بن أرقم فمشى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك عند فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدوه فأخبره الخبر § وعنده عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به عباد بن بشر بن وقش فليقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه لا ولكن أذن بالرحيل وذلك في ساعة لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتحل فيها فارتحل الناس وقد مشى عبد الله بن ابى بن سلول الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه أن زيد بن أرقم قد بلغه ما سمع منه فحلف بالله ما قلت ما قال ولا تكلمت به وكان عبد الله بن أبي في قومه شريفا عظيما فقال من حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه من الأنصار يا رسول الله عسى أن يكون الغلام أوهم في حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل حدبا على عبد الله بن أبي ودفعا عنه فلما استقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار لقيه أسيد بن حضير فحياه تحية النبوة وسلم عليه ثم قال يا رسول الله لقد رحت في ساعة منكرة ما كنت تروح فيها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم او ما بلغك ما قال صاحبكم قال وأي صاحب يا رسول الله قال عبد الله بن أبي قال وما قال قال زعم أنه إن رجع إلى المدينة أخرج الأعز منها الأذل قال أسيد فأنت والله يا رسول الله تخرجه إن شئت هو والله الذليل وأنت العزيز ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ارفق به فو الله لقد جاء الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه فإنه ليرى أنك قد استلبته ملكا ثم متن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس يومهم ذلك حتى أمسى وليلتهم حتى أصبح وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس § ثم نزل بالناس فلم يكن إلا أن وجدوا مس الأرض وقعوا نياما وإنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس من حديث عبد الله بن أبي ثم راح بالناس وسلك الحجاز حتى نزل على ماء بالحجاز فويق النقيع يقال له نقعاء فلما راح رسول الله صلى الله عليه وسلم هبت على الناس ريح شديدة آذتهم وتخوفوها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تخافوا فإنما هبت لموت عظيم من عظماء الكفار فلما قدموا المدينة وجدوا رفاعة بن زيد بن التابوت أحد بني قينقاع وكان من عظماء يهود وكهفا للمنافقين قد مات في ذلك اليوم ونزلت السورة التي ذكر الله فيها المنافقين في عبد الله بن ابى بن سلول ومن كان معه على مثل أمره فقال ﴿إذا جاءك المنافقون﴾ فلما نزلت هذه السورة أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذن زيد بن أرقم فقال هذا الذي أوفى الله بإذنه.

COMMENT

ثم دخلت سنة إحدى عشرة ذكر الأحداث التي كانت فيها *

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة وعلي بن مجاهد عن محمد ابن إسحاق عن عبد الله بن عمر بن علي عن عبيد بن جبير مولى الحكم ابن أبي العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل فقال لي يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي فانطلقت معه فلما وقف بين أظهرهم قال السلام عليكم أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى ثم أقبل علي فقال يا أبا مويهبة إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة خيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة فاخترت لقاء ربي والجنة قال قلت بأبي أنت وأمي فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة فقال لا والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي والجنة ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف فبدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجعه الذي قبض فيه.

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد ابن إسحاق وحدثنا ابن حميد قال حدثنا علي بن مجاهد قال حدثنا ابن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعا في راسى وانا اقول وا راساه قال بل انا والله يا عائشة وا راساه ثم قال ما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك فقلت والله لكأني بك لو فعلت ذلك رجعت إلى بيتي فأعرست § ببعض نسائك قالت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتام به وجعه وهو يدور على نسائه حتى استعز به وهو في بيت ميمونة فدعا نساءه فاستأذنهن أن يمرض في بيتي فاذن له فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رجلين من أهله أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر تخط قدماه الأرض عاصبا رأسه حتى دخل بيتي قال عبيد الله فحدثت هذا الحديث عنها عبد الله بن عباس فقال هل تدري من الرجل قلت لا قال علي بن أبي طالب ولكنها كانت لا تقدر على أن تذكره بخير وهي تستطيع ثم غمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد به الوجع فقال أهريقوا علي من سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم قالت فأقعدناه في مخضب لحفصة بنت عمر ثم صببنا عليه الماء حتى طفق يقول حسبكم حسبكم.

ذكر بعض خطبه رضي الله تعالى عنه *

حدثني عمر قال حدثنا علي عن أبي معشر عن ابن المنكدر وغيره وأبي معاذ الأنصاري عن الزهري ويزيد بن عياض عن عبد الله ابن أبي بكر وعلي بن مجاهد عن ابن إسحاق عن يزيد بن عياض عن عبد الله بن أبي إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير أن عمر رضى الله تعالى عنه خطب فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم ذكر الناس بالله عز وجل واليوم الآخر ثم قال يا ايها الناس إني قد وليت عليكم ولولا رجاء أن أكون خيركم لكم وأقواكم عليكم وأشدكم استضلاعا بما ينوب من مهم أموركم ما توليت ذلك منكم ولكفى عمر § مهما محزنا انتظار موافقة الحساب بأخذ حقوقكم كيف آخذها ووضعها أين أضعها وبالسير فيكم كيف أسير فربي المستعان فإن عمر أصبح لا يثق بقوة ولا حيلة إن لم يتداركه الله عز وجل برحمته وعونه وتأييده ثم خطب فقال إن الله عز وجل قد ولاني أمركم وقد علمت أنفع ما بحضرتكم لكم وإني أسأل الله أن يعينني عليه وأن يحرسني عنده كما حرسني عند غيره وأن يلهمني العدل في قسمكم كالذي أمر به وإني امرؤ مسلم وعبد ضعيف إلا ما أعان الله عز وجل ولن يغير الذي وليت من خلافتكم من خلقي شيئا إن شاء الله إنما العظمة لله عز وجل وليس للعباد منها شيء فلا يقولن أحد منكم إن عمر تغير منذ ولي أعقل الحق من نفسي وأتقدم وأبين لكم أمري فأيما رجل كانت له حاجة أو ظلم مظلمة أو عتب علينا في خلق فليؤذني فإنما أنا رجل منكم فعليكم بتقوى الله في سركم وعلانيتكم وحرماتكم وأعراضكم وأعطوا الحق من أنفسكم ولا يحمل بعضكم بعضا على أن تحاكموا إلي فإنه ليس بيني وبين أحد من الناس هوادة وأنا حبيب إلي صلاحكم عزيز علي عتبكم وأنتم أناس عامتكم حضر في بلاد الله وأهل بلد لا زرع فيه ولا ضرع إلا ما جاء الله به إليه وإن الله عز وجل قد وعدكم كرامة كثيرة وأنا مسئول عن أمانتي وما أنا فيه ومطلع على ما بحضرتي بنفسي إن شاء الله لا أكله إلى أحد ولا أستطيع ما بعد منه إلا بالأمناء وأهل النصح منكم للعامة ولست أجعل أمانتي إلى أحد سواهم إن شاء الله وخطب أيضا فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم أيها الناس إن بعض الطمع فقر وإن بعض اليأس غنى وإنكم تجمعون ما لا تأكلون وتأملون ما لا تدركون وأنتم مؤجلون في دار غرور كنتم على § عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤخذون بالوحي فمن أسر شيئا أخذ بسريرته ومن أعلن شيئا أخذ بعلانيته فأظهروا لنا أحسن أخلاقكم والله أعلم بالسرائر فإنه من اظهر شيئا وزعم أن سريرته حسنة لم نصدقه ومن أظهر لنا علانية حسنة ظننا به حسنا واعلموا أن بعض الشح شعبة من النفاق ف أنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون أيها الناس أطيبوا مثواكم وأصلحوا أموركم واتقوا الله ربكم ولا تلبسوا نساءكم القباطي فإنه إن لم يشف فإنه يصف أيها الناس إني لوددت أن أنجو كفافا لا لي ولا علي وإني لأرجو إن عمرت فيكم يسيرا أو كثيرا أن أعمل بالحق فيكم إن شاء الله وألا يبقى أحد من المسلمين وإن كان في بيته إلا أتاه حقه ونصيبه من مال الله ولا يعمل إليه نفسه ولم ينصب إليه يوما وأصلحوا أموالكم التي رزقكم الله ولقليل في رفق خير من كثير في عنف والقتل حتف من الحتوف يصيب البر والفاجر والشهيد من احتسب نفسه وإذا أراد أحدكم بعيرا فليعمد إلى الطويل العظيم فليضربه بعصاه فإن وجده حديد الفؤاد فليشتره قالوا وخطب أيضا فقال إن الله سبحانه وبحمده قد استوجب عليكم الشكر واتخذ عليكم الحج فيما آتاكم من كرامة الآخرة والدنيا عن غير مسألة منكم له ولا رغبة منكم فيه إليه فخلقكم تبارك وتعالى ولم تكونوا شيئا لنفسه وعبادته وكان قادرا أن يجعلكم لأهون خلقه عليه فجعل لكم عامة خلقه ولم يجعلكم لشيء غيره وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة وحملكم في البر والبحر ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون § ثم جعل لكم سمعا وبصرا ومن نعم الله عليكم نعم عم بها بني آدم ومنها نعم اختص بها أهل دينكم ثم صارت تلك النعم خواصها وعوامها في دولتكم وزمانكم وطبقتكم وليس من تلك النعم نعمة وصلت إلى امرئ خاصة إلا لو قسم ما وصل إليه منها بين الناس كلهم أتعبهم شكرها وفدحهم حقها إلا بعون الله مع الإيمان بالله ورسوله فأنتم مستخلفون في الأرض قاهرون لأهلها قد نصر الله دينكم فلم تصبح أمة مخالفة لدينكم إلا أمتان أمة مستعبدة للإسلام وأهله يجزون لكم يستصفون معايشهم وكدائحهم ورشح جباههم عليهم المئونة ولكم المنفعة وأمة تنتظر وقائع الله وسطواته في كل يوم وليلة قد ملأ الله قلوبهم رعبا فليس لهم معقل يلجئون إليه ولا مهرب يتقون به قد دهمتهم جنود الله عز وجل ونزلت بساحتهم مع رفاغة العيش واستفاضة المال وتتابع البعوث وسد الثغور بإذن الله مع العافية الجليلة العامة التي لم تكن هذه الأمة على أحسن منها مذ كان الإسلام والله المحمود مع الفتوح العظام في كل بلد فما عسى أن يبلغ مع هذا شكر الشاكرين وذكر الذاكرين واجتهاد المجتهدين مع هذه النعم التي لا يحصى عددها ولا يقدر قدرها ولا يستطاع أداء حقها إلا بعون الله ورحمته ولطفه فنسأل الله الذي لا إله إلا هو الذي أبلانا هذا أن يرزقنا العمل بطاعته والمسارعة إلى مرضاته واذكروا عباد الله بلاء الله عندكم واستتموا نعمة الله عليكم وفي مجالسكم مثنى وفرادى فإن الله عز وجل قال لموسى خرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض فلو كنتم إذ كنتم مستضعفين محرومين خير الدنيا على شعبة من الحق تؤمنون بها وتستريحون إليها مع المعرفة بالله ودينه وترجون بها الخير فيما بعد الموت لكان ذلك ولكنكم كنتم أشد الناس معيشة وأثبتهم بالله جهالة فلو كان هذا الذي استشلاكم § به لم يكن معه حظ في دنياكم غير أنه ثقة لكم في آخرتكم التي إليها المعاد والمنقلب وأنتم من جهد المعيشة على ما كنتم عليه أحرياء أن تشحوا على نصيبكم منه وأن تظهروه على غيره فبله ما إنه قد جمع لكم فضيلة الدنيا وكرامة الآخرة ومن شاء أن يجمع له ذلك منكم فأذكركم الله الحائل بين قلوبكم الا ما عرفتم حق الله فعلمتم له وقسرتم أنفسكم على طاعته وجمعتم مع السرور بالنعم خوفا لها ولانتقالها ووجلا منها ومن تحويلها فإنه لا شيء أسلب للنعمة من كفرانها وإن الشكر أمن للغير ونماء للنعمة واستيجاب للزيادة هذا لله علي من أمركم ونهيكم واجب.

COMMENT

كتاب الايام

ثم دخلت سنة أربع وخمسين *

ذكر توليه معاويه عبيد الله بن زياد على خراسان *

حدثني عمر قال حدثني علي قال أخبرنا علي بن مجاهد عن ابن إسحاق قال استعمل معاوية عبيد الله بن زياد وقال استمسك الفسفاس إن لم يقطع وقال له اتق الله ولا تؤثرن على تقوى الله شيئا فإن في تقواه عوضا وق عرضك من أن تدنسه وإذا أعطيت عهدا فف به ولا تبيعن كثيرا بقليل ولا تخرجن منك أمرا حتى تبرمه فإذا خرج فلا يردن عليك وإذا لقيت عدوك فكن اكثر من معك وقاسمهم على كتاب الله § ولا تطمعن أحدا في غير حقه ولا تؤيسن أحدا من حق له ثم ودعه.


The following have not been placed as of 6/13/23

+

أبي القاسم الطبراني قال حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي قالا حدثنا أحمد بن خالد الوهبي قال حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان قال قلت لعبد الله بن عبد الله بن عمر أرأيت توضي ابن عمر لكل صلاة فقال حدثته أسماء بنت زيد بن الخطاب أن عبد الله بن حنظلة حدثها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء لكل صلاة على طهر وعلى غير طهر فلما شق عليهم أمر بالسواك لكل صلاة فكان ابن عمر يرى أن له على ذلك قوة وكان يتوضأ لكل صلاة على طهر وعلى غير طهر رواه عن محمد بن عوف الطائي عن أحمد بن خالد الوهبي فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين وقد اختلف فيه على محمد بن إسحاق رواه إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق بهذا الإسناد إلا أنه قال عبيد الله بن عبد الله بن عمر ورواه علي بن مجاهد وسلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن محمد بن يحيى بن حبان.

حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرا أو غير طاهر الحديث د في الطهارة عن محمد بن عوف الطائي الحمصي عن أحمد خالد الوهبي عن محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أسماء بنت زيد بن الخطاب عنه به قال د رواه إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق فقال عبيد الله بن عبد الله رواه علي بن المجاهد وسلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن محمد بن يحيى بن حبان.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية أنبأ أحمد بن معروف نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد أنا علي بن محمد القرشي عن أبي معشر عن يزيد بن رومان ومحمد بن كعب وعن أبي بكر الهذلي عن الشعبي وعن علي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق عن الزهري وعكرمة بن خالد وعاصم بن عمر بن قتادة وعن يزيد بن عياض بن جعدبة عن عبد الله بن ابي بكر بن حزم وعن مسلمة بن علقمة عن خالد الحذاء عن ابي قلابة في رجال آخرين من أهل العلم يزيد بعضهم على بعض قالوا قدم نهشل بن مالك الوائلي من باهلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدا لقومه فأسلم وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمن أسلم من قومه كتابا فيه شرائع الإسلام وكتبه عثمان بن عفان وسيأتي ذكر عثمان في حرف العين إن شاء الله تعالى.


ما أخبرنا به أبو طاهر قال أخبرنا أبو بكر بن طاهر قال أخبرنا أبو محمد الجوهري قال أخبرنا عمر بن حيوية قال أخبرنا أحمد بن معروف قال أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال أخبرنا محمد بن سعد قال أخبرنا علي بن محمد بن § علي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن علي بن حسين قال كانت امرأة من بني النجار يقال لها فاطمة بنت النعمان لها تابع من الجن فكان يأتيها حين هاجر النبي صلى الله عليه وسلم فانقض على الحائط فقالت مالك لم تأت كما كنت فقال قد جاء النبي الذي حرم الزنا والخمر.


وحدثني المدائني عن علي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق عن الزهري قال لما هزم الله المشركين بنهاوند رجع الناس إلى أمصارهم وبقي أهل الكوفة مع حذيفة فغزا أذربيجان فصالحوه على مائة ألف.


أخبرني أحمد بن علي التوزي حدثنا محمد بن المظفر حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائني أخبرنا زياد بن أيوب حدثنا علي بن مجاهد الرازي حدثنا محمد § ابن إسحاق عن أبي الرجال عن أمه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كسر عظم الميت ككسر عظم الحي.


وكذلك روى مجاهد وقال ابن سحاق عمَّن أسلم منهم إن المسيح حين حصره اليهود قال من يقبل صورتي فيقتل وله الجنة فقال أحد من معه أنا فوقع عليه شبه المسيح وصعد بالمسيح من ساعته إلى السماء وأخذ الرجل فقتل صبيحة تلك الليلة.


وسئل عن حديث رواه ابن حميد عن علي بن مجاهد § عن محمد بن إسحاق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الجلالة وألبانها.


حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا علي بن المجاهد عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن أن خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم C تقتل عمارا الفئة الباغية.