The witness version of ******

السيرة النبوية لمحمد بن اسحاق في رواية *******



كتاب المبتدأ

القول في كم قدر جميع الزمان من ابتدائه إلى انتهائه وأوله إلى آخره *

TBRBV01P011B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ألا إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثني عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري أبو اليقظان عن ليث بن أبي سليم عن مغيرة بن حكيم عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بقي لأمتي من الدنيا إلا كمقدار الشمس .إذا صليت العصر


القول في الإبانة عن فناء الزمان والليل والنهار وأن لا شيء يبقى غير الله تعالى ذكره *
القول في ابتداء الخلق ما كان أوله *
TBRBV01P034B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال قال ابن إسحاق كان أول ما خلق الله عز وجل النور والظلمة ثم ميز بينهما فجعل الظلمة ليلا أسود مظلما وجعل النور نهارا مضيئا مبصرا.


+
TBRBV01P035B

وعن ابن إسحاق التي حدثكموها ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال يقول الله عز وجل وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء فكان كما وصف نفسه عز وجل إذ ليس إلا الماء عليه العرش وعلى العرش ذو الجلال والإكرام فكان أول ما خلق الله النور والظلمة.

RZTXV06P2005G

حدثنا علي بن الحسين ثنا محمد بن عيسى ثنا سلمة بن الفضل ثنا محمد بن إسحاق قال وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء فكان كما وصف نفسه تبارك وتعالى إنه ليس إلا الماء عليه العرش وعلى العرش ذو الجلال والإكرام والعزة والسلطان والملك والقدرة والحلم والعلم والرحمة والنقمة الفعال لما يريد.

TBRBV01P035D

وكذلك قول ابن إسحاق الذي ذكرناه عنه معناه أن الله خلق النور والظلمة بعد خلقه عرشه والماء الذي عليه عرشه وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رويناه عنه أولى قول في ذلك بالصواب لأنه كان أعلم قائل في ذلك قولا بحقيقته وصحته وقد روينا عنه ع أنه قال أول شيء خلقه الله عز وجل القلم من غير استثناء منه شيئا من الأشياء أنه تقدم خلق الله إياه خلق القلم بل عم بقوله ص ان أول شيء خلقه الله القلم كل § شيء وأن القلم مخلوق قبله من غير استثنائه من ذلك عرشا ولا ماء ولا شيئا غير ذلك.


TBRBV01P036C

وأما ابن إسحاق فإنه لم يسند قوله


القول في الذي ثنى خلق القلم *

TBRBV01P044D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال حدثني محمد ابن أبي إسحاق قال يقول أهل التوراة ابتدأ الله الخلق يوم الأحد وقال أهل الإنجيل ابتدأ الله الخلق يوم الاثنين ونقول نحن المسلمون فيما انتهى إلينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدأ الله الخلق يوم السبت وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال كل فريق من هذين الفريقين اللذين قال أحدهما ابتدأ الله الخلق في يوم الأحد وقال الآخر منهما ابتدأ في يوم السبت.


TBRBV01P045C

فأما ما قال ابن إسحاق في ذلك فإنه إنما استدل بزعمه على أن ذلك كذلك لأن الله عز ذكره فرغ من خلق جميع خلقه يوم الجمعة وذلك اليوم السابع وفيه استوى على العرش وجعل ذلك اليوم عيدا للمسلمين ودليله على ما زعم أنه استدل به على صحه قوله فيما حكينا عنه من ذلك هو الدليل على خطئه فيه وذلك ان الله تبارك وتعالى أخبر عباده في غير موضع من محكم تنزيله أنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام فقال الله الذي خلق § السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون وقال تعالى ذكره قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم .


ذكر الخبر عن غمط عدو الله نعمة ربه واستكباره عليه وادعائه الربوبية *
ذكر السبب الذي به هلك عدو الله وسولت له نفسه من أجله الاستكبار على ربه عز وجل *
TBRBV01P086B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن خلاد بن عطاء عن طاوس عن ابن عباس قال كان إبليس قبل أن يركب المعصية من الملائكة اسمه عزازيل وكان من سكان الأرض وكان من أشد الملائكة اجتهادا وأكثرهم علما فذلك الذي دعاه إلى الكبر وكان من حي يسمون جنا.


TBRBV01P086C

وحدثنا به ابن حميد مرة أخرى قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن خلاد بن عطاء عن طاوس أو مجاهد أبي الحجاج عن ابن عباس وغيره بنحوه إلا أنه قال كان ملكا من الملائكة اسمه عزازيل وكان من سكان الأرض وعمارها وكان سكان الأرض فيهم يسمون الجن من بين الملائكة.


TBRBV01P093C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال يقال والله أعلم خلق الله آدم ثم وضعه ينظر إليه أربعين يوما قبل أن ينفخ فيه الروح حتى عاد صلصالا كالفخار ولم تمسه نار قال فلما § مضى له من المدة ما مضى وهو طين صلصال كالفخار وأراد عز وجل أن ينفخ فيه الروح تقدم إلى الملائكة فقال لهم إذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين.


TBRBV01P095C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال فيقال والله أعلم إنه لما انتهى الروح إلى رأسه عطس فقال الحمد لله قال فقال له ربه يرحمك ربك ووقعت الملائكة حين استوى سجودا له حفظا لعهد الله الذي عهد إليهم وطاعة لأمره الذي أمرهم به وقام عدو الله ابليس من بينهم فلم يسجد متكبرا متعظما بغيا وحسدا فقال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي إلى قوله لأملأن § جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين قال فلما فرغ الله تعالى من إبليس ومعاتبته وأبى إلا المعصية أوقع الله تعالى عليه اللعنة.


TBRBV01P104B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما فرغ الله تعالى من معاتبه ابليس اقبل على آدم ع وقد علمه الأسماء كلها فقال يا آدم أنبئهم بأسمائهم إلى وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون قال ثم ألقى السنة على آدم فيما بلغنا عن أهل الكتاب من أهل التوراة وغيرهم من أهل العلم عن عبد الله بن العباس وغيره ثم أخذ ضلعا من أضلاعه من شقه الأيسر ولأم مكانها لحما وآدم ع نائم لم يهب من نومته حتى خلق الله تعالى من ضلعه تلك زوجه حواء فسواها امراه ليسكن إليها فلما كشف عنه السنة وهب من نومته رآها إلى جنبه فقال فيما يزعمون والله أعلم لحمي ودمي وزوجتي فسكن إليها فلما زوجه الله عز وجل وجعل له سكنا من نفسه قال له قبلا يا آدم اسكن أنت .وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين


القول في ذكر امتحان الله تعالى أبانا آدم ع *

TBRBV01P107B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن ليث ابن أبي سليم عن طاوس اليماني عن ابن عباس قال إن عدو الله إبليس عرض نفسه على دواب الأرض أيها تحمله حتى تدخل به الجنة حتى يكلم آدم وزوجه فكل الدواب أبى ذلك عليه حتى كلم الحية فقال لها أمنعك من بني آدم فأنت في ذمتي إن أنت أدخلتني الجنة فجعلته بين نابين من أنيابها ثم دخلت به فكلمهما من فمها وكانت كاسية تمشي على أربع قوائم فأعراها الله تعالى وجعلها تمشي على بطنها قال يقول ابن عباس اقتلوها حيث وجدتموها واخفروا ذمة عدو الله فيها.


TBRBV01P110B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم أن آدم ع حين دخل الجنة ورأى ما فيها من الكرامة وما أعطاه الله منها قال لو أنا خلدنا فاغتمز فيها منه الشيطان لما سمعها منه فأتاه من قبل الخلد.


TBRBV01P110C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثت أن أول ما ابتدأهما به من كيده إياهما أنه ناح عليهما نياحة أحزنتهما حين سمعاها فقالا له ما يبكيك قال أبكي عليكما § تموتان فتفارقان ما أنتما فيه من النعمة والكرامة فوقع ذلك في أنفسهما ثم أتاهما فوسوس إليهما فقال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين أي تكونان ملكين أو تخلدان أي إن لم تكونا ملكين في نعمة الجنة فلا تموتان يقول الله عز وجل فدلاهما بغرور .


TBRBV01P111C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن سعيد بن المسيب قال سمعته يحلف بالله ما يستثني ما أكل آدم من الشجرة وهو يعقل ولكن حواء سقته § الخمر حتى إذا سكر قادته إليها فأكل منها فلما واقع آدم وحواء الخطيئة أخرجهما الله تعالى من الجنه وسلبهما ما كانا فيه من النعمة والكرامة وأهبطهما وعدوهما إبليس والحية إلى .الأرض فقال لهم ربهم اهبطوا بعضكم لبعض عدو


القول في قدر مكث آدم في الجنة ووقت خلق الله عز وجل إياه ووقت إهباطه إياه من السماء إلى الأرض *
القول في الموضع الذي أهبط آدم وحواء إليه من الأرض حين أهبطا إليها *
TBRBV01P122B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال وأما أهل التوراة فإنهم قالوا أهبط آدم بالهند على جبل يقال له واسم عند وإذ يقال له بهيل بين الدهنج والمندل بلدين بأرض الهند قالوا وأهبطت حواء بجدة من أرض مكة.


TBRBV01P126D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال هبط آدم عليه يعني على الجبل الذي هبط عليه ومعه ورق من ورق الجنةفبثه في ذلك الجبل فمنه كان أصل الطيب كله وكل فاكهة لا توجد إلا بأرضالهند.


ذكر الأحداث التي كانت في عهد آدم ع بعد أن أهبط إلى الأرض *
TBRBV01P139C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن بعض أهلالعلم من أهل الكتاب الأول أن آدم ع كان يغشى حواء في الجنة قبل أن تصيبالخطيئة فحملت له بقين بن آدم وتوءمته فلم تجد عليهما وحما ولا وصبا ولم تجد عليهما طلقا حين ولدتهما ولم تر معهما دما لطهر الجنة فلما أكلا منالشجرة وأصابا المعصية وهبطا إلى الأرض واطمأنا بها تغشاها فحملت بهابيلوتوءمته فوجدت عليهما الوحم والوصب ووجدت حين ولدتهما الطلق ورأت معهماالدم وكانت حواء § فيما يذكرون لا تحمل إلا توءما ذكرا وأنثى فولدت حواء لآدم أربعين ولدالصلبه من ذكر وأنثى في عشرين بطنا وكان الرجل منهم أي أخواته شاء تزوج إلاتوءمته التي تولد معه فإنها لا تحل له وذلك أنه لم يكن نساء يومئذ إلاأخواتهم وأمهم حواء.


TBRBV01P140B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم بالكتاب الأول أن آدم أمر ابنه قينا أن ينكح توءمته هابيل وأمر هابيل أنينكح أخته توءمته قينا فسلم لذلك هابيل ورضي وأبى ذلك قين وكره تكرما عنأخت هابيل ورغب بأخته عن هابيل وقال نحن ولادة الجنة وهما من ولادةالأرض وأنا أحق بأختي ويقول بعض أهل العلم من أهل الكتاب الأول بل كانتأخت قين من أحسن الناس فضن بها عن أخيه وأرادها لنفسه والله أعلم أي ذلككان فقال له أبوه يا بني إنها لا تحل لك فأبى قين أن يقبل ذلك من قولأبيه فقال له أبوه يا بني فقرب قربانا ويقرب أخوك هابيل قربانا فأيكماقبل الله قربانه فهو أحق بها وكان قين على بذر الأرض وكان هابيل علىرعاية الماشية فقرب قين قمحا وقرب هابيل أبكارا من أبكار غنمه وبعضهميقول قرب بقره فأرسل الله جل وعز نارا بيضاء فأكلت قربان هابيل وتركت قربانقين وبذلك كان يقبل القربان إذا قبله الله عز وجل فلما قبل الله قربانهابيل وكان في ذلك القضاء له بأخت قين غضب قين وغلب عليه الكبر واستحوذعليه الشيطان فاتبع أخاه هابيل وهو في ماشيته فقتله فهما اللذان قص اللهخبرهما في القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم فقال واتل عليهم يعني أهل الكتاب نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا § فتقبل من أحدهما إلى آخر القصة قال فلما قتله سقط في يديه ولم يدركيف يواريه وذلك أنه كان فيما يزعمون أول قتيل من بني آدم فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي إلى قوله ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون قال ويزعم أهلالتوراة أن قينا حين قتل أخاه هابيل قال الله له أين أخوك هابيل قال ماأدري ما كنت عليه رقيبا فقال الله له إن صوت دم أخيك ليناديني من الأرضالآن أنت ملعون من الأرض التي فتحت فاها فتلقت دم أخيك من يدك فإذا أنتعملت في الأرض فإنها لا تعود تعطيك حرثها حتى تكون فزعا تائها في الأرضفقال قين عظمت خطيئتي من أن تغفرها قد اخرجتنى اليوم عن وجه الارضواتوارى من قدامك وأكون فزعا تائها في الأرض وكل من لقيني قتلني فقالالله عز وجل ليس ذلك كذلك فلا يكون كل من قتل قتيلا يجزى بواحد سبعةولكن من قتل قينا يجزي سبعة .وجعل الله في قين آية لئلا يقتله كل من وجدهوخرج قين من قدام الله عز وجل من شرقي عدن الجنة.


BBKHV03P209A

حدثني أبو الحسن أحمد بن محمد بن حمزة عن رجلين عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن عتاب بن الفضل عن § أبي إسحاق الهمداني عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال بكى آدم عليه الصلاة والسلام على ابنه حين قتل فقال البحر الوافر تغيرت البلاد ومن عليها فلون الأرض مغبر قبيح تغير كل ذي طعم ولون وقل بشاشة الوجه المليح.

COMMENT

TBRBV01P145B

وأما ابن إسحاق فذكر عنه ما قد ذكرت قبل وهو أن جميع ما ولدته حواء لآدملصلبه أربعون من ذكر وأنثى في عشرين بطنا وقال قد بلغنا أسماء بعضهم ولميبلغنا بعض حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال فكان من بلغنا اسمه خمسة عشر رجلا وأربع نسوة منهم قين وتوءمته وهابيلوليوذا وأشوث بنت آدم وتوءمها وشيث وتوءمته وحزورة وتوءمها على § ثلاثين ومائه سنه من عمره ثم اباد بن آدم وتوءمته ثم بالغ بن آدموتوءمته ثم أثاثي بن آدم وتوءمته ثم توبه بن آدم وتوءمته ثم بنان ابنآدم وتوءمته ثم شبوبة بن آدم وتوءمته ثم حيان بن آدم وتوءمته ثم ضرابيسبن آدم وتوءمته ثم هذر بن آدم وتوءمته ثم يحود بن آدم وتوءمته ثم سندلبن آدم وتوءمته ثم بارق بن آدم وتوءمته كل رجل منهم تولد معه امرأة فيبطنه الذي يحمل به فيه.


TBRBV01P148C

وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن داود بن الحصين عنعكرمة عن ابن عباس قال كانت حواء تلد لآدم فتعبدهم الله عز وجل وتسميهمعبد الله وعبيد الله ونحو ذلك § فيصيبهم الموت فأتاها ابليس وآدم ع فقال إنكما لو تسميانه بغير الذيتسميانه به لعاش فولدت له ذكرا فسمياه عبد الحارث ففيه أنزل الله عزذكره يقول الله عز وجل هو الذي خلقكم من نفس واحدة إلى قوله جعلا له شركاء فيما آتاهما الى آخر الآية.

COMMENT
TBJXV10P624A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال كانت حواء تلد لآدم فتعبدهم لله وتسميه عبد الله وعبيد الله ونحو ذلك فيصيبهم الموت فأتاها إبليس وآدم فقال إنكما لو تسميانه بغير الذي تسميانه لعاش فولدت له رجلا فسماه عبد الحارث ففيه أنزل الله تبارك وتعالى هو الذي خلقكم من نفس واحدة إلى قوله جعلا له شركاء فيما آتاهما إلى آخر الآية.

TBRBV01P151B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنى محمد ابن إسحاق عن جعفر بن الزبير عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن أبي ذر قال قلت يانبي الله أنبيا كان آدم قال نعم كان نبيا كلمه الله قبلا وقيل إنه كان مما أنزل الله تعالى على آدم تحريم الميتة والدم ولحمالخنزير وحروف المعجم في إحدى وعشرين ورقه.


ذكر ولادة حواء شيثا *
TBRBV01P152C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال لما حضرت آدمالوفاة فيما يذكرون والله أعلم دعا ابنه شيثا فعهد إليه عهده وعلمهساعات الليل والنهار وأعلمه عبادة الخلق في كل ساعة منهن فأخبره أن لكلساعة صنفا من الخلق فيها عبادته وقال له يا بني إن الطوفان سيكون في الأرضيلبث فيها سبع سنين وكتب وصيته فكان شيث فيما ذكر وصى ابيه آدم ع وصارتالرياسة من بعد وفاة آدم لشيث فأنزل الله عليه فيما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلمخمسين صحيفة.


ذكر وفاه آدم ع *
TBRBV01P159B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق أنه قال لما كتب آدمالوصية مات صلوات الله عليه واجتمعت عليه الملائكة من أجل أنه كان صفيالرحمن فقبرته الملائكة وشيث وإخوته في مشارق الفردوس عند قرية هي أولقرية كانت في الأرض وكسفت عليه الشمس والقمر سبعة أيام ولياليهن فلمااجتمعت عليه الملائكة وجمع الوصية جعلها في معراج ومعها القرن الذي أخرجأبونا آدم من الفردوس لكيلا يغفل عن ذكر الله عز وجل.


TBRBV01P159C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد عنأبيه قال سمعته يقول بلغنى ان آدم ع حين § مات بعث الله إليه بكفنه وحنوطه من الجنة ثم وليت الملائكة قبره ودفنهحتى غيبوه.


TBRBV01P160C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الحسن ابن ذكوان عنالحسن بن أبي الحسن عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أباكم آدمكان طوالا كالنخلة السحوق ستين ذراعا كثير الشعر موارى العورة وأنه لماأصاب الخطيئة بدت له سوءته فخرج هاربا في الجنة فتلقاه شجرة فأخذتبناصيته وناداه ربه أفرارا مني يا آدم قال لا والله يا رب ولكن حياءمنك مما قد جنيت فأهبطه الله إلى الأرض فلما حضرته الوفاة بعث الله إليهبحنوطه وكفنه من الجنة فلما رأت حواء الملائكة ذهبت لتدخل دونهم اليهفقال خلى عني وعن رسل ربي فإني ما لقيت ما لقيت إلا منك ولا أصابني ماأصابني إلا فيك فلما قبض غسلوه بالسدر والماء وترا وكفنوه في وتر منالثياب ثم لحدوا له فدفنوه ثم قالوا هذه سنة ولد آدم من بعده.


TBRBV01P163B

وأما ابن إسحاق فإنه قال فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل عنه نكح شيث بن آدم أخته حزورة ابنة آدم فولدت له يانش بن شيثونعمة ابنة شيث وشيث يومئذ ابن مائة سنة وخمس سنين فعاش بعد ما ولد لهيانش ثمانمائه سنة وسبع سنين وقام أنوش بعد مضي أبيه شيث لسبيله بسياسة الملك وتدبير من تحت يديه منرعيته مقام أبيه شيث ولم يزل فيما ذكر على منهاج أبيه لا يوقف منه علىتغيير ولا تبديل وكان جميع عمر أنوش فيما ذكر أهل التوراة تسعمائة سنةوخمس سنين.


TBRBV01P163D

وأما ابن إسحاق فإنه قال فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابنإسحاق نكح يانش بن شيث أخته نعمة ابنه شيث فولدت له قينان ويانش يومئذابن تسعين سنة فعاش يانش بعد ما ولد له قينان ثمانمائه سنة وخمس عشرة سنةوولد له بنون وبنات فكان كل ما عاش يانش تسعمائة سنة وخمس سنين ثم نكحقينان بن يانش وهو ابن § سبعين سنة دينة ابنة براكيل بن محويل بن خنوح بن قين بن آدم فولدت له مهلائيل بن قينان فعاش قينان بعد ما ولد له مهلائيل ثمانمائهسنة وأربعين سنة فكان كل ما عاش قينان تسعمائة سنة وعشر سنين.


TBRBV01P164C

ونكح مهلائيل بن قينان وهو ابن خمس وستين سنة فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق خالته سمعن ابنة براكيل ابن محويل بن خنوخبن قين بن آدم فولدت له يرد بن مهلائيل فعاش مهلائيل بعد ما ولد له يردثمانمائه سنة وثلاثين سنة فولد له بنون وبنات فكان كل ما عاش مهلائيلثمانمائه سنة وخمسا وتسعين سنة ثم مات وأما في التوراة فإنه ذكر أن فيها أن يرد ولد لمهلائيل بعد ما مضى من عمرآدم أربعمائة سنة وستون سنة وأنه كان على منهاج أبيه قينان غير أنالأحداث بدت في زمانه.


ذكر الأحداث التي كانت في أيام بني آدم من لدن ملك شيث بن آدم إلى أيام يرد *
TBRBV01P165C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال إن قينا نكح أختهأشوث بنت آدم فولدت له رجلا وامرأة خنوخ بن قين وعذب بنت قين فنكح خنوخبن قين أخته عذب بنت قين فولدت له ثلاثة نفر وامرأة عيرد بن خنوخ ومحويلبن خنوخ وأنوشيل بن خنوخ وموليث بنت خنوخ فنكح أنوشيل بن خنوخ موليث ابنةخنوخ فولدت لانوشيل رجلا اسمه لامك فنكح لامك امرأتين اسم إحداهما عدىواسم الاخرى صلى فولدت له عدى تولين بن لامك فكان أول من سكن القبابواقتنى المال وتوبيش وكان أول من ضرب بالونج والصنج وولدت رجلا اسمهتوبلقين فكان أول من عمل النحاس والحديد وكان أولادهم جبابرة وفراعنةوكانوا قد أعطوا بسطة في الخلق كان الرجل فيما يزعمون يكون ثلاثين ذراعاقال ثم انقرض ولد قين ولم يتركوا عقبا إلا قليلا وذرية آدم كلهم جهلتأنسابهم وانقطع نسلهم إلا ما كان من شيث بن آدم فمنه كان النسل وأنسابالناس اليوم كلهم إليه دون أبيه آدم فهو أبو البشر إلا ما كان من أبيهوإخوته ممن لم يترك عقبا § قال ويقول أهل التوراة بل نكح قين أشوث فولدت له خنوخ فولد لخنوخعيرد فولد عيرد محويل فولد محويل انوشيل فولد انوشيل لامك فنكح لامكعدى وصلى فولدتا له من سميت والله أعلم فلم يذكر ابن إسحاق من أمر قابيل وعقبه إلا ما حكيت.


TBRBV01P169B

ثم نكح يرد فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن § إسحاق وهو ابن مائة سنة واثنتين وستين سنة بركنا ابنة الدرمسيل بنمحويل بن خنوخ بن قين بن آدم فولدت له أخنوخ بن يرد وأخنوخ إدريس النبيوكان أول بني آدم أعطي النبوة فيما زعم ابن إسحاق وخط بالقلم عاش يردبعد ما ولد له اخنوخ ثمانمائه سنة وولد له بنون وبنات فكان كل ما عاش يردتسعمائة سنة واثنتين وستين سنة ثم مات وقال غيره من أهل التوراة ولد ليرد أخنوخ وهو إدريس فنبأه الله عزوجل وقد مضى من عمر آدم ستمائه سنة واثنتان وعشرون سنة وأنزل عليه ثلاثونصحيفة وهو أول من خط بعد آدم وجاهد في سبيل الله وقطع الثياب وخاطها وأولمن سبى من ولد قابيل فاسترق منهم وكان وصي والده يرد فيما كان آباؤهأوصوا به إليه وفيما أوصى به بعضهم بعضا وذلك كله من فعله في حياه آدم قال وتوفى آدم ع بعد ان مضى من عمر اخنوخ ثلاثمائة سنه وثماني سنينتتمه تسعمائة وثلاثين سنة التي ذكرنا أنها عمر آدم قال ودعا أخنوخ قومه ووعظهم وأمرهم بطاعة الله عز وجل ومعصية الشيطان وألايلابسوا ولد قابيل فلم يقبلوا منه وكانت العصابة بعد العصابة من ولد شيثتنزل إلى ولد قايين قال وفي التوراة إن الله تبارك وتعالى رفع ادريس بعد ثلاثمائة سنة وخمسوستين سنة مضت من عمره وبعد خمسمائة سنة وسبع وعشرين سنة مضت من عمر ابيهفعاش أبوه بعد ارتفاعه أربعمائة وخمسا وثلاثين سنه تمام تسعمائة واثنتينوستين سنه وكان عمر يارد تسعمائة واثنتين وستين سنة وولد أخنوخ وقد مضتمن عمر يارد مائة واثنتان وستون سنة.


ثم رجعنا إلى ذكر اخنوخ وهو ادريس ع *

TBRBV01P172B

ثم نكح فيما حدثنا به ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق أخنوخبن يرد هدانة ويقال أدانة ابنة باويل ابن محويل بن خنوخ بن قين بن آدموهو ابن خمس وستين سنة فولدت له متوشلخ بن أخنوخ فعاش بعد ما ولد لهمتوشلخ ثلاثمائة سنة وولد له بنون وبنات فكان كل ما عاش اخنوخ ثلاثمائةسنة وخمسا وستين سنة ثم مات وأما غيره من أهل التوراة فإنه قال فيما ذكر عن التوراة ولد لاخنوخ بعد ستمائه سنة وسبع وثمانين سنة خلت من عمر آدم متوشلخ فاستخلفه § أخنوخ على أمر الله وأوصاه وأهل بيته قبل أن يرفع وأعلمهم أن الله عزوجل سيعذب ولد قايين ومن خالطهم ومال إليهم ونهاهم عن مخالطتهم وذكر أنهكان أول من ركب الخيل لأنه اقتفى رسم أبيه في الجهاد وسلك في أيامه فيالعمل بطاعة الله طريق آبائه وكان عمر اخنوخ الى ان رفع ثلاثمائة سنة وخمساوستين سنة وولد له متوشلخ بعد ما مضى من عمره خمس وستون سنة.


TBRBV01P173B

ثم نكح فيما حدثني ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق متوشلخ بنأخنوخ عربا ابنة عزرائيل بن أنوشيل بن خنوخ بن قين بن آدم وهو ابن مائةسنة وسبع وثلاثين سنة فولدت له لمك بن متوشلخ فعاش بعد ما ولد له لمكسبعمائة سنة فولد له بنون وبنات وكان كل ما عاش متوشلخ تسعمائة سنة وتسععشرة سنة ثم مات ونكح لمك بن متوشلخ بن اخنوخ بتنوس ابنة براكيل بن محويلبن خنوخ بن قين بن آدم ع وهو ابن مائة سنة وسبع وثمانين سنة فولدت له نوحا النبي صلى الله عليه وسلم فعاش لمك بعد ما ولد له نوح خمسمائة سنه وخمسا وتسعين سنة وولدله بنون وبنات فكان كل ما عاش سبعمائة سنة وثمانين سنة ثم مات ونكح نوحابن لمك عمذرة ابنة براكيل بن محويل بن خنوخ بن قين بن آدم وهو ابنخمسمائة سنه فولدت له بينه سام وحام ويافث بني نوح وقال أهل التوراةولد لمتوشلخ بعد ثمانمائه سنة وأربع وسبعين سنة من عمر آدم لملك فأقام علىما كان عليه آباؤه من طاعة الله وحفظ عهوده قالوا فلما حضرت متوشلخ الوفاة استخلف لملك على أمره وأوصاه بمثل ماكان آباؤه يوصون به قالوا وكان لمك يعظ قومه وينهاهم عن النزول إلى ولدقايين فلا يتعظون حتى نزل جميع من كان في الجبل إلى ولد قايين § وقيل إنه كان لمتوشلخ ابن آخر غير لمك يقال له صابئ وقيل إن الصابئين به سموا صابئين وكان عمر متوشلخ تسعمائة وستين سنة وكانمولد لمك بعد أن مضى من عمر متوشلخ مائة وسبع وثمانون سنة ثم ولد لمك نوحا بعد وفاة آدم بمائة سنة وست وعشرين سنة وذلك لألف سنةوست وخمسين سنة مضت من يوم أهبط الله عز وجل آدم إلى مولد نوح ع فلما أدركنوح قال له لمك قد علمت أنه لم يبق في هذا الموضع غيرنا فلا تستوحش ولاتتبع الأمة الخاطئة فكان نوح يدعو إلى ربه ويعظ قومه فيستخفون به فأوحىالله عز وجل إليه أنه قد أمهلهم فأنظرهم ليراجعوا ويتوبوا مدة فانقضتالمدة قبل أن يتوبوا وينيبواوقال آخرون غير من ذكرت قوله كان نوح في عهد بيوراسب وكان قومه يعبدونالأصنام فدعاهم الى الله جل وعز تسعمائة وستة وخمسين سنة كلما مضى قرنتبعهم قرن على ملة واحدة من الكفر حتى أنزل الله عليهم العذاب فأفناهم.


ذكر من قال ذلك *

TBRBV01P182C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عمن لا يتهم عنعبيد بن عمير الليثي أنه كان يحدث أنه بلغه أنهم كانوا يبطشون به يعنيقوم نوح بنوح فيخنقونه حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون قال ابن إسحاق حتى إذا تمادوا في المعصية وعظمت في الأرض منهم الخطيئةوتطاول عليه وعليهم الشأن واشتد عليه منهم البلاء وانتظر النجل بعدالنجل فلا يأتي قرن إلا كان أخبث من الذي قبله حتى إن كان الآخر منهمليقول قد كان هذا مع آبائنا ومع أجدادنا هكذا مجنونا لا يقبلون منهشيئا حتى شكا ذلك من أمرهم نوح إلى الله عز وجل فقال كما قص الله عز وجلعلينا في كتابه رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا إلى آخر القصة حتى قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إنتذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا إلى آخر القصة فلما شكاذلك منهم نوح إلى الله عز وجل § واستنصره عليهم اوحى الله اليه ان اصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون فاقبل نوح على عمل الفلك ولها عنقومه وجعل يقطع الخشب ويضرب الحديد ويهيئ عدة الفلك من القار وغيره ممالا يصلحه إلا هو وجعل قومه يمرون به وهو في ذلك من عمله فيسخرون منهويستهزئون به فيقول إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمونمن يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم قال ويقولون فيما بلغني يانوح قد صرت نجارا بعد النبوة قال وأعقم الله أرحام النساء فلا يولد لهم قال ويزعم أهل التوراة أن الله عز وجل أمره أن يصنع الفلك من خشب الساجوأن يصنعه أزور وأن يطليه بالقار من داخله وخارجه وأن يجعل طوله ثمانينذراعا وعرضه خمسين ذراعا وطوله في السماء ثلاثين ذراعا وأن يجعله ثلاثةأطباق سفلا ووسطا وعلوا وأن يجعل فيه كوا ففعل نوح كما امره الله عز وجلحتى إذا فرغ منه وقد عهد الله إليه إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احملفيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معهإلا قليل وقد جعل التنور آية فيما بينه وبينه فقال إذا جاء أمرنا وفارالتنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين واركب فلما فار التنور حمل نوح فيالفلك من أمره الله تعالى به وكانوا قليلا كما قال وحمل فيها من كل زوجيناثنين مما فيه الروح والشجر ذكرا وأنثى فحمل فيه بنيه الثلاثة سام وحامويافث ونساءهم وستة أناس ممن كان آمن به فكانوا عشرة نفر نوح وبنوهوأزواجهم ثم.

COMMENT
TBJXV12P396A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عمن لا يتهم عن عبيد بن عمير الليثي أنه كان يحدث أنه بلغه أنهم كانوا يبطشون به يعني قوم نوح فيخنقونه حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون حتى إذا تمادوا في المعصية وعظمت في الأرض منهم الخطيئة وتطاول عليه وعليهم الشأن واشتد عليه منهم البلاء وانتظر النجل بعد النجل فلا يأتي قرن إلا كان أخبث من القرن الذي قبله حتى إن كان الآخر منهم ليقول قد كان هذا مع آبائنا ومع أجدادنا هكذا مجنونا لا يقبلون منه شيئا حتى شكا ذلك من أمرهم نوح إلى الله تعالى كما قص الله علينا في كتابه رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا إلى آخر القصة حتى قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا § فاجرا كفارا إلى آخر القصة فلما شكا ذلك منهم نوح إلى الله واستنصره عليهم أوحى الله إليه واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا أي بعد اليوم إنهم مغرقون فأقبل نوح على عمل الفلك ولهى عن قومه وجعل يقطع الخشب ويضرب الحديد ويهيئ عدة الفلك من القار وغيره مما لا يصلحه إلا هو وجعل قومه يمرون به وهو في ذلك من عمله فيسخرون منه ويستهزئون به فيقول إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم قال ويقولون له فيما بلغني يا نوح قد صرت نجارا بعد النبوة قال وأعقم الله أرحام النساء فلا يولد لهم ولد قال ويزعم أهل التوراة أن الله أمره أن يصنع الفلك من خشب الساج وأن يصنعه أزور وأن يطليه بالقار من داخله وخارجه وأن يجعل طوله ثمانين ذراعا وأن يجعله ثلاثة أطباق سفلا ووسطا وعلوا وأن يجعل فيه كوى ففعل نوح كما أمره الله حتى إذا فرغ منه وقد عهد الله إليه إذا جاء أمرنا وفار التنور فاحمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل وقد جعل التنور آية فيما بينه وبينه فقال حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين واركب فلما فار التنور حمل نوح في الفلك من أمره الله وكانوا قليلا كما قال الله وحمل فيها من كل زوجين اثنين مما فيه الروح والشجر ذكر وأنثى § فحمل فيه بنيه الثلاثة سام وحام ويافت ونساءهم وستة أناس ممن كان آمن به فكانوا عشرة نفر نوح وبنوه وأزواجهم ثم أدخل ما أمره به من الدواب وتخلف عنه ابنه يام وكان كافرا.

TBRBV01P183B

أدخل ما أمره الله به من الدواب وتخلف عنه ابنه يام وكانكافرا § حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الحسن ابن دينار عنعلي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال سمعته يقول كان أول ما حمل نوح في الفلك من الدواب الذرة وآخر ما حملالحمار فلما أدخل الحمار ودخل صدره تعلق إبليس لعنه الله بذنبه فلم تستقلرجلاه فجعل نوح يقول ويحك ادخل فينهض فلا يستطيع حتى قال نوح ويحكادخل وإن كان الشيطان معك قال كلمة زلت عن لسانه فلما قالها نوح خلىالشيطان سبيله فدخل ودخل الشيطان معه فقال له نوح ما أدخلك علي يا عدوالله قال ألم تقل ادخل وإن كان الشيطان معك قال اخرج عني يا عدوالله فقال مالك بد من أن تحملني فكان فيما يزعمون في ظهر الفلك فلمااطمأن نوح في الفلك وأدخل فيه كل من آمن به وكان ذلك في الشهر من السنةالتي دخل فيها نوح بعد ستمائه سنة من عمره لسبع عشرة ليلة مضت من الشهرفلما دخل وحمل معه من حمل تحرك ينابيع الغوط الأكبر وفتحت أبواب السماءكما قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونافالتقى الماء على أمر قد قدر فدخل نوح ومن معه الفلك وغطاه عليه وعلى منمعه بطبقة فكان بين أن أرسل الله الماء وبين أن احتمل الماء الفلك أربعونيوما وأربعون ليلة ثم احتمل الماء كما يزعم أهل التوراة وكثر واشتدوارتفع يقول الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر والدسر المسامير مسامير الحديد فجعلت الفلك تجري به وبمن معه في موجكالجبال ونادى نوح ابنه الذي هلك فيمن هلك وكان في معزل حين رأى نوح منصدق موعود ربه ما رأى فقال يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين وكان شقيا قد أضمر كفرا قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء وكان عهدالجبال وهي حرز § من الأمطار إذا كانت فظن أن ذلك كما كان يكون قال نوح لا عاصم اليوممن أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين وكثر الماء وطغى وارتفع فوق الجبال كما يزعم أهل التوراة خمسة عشرذراعا فباد ما على وجه الأرض من الخلق من كل شيء فيه الروح أو شجر فلميبق شيء من الخلائق إلا نوح ومن معه في الفلك وإلا عوج بن عنق فيما يزعمأهل الكتاب فكان بين أن أرسل الله الطوفان وبين أن غاض الماء ستة أشهروعشر ليال.

COMMENT
TBJXV12P398A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الحسن بن دينار عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال سمعته يقول كان أول ما حمل نوح في الفلك من الدواب الدرة وآخر ما حمل الحمار فلما دخل الحمار وأدخل صدره مسك إبليس بذنبه فلم تستقل رجلاه فجعل نوح يقول ويحك ادخل فينهض فلا يستطيع حتى قال نوح ويحك ادخل وإن كان الشيطان معك قال كلمة زلت عن لسانه فلما قالها نوح خلى الشيطان سبيله فدخل ودخل الشيطان معه فقال له نوح ما أدخلك علي يا عدو الله فقال ألم تقل ادخل وإن كان الشيطان معك قال اخرج عني يا عدو الله فقال ما لك بد من أن تحملني فكان فيما يزعمون في ظهر الفلك فلما اطمأن نوح في الفلك وأدخل فيه من آمن به وكان ذلك في الشهر من السنة § التي دخل فيها نوح بعد ست مئة سنة من عمره لسبع عشرة ليلة مضت من الشهر فلما دخل وحمل معه من حمل تحرك ينابيع الغوط الأكبر وفتح أبواب السماء كما قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر فدخل نوح ومن معه الفلك وغطاه عليه وعلى من معه بطبقة فكان بين أن أرسل الله الماء وبين أن احتمل الماء الفلك أربعون يوما وأربعون ليلة ثم احتمل الماء كما تزعم أهل التوراة وكثر الماء واشتد وارتفع يقول الله لمحمد وحملناه على ذات ألواح ودسر والدسر المسامير مسامير الحديد فجعلت الفلك تجري به وبمن معه في موج كالجبال ونادى نوح ابنه الذي هلك فيمن هلك وكان في معزل حين رأى نوح من صدق موعد ربه ما رأى فقال يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين وكان شقيا قد أضمر كفرا قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء وكان عهد الجبال وهي حرز من الأمطار إذا كانت فظن أن ذلك كما كان يعهد قال نوح لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين وكثر الماء حتى طغى وارتفع فوق الجبال كما تزعم أهل التوراة بخمسة عشر ذراعا فباد ما على وجه الأرض من الخلق من كل شيء فيه الروح أو شجر فلم يبق شيء من الخلائق إلا نوح ومن معه في الفلك وإلا عوج بن عنق فيما يزعم أهل الكتاب فكان بين أن أرسل الله الطوفان وبين أن غاض الماء ستة § أشهر وعشر ليال.

TBRBV01P189A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حمل بنيه الثلاثة سام وحام ويافث ونساءهم وستة أناسي ممن كان آمن بهفكانوا عشرة نفر بنوح وبنيه وأزواجهم وأرسل الله تبارك وتعالى الطوفان لمضيستمائه سنة من عمر نوح فيما ذكره أهل العلم من أهل الكتاب وغيرهم ولتتمةألفي سنة ومائتي سنة وست وخمسين سنة من لدن اهبط آدم إلى الأرض وقيل إن الله عز وجل أرسل الطوفان لثلاث عشرة خلت من آب وإن نوحا أقامفي الفلك إلى أن غاض الماء واستوت الفلك على جبل الجودي بقردى في اليومالسابع عشر من الشهر السادس فلما خرج نوح منها اتخذ بناحية قردى من أرضالجزيرة موضعا وابتنى هناك قرية سماها ثمانين لأنه كان بنى فيها بيتا لكلإنسان ممن آمن معه وهم ثمانون فهي إلى اليوم تسمى سوق ثمانين.


TBRBV01P191B

وأما ابن إسحاق فإن ابن حميد حدثنا قال حدثنا سلمة عنه قال وعمرنوح فيما يزعم أهل التوراة بعد ان اهبط من الفلك ثلاثمائة سنة وثمانياوأربعين سنة قال فكان جميع عمر نوح ألف سنة إلا خمسين عاما ثم قبضه اللهعز وجل إليه وقيل إن ساما ولد لنوح قبل الطوفان بثمان وتسعين سنة وقال بعض أهلالتوراة لم يكن التناسل ولا ولد لنوح ولد إلا بعد الطوفان وبعد خروج نوحمن الفلك قالوا إنما الذين كانوا معه في الفلك قوم كانوا آمنوا به واتبعوه غيرأنهم بادوا وهلكوا فلم يبق لهم عقب وإنما الذين هم اليوم في الدنيا منبني آدم ولد نوح وذريته دون سائر ولد آدم كما قال الله عز وجل وجعلنا ذريته هم الباقين وقيل إنه كان لنوح قبل الطوفان ابنان هلكا جميعا كان أحدهما يقال لهكنعان قالوا وهو الذي غرق في الطوفان والآخر منهما يقال له عابر ماتقبل الطوفان.


ذكر بيوراسب، وهو الازدهاق *
ZTKXV01P211C

وأخبرنا الفضل بن غانم عن سلمة عن ابن إسحاق قال وكنعان بن حام بن نوح أبو نوبة وفران والزنج ورغاوة وأجناس السودان كلها، وأما الفرس فأبوهم لاوذ بن سام بن نوح.

TBRBV01P202B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق أبو يأجوج ومأجوج ومارح بن يافث ووائل بن يافث وحوان بن يافث وتوبيل بن يافث وهوشل بن يافث وترس بن يافث وشبكة بنت يافث قال فمن بني يافث كانت يأجوج ومأجوج والصقالبة والترك فيما يزعمون وكانت امرأة حام بن نوح نحلب بنت مارب بن الدرمسيل بن محويل بن خنوخ بن قين بن آدم فولدت له ثلاثة نفر كوش بن حام بن نوح وقوط بن حام بن نوح وكنعان بن حام فنكح كوش بن حام بن نوح قرنبيل ابنة بتاويل بن ترس بن يافث فولدت له الحبشة والسند والهند فيما يزعمون ونكح قوط بن حام بن نوح بخت ابنه بتاويل ابن ترس بن يافث بن نوح فولدت له القبط قبط مصر فيما يزعمون ونكح كنعان بن حام بن نوح ارتيل ابنة بتاويل بن ترس بن يافث بن نوح فولدت له الأساود نوبة وفزان والزنج والزغاوة وأجناس السودان كلها.

ZTKXV01P211D

أخبرنا الفضل بن غانم عن سلمة عن ابن إسحاق قال لاوذ بن سام بن نوح أبو فارس وجرجان وأجناس فارس.

TBRBV01P202C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق في الحديث قال ويزعمأهل التوراة أن ذلك لم يكن الا عن دعوة دعاها نوح على ابنه حام وذلك أننوحا نام فانكشف عن عورته فرآها حام فلم يغطها ورآها سام ويافث فألقياعليها ثوبا فواريا عورته فلما هب من نومته علم ما صنع حام وسام ويافثفقال ملعون كنعان بن حام عبيدا يكونون لأخوته وقال يبارك الله ربي فيسام ويكون حام عبد أخويه ويقرض الله يافث ويحل في مساكن حام ويكونكنعان عبدا لهم قال وكانت امراه سام § ابن نوح صليب ابنه بتاويل بن محويل بن خنوخ بن قين بن آدم فولدت لهنفرا أرفخشد بن سام وأشوذ بن سام ولاوذ بن سام وعويلم بن سام وكان لسام إرم بن سام قال ولا أدري إرم لأم أرفخشد وإخوته أم لا.

TBRBV01P203C

ورجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق فنكح لاوذ بن سام بن نوح شبكة ابنة يافثبن نوح فولدت له فارس وجرجان وأجناس فارس وولد للاوذ مع الفرس طسموعمليق ولا أدري أهو لأم الفرس أم لا فعمليق أبو العماليق كلهم أمم تفرقتفي البلاد وكان أهل المشرق وأهل عمان وأهل الحجاز وأهل الشام وأهل مصرمنهم ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم الكنعانيون ومنهم كانتالفراعنة بمصر وكان أهل البحرين وأهل عمان منهم أمه يسمون جاسم وكانساكنى المدينة منهم بنو هف وسعد بن هزان وبنو مطر وبنو الأزرق وأهل نجدمنهم بديل وراحل وغفار وأهل تيماء منهم وكان ملك الحجاز منهم بتيماء اسمهالأرقم وكانوا ساكني نجد مع ذلك وكان ساكني الطائف بنو عبد بن ضخم حي منعبس الأول قال وكان بنو أميم بن لاوذ بن سام بن نوح أهل وبار بأرض الرمل § رمل عالج وكانوا قد كثروا بها وربلوا فأصابتهم من الله عز وجل نقمة منمعصية أصابوها فهلكوا وبقيت منهم بقية وهم الذين يقال لهم النسناس قال وكان طسم بن لاوذ ساكن اليمامة وما حولها قد كثروا بها وربلوا إلىالبحرين فكانت طسم والعماليق وأميم وجاسم قوما عربا لسانهم الذي جبلواعليه لسان عربي وكانت فارس من أهل المشرق ببلاد فارس يتكلمون بهذا اللسانالفارسي قال وولد إرم بن سام بن نوح عوص بن إرم وغاثر بن إرم وحويل بن إرمفولد عوص بن إرم غاثر بن عوص وعاد بن عوص وعبيل ابن عوص وولد غاثر بن إرمثمود بن غاثر وجديس بن غاثر وكانوا قوما عربا يتكلمون بهذا اللسان المضريفكانت العرب تقول لهذه الأمم العرب العاربة لأنه لسانهم الذي جبلوا عليهويقولون لبني إسماعيل بن إبراهيم العرب المتعربة لأنهم إنما تكلموا بلسان هذه الأمم حين سكنوا بينأظهرهم فعاد وثمود والعماليق وأميم وجاسم وجديس وطسم هم العرب فكانت عاد بهذهالرمل الى حضر موت واليمن كله وكانت ثمود بالحجر بين الحجاز والشام إلىوادي القرى وما حوله ولحقت جديس بطسم فكانوا معهم باليمامة وما حولها إلىالبحرين واسم اليمامة إذ ذاك جو وسكنت جاسم عمان فكانوا بها.


BBKHV05P108A

وحدثنا محمد بن علي المروزي قال حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال قال ابن اسحاق فحدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حصن عن عروة بن الزبير قال كانت الحجاز أسحر أرض الله وأكثرها ماء وإنما كانت الخرق مظلة عليها قال يقول عروة لقد بلغني أن العماليق تسرح بها في الغداة الواحدة ألفي ناضح بين أحمر وجون.

COMMENT
SHBHV01P458B

قال الفاكهي وحدثنا محمد بن علي المروزي قال حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال قال ابن إسحاق فحدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حصن عن عروة بن الزبير قال كانت الحجاز أسحر أرض الله وأكثرها ماء وإنما كانت الخرق مظلة عليها قال يقول عروة لقد بلغني أن العماليق تسرح بها في الغداة الواحدة ألفي ناضح بين أحمر وجون انتهى.

+
ZTKXV01P193H

فأخبرنا الفضل عن سلمة عن ابن إسحاق قال كوش بن حام بن نوح أبو الحبشة.

ZTKXV01P211A

أخبرنا الفضل عن سلمة عن ابن إسحاق قال كوش بن حام بن نوح أبو الحبشة والسند والهند فيما يزعمون.

ذكر الأحداث التي كانت بين نوح وإبراهيم خليل الرحمن ع *
+
TBRBV01P219B

وأما ابن اسحق فإنه قال كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه أن عادا لما أصابهم من القحط ما أصابهم قالوا جهزوا منكم وفدا إلى مكةفيستسقوا لكم فبعثوا قيل بن عتر ولقيم بن هزال بن هزيل بن عتيل ابن صد بنعاد الأكبر ومرثد بن سعد بن عفير وكان مسلما يكتم إسلامه وجلهمة بنالخبيري خال معاوية بن بكر أخا أمه ثم بعثوا لقمان بن عاد بن فلان بنفلان بن صد بن عاد الأكبر فانطلق كل رجل من هؤلاء القوم معه رهط من قومهحتى بلغ عدة وفدهم سبعين رجلا فلما قدموا مكة نزلوا على معاوية بن بكر وهوبظاهر مكة خارجا من الحرم فأنزلهم وأكرمهم وكانوا أخواله وصهره وكانتهزيلة ابنة بكر أخت معاوية بن بكر لأبيه وأمه كلهدة ابنة الخيبري عند لقيمبن هزال بن عتيل بن صد ابن عاد الأكبر فولدت له عبيد بن لقيم بن هزالوعمرو بن لقيم بن هزال وعامر بن لقيم بن هزال وعمير بن لقيم بن هزالفكانوا في أخوالهم بمكة عند آل معاوية بن بكر وهم عاد الأخيرة التي بقيتمن عاد الأولى فلما نزل § وفد عاد على معاوية بن بكر أقاموا عنده شهرا يشربون الخمر وتغنيهمالجرادتان قينتان لمعاوية بن بكر وكان مسيرهم شهرا ومقامهم شهرا فلمارأى معاوية بن بكر طول مقامهم وقد بعثهم قومهم يتغوثون بهم من البلاء الذيأصابهم شق ذلك عليه فقال هلك أخوالي وأصهاري وهؤلاء مقيمون عندي وهمضيفي نازلون علي والله ما أدري كيف أصنع بهم أستحي أن آمرهم بالخروج إلىما بعثوا إليه فيظنوا أنه ضيق مني بمقامهم عندي وقد هلك من وراءهم منقومهم جهدا وعطشا أو كما قال فشكا ذلك من أمرهم إلى قينتيه الجرادتين فقالتا قل شعرا نغنيهم به لايدرون من قاله لعل ذلك أن يحركهم فقال معاوية بن بكر حين أشارتا عليهبذلك ألا يا قيل ويحك قم فهينم لعل الله يسقينا غماما فيسقي أرض عاد إن عادا قد امسوا لا يبينون الكلاما من العطش الشديد فليس نرجو به الشيخ الكبير ولا الغلاما وقد كانت نساؤهم بخير فقد أمست نساؤهم عيامى وإن الوحش تأتيهم جهارا ولا تخشى لعادي سهاما وأنتم هاهنا فيما اشتهيتم نهاركم وليلكم التماما فقبح وفدكم من وفد قوم ولا لقوا التحية والسلاما فلما قال معاوية ذلك الشعر غنتهم به الجرادتان فلما سمع القوم ما غنتابه قال بعضهم لبعض يا قوم إنما بعثكم قومكم يتغوثون بكم من هذا البلاءالذي نزل بهم وقد أبطأتم عليهم فادخلوا هذا الحرم فاستسقوا لقومكم فقالمرثد بن سعد بن عفير إنكم والله لا تسقون بدعائكم ولكن إن أطعتم § نبيكم وأنبتم إليه سقيتم فأظهر إسلامه عند ذلك فقال لهم لجلهمة بنالخيبري خال معاوية بن بكر حين سمع قوله وعرف أنه قد تبع دين هود وآمنبه أبا سعد فإنك من قبيل ذوي كرم وأمك من ثمود فإنا لن نطيعك ما بقينا ولسنا فاعلين لما تريد اتأمرنا لنترك آل رفد وزمل وآل صد والعبود ونترك دين آباء كرام ذوى راى ونتبع دين هود ورفد وزمل وصد قبائل من عاد والعبود منهم ثم قال لمعاوية بن بكر وابيهبكر احبسا عنا مرثد بن سعد فلا يقدمن معنا مكة فإنه قد اتبع دين هودوترك ديننا ثم خرجوا إلى مكة يستسقون بها لعاد فلما ولو إلى مكة خرج مرثدبن سعد من منزل معاوية حتى أدركهم بها قبل أن يدعوا الله بشيء مما خرجواله فلما انتهى إليهم قام يدعو الله وبها وفد عاد قد اجتمعوا يدعون فقال اللهم أعطني سؤلي وحدي ولا تدخلني في شيء مما يدعوك به وفد عادوكان قيل بن عتر رأس وفد عاد وقال وفد عاد اللهم أعط قيلا ما سألك واجعلسؤلنا مع سؤله وقد كان تخلف عن وفد عاد لقمان ابن عاد وكان سيد عاد حتىإذا فرغوا من دعوتهم قال اللهم إني جئتك وحدي في حاجتي فأعطني سؤلي وقالقيل بن عتر حين دعا يا إلهنا إن كان هود صادقا فاسقنا فإنا قد هلكنافأنشأ الله سحائب ثلاثا بيضاء وحمراء وسوداء ثم ناداه مناد من السحابيا قيل اختر لنفسك وقومك من هذا السحاب فقال قد اخترت السحابة السوداءفإنها أكثر السحاب ماء فناداه مناد اخترت رمادا رمددا لا تبقي من عادأحدا لا والدا تترك ولا ولدا إلا جعلته همدا إلا بني اللوذية المهدىوبنو اللوذية § بنو لقيم بن هزال بن هزيل بن هزيلة ابنة بكر كانوا سكانا بمكة معأخوالهم لم يكونوا مع عاد بأرضهم فهم عاد الآخرة ومن كان من نسلهم الذينبقوا من عاد وساق الله السحابة السوداء فيما يذكرون التي اختار قيل بن عتربما فيها من النقمة إلى عاد حتى خرجت عليهم من واد لهم يقال له المغيثولما رأوها استبشروا بها وقالوا هذا عارض ممطرنا يقول الله عز وجل بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها أي كلشيء أمرت به فكان أول من أبصر ما فيها أنها ريح فيما يذكرون امرأة من عاديقال لها مهدد لما تبينت ما فيها صاحت ثم صعقت فلما أفاقت قالوا ماذارأيت يا مهدد قالت رأيت ريحا فيها كشهب النار أمامها رجال يقودونهافسخرها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما كما قال الله والحسومالدائمة فلم تدع من عاد أحدا إلا هلك فاعتزل هود فيما ذكر ومن معه من المؤمنين في حظيرة ما يصيبه ومن معهمنها إلا ما تلين عليه الجلود وتلتذ الأنفس وانها لتمر من عاد بالظعن مابين السماء والأرض وتدمغهم بالحجارة وخرج وفد عاد من مكة حتى مروا بمعاويةبن بكر وابيه فنزلوا عليه فبيناهم عنده إذ أقبل رجل على ناقة له في ليلهمقمره مسى ثالثة من مصاب عاد فأخبرهم الخبر فقالوا فأين فارقت هوداوأصحابه قال فارقتهم بساحل البحر فكأنهم شكوا فيما حدثهم فقالت هزيلةابنة بكر صدق ورب مكة ومثوب بن يعفر بن أخي معاوية بن بكر معهم وقد كانقيل فيما يزعمون والله أعلم لمرثد بن سعد ولقمان بن عاد وقيل بن عتر حيندعوا بمكة قد أعطيتم مناكم فاختاروا لأنفسكم إلا أنه لا سبيل إلى الخلدفإنه لا بد من الموت فقال مرثد بن سعد يا رب أعطني برا وصدقا فأعطيذلك وقال § لقمان بن عاد أعطني عمرا فقيل له اختر لنفسك إلا إنه لا سبيل إلىالخلد بقاء ايعار ضأن عفر في جبل وعر لا يلقي به إلا القطر أم سبعةأنسر إذا مضى نسر حلوت إلى نسر فاختار لقمان لنفسه النسور فعمر فيمايزعمون عمر سبعة أنسر يأخذ الفرخ حين يخرج من بيضته فيأخذ الذكر منهالقوته حتى إذا مات أخذ غيره فلم يزل يفعل ذلك حتى أتى على السابع وكانكل نسر فيما زعموا يعيش ثمانين سنة فلما لم يبق غير السابع قال ابن أخللقمان أي عم ما بقي من عمرك إلا عمر هذا النسر فقال له لقمان أي ابنأخي هذا لبد ولبد بلسانهم الدهر فلما أدرك نسر لقمان وانقضى عمره طارتالنسور غداة من رأس الجبل ولم ينهض فيها لبد وكانت نسور لقمان تلك لاتغيب عنه إنما هي بعينه فلما لم ير لقمان لبدا نهض مع النسور نهض إلىالجبل لينظر ما فعل لبد فوجد لقمان في نفسه وهنا لم يكن يجده قبل ذلكفلما انتهى إلى الجبل رأى نسره لبدا واقعا من بين النسور فناداه انهضلبد فذهب لبد لينهض فلم يستطع عريت قوادمه وقد سقطت فماتا جميعا وقيل لقيل بن عتر حين سمع ما قيل له في السحاب اختر لنفسك كما اختارصاحباك فقال أختار أن يصيبني ما أصاب قومي فقيل إنه الهلاك قال لاأبالي لا حاجة لي في البقاء بعدهم فأصابه ما أصاب عادا من العذاب فهلكفقال مرثد بن سعد بن عفير حين سمع من قول الراكب الذي أخبر عن عاد بما أخبرمن الهلاك عصت عاد رسولهم فأمسوا عطاشا ما تبلهم السماء وسير وفدهم شهرا ليسقوا فأردفهم مع العطش العماء بكفرهم بربهم جهارا على آثار عادهم العفاء ألا نزع الإله حلوم عاد فإن قلوبهم قفر هواء § من الخبر المبين أن يعوه وما تغني النصيحة والشفاء فنفسي وابنتاي وأم ولدي لنفس نبينا هود فداء أتانا والقلوب مصمدات على ظلم وقد ذهب الضياء لنا صنم يقال له صمود يقابله صداء والهباء فأبصره الذين له أنابوا وأدرك من يكذبه الشقاء فإني سوف ألحق آل هود وإخوته إذا جن المساء.

TBJXV10P269A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال كانت منازل عاد وجماعتهم حين بعث الله فيهم هودا الأحقاف قال والأحقاف الرمل فيما بين عمان إلى حضرموت باليمن وكانوا مع ذلك قد فشوا في الأرض كلها وقهروا أهلها بفضل قوتهم التي آتاهم الله وكانوا أصحاب أوثان يعبدونها من دون الله صنم يقال له صداء وصنم يقال له صمود وصنم يقال له الهباء فبعث الله إليهم هودا وهو من أوسطهم نسبا وأفضلهم موضعا فأمرهم أن يوحدوا الله ولا يجعلوا معه إلها غيره وأن يكفوا عن ظلم الناس ولم يأمرهم فيما يذكر والله أعلم بغير ذلك فأبوا عليه وكذبوه وقالوا من أشد منا قوة واتبعه منهم ناس وهم يسير يكتمون إيمانهم وكان ممن آمن به وصدقه رجل من عاد يقال له مرثد بن سعد بن عفير وكان يكتم إيمانه فلما عتوا على الله وكذبوا نبيهم وأكثروا في الأرض الفساد وتجبروا وبنوا بكل ريع آية عبثا بغير نفع كلمهم هود فقال أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء § أي ما هذا الذي جئتنا به إلا جنون أصابك به بعض آلهتنا هذه التي تعيب قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون إلى قوله صراط مستقيم فلما فعلوا ذلك أمسك الله عنهم المطر من السماء ثلاث سنين فيما يزعمون حتى جهدهم ذلك وكان الناس في ذلك الزمان إذا نزل بهم بلاء أو جهد فطلبوا إلى الله الفرج منه كانت طلبتهم إلى الله عند بيته الحرام بمكة مسلمهم ومشركهم فيجتمع بمكة ناس كثير شتى مختلفة أديانهم وكلهم معظم لمكة يعرف حرمتها ومكانها من الله قال ابن إسحاق وكان البيت في ذلك الزمان معروفا مكانه والحرم قائما فيما يذكرون وأهل مكة يومئذ العماليق وإنما سموا العماليق لأن أباهم عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح وكان سيد العماليق إذ ذاك بمكة فيما يزعمون رجلا يقال له معاوية بن بكر وكان أبوه حيا في ذلك الزمان ولكنه كان قد كبر وكان ابنه يرأس قومه وكان السؤدد والشرف من العماليق فيما يزعمون في أهل ذلك البيت وكانت أم معاوية بن بكر كلهدة ابنة الخيبري رجل من عاد فلما قحط المطر عن عاد وجهدوا قالوا جهزوا منكم وفدا إلى مكة فليستسقوا لكم فإنكم قد هلكتم فبعثوا قيل بن عير ولقيم بن هزال من هذيل وعقيل بن ضد بن عاد الأكبر ومرثد بن سعد بن عفير وكان مسلما يكتم إسلامه وجلهمة بن الخيبري § خال معاوية بن بكر أخو أمه ثم بعثوا لقمان بن عاد بن فلان بن فلان بن ضد بن عاد الأكبر فانطلق كل رجل من هؤلاء القوم معه رهط من قومه حتى بلغ عدة وفدهم سبعين رجلا فلما قدموا مكة نزلوا على معاوية بن بكر وهو بظاهر مكة خارجا من الحرم فأنزلهم وأكرمهم وكانوا أخواله وأصهاره فلما نزل وفد عاد على معاوية بن بكر أقاموا عنده شهرا يشربون الخمر وتغنيهم الجرادتان قينتان لمعاوية بن بكر وكان مسيرهم شهرا ومقامهم شهرا فلما رأى معاوية بن بكر طول مقامهم وقد بعثهم قومهم يتغوثون بهم من البلاء الذي أصابهم شق ذلك عليه فقال هلك أخوالي وأصهاري وهؤلاء مقيمون عندي وهم ضيفي نازلون علي والله ما أدري كيف أصنع بهم إن أمرتهم بالخروج إلى ما بعثوا له فيظنوا أنه ضيق مني بمقامهم عندي وقد هلك من وراءهم من قومهم جهدا وعطشا أو كما قال فشكا ذلك من أمرهم إلى قينتيه الجرادتين فقالتا قل شعرا نغنيهم به لا يدرون من قاله لعل ذلك أن يحركهم فقال معاوية بن بكر حين أشارتا عليه بذلك البحر الوافر ألا يا قيل ويحك قم فهينم لعل الله يسقينا غماما فيسقي أرض عاد إن عادا قد امسوا لا يبينون الكلاما من العطش الشديد فليس نرجو به الشيخ الكبير ولا الغلاما وقد كانت نساؤهم بخير فقد أمست نساؤهم عيامى § وإن الوحش يأتيهم جهارا ولا يخشى لعادي سهاما وأنتم ها هنا فيما اشتهيتم نهاركم وليلكم التماما فقبح وفدكم من وفد قوم ولا لقوا التحية والسلاما فلما قال معاوية ذلك الشعر غنتهم به الجرادتان فلما سمع القوم ما غنتا به قال بعضهم لبعض يا قوم إنما بعثكم قومكم يتغوثون بكم من هذا البلاء الذي نزل بهم وقد أبطأتم عليهم فادخلوا هذا الحرم واستسقوا لقومكم فقال لهم مرثد بن سعد بن عفير إنكم والله لا تسقون بدعائكم ولكن إن أطعتم نبيكم وأنبتم إليه سقيتم فأظهر إسلامه عند ذلك فقال لهم جلهمة بن الخيبري خال معاوية بن بكر حين سمع قوله وعرف أنه قد اتبع دين هود وآمن به البحر الوافر أبا سعد فإنك من قبيل ذوي كرم وأمك من ثمود فإنا لا نطيعك ما بقينا ولسنا فاعلين لما تريد أتأمرنا لنترك دين رفد ورمل والصداء مع الصمود ونترك دين آباء كرام ذوي رأي ونتبع دين هود ثم قالوا لمعاوية بن بكر وأبيه بكر احبسا عنا مرثد بن سعد فلا يقدمن معنا مكة فإنه قد اتبع دين هود وترك ديننا ثم خرجوا إلى مكة يستسقون بها لعاد فلما ولوا إلى مكة خرج مرثد بن سعد من منزل معاوية بن بكر حتى أدركهم § بها فقال لا أدعو الله بشيء مما خرجوا له فلما انتهى إليهم قام يدعو الله بمكة وبها وفد عاد قد اجتمعوا يدعون يقول اللهم أعطني سؤلي وحدي ولا تدخلني في شيء مما يدعوك به وفد عاد وكان قيل بن عير رأس وفد عاد وقال وفد عاد اللهم أعط قيلا ما سألك واجعل سؤلنا مع سؤله وكان قد تخلف عن وفد عاد حين دعا لقمان بن عاد وكان سيد عاد حتى إذا فرغوا من دعوتهم قام فقال اللهم إني جئتك وحدي في حاجتي فأعطني سؤلي وقال قيل بن عير حين دعا يا إلهنا إن كان هود صادقا فاسقنا فإنا قد هلكنا فأنشأ الله لهم سحائب ثلاثا بيضاء وحمراء وسوداء ثم ناداه مناد من السحاب يا قيل اختر لنفسك ولقومك من هذه السحائب فقال اخترت السحابة السوداء فإنها أكثر السحاب ماء فناداه مناد اخترت رمادا رمددا لا تبق من آل عاد أحدا لا والدا تترك ولا ولدا إلا جعلته همدا إلا بني اللوذية المهدى وبني اللوذية بنو لقيم بن هزال بن هزيلة بن بكر وكانوا سكانا بمكة مع أخوالهم ولم يكونوا مع عاد بأرضهم فهم عاد الآخرة ومن كان من نسلهم الذين بقوا من عاد وساق الله السحابة السوداء فيما يذكرون التي اختارها قيل بن عير بما فيها من النقمة إلى عاد حتى خرجت عليهم من واد يقال له المغيث فلما رأوها استبشروا بها وقالوا هذا عارض ممطرنا يقول الله بل هو ما استعجلتم به ريح فيها § عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها أي كل شيء أمرت به وكان أول من أبصر ما فيها وعرف أنها ريح فيما يذكرون امرأة من عاد يقال لها مهدد فلما تيقنت ما فيها صاحت ثم صعقت فلما أن أفاقت قالوا ماذا رأيت يا مهدد قالت رأيت ريحا فيها كشهب النار أمامها رجال يقودونها فسخرها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما كما قال الله والحسوم الدائمة فلم تدع من عاد أحدا إلا هلك فاعتزل هود فيما ذكر لي ومن معه من المؤمنين في حظيرة ما يصيبه ومن معه من الريح إلا ما تلين عليه الجلود وتلتذ به الأنفس وإنها لتمر على عاد بالظعن بين السماء والأرض وتدمغهم بالحجارة وخرج وفد عاد من مكة حتى مروا بمعاوية بن بكر وابنه فنزلوا عليه فبينما هم عنده إذ أقبل رجل على ناقة له في ليلة مقمرة مساء ثالثة من مصاب عاد فأخبرهم الخبر فقالوا له أين فارقت هودا وأصحابه قال فارقتهم بساحل البحر فكأنهم شكوا فيما حدثهم به فقالت هذيلة بنت بكر صدق ورب الكعبة.

ذكر ابراهيم خليل الرحمن ع *

وذكر من كان في عصره من ملوك العجم *
TBRBV01P233D

وقد حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق فيماذكر لنا والله أعلم أن آزر كان رجلا من أهل كوثى من قرية بالسواد سوادالكوفة وكان إذ ذاك ملك المشرق لنمرود الخاطئ وكان يقال له الهاصر وكانملكه فيما يزعمون قد أحاط بمشارق الأرض ومغاربها وكان ببابل قال وكانملكه وملك قومه بالمشرق قبل ملك فارس قال ويقال لم يجتمع ملك الأرض ولم يجتمع الناس على ملك واحد إلا § على ثلاثة ملوك نمرود بن أرغوا وذي القرنين وسليمان بن داود وقال بعضهم نمرود هو الضحاك نفسه.


TBRBV01P234D

وقال ابن إسحاق فيما حدثني ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاقفلما أراد الله عز وجل أن يبعث ابراهيم ع خليل الرحمن حجة على قومه ورسولاإلى عباده ولم يكن فيما بين نوح وإبراهيم ع من نبي قبله إلا هود وصالحفلما تقارب زمان إبراهيم الذي أراد الله تعالى ذكره ما أراد أتى أصحابالنجوم نمرود فقالوا له تعلم أنا نجد في علمنا أن غلاما يولد في قريتكهذه يقال له إبراهيم يفارق دينكم ويكسر أوثانكم في شهر كذا وكذا من سنةكذا وكذا فلما دخلت السنة التي وصف أصحاب النجوم لنمرود بعث نمرود إلى كلامرأة حبلى بقريته فحبسها عنده إلا ما كان من أم إبراهيم امرأة آزر فإنهلم يعلم بحبلها وذلك أنها كانت جارية حدثه فيما يذكر لم يعرف الحبل في بطنها فجعل لا تلد امرأة غلاما في ذلك الشهر من تلك السنة إلا أمر بهفذبح فلما وجدت أم إبراهيم الطلق خرجت ليلا إلى مغارة كانت قريبا منهافولدت فيها ابراهيم ع وأصلحت من شأنه ما يصنع بالمولود ثم سدت عليهالمغارة ثم رجعت إلى بيتها ثم كانت تطالعه في المغارة لتنظر ما فعلفتجده حيا § يمص إبهامه يزعمون والله أعلم أن الله جعل رزق ابراهيم ع فيها ما يجيئهمن مصه وكان آزر فيما يزعمون قد سأل أم إبراهيم عن حملها ما فعل فقالتولدت غلاما فمات فصدقها فسكت عنها وكان اليوم فيما يذكرون على إبراهيمفي الشباب كالشهر والشهر كالسنة ولم يمكث ابراهيم ع في المغارة إلا خمسةعشر شهرا حتى قال لأمه أخرجيني أنظر فأخرجته عشاء فنظر وتفكر في خلقالسموات والأرض وقال إن الذي خلقني ورزقني وأطعمني وسقاني لربي ما ليإله غيره ثم نظر في السماء ورأى كوكبا فقال هذا ربي ثم اتبعه ينظرإليه ببصره حتى غاب فلما أفل قال لا أحب الآفلين ثم اطلع للقمر فرآهبازغا فقال هذا ربي ثم أتبعه ببصره حتى غاب فلما أفل قال لئن لم يهدنيربي لأكونن من القوم الضالين فلما دخل عليه النهار وطلعت الشمس رأى عظمالشمس ورأى شيئا هو أعظم نورا من كل شيء رآه قبل ذلك فقال هذا ربي هذاأكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطرالسماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ثم رجع إبراهيم إلى أبيه آزر وقد استقامت وجهته وعرف ربه وبريء من دينقومه إلا أنه لم يبادهم بذلك فأخبره أنه ابنه فأخبرته أم إبراهيم ع أنهابنه فأخبرته بما كانت صنعت في شأنه فسر بذلك آزر وفرح فرحا شديدا وكانآزر يصنع أصنام قومه التي يعبدون ثم يعطيها إبراهيم يبيعها فيذهب بهاإبراهيم ع فيما يذكرون فيقول من يشتري ما يضره ولا ينفعه فلا يشتريها منهأحد فإذا بارت عليه ذهب بها إلى نهر فصوب فيه رءوسها وقال اشربياستهزاء بقومه وبما هم عليه من الضلالة حتى فشا عيبه إياها واستهزاؤهبها في قومه وأهل قريته § من غير أن يكون ذلك بلغ نمرود الملك ثم إنه لما بدا لإبراهيم أن يباديقومه بخلاف ما هم عليه وبأمر الله والدعاء إليه نظر نظرة في النجوم فقالإني سقيم يقول الله عز وجل فتولوا عنه مدبرين وقوله إني سقيم اى طعين او لسقم كانوا يهربون منه إذا سمعوا به وإنما يريدإبراهيم أن يخرجوا عنه ليبلغ من أصنامهم الذي يريد فلما خرجوا عنه خالف إلىأصنامهم التي كانوا يعبدون من دون الله فقرب لها طعاما ثم قال ألاتأكلون ما لكم لا تنطقون تعييرا في شأنها واستهزاء بها.

TBJXV09P356A

ما حدثني به محمد بن حميد قال ثنا سلمة بن الفضل قال ثني محمد بن إسحاق فيما ذكر لنا والله أعلم أن آزر كان رجلا من أهل كوثى من قرية بالسواد سواد الكوفة وكان إذ ذاك ملك المشرق § لنمرود بن كنعان فلما أراد الله أن يبعث إبراهيم حجة على قومه ورسولا إلى عباده ولم يكن فيما بين نوح وإبراهيم نبي إلا هود وصالح فلما تقارب زمان إبراهيم الذي أراد الله ما أراد أتى أصحاب النجوم نمرود فقالوا له تعلم أنا نجد في علمنا أن غلاما يولد في قريتك هذه يقال له إبراهيم يفارق دينكم ويكسر أوثانكم في شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا فلما دخلت السنة التي وصف أصحاب النجوم لنمرود بعث نمرود إلى كل امرأة حبلى بقريته فحبسها عنده إلا ما كان من أم إبراهيم امرأة آزر فإنه لم يعلم بحبلها وذلك أنها كانت امرأة حدثة فيما يذكر لم يعرف الحبل في بطنها ولما أراد الله أن يبلغ بولدها أراد أن يقتل كل غلام ولد في ذلك الشهر من تلك السنة حذرا على ملكه فجعل لا تلد امرأة غلاما في ذلك الشهر من تلك السنة إلا أمر به فذبح فلما وجدت أم إبراهيم الطلق خرجت ليلا إلى مغارة كانت قريبا منها فولدت فيها إبراهيم وأصلحت من شأنه ما يصنع مع المولود ثم سدت عليه المغارة ثم رجعت إلى بيتها ثم كانت تطالعه في المغارة فتنظر ما فعل فتجده حيا يمص إبهامه يزعمون والله أعلم أن الله جعل رزق إبراهيم فيها وما يجيئه من مصه وكان آزر فيما يزعمون سأل أم إبراهيم عن حملها ما فعل فقالت ولدت غلاما فمات فصدقها § فسكت عنها وكان اليوم فيما يذكرون على إبراهيم في الشباب كالشهر والشهر كالسنة فلم يلبث إبراهيم في المغارة إلا خمسة عشر شهرا حتى قال لأمه أخرجيني أنظر فأخرجته عشاء فنظر وتفكر في خلق السموات والأرض وقال إن الذي خلقني ورزقني وأطعمني وسقاني لربي ما لي إله غيره ثم نظر في السماء فرأى كوكبا قال هذا ربي ثم أتبعه ينظر إليه ببصره حتى غاب فلما أفل قال لا أحب الآفلين ثم طلع القمر فرآه بازغا قال هذا ربي ثم أتبعه بصره حتى غاب فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين فلما دخل عليه النهار وطلعت الشمس أعظم الشمس ورأى شيئا هو أعظم نورا من كل شيء رآه قبل ذلك فقال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ثم رجع إبراهيم إلى أبيه آزر وقد استقامت وجهته وعرف ربه وبرئ من دين قومه إلا أنه لم يبادئهم بذلك وأخبر أنه ابنه وأخبرته أم إبراهيم أنه ابنه وأخبرته بما كانت صنعت من شأنه فسر بذلك آزر وفرح فرحا شديدا وكان آزر يصنع أصنام قومه التي يعبدونها ثم يعطيها إبراهيم يبيعها فيذهب بها إبراهيم فيما يذكرون فيقول من يشتري ما يضره ولا ينفعه فلا § يشتريها منه أحد وإذا بارت عليه ذهب بها إلى نهر فضرب فيه رءوسها وقال اشربي استهزاء بقومه وما هم عليه من الضلالة حتى فشا عيبه إياها واستهزاؤه بها في قومه وأهل قريته من غير أن يكون ذلك بلغ نمرود الملك وأنكر قوم من غير أهل الرواية هذا القول الذي روي عن ابن عباس وعمن روي عنه من أن إبراهيم قال للكوكب أو للقمر هذا ربي وقالوا غير جائز أن يكون لله نبي ابتعثه بالرسالة أتى عليه وقت من الأوقات وهو بالغ إلا وهو لله موحد وبه عارف ومن كل ما يعبد من دونه بريء قالوا ولو جاز أن يكون قد أتى عليه بعض الأوقات وهو به كافر لم يجز أن يختصه بالرسالة لأنه لا معنى فيه إلا وفي غيره من أهل الكفر به مثله وليس بين الله وبين أحد من خلقه مناسبة فيحابيه باختصاصه بالكرامة قالوا وإنما أكرم من أكرم منهم لفضله في نفسه فأثابه لاستحقاقه الثواب بما أثابه من الكرامة وزعموا أن خبر الله عن قيل إبراهيم عند رؤيته الكوكب أو القمر أو الشمس هذا ربي لم يكن لجهله بأن ذلك غير جائز أن يكون ربه وإنما قال ذلك على وجه الإنكار منه أن يكون ذلك ربه وعلى العيب لقومه في عبادتهم الأصنام إذ كان الكوكب والقمر والشمس أضوأ وأحسن وأبهج من الأصنام ولم تكن مع ذلك معبودة وكانت آفلة زائلة غير دائمة والأصنام التي دونها في الحسن وأصغر منها في الجسم أحق أن لا § تكون معبودة ولا آلهة قالوا وإنما قال ذلك لهم معارضة كما يقول أحد المتناظرين لصاحبه معارضا له في قول باطل قال به بباطل من القول على وجه مطالبته إياه بالفرقان بين القولين الفاسدين عنده اللذين يصحح خصمه أحدهما ويدعي فساد الآخر وقال آخرون منهم بل ذلك كان منه في حال طفوليته وقبل قيام الحجة عليه وتلك حال لا يكون فيها كفر ولا إيمان وقال آخرون منهم وإنما معنى الكلام أهذا ربي على وجه الإنكار والتوبيخ أي ليس هذا ربي وقالوا قد تفعل العرب مثل ذلك فتحذف الألف التي تدل على معنى الاستفهام وزعموا أن من ذلك قول الشاعر البحر الطويل رفوني وقالوا يا خويلد لا ترع فقلت وأنكرت الوجوه هم هم يعني أهم هم قالوا ومن ذلك قول أوس البحر الطويل لعمرك ما أدري وإن كنت داريا شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر بمعنى أشعيث بن سهم فحذف الألف ونظائر ذلك وأما تذكير هذا في قوله فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي فإنما هو على § معنى هذا الشيء الطالع ربي وفي خبر الله تعالى عن قيل إبراهيم حين أفل القمر لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين الدليل على خطأ هذه الأقوال التي قالها هؤلاء القوم وأن الصواب من القول في ذلك الإقرار بخبر الله تعالى الذي أخبر به عنه والإعراض عما عداه.

+
TBRBV01P238B

قال أبو جعفر رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق ثم أقبل عليهم كما قال الله عز وجل ضربا باليمين ثم جعل يكسرهن بفأسفي يده حتى إذا بقي أعظم صنم منها ربط الفأس بيده ثم تركهن فلما رجعقومه رأوا ما صنع بأصنامهم فراغهم ذلك فأعظموه وقالوا من فعل بآلهتناإنه لمن الظالمين ثم ذكروا فقالوا قد سمعنا فتى § يذكرهم يقال له إبراهيم يعنون فتى يسبها ويعيبها ويستهزئ بها لم نسمعأحدا يقول ذلك غيره وهو الذي نظن صنع هذا بها وبلغ ذلك نمرود وأشراف قومهفقالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون اى ما يصنع به.

COMMENT
TBJXV16P296E

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال أقبل عليهن كما قال الله تبارك وتعالى ضربا باليمين ثم جعل يكسرهن بفأس § في يده حتى إذا بقي أعظم صنم منها ربط الفأس بيده، ثم تركهن فلما رجع قومه رأوا ما صنع بأصنامهم فراعهم ذلك وأعظموه وقالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين.

+
TBRBV01P239C

كرهوا أن يأخذوه بغيربينة رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال فلما أتي به فاجتمع له قومه عند ملكهم نمرود قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فسئلوهم إن كانوا ينطقون غضب من أن يعبدوا معه هذه الصغار وهو أكبر منها فكسرهن فارعووا ورجعوا عنهفيما ادعوا عليه من كسرهن إلى أنفسهم فيما بينهم فقالوا لقد ظلمناه ومانراه إلا كما قال ثم قالوا وعرفوا أنها لا تضر ولا تنفع ولا تبطش لقد علمت ما هؤلاء ينطقون أي لا يتكلمون فيخبرونا من صنع هذا بها وما تبطش بالأيدي فنصدقك يقول الله عز وجل ثم نكسوا على رؤسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون أي نكسوا على رءوسهم فيالحجة عليهم لإبراهيم حين جادلهم فقال عند ذلك إبراهيم حين ظهرت الحجةعليهم بقولهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون قال وحاجه قومه عند ذلك في الله جل ثناؤه يستوصفونه إياه ويخبرونه § أن آلهتهم خير مما يعبد فقال أتحاجوني في الله وقد هدان إلى قوله فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون يضرب لهم الأمثال ويصرف لهمالعبر ليعلموا أن الله هو أحق أن يخاف ويعبد مما يعبدون من دونه.

TBJXV16P300A

ذكر من قال ذلك حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما أتي به واجتمع له قومه عند ملكهم نمرود قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون غضب من أن يعبدوا معه هذه الصغار وهو أكبر منها فكسرهن.

TBRBV01P240B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن الحسن بندينار عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال تلوت هذه الآية على عبد الله بنعمر فقال أتدري يا مجاهد من الذى اشار بتحريق ابراهيم ع بالنار قالقلت لا قال رجل من أعراب فارس قال قلت يا أبا عبد الرحمن وهل للفرسأعراب قال نعم الكرد هم أعراب فارس فرجل منهم هو الذي أشار بتحريقإبراهيم بالنار.


TBRBV01P241C

ثم رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال فامر نمرود بجمع الحطب فجمعوا له صلاب الحطب من أصناف الخشب حتىإن كانت المرأة من قرية إبراهيم فيما يذكر لتنذر في بعض ما تطلب مما تحبان تدرك لئن أصابته لتحطبن في نار إبراهيم التي يحرق بها احتسابا فيدينها حتى إذا أرادوا أن يلقوه فيها قدموه وأشعلوا في كل ناحية من الحطبالذي جمعوا له حتى إذا اشتعلت النار واجتمعوا لقذفه فيها صاحت السماءوالأرض وما فيها من الخلق إلا الثقلين فيما يذكرون إلى الله عز وجل صيحةواحدة أي ربنا إبراهيم ليس في أرضك أحد يعبدك غيره يحرق بالنار فيكفأذن لنا في نصرته فيذكرون والله أعلم أن الله عز وجل حين قالوا ذلكقال إن استغاث بشيء منكم أو دعاه فلينصره فقد أذنت له في ذلك فإن لم يدعغيري فأنا وليه فخلوا بيني وبينه فأنا أمنعه فلما ألقوه فيها قال يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم فكانت كما قال الله عز وجل.


TBRBV01P242B

ثم رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال وبعث الله عز وجل ملك الظل في صورة إبراهيم فقعد فيها إلى جنبهيؤنسه فمكث نمرود أياما لا يشك إلا أن النار قد أكلت إبراهيم وفرغت منهثم ركب فمر بها وهي تحرق ما جمعوا لها من الحطب فنظر إليها فرأى إبراهيمجالسا فيها إلى جنبه رجل مثله فرجع من مركبه ذلك فقال لقومه لقد رأيتإبراهيم حيا في النار ولقد شبه علي ابنوا لي صرحا يشرف بي على النار حتىأستثبت فبنوا له صرحا فأشرف عليه فاطلع منه إلى النار فرأى إبراهيمجالسا فيها ورأى الملك قاعدا إلى جنبه في مثل صورته فناداه نمرود ياإبراهيم كبير إلهك الذي بلغت قدرته وعزته أن حال بين ما أرى وبينك حتى لمتضرك يا إبراهيم هل تستطيع أن تخرج منها § قال نعم قال هل تخشى إن أقمت فيها أن تضرك قال لا قال فقم واخرج منها فقام إبراهيم يمشي فيها حتى خرج منها فلما خرج إليهقال يا إبراهيم من الرجل الذي رأيت معك في مثل صورتك قاعدا إلى جنبكقال ذلك ملك الظل أرسله إلي ربي ليكون معي فيها ليؤنسني وجعلها علي برداوسلاما فقال نمرود فيما حدثت يا إبراهيم إني مقرب إلى إلهك قربانا لمارأيت من عزته وقدرته ولما صنع بك حين أبيت إلا عبادته وتوحيده إني ذابحله أربعة آلاف بقرة فقال له إبراهيم إذا لا يقبل الله منك ما كنت على شيء من دينك هذا حتى تفارقه إلى دينيفقال يا إبراهيم لا أستطيع ترك ملكي ولكني سوف أذبحها له فذبحها نمرودثم كف عن إبراهيم ومنعه الله عز وجل منه.


TBRBV01P243E

قال أبو جعفر رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال واستجاب لإبراهيم عرجال من قومه حين رأوا ما صنع الله به على خوف من نمرود § وملئهم فآمن له لوط وكان ابن أخيه وهو لوط بن هاران بن تارخ وهارانهو أخو إبراهيم وكان لهما أخ ثالث يقال له ناحور بن تارخ فهاران أبو لوطوناحور أبو بتويل وبتويل أبو لابان وربقا ابنة بتويل امرأة إسحاق بنإبراهيم أم يعقوب وليا وراحيل زوجتا يعقوب ابنتا لابان وآمنت به سارة وهيابنة عمه وهي سارة بنت هاران الأكبر عم إبراهيم وكانت لها أخت يقال لهاملكا امرأة ناحور وقد قيل إن سارة كانت ابنة ملك حران.


TBRBV01P246B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لم يقل إبراهيم شيئا قط لم يكن الا ثلاثا قولهإني سقيم لم يكن به سقم وقوله بل فعله كبيرهم هذا فسئلوهم إن كانوا ينطقون وقوله لفرعون حين سألهعن سارة فقال من هذه المرأة معك قال أختي قال فما قال ابراهيم ع شيئاقط لم يكن إلا ذلك.


TBRBV01P247B

جعفر رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال وكانت هاجر جارية ذات هيئة فوهبتها سارة لإبراهيم وقالت إني أراها امرأة وضيئة فخذها لعل الله يرزقك منها ولدا وكانت سارة قدمنعت الولد فلا تلد لإبراهيم حتى أسنت وكان إبراهيم قد دعا الله أن يهب لهمن الصالحين وأخرت الدعوة حتى كبر إبراهيم وعقمت سارة ثم إن إبراهيم وقععلى هاجر فولدت له اسماعيل ع.


TBRBV01P247C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق عن الزهري عنعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما


+
TBRBV01P247D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق قال سألت الزهري ما الرحم التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم قال كانت هاجر أم إسماعيل منهم فيزعمون والله أعلم أن سارة حزنت عند ذلكعلى ما فاتها من الولد حزنا شديدا وقد كان إبراهيم خرج من مصر إلى الشاموهاب ذلك الملك الذي كان بها وأشفق من شره حتى قدمها فنزل السبع من أرضفلسطين وهي برية الشام ونزل لوط بالمؤتفكة وهي من § السبع على مسيرة يوم وليلة وأقرب من ذلك فبعثه الله عز وجل نبيا وأقامإبراهيم فيما ذكر لي بالسبع فاحتفر به بئرا واتخذ به مسجدا فكان ماء تلكالبئر معينا طاهرا فكانت غنمه تردها ثم إن أهلها آذوه فيها ببعض الأذىفخرج منها حتى نزل بناحية من أرض فلسطين بين الرملة وإيليا ببلد يقال لهقط أو قط فلما خرج من بين أظهرهم نضب الماء فذهب واتبعه أهل السبع حتى أدركوه وندموا على ما صنعوا وقالوا أخرجنا منبين أظهرنا رجلا صالحا فسألوه أن يرجع إليهم فقال ما أنا براجع إلى بلدأخرجت منه قالوا له فإن الماء الذي كنت تشرب منه ونشرب معك منه قد نضبفذهب فأعطاهم سبع أعنز من غنمه فقال اذهبوا بها معكم فإنكم لو قدأوردتموها البئر قد ظهر الماء حتى يكون معينا طاهرا كما كان فاشربوامنها فلا تغترفن منها امرأة حائض فخرجوا بالأعنز فلما وقفت على البئرظهر إليها الماء فكانوا يشربون منها وهي على ذلك حتى أتت امرأة طامثفاغترفت منها فنكص ماؤها إلى الذي هو عليه اليوم ثم ثبت قال وكان إبراهيم يضيف من نزل به وكان الله عز وجل قد أوسع عليه وبسطله في الرزق والمال والخدم فلما أراد الله عز وجل هلاك قوم لوط بعث إليهرسله يأمرونه بالخروج من بين أظهرهم وكانوا قد عملوا من الفاحشة ما لميسبقهم به أحد من العالمين مع تكذيبهم نبيهم وردهم عليه ما جاءهم به منالنصيحة من ربهم وأمرت الرسل أن ينزلوا على إبراهيم وأن يبشروه وسارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب فلما نزلوا على إبراهيم وكان الضيف قد حبسعنه خمس عشرة ليلة حتى شق ذلك عليه فيما يذكرون لا يضيفه أحد ولا يأتيهفلما رآهم سر بهم رأى ضيفا لم يضفه مثلهم حسنا وجمالا فقال لا يخدم هؤلاءالقوم أحد إلا أنا بيدي فخرج إلى أهله فجاء كما قال الله عز وجل بعجل سمين قد حنذه والحناذ الإنضاج يقول الله جل ثناؤه جاء بعجل حنيذ فقربه إليهم فأمسكوا أيديهم § عنه فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة حين لم يأكلوامن طعامه قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته ساره قائمة فضحكت لما عرفت من أمر الله عز وجل ولما تعلم من قوم لوط فبشروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب بابن وبابن ابن فقالت وصكت وجهها يقالضربت على جبينها يا ويلتى أألد وأنا عجوز إلى قوله إنه حميد مجيد وكانت سارة يومئذ فيما ذكر لي بعض أهل العلم ابنة تسعين سنة وإبراهيمابن عشرين ومائة سنة فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى بإسحاق ويعقوب ولد من صلب إسحاق وأمن ما كان يخاف قال الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء .

TBJXV12P481A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال فضحكت يعني سارة لما عرفت من أمر الله جل ثناؤه ولما تعلم من قوم لوط فبشروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب بابن وبابن ابن فقالت وصكت وجهها يقال ضربت على جبينها يا ويلتى أألد وأنا عجوز إلى قوله إنه حميد مجيد واختلفت القراء في قراءة ذلك فقرأته عامة قراء العراق والحجاز ومن وراء إسحاق يعقوب برفع يعقوب ويعيد ابتداء الكلام بقوله ومن وراء إسحاق يعقوب وذلك وإن كان خبر مبتدأ ففيه دلالة على معنى التبشير وقرأه بعض قراء أهل الكوفة والشام ومن وراء إسحاق يعقوب نصبا فأما الشامي منهما فذكر أنه كان ينحو بيعقوب نحو النصب بإضمار فعل آخر مشاكل للبشارة كأنه قال ووهبنا له من وراء إسحاق يعقوب فلما لم يظهر وهبنا عمل فيه التبشير وعطف به على موضع إسحاق إذ § كان إسحاق وإن كان مخفوضا فإنه بمعنى المنصوب بعمل بشرنا فيه كما قال الشاعر البحر البسيط جئني بمثل بني بدر لقومهم أو مثل أسرة منظور بن سيار أو عامر بن طفيل في مركبه أو حارثا يوم نادى القوم يا حار وأما الكوفي منهما فإنه قرأه بتأويل الخفض فيما ذكر عنه غير أنه نصبه لأنه لا يجرى وقد أنكر ذلك أهل العلم بالعربية من أجل دخول الصفة بين حرف العطف والاسم وقالوا خطأ أن يقال مررت بعمرو في الدار وفي الدار زيد وأنت عاطف بزيد على عمرو إلا بتكرير الباء وإعادتها فإن لم تعد كان وجه الكلام عندهم الرفع وجاز النصب فإن قدم الاسم على الصفة جاز حينئذ الخفض وذلك إذا قلت مررت بعمرو في الدار وزيد في البيت وقد أجاز الخفض والصفة معترضة بين حرف العطف والاسم بعض نحويي البصرة § وأولى القراءتين في ذلك بالصواب عندي قراءة من قرأه رفعا لأن ذلك هو الكلام المعروف من كلام العرب والذي لا يتناكره أهل العلم بالعربية وما عليه قراءة الأمصار فأما النصب فيه فإن له وجها غير أني لا أحب القراءة به لأن كتاب الله نزل بأفصح ألسن العرب والذي هو أولى بالعلم بالذي نزل به من الفصاحة.

COMMENT
HJRTV19P415A

لوط هو ابن أخي إبراهيم والمؤتفكة هم قوم لوط كم في أخبار الأنبياء ثنا أبو الحسن بن شبويه ثنا ابن ساسويه ثنا محمد بن حميد ثنا سلمة بن الفضل عنه به.

COMMENT

ذكر أمر بناء البيت *
TBRBV01P253A

وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن الحسنبن عمارة عن سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة عن على ابن ابى طالب ع أنهكان يقول لما أمر الله إبراهيم بعمارة البيت والأذان بالحج في الناس خرجمن الشام ومعه ابنه إسماعيل وأم إسماعيل هاجر وبعث الله معه السكينة وهيريح لها لسان تكلم به يغدو معها إبراهيم إذا غدت ويروح معها إذا راحتحتى انتهت به إلى مكة فلما أتت موضع البيت استدارت به ثم قالت لإبراهيمابن علي ابن علي ابن علي فوضع إبراهيم الأساس ورفع البيت هو وإسماعيلحتى انتهيا إلى موضع الركن قال إبراهيم لإسماعيل يا بني ابغ لي حجراأجعله علما للناس فجاءه بحجر فلم يرضه وقال ابغني غير هذا فذهب إسماعيلليلتمس له حجرا فجاءه وقد أتي بالركن فوضعه في موضعه فقال يا أبت منجاءك بهذا الحجر قال من لم يكلني إليك يا بني] وقال آخرون إن الذي خرج مع إبراهيم من الشام لدلالته على موضع البيتجبرئيل ع وقالوا كان إخراجه هاجر وإسماعيل إلى مكة لما كان من غيرة سارةبسبب ولادة هاجر منه إسماعيل.


TBRBV01P254B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثنا عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد وغيره من أهل العلم أن الله عز وجللما بوأ لإبراهيم مكان البيت ومعالم الحرم فخرج وخرج معه جبرئيل يقالكان لا يمر بقرية إلا قال بهذه امرت يا جبرئيل فيقول جبرئيل امضه حتى قدم به مكة وهي إذ ذاك عصاه سلم وسمر وبها أناس يقال لهمالعماليق خارج مكة وما حولها والبيت يومئذ ربوة حمراء مدره فقال ابراهيملجبرئيل اهاهنا أمرت أن أضعهما قال نعم فعمد بهما إلى موضع الحجرفأنزلهما فيه وأمر هاجر أم إسماعيل أن تتخذ فيه عريشا فقال ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم إلى لعلهم يشكرون ثم انصرف إلى أهله بالشام وتركهما عند البيت قال فظمئ إسماعيل ظمأ شديدافالتمست له أمه ماء فلم تجده فاستسمعت هل تسمع صوتا لتلتمس له شرابافسمعت كالصوت عند الصفا فأقبلت حتى قامت عليه فلم تر شيئا ثم سمعت صوتانحو المروة § فأقبلت حتى قامت عليه فلم تر شيئا ويقال بل قامت على الصفا تدعو اللهوتستغيثه لإسماعيل ثم عمدت إلى المروة ففعلت ذلك ثم إنها سمعت أصوات سباعالوادي نحو إسماعيل حيث تركته فأقبلت إليه تشتد فوجدته يفحص الماء بيدهمن عين قد انفجرت من تحت يده فشرب منها وجاءتها أم إسماعيل فجعلتها حسياثم استقت منها في قربتها تذخره لإسماعيل فلولا الذي فعلت ما زالت زمزممعينا طاهرا ماؤها أبدا قال مجاهد ولم نزل نسمع أن زمزم هزمه جبرئيل بعقبهلإسماعيل حين ظمئ.

COMMENT
TBJXV02P554A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي يحيى عن مجاهد وغيره من أهل العلم أن الله لما بوأ إبراهيم مكان البيت خرج إليه من الشام وخرج معه بإسماعيل وأمه هاجر وإسماعيل طفل صغير يرضع وحملوا فيما حدثني على البراق ومعه جبريل يدله على موضع البيت ومعالم الحرم فخرج وخرج معه جبريل فقال كان لا يمر بقرية إلا قال أبهذه أمرت يا جبريل فيقول جبريل امضه حتى قدم به مكة وهي إذ ذاك عضاه سلم وسمر يربها أناس يقال لهم العماليق خارج مكة وما حولها والبيت يومئذ ربوة حمراء مدرة فقال إبراهيم لجبريل أههنا أمرت أن أضعهما قال نعم فعمد بهما إلى موضع الحجر فأنزلهما فيه وأمر هاجر أم إسماعيل أن تتخذ فيه عريشا فقال ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم إلى قوله لعلهم يشكرون .

TBJXV02P554B

قال ابن حميد قال سلمة قال ابن إسحاق ويزعمون والله أعلم أن ملكا من الملائكة أتى هاجر أم إسماعيل حين أنزلهما إبراهيم مكة قبل § أن يرفع إبراهيم وإسماعيل القواعد من البيت فأشار لهما إلى البيت وهو ربوة حمراء مدرة فقال لهما هذا أول بيت وضع في الأرض وهو بيت الله العتيق واعلمي أن إبراهيم وإسماعيل هما يرفعانه فالله أعلم.

COMMENT

TBRBV01P261B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عمر ابن عبد اللهبن عروة أن عبد الله بن الزبير قال لعبيد بن عمير الليثي كيف بلغك أنإبراهيم دعا إلى الحج قال بلغني أنه لما رفع هو وإسماعيل قواعد البيتوانتهى إلى ما أراد الله من ذلك وحضر الحج استقبل اليمن فدعا إلى اللهوإلى حج بيته فأجيب أن لبيك اللهم لبيك ثم استقبل المشرق فدعا إلى اللهوإلى حج بيته فأجيب أن لبيك اللهم ثم إلى المغرب فدعا إلى الله وإلى حجبيته فأجيب أن لبيك اللهم لبيك ثم إلى الشام فدعا إلى الله عز وجل وإلىحج بيته فأجيب أن لبيك اللهم لبيك ثم خرج بإسماعيل وهو معه يوم الترويةفنزل به منى ومن معه من المسلمين فصلى بهم الظهر والعصر والمغرب والعشاءالآخرة ثم بات بهم حتى أصبح فصلى بهم صلاة الفجر ثم غدا بهم إلى عرفةفقال بهم هنالك حتى إذا مالت الشمس جمع بين الصلاتين الظهر والعصر ثمراح بهم إلى الموقف من عرفة فوقف بهم على الأراك وهو الموقف من عرفة الذييقف عليه الإمام يريه ويعلمه فلما غربت الشمس دفع به وبمن معه حتى أتىالمزدلفة فجمع فيها بين الصلاتين المغرب والعشاء الآخرة ثم بات بها وبمن معه حتى إذا طلع الفجر صلى بهمصلاة الغداة ثم وقف به على قزح من المزدلفة فيمن معه وهو الموقف § الذي يقف به الإمام حتى إذا أسفر دفع به وبمن معه يريه ويعلمه كيف يصنعحتى رمى الجمرة الكبرى وأراه المنحر من منى ثم نحر وحلق ثم أفاض به منمنى ليريه كيف يطوف ثم عاد به إلى منى ليريه كيف يرمي الجمار حتى فرغ لهمن الحج وأذن به في الناس.


TBRBV01P265B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد اللهبن أبي بكر عن محمد بن مسلم الزهري عن أبي سفيان بن العلاء بن جاريةالثقفي حليف بني زهرة عن أبي هريرة عن كعب الأحبار أن الذي أمر بذبحهإبراهيم من ابنيه إسحاق.


TBRBV01P269H

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال سمعت محمد بن كعبالقرظي وهو يقول إن الذي أمر الله عز وجل إبراهيم بذبحه من ابنيه إسماعيلوإنا لنجد ذلك في كتاب الله عز وجل في قصة الخبر عن إبراهيم وما أمر به منذبح ابنه أنه إسماعيل وذلك أن الله عز وجل يقول حين فرغ من قصة المذبوح من ابني إبراهيم قال وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ويقول فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق § يعقوب يقول بابن وابن ابن فلم يكن يأمره بذبح إسحاق وله فيه منالله من الموعود ما وعده وما الذي أمر بذبحه إلا إسماعيل.

TBJXV19P596B

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال سمعت محمد بن كعب القرظي وهو يقول إن الذي أمر الله إبراهيم بذبحه من بنيه إسماعيل وإنا لنجد ذلك في كتاب الله في قصة الخبر عن إبراهيم وما أمر به من ذبح ابنه إسماعيل وذلك أن الله يقول حين فرغ من قصة المذبوح من إبراهيم قال وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين يقول بشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب يقول بابن وابن ابن فلم يكن ليأمره بذبح إسحاق وله فيه من الله الموعود ما وعده الله وما الذي أمر بذبحه إلا إسماعيل.

TBRBV01P270B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن بريدة بن سفيان بن فروةالأسلمي عن محمد بن كعب القرظي أنه حدثهم أنه ذكر ذلك لعمر بن عبدالعزيز وهو خليفة إذ كان معه بالشام فقال له عمر ان هذا لشيء ما كنتأنظر فيه وإني لأراه كما قلت ثم أرسل إلى رجل كان عنده بالشام كان يهوديافأسلم فحسن إسلامه وكان يرى أنه من علماء اليهود فسأله عمر بن عبد العزيزعن ذلك قال محمد بن كعب القرظي وأنا عند عمر بن عبد العزيز فقال له عمرأي ابني إبراهيم أمر بذبحه فقال إسماعيل والله يا أمير المؤمنين إن يهود لتعلم بذلك ولكنهميحسدونكم معشر العرب على أن يكون أباكم الذي كان من أمر الله فيه والفضلالذي ذكره الله منه لصبره على ما أمر به فهم يجحدون ذلك ويزعمون أنهإسحاق لأن إسحاق أبوهم.

TBRBV01P270B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الحسن بن دينار وعمروبن عبيد عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه كان لا يشك في ذلك أن الذي أمربذبحه من ابني إبراهيم إسماعيل.

TBRBV01P270C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق سمعت محمد بنكعب القرظي يقول ذلك كثيرا.


ذكر الخبر عن صفه فعل ابراهيم وابنه الذي أمر بذبحه فيما كان أمر به من ذلك والسبب الذي من أجله أمر إبراهيم بذبحه *
TBRBV01P273B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاققال كان إبراهيم فيما يقال إذا زارها يعني هاجر حمل على البراق يغدو من § الشام فيقبل بمكة ويروح من مكة فيبيت عند أهله بالشام حتى إذا بلغمعه السعي وأخذ بنفسه ورجاه لما كان يأمل فيه من عبادة ربه وتعظيم حرماتهأري في المنام أن يذبحه.


+
TBRBV01P274B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن بعض أهل العلم أنإبراهيم حين أمر بذبح ابنه قال له يا بني خذ الحبل والمدية ثم انطلق بناإلى هذا الشعب ليحطب أهلك منه قبل أن يذكر له شيئا مما أمر به فلما وجه إلى الشعب اعترضه عدو الله إبليس ليصده عن أمر الله في صورةرجل فقال أين تريد أيها الشيخ قال أريد هذا الشعب لحاجة لي فيه فقالوالله إني لأرى الشيطان قد جاءك في منامك فأمرك بذبح بنيك هذا فأنت تريدذبحه فعرفه إبراهيم فقال إليك عني أي عدو الله فو الله لأمضين لأمرربي فيه فلما يئس عدو الله إبليس من إبراهيم اعترض إسماعيل وهو وراءإبراهيم يحمل الحبل والشفرة فقال له يا غلام هل تدري أين يذهب بك أبوكقال يحطب أهلنا من هذا الشعب قال والله ما يريد إلا أن يذبحك قال لمقال زعم أن ربه أمره بذلك قال فليفعل ما أمره به ربه فسمعا وطاعة فلما امتنع منه الغلام ذهب إلى هاجرأم إسماعيل وهي في منزلها فقال لها يا أم إسماعيل هل تدرين أين ذهبإبراهيم بإسماعيل قالت ذهب به يحطبنا من هذا الشعب قال ما ذهب به إلاليذبحه قالت كلا هو أرحم به وأشد حبا له من ذلك قال إنه يزعم أن الله أمره بذلك قالت إن كان ربه أمره بذلك فتسليما لأمرالله فرجع عدو الله بغيظه لم يصب من آل ابراهيم شيئا مما اراد وقد امتنعمنه إبراهيم وآل إبراهيم بعون الله وأجمعوا لأمر الله بالسمع والطاعة § فلما خلا إبراهيم بابنه في الشعب وهو فيما يزعمون شعب ثبير قال له يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاءالله من الصابرين .

COMMENT
TBJXV14P446A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة قال ابن إسحاق فلم ينكر ذلك من قولها الحسن أن هذه الآية نزلت وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ولقول الله في الخبر عن إبراهيم إذ قال لابنه يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ثم مضى على ذلك فعرفت أن الوحي يأتي بالأنبياء من الله أيقاظا ونياما وكان رسول صلى الله عليه وسلم يقول تنام عيني وقلبي يقظان فالله أعلم أي ذلك كان قد جاءه وعاين فيه من أمر الله ما عاين على أي حالاته كان نائما أو يقظانا كل ذلك حق وصدق والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال إن الله أسرى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى كما أخبر الله عباده وكما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله حمله على البراق حين أتاه به وصلى هنالك بمن صلى من الأنبياء والرسل فأراه ما أراه من الآيات ولا معنى لقول من قال أسرى بروحه دون جسده لأن ذلك لو كان كذلك لم يكن في ذلك ما يوجب أن يكون ذلك دليلا على نبوته ولا حجة له على رسالته ولا كان الذين أنكروا حقيقة ذلك من أهل الشرك وكانوا يدفعون به عن صدقه فيه إذ لم يكن منكرا عندهم ولا عند أحد من ذوي الفطرة الصحيحة من بني آدم § أن يرى الرائي منهم في المنام ما على مسيرة سنة فكيف ما هو على مسيرة شهر أو أقل وبعد فإن الله إنما أخبر في كتابه أنه أسرى بعبده ولم يخبرنا أنه أسرى بروح عبده وليس جائزا لأحد أن يتعدى ما قال الله إلى غيره فإن ظن ظان أن ذلك جائز إذ كانت العرب تفعل ذلك في كلامها كما قال قائلهم البحر الوافر حسبت بغام راحلتي عناقا وما هي ويب غيرك بالعناق يعني حسبت بغام راحلتي صوت عناق فحذف الصوت واكتفى منه بالعناق فإن العرب تفعل ذلك فيما كان مفهوما مراد المتكلم منهم به من الكلام فأما فيما لا دلالة عليه إلا بظهوره ولا يوصل إلى معرفة مراد المتكلم إلا ببيانه فإنها لا تحذف ذلك ولا دلالة تدل على أن مراد الله من قوله أسرى بعبده أسرى بروح عبده بل الأدلة الواضحة والأخبار المتتابعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله أسرى به على دابة يقال لها البراق ولو كان الإسراء بروحه لم تكن الروح محمولة على البراق إذ كانت الدواب لا تحمل إلا الأجسام إلا أن يقول قائل إن معنى قولنا أسرى بروحه رأى في المنام أنه أسري بجسده على البراق فيكذب حينئذ بمعنى الأخبار التي رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبرئيل حمله على البراق لأن ذلك إذا كان مناما على قول قائل هذا القول ولم تكن الروح عنده مما تركب الدواب ولم يحمل على البراق جسم النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على قوله حمل على البراق لا جسمه ولا شيء منه وصار الأمر عنده كبعض أحلام § النائمين وذلك دفع لظاهر التنزيل وما تتابعت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت به الآثار عن الأئمة من الصحابة والتابعين.

+
TBRBV01P275B

قال ابن حميد قال سلمة قال محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم إن إسماعيلقال له عند ذلك يا أبت إن أردت ذبحي فاشدد رباطي لا يصبك مني شيء فينقصأجري فإن الموت شديد وإني لا آمن أن اضطرب عنده إذا وجدت مسه واشحذشفرتك حتى تجهز علي فتريحني وإذا أنت أضجعتني لتذبحني فكبني لوجهي علىجبيني ولا تضجعني لشقي فإني أخشى إن أنت نظرت في وجهي أن تدركك رقة تحولبينك وبين أمر الله في وإن رأيت أن ترد قميصي على أمي فإنه عسى أن يكونهذا أسلى لها عني فافعل قال يقول له إبراهيم نعم العون أنت يا بني علىأمر الله قال فربطه كما أمره إسماعيل فأوثقه ثم شحذ شفرته ثم تله للجبينواتقى النظر في وجهه ثم أدخل الشفرة لحلقه فقلبها الله لقفاها في يده ثماجتذبها إليه ليفرغ منه فنودي أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا هذه ذبيحتكفداء لابنك فاذبحها دونه يقول الله عز وجل فلما أسلما وتله للجبين وإنما تتل الذبائح على خدودها فكان مما صدق عندنا هذا الحديث عن إسماعيلفي إشارته على أبيه بما أشار إذ قال كبني على وجهي قوله وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم .

TBJXV19P584E

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق فلما أسلما أي سلم إبراهيم لذبحه حين أمر به وسلم ابنه للصبر عليه حين عرف أن الله أمره بذلك § فيه.

TBRBV01P275C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الحسن بن دينار عنقتادة بن دعامة عن جعفر بن إياس عن عبد الله بن عباس قال خرج عليه كبشمن الجنة قد رعاها قبل ذلك أربعين خريفا فأرسل إبراهيم ابنه فاتبع الكبشفأخرجه إلى الجمرة الأولى فرماه بسبع حصيات § فأفلته عنده فجاء الجمرة الوسطى فأخرجه عندها فرماه بسبع حصيات ثمأفلته فأدركه عند الجمرة الكبرى فرماه بسبع حصيات فأخرجه عندها ثم أخذهفأتى به المنحر من منى فذبحه فو الذى نفس ابن عباس بيده لقد كان أولالإسلام وإن رأس الكبش لمعلق بقرنيه في ميزاب الكعبة وقد وخش يعني قديبس.


TBRBV01P277E

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عمرو ابن عبيد عنالحسن أنه كان يقول ما فدي إسماعيل إلا بتيس كان من الأروى أهبط عليه منثبير وما يقول الله وفديناه بذبح عظيم لذبيحته فقط ولكنه الذبح على دينه فتلك السنة إلى يوم القيامة فاعلموا أن الذبيحة تدفع ميتة السوءفضحوا عباد الله وقد قال أمية بن أبي الصلت في السبب الذي من أجله أمر إبراهيم بذبح ابنهشعرا ويحقق بقيله ما قال في ذلك الرواية التي رويناها عن السدي وأن ذلككان من إبراهيم عن نذر كان منه فأمره الله بالوفاء به فقال ولإبراهيم الموفي بالنذر احتسابا وحامل الاجزال § بكره لم يكن ليصبر عنه أو يراه في معشر اقيال أي بني إني نذرتك لله شحيطا فاصبر فدى لك خالي واشدد الصفد لا أحيد عن السكين حيد الأسير ذي الأغلال وله مدية تخايل في اللحم جذام حنية كالهلال بينما يخلع السرابيل عنه فكه ربه بكبش جلال فخذن ذا فأرسل ابنك إني للذي قد فعلتما غير قال والد يتقي وآخر مولود فطارا منه بسمع فعال ربما تجزع النفوس من الأمر له فرجة كحل العقال.

TBJXV19P605B

ذكر من قال ذلك حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عمرو بن عبيد عن الحسن أنه كان يقول ما يقول الله وفديناه بذبح عظيم لذبيحته التي ذبح فقط ولكنه الذبح على دينه فتلك السنة إلى يوم القيامة فاعلموا أن الذبيحة تدفع ميتة السوء فضحوا عباد الله قال أبو جعفر ولا قول في ذلك أصح مما قال الله جل ثناؤه وهو أن يقال فداه الله بذبح عظيم وذلك أن الله عم وصفه إياه بالعظم دون تخصيصه فهو كما عمه به.

ذكر ابتلاء الله ابراهيم بكلمات *
امر نمرود بن كوش بن كنعان *
ذكر لوط بن هاران وقومه *
ذكر من قال إنما لقيت الرسل أول ما لقيت حين دنت من سدوم ابنة لوط دون لوط *
TBRBV01P306B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق قال حدثني محمدبن كعب القرظي قال حدثت أن الله تعالى بعث جبرئيل إلى المؤتفكة قرية قوملوط التي كان لوط فيهم فاحتملها بجناحيه ثم اصعد بها حتى إن أهل السماءالدنيا ليسمعون نابحة كلابها وأصوات دجاجها ثم كفأها على وجهها ثم أتبعهاالله عز وجل بالحجارة يقول الله تعالى § فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل فأهلكها اللهتعالى وما حولها من المؤتفكات وكن خمس قريات صبعة وصعرة وعمرة ودوماوسدوم هي القرية العظمى ونجى الله تعالى لوطا ومن معه من أهله إلا امرأتهكانت فيمن هلك.

TBJXV12P537A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة قال ثني ابن إسحاق قال ثني محمد بن كعب القرظي قال حدثت أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال بعث الله جبرئيل عليه السلام إلى المؤتفكة قرية لوط عليه السلام التي كان لوط فيها فاحتملها بجناحه ثم صعد بها حتى إن أهل السماء الدنيا ليسمعون نباح كلابها وأصوات دجاجها ثم كفأها على وجهها ثم أتبعها الله بالحجارة يقول الله جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل فأهلكها الله وما حولها من المؤتفكات وكن خمس قريات صنعة وصعوة وعثرة ودوما وسدوم وسدوم هي القرية العظمى ونجى الله لوطا ومن معه من أهله إلا امرأته كانت فيمن هلك.

RZTXV06P2067E

حدثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم ثنا عبد الرحمن بن سلمة ثنا سلمة عن محمد بن إسحاق إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب أي إنما ينزل بهم العذاب من صبح ليلتك هذه فامض لما تؤمر.

COMMENT

ذكر وفاة سارة بنت هاران، وهاجر أم اسماعيل وذكر ازواج ابراهيم ع وولده *
TBRBV01P309B

ولما ماتت سارة بنت هاران زوجة إبراهيم تزوج إبراهيم بعدها فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قطورا بنت يقطن امرأة منالكنعانيين فولدت له ستة نفر يقسان بن إبراهيم وزمران بن إبراهيمومديان بن إبراهيم ويسبق بن إبراهيم وسوح بن إبراهيم وبسر بن إبراهيمفكان جميع بني إبراهيم ثمانية بإسماعيل وإسحاق وكان اسماعيل يكره أكبرولده قال فنكح يقسان بن إبراهيم رعوة بنت زمر بن يقطن بن لوذان بن جرهم بنيقطن بن عابر فولدت له البربر ولفها وولد زمران بن إبراهيم المزامير الذينلا يعقلون وولد لمديان أهل مدين قوم شعيب بن ميكائيل النبي فهو وقومه منولده بعثه الله عز وجل اليهم نبيا.


ذكر وفاه ابراهيم ع *

ذكر خبر ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن ع *

TBRBV01P314C

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ولد لإسماعيل ابنإبراهيم اثنا عشر رجلا وأمهم السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي نابت بن إسماعيل وقيدر بن إسماعيل وأدبيل بن إسماعيل ومبشا بنإسماعيل ومسمع بن إسماعيل ودما بن إسماعيل وماس بن إسماعيل وأدد بنإسماعيل ووطور بن إسماعيل ونفيس بن إسماعيل وطما بن إسماعيل وقيدمان بنإسماعيل قال وكان عمر إسماعيل فيما يزعمون ثلاثين ومائة سنة ومن نابت وقيدر نشرالله العرب ونبأ الله عز وجل إسماعيل فبعثه إلى العماليق فيما قيلوقبائل اليمن وقد ينطق أسماء أولاد إسماعيل بغير الألفاظ التي ذكرت عن ابن إسحاقفيقول بعضهم في قيدر قيدار وفي ادبيل ادبال وفي مبشا مبشام وفي دماذوما ومسا وحداد وتيم ويطور ونافس وقادمن وقيل إن إسماعيل لما حضرتهالوفاة أوصى إلى أخيه إسحاق وزوج ابنته من العيص بن إسحاق وعاش إسماعيلفيما ذكر مائة وسبعا وثلاثين سنة ودفن في الحجر عند قبر أمه هاجر.


ذكر إسحاق بن ابراهيم ع وذكر نسائه وأولاده *
TBRBV01P317A

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال نكح إسحاق بنإبراهيم رفقا بنت بتويل بن إلياس فولدت له عيص بن إسحاق ويعقوب ابنإسحاق يزعمون أنهما كانا توءمين وأن عيصا كان أكبرهما ثم نكح عيص بن إسحاقابنه عمه بسمة ابنه إسماعيل بن إبراهيم فولدت له الروم بن عيص فكل بنيالأصفر من ولده قال وبعض الناس يزعم أن الأشبان من ولده ولا أدري أمنابنة إسماعيل أم لا ونكح يعقوب بن إسحاق وهو إسرائيل ابنة خاله ليا ابنة لبان بن بتويل بنإلياس فولدت له روبيل بن يعقوب وكان اكبر ولده وشمعون ابن يعقوب ولاوىبن يعقوب ويهوذا بن يعقوب وزبالون بن يعقوب ويسحر بن يعقوب ودينة ابنهيعقوب وقد قيل في يسحر إن اسمه يشحر ثم توفيت ليا بنت لبان فخلف يعقوب علىأختها راحيل بنت لبان بن بتويل بن إلياس فولدت له يوسف بن يعقوب وبنيامينبن يعقوب وهو بالعربية شداد وولد له من سريتين اسم إحداهما زلفة واسمالأخرى بلهة أربعة نفر دان بن يعقوب ونفثالى بن يعقوب وجاد بن يعقوبوأشر بن يعقوب فكان بنو يعقوب اثني عشر رجلا وقد قال بعض أهل التوراة إن رفقا زوجة إسحاق هي ابنة ناهر بن آزر عمإسحاق وإنها ولدت له ابنيه عيصا ويعقوب في بطن واحد وإن إسحاق أمر ابنهيعقوب ألا ينكح امرأة من الكنعانيين وأمره أن ينكح امرأة من بنات خالهلبان بن ناهر وأن يعقوب لما أراد النكاح مضى إلى خاله لبان ابن ناهرخاطبا فأدركه الليل في بعض الطريق فبات متوسدا حجرا فرأى فيما يرىالنائم أن سلما منصوبا إلى باب من أبواب السماء عند رأسه والملائكة تنزلوتعرج فيه وأن يعقوب صار إلى خاله فخطب إليه ابنته راحيل وكانت لهابنتان ليا وهي الكبرى وراحيل وهي الصغرى فقال له هل من مال أزوجكعليه فقال يعقوب لا إلا أني أخدمك أجيرا حتى تستوفي صداق § ابنتك قال فإن صداقها أن تخدمني سبع حجج قال يعقوب فزوجني راحيل وهيشرطي ولها أخدمك فقال له خاله ذلك بيني وبينك فرعى له يعقوب سبع سنينفلما وفى له شرطه دفع إليه ابنته الكبرى ليا وأدخلها عليه ليلا فلما أصبحوجد غير ما شرط فجاءه يعقوب وهو في نادي قومه فقال له غررتني وخدعتنيواستحللت عملي سبع سنين ودلست علي غير امرأتي فقال له خاله يا بن أختيأردت أن تدخل على خالك العار والسبة وهو خالك ووالدك ومتى رأيت الناسيزوجون الصغرى قبل الكبرى فهلم فاخدمني سبع حجج أخرى فأزوجك أختها وكانالناس يومئذ يجمعون بين الأختين إلى أن بعث موسى ع وأنزل عليه التوراةفرعى له سبعا فدفع إليه راحيل فولدت له ليا أربعة أسباط روبيل ويهوذاوشمعان ولاوي وولدت له راحيل يوسف وأخاه بنيامين وأخوات لهما وكان لاباندفع إلى ابنتيه حين جهزهما إلى يعقوب أمتين فوهبتا الأمتين ليعقوب فولدتكل واحدة منهما له ثلاثة رهط من الأسباط وفارق يعقوب خاله وعاد حتى نازلأخاه عيصا وقال بعضهم ولد ليعقوب دان ونفثالي من زلفة جارية راحيل وذلكأنها وهبتها له وسألته أن يطلب منها الولد حين تأخر الولد عنها وان لياوهبت جاريتها بلهه ليعقوب منافسة لراحيل في جاريتها وسألته أن يطلب منهاالولد فولدت له جاد وأشير ثم ولد له من راحيل بعد اليأس يوسف وبنيامينفانصرف يعقوب بولده هؤلاء وامرأتيه المذكورتين إلى منزل أبيه من فلسطين علىخوف شديد من أخيه العيص فلم ير منه إلا خيرا وكان العيص فيما ذكر لحقبعمه إسماعيل فتزوج إليه ابنته بسمة وحملها إلى الشام فولدت له عدة أولادفكثروا حتى غلبوا الكنعانيين بالشام وصاروا إلى البحر وناحية الإسكندريةثم إلى الروم وكان العيص فيما ذكر يسمى آدم لأدمته قال ولذلك سمي ولده § ولد الأصفر وكانت ولادة رفقا بنت بتويل لإسحاق بن إبراهيم ابنيه العيصويعقوب بعد أن خلا من عمر إسحاق ستون سنة توءمين في بطن واحد والعيصالمتقدم منهما خروجا من بطن أمه فكان إسحاق فيما ذكر يختص العيص وكانترفقا أمهما تميل إلى يعقوب فزعموا أن يعقوب ختل العيص في قربان قرباه بأمرأبيهما إسحاق بعد ما كبرت سن إسحاق وضعف بصره فصار أكثر دعاء إسحاقليعقوب وتوجهت البركة نحوه بدعاء أبيه إسحاق له فغاظ ذلك العيص وتوعدهبالقتل فخرج يعقوب هاربا منه إلى خاله لابان ببابل فوصله لابان وزوجهابنتيه ليا وراحيل وانصرف بهما وبجاريتيهما وأولاده الأسباط الاثني عشروأختهم دينا إلى الشام إلى منزل آبائه وتألف أخاه العيص حتى نزل له البلادوتنقل في الشام حتى صار إلى السواحل ثم عبر إلى الروم فأوطنها وصارالملوك من ولده وهم اليونانية فيما زعم هذا القائل.


ذكر أيوب ع *

TBRBV01P322B

ومن ولده فيما قيل أيوب نبي الله وهو فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عمن لا يتهم عن وهب بن منبه أن أيوب كانرجلا من الروم وهو أيوب بن موص بن رازح بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم وأما غير ابن إسحاق فإنه يقول هو أيوب بن موص بن رغويل بن العيص ابنإسحاق بن ابراهيم وكان بعضهم يقول هو أيوب بن موص بن رعويل ويقول كان أبوه ممن آمنبابراهيم ع يوم احرقه نمرود وكانت زوجته التي أمر بضربها بالضغث ابنةليعقوب بن إسحاق يقال لها ليا كان يعقوب زوجها منه.


TBRBV01P325B

وقد اختلف في نسب شعيب فنسبه أهل التوراة النسب الذي ذكرت وكان ابن إسحاق يقول هو شعيب بن ميكائيل من ولد مدين حدثني بذلك ابنحميد حدثنا سلمة عن ابن إسحاق.


ذكر خبر شعيب ص *
TBRBV01P327A

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال ابن إسحاق فكان رسول اللهص فيما ذكر لي يعقوب بن أبي سلمة إذا ذكره قال ذاك خطيب الأنبياء لحسنمراجعته قومه فيما يرادهم به فلما طال تماديهم في غيهم وضلالهم ولم يردهم تذكير شعيب إياهم وتحذيرهمعذاب الله لهم وأراد الله تبارك وتعالى هلاكهم سلط عليهم.


HJRTV19P416A

وشعيب بن ميكال بعثه الله نبيا الحديث كم في أخبار الأنبياء ثنا أبو الحسن بن شبويه ثنا جعفر بن محمد النيسابوري ثنا علي بن مهران ثنا سلمة بن الفضل عنه به.

COMMENT

ذكر يعقوب وأولاده *
+
TBRBV01P330D

فكان من شأنهوشأن عمته التي كانت تحضنه ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابنإسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد قال كان أول ما دخل على يوسفمن البلاء فيما بلغني أن عمته ابنة إسحاق وكانت أكبر ولد إسحاق وكانتإليها صارت منطقة إسحاق وكانوا يتوارثونها بالكبر فكان من اختانها منوليها كان له سلما لا ينازع فيه يصنع فيه ما شاء وكان يعقوب حين ولد لهيوسف قد كان حضنته عمته فكان معها واليها فلم يحب أحد شيئا من الأشياءحبها إياه حتى إذا ترعرع § وبلغ سنوات ووقعت نفس يعقوب عليه أتاها فقال يا أخيه سلمى الى يوسففو الله ما أقدر على أن يغيب عني ساعة قالت والله ما انا بتاركته قالفو الله ما أنا بتاركه قالت فدعه عندي أياما أنظر إليه وأسكن عنه لعل ذلكيسليني عنه أو كما قالت فلما خرج من عندها يعقوب عمدت إلى منطقة إسحاقفحزمتها على يوسف من تحت ثيابه ثم قالت لقد فقدت منطقة إسحاق فانظروا من أخذها ومن أصابها فالتمست ثم قالتكشفوا أهل البيت فكشفوهم فوجدوها مع يوسف فقالت والله إنه لي لسلم أصنعفيه ما شئت قال وأتاها يعقوب فأخبرته الخبر فقال لها أنت وذاك إن كان فعل ذلك فهو سلم لك ما أستطيع غير ذلك فأمسكته فماقدر عليه يعقوب حتى ماتت قال فهو الذي يقول إخوة يوسف حين صنع بأخيه ماصنع حين أخذه إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل .

TBJXV13P274A

وقال آخرون في ذلك بما حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد أبي الحجاج قال كان أول ما دخل على يوسف من البلاء فيما بلغني أن عمته ابنة إسحاق وكانت أكبر ولد إسحاق وكانت إليها منطقة إسحاق وكانوا يتوارثونها بالكبر فكان من اختص بها ممن وليها كان له سلما لا ينازع فيه يصنع فيه ما شاء وكان يعقوب حين ولد له يوسف كان قد حضنته عمته فكان معها وإليها فلم يحب أحد شيئا من الأشياء حبها إياه حتى إذا ترعرع وبلغ سنوات ووقعت نفس يعقوب عليه أتاها فقال يا أخية سلمي إلي يوسف فوالله ما أقدر على أن يغيب عني ساعة فقالت والله ما أنا بتاركته والله ما أقدر أن يغيب عني ساعة قال فوالله ما أنا بتاركه قالت فدعه عندي أياما أنظر إليه وأسكن عنه لعل ذلك يسليني عنه أو كما قالت فلما خرج من عندها يعقوب عمدت إلى منطقة إسحاق فحزمتها على يوسف من تحت ثيابه ثم قالت لقد فقدت منطقة إسحاق فانظروا من أخذها ومن أصابها فالتمست ثم قالت اكشفوا أهل البيت فكشفوهم فوجدوها مع يوسف فقالت والله إنه لي لسلم أصنع فيه ما شئت قال وأتاها يعقوب فأخبرته الخبر فقال لها أنت وذاك إن كان فعل ذلك فهو سلم لك ما أستطيع غير ذلك فأمسكته فما قدر عليه يعقوب حتى ماتت قال فهو الذي تقول إخوة يوسف حين صنع بأخيه ما صنع حين أخذه إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل قال ابن حميد قال ابن إسحاق لما رأى بنو يعقوب ما صنع إخوة يوسف § ولم يشكوا أنه سرق قالوا أسفا عليهم لما دخل عليهم في أنفسهم تأنيبا له إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فلما سمعها يوسف قال أنتم شر مكانا سرا في نفسه ولم يبدها لهم والله أعلم بما تصفون .

TBRBV01P334E

وأسروه بضاعة قال لما اشتراه الرجلان فرقوا من الرفقة أن يقولوا اشتريناه فيسالونهم الشركة فيه فقالوا إن سألونا ما هذا قلنا بضاعةاستبضعناه أهل الماء فذلك قوله وأسروه بضاعة § فكان بيعهم إياه ممن باعوه منه بثمن بخس وذلك الناقص القليل من الثمنالحرام وقيل إنهم باعوه بعشرين درهما ثم اقتسموها وهم عشرة درهمين درهمين وأخذوا العشرين معدودة بغير وزن لأن الدراهم حينئذ فيما قيل إذا كان تأقل من أوقية وزنها أربعون درهما لم تكن توزن لأن أقل أوزانهم يومئذ كانتأوقية وقد قيل إنهم باعوه بأربعين درهما وقيل باعوه باثنين وعشرين درهما وذكر أن بائعه الذي باعه بمصر كان مالك بن دعر بن يوبب ابن عفقان بنمديان بن ابراهيم الخليل ع حدثنا بذلك ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس.


TBRBV01P335C

وقيل إن اسمه أطفير بن روحيب وهو العزيز وكان على خزائن مصر والملكيومئذ الريان بن الوليد رجل من العماليق كذلك حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق.


TBRBV01P336B

وكان دخول يعقوب مصر في سبعين إنسانا من أهله فلما اشترى أطفير يوسفوأتى به منزله قال لأهله واسمها فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق راعيل أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا فيكفينا إذا هو بلغ وفهمالأمور بعض ما نحن بسبيله من أمورنا أو نتخذه ولدا .


TBJXV13P062A

وقيل إن الذي باعه بمصر كان مالك بن ذعر بن ثويب بن عنقاء بن مديان بن إبراهيم كذلك حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته واسمها فيما ذكر ابن إسحاق راعيل بنت رعائيل.

COMMENT

TBRBV01P336C

وذلك أنه كان فيما حدثنا به ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق رجلا لا يأتي النساء وكانت امرأته راعيل حسناء ناعمةفي ملك ودنيا فلما خلا من عمر يوسف ع ثلاث وثلاثون سنة أعطاه الله عز وجلالحكم والعلم.


+
TBRBV01P347D

وقد حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما قال يوسف للملك اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم قال الملكقد فعلت فولاه فيما يذكرون عمل إطفير وعزل إطفير عما كان عليه يقولالله تبارك وتعالى وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين قال فذكر لي والله أعلم أنإطفير هلك في تلك الليالي وأن الملك الريان بن الوليد زوج يوسف امرأةإطفير راعيل وأنها حين دخلت عليه قال أليس هذا خيرا مما كنت تريدين قالفيزعمون أنها قالت أيها الصديق لا تلمني فإني كنت امرأة كما ترى حسناء جميلة ناعمة فيملك ودنيا وكان صاحبي لا يأتي النساء وكنت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك فغلبتني نفسي على ما رأيت فيزعمون أنه وجدها عذراء وأصابها فولدت له رجلين أفراييم بن يوسف ومنشا بن يوسف.

TBJXV13P220B

حدثنا ابن حميد ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما قال يوسف للملك اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم قال الملك قد فعلت فولاه فيما يذكرون عمل إطفير وعزل إطفير عما كان عليه يقول الله وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء الآية قال فذكر لي والله أعلم أن إطفير هلك في تلك الليالي وأن الملك الريان بن الوليد زوج يوسف امرأة إطفير راعيل وأنها حين دخلت عليه قال أليس § هذا خير مما كنت تريدين قال فيزعمون أنها قالت أيها الصديق لا تلمني فإني كنت امرأة كما ترى حسنا وجمالا ناعمة في ملك ودنيا وكان صاحبي لا يأتي النساء وكنت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك فغلبتني نفسي على ما رأيت فيزعمون أنه وجدها عذراء فأصابها فولدت له رجلين إفراثيم بن يوسف وميشا بن يوسف.

TBJXV13P061D

وقيل إن اسمه إطفير بن روحيب وهو العزيز وكان على خزائن مصر وكان الملك يومئذ الريان بن الوليد رجلا من العماليق كذلك حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق.

COMMENT

+
TBRBV01P349A

وحدثنا ابن حميد قالحدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال كان يوسف حين راى ما أصاب الناس من الجهدقد آسى بينهم فكان لا يحمل للرجل الا بعيرا واحدا ولا يحمل الواحد بعيرينتقسيطا بين الناس وتوسيعا عليهم فقدم عليه إخوته فيمن قدم عليه من الناسيلتمسون الميرة من مصر فعرفهم وهم له منكرون لما أراد الله تعالى أن يبلغبيوسف فيما أراد ثم أمر يوسف بان يوقر لكل رجل من إخوته بعيره فقال لهم ائتوني بأخ يكم من أبيكم لأحمل لكم بعيرا آخر فتزدادوا به حمل بعير ألا ترون أني أوفي الكيل فلا ابخسه أحدا وأنا خير المنزلين وأنا خير منأنزل ضيفا على نفسه من الناس بهذه البلدة فأنا أضيفكم فإن لم تأتوني بأخيكم من أبيكم فلا طعام لكم عندي أكيله ولا تقربوا بلادي وقال لفتيانه الذين يكيلون الطعام لهم اجعلوا بضاعتهم وهي ثمن الطعامالذي اشتروه به في رحالهم .

TBJXV13P225B

حدثني ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما جهز يوسف فيمن جهز من الناس حمل لكل رجل منهم بعيرا بعدتهم ثم قال لهم ائتوني بأخ لكم من أبيكم أجعل لكم بعيرا آخر أو كما قال ألا ترون أني أوفي الكيل أي لا أبخس الناس شيئا وأنا خير المنزلين أي خير لكم من غيري فإنكم إن أتيتم به أكرمت منزلتكم وأحسنت إليكم وازددتم به بعيرا مع عدتكم فإني لا أعطي كل رجل منكم إلا بعيرا فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون لا تقربوا بلدي.

+
TBRBV01P350B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال خرجوا حتى إذاقدموا على أبيهم وكان منزلهم فيما ذكر لي بعض أهل العلم بالعربات من أرضفلسطين بغور الشام وبعضهم يقول بالأولاج من ناحية الشعب أسفل من حسميفلسطين وكان صاحب بادية له إبل وشاء فلما رجع إخوة يوسف إلى والدهم يعقوبقالوا له يا أبانا منع منا الكيل فوق حمل أبا عرنا ولم يكل لكل واحد مناإلا كيل بعير فأرسل معنا أخانا بنيامين يكتل لنفسه وإنا له لحافظون فقاللهم يعقوب هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ولما فتح ولد يعقوب الذين كانوا خرجوا إلى مصر للميرة متاعهم الذي قدموابه من مصر وجدوا ثمن طعامهم الذي اشتروه به رد إليهم فقالوا لوالدهم يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزدادكيل بعير آخر على أحمال إبلنا.

TBJXV13P230A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال خرجوا حتى قدموا على أبيهم وكان منزلهم فيما ذكر لي بعض أهل العلم بالعربات من أرض فلسطين بغور الشام وبعض يقول بالأولاج من ناحية الشعب أسفل من حسمى وكان صاحب بادية له شاء وإبل فقالوا يا أبانا قدمنا على خير رجل أنزلنا فأكرم منزلنا وكال لنا فأوفانا ولم يبخسنا وقد أمرنا أن نأتيه بأخ لنا من أبينا وقال إن أنتم لم تفعلوا فلا تقربني ولا تدخلن بلدي فقال لهم يعقوب هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين واختلفت القراء في قراءة قوله نكتل فقرأ ذلك عامة قراء أهل § المدينة وبعض أهل مكة والكوفة نكتل بالنون بمعنى نكتل نحن وهو وقرأ ذلك عامة قراء أهل الكوفة يكتل بالياء بمعنى يكتل هو لنفسه كما نكتال لأنفسنا والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان متفقتا المعنى فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب وذلك أنهم إنما أخبروا أباهم أنه منع منهم زيادة الكيل على عدد رءوسهم فقالوا يا أبانا منع منا الكيل ثم سألوه أن يرسل معهم أخاهم ليكتال لنفسه فهو إذن اكتال لنفسه واكتالوا هم لأنفسهم فقد دخل الأخ في عددهم فسواء كان الخبر بذلك عن خاصة نفسه أو عن جميعهم بلفظ الجميع إذ كان مفهوما معنى الكلام وما أريد به.

+
TBRBV01P352B

وأما ابن إسحاق فإنه قال ما حدثنا به ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما دخلوا يعني ولد يعقوب على يوسف قالوا هذا أخونا الذيأمرتنا أن نأتيك به قد جئناك به فذكر لي أنه قال لهم قد أحسنتم وأصبتموستجدون جزاء ذلك عندي أو كما قال ثم قال إني أراكم رجالا وقد أردت أن أكرمكم فدعا صاحب ضيافته فقالأنزل كل رجلين على حدة ثم أكرمهما وأحسن ضيافتهما ثم قال إني أرى هذا الرجل الذي جئتم به ليس معه ثان فسأضمه إلي فيكونمنزله معي فأنزلهم رجلين رجلين في منازل شتى وأنزل أخاه معه فآواه إليهفلما خلا به قال إني أنا أخوك أنا يوسف فلا تبتئس بشيء فعلوه بنا فيما مضى فإن الله قد أحسن إلينا فلا تعلمهم مما أعلمتك يقول الله عز وجل ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بماكانوا يعملون يقول له فلا تبتئس فلا تحزن فلما حمل يوسف إبل إخوته ما حملها من الميرة وقضى حاجتهم ووفاهم كيلهمجعل الإناء الذي كان يكيل به الطعام وهو الصواع في رحل أخيه بنيامين.

TBJXV13P242A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما دخلوا يعني ولد يعقوب على يوسف قالوا هذا أخونا الذي أمرتنا أن نأتيك به قد جئناك به فذكر لي أنه قال لهم قد أحسنتم وأصبتم وستجدون ذلك عندي أو كما قال ثم قال إني أراكم رجالا وقد أردت أن أكرمكم ودعا ضافته فقال أنزل كل رجلين على حدة ثم أكرمهما وأحسن ضيافتهما ثم قال إني أرى هذا الرجل الذي جئتم به ليس معه ثان فسأضمه إلي فيكون منزله معي فأنزلهم رجلين رجلين في منازل شتى وأنزل أخاه معه فآواه إليه فلما خلا به قال إني أنا أخوك أنا يوسف فلا تبتئس بشيء فعلوه بنا فيما مضى فإن الله قد أحسن إلينا ولا تعلمهم شيئا مما أعلمتك يقول الله ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون .

+
TBRBV01P353A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حمل لهم بعيرابعيرا وحمل لأخيه بنيامين بعيرا باسمه كما حمل لهم ثم أمر بسقاية الملكوهو الصواع وزعموا أنها كانت من فضة فجعلت في رحل أخيه بنيامين ثمأمهلهم حتى إذا انطلقوا فأمعنوا من القرية أمر بهم فأدركوا واحتبسوا ثمنادى مناد أيتها العير إنكم لسارقون قفوا وانتهى إليهم رسوله فقاللهم فيما يذكرون ألم نكرم ضيافتكم ونوفكم كيلكم ونحسن منزلكم ونفعلبكم ما لم نفعل بغيركم وأدخلناكم علينا في بيوتنا وصار لنا عليكم حرمةأو كما قال لهم قالوا بلى وما ذاك قال سقاية الملك فقدناها ولا يتهمواعليها غيركم قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين وكان مجاهد يقول كانت العير حميرا.

TBJXV13P247C

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ثم جهزهم بجهازهم وأكرمهم وأعطاهم وأوفاهم وحمل لهم بعيرا بعيرا وحمل لأخيه بعيرا باسمه كما حمل لهم ثم أمر بسقاية الملك وهو الصواع وزعموا أنها كانت من فضة فجعلت في رحل أخيه بنيامين ثم أمهلهم حتى إذا انطلقوا وأمعنوا من القرية أمر بهم فأدركوا فاحتبسوا ثم نادى مناد أيتها العير إنكم لسارقون قفوا وانتهى إليهم رسوله فقال لهم فيما يذكرون ألم نكرم ضيافتكم ونوفكم كيلكم ونحسن منزلتكم ونفعل بكم ما لم نفعل بغيركم وأدخلناكم علينا في بيوتنا ومنازلنا أو كما قال لهم قالوا بلى وما ذاك قال § سقاية الملك فقدناها ولا نتهم عليها غيركم قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين .

+
TBRBV01P359B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ذكر أنهم لما كلموه بهذا الكلام غلبته نفسه فارفض دمعه باكيا ثم باحلهم بالذي كان يكتم منهم فقال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون ولم يعن بذكر أخيه ما صنعه هو فيه حين أخذه ولكن التفريق بينهوبين أخيه إذ صنعوا بيوسف ما صنعوا فلما قال لهم يوسف ذلك قالوا له ها أنتيوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا بأن جمع بيننا بعد تفريقكمبيننا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.

TBJXV13P327A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ذكر لي أنهم لما كلموه بهذا الكلام غلبته نفسه فارفض دمعه باكيا ثم باح لهم بالذي يكتم منهم فقال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون ولم يعن بذكر أخيه ما صنعه هو فيه حين أخذه ولكن للتفريق بينه وبين أخيه إذ صنعوا بيوسف ما صنعوا.

TBRBV01P364B

وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ذكر لي والله أعلم أن غيبة يوسف عن يعقوب كانت ثماني عشرة سنة قال وأهل الكتاب يزعمون أنها كانت أربعين سنة أو نحوها وأن يعقوب بقيمع يوسف بعد أن قدم عليه مصر سبع عشرة سنة ثم قبضه الله إليه قال وقبر يوسف كما ذكر لي في صندوق من مرمر في ناحية من النيل في جوفالماء وقال بعضهم عاش يوسف بعد موت أبيه ثلاثا وعشرين سنة ومات وهو ابن مائةوعشرين سنة قال وفي التوراة أنه عاش مائة سنة وعشر سنين وولد ليوسف أفراييم بن يوسف ومنشا بن يوسف فولد لإفراييم نون فولد لنونبن إفراييم يوشع بن نون وهو فتى موسى وولد لمنشا موسى بن منشا وقيل ان موسى بن منشا نبى قبل موسى بن عمران ويزعم أهل التوراة أنه الذي طلب الخضر.


NSSXV02P646A

حدثني محمد بن حمدون الوراق ثنا علي بن سعيد العسكري ثنا الفضل بن غانم ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال كان زكريا وعمران تزوجا أختين فكانت أم يحيى عند زكريا وكانت أم مريم عند عمران فهلك عمران وأم مريم حامل بمريم وهي جنين في بطنها وكانت فيم يزعمون قد أمسك الله عنها الولد حتى أيست وكانوا أهل بيت من الله بمكان.

COMMENT
HJRTV19P416B

كان زكريا وعمران تزوجا أختين الحديث كم في أخبار الأنبياء ثنا محمد بن حمدون الوراق ثنا علي بن سعيد ثنا الفضل بن غانم ثنا سلمة بن الفضل عنه به.

COMMENT

قصة الخضر وخبره وخبر موسى وفتاه يوشع ع *

TBRBV01P365C

وقال ابن إسحاق فيه ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق قال بلغني أنه استخلف الله عز وجل في بني إسرائيل § رجلا منهم يقال له ناشية بن أموص فبعث الله عز وجل لهم الخضر نبيا قال واسم الخضر فيما كان وهب بن منبه يزعم عن بني إسرائيل أورميا بنخلقيا وكان من سبط هارون بن عمران وبين هذا الملك الذي ذكره ابن إسحاقوبين أفريدون أكثر من ألف عام وقول الذي قال إن الخضر كان في أيام افريدون وذي القرنين الاكبر وقبلموسى بن عمران أشبه بالحق إلا أن يكون الأمر كما قاله من قال إنه كان علىمقدمة ذي القرنين صاحب إبراهيم فشرب ماء الحياة فلم يبعث في أيام ابراهيمص نبيا وبعث أيام ناشية بن أموص وذلك أن ناشية بن أموص الذي ذكر ابنإسحاق أنه كان ملكا على بني إسرائيل كان في عهد بشتاسب بن لهراسب وبينبشتاسب وبين أفريدون من الدهور والأزمان ما لا يجهله ذو علم بأيام الناسوأخبارهم وسأذكر مبلغ ذلك إذا انتهينا إلى خبر بشتاسب إن شاء الله تعالى وإنما قلنا قول من قال كان الخضر قبل موسى بن عمران ص أشبه بالحق منالقول الذي قاله ابن إسحاق وحكاه عن وهب بن منبه للخبر الذى روى عن رسولالله ص أبي بن كعب أن صاحب موسى بن عمران وهو العالم الذي أمره اللهتبارك تعالى بطلبه إذ ظن أنه لا أحد في الأرض أعلم منه هو الخضر ورسولالله ص كان أعلم خلق الله بالكائن من الأمور الماضية والكائن منها الذي لميكن بعد.


+
TBRBV01P372B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن الحسن بنعمارة عن الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير قال جلست عند ابن عباس وعنده نفر من أهل الكتاب فقال بعضهم يا أبا العباسإن نوفا ابن امرأة كعب ذكر عن كعب ان موسى النبي ع § الذي طلب العالم إنما هو موسى بن منشا قال سعيد فقال ابن عباس أنوف يقول هذا قال سعيد فقلت له نعم أنا سمعت نوفا يقول ذلك قالأنت سمعته يا سعيد قال قلت نعم قال كذب نوف ثم قال ابن عباس حدثنيأبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى بنى إسرائيل سأل ربه تبارك وتعالى فقالأي رب إن كان في عبادك أحد هو أعلم مني فادللني عليه فقال له نعم فيعبادي من هو أعلم منك ثم نعت له مكانه وأذن له في لقائه فخرج موسى عومعه فتاه ومعه حوت مليح قد قيل له إذا حيي هذا الحوت في مكان فصاحبكهنالك وقد أدركت حاجتك فخرج موسى ومعه فتاه ومعه ذلك الحوت يحملانه فسارحتى جهده السير وانتهى إلى الصخرة وإلى ذلك الماء وذلك الماء ماء الحياةمن شرب منه خلد ولا يقاربه شيء ميت إلا أدركته الحياة وحيي فلما نزلامنزلا ومس الحوت الماء حيي فاتخذ سبيله في البحر سربا فانطلق فلما جاوزابمنقلة قال موسى لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال الفتى وذكر أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا قال ابن عباس وظهر موسى على الصخرة حتى انتهيا اليه فإذا رجل متلفف في كساء له فسلمعليه موسى فرد ع ثم قال له ومن أنت قال أنا موسى ابن عمران قال صاحببني إسرائيل قال نعم أنا ذلك قال وما جاء بك إلى هذه الارض ان لك فيقومك لشغل قال له موسى جئتك لتعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيعمعي صبرا وكان رجلا يعمل على الغيب قد علم ذلك فقال موسى بلى قال وكيف تصبر على ما لم تحط به § خبرا أي إنما تعرف ظاهر ما ترى من العدل ولم تحط من علم الغيب بماأعلم قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا وإن رأيت مايخالفني قال فإن اتبعتني فلا تسئلني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا أي فلاتسألني عن شيء وإن أنكرته حتى أحدث لك منه ذكرا أي خبرا فانطلقا يمشيان على ساحل البحر يتعرضان الناس يلتمسان من يحملهما حتىمرت بهما سفينة جديدة وثيقة لم يمر بهما شيء من السفن احسن ولا اجمل ولاأوثق منها فسألا أهلها أن يحملوهما فحملوهما فلما اطمأنا فيها ولججتبهما مع أهلها أخرج منقارا له ومطرقة ثم عمد إلى ناحية منها فضرب فيهابالمنقار حتى خرقها ثم أخذ لوحا فطبقه عليها ثم جلس عليها يرقعها قال لهموسى فأي أمر أفظع من هذا أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا حملونا وآوونا إلى سفينتهم وليس في البحر سفينة مثلها فلم خرقتها قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت أي بما تركتمن عهدك ولا ترهقني من أمري عسرا ثم خرجا من السفينة فانطلقا حتى أتياأهل قرية فإذا غلمان يلعبون فيهم غلام ليس في الغلمان غلام أظرف ولا أترفولا أوضأ منه فأخذ بيده وأخذ حجرا فضرب به رأسه حتى دمغه فقتله قال فرأىموسى أمرا فظيعا لا صبر عليه صبى صغير قتله بغير جناية ولا ذنب له فقال أقتلت نفسا زاكية بغير نفس أي صغيرة بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا أي قدأعذرت في شأني فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أنيضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه فهدمه ثم قعد يبنيه § فضجر موسى مما رآه يصنع من التكلف لما ليس عليه صبر فقال لو شئت لاتخذت عليه أجرا أي قد استطعمناهم فلم يطعمونا واستضفناهم فلم يضيفونا ثم قعدت تعمل في غير صنيعه ولو شئت لأعطيت عليه اجرا في عمله قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا أما السفينة فكانتلمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينةوفي قراءة أبي بن كعب كل سفينة صالحة غصبا وإنما عبتها لأرده عنها فسلمت منه حين رأىالعيب الذي صنعت بها وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما وأماالجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا الى ما لم تستطع عليه صبرا فكان ابن عباس يقول ما كان الكنز إلا علما.

TBJXV15P326B

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة قال ثنا ابن إسحاق عن الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير قال جلست فأسند ابن عباس وعنده نفر من أهل الكتاب فقال بعضهم يا أبا العباس إن نوفا ابن امرأة كعب يزعم عن كعب أن موسى النبي الذي طلب العالم إنما هو موسى بن ميشا قال سعيد قال ابن عباس أنوف يقول هذا قال سعيد فقلت له نعم أنا سمعت نوفا يقول ذلك قال أنت سمعته يا سعيد قال قلت نعم قال كذب نوف ثم قال ابن عباس حدثني أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن موسى هو نبي بني إسرائيل سأل ربه فقال أي رب إن كان في عبادك أحد هو أعلم مني فادللني عليه فقال له نعم في عبادي من هو أعلم منك ثم نعت له مكانه وأذن له في لقيه فخرج موسى معه فتاه ومعه حوت مليح وقد قيل له إذا حيي هذا الحوت في مكان فصاحبك هنالك وقد أدركت حاجتك فخرج موسى ومعه فتاه ومعه § ذلك الحوت يحملانه فسار حتى جهده السير وانتهى إلى الصخرة وإلى ذلك الماء ماء الحياة من شرب منه خلد ولا يقاربه شيء ميت إلا حيي فلما نزلا ومس الحوت الماء حيي فاتخذ سبيله في البحر سربا فانطلقا فلما جاوزا منقلبه قال موسى آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال الفتى وذكر أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا قال ابن عباس فظهر موسى على الصخرة حين انتهيا إليها فإذا رجل متلفف في كساء له فسلم موسى فرد عليه العالم ثم قال له وما جاء بك إن كان لك في قومك لشغل قال له موسى جئتك لتعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكان رجلا يعلم علم الغيب قد علم ذلك فقال موسى بلى قال وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا أي إنما تعرف ظاهر ما ترى من العدل ولم تحط من علم الغيب بما أعلم قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا وإن رأيت ما يخالفني قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء وإن أنكرته حتى أحدث لك منه ذكرا فانطلقا يمشيان على ساحل البحر يتعرضان الناس يلتمسان من يحملهما حتى مرت بهما سفينة جديدة وثيقة لم يمر بهما من § السفن شيء أحسن ولا أجمل ولا أوثق منها فسألا أهلها أن يحملوهما فحملوهما فلما اطمأنا فيها ولجت بهما مع أهلها أخرج منقارا له ومطرقة ثم عمد إلى ناحية منها فضرب فيها بالمنقار حتى خرقها ثم أخذ لوحا فطبقه عليها ثم جلس عليها يرقعها قال له موسى ورأى أمرا فظع به أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت أي ما تركت من عهدك ولا ترهقني من أمري عسرا ثم خرجا من السفينة فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية فإذا غلمان يلعبون خلفها فيهم غلام ليس في الغلمان أظرف منه ولا أثرى ولا أوضأ منه فأخذه بيده وأخذ حجرا قال فضرب به رأسه حتى دمغه فقتله قال فرأى موسى أمرا فظيعا لا صبر عليه صبي صغير لا ذنب له قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس أي صغيرة بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا أي قد أعذرت في شأني فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن § ينقض فهدمه ثم قعد يبنيه فضجر موسى مما رآه يصنع من التكليف لما ليس عليه صبر فقال لو شئت لاتخذت عليه أجرا أي قد استطعمناهم فلم يطعمونا وضفناهم فلم يضيفونا ثم قعدت في غير صنيعه ولو شئت لأعطيت عليه أجرا في عمله قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا وفي قراءة أبي بن كعب كل سفينة صالحة وإنما عبتها لأرده عنها فسلمت حين رأى العيب الذي صنعت بها وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري أي ما فعلته عن نفسي ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا فكان ابن عباس يقول ما كان الكنز إلا علما.

+
TBRBV01P375B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن الحسن بن عمارة عن أبيه عن عكرمةقال قيل لابن عباس لم نسمع لفتى موسى بذكر من حديث وقد كان معه فقال ابنعباس فيما يذكر من حديث الفتى قال شرب الفتى من ماء الخلد فخلد فأخذهالعالم فطابق به سفينة ثم أرسله في البحر فإنها لتموج به إلى يومالقيامة وذلك أنه لم يكن له أن يشرب منه فشرب.

TBJXV15P329B

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة قال ثني ابن إسحاق عن الحسن بن عمارة عن أبيه عن عكرمة قال قيل لابن عباس لم نسمع لفتى موسى بذكر من حديث وقد كان معه فقال ابن عباس فيما يذكر من حديث الفتى قال § شرب الفتى من الماء فخلد فأخذه العالم فطابق به سفينة ثم أرسله في البحر فإنها لتموج به إلى يوم القيامة وذلك أنه لم يكن له أن يشرب منه فشرب.

ذكر نسب موسى بن عمران وأخباره *

TBRBV01P385C

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال ثم إن لاوى بن يعقوب نكح نابتة ابنةماري بن يشخر فولدت له عرشون بن لاوى ومرزى بن لاوى ومردى بن لاوى وقاهثابن لاوى فنكح قاهث بن لاوى فاهى ابنة مسين بن بتويل بن إلياس فولدت له يصهر بن قاهث فتزوج يصهر شميث ابنه بناديت بن بركيا ابن يقسانبن إبراهيم فولدت له عمران بن يصهر وقارون بن يصهر فنكح عمران يحيب ابنةشمويل بن بركيا بن يقسان بن إبراهيم فولدت له هارون بن عمران وموسى بنعمران.


TBRBV01P386B

وأما ابن إسحاق فإنه قال فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال قبض الله يوسف وهلك الملك الذي كان معه الريان بن الوليد وتوارثت الفراعنة من العماليق ملك مصر فنشر الله بها بني إسرائيل وقبر يوسف حين قبض كما ذكر لي في صندوق من مرمر في ناحية من النيل في جوف الماء فلم يزل بنو إسرائيل تحت أيدي الفراعنة وهم على بقايا من دينهم مما كان يوسف ويعقوب وإسحاق وإبراهيم شرعوا فيهم § من الإسلام متمسكين به حتى كان فرعون موسى الذي بعثه الله إليه ولم يكن منهم فرعون أعتى منه على الله ولا أعظم قولا ولا أطول عمرا في ملكه منه وكان اسمه فيما ذكروا لي الوليد بن مصعب ولم يكن من الفراعنة فرعون أشد غلظة ولا أقسى قلبا ولا أسوأ ملكة لبني إسرائيل منه يعذبهم فيجعلهم خدما وخولا وصنفهم في أعماله فصنف يبنون وصنف يحرثون وصنف يزرعون له فهم في أعماله ومن لم يكن منهم في صنعة له من عمله فعليه الجزية فسامهم كما قال الله سوء العذاب* وفيهم مع ذلك بقايا من أمر دينهم لا يريدون فراقه وقد استنكح منهم امرأة يقال لها آسيه ابنه مزاحم من خيار النساء المعدودات فعمر فيهم وهم تحت يديه عمرا طويلا يسومهم سوء العذاب فلما أراد الله أن يفرج عنهم وبلغ موسى الأشد أعطي الرسالة قال وذكر لي أنه لما تقارب زمان موسى أتى منجمو فرعون وحزاته إليه فقالوا تعلم أنا نجد في علمنا أن مولودا من بني إسرائيل قد أظلك زمانه الذي يولد فيه يسلبك ملكك ويغلبك على سلطانك ويخرجك من أرضك ويبدل دينك فلما قالوا له ذلك أمر بقتل كل مولود يولد من بني إسرائيل من الغلمان وأمر بالنساء يستحيين فجمع القوابل من نساء أهل مملكته فقال لهن لا يسقطن على أيديكن غلام من بني إسرائيل إلا قتلتموه فكن يفعلن ذلك وكان يذبح من فوق ذلك من الغلمان ويأمر بالحبالى فيعذبن حتى يطرحن ما في بطونهن.


TBRBV01P387B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد قال لقد ذكر لي أنه كان يأمر بالقصب فيشق حتى يجعل أمثال الشفار ثم يصف بعضه إلى بعض ثم يأتي بالحبالى من بني إسرائيل فيوقفهن عليه فيحز أقدامهن حتى إن المرأة منهن لتمصع بولدها فيقع بين رجليها فتظل تطؤه تتقي به حز القصب عن رجليها لما بلغ من جهدها حتى أسرف في ذلك وكاد يفنيهم فقيل له أفنيت § الناس وقطعت النسل وإنهم خولك وعمالك فأمر أن يقتل الغلمان عاما ويستحيوا عاما فولد هارون في السنة التي يستحيا فيها الغلمان وولد موسى في السنة التي فيها يقتلون فكان هارون أكبر منه بسنة.


TBRBV01P399C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير قال قال لي يهودي بالكوفة وأنا أتجهز للحج إني أراك رجلا يتبع العلم أخبرني أي الأجلين قضى موسى قلت لا أعلم وأنا الآن قادم على حبر العرب يعني ابن عباس فسأسأله عن ذلك فلما قدمت مكة سألت ابن عباس عن ذلك وأخبرته بقول اليهودي فقال ابن عباس قضى أكثرهما وأطيبهما إن النبي إذا وعد لم يخلف قال سعيد فقدمت العراق فلقيت اليهودي فأخبرته فقال صدق وما أنزل الله على موسى هذا والله العالم.

TBJXV18P235D

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة قال ثني ابن إسحاق عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير قال قال يهودي بالكوفة وأنا أتجهز للحج إني أراك رجلا تتتبع العلم أخبرني أي الأجلين قضى موسى قلت لا أعلم وأنا الآن قادم على حبر العرب يعني ابن عباس فسائله عن ذلك فلما قدمت مكة سألت ابن عباس عن ذلك وأخبرته بقول اليهودي فقال ابن عباس قضى أكثرهما وأطيبهما إن النبي إذا وعد لم يخلف قال سعيد فقدمت § العراق فلقيت اليهودي فأخبرته فقال صدق وما أنزل على موسى هذا والله العالم.

TBRBV01P401B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة فلما قضى موسى الأجل خرج فيما ذكر لي ابن إسحاق عن وهب بن منبه اليماني فيما ذكر له عنه ومعه غنم له ومعه زند له وعصاه في يده يهش بها على غنمه نهاره فإذا أمسى اقتدح بزنده نارا فبات عليها هو وأهله وغنمه فإذا أصبح غدا بأهله وبغنمه يتوكأ على عصاه وكانت كما وصف لي عن وهب بن منبه ذات شعبتين في رأسها ومحجن في طرفها.


+
TBRBV01P401C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عمن لا يتهم من أصحابه أن كعب الأحبار قدم مكة وبها عبد الله بن عمرو بن العاص § فقال كعب سلوه عن ثلاث فإن أخبركم فإنه عالم سلوه عن شيء من الجنة وضعه الله للناس في الأرض وسلوه ما أول ما وضع في الأرض وما أول شجرة غرست في الأرض فسئل عبد الله عنها فقال أما الشيء الذي وضعه الله للناس في الأرض من الجنة فهو هذا الركن الأسود وأما أول ما وضع في الأرض فبرهوت باليمن يرده هام الكفار وأما أول شجرة غرسها الله في الأرض فالعوسجة التي اقتطع منها موسى عصاه فلما بلغ ذلك كعبا قال صدق الرجل عالم والله قال فلما كانت الليلة التي أراد الله بموسى كرامته وابتدأه فيها بنبوته وكلامه أخطأ فيها الطريق حتى لا يدري أين يتوجه فأخرج زنده ليقدح نارا لأهله ليبيتوا عليها حتى يصبح ويعلم وجه سبيله فأصلد عليه زنده فلا يوري له نارا فقدح حتى إذا أعياه لاحت النار فرآها فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى بقبس تصطلون وهدى عن علم الطريق الذي أضللنا بنعت من خبير فخرج نحوها فإذا هي في شجرة من العليق وبعض أهل الكتاب يقول في عوسجة فلما دنا استأخرت عنه فلما رأى استئخارها رجع عنها وأوجس في نفسه منها خيفة فلما أراد الرجعة دنت منه ثم كلم من الشجرة فلما سمع الصوت استأنس وقال الله يا موسى اخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى فالقاهما ثم قال ما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى أي منافع أخرى قال ألقها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى قد صار شعبتاها فمها وصار محجنها عرفا لها في ظهر تهتز لها أنياب فهي كما شاء الله أن تكون فرأى § أمرا فظيعا فولى مدبرا ولم يعقب فناداه ربه أن يا موسى أقبل ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى أي سيرتها عصا كما كانت قال فلما اقبل قال خذها ولا تخف أدخل يدك في فمها وعلى موسى جبة من صوف فلف يده بكمه وهو لها هائب فنودي أن ألق كمك عن يدك فألقاه عنها ثم أدخل يده بين لحييها فلما أدخلها قبض عليها فإذا هي عصاه في يده ويده بين شعبتيها حيث كان يضعها ومحجنها بموضعه الذي كان لا ينكر منها شيئا ثم قيل أدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء اى من غير برص وكان موسى ع رجلا آدم أقنى جعدا طوالا فأدخل يده في جيبه ثم أخرجها بيضاء مثل الثلج ثم ردها في جيبه فخرجت كما كانت على لونه ثم قال فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملائه إنهم كانوا قوما فاسقين قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني أي يبين لهم عني ما أكلمهم به فإنه يفهم عني ما لا يفهمون قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون .

TBJXV16P019C

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق عن وهب بن منبه اليماني قال لما قضى موسى الأجل خرج ومعه غنم له ومعه زند له وعصاه في يده يهش بها على غنمه نهارا فإذا أمسى اقتدح بزنده نارا فبات عليها هو وأهله وغنمه فإذا أصبح غدا بأهله وبغنمه فتوكأ على عصاه فلما كانت الليلة التي أراد الله بموسى كرامته وابتداءه فيها بنبوته وكلامه أخطأ فيه الطريق حتى لا يدري أين يتوجه فأخرج زنده ليقتدح نارا لأهله ليبيتوا عليها حتى يصبح ويعلم وجه سبيله فأصلد زنده فلا يوري له نارا فقدح حتى أعياه لاحت النار فرآها فـ قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى § وعنى بقوله آنست نارا وجدت ومن أمثال العرب بعد اطلاع إيناس ويقال أيضا بعد طلوع إيناس وهو مأخوذ من الأنس.

+
TBRBV01P405C

وأما ابن إسحاق فإنه قال ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال خرج موسى لما بعثه الله عز وجل حتى قدم مصر على فرعون هو وأخوه هارون حتى وقفا على باب فرعون يلتمسان الإذن عليه وهما يقولان إنا رسولا رب العالمين فآذنوا بنا هذا الرجل فمكثا فيما بلغنا سنتين يغدوان على بابه ويروحان لا يعلم بهما ولا يجترئ أحد على أن يخبره بشأنهما حتى دخل عليه بطال له يلعبه ويضحكه فقال له أيها الملك إن على الباب رجلا يقول قولا عجيبا يزعم أن له إلها غيرك قال أدخلوه فدخل ومعه هارون أخوه وبيده عصاه فلما وقف على فرعون قال له إني رسول رب العالمين فعرفه فرعون فقال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت § من الكافرين قال فعلتها إذا وأنا من الضالين أي خطأ لا أريد ذلك ثم أقبل عليه موسى ينكر عليه ما ذكر من يده عنده فقال وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل أي اتخذتهم عبيدا تنزع أبناءهم من أيديهم فتسترق من شئت وتقتل من شئت إني إنما صيرني إلى بيتك وإليك ذلك قال فرعون وما رب العالمين أي يستوصفه إلهه الذي أرسله إليه أي ما الهك هذا قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين قال لمن حوله من ملئه ألا تستمعون أي إنكارا لما قال ليس له إله غيرى قال ربكم ورب آبائكم الأولين الذي خلق آباءكم الأولين وخلفكم من آبائكم قال فرعون إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون أي ما هذا بكلام صحيح إذ يزعم أن لكم إلها غيري قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون أي خالق المشرق والمغرب وما بينهما من الخلق إن كنتم تعقلون قال لئن اتخذت إلها غيري لتعبد غيري وتترك عبادتي لأجعلنك من المسجونين قال أولو جئتك بشيء مبين أي بما تعرف بها صدقي وكذبك وحقي وباطلك قال فأت به إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين فملأت ما بين سماطي فرعون فاتحة فاها قد صار محجنها عرفا على ظهرها فارفض عنها الناس وحال فرعون عن سريره ينشده بربه ثم أدخل يده في جيبه فأخرجها بيضاء مثل الثلج ثم ردها كهيئتها وأدخل موسى يده في جيبه فصارت عصا في يده يده بين شعبتيها ومحجنها في أسفلها كما كانت وأخذ فرعون بطنه وكان فيما يزعمون يمكث الخمس والست ما يلتمس المذهب يريد الخلاء كما يلتمسه الناس وكان ذلك مما زين له أن § يقول ما يقول إنه ليس من الناس بشبه.

RZTXV08P2754G

حدثنا علي بن الحسين ثنا محمد بن عيسى ثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال فلما وقف على فرعون قال إني رسول رب العالمين فعرفه فرعون قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين أي لإحساني إليك وفضلي عليك ولم تشكر نعمتي ولا صنيعي ثم قتلت رجلا من شيعتي.

+
TBRBV01P407B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثت عن وهب بن منبه اليماني قال فمشى بضعا وعشرين ليلة حتى كادت نفسه أن تخرج ثم استمسك فقال لملئه إن هذا لساحر عليم اى ما ساحر اسحر منه يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون أقتله فقال مؤمن من آل فرعون العبد الصالح وكان اسمه فيما يزعمون حبرك أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم بعصاه ويده ثم خوفهم عقاب الله وحذرهم ما أصاب الأمم قبلهم وقال يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد وقال الملا من قومه وقد وهنهم من سلطان الله ما وهنهم أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم أي كاثره بالسحرة لعلك أن تجد في السحرة من جاء بمثل ما جاء به وقد كان موسى وهارون خرجا من عنده حين أراهم من سلطان الله ما أراهم وبعث فرعون مكانه في مملكته فلم يترك في سلطانه ساحرا إلا أتي به فذكر لي والله أعلم أنه جمع له خمسة عشر ألف ساحر فلما اجتمعوا إليه أمرهم أمره فقال لهم قد جاءنا ساحر ما رأينا مثله قط وإنكم إن غلبتموه أكرمتكم وفضلتكم وقربتكم على أهل مملكتي قالوا إن لنا ذلك عليك إن § غلبناه قال نعم قالوا فعد لنا موعدا نجتمع نحن وهو فكان رءوس السحرة الذين جمع فرعون لموسى ساتور وعادور وحطحط ومصفى أربعة وهم الذين آمنوا حين رأوا ما رأوا من سلطان الله فآمنت السحرة جميعا وقالوا لفرعون حين توعدهم القتل والصلب لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض فبعث فرعون الى موسى ان اجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى قال موعدكم يوم الزينة يوم عيد كان فرعون يخرج إليه وأن يحشر الناس ضحى حتى يحضروا أمري وأمرك فجمع فرعون الناس لذلك الجمع ثم أمر السحرة فقال ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى أي قد أفلح من استعلى اليوم على صاحبه فصف خمسة عشر ألف ساحر مع كل ساحر حباله وعصيه وخرج موسى ومعه أخوه يتكئ على عصاه حتى أتى الجمع وفرعون في مجلسه ومعه أشراف أهل مملكته وقد استكف له الناس فقال موسى للسحرة حين جاءهم ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى فتراد السحره بينهم وقال بعضهم لبعض ما هذا بقول ساحر ثم قالوا واشار بعضهم الى بعض بتناج إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ثم قالوا يا موسى إما أن تلقي § وإما أن نكون أول من ألقى قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فكان أول ما اختطفوا بسحرهم بصر موسى وبصر فرعون ثم أبصار الناس بعد ثم ألقى كل رجل منهم ما في يده من العصي والحبال فإذا هي حيات كأمثال الجبال قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضا فأوجس في نفسه خيفة موسى وقال والله إن كانت لعصيا في أيديهم ولقد عادت حيات وما تعدو عصاي هذه أو كما حدث نفسه فأوحى الله إليه وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى وفرج عن موسى فألقى عصاه من يده فاستعرضت ما ألقوا من حبالهم وعصيهم وهي حيات في عين فرعون وأعين الناس تسعى فجعلت تلقفها تبتلعها حية حية حتى ما يرى في الوادي قليل ولا كثير مما ألقوا ثم أخذها موسى فإذا هي عصاه في يده كما كانت ووقع السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى لو كان هذا سحرا ما غلبنا قال لهم فرعون وأسف ورأى الغلبة البينة آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر أي لعظيم السحار الذي علمكم فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف إلى قوله فاقض ما أنت قاض اى لن نؤثرك على الله وعلى ما جاءنا من الحجج مع نبيه فاقض ما أنت قاض أي فاصنع ما بدا لك إنما تقضي هذه § الحياة الدنيا التي ليس لك سلطان إلا فيها ثم لا سلطان لك بعدها إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى أي خير منك ثوابا وأبقى عقابا فرجع عدو الله مغلوبا ملعونا ثم أبى إلا الإقامة على الكفر والتمادي في الشر فتابع الله عليه بالآيات وأخذه بالسنين فأرسل عليه الطوفان.

RZTXV08P2760G

حدثنا علي بن الحسين ثنا محمد بن عيسى ثنا سلمة عن ابن إسحاق ف قال للملأ حوله قال لملائه إن هذا لساحر عليم أي ما ساحر أسحر منه.

+
TBRBV01P417B

فأما ابن إسحاق فإنه قال فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه فتابع الله عليه بالآيات يعني على فرعون وأخذه بالسنين إذ أبى أن يؤمن بعد ما كان من أمره وأمر السحرة ما كان فأرسل عليه الطوفان ثم الجراد ثم القمل ثم الضفادع ثم الدم آيات مفصلات أي آية بعد آية يتبع بعضها بعضا فأرسل الطوفان وهو الماء ففاض على وجه الأرض ثم ركد لا يقدرون على أن يحرثوا ولا يعملوا شيئا حتى جهدوا جوعا فلما بلغهم ذلك قالوا يا موسى ادع لنا ربك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل فدعا موسى ربه فكشفه عنهم فلم يفوا له بشيء مما قالوا فأرسل الله عليهم الجراد فأكل الشجر فيما بلغني حتى إنه كان ليأكل مسامير الأبواب من الحديد حتى تقع دورهم ومساكنهم فقالوا مثل ما قالوا فدعا ربه فكشفه عنهم فلم يفوا له بشيء مما قالوا فأرسل الله عليهم القمل فذكر لي أن موسى أمر أن يمشي إلى كثيب فيضربه بعصاه فمشى إلى كثيب أهيل عظيم فضربه بها فانثال عليهم قملا حتى غلب على البيوت والأطعمة ومنعهم النوم والقرار فلما جهدهم قالوا له مثل ما قالوا فدعا ربه فكشف عنهم فلم يفوا له بشيء مما قالوا فأرسل الله عليهم الضفادع فملأت البيوت والأطعمة والآنية فلا يكشف أحد منهم ثوبا ولا طعاما ولا إناء إلا وجد فيه الضفادع قد غلبت عليه فلما جهدهم ذلك قالوا له مثل ما قالوا فدعا ربه فكشف عنهم فلم يفوا له بشيء مما قالوا فأرسل الله § عليهم الدم فصارت مياه آل فرعون دما لا يستقون من بئر ولا نهر ولا يغترفون من إناء إلا عادت دما عبيطا.

TBJXV10P398C

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة قال قال ابن إسحاق آيات مفصلات أي آية بعد آية يتبع بعضها بعضا.

TBRBV01P418B

حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا سلمة قال فحدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي أنه حدث أن المرأة من آل فرعون كانت تأتي المرأة من بني إسرائيل حين جهدهم العطش فتقول اسقيني من مائك فتغرف لها من جرتها أو تصب لها من قربتها فيعود في الإناء دما حتى إن كانت لتقول لها اجعليه في فيك ثم مجيه في في فتأخذ في فيها ماء فإذا مجته في فيها صار دما فمكثوا في ذلك سبعة أيام فقالوا ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل فلما كشف عنهم الرجز نكثوا ولم يفوا بشيء مما قالوا فأمر الله موسى أن يسير وأخبره أنه منجيه ومن معه ومهلك فرعون وجنوده وقد دعا موسى عليهم بالطمسة فقال ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك إلى ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون فمسخ الله أموالهم حجارة النخل والرقيق والأطعمة فكانت احدى الآيات التي اراهن الله فرعون.


TBRBV01P418C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن بريده ابن سفيان بن فروة الأسلمي عن محمد بن كعب القرظي قال سألني عمر بن عبد العزيز عن التسع الآيات التي أراهن الله فرعون فقلت الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وعصاه ويده والطمسة والبحر فقال عمر فأنى عرفت أن الطمسة إحداهن قلت دعا عليهم موسى وأمن هارون فمسخ الله أموالهم حجارة فقال كيف يكون الفقه إلا هكذا ثم § دعا بخريطة فيها أشياء مما كان أصيب لعبد العزيز بن مروان بمصر إذ كان عليها من بقايا أموال آل فرعون فأخرج البيضة مقشورة نصفين وإنها لحجر والجوزة مقشورة وإنها لحجر والحمصة والعدسة.

RZTXV09P2851J

حدثنا علي بن الحسين ثنا محمد بن عيسى ثنا سلمة عن ابن إسحاق حدثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن محمد بن كعب القرظي § قال سألني عمر بن عبد العزيز عن التسع آيات التي أراهن الله فرعون فقلت الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وعصاه ويده والطمسة والبحر.

TBRBV01P419B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد عن رجل من أهل الشام كان بمصر قال قد رأيت النخلة مصروعة وإنها لحجر وقد رأيت إنسانا ما شككت أنه إنسان وإنه لحجر من رقيقهم فيقول الله عز وجل ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات إلى قوله مثبورا يقول شقيا.

TBJXV15P100A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق عن بريدة بن سفيان عن محمد بن كعب القرظي قال سألني عمر بن عبد العزيز عن قوله ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فقلت له هي الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والبحر وعصاه والطمسة والحجر فقال وما الطمسة فقلت دعا موسى وأمن هارون فقال قد أجيبت دعوتكما وقال عمر كيف يكون الفقه إلا هكذا فدعا عمر بن عبد العزيز بخريطة كانت لعبد العزيز بن مروان أصيبت بمصر فإذا فيها الجوزة والبيضة والعدسة ما تنكر مسخت حجارة كانت من أموال فرعون أصيبت بمصر § وقال آخرون نحوا من ذلك إلا أنهم جعلوا اثنتين منهن إحداهما السنين والأخرى النقص من الثمرات.

TBRBV01P419C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه أن الله حين أمر موسى بالمسير ببني إسرائيل أمره أن يحتمل يوسف معه حتى يضعه بالأرض المقدسة فسأل موسى عمن يعرف موضع قبره فما وجد إلا عجوزا من بني إسرائيل فقالت يا نبي الله أنا أعرف مكانه إن أنت أخرجتني معك ولم تخلفني بأرض مصر دللتك عليه قال أفعل وقد كان موسى وعد بني إسرائيل أن يسير بهم إذا طلع الفجر فدعا ربه أن يؤخر طلوعه حتى يفرغ من أمر يوسف ففعل فخرجت به العجوز حتى أرته إياه في ناحية من النيل في الماء فاستخرجه موسى صندوقا من مرمر فاحتمله معه قال عروة فمن ذلك تحمل اليهود موتاها من كل أرض إلى الأرض المقدسة.


TBRBV01P419D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال كان فيما ذكر لي أن موسى قال لبني إسرائيل فيما أمره الله به استعيروا منهم الأمتعة والحلي والثياب فإني منفلكم أموالهم مع هلاكهم فلما أذن فرعون في الناس كان مما يحرض به على بني إسرائيل أن قال حين ساروا لم يرضوا أن خرجوا بأنفسهم حتى ذهبوا بأموالكم معهم.


+
TBRBV01P420A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن محمد ابن كعب القرظي عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال لقد ذكر لي أنه خرج فرعون في طلب موسى على سبعين ألفا من دهم الخيل سوى ما في جنده من شيات الخيل وخرج موسى حتى إذا قابله البحر ولم يكن عنه منصرف طلع فرعون في جنده من خلفهم فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين أي للنجاة وقد وعدني ذلك ولا خلف لموعوده.

TBJXV01P665B

قيل له كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال لقد ذكر لي أنه خرج فرعون في طلب موسى على سبعين ألفا من دهم الخيل سوى ما في جنده من شهب الخيل وخرج موسى حتى إذا قابله البحر ولم يكن له عنه منصرف طلع فرعون في جنده من خلفهم فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال موسى كلا إن معي ربي سيهدين أي § للنجاة وقد وعدني ذلك ولا خلف لوعد.

+
TBRBV01P420B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي قال حدثت أنه لما دخلت بنو إسرائيل فلم يبق منهم أحد أقبل فرعون وهو على حصان له من الخيل حتى وقف على شفير البحر وهو قائم على حاله فهاب الحصان ان يتقدم فعرض له جبرئيل على فرس أنثى وديق فقربها منه § فشمها الفحل ولما شمها قدمها فتقدم معه الحصان عليه فرعون فلما رأى جند فرعون ان فرعون قد دخل دخلوا معه وجبرئيل أمامه فهم يتبعون فرعون وميكائيل على فرس خلف القوم يشحذهم يقول الحقوا بصاحبكم حتى إذا فصل جبرئيل من البحر ليس أمامه أحد ووقف ميكائيل على الناحية الأخرى ليس خلفه أحد طبق عليهم البحر ونادى فرعون حين رأى من سلطان الله وقدرته ما رأى وعرف ذله وخذلته نفسه نادى أن لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ولما جاوز ببني إسرائيل البحر أتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين ووعد الله موسى حين أهلك فرعون وقومه ونجاه وقومه ثلاثين ليلة رجع الحديث إلى حديث السدى ثم ان جبرئيل أتى موسى يذهب به إلى § الله عز وجل فأقبل على فرس فرآه السامري فأنكره ويقال إنه فرس الحياة فقال حين رآه إن لهذا لشأنا فأخذ من تربة الحافر حافر الفرس فانطلق موسى واستخلف هارون على بني إسرائيل وواعدهم ثلاثين ليلة وأتمها الله بعشر فقال لهم هارون يا قوم إن الغنيمة لا تحل لكم وإن حلي القبط إنما هو غنيمة فاجمعوها جميعا فاحفروا لها حفرة فادفنوها فيها فإن جاء موسى فأحلها أخذتموها وإلا كان شيئا لم تأكلوه فجمعوا ذلك الحلي في تلك الحفرة وجاء السامرى بتلك القبضه فقذفها فاخرج الله من الحلي عجلا جسدا له خوار وعدت بنو إسرائيل موعد موسى فعدوا الليلة يوما واليوم يوما فلما كان العشر خرج لهم العجل فلما رأوه قال لهم السامري هذا إلهكم وإله موسى فنسي يقول ترك موسى إلهه هاهنا وذهب يطلبه فعكفوا عليه يعبدونه وكان يخور ويمشي فقال لهم هارون يا بني إسرائيل إنما فتنتم به يقول إنما ابتليتم به يقول بالعجل وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري فأقام هارون ومن معه من بني إسرائيل لا يقاتلونهم وانطلق موسى إلى إلهه يكلمه فلما كلمه قال له وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري فلما أخبره خبرهم قال موسى يا رب هذا السامري أمرهم أن يتخذوا العجل أرأيت الروح من نفخها فيه قال الرب أنا قال رب أنت إذا أضللتهم ثم إن موسى لما كلمه ربه أحب أن ينظر إليه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه § فسوف تراني فحف حول الجبل الملائكة وحف حول الملائكة بنار وحف حول النار بملائكة وحول الملائكة بنار ثم تجلى ربه للجبل.

TBJXV07P672A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان السامري رجلا من أهل باجرما وكان من قوم يعبدون البقر وكان حب عبادة البقر في نفسه وكان قد أظهر الإسلام في بني إسرائيل فلما فضل هارون في بني إسرائيل وفصل موسى إلى ربه قال لهم هارون أنتم قد حملتم أوزارا من زينة القوم آل فرعون وأمتعة وحليا فتطهروا منها فإنها نجس وأوقد لهم نارا فقال اقذفوا ما كان معكم من ذلك فيها قالوا نعم فجعلوا يأتون بما كان معهم من تلك الأمتعة وذلك الحلي فيقذفون به فيها حتى إذا تكسر الحلي فيها ورأى السامري أثر فرس جبريل أخذ ترابا من أثر حافره ثم أقبل إلى النار فقال لهارون يا نبي الله ألقي ما في يدي قال نعم ولا يظن هارون إلا أنه كبعض ما جاء به غيره من ذلك الحلي والأمتعة فقذفه فيها فقال كن عجلا جسدا له خوار فكان للبلاء § والفتنة فقال هذا إلهكم وإله موسى فعكفوا عليه وأحبوه حبا لم يحبوا مثله شيئا قط يقول الله عز وجل فنسي أي ترك ما كان عليه من الإسلام يعني السامري أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا وكان اسم السامري موسى بن ظفر وقع في أرض مصر فدخل في بني إسرائيل فلما رأى هارون ما وقعوا فيه قال يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى فأقام هارون فيمن معه من المسلمين ممن لم يفتتن وأقام من يعبد العجل على عبادة العجل وتخوف هارون إن سار بمن معه من المسلمين أن يقول له موسى فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي وكان له هائبا مطيعا.

TBRBV01P424B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان السامري رجلا من أهل باجرما وكان من قوم يعبدون البقر فكان حب عباده § البقر في نفسه وكان قد أظهر الإسلام في بني إسرائيل فلما فصل هارون في بنى إسرائيل وفصل موسى معهم إلى ربه تبارك وتعالى قال لهم هارون انكم قد تحملتم أوزارا من زينة القوم آل فرعون وأمتعة وحليا فتطهروا منها فإنها نجس وأوقد لهم نارا وقال اقذفوا ما كان معكم من ذلك فيها قالوا نعم فجعلوا يأتون بما كان فيهم من تلك الحلي وتلك الأمتعة فيقذفون به فيها حتى إذا انكسرت الحلي فيها راى السامرى اثر فرس جبرئيل فأخذ ترابا من أثر حافره ثم أقبل إلى الحفرة فقال لهارون يا نبي الله ألقي ما في يدي قال نعم ولا يظن هارون إلا أنه كبعض ما جاء به غيره من تلك الأمتعة والحلي فقذفه فيها وقال كن عجلا جسدا له خوار فكان للبلاء والفتنة فقال هذا إلهكم وإله موسى فعكفوا عليه وأحبوه حبا لم يحبوا مثله شيئا قط فقال الله عز وجل فنسي أي ترك ما كان عليه من الإسلام يعني السامري أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا قال وكان اسم السامري موسى بن ظفر وقع في أرض مصر فدخل في بني إسرائيل فلما رأى هارون ما وقعوا فيه قال يا قوم إنما فتنتم به إلى قوله حتى يرجع إلينا موسى فأقام هارون فيمن معه من المسلمين ممن لم يفتتن وأقام من يعبد العجل على عبادة العجل وتخوف هارون إن سار بمن معه من المسلمين أن يقول له موسى قت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي وكان له هائبا مطيعا ومضى موسى ببني إسرائيل إلى الطور وكان الله عز وجل وعد بني إسرائيل حين أنجاهم وأهلك عدوهم جانب الطور الأيمن وكان موسى حين سار ببني إسرائيل § من البحر قد احتاجوا إلى الماء فاستسقى موسى لقومه فأمر أن يضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا لكل سبط عين يشربون منها قد عرفوها فلما كلم الله موسى طمع في رؤيته فسأل ربه أن ينظر إليه فقال له إنك لن تراني ولكن انظر إلى الجبل إلى قوله وأنا أول المؤمنين ثم قال الله لموسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك إلى قوله سأريكم دار الفاسقين وقال له وما أعجلك عن قومك يا موسى إلى قوله فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا ومعه عهد الله في ألواحه ولما انتهى موسى إلى قومه فرأى ما هم فيه من عبادة العجل ألقى الألواح من يده وكانت فيما يذكرون من زبرجد أخضر ثم أخذ برأس أخيه ولحيته ويقول ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن الى قوله لم ترقب قولي فقال يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين فارعوى موسى وقال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين وأقبل على قومه فقال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا الى قوله عجلا جسدا له خوار واقبل على السامري فقال فما خطبك يا سامري قال بصرت بما لم يبصروا به إلى قوله وسع كل شيء علما ثم § أخذ الألواح يقول الله أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون .


TBRBV01P427B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن صدقه ابن يسار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان الله تعالى قد كتب لموسى فيها موعظة وتفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة فلما ألقاها رفع الله ستة أسباعها وأبقى سبعا يقول الله عز وجل وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون ثم أمر موسى بالعجل فأحرق حتى رجع رمادا ثم أمر به فقذف في البحر.


TBRBV01P427C

قال ابن إسحاق فسمعت بعض أهل العلم يقول إنما كان أحرقه ثم سحله ثم ذراه في البحر والله أعلم ثم اختار موسى منهم سبعين رجلا الخير فالخير وقال انطلقوا إلى الله فتوبوا إليه مما صنعتم وسلوه التوبة على من تركتم وراءكم من قومكم صوموا وتطهروا وطهروا ثيابكم فخرج بهم إلى طور سيناء لميقات وقته له ربه وكان لا يأتيه إلا بإذن منه وعلم فقال له السبعون فيما ذكر لي حين صنعوا ما أمرهم به وخرجوا معه للقاء ربه اطلب لنا نسمع كلام ربنا فقال أفعل فلما دنا موسى من الجبل وقع عليه عمود الغمام حتى تغشى الجبل كله ودنا موسى فدخل فيه وقال للقوم ادنوا وكان موسى إذا كلمه وقع على جبهته نور ساطع لا يستطيع أحد من بني آدم أن ينظر إليه فضرب دونه بالحجاب ودنا القوم حتى إذا دخلوا في الغمام وقعوا سجودا فسمعوه وهو يكلم موسى يأمره وينهاه افعل ولا تفعل فلما فرغ إليه من أمره انكشف عن موسى الغمام فأقبل إليهم فقالوا لموسى @QURS002A055_BEG لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة @QURS002A055_BEG فأخذتهم الرجفة وهي الصاعقة فانفلتت أرواحهم فماتوا جميعا § وقام موسى يناشد ربه ويدعوه ويرغب إليه ويقول رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي قد سفهوا افتهلك من ورائي من بني إسرائيل بما فعل السفهاء منا ان هذا هلاك لهم اخترت منهم سبعين رجلا الخير فالخير أرجع إليهم وليس معي رجل واحد فما الذي يصدقونني به فلم يزل موسى يناشد ربه ويسأله ويطلب إليه حتى رد إليهم أرواحهم وطلب إليه التوبة لبني إسرائيل من عبادة العجل فقال لا إلا أن يقتلوا أنفسهم وقال فبلغني أنهم قالوا لموسى نصبر لأمر الله فأمر موسى من لم يكن عبد العجل أن يقتل من عبده فجلسوا بالأفنية وأصلت عليهم القوم السيوف فجعلوا يقتلونهم وبكى موسى وبهش إليه الصبيان والنساء يطلبون العفو عنهم فتاب عليهم وعفا عنهم وأمر موسى أن يرفع عنهم السيف.


ذكر وفاه موسى وهارون ابنى عمران ع *
TBRBV01P433B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال كان صفي الله قد كره الموت وأعظمه فلما كرهه أراد الله تعالى أن يجب إليه الموت ويكره إليه الحياة فحولت النبوة إلى يوشع بن نون فكان يغدو عليه ويروح فيقول له موسى يا نبي الله ما أحدث الله إليك فيقول له يوشع بن نون يا نبي الله ألم أصحبك كذا وكذا سنة فهل كنت أسألك عن شيء مما أحدث الله إليك حتى تكون أنت الذي تبتدئ به وتذكره فلا يذكر له شيئا فلما رأى موسى ذلك كره الحياة وأحب الموت.


TBRBV01P433C

قال ابن حميد قال سلمة قال ابن إسحاق وكان صفي الله فيما ذكر لي وهب بن منبه انما يستظل في عريش ويأكل ويشرب في نقير من حجر إذا أراد أن يشرب بعد أن أكل كرع كما تكرع الدابة في ذلك النقير تواضعا لله حين أكرمه الله بما أكرمه به من كلامه قال وهب فذكر لي أنه كان من أمر وفاته أن صفي الله خرج يوما من عريشه ذلك لبعض حاجته لا يعلم به أحد من خلق الله فمر برهط من الملائكة يحفرون قبرا فعرفهم وأقبل إليهم حتى وقف عليهم فإذا هم يحفرون قبرا لم ير شيئا قط أحسن منه ولم ير مثل ما فيه من الخضرة والنضرة والبهجة فقال لهم يا ملائكة الله لمن تحفرون هذا القبر قالوا نحفره لعبد كريم على ربه قال إن هذا العبد من الله لبمنزل ما رأيت كاليوم مضجعا ولا مدخلا وذلك حين حضر من أمر الله ما حضر من قبضه فقالت له الملائكة يا صفي الله أتحب أن يكون لك قال وددت قالوا فانزل فاضطجع فيه وتوجه إلى ربك ثم تنفس أسهل تنفس تنفسته قط § فنزل فاضطجع فيه وتوجه إلى ربه ثم تنفس فقبض الله تعالى روحه ثم سوت عليه الملائكة وكان صفي الله زاهدا في الدنيا راغبا فيما عند الله.


ذكر يوشع بن نون ع *
TBRBV01P437A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما نشأت النواشي من ذراريهم يعني من ذراري الذين أبوا قتال الجبارين مع موسى وهلك آباؤهم وانقضت الأربعون سنة التي تيهوا فيها سار بهم موسى ومعه يوشع بن نون وكلاب بن يوفنة وكان فيما يزعمون على مريم ابنة عمران أخت موسى وهارون فكان لهم صهرا فلما انتهوا إلى أرض كنعان وبها بلعم بن باعور العروف وكان رجلا قد آتاه الله علما وكان فيما أوتي من العلم اسم الله الأعظم فيما يذكرون الذي إذا دعي الله به أجاب وإذا سئل به أعطى.


TBRBV01P437B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن سالم أبي النضر أنه حدث أن موسى لما نزل أرض بني كنعان من أرض الشام وكان بلعم ببالعة قرية من قرى البلقاء فلما نزل موسى ببني إسرائيل ذلك المنزل أتى قوم بلعم إلى بلعم فقالوا له يا بلعم هذا موسى بن عمران في بني إسرائيل قد جاء يخرجنا من بلادنا ويقتلنا ويحلها بني إسرائيل ويسكنها وإنا قومك وليس لنا منزل وأنت رجل مجاب الدعوة فاخرج فادع الله عليهم فقال ويلكم نبي الله معه الملائكة والمؤمنون كيف أذهب أدعو عليهم وأنا أعلم من الله ما أعلم قالوا ما لنا من منزل فلم يزالوا به يرققونه ويتضرعون إليه حتى فتنوه فافتتن فركب حمارة له متوجها إلى الجبل الذي يطلعه على عسكر بني إسرائيل وهو جبل حسبان فما سار عليها غير قليل حتى ربضت به فنزل عنها فضربها حتى اذلقها فقامت فركبها فلم تسر به كثيرا حتى ربضت به ففعل بها مثل ذلك فقامت فركبها فلم تسر به كثيرا حتى ربضت به فضربها حتى إذا أذلقها أذن الله لها فكلمته حجة عليه فقالت ويحك يا بلعم أين تذهب ألا ترى الملائكة أمامي تردني عن وجهي هذا أتذهب إلى نبي الله والمؤمنين تدعو § عليهم فلم ينزع عنها يضربها فخلى الله سبيلها حين فعل بها ذلك فانطلقت حتى إذا أشرفت به على جبل حسبان على عسكر موسى وبني إسرائيل جعل يدعو عليهم فلا يدعو عليهم بشيء إلا صرف الله لسانه إلى قومه ولا يدعو لقومه بخير إلا صرف لسانه إلى بني إسرائيل فقال له قومه أتدري يا بلعم ما تصنع إنما تدعو لهم وتدعو علينا قال فهذا ما لا أملك هذا شيء قد غلب الله عليه واندلع لسانه فوقع على صدره فقال لهم قد ذهبت الآن مني الدنيا والآخرة فلم يبق إلا المكر والحيلة فسأمكر لكم وأحتال جملوا النساء وأعطوهن السلع ثم أرسلوهن إلى العسكر يبعنها فيه ومروهن فلا تمنع امرأة نفسها من رجل أرادها فإنه إن زنى رجل واحد منهم كفيتموهم ففعلوا فلما دخل النساء العسكر مرت امرأة من الكنعانيين اسمها كستي ابنة صور رأس أمته وبني أبيه من كان منهم في مدين هو كان كبيرهم برجل من عظماء بني إسرائيل وهو زمرى بن شلوم رأس سبط شمعون بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم فقام إليها فأخذ بيدها حين أعجبه جمالها ثم أقبل حتى وقف بها على موسى فقال إني أظنك ستقول هذه حرام عليك قال أجل هي حرام عليك لا تقربها قال فو الله لا نطيعك في هذا ثم دخل بها قبته فوقع عليها فأرسل الله الطاعون في بني إسرائيل وكان فنحاص بن العيزار بن هارون صاحب أمر موسى وكان رجلا قد أعطي بسطة في الخلق وقوة في البطش وكان غائبا حين صنع زمرى بن شلوم ما صنع فجاء والطاعون يحوس في بني إسرائيل فأخبر الخبر فأخذ حربته وكانت من حديد كلها ثم دخل عليهما القبة وهما متضاجعان فانتظمهما بحربته ثم خرج بهما رافعهما إلى السماء والحربة قد أخذها بذراعه واعتمد بمرفقه على خاصرته وأسند الحربة إلى لحيته وكان بكر العيزار فجعل يقول اللهم هكذا نفعل بمن يعصيك ورفع الطاعون فحسب من يهلك من بني إسرائيل في الطاعون فيما بين أن أصاب زمرى المرأة إلى أن قتله § فنحاص فوجدوا قد هلك منهم سبعون ألفا والمقلل لهم يقول عشرون ألفا في ساعة من النهار فمن هنالك تعطي بنو إسرائيل ولد فنحاص بن العيزار بن هارون من كل ذبيحة ذبحوها القبة والذراع واللحى لاعتماده بالحربة على خاصرته وأخذه إياها بذراعه وإسناده إياها إلى لحيته والبكر من كل أموالهم وأنفسهم لأنه كان بكر العيزار ففي بلعم بن باعور أنزل الله تعالى على محمد صلى الله عليه وسلم واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها يعنى بلعم بن باعور فأتبعه الشيطان الى قوله لعلهم يتفكرون يعني بني إسرائيل إني قد جئتهم بخبر ما كان فيهم مما يخفون عليك لعلهم يتفكرون فيعرفون أنه لم يأت بهذا الخبر عما مضى فيهم إلا نبي يأتيه خبر من السماء ثم إن موسى قدم يوشع بن نون إلى أريحا في بني إسرائيل فدخلها بهم وقتل بها الجبابرة الذين كانوا فيها وأصاب من أصاب منهم وبقيت منهم بقية في اليوم الذي أصابهم فيه وجنح عليهم الليل وخشي إن لبسهم الليل أن يعجزوه فاستوقف الشمس ودعا الله أن يحبسها ففعل عز وجل حتى استأصلهم ثم دخلها موسى ببني إسرائيل فأقام فيها ما شاء الله أن يقيم ثم قبضه الله إليه لا يعلم بقبره أحد من الخلائق.


ذكر أمر قارون بن يصهر بن قاهث *
TBRBV01P443C

وأما ابن إسحاق فإنه قال ما حدثنا به ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه تزوج يصهر بن قاهث شميت ابنه تباويت بن بركيا ابن يقسان بن إبراهيم فولدت له عمران بن يصهر وقارون بن يصهر فقارون على ما قال ابن إسحاق عم موسى أخو أبيه لأبيه وأمه واما أهل العلم من سلف أمتنا ومن أهل الكتابين فعلى ما قال ابن جريج.


TBRBV01P457C

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال إنما سمي حزقيل بن بوزي ابن العجوز أنها سألت الله الولد وقد كبرت وعقمت فوهبه الله لها فبذلك قيل له ابن العجوز وهو الذي دعا للقوم الذين ذكر الله في الكتاب عليه السلام كما بلغنا ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت .


ذكر أمر بني إسرائيل والقوام الذين كانوا بأمرهم بعد يوشع ابن نون والأحداث التي كانت في عهد زو وكيقباذ *
TBRBV01P459B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق § عن وهب بن منبه أن كالب بن يوفنا لما قبضه الله بعد يوشع خلف فيهم يعني في بني إسرائيل حزقيل بن بوذى وهو ابن العجوز وهو الذي دعا للقوم الذين ذكر الله في الكتاب لمحمد صلى الله عليه وسلم كما بلغنا ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم الآية .


TBRBV01P460B

قال ابن حميد قال سلمة قال ابن إسحاق فبلغني أنه كان من حديثهم أنهم خرجوا فرارا من بعض الأوباء من الطاعون أو من سقم كان يصيب الناس حذرا من الموت وهم ألوف حتى إذا نزلوا بصعيد من البلاد قال الله لهم موتوا فماتوا جميعا فعمد أهل تلك البلاد فحظروا عليهم حظيرة دون السباع ثم تركوهم فيها وذلك أنهم كثروا عن أن يغيبوا فمرت بهم الأزمان والدهور حتى صاروا عظاما نخرة فمر بهم حزقيل بن بوذى فوقف عليهم فتعجب لأمرهم ودخلته رحمة لهم فقيل له أتحب أن يحييهم الله فقال نعم فقيل له فقل أيتها العظام الرميم التي قد رمت وبليت ليرجع كل عظم إلى صاحبه فناداهم بذلك فنظر إلى العظام تتواثب يأخذ بعضها بعضا ثم قيل له قل أيها اللحم والعصب والجلد اكس العظام بإذن ربك قال فنظر إليها والعصب يأخذ العظام ثم اللحم والجلد والأشعار حتى استووا خلقا ليست فيهم الأرواح ثم دعا لهم بالحياة فتغشاه من السماء شيء كربه حتى غشي عليه منه ثم أفاق والقوم جلوس يقولون سبحان الله فقد أحياهم الله فلم يذكر لنا مدة مكث حزقيل في بنى إسرائيل § ولما قبض الله حزقيل كثرت الأحداث فيما ذكر في بني إسرائيل وتركوا عهد الله الذي عهد إليهم في التوراة وعبدوا الأوثان فبعث الله إليهم فيما قيل إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران.


الياس واليسع عليهما السلام *

TBRBV01P461C

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق ثم إن الله عز وجل قبض حزقيل وعظمت في بني إسرائيل الأحداث ونسوا ما كان من عهد الله إليهم حتى نصبوا الأوثان وعبدوها من دون الله فبعث الله إليهم إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران نبيا وإنما كانت الأنبياء من بني إسرائيل بعد موسى يبعثون إليهم بتجديد ما نسوا من التوراة فكان إلياس مع ملك من ملوك بني إسرائيل يقال له أحاب وكان اسم امرأته أزبل وكان يسمع منه ويصدقه وكان إلياس يقيم له أمره وكان سائر بني إسرائيل قد اتخذوا صنما يعبدونه من دون الله يقال له بعل قال ابن إسحاق وقد سمعت بعض أهل العلم يقول ما كان بعل إلا امرأة يعبدونها من دون الله يقول الله لمحمد وإن إلياس لمن المرسلين إذ قال لقومه ألا تتقون الى قوله الله ربكم ورب آبائكم الأولين فجعل الياس يدعوهم الى الله وجعلوا لا يسمعون منه شيئا إلا ما كان من ذلك الملك والملوك متفرقة بالشام كل ملك له ناحية منها يأكلها فقال ذلك الملك الذي كان إلياس معه يقوم له بأمره ويراه على هدى من بين أصحابه يوما يا إلياس والله § ما أرى ما تدعو إليه إلا باطلا والله ما أرى فلانا وفلانا فعد ملوكا من ملوك بني إسرائيل قد عبدوا الأوثان من دون الله إلا على مثل ما نحن عليه يأكلون ويشربون ويتنعمون مملكين ما ينقص دنياهم أمرهم الذي تزعم أنه باطل وما نرى لنا عليهم من فضل فيزعمون والله أعلم أن إلياس استرجع وقام شعر رأسه وجلده ثم رفضه وخرج عنه ففعل ذلك الملك فعل أصحابه عبد الأوثان وصنع ما يصنعون فقال إلياس اللهم إن بني إسرائيل قد أبوا إلا الكفر بك والعبادة لغيرك فغير ما بهم من نعمتك أو كما قال.


TBRBV01P462B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال ذكر لي أنه أوحي إليه إنا قد جعلنا أمر أرزاقهم بيدك وإليك حتى تكون أنت الذي تأمر في ذلك فقال إلياس اللهم فأمسك عنهم المطر فحبس عنهم ثلاث سنين حتى هلكت الماشية والدواب والهوام والشجر وجهد الناس جهدا شديدا وكان إلياس فيما يذكرون حين دعا بذلك على بني إسرائيل قد استخفى شفقا على نفسه منهم وكان حيث ما كان وضع له رزق فكانوا إذا وجدوا ريح الخبز في دار أو بيت قالوا لقد دخل إلياس هذا المكان فطلبوه ولقي أهل ذلك المنزل منهم شرا ثم إنه أوى ليلة إلى امرأة من بني إسرائيل لها ابن يقال له اليسع بن أخطوب به ضر فآوته وأخفت أمره فدعا إلياس لابنها فعوفي من الضر الذي كان به واتبع اليسع فآمن به وصدقه ولزمه فكان يذهب معه حيثما ذهب وكان إلياس قد أسن وكبر وكان اليسع غلاما شابا فيزعمون والله أعلم أن الله أوحى إلى إلياس أنك قد أهلكت كثيرا من الخلق ممن لم يعص سوى بني إسرائيل ممن لم أكن أريد هلاكه بخطايا § بني إسرائيل من البهائم والدواب والطير والهوام والشجر بحبس المطر عن بني إسرائيل فيزعمون والله أعلم أن إلياس قال أي رب دعني أكن أنا الذي أدعو لهم به وأكن أنا الذي آتيهم بالفرج مما هم فيه من البلاء الذي أصابهم لعلهم أن يرجعوا وينزعوا عما هم عليه من عبادة غيرك قيل له نعم فجاء إلياس إلى بني إسرائيل فقال لهم إنكم قد هلكتم جهدا وهلكت البهائم والدواب والطير والهوام والشجر بخطاياكم وإنكم على باطل وغرور أو كما قال لهم فإن كنتم تحبون أن تعلموا ذلك وتعلموا أن الله عليكم ساخط فيما أنتم عليه وأن الذي أدعوكم إليه الحق فاخرجوا بأصنامكم هذه التي تعبدون وتزعمون أنها خير مما أدعوكم إليه فإن استجابت لكم فذلك كما تقولون وإن هي لم تفعل علمتم أنكم على باطل فنزعتم ودعوت الله ففرج عنكم ما أنتم فيه من البلاء قالوا أنصفت فخرجوا بأوثانهم وما يتقربون به إلى الله من أحداثهم التي لا يرضى فدعوها فلم تستجب لهم ولم تفرج عنهم ما كانوا فيه من البلاء حتى عرفوا ما هم فيه من الضلالة والباطل ثم قالوا لإلياس يا إلياس إنا قد هلكنا فادع الله لنا فدعا لهم إلياس بالفرج مما هم فيه وأن يسقوا فخرجت سحابة مثل الترس بإذن الله على ظهر البحر وهم ينظرون ثم ترامى إليه السحاب ثم أدجنت ثم أرسل الله المطر فأغاثهم فحييت بلادهم وفرج عنهم ما كانوا فيه من البلاء فلم ينزعوا ولم يرجعوا وأقاموا على أخبث ما كانوا عليه فلما رأى ذلك إلياس من كفرهم دعا ربه أن يقبضه إليه فيريحه منهم فقيل له فيما يزعمون انظر يوم كذا وكذا فاخرج فيه إلى بلد كذا وكذا فما جاءك من شيء فاركبه ولا تهبه فخرج إلياس وخرج معه اليسع بن أخطوب حتى إذا كان بالبلد الذي ذكر له في المكان الذي أمر به أقبل فرس من نار حتى وقف بين يديه فوثب عليه فانطلق به فناداه اليسع يا إلياس يا إلياس ما تأمرني فكان آخر عهدهم به فكساه الله الريش وألبسه النور وقطع عنه لذة § المطعم والمشرب وطار في الملائكة فكان إنسيا ملكيا أرضيا سمائيا ثم قام بعد إلياس بأمر بني إسرائيل.


TBRBV01P464B

فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال كما ذكر لي عن وهب بن منبه قال ثم نبئ فيهم يعني في بني إسرائيل بعده يعني بعد إلياس اليسع فكان فيهم ما شاء الله أن يكون ثم قبضه الله إليه وخلفت فيهم الخلوف وعظمت فيهم الخطايا وعندهم التابوت يتوارثونه كابرا عن كابر فيه السكينة وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون فكانوا لا يلقاهم عدو فيقدمون التابوت ويزحفون به معهم إلا هزم الله ذلك العدو والسكينة.


TBRBV01P464C

فيما ذكر ابن إسحاق عن وهب بن منبه عن بعض أهل العلم من بني إسرائيل رأس هرة ميتة فإذا صرخت في التابوت بصراخ هر أيقنوا بالنصر وجاءهم الفتح ثم خلف فيهم ملك يقال له إيلاف وكان الله قد بارك لهم في جبلهم من إيليا لا يدخله عليهم عدو ولا يحتاجون معه إلى غيره فكان أحدهم فيما يذكرون يجمع التراب على الصخرة ثم ينبذ فيه الحب فيخرج الله له ما يأكل منه سنه وهو وعياله ويكون لأحدهم الزيتونة فيعتصر منها ما يأكل هو وعياله سنة فلما عظمت أحداثهم وتركوا عهد الله إليهم نزل بهم عدو فخرجوا إليه وأخرجوا التابوت كما كانوا يخرجونه ثم زحفوا به فقوتلوا حتى استلب من أيديهم فأتى ملكهم إيلاف فأخبر أن التابوت قد أخذ واستلب فمالت عنقه فمات كمدا عليه فمرج أمرهم بينهم واختلف ووطئهم عدوهم حتى أصيب من أبنائهم ونسائهم فمكثوا على اضطراب من أمرهم واختلاف من أحوالهم يتمادون أحيانا في غيهم وضلالهم فسلط الله عليهم من ينتقم به منهم ويراجعون التوبة أحيانا فيكفيهم الله عند § ذلك شر من بغاهم سوءا حتى بعث الله فيهم طالوت ملكا ورد عليهم تابوت الميثاق وكانت مدة ما بين وفاة يوشع بن نون التي كان أمر بني إسرائيل في بعضها إلى القضاة منهم والساسة وفي بعضها إلى غيرهم ممن يقهرهم فيتملك عليهم من غيرهم إلى أن ثبت الملك فيهم ورجعت النبوه اليهم بشمويل بن بالي أربعمائة سنة وستين سنة فكان أول من سلط عليهم فيما قيل رجل من نسل لوط يقال له كوشان فقهرهم وأذلهم ثماني سنين ثم تنقذهم من يده أخ لكالب الأصغر يقال له عتنيل بن قيس فقام بأمرهم فيما قيل اربعين سنه سلط عليهم ملك يقال له جعلون فملكهم ثماني عشرة سنة ثم تنقذهم منه فيما قيل رجل من سبط بنيامين يقال له أهود بن جيرا الأشل اليمنى فقام بأمرهم ثمانين سنة ثم سلط عليهم ملك من الكنعانيين يقال له يافين فملكهم عشرين سنة ثم تنقذهم فيما قيل امرأة نبية من أنبيائهم يقال لها دبورا فدبر أمرهم فيما قيل رجل من قبلها يقال له باراق أربعين سنة ثم سلط عليهم قوم من نسل لوط كانت منازلهم في تخوم الحجاز فملكوهم سبع سنين ثم تنقذهم منهم رجل من ولد نفثالي بن يعقوب يقال له جدعون بن يواش فدبر أمرهم أربعين سنة ثم دبر أمرهم من بعد جدعون ابنه أبيملك بن جدعون ثلاث سنين ثم دبرهم من بعد ابيملك تولغ بن فوا بن خال أبيملك وقيل إنه ابن عمه ثلاثا وعشرين سنة ثم دبر § أمرهم بعد تولغ رجل من بني إسرائيل يقال له يائير اثنتين وعشرين سنة ثم ملكهم بنو عمون وهم قوم من أهل فلسطين ثماني عشرة سنة ثم قام بأمرهم رجل منهم يقال له يفتح ست سنين ثم دبرهم من بعده يجشون وهو رجل من بني إسرائيل سبع سنين ثم دبرهم بعده الون عشر سنين ثم من بعده كيرون ويسميه بعضهم عكرون ثماني سنين ثم قهرهم أهل فلسطين وملوكهم أربعين سنة ثم وليهم شمسون وهو من بني إسرائيل عشرين سنة ثم بقوا بغير رئيس ولا مدبر لأمرهم بعد شمسون فيما قيل عشر سنين ثم دبر أمرهم بعد ذلك عالي الكاهن وفي أيامه غلب أهل غزة وعسقلان على تابوت الميثاق فلما مضى من وقت قيامه بامرهم اربعين سنه بعث سمويل نبيا فدبر شمويل أمرهم فيما ذكر عشر سنين ثم سألوا شمويل حين نالهم بالذل والهوان بمعصيتهم ربهم أعداؤهم أن يبعث لهم ملكا يجاهدون معه في سبيل الله فقال لهم شمويل ما قد قص الله في كتابه العزيز.


TBRBV01P475B

وقال ابن إسحاق كان النبي الذي بعث لطالوت من قبره حتى أخبره بتوبته اليسع بن أخطوب حدثنا بذلك ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق.


ذكر خبر داود بن إيشى بن عويد بن باعز بن سلمون بن نحشون بن عمي نادب بن رام بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم *

TBRBV01P476B

وكان داود ع فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن بعض أهل العلم عن وهب بن منبه قصيرا أزرق قليل الشعر طاهر القلب نقيه.


TBRBV01P478B

وقد حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق فيما ذكر لي بعض أهل العلم عن وهب بن منبه قال لما قتل داود جالوت وانهزم جنده قال الناس قتل داود جالوت وخلع طالوت وأقبل الناس على داود مكانه حتى لم يسمع لطالوت بذكر قال ولما اجتمعت بنو إسرائيل على داود أنزل الله عليه الزبور وعلمه صنعة الحديد وألانه له وأمر الجبال والطير أن يسبحن معه إذا سبح ولم يعط الله فيما يذكرون أحدا من خلقه مثل صوته كان إذا قرأ الزبور فيما يذكرون ترنو له الوحوش حتى يؤخذ بأعناقها وإنها لمصيخة تسمع لصوته وما صنعت الشياطين المزامير والبرابط والصنوج إلا على أصناف صوته وكان شديد الاجتهاد دائب العبادة كثير البكاء وكان كما وصفه الله عز وجل لنبيه محمد ع فقال واذكر عبدنا داود.


ذكر خبر سليمان بن داود ع *
TBRBV01P486C

كان فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم عن وهب بن منبه إذا خرج من بيته إلى مجلسه عكفت عليه الطير وقام له الإنس والجن حتى يجلس على سريره وكان فيما يزعمون أبيض جسيما وضيئا كثير الشعر يلبس من الثياب البياض وكان أبوه في أيام ملكه بعد أن بلغ سليمان مبلغ الرجال يشاوره فيما ذكر في أموره وكان من شأنه وشأن أبيه داود الحكم في الغنم التي نفشت في حرث القوم الذين قص الله في كتابه خبرهم وخبرهما فقال وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما .


TBRBV01P487B

فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق فيما يزعمون إذا اراد الغز وامر بعسكره فضرب له بخشب ثم نصب له على الخشب ثم حمل عليه الناس والدواب وآلة الحرب كلها حتى إذا حمل معه ما يريد أمر العاصف من الريح فدخلت تحت ذلك الخشب فاحتملته حتى إذا استقلت به أمر الرخاء فمر به شهرا في روحته وشهرا في غدوته إلى حيث أراد يقول الله عز وجل فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب اى حيث اراد وقال ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر قال وذكر لي أن منزلا بناحية دجلة مكتوب فيه كتاب كتبه بعض أصحاب سليمان إما من الجن وإما من الإنس نحن نزلناه وما بيناه ومبنيا وجدناه غدونا من إصطخر فقلناه ونحن رائحون منه إن شاء الله فبائتون بالشام قال وكان فيما بلغني لتمر بعسكره الريح والرخاء تهوي به إلى ما أراد وإنها لتمر بالمزرعة فما تحركها.


ذكر ما انتهى إلينا من مغازي سليمان ع *
TBRBV01P494B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن بعض أهل العلم عن وهب ابن منبه قال لما رجعت الرسل إلى بلقيس بما قال سليمان قالت قد والله عرفت ما هذا بملك وما لنا به من طاقة وما نصنع بمكاثرته شيئا وبعثت إليه أني قادمة عليك بملوك قومي حتى أنظر ما أمرك وما تدعو إليه من دينك ثم أمرت بسرير ملكها الذي كانت تجلس عليه وكان من ذهب مفصص بالياقوت والزبرجد واللؤلؤ فجعل في سبعة أبيات بعضها في بعض ثم أقفلت على الأبواب وكانت إنما تخدمها النساء معها ستمائه امرأة تخدمها ثم قالت لمن خلفت على سلطانها احتفظ بما قبلك وسرير ملكي فلا يخلص إليه أحد ولا يرينه حتى آتيك ثم شخصت إلى سليمان في اثني عشر ألف قيل معها من ملوك اليمن تحت يد كل قيل منهم ألوف كثيرة فجعل سليمان يبعث الجن فيأتونه بمسيرها ومنتهاها كل يوم وليلة حتى إذا دنت جمع من عنده من الجن والإنس ممن تحت يديه فقال يا أيها الملؤا أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال وأسلمت فحسن إسلامها قال فزعم أن سليمان قال لها حين أسلمت وفرغ من أمرها اختاري رجلا من قومك أزوجكه قالت ومثلي يا نبي الله ينكح الرجال وقد كان لي في قومي من الملك والسلطان ما كان لي قال نعم إنه § لا يكون في الإسلام إلا ذلك ولا ينبغي لك أن تحرمي ما أحل الله لك فقالت زوجني إن كان لا بد ذا تبع ملك همدان فزوجه إياها ثم ردها إلى اليمن وسلط زوجها ذا تبع على اليمن ودعا زوبعة أمير جن اليمن فقال اعمل لذى تبع ما استعملك لقومه قال فصنع لذى تبع الصنائع باليمن ثم لم يزل بها ملكا يعمل له فيها ما أراد حتى مات سليمان ابن داود ع فلما حال الحول وتبينت الجن موت سليمان أقبل رجل منهم فسلك تهامة حتى إذا كان في جوف اليمن صرخ بأعلى صوته يا معشر الجن إن الملك سليمان قد مات فارفعوا أيديكم قال فعمدت الشياطين إلى حجرين عظيمين فكتبوا فيهما كتابا بالمسند نحن بنينا سلحين سبعة وسبعين خريفا دائبين وبنينا صرواح ومراح وبينون برحاضه ايدين وهنده وهنيدة وسبعة أمجلة بقاعة وتلثوم بريدة ولولا صارخ بتهامة لتركنا بالبون إمارة قال وسلحين وصرواح ومراح وبينون وهنده وهنيدة وتلثوم حصون كانت باليمن عملتها الشياطين لذى تبع ثم رفعوا أيديهم ثم انطلقوا وانقضى ملك ذي تبع وملك بلقيس مع ملك سليمان بن داود ع.


ذكر غزوته أبا زوجته جرادة وخبر الشيطان الذي أخذ خاتمه *
TBRBV01P496B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن بعض العلماء قال قال وهب بن منبه سمع سليمان بمدينة في جزيرة من جزائر البحر يقال لها صيدون بها ملك عظيم السلطان لم يكن للناس اليه سبيل لمكانه في البحر وكان الله قد آتى سليمان في ملكه سلطانا لا يمتنع منه شيء في بر ولا بحر إنما يركب إليه إذا ركب على الريح فخرج إلى تلك المدينة تحمله الريح على ظهر الماء حتى نزل بها بجنوده من الجن والإنس فقتل ملكها واستفاء ما فيها وأصاب فيما أصاب ابنة لذلك الملك لم ير مثلها حسنا وجمالا فاصطفاها لنفسه ودعاها إلى الإسلام فأسلمت على جفاء منها وقلة ثقة وأحبها حبا لم يحبه شيئا من نسائه ووقعت نفسه عليها فكانت على منزلتها عنده لا يذهب حزنها ولا يرقأ دمعها فقال لها لما رأى ما بها وهو يشق عليه من ذلك ما يرى ويحك ما هذا الحزن الذي لا يذهب والدمع الذي لا يرقأ قالت إن أبي أذكره وأذكر ملكه وما كان فيه وما أصابه فيحزنني ذلك قال فقد ابد لك الله به ملكا هو أعظم من ملكه وسلطانا هو أعظم من سلطانه وهداك للإسلام وهو خير من ذلك كله قالت إن ذلك لكذلك ولكني إذا ذكرته أصابني ما قد ترى من الحزن فلو أنك أمرت الشياطين فصوروا صورة أبي في داري التي أنا فيها أراها بكرة وعشيا لرجوت أن يذهب ذلك حزني وأن يسلي عني بعض ما أجد في نفسي فأمر سليمان الشياطين فقال مثلوا لها صوره أبيها في دارها حتى ما تنكر منه شيئا فمثلوه لها حتى نظرت إلى أبيها في نفسه § إلا أنه لا روح فيه فعمدت إليه حين صنعوه لها فأزرته وقمصته وعممته وردته بمثل ثيابه التي كان يلبس مثل ما كان يكون فيه من هيئة ثم كانت إذا خرج سليمان من دارها تغدو عليه في ولائدها حتى تسجد له ويسجدن له كما كانت تصنع به في ملكه وتروح كل عشية بمثل ذلك لا يعلم سليمان بشيء من ذلك أربعين صباحا وبلغ ذلك آصف بن برخيا وكان صديقا وكان لا يرد عن أبواب سليمان أي ساعة أراد دخول شيء من بيوته دخل حاضرا كان سليمان أو غائبا فأتاه فقال يا نبي الله كبرت سني ودق عظمي ونفد عمري وقد حان منى ذهاب وقد أحببت أن أقوم مقاما قبل الموت أذكر فيه من مضى من أنبياء الله وأثني عليهم بعلمي فيهم وأعلم الناس بعض ما كانوا يجهلون من كثير من أمورهم فقال افعل فجمع له سليمان الناس فقام فيهم خطيبا فذكر من مضى من أنبياء الله فأثنى على كل نبي بما فيه وذكر ما فضله الله به حتى انتهى الى سليمان وذكره فقال ما كان احملك في صغرك وأورعك في صغرك وأفضلك في صغرك وأحكم أمرك في صغرك وأبعدك من كل ما يكره في صغرك ثم انصرف فوجد سليمان في نفسه حتى ملأه غضبا فلما دخل سليمان داره أرسل إليه فقال يا آصف ذكرت من مضى من أنبياء الله فأثنيت عليهم خيرا في كل زمانهم وعلى كل حال من أمرهم فلما ذكرتني جعلت تثني علي بخير في صغري وسكت عما سوى ذلك من أمري في كبري فما الذي أحدثت في آخر أمري قال إن غير الله ليعبد في دارك منذ أربعين صباحا في هوى امرأة فقال في دارى فقال في دارك قال إنا لله وإنا إليه راجعون لقد عرفت أنك ما قلت إلا عن شيء بلغك ثم رجع سليمان إلى داره فكسر ذلك الصنم وعاقب تلك المرأة وولائدها ثم أمر بثياب الطهرة فأتي بها وهي ثياب لا يغزلها إلا الأبكار ولا ينسجها الا § الأبكار ولا يغسلها إلا الأبكار ولا تمسها امرأة قد رأت الدم فلبسها ثم خرج إلى فلاة من الأرض وحده فأمر برماد ففرش له ثم أقبل تائبا إلى الله حتى جلس على ذلك الرماد فتمعك فيه بثيابه تذللا لله جل وعز وتضرعا إليه يبكي ويدعو ويستغفر مما كان في داره ويقول فيما يقول فيما ذكر لي والله أعلم رب ماذا ببلائك عند آل داود أن يعبدوا غيرك وأن يقروا في دورهم وأهاليهم عبادة غيرك فلم يزل كذلك يومه حتى أمسى يبكي إلى الله ويتضرع إليه ويستغفره ثم رجع إلى داره وكانت أم ولد له يقال لها الأمينة كان إذا دخل مذهبه أو أراد إصابة امرأة من نسائه وضع خاتمه عندها حتى يتطهر وكان لا يمس خاتمه إلا وهو طاهر وكان ملكه في خاتمه فوضعه يوما من تلك الأيام عندها كما كان يضعه ثم دخل مذهبه وأتاها الشيطان صاحب البحر وكان اسمه صخرا في صورة سليمان لا تنكر منه شيئا فقال خاتمي يا أمينة فناولته إياه فجعله في يده ثم خرج حتى جلس على سرير سليمان وعكفت عليه الطير والجن والإنس وخرج سليمان فأتى الأمينة وقد غيرت حالته وهيئته عند كل من رآه فقال يا أمينة خاتمي فقالت ومن أنت قال أنا سليمان بن داود فقالت كذبت لست بسليمان بن داود وقد جاء سليمان فأخذ خاتمه وهو ذاك جالس على سريره في ملكه فعرف سليمان أن خطيئته قد أدركته فخرج فجعل يقف على الدار من دور بني إسرائيل فيقول أنا سليمان بن داود فيحثون عليه التراب ويسبونه ويقولون انظروا إلى هذا المجنون أي شيء يقول يزعم أنه سليمان بن داود فلما رأى سليمان ذلك عمد إلى البحر فكان ينقل الحيتان لأصحاب البحر إلى السوق فيعطونه كل يوم سمكتين فإذا أمسى باع إحدى سمكتيه بأرغفة وشوى الأخرى فأكلها فمكث بذلك أربعين صباحا عدة ما عبد ذلك الوثن في داره § فأنكر آصف بن برخيا وعظماء بني إسرائيل حكم عدو الله الشيطان في تلك الأربعين صباحا فقال آصف يا معشر بني إسرائيل هل رأيتم من اختلاف حكم ابن داود ما رأيت قالوا نعم قال أمهلوني حتى أدخل على نسائه فأسألهن هل أنكرن منه في خاصة أمره ما أنكرنا في عامة أمر الناس وعلانيته فدخل على نسائه فقال ويحكن هل أنكرتن من أمر ابن داود ما أنكرنا فقلن اشده ما يدع امرأة منا في دمها ولا يغتسل من جنابة فقال إنا لله وإنا اليه راجعون ان هذا لهو البلاء المبين ثم خرج إلى بني إسرائيل فقال ما في الخاصة أعظم مما في العامة فلما مضى أربعون صباحا طار الشيطان عن مجلسه ثم مر بالبحر فقذف الخاتم فيه فبلعته سمكة وبصر بعض الصيادين فأخذها وقد عمل له سليمان صدر يومه ذلك حتى إذا كان العشي أعطاه سمكتيه فأعطى السمكة التي أخذت الخاتم ثم خرج سليمان بسمكتيه فيبيع التي ليس في بطنها الخاتم بالأرغفة ثم عمد إلى السمكة الأخرى فبقرها ليشويها فاستقبله خاتمه في جوفها فأخذه فجعله في يده ووقع ساجدا لله وعكف عليه الطير والجن وأقبل عليه الناس وعرف أن الذي دخل عليه لما كان أحدث في داره فرجع إلى ملكه وأظهر التوبة من ذنبه وأمر الشياطين فقال ائتوني به فطلبته له الشياطين حتى أخذوه فأتى به فجاب له صخرة فأدخله فيها ثم سد عليه بأخرى ثم أوثقها بالحديد والرصاص ثم أمر به فقذف في البحر.


ذكر خبر أسا بن أبيا وزرح الهندي *
TBRBV01P531G

ثم ملك حزقيا بن أحاز إلى أن توفي وقيل إنه صاحب شعيا الذي أعلمه شعيا انقضاء عمره فتضرع إلى ربه فزاده وأمهله وأمر شعيا بإعلامه ذلك وأما محمد بن إسحاق فإنه قال صاحب شعيا الذي هذه القصة قصته اسمه صديقة.


ذكر صاحب قصة شعيا من ملوك بني إسرائيل وسنحاريب *
TBRBV01P532B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال حدثني ابن إسحاق قال كان فيما أنزل الله على موسى في خبره عن بني إسرائيل وأحداثهم وما هم فاعلون بعده قال وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا إلى وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا فكانت بنو إسرائيل وفيهم الأحداث والذنوب وكان الله في ذلك متجاوزا عنهم متعطفا عليهم محسنا إليهم وكان مما أنزل الله بهم في ذنوبهم ما كان قدم إليهم في الخبر عنهم على لسان موسى فكان أول ما أنزل بهم من تلك الوقائع أن ملكا منهم كان يدعى صديقة وكان الله إذا ملك الملك عليهم بعث نبيا يسدده ويرشده فيكون فيما بينه وبين الله يحدث إليه في أمرهم لا ينزل عليهم الكتب إنما يؤمرون باتباع التوراة والأحكام التي فيها وينهونهم عن المعصية ويدعونهم إلى ما تركوا من الطاعة فلما ملك ذلك الملك بعث الله معه شعيا بن أمصيا وذلك قبل مبعث عيسى وزكرياء ويحيى وشعيا الذي بشر بعيسى ومحمد فملك ذلك الملك بني إسرائيل وبيت المقدس زمانا فلما انقضى ملكه وعظمت فيهم الأحداث وشعيا معه بعث الله عليهم سنحاريب ملك بابل معه ستمائه ألف راية فأقبل سائرا حتى نزل حول بيت المقدس والملك مريض في ساقه قرحة فجاءه النبي شعيا فقال له يا ملك بني إسرائيل إن سنحاريب ملك بابل قد نزل بك هو وجنوده في ستمائه ألف راية وقد هابهم الناس وفرقوا منهم فكبر ذلك على الملك فقال يا نبي الله هل أتاك وحي من الله فيما حدث فتخبرنا به كيف يفعل الله بنا وبسنحاريب وجنوده فقال له النبي ع § لم يأتني وحي حدث إلي في شأنك فبينما هم على ذلك أوحى الله إلى شعيا النبي أن ائت ملك بني إسرائيل فأمره ان يوصى بوصيته ويستخلف على ملكه من يشاء من أهل بيته فأتى النبي شعيا ملك بني إسرائيل صديقة فقال له إن ربك قد أوحى إلي أن آمرك توصي وصيتك وتستخلف من شئت على الملك من أهل بيتك فإنك ميت فلما قال ذلك شعيا لصديقة أقبل على القبلة فصلى وسبح ودعا وبكى وقال وهو يبكي ويتضرع إلى الله بقلب مخلص وتوكل وصبر وظن صادق اللهم رب الأرباب وإله الآلهة القدوس المتقدس يا رحمن يا رحيم المترحم الرءوف الذي لا تأخذه سنة ولا نوم اذكرني بعملي وفعلي وحسن قضائي على بني إسرائيل وذلك كله كان منك فأنت أعلم به من نفسي وسري وعلانيتي لك وإن الرحمن استجاب له وكان عبدا صالحا فأوحى الله إلى شعيا فأمره أن يخبر صديقة الملك أن ربه قد استجاب له وقبل منه ورحمه وقد راى بكاءه وقد اخر اجله خمس عشره سنه وانجاه من عدوه سنحاريب ملك بابل وجنوده فلما قال له ذلك ذهب عنه الوجع وانقطع عنه الشر والحزن وخر ساجدا وقال يا إلهي وإله آبائي لك سجدت وسبحت وكرمت وعظمت أنت الذي تعطي الملك من تشاء وتنزعه ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء عالم الغيب والشهادة أنت الأول والآخر والظاهر والباطن وأنت ترحم وتستجيب دعوة المضطرين أنت الذي أجبت دعوتي ورحمت تضرعي فلما رفع رأسه أوحى الله إلى شعيا أن قل للملك صديقة فيأمر عبدا من عبيده فيأتيه بماء التين فيجعله على قرحته فيشفى ويصبح وقد برئ ففعل ذلك فشفي وقال الملك لشعيا النبي سل ربك أن يجعل لنا علما بما هو صانع بعدونا هذا فقال الله لشعيا النبي قل له إني قد كفيتك عدوك وأنجيتك منهم وإنهم سيصبحون موتى كلهم إلا سنحاريب وخمسة من كتابه § فلما أصبحوا جاءه صارخ فصرخ على باب المدينة يا ملك بني إسرائيل إن الله قد كفاك عدوك فاخرج فإن سنحاريب ومن معه قد هلكوا فلما خرج الملك التمس سنحاريب فلم يوجد في الموتى فبعث الملك في طلبه فأدركه الطلب في مغارة وخمسة من كتابه أحدهم بختنصر فجعلوهم في الجوامع ثم أتوا بهم ملك بني إسرائيل فلما رآهم خر ساجدا من حين طلعت الشمس حتى كانت العصر ثم قال لسنحاريب كيف ترى فعل ربنا بكم ألم يقتلكم بحوله وقوته ونحن وأنتم غافلون فقال سنحاريب له قد أتاني خبر ربكم ونصره إياكم ورحمته التي رحمكم بها قبل أن أخرج من بلادي فلم أطع مرشدا ولم يلقني في الشقوة إلا قلة عقلي ولو سمعت أو عقلت ما غزوتكم ولكن الشقوة غلبت علي وعلى من معي فقال ملك بني إسرائيل الحمد لله رب العزة الذي كفاناكم بما شاء إن ربنا لم يبقك ومن معك لكرامة لك عليه ولكنه إنما أبقاك ومن معك إلى ما هو شر لك ولمن معك لتزدادوا شقوة في الدنيا وعذابا في الآخرة ولتخبروا من وراءكم بما رأيتم من فعل ربنا ولتنذروا من بعدكم ولولا ذلك ما أبقاكم ولدمك ودم من معك أهون على الله من دم قراد لو قتلته ثم إن ملك بني إسرائيل أمر أمير حرسه فقذف في رقابهم الجوامع وطاف بهم سبعين يوما حول بيت المقدس وكان يرزقهم كل يوم خبزتين من شعير لكل رجل منهم فقال سنحاريب لملك بني إسرائيل القتل خير مما تفعل بنا فافعل ما أمرت فأمر بهم الملك إلى سجن القتل فأوحى الله إلى شعيا النبي أن قل لملك بني إسرائيل يرسل سنحاريب ومن معه لينذروا من وراءهم وليكرمهم وليحملهم حتى يبلغوا بلادهم فبلغ النبي شعيا الملك ذلك ففعل فخرج سنحاريب ومن معه حتى قدموا بابل فلما قدموا جمع الناس فأخبرهم كيف فعل الله بجنوده فقال له كهانه وسحرته يا ملك § بابل قد كنا نقص عليك خبر ربهم وخبر نبيهم ووحي الله إلى نبيهم فلم تطعنا وهي أمة لا يستطيعها أحد من ربهم فكان أمر سنحاريب مما خوفوا به ثم كفاهم الله إياه تذكرة وعبرة ثم لبث سنحاريب بعد ذلك سبع سنين ثم مات وقد زعم بعض أهل الكتاب أن هذا الملك من بني إسرائيل الذي سار إليه سنحاريب كان أعرج وكان عرجه من عرق النسا وأن سنحاريب إنما طمع في مملكته لزمانته وضعفه وأنه قد كان سار إليه قبل سنحاريب ملك من ملوك بابل يقال له ليفر وكان بختنصر ابن عمه كاتبه وأن الله أرسل عليه ريحا أهلكت جيشه وأفلت هو وكاتبه وأن هذا البابلي قتله ابن له وأن بختنصر غضب لصاحبه فقتل ابنه الذي قتل أباه وأن سنحاريب سار بعد ذلك إليه وكان مسكنه بنينوى مع ملك أذربيجان يومئذ وكان يدعى سلمان الأعسر وأن سنحاريب وسلمان اختلفا فتحاربا حتى تفانى جنداهما وصار ما كان معهما غنيمة لبني إسرائيل.


TBRBV01P536G

وذكر محمد بن إسحاق فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه أن صديقة ملك بني إسرائيل الذي قد ذكرنا خبره لما قبضه الله مرج § أمر بني إسرائيل وتنافسوا الملك حتى قتل بعضهم بعضا عليه ونبيهم شعيا معهم لا يرجعون إليه ولا يقبلون منه فلما فعلوا ذلك قال الله فيما بلغنا لشعيا قم في قومك أوح على لسانك فلما قام أنطق الله لسانه بالوحي فوعظهم وذكرهم وخوفهم الغير بعد أن عدد عليهم نعم الله عليهم وتعرضهم للغير قال فلما فرغ شعيا إليهم من مقالته عدوا عليه فيما بلغني ليقتلوه فهرب منهم فلقيته شجرة فانفلقت له فدخل فيها وأدركه الشيطان فأخذ بهدبة من ثوبه فأراهم إياها فوضعوا المنشار في وسطها فنشروها حتى قطعوها وقطعوه في وسطها.


ذكر خبر لهراسب وابنه بشتاسب وغزو بختنصر بني إسرائيل وتخريبه بيت المقدس *
TBRBV01P547C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال فيما بلغني استخلف الله عز وجل على بني إسرائيل بعد شعيا رجلا منهم يقال له ياشيه بن اموص فبعث الله لهم الخضر نبيا واسم الخض.


TBRBV01P548A

وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عمن لا يتهم عن وهب بن منبه اليماني أنه كان يقول قال الله عز وجل لإرميا حين بعثه نبيا إلى بني إسرائيل يا إرميا من قبل أن أخلقك اخترتك ومن قبل أن أصورك في بطن أمك قدستك ومن قبل أن أخرجك من بطن أمك طهرتك ومن قبل أن تبلغ السعي نبيتك ومن قبل أن تبلغ الأشد اختبرتك ولأمر عظيم اجتبيتك فبعث الله عز وجل إرميا إلى ذلك الملك من بني إسرائيل يسدده ويرشده ويأتيه بالخبر من قبل الله فيما بينه وبين الله عز وجل قال ثم عظمت الأحداث في بني إسرائيل وركبوا المعاصي واستحلوا المحارم ونسوا ما كان الله صنع بهم وما نجاهم من عدوهم سنحاريب وجنوده فأوحى الله عز وجل إلى إرميا أن ائت قومك من بني إسرائيل فاقصص عليهم ما آمرك به وذكرهم نعمي عليهم وعرفهم أحداثهم فقال إرميا إني ضعيف إن لم تقوني عاجز إن لم تبلغني مخطئ إن لم تسددني مخذول إن لم تنصرني ذليل إن لم تعزني قال الله عز وجل ألم تعلم أن الأمور كلها تصدر عن مشيئتي وأن القلوب كلها والألسن بيدي أقلبها كيف شئت فتطيعني وأني أنا الله الذي لا شيء مثلي قامت السموات والأرض وما فيهن بكلمتي وأنا كلمت البحار ففهمت قولي وأمرتها فعقلت أمري وحددت عليها بالبطحاء فلا تعدى حدي تأتي بأمواج كالجبال حتى إذا بلغت حدي ألبستها مذلة طاعتي خوفا واعترافا لأمري إني معك ولن يصل إليك شيء معي وإني بعثتك إلى خلق عظيم من خلقي لتبلغهم رسالاتي ونستحق بذلك مثل أجر من اتبعك منهم لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا وإن تقصر به عنها تستحق بذلك مثل وزر من تركت في عماه لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا انطلق إلى قومك فقل إن الله ذكر § بكم صلاح آبائكم فحمله ذلك على أن يستتيبكم يا معشر الأبناء وسلهم كيف وجد آباءهم مغبة طاعتي وكيف وجدوا هم مغبة معصيتي وهل علموا أن أحدا قبلهم أطاعني فشقي بطاعتي أو عصاني فسعد بمعصيتي وأن الدواب مما تذكر أوطانها الصالحة تنتابها وأن هؤلاء القوم رتعوا في مروج الهلكة أما أحبارهم ورهبانهم فاتخذوا عبادي خولا يتعبدونهم دوني ويحكمون فيهم بغير كتابي حتى أجهلوهم أمري وأنسوهم ذكري وغروهم مني وأما أمراؤهم وقادتهم فبطروا نعمتي وأمنوا مكري ونبذوا كتابي ونسوا عهدي وغيروا سنتي وادان لهم عبادي بالطاعة التي لا تنبغي إلا لي فهم يطيعونهم في معصيتي ويتابعونهم على البدع التي يبتدعون في ديني جرأة علي وغرة وفرية علي وعلى رسلي فسبحان جلالي وعلو مكاني وعظمة شأني وهل ينبغي لبشر أن يطاع في معصيتي وهل ينبغي أن أخلق عبادا أجعلهم أربابا من دوني وأما قراؤهم وفقهاؤهم فيتعبدون في المساجد ويتزينون بعمارتها لغيري لطلب الدنيا بالدين ويتفقهون فيها لغير العلم ويتعلمون فيها لغير العمل وأما أولاد الأنبياء فمكثورون مقهورون مغترون يخوضون مع الخائضين فيتمنون علي مثل نصرة آبائهم والكرامة التي أكرمتهم بها ويزعمون أن لا أحد أولى بذلك منهم مني بغير صدق ولا تفكر ولا تدبر ولا يذكرون كيف نصر آبائهم لي وكيف كان جدهم في أمري حين غير المغيرون وكيف بذلوا أنفسهم ودماءهم فصبروا وصدقوا حتى عز أمري وظهر ديني فتأنيت بهؤلاء القوم لعلهم يستجيبون فأطولت لهم وصفحت عنهم لعلهم يرجعون واكثرت ومددت لهم في العمر لعلهم يتفكرون فأعذرت وفي كل ذلك أمطر عليهم السماء وأنبت لهم الأرض وألبسهم § العافية وأظهرهم على العدو فلا يزدادون إلا طغيانا وبعدا مني فحتى متى هذا أبي يتمرسون أم إياي يخادعون فإني أحلف بعزتي لأقيضن لهم فتنة يتحير فيها الحليم ويضل فيها رأي ذي الرأي وحكمة الحكيم ثم لأسلطن عليهم جبارا قاسيا عاتيا ألبسه الهيبة وأنزع من صدره الرأفة والرحمة والليان يتبعه عدد مثل سواد الليل المظلم له عساكر مثل قطع السحاب ومراكب أمثال العجاج كأن خفيق راياته طيران النسور وكأن حملة فرسانه كرير العقبان ثم أوحى الله عز وجل إلى إرميا أني مهلك بني إسرائيل بيافث ويافث أهل بابل فهم من ولد يافث بن نوح ع فلما سمع إرميا وحي ربه صاح وبكى وشق ثيابه ونبذ الرماد على رأسه فقال ملعون يوم ولدت فيه ويوم لقنت فيه التوراة ومن شر أيامي يوم ولدت فيه فما أبقيت آخر الأنبياء إلا لما هو شر علي لو أراد بي خيرا ما جعلني آخر الأنبياء من بني إسرائيل فمن أجلي تصيبهم الشقوة والهلاك فلما سمع الله عز وجل تضرع الخضر وبكاءه وكيف يقول ناداه يا إرميا أشق عليك ما أوحيت لك قال نعم يا رب أهلكني قبل أن أرى في بني إسرائيل ما لا أسر به فقال الله تعالى وعزتي وجلالي لا أهلك بيت المقدس وبني إسرائيل حتى يكون الأمر من قبلك في ذلك ففرح عند ذلك إرميا لما قال له ربه وطابت نفسه وقال لا والذي بعث موسى وأنبياءه بالحق لا آمر ربي بهلاك بني إسرائيل أبدا ثم أتى ملك بني إسرائيل فأخبره بما أوحى الله إليه فاستبشر وفرح وقال إن يعذبنا ربنا فبذنوب كثيرة قدمناها لأنفسنا وإن عفا عنا فبقدرته ثم إنهم لبثوا بعد هذا الوحي ثلاث سنين لم يزدادوا إلا معصية وتماديا في الشر وذلك حين اقترب هلاكهم فقل الوحي حين لم يكونوا يتذكرون الآخرة وأمسك عنهم حين ألهتهم الدنيا وشأنها فقال لهم ملكهم § يا بني إسرائيل انتهوا عما أنتم عليه قبل أن يمسكم بأس الله وقبل أن يبعث الله عليكم قوما لا رحمة لهم بكم فإن ربكم قريب التوبة مبسوط اليدين بالخير رحيم بمن تاب إليه فأبوا عليه أن ينزعوا عن شيء مما هم عليه وإن الله ألقى في قلب بختنصر بن نبوزراذان بن سنحاريب بن دارياس بن نمرود بن فالغ ابن عابر ونمرود صاحب ابراهيم ع الذي حاجه في ربه أن يسير إلى بيت المقدس ثم يفعل فيه ما كان جده سنحاريب أراد أن يفعل فخرج في ستمائه ألف راية يريد أهل بيت المقدس فلما فصل سائرا أتى ملك بني إسرائيل الخبر أن بختنصر قد أقبل هو وجنوده يريدكم فأرسل الملك إلى إرميا فجاءه فقال يا إرميا أين ما زعمت لنا أن ربك أوحى إليك ألا يهلك أهل بيت المقدس حتى يكون منك الأمر في ذلك فقال إرميا للملك إن ربي لا يخلف الميعاد وأنا به واثق فلما اقترب الأجل ودنا انقطاع ملكهم وعزم الله تعالى على هلاكهم بعث الله عز وجل ملكا من عنده فقال له اذهب إلى إرميا واستفته وأمره بالذي يستفتيه فيه فأقبل الملك إلى إرميا وقد تمثل له رجلا من بني إسرائيل فقال له إرميا من أنت قال أنا رجل من بني إسرائيل أستفتيك في بعض أمري فأذن له فقال له الملك يا نبي الله أتيتك أستفتيك في أهل رحمي وصلت أرحامهم بما أمرني الله به لم آت إليهم إلا حسنا ولم آلهم كرامة فلا تزيدهم كرامتي إياهم إلا إسخاطا لي فأفتني فيهم يا نبي الله فقال له أحسن فيما بينك وبين الله وصل ما أمرك الله أن تصل وأبشر بخير قال فانصرف عنه الملك فمكث أياما ثم أقبل إليه في صورة ذلك الرجل الذي كان جاءه فقعد بين يديه فقال له إرميا من أنت قال أنا الرجل الذي أتيتك أستفتيك في شأن أهلي فقال له نبي الله اوما طهرت لك أخلاقهم بعد ولم تر منهم الذي تحب قال يا نبي الله والذي بعثك بالحق ما أعلم كرامة يأتيها أحد من الناس إلى أهل رحمه § إلا وقد أتيتها إليهم وأفضل من ذلك فقال النبي ارجع إلى أهلك فأحسن إليهم واسأل الله الذي يصلح عباده الصالحين أن يصلح ذات بينكم وأن يجمعكم على مرضاته ويجنبكم سخطه فقام الملك من عنده فلبث أياما وقد نزل بختنصر وجنوده حول بيت المقدس بأكثر من الجراد ففزع منهم بنو إسرائيل فزعا شديدا وشق ذلك على ملك بني إسرائيل فدعا إرميا فقال يا نبي الله أين ما وعدك الله فقال إني بربي واثق ثم إن الملك أقبل إلى إرميا وهو قاعد على جدار بيت المقدس يضحك ويستبشر بنصر ربه الذي وعده فقعد بين يديه فقال له إرميا من أنت قال أنا الذي كنت أتيتك في شأن أهلي مرتين فقال له النبي أولم يأن لهم أن يفيقوا من الذي هم فيه فقال الملك يا نبي الله كل شيء كان يصيبني منهم قبل اليوم كنت أصبر عليه وأعلم أن مآلهم في ذلك سخطي فلما أتيتهم اليوم رأيتهم في عمل لا يرضاه الله ولا يحبه قال له النبي على أي عمل رأيتهم قال يا نبي الله رأيتهم على عمل عظيم من سخط الله فلو كانوا على مثل ما كانوا عليه قبل اليوم لم يشتد غضبي عليهم وصبرت لهم ورجوتهم ولكني غضبت اليوم لله ولك فأتيتك لأخبرك خبرهم وإني أسألك بالله الذي هو بعثك بالحق إلا ما دعوت عليهم أن يهلكهم الله قال إرميا يا ملك السموات والأرض إن كانوا على حق وصواب فأبقهم وإن كانوا على سخطك وعمل لا ترضاه فأهلكهم فلما خرجت الكلمة من في إرميا أرسل الله عز وجل صاعقة من السماء في بيت المقدس فالتهب مكان القربان وخسف بسبعة أبواب من أبوابها فلما رأى ذلك إرميا صاح وشق ثيابه ونبذ التراب على رأسه وقال يا ملك السماء ويا أرحم الراحمين أين ميعادك الذي وعدتني فنودي يا إرميا إنه لم يصبهم الذي أصابهم إلا بفتياك التي أفتيت بها رسولنا فاستيقن النبي أنها § فتياه التي أفتى بها ثلاث مرات وأنه رسول ربه وطار إرميا حتى خالط الوحوش ودخل بختنصر وجنوده بيت المقدس فوطئ الشام وقتل بني إسرائيل حتى أفناهم وخرب بيت المقدس ثم أمر جنوده أن يملأ كل رجل منهم ترسه ترابا ثم يقذفه في بيت المقدس فقذفوا فيه التراب حتى ملئوه ثم انصرف راجعا إلى أرض بابل واحتمل معه سبايا بني إسرائيل وأمرهم أن يجمعوا من كان في بيت المقدس كلهم فاجتمع عنده كل صغير وكبير من بني إسرائيل فاختار منهم مائه الف صبى فلما خرجت غنائم جنده وأراد أن يقسمها فيهم قالت له الملوك الذين كانوا معه أيها الملك لك غنائمنا كلها واقسم بيننا هؤلاء الصبيان الذين اخترتهم من بني إسرائيل ففعل فأصاب كل رجل منهم أربعة غلمة وكان من أولئك الغلمان دانيال وحنانيا وعزاريا وميشايل وسبعة آلاف من أهل بيت داود وأحد عشر ألفا من سبط يوسف بن يعقوب وأخيه بنيامين وثمانية آلاف من سبط أشر بن يعقوب وأربعة عشر ألفا من سبط زبالون ابن يعقوب ونفثالي بن يعقوب وأربعة آلاف من سبط روبيل ولاوى ابني يعقوب وأربعة آلاف من سبط يهوذا بن يعقوب ومن بقي من بني إسرائيل وجعلهم بختنصر ثلاث فرق فثلثا أقر بالشام وثلثا سبى وثلثا قتل وذهب بآنية بيت المقدس حتى أقدمها بابل وذهب بالصبيان السبعين الألف حتى أقدمهم بابل وكانت هذه الوقعه الاولى التي أنزلها الله ببني إسرائيل بإحداثهم وظلمهم فلما ولى بختنصر عنهم راجعا إلى بابل بمن معه من سبايا بني إسرائيل أقبل إرميا على حمار له معه عصير من عنب في ركوه وسله تين حتى غشى إيلياء فلما وقف عليها ورأى ما بها من الخراب دخله شك فقال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام وحماره وعصيره وسلة تينه عنده حيث أماته § الله وأمات حماره معه وأعمى الله عنه العيون فلم يره أحد ثم بعثه الله فقال له كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه يقول لم يتغير وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فنظر إلى حماره يتصل بعض إلى بعض وقد كان مات معه بالعروق والعصب ثم كيف كسى ذلك منه اللحم حتى استوى ثم جرى فيه الروح فقام ينهق ثم نظر إلى عصيره وتينه فإذا هو على هيئته حين وضعه لم يتغير فلما عاين من قدرة الله ما عاين قال أعلم أن الله على كل شيء قدير ثم عمر الله إرميا بعد ذلك فهو الذي يرى بفلوات الأرض والبلدان ثم إن بختنصر أقام في سلطانه ما شاء الله أن يقيم ثم رأى رؤيا فبينما هو قد أعجبه ما رأى إذ رأى شيئا أصابه فأنساه الذي كان رأى فدعا دانيال وحنانيا وعزاريا وميشايل من ذراري الأنبياء فقال أخبروني عن رؤيا رأيتها ثم أصابني شيء فأنسانيها وقد كانت أعجبتني ما هي قالوا له أخبرنا بها نخبرك بتأويلها قال ما أذكرها وإن لم تخبروني بتأويلها لأنزعن أكتافكم فخرجوا من عنده فدعوا الله واستغاثوا وتضرعوا إليه وسألوه أن يعلمهم إياها فأعلمهم الذي سألهم عنه فجاءوه فقالوا له رأيت تمثالا قال صدقتم قالوا قدماه وساقاه من فخار وركبتاه وفخذاه من نحاس وبطنه من فضة وصدره من ذهب ورأسه وعنقه من حديد قال صدقتم قالوا فبينما أنت تنظر إليه قد أعجبك فأرسل الله عليه صخرة من السماء فدقته فهي التي أنستكها قال صدقتم فما تأويلها قالوا تأويلها أنك أريت ملك الملوك فكان بعضهم ألين ملكا من بعض وبعضهم كان أحسن ملكا من بعض وبعضهم كان أشد ملكا من بعض § فكان أول الملك الفخار وهو أضعفه وألينه ثم كان فوقه النحاس وهو أفضل منه وأشد ثم كان فوق النحاس الفضة وهي أفضل من ذلك وأحسن ثم كان فوق الفضة الذهب فهو أحسن من الفضة وأفضل ثم كان الحديد ملكك فهو كان أشد الملوك وأعز مما كان قبله وكانت الصخرة التي رأيت أرسل الله عليه من السماء فدقته نبيا يبعثه الله من السماء فيدق ذلك أجمع ويصير الأمر إليه ثم إن أهل بابل قالوا لبختنصر أرأيت هؤلاء الغلمان من بني إسرائيل الذين كنا سألناك أن تعطيناهم ففعلت فإنا والله لقد أنكرنا نساءنا منذ كانوا معنا لقد رأينا نساءنا علقن بهم وصرفن وجوههن إليهم فأخرجهم من بين أظهرنا أو اقتلهم قال شأنكم بهم فمن أحب منكم أن يقتل من كان في يده فليفعل فأخرجوهم فلما قربوهم للقتل تضرعوا إلى الله فقالوا يا ربنا أصابنا البلاء بذنوب غيرنا فتحنن الله عليهم برحمته فوعدهم أن يحييهم بعد قتلهم فقتلوا إلا من استبقى بختنصر منهم وكان ممن استبقى منهم دانيال وحنانيا وعزاريا وميشايل ثم إن الله تبارك وتعالى حين أراد هلاك بختنصر انبعث فقال لمن كان في يديه من بني إسرائيل أرأيتم هذا البيت الذي أخربت وهؤلاء الناس الذين قتلت من هم وما هذا البيت قالوا هذا بيت الله ومسجد من مساجده وهؤلاء أهله كانوا من ذراري الأنبياء فظلموا وتعدوا وعصوا فسلطت عليهم بذنوبهم وكان ربهم رب السموات والأرض ورب الخلق كلهم يكرمهم ويمنعهم ويعزهم فلما فعلوا ما فعلوا أهلكهم الله وسلط عليهم غيرهم قال فأخبروني ما الذي يطلع بي إلى السماء العليا لعلي أطلع إليها فأقتل من فيها وأتخذها ملكا فإني قد فرغت من الأرض ومن فيها قالوا له ما تقدر على ذلك وما يقدر على ذلك أحد من الخلائق قال لتفعلن أو لأقتلنكم عن آخركم فبكوا إلى الله وتضرعوا إليه فبعث الله بقدرته ليريه § ضعفه وهو انه عليه بعوضة فدخلت في منخره ثم ساخت في دماغه حتى عضت بأم دماغه فما كان يقر ولا يسكن حتى يوجأ له رأسه على أم دماغه فلما عرف الموت قال لخاصته من أهله إذا مت فشقوا رأسي فانظروا ما هذا الذي قتلني فلما مات شقوا رأسه فوجدوا البعوضة عاضة بأم دماغه ليري الله العباد قدرته وسلطانه ونجى الله من كان بقي في يديه من بني إسرائيل وترحم عليهم وردهم إلى الشام والى إيلياء المسجد المقدس فبنوا فيه وربلوا وكثروا حتى كانوا على أحسن ما كانوا عليه فيزعمون والله أعلم أن الله أحيا أولئك الموتى الذين قتلوا فلحقوا بهم ثم إنهم لما دخلوا الشام دخلوها وليس معهم عهد من الله كانت التوراة قد استبيت منهم فحرقت وهلكت وكان عزيز من السبايا الذين كانوا ببابل فرجع إلى الشام يبكي عليها ليله ونهاره قد خرج من الناس فتوحد منهم وإنما هو ببطون الأودية وبالفلوات يبكي فبينما هو كذلك في حزنه على التوراة وبكائه عليها إذ أقبل إليه رجل وهو جالس فقال يا عزير ما يبكيك قال أبكي على كتاب الله وعهده كان بين أظهرنا فبلغت بنا خطايانا وغضب ربنا علينا أن سلط علينا عدونا فقتل رجالنا وأخرب بلادنا وأحرق كتاب الله الذي بين أظهرنا الذي لا يصلح دنيانا وآخرتنا غيره أو كما قال فعلام أبكي إذا لم أبك على هذا قال أفتحب ان يرد ذلك عليك قال وهل إلى ذلك من سبيل قال نعم ارجع فصم وتطهر وطهر ثيابك ثم موعدك هذا المكان غدا فرجع عزير فصام وتطهر وطهر ثيابه ثم عمد إلى المكان الذي وعده فجلس فيه فأتاه ذلك الرجل بإناء فيه ماء وكان ملكا بعثه الله إليه فسقاه من ذلك الإناء فمثلت التوراة في صدره فرجع إلى بني إسرائيل فوضع لهم التوراة يعرفونها بحلالها وحرامها وسننها وفرائضها § وحدودها فأحبوه حبا لم يحبوه شيئا قط وقامت التوراة بين أظهرهم وصلح بها أمرهم واقام بين اظهرهم عزيز مؤديا لحق الله ثم قبضه الله على ذلك ثم حدثت فيهم الأحداث حتى قالوا لعزيز هو ابن الله وعاد الله عليهم فبعث فيهم نبيا كما كان يصنع بهم يسدد أمرهم ويعلمهم ويأمرهم بإقامة التوراة وما فيها.


ذكر الأحداث التي كانت في أيام ملوك الطوائف *
TBRBV01P585C

وأما ابن حميد فإنه حدثنا عن سلمة عن ابن إسحاق أنه قال § مريم فيما بلغني عن نسبها ابنة عمران بن ياشهم بن أمون بن منشا بن حزقيا ابن احزيق بن يوثام بن عزريا بن أمصيا بن ياوش بن أحزيهو بن يارم بن يهشافاط بن أسا بن أبيا بن رحبعم بن سليمان فولد لزكرياء يحيى ابن خالة عيسى بن مريم فنبئ صغيرا فساح ثم دخل الشام يدعو الناس ثم اجتمع يحيى وعيسى ثم افترقا بعد أن عمد يحيى عيسى وقيل إن عيسى بعث يحيى بن زكرياء في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس قال وكان فيما نهوهم عنه نكاح بنات الأخ.


TBRBV01P590C

وأما ما قال ابن إسحاق فيه فهو ما حدثنا به ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال عمرت بنو إسرائيل بعد ذلك يعني بعد مرجعهم من أرض بابل إلى بيت المقدس يحدثون الأحداث ويعود الله عليهم ويبعث فيهم الرسل ففريقا يكذبون وفريقا يقتلون حتى كان آخر من بعث فيهم من أنبيائهم زكرياء ويحيى بن زكرياء وعيسى بن مريم وكانوا من بيت آل داود ع وهو يحيى بن زكرياء بن ادى ابن مسلم بن صدوق بن نحشان بن داود بن سليمان بن مسلم بن صديقة بن برخية بن شفاطية بن فاحور بن شلوم بن يهفاشاط بن اسا بن أبيا بن رحبعم § ابن سليمان بن داود قال فلما رفع الله عيسى ع من بين أظهرهم وقتلوا يحيى بن زكرياء ع وبعض الناس يقول وقتلوا زكرياء ابتعث الله عليهم ملكا من ملوك بابل يقال له خردوس فسار إليهم بأهل بابل حتى دخل عليهم الشام فلما ظهر عليهم أمر رأسا من رءوس جنوده يدعى نبوزراذان صاحب القتل فقال له انى كنت حلفت بالله لئن أنا ظهرت على أهل بيت المقدس لأقتلنهم حتى تسيل دماؤهم في وسط عسكري إلى ألا أجد أحدا أقتله فأمره أن يقتلهم حتى يبلغ ذلك منهم وإن نبوزراذان دخل بيت المقدس فقام في البقعة التي كانوا يقربون فيها قربانهم فوجد فيها دما يغلي وسألهم فقال يا بني إسرائيل ما شأن هذا الدم يغلي أخبروني خبره ولا تكتموني شيئا من أمره فقالوا هذا دم قربان كان لنا كنا قربناه فلم يقبل منا فلذلك هو يغلي كما تراه ولقد قربنا منذ ثمانمائه سنة القربان فيقبل منا إلا هذا القربان قال ما صدقتموني الخبر قالوا له لو كان كأول زماننا لقبل منا ولكنه قد انقطع منا الملك والنبوة والوحي فلذلك لم يقبل منا فذبح منهم نبوزراذان على ذلك الدم سبعمائة وسبعين روحا من رءوسهم فلم يهدأ فأمر فاتى بسبعمائة غلام من غلمانهم فذبحوا على الدم فلم يهدأ فامر بسبعه آلاف من بنيهم وأزواجهم فذبحهم على الدم فلم يبرد فلما رأى نبوزراذان الدم لا يهدأ قال لهم يا بني إسرائيل ويلكم اصدقوني واصبروا على أمر ربكم فقد طالما ملكتم في الأرض تفعلون فيها ما شئتم قبل ألا أترك منكم نافخ نار أنثى ولا ذكرا إلا قتلته فلما رأوا الجهد وشدة القتل صدقوه الخبر فقالوا إن هذا دم نبي منا كان ينهانا عن أمور كثيرة من سخط الله فلو أطعناه فيها لكان أرشد لنا وكان يخبرنا بأمركم فلم نصدقه فقتلناه فهذا دمه فقال لهم نبوزراذان ما كان اسمه قالوا يحيى بن زكرياء قال الآن صدقتموني لمثل هذا ينتقم ربكم منكم فلما رأى نبوزراذان أنهم قد صدقوه خر ساجدا وقال لمن حوله أغلقوا أبواب المدينة وأخرجوا من كان هاهنا من جيش خردوس § وخلا في بني إسرائيل ثم قال يا يحيى بن زكرياء قد علم ربي وربك ما قد أصاب قومك من أجلك وما قتل منهم من أجلك فاهدأ بإذن الله قبل ألا أبقي من قومك أحدا فهدأ دم يحيى بإذن الله ورفع نبوزراذان عنهم القتل وقال آمنت بما آمنت به بنو إسرائيل وصدقت به وأيقنت أنه لا رب غيره ولو كان معه آخر لم يصلح لو كان معه شريك لم تستمسك السموات والأرض ولو كان له ولد لم يصلح فتبارك وتقدس وتسبح وتكبر وتعظم ملك الملوك الذي يملك السموات السبع بعلم وحكم وجبروت وعزة الذي بسط الأرض وألقى فيها رواسي لا تزول فكذلك ينبغي لربي أن يكون ويكون ملكه فأوحى إلى رأس من رءوس بقية الأنبياء أن نبوزراذان حبور صدوق والحبور بالعبرانية حديث الإيمان وأن نبوزراذان قال لبني إسرائيل إن عدو الله خردوس أمرني أن أقتل منكم حتى تسيل دماؤكم وسط عسكره وإني فاعل لست أستطيع أن أعصيه قالوا له افعل ما أمرت به فأمرهم فحفروا خندقا وأمر بأموالهم من الخيل والبغال والحمير والبقر والغنم والإبل فذبحها حتى سال الدم في العسكر وأمر بالقتلى الذين كانوا قتلوا قبل ذلك فطرحوا على ما قتل من مواشيهم حتى كانوا فوقهم فلم يظن خردوس إلا أن ما كان في الخندق من بني إسرائيل فلما بلغ الدم عسكره أرسل إلى نبوزراذان ارفع عنهم فقد بلغني دماؤهم وقد انتقمت منهم بما فعلوا ثم انصرف عنهم إلى أرض بابل وقد أفنى بني إسرائيل أو كاد وهي الوقعة الأخيرة التي أنزل الله ببني إسرائيل يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب إلى قوله وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا وعسى من الله حق فكانت الوقعه الأولى بختنصر وجنوده ثم رد § الله لهم الكرة عليهم ثم كانت الوقعة الأخيرة خردوس وجنوده وهي كانت أعظم الوقعتين فيها كان خراب بلادهم وقتل رجالهم وسبي ذراريهم ونسائهم يقول الله عز وجل وليتبروا ما علوا تتبيرا .


TBRBV01P602B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عمن لا يتهم عن وهب بن منبه اليماني قال توفى الله عيسى بن مريم ثلاث ساعات من النهار حتى رفعه الله إليه.


TBRBV01P602C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق والنصارى يزعمون أنه توفاه الله سبع ساعات من النهار ثم أحياه الله فقال له اهبط فانزل على مريم المجدلانية في جبلها فإنه لم يبك عليك أحد بكاءها ولم يحزن عليك أحد حزنها ثم لتجمع لك الحواريين فبثهم في الأرض دعاة إلى الله فإنك لم تكن فعلت ذلك فأهبطه الله عليها فاشتعل الجبل حين § هبط نورا فجمعت له الحواريين فبثهم وأمرهم أن يبلغوا الناس عنه ما أمره الله به ثم رفعه الله إليه فكساه الريش وألبسه النور وقطع عنه لذة المطعم والمشرب فطار في الملائكة وهو معهم حول العرش فكان إنسيا ملكيا سمائيا أرضيا وتفرق الحواريون حيث أمرهم فتلك الليلة التي أهبط فيها الليلة التي تدخن فيها النصارى وكان ممن وجه من الحواريين والأتباع الذين كانوا في الأرض بعدهم فطرس الحواري ومعه بولس وكان من الأتباع ولم يكن من الحواريين إلى رومية واندراييس ومثى إلى الأرض التي يأكل أهلها الناس وهي فيما نرى للأساود وتوماس إلى أرض بابل من أرض المشرق وفيلبس إلى القيروان وقرطاجنة وهي إفريقية ويحنس إلى دفسوس قرية الفتية أصحاب الكهف ويعقوبس إلى أوريشلم وهي إيليا بيت المقدس وابن تلما إلى العرابية وهي أرض الحجاز وسيمن إلى أرض البربر دون إفريقية ويهوذا ولم يكن من الحواريين إلى اريوبس جعل مكان يوذس زكرياء يوطا حين أحدث ما أحدث.


TBRBV01P603B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عمر ابن عبد الله بن عروة بن الزبير عن ابن سليم الأنصاري ثم الزرقي قال كان على امرأة منا نذر لتظهرن على رأس الجماء جبل بالعقيق من ناحية المدينة قال فظهرت معها حتى إذا استوينا على رأس الجبل إذا قبر عظيم عليه حجران عظيمان حجر عند رأسه وحجر عند رجليه فيهما كتاب بالمسند لا أدري ما هو فاحتملت الحجرين معي حتى إذا كنت ببعض الجبل منهبطا ثقلا علي فألقيت أحدهما وهبطت § بالآخر فعرضته على أهل السريانية هل يعرفون كتابه فلم يعرفوه وعرضته على من يكتب بالزبور من أهل اليمن ومن يكتب بالمسند فلم يعرفوه قال فلما لم أجد أحدا ممن يعرفه ألقيته تحت تابوت لنا فمكث سنين ثم دخل علينا ناس من أهل ماه من الفرس يبتغون الخرز فقلت لهم هل لكم من كتاب فقالوا نعم فأخرجت إليهم الحجر فإذا هم يقرءونه فإذا هو بكتابهم هذا قبر رسول الله عيسى بن مريم ع إلى أهل هذه البلاد فإذا هم كانوا أهلها في ذلك الزمان مات عندهم فدفنوه على رأس الجبل.


TBRBV01P604B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ثم عدوا على بقية الحواريين يشمسونهم ويعذبونهم وطافوا بهم فسمع بذلك ملك الروم وكانوا تحت يديه وكان صاحب وثن فقيل له إن رجلا كان في هؤلاء الناس الذين تحت يديك من بني إسرائيل عدوا عليه فقتلوه وكان يخبرهم أنه رسول الله قد أراهم العجائب وأحيا لهم الموتى وأبرأ لهم الأسقام وخلق لهم من الطين كهيئة الطير ونفخ فيه فكان طائرا بإذن الله وأخبرهم بالغيوب قال ويحكم فما منعكم أن تذكروا هذا لي من امره وامرهم فو الله لو علمت ما خليت بينهم وبينه ثم بعث إلى الحواريين فانتزعهم من أيديهم وسألهم عن دين عيسى وأمره فأخبروه خبره فتابعهم على دينهم واستنزل سرجس فغيبه وأخذ خشبته التي صلب عليها فأكرمها وصانها لما مسها منه وعدا على بني إسرائيل فقتل منهم قتلى كثيرة فمن هنالك كان أصل النصرانية في الروم.


TBRBV01P628C

والذي حدثنا به من ذلك عن سلمة عن ابن إسحاق عن بعض أهل العلم أن ربيعة بن نصر اللخمي رأى رؤيا نذكرها بعد عند ذكر أمر الحبشة وغلبتهم على اليمن وتعبير سطيح وشق وجوابهما عن رؤياه ثم ذكر في خبره ذلك أن ربيعة بن نصر لما فرغ من مسألة سطيح وشق وجوابهما إياه وقع في نفسه أن الذي قالا له كائن من أمر الحبشة فجهز بنيه وأهل بيته إلى العراق بما يصلحهم وكتب لهم إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خرزاذ فأسكنهم الحيرة قال فمن بقية ربيعه ابن نصر كان النعمان ملك حيرة وهو النعمان بن المنذر بن النعمان بن المنذر ابن عمرو بن عدي بن ربيعة بن نصر ذلك الملك في نسب أهل اليمن وعلمهم.


ذكر طسم وجديس *
TBRBV01P629C

وحدثت عن هشام بن محمد وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق وغيرهما من علماء العرب أن طسما وجديسا كانوا من ساكني اليمامة وهي إذ ذاك من أخصب البلاد وأعمرها وأكثرها خيرا لهم فيها صنوف الثمار ومعجبات الحدائق والقصور الشامخة وكان عليهم ملك من طسم ظلوم غشوم لا ينهاه شيء عن هواه يقال له عملوق مضرا بجديس مستذلا لهم وكان مما لقوا من ظلمه واستذلاله انه امر بالا تهدى بكر من جديس إلى زوجها حتى تدخل عليه فيفترعها فقال رجل من جديس يقال له الأسود بن غفار لرؤساء قومه قد ترون ما نحن فيه من العار والذل الذي ينبغي للكلاب أن تعافه وتمتعض منه فأطيعوني فإني أدعوكم إلى عز الدهر ونفي الذل قالوا وما ذاك قال إني صانع للملك ولقومه طعاما فإذا جاءوا نهضنا إليهم بأسيافنا وانفردت به فقتلته وأجهز كل رجل منكم على جليسه فأجابوه إلى ذلك وأجمع رأيهم عليه فأعد طعاما وأمر قومه فانتضوا سيوفهم ودفنوها في الرمل وقال إذا أتاكم القوم يرفلون في حللهم فخذوا سيوفهم ثم شدوا عليهم قبل أن يأخذوا مجالسهم ثم اقتلوا الرؤساء فإنكم إذا قتلتموهم لم تكن السفلة شيئا وحضر الملك فقتل وقتل الرؤساء فشدوا على العامة منهم فأفنوهم فهرب رجل من طسم يقال له رياح بن مرة حتى أتى حسان بن تبع فاستغاث به فخرج حسان في حمير § فلما كان من اليمامة على ثلاث قال له رياح أبيت اللعن إن لي أختا متزوجة في جديس يقال لها اليمامة ليس على وجه الأرض أبصر منها إنها لتبصر الراكب من مسيرة ثلاث وإني أخاف أن تنذر القوم بك فمر أصحابك فليقطع كل رجل منهم شجرة فليجعلها أمامه ويسير وهي في يده فأمرهم حسان بذلك ففعلوا ثم سار فنظرت اليمامة فأبصرتهم فقالت لجديس لقد سارت حمير فقالوا وما الذي ترين قالت أرى رجلا في شجرة معه كتف يتعرقها أو نعل يخصفها فكذبوها وكان ذلك كما قالت وصبحهم حسان فأبادهم وأخرب بلادهم وهدم قصورهم وحصونهم وكانت اليمامه تسمى إذ ذاك جوا والقرية وأتي حسان باليمامة ابنة مرة فأمر بها ففقئت عيناها فإذا فيها عروق سود فقال لها ما هذا السواد في عروق عينيك قالت حجير أسود يقال له الإثمد كنت أكتحل به وكانت فيما ذكروا أول من اكتحل بالإثمد فأمر حسان بأن تسمى جو اليمامة وقد قالت الشعراء من العرب في حسان ومسيره هذا فمن ذلك قول الأعشى كوني كمثل الذي إذ غاب وافدها أهدت له من بعيد نظرة جزعا ما نظرت ذات أشفار كنظرتها حقا كما صدق الذئبي إذ سجعا إذ قلبت مقلة ليست بمقرفة إذ يرفع الآل رأس الكلب فارتفعا § قالت أرى رجلا في كفه كتف أو يخصف النعل لهفى أية صنعا فكذبوها بما قالت فصبحهم ذو آل حسان يزجي الموت والشرعا فاستنزلوا أهل جو من مساكنهم وهدموا شاخص البنيان فاتضعا ومن ذلك قول النمر بن تولب العكلي هلا سألت بعادياء وبيته والخل والخمر التي لم تمنع وفتاتهم عنز عشية آنست من بعد مرأى في الفضاء ومسمع قالت أرى رجلا يقلب كفه أصلا وجو آمن لم يفزع ورأت مقدمة الخميس وقبله رقص الركاب إلى الصياح بتبع فكأن صالح أهل جو غدوة صبحوا بذيفان السمام المنقع كانوا كأنعم من رأيت فأصبحوا يلوون زاد الراكب المتمتع قالت يمامة احملوني قائما إن تبعثوه باركا بي أصرع وحسان بن تبع الذي أوقع بجديس هو ذو معاهر وهو تبع بن تبع تبان أسعد أبي كرب بن ملكيكرب بن تبع بن أقرن وهو أبو تبع بن حسان الذي يزعم أهل اليمن أنه قدم مكة وكسا الكعبة وأن الشعب من المطابخ إنما سمي هذا الاسم لنصبه المطابخ في ذلك الموضع وإطعامه الناس وإن أجيادا إنما سمي أجيادا لأن خيله كانت هنالك وإنه قدم يثرب فنزل منزلا يقال له منزل الملك اليوم وقتل من اليهود مقتلة عظيمة بسبب شكاية من شكاهم إليه من الأوس والخزرج بسوء الجوار وإنه وجه ابنه حسان الى السند § وسمرا ذا الجناح إلى خراسان وأمرهما أن يستبقا إلى الصين فمر سمر بسمرقند فأقام عليها حتى افتتحها وقتل مقاتلتها وسبى وحوى ما فيها ونفذ إلى الصين فوافي حسان بها فمن أهل اليمن من يزعم أنهما ماتا هنالك ومنهم من يزعم أنهما انصرفا إلى تبع بالأموال والغنائم ومما كان في أيام ملوك الطوائف ما ذكره الله عز وجل في كتابه من أمر الفتية الذين أووا إلى الكهف فضرب على آذانهم.


ذكر الخبر عن أصحاب الكهف *

TBRBV02P006B

وأما ابن إسحاق فإنه قال فيما حدثنا به ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه اسمه يمليخا وكان ابن إسحاق يقول كان عدد الفتية ثمانية فعلى قوله كان كلبهم تاسعهم.


TBRBV02P006C

وكان فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق يسميهم فيقول كان أحدهم وهو أكبرهم والذي كلم الملك عن سائرهم مكسملينا والآخر محسملينا والثالث يمليخا والرابع مرطوس والخامس كسوطونس والسادس بيرونس والسابع رسمونس والثامن بطونس والتاسع قالوس وكانوا أحداثا.


TBRBV02P006D

وقد حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد قال لقد حدثت أنه كان على بعضهم من حداثة أسنانهم وضح الورق وكانوا من قوم يعبدون الأوثان من الروم فهداهم الله للإسلام وكانت شريعتهم شريعة عيسى في قول جماعة من سلف علمائنا.


TBRBV02P007B

فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس نيحلوس.


يونس بن متى *
+
TBRBV02P013B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يزيد بن زياد عن عبد الله بن أبي سلمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال بعثه الله تعالى يعني يونس إلى أهل قريته فردوا عليه ما جاءهم به وامتنعوا منه فلما فعلوا ذلك أوحى الله إليه أني مرسل عليهم العذاب في يوم كذا وكذا فاخرج من بين أظهرهم فأعلم قومه الذي وعدهم الله من عذابه إياهم فقالوا ارمقوه فإن هو خرج من بين أظهركم فهو والله كائن ما وعدكم فلما كانت الليلة التي وعدوا العذاب في صبيحتها ادلج وراءه القوم فحذروا فخرجوا من القرية إلى براز من أرضهم وفرقوا بين كل دابة وولدها ثم عجوا إلى الله واستقالوه فأقالهم وتنظر يونس الخبر عن القرية وأهلها حتى مر به مار فقال ما فعل أهل القرية فقال فعلوا أن نبيهم لما خرج من بين أظهرهم عرفوا أنه صدقهم ما وعدهم من العذاب فخرجوا من قريتهم إلى براز من الأرض وفرقوا بين كل ذات ولد وولدها ثم عجوا إلى الله وتابوا إليه فقبل منهم وأخر عنهم العذاب قال فقال يونس عند ذلك وغضب والله لا أرجع إليهم كذابا أبدا وعدتهم العذاب في يوم ثم رد عنهم ومضى على وجهه مغاضبا لربه فاستزله الشيطان.

TBJXV18P512A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يزيد بن زياد عن عبد الله بن أبي سلمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال بعثه الله يعني يونس إلى أهل قريته فردوا عليه ما جاءهم به وامتنعوا منه فلما فعلوا ذلك أوحى الله إليه إني مرسل عليهم العذاب في يوم كذا وكذا فاخرج من بين أظهرهم فأعلم قومه الذي وعده الله من عذابه إياهم فقالوا ارمقوه فإن خرج من بين أظهركم فهو والله كائن ما وعدكم فلما كانت الليلة التي وعدوا بالعذاب في صبحها أدلج ورآه القوم فخرجوا من القرية إلى براز من أرضهم وفرقوا بين كل دابة وولدها ثم عجوا إلى الله فاستقالوه فأقالهم وتنظر يونس الخبر عن القرية وأهلها حتى مر به مار فقال ما فعل أهل القرية فقال فعلوا أن نبيهم خرج من بين أظهرهم عرفوا أنه صدقهم ما وعدهم من العذاب فخرجوا من قريتهم إلى براز من الأرض ثم فرقوا بين كل ذات ولد وولدها وعجوا إلى الله وتابوا إليه فقبل منهم وأخر عنهم العذاب قال فقال يونس عند ذلك وغضب والله لا أرجع إليهم كذابا أبدا وعدتهم العذاب في يوم ثم رد عنهم ومضى على وجهه مغاضبا حدثنا ابن بشار قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا عوف عن سعيد بن أبي الحسن قال بلغني أن يونس لما أصاب الذنب انطلق مغاضبا لربه واستزله الشيطان.

TBRBV02P016B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عمن حدثه عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمه زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت أن خذه ولا تخدش له لحما ولا تكسر عظما فأخذه ثم هوى به إلى مسكنه من البحر فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حسا فقال في نفسه ما هذا فأوحى الله إليه وهو في بطن الحوت أن هذا تسبيح دواب البحر قال فسبح وهو في بطن الحوت قال فسمعت الملائكة تسبيحه فقالوا يا ربنا إنا لنسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة قال ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر قالوا العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح قال نعم قال فشفعوا له عند ذلك فأمر الحوت فقذفه في الساحل كما قال الله وهو سقيم وكان سقمه الذي وصفه الله به أنه ألقاه الحوت على الساحل كالصبي المنفوس قد بشر اللحم والعظم.


TBRBV02P016C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يزيد ابن زياد عن عبد الله بن أبي سلمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال خرج به يعني الحوت حتى لفظه في ساحل البحر فطرحه مثل الصبي المنفوس لم ينقص من خلقه شيء.


إرسال الله رسله الثلاثة *
TBRBV02P018C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال كان من حديث صاحب يس فيما حدثنا محمد بن إسحاق قال مما بلغه عن كعب الأحبار وعن وهب بن منبه اليماني انه كان رجلا من أهل إنطاكية وكان اسمه حبيبا وكان يعمل الحرير وكان رجلا سقيما قد أسرع فيه الجذام وكان منزله عند باب من أبواب المدينة قاصيا وكان مؤمنا ذا صدقة يجمع كسبه إذا أمسى فيما يذكرون فيقسمه نصفين فيطعم نصفا عياله ويتصدق بنصف فلم يهمه سقمه ولا عمله ولا ضعفه حين طهر قلبه واستقامت فطرته وكان بالمدينة التي هو بها مدينة إنطاكية فرعون من الفراعنة يقال له انطيخس بن انطيخس بن انطيخس يعبد الأصنام صاحب شرك § فبعث الله المرسلين وهم ثلاثة صادق وصدوق وشلوم فقدم الله إليه وإلي أهل مدينته منهم اثنين فكذبوهما ثم عزز الله بثالث وقال آخرون بل كانوا من حواريي عيسى بن مريم ولم يكونوا رسلا لله وإنما كانوا رسل عيسى بن مريم ولكن ارسال عيسى بن مريم إياهم لما كان عن أمر الله تعالى ذكره إياه بذلك أضيف إرساله إياهم إلى الله فقيل إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث.


TBRBV02P019C

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق فلما دعته الرسل ونادته بأمر الله وصدعت بالذي أمرت به وعابت دينهم وما هم عليه قال اصحاب القرية لهم إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم قالت لهم الرسل طائركم معكم اى اعمالكم أإن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون فلما أجمع هو وقومه على قتل الرسل بلغ ذلك حبيبا وهو على باب المدينة الأقصى فجاء يسعى إليهم § اتبعوا من لا يسئلكم أجرا وهم مهتدون أي لا يسألونكم أموالكم على ما جاءوكم به من الهدى وهم لكم ناصحون فاتبعوهم تهتدوا بهداهم.


TBRBV02P020C

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق ثم ناداهم بخلاف ما هم عليه من عبادة الأصنام وأظهر لهم دينه وعبادة ربه وأخبرهم أنه لا يملك نفعه ولا ضره غيره فقال وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون أأتخذ من دونه آلهة الى قوله إني آمنت بربكم فاسمعون أي آمنت بربكم الذي كفرتم به فاسمعوا قولي فلما قال لهم ذلك وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه واستضعفوه لضعفه وسقمه ولم يكن أحد يدفع عنه.

TBJXV19P423C

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس وعن كعب وعن وهب بن منبه إني آمنت بربكم فاسمعون إني آمنت بربكم الذي كفرتم به فاسمعوا قولي وقال آخرون بل خاطب بذلك الرسل وقال لهم اسمعوا قولي لتشهدوا لي بما أقول لكم عند ربي وأني قد آمنت بكم واتبعتكم فذكر أنه لما قال هذا القول ونصح لقومه النصيحة التي ذكرها الله في كتابه وثبوا به فقتلوه ثم اختلف أهل التأويل في صفة قتلهم إياه فقال بعضهم رجموه بالحجارة.

TBRBV02P020D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق عن بعض أصحابه أن عبد الله بن مسعود كان يقول وطئوه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره وقال الله له ادخل الجنه فدخلها حيا يرزق فيها قد أذهب الله عنه سقم الدنيا وحزنها ونصبها فلما أفضى إلى رحمة الله وجنته وكرامته قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين وغضب الله له لاستضعافهم إياه غضبة لم يبق معها من القوم شيئا فعجل لهم النقمة بما استحلوا منه وقال وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين يقول ما كابدناهم بالجموع § أي الأمر أيسر علينا من ذلك إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون فأهلك الله ذلك الملك وأهل أنطاكية فبادوا عن وجه الأرض فلم يبق منهم باقية.


TBRBV02P021B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الحسن ابن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل عن مجاهد عن عبد الله بن عباس أنه كان يقول كان اسم صاحب يس حبيبا وكان الجذام قد أسرع فيه.


شمسون *
TBRBV02P022C

ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن المغيرة بن أبي لبيد عن وهب بن منبه اليماني أن شمسون كان فيهم رجلا مسلما وكانت أمه قد جعلته نذيرة وكان من أهل قرية من قراهم كانوا كفارا يعبدون الأصنام وكان منزله منها على أميال غير كثيرة وكان يغزوهم وحده ويجاهدهم في الله فيصيب منهم وفيهم حاجته فيقتل ويسبي ويصيب المال وكان إذا لقيهم لقيهم بلحي بعير لا يلقاهم بغيره فإذا قاتلوه وقاتلهم وتعب وعطش انفجر له من الحجر الذى مع اللحي ماء عذب فيشرب منه حتى يروى وكان قد أعطي قوة في البطش وكان لا يوثقه حديد ولا غيره وكان على ذلك يجاهدهم في الله ويغزوهم ويصيب منهم حاجته لا يقدرون منه على شيء حتى قالوا لن تأتوه إلا من قبل امرأته فدخلوا على امرأته فجعلوا لها جعلا فقالت نعم أنا أوثقه لكم فأعطوها حبلا وثيقا وقالوا إذا نام فأوثقي يده إلى عنقه حتى نأتيه فنأخذه فلما نام أوثقت يده إلى عنقه بذلك الحبل فلما هب جذبه بيده فوقع من عنقه فقال لها لم فعلت فقالت أجرب به قوتك ما رأيت مثلك قط فأرسلت إليهم أني قد ربطته بالحبل فلم أغن عنه شيئا فأرسلوا إليها بجامعة من حديد فقالوا إذا نام فاجعليها في عنقه فلما نام جعلتها في عنقه ثم أحكمتها فلما هب جذبها فوقعت من يده ومن عنقه فقال لها لم فعلت هذا قالت أجرب به قوتك ما رأيت مثلك في الدنيا يا شمسون § أما في الأرض شيء يغلبك قال لا إلا شيء واحد قالت وما هو قال ما أنا بمخبرك به فلم تزل به تسأله عن ذلك وكان ذا شعر كثير فقال لها ويحك إن أمي جعلتني نذيرة فلا يغلبني شيء أبدا ولا يضبطني إلا شعري فلما نام أوثقت يده إلى عنقه بشعر رأسه فأوثقه ذلك وبعثت إلى القوم فجاءوا فأخذوه فجدعوا أنفه وأذنيه وفقئوا عينيه ووقفوه للناس بين ظهراني المئذنة وكانت مئذنة ذات أساطين وكان ملكهم قد أشرف عليها بالناس لينظروا إلى شمسون وما يصنع به فدعا الله شمسون حين مثلوا به ووقفوه أن يسلطه عليهم فأمر أن يأخذ بعمودين من عمد المئذنة التي عليها الملك والناس الذين معه فيجذبهما فجذبهما فرد الله عليه بصره وما أصابوا من جسده ووقعت المئذنة بالملك ومن عليها من الناس فهلكوا فيها هدما.


ذكر خبر جرجيس *
TBRBV02P024C

كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن وهب بن منبه وغيره من أهل العلم أنه كان بالموصل داذانه وكان قد ملك الشام كله وكان جبارا عاتيا لا يطيقه إلا الله تعالى وكان جرجيس رجلا صالحا من أهل فلسطين وكان مؤمنا يكتم إيمانه في عصبة معه صالحين يستخفون بإيمانهم وكانوا قد أدركوا بقايا من الحواريين فسمعوا منهم وأخذوا عنهم وكان جرجيس كثير المال عظيم التجارة عظيم الصدقة فكان يأتي عليه الزمان يتلف ماله في الصدقة حتى لا يبقى منه شيء حتى يصير فقيرا ثم يضرب الضربة فيصيب مثل ماله أضعافا مضاعفة فكانت هذه حاله في المال وكان إنما يرغب في المال ويعمره ويكسبه من أجل الصدقة لولا ذلك كان الفقر أحب إليه من الغنى وكان لا يأمن ولاية المشركين عليه مخافة أن يؤذوه في دينه أو يفتنوه عنه فخرج يؤم ملك الموصل ومعه مال يريد أن يهديه له لئلا يجعل لأحد من تلك الملوك عليه سلطانا دونه فجاءه حين جاءه وقد برز في مجلس له وعنده عظماء قومه وملوكهم وقد أوقد نارا وقرب أصنافا من أصناف العذاب الذي كان يعذب به من خالفه وقد أمر بصنم يقال له أفلون فنصب فالناس يعرضون عليه فمن لم يسجد له ألقي في تلك النار وعذب بأصناف ذلك العذاب فلما رأى جرجيس ما يصنع فظع به § وأعظمه وحدث نفسه بجهاده وألقى الله في نفسه بغضه ومحاربته فعمد إلى المال الذي أراد أن يهديه له فقسمه في أهل ملته حتى لم يبق منه شيئا وكره أن يجاهده بالمال وأحب أن يلي ذلك بنفسه فاقبل عليه عند ما كان أشد غضبا وأسفا فقال له اعلم أنك عبد مملوك لا تملك لنفسك شيئا ولا لغيرك وأن فوقك ربا هو الذي يملكك وغيرك وهو الذي خلقك ورزقك وهو الذي يحييك ويميتك ويضرك وينفعك وأنت قد عمدت إلى خلق من خلقه قال له كن فكان أصم أبكم لا ينطق ولا يبصر ولا يسمع ولا يضر ولا ينفع ولا يغني عنك من الله شيئا فزينته بالذهب والفضة لتجعله فتنة للناس ثم عبدته دون الله وأجبرت عليه عباد الله ودعوته ربا فكلم الملك جرجيس بنحو هذا من تعظيم الله وتمجيده وتعريفه أمر الصنم وأنه لا تصلح عبادته فكان من جواب الملك إياه مسألته إياه عنه ومن هو ومن أين هو فأجابه جرجيس أن قال أنا عبد الله وابن عبده وابن أمته أذل عباده وأفقرهم إليه من التراب خلقت وفيه أصير وأخبره ما الذي جاء به وحاله وإنه دعا ذلك الملك جرجيس إلى عبادة الله ورفض عبادة الأوثان وإن الملك دعا جرجيس إلى عبادة الصنم الذي يعبده وقال لو كان ربك الذي تزعم أنه ملك الملوك كما تقول لرئى عليك أثره كما ترى أثري على من حولي من ملوك قومي فأجابه جرجيس بتمجيد الله وتعظيم أمره وقال له فيما قال أين تجعل طرقبلينا وما نال بولايتك فإنه عظيم قومك من إلياس وما نال إلياس بولاية الله فإن إلياس كان بدؤه آدميا يأكل الطعام ويمشي في الأسواق فلم تتناه به كرامة الله حتى أنبت له الريش وألبسه النور § فصار إنسيا ملكيا سمائيا أرضيا يطير مع الملائكة وحدثني أين تجعل مجليطيس وما نال بولايتك فانه عظيم قومك من المسيح بن مريم وما نال بولاية الله فإن الله فضله على رجال العالمين وجعله وأمه آية للمعتبرين ثم ذكر من أمر المسيح ما كان الله خصه به من الكرامة وقال أيضا وحدثني أين تجعل أم هذا الروح الطيب التي اختارها الله لكلمته وطهر جوفها لروحه وسودها على إمائه فأين تجعلها وما نالت بولاية الله من أزبيل وما نالت بولايتك فإنها إذ كانت من شيعتك وملتك أسلمها الله عند عظيم ملكها إلى نفسها حتى اقتحمت عليها الكلاب في بيتها فانتهشت لحمها وولغت دمها وجرت الثعالب والضباع أوصالها فأين تجعلها وما نالت بولايتك من مريم ابنة عمران وما نالت بولاية الله فقال له الملك إنك لتحدثنا عن أشياء ليس لنا بها علم فأتني بالرجلين اللذين ذكرت أمرهما حتى أنظر إليهما وأعتبر بهما فإني أنكر أن يكون هذا في البشر فقال له جرجيس إنما جاءك الإنكار من قبل الغرة بالله وأما الرجلان فلن تراهما ولن يرياك إلا أن تعمل بعملهما فتنزل منازلهما فقال له الملك أما نحن فقد أعذرنا إليك وقد تبين لنا كذبك لأنك فخرت بأمور عجزت عنها ولم تأت بتصديقها ثم خير الملك جرجيس بين العذاب وبين السجود لأفلون فيثيبه فقال له جرجيس إن كان أفلون هو الذي رفع السماء وعدد عليه أشياء من قدرة الله فقد أصبت ونصحت لي وإلا فاخسأ أيها النجس الملعون فلما سمعه الملك يسبه ويسب آلهته غضب من قوله غضبا شديدا وأمر بخشبة فنصبت له للعذاب وجعلت عليه أمشاط الحديد فخدش بها § جسده حتى تقطع لحمه وجلده وعروقه ينضح خلال ذلك بالخل والخردل فلما رأى ذلك لم يقتله أمر بستة مسامير من حديد فأحميت حتى إذا جعلت نارا أمر بها فسمر بها رأسه حتى سال منه دماغه فلما رأى ذلك لم يقتله أمر بحوض من نحاس فأوقد عليه حتى إذا جعله نارا أمر به فأدخل في جوفه وأطبق عليه فلم يزل فيه حتى برد حره فلما رأى ذلك لم يقتله دعا به فقال ألم تجد ألم هذا العذاب الذي تعذب به فقال له جرجيس أما أخبرتك أن لك ربا هو أولى بك من نفسك قال بلى قد أخبرتني قال فهو الذي حمل عني عذابك وصبرني ليحتج عليك فلما قال له ذلك أيقن بالشر وخافه على نفسه وملكه وأجمع رأيه على أن يخلده في السجن فقال الملأ من قومه إنك إن تركته طليقا يكلم الناس أوشك أن يميل بهم عليك ولكن مر له بعذاب في السجن يشغله عن كلام الناس فأمر فبطح في السجن على وجهه ثم أوتد في يديه ورجليه أربعة أوتاد من حديد في كل ركن منها وتد ثم أمر بأسطوان من رخام فوضع على ظهره حمل ذلك الأسطوان سبعة رجال فلم يقلوه ثم أربعة عشر رجلا فلم يقلوه ثم ثمانية عشر رجلا فأقلوه فظل يومه ذلك موتدا تحت الحجر فلما أدركه الليل أرسل الله إليه ملكا وذلك أول ما أيد بالملائكة وأول ما جاءه الوحي فقلع عنه الحجر ونزع الأوتاد من يديه ورجليه وأطعمه وسقاه وبشره وعزاه فلما أصبح أخرجه من السجن وقال له الحق بعدوك فجاهده في الله حق جهاده فإن الله يقول لك أبشر واصبر فإني أبتليك بعدوي هذا سبع سنين يعذبك ويقتلك فيهن أربع مرار في كل ذلك أرد إليك روحك فإذا كانت القتلة الرابعة تقبلت روحك وأوفيتك أجرك فلم يشعر الآخرون إلا وقد وقف جرجيس على رؤوسهم يدعوهم إلى الله فقال له الملك أجرجيس قال نعم قال من أخرجك من السجن § قال أخرجني الذي سلطانه فوق سلطانك فلما قال له ذلك مليء غيظا فدعا بأصناف العذاب حتى لم يخلف منها شيئا فلما رآها جرجيس تصنف له أوجس في نفسه خيفة وجزعا ثم أقبل على نفسه يعاتبها بأعلى صوته وهم يسمعون فلما فرغ من عتابه نفسه مدوه بين خشبتين ووضعوا عليه سيفا على مفرق راسه فوشروه حتى سقط بين رجليه وصار جزلتين ثم عمدوا إلى جزلتيه فقطعوهما قطعا وله سبعة أسد ضارية في جب وكانت صنفا من أصناف عذابه ثم رموا بجسده إليها فلما هوى نحوها أمر الله الأسد فخضعت برءوسها وأعناقها وقامت على براثنها لا تألو أن تقيه الأذى فظل يومه ذلك ميتا فكانت أول ميتة ذاقها فلما أدركه الليل جمع الله له جسده الذي قطعوه بعضه على بعض حتى سواه ثم رد فيه روحه وأرسل ملكا فأخرجه من قعر الجب وأطعمه وسقاه وبشره وعزاه فلما أصبحوا قال له الملك يا جرجيس قال لبيك قال اعلم أن القدرة التي خلق آدم بها من تراب هي التي أخرجتك من قعر الجب فالحق بعدوك ثم جاهده في الله حق جهاده ومت موت الصابرين فلم يشعر الآخرون إلا وقد أقبل جرجيس وهم عكوف على عيد لهم قد صنعوه فرحا زعموا بموت جرجيس فلما نظروا إلى جرجيس مقبلا قالوا ما أشبه هذا بجرجيس قالوا كأنه هو قال الملك ما بجرجيس من خفاء إنه لهو ألا ترون إلى سكون ريحه وقلة هيبته قال جرجيس بلى أنا هو حقا بئس القوم أنتم قتلتم ومثلتم فكان الله وحق له خيرا وأرحم منكم أحياني ورد علي روحي هلم إلى هذا الرب العظيم الذي أراكم ما أراكم فلما قال لهم ذلك أقبل بعضهم على بعض فقالوا ساحر سحر أيديكم وأعينكم عنه فجمعوا له من كان ببلادهم من السحرة فلما جاء السحرة قال الملك لكبيرهم اعرض علي من كبير سحرك ما تسرى به عني قال له ادع لي بثور من البقر فلما أتي به نفث في إحدى أذنيه فانشقت باثنتين ثم نفث في الأخرى فإذا هو ثوران ثم أمر ببذر فحرث وبذر ونبت § الزرع وأينع وحصد ثم داس وذري وطحن وعجن وخبز وأكل ذلك في ساعة واحدة كما ترون قال له الملك هل تقدر على أن تمسخه لي دابة قال الساحر أي دابة أمسخه لك قال كلبا قال ادع لي بقدح من ماء فلما أتي بالقدح نفث فيه الساحر ثم قال للملك اعزم عليه أن يشربه فشربه جرجيس حتى أتى على آخره فلما فرغ منه قال له الساحر ماذا تجد قال ما أجد إلا خيرا قد كنت عطشت فلطف الله لي بهذا الشراب فقواني به عليكم فلما قال له ذلك أقبل الساحر على الملك فقال اعلم أيها الملك أنك لو كنت تقاسي رجلا مثلك إذا كنت غلبته ولكنك تقاسي جبار السموات وهو الملك الذي لا يرام وقد كانت امرأة مسكينة سمعت بجرجيس وما يصنع من الأعاجيب فأتته وهو في أشد ما هو فيه من البلاء فقالت له يا جرجيس إني امرأة مسكينة لم يكن لي مال ولا عيش إلا ثور كنت أحرث عليه فمات وجئتك لترحمني وتدعو الله أن يحيي لي ثوري فذرفت عيناه ثم دعا الله أن يحيي لها ثورها وأعطاها عصا فقال اذهبي إلى ثورك فاقرعيه بهذه العصا وقولي له احي بإذن الله فقالت يا جرجيس مات ثوري منذ أيام وتفرقته السباع وبيني وبينك أيام فقال لو لم تجدي منه إلا سنا واحدة ثم قرعتها بالعصا لقام بإذن الله فانطلقت حتى أتت مصرع ثورها فكان أول شيء بدا لها من ثورها أحد روقيه وشعر ذنبه فجمعت أحدهما إلى الآخر ثم قرعتهما بالعصا التي أعطاها وقالت كما أمرها فعاش ثورها وعملت عليه حتى جاءهم الخبر بذلك فلما قال الساحر للملك ما قال قال رجل من أصحاب الملك وكان أعظمهم بعد الملك اسمعوا مني أيها القوم أحدثكم قالوا نعم فتكلم قال إنكم قد وضعتم أمر هذا الرجل على السحر وزعمتم أنه سحر أيديكم عنه وأعينكم فأراكم أنكم تعذبونه ولم يصل إليه عذابكم وأراكم أنكم § قد قتلتموه فلم يمت فهل رأيتم ساحرا قط قدر أن يدرأ عن نفسه الموت أو أحيا ميتا قط ثم قص عليهم فعل جرجيس وفعلهم به وفعله بالثور وصاحبته واحتج عليهم بذلك كله فقالوا له إن كلامك لكلام رجل قد أصغى إليه قال ما زال أمره لي معجبا منذ رأيت منه ما رأيت قالوا له فلعله استهواك قال بل آمنت وأشهد الله أني بريء مما تعبدون فقام إليه الملك وصحابته بالخناجر فقطعوا لسانه فلم يلبث أن مات وقالوا أصابه الطاعون فأعجله الله قبل أن يتكلم فلما سمع الناس بموته أفزعهم وكتموا شأنه فلما رآهم جرجيس يكتمونه برز للناس فكشف لهم أمره وقص عليهم كلامه فاتبعه على كلامه أربعة آلاف وهو ميت فقالوا صدق ونعم ما قال يرحمه الله فعمد إليهم الملك فأوثقهم ثم لم يزل يلون لهم العذاب ويقتلهم بالمثلات حتى أفناهم فلما فرغ منهم أقبل على جرجيس فقال له هلا دعوت ربك فأحيا لك أصحابك هؤلاء الذين قتلوا بجريرتك فقال له جرجيس ما خلى بينك وبينهم حتى خار لهم فقال رجل من عظمائهم يقال له مجليطيس إنك زعمت يا جرجيس أن الهك هو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده وإني سائلك أمرا إن فعله إلهك آمنت بك وصدقتك وكفيتك قومي هؤلاء هذه تحتنا أربعة عشر منبرا حيث ترى ومائدة بيننا عليها أقداح وصحاف وكل صنع من الخشب اليابس ثم هو من أشجار شتى فادع ربك ينشئ هذه الآنية وهذه المنابر وهذه المائدة كما بدأها أول مرة * حتى تعود خضرا نعرف كل عود منها بلونه وورقه وزهره وثمره فقال له جرجيس قد سألت أمرا عزيزا علي وعليك وإنه على الله لهين فدعا ربه فما برحوا مكانهم حتى اخضرت تلك المنابر وتلك الآنية كلها فساخت عروقها وألبست اللحاء وتشعبت ونبت ورقها وزهرها وثمرها حتى عرفوا كل عود منها باسمه ولونه وزهره وثمره فلما نظروا إلى ذلك انتدب له مجليطيس الذي تمنى عليه ما تمنى § فقال أنا أعذب لكم هذا الساحر عذابا يضل عنه كيده فعمد إلى نحاس فصنع منه صورة ثور جوفاء واسعة ثم حشاها نفطا ورصاصا وكبريتا وزرنيخا ثم أدخل جرجيس مع الحشو في جوفها ثم أوقد تحت الصورة فلم يزل يوقد حتى التهبت الصورة وذاب كل شيء فيها واختلط ومات جرجيس في جوفها فلما مات أرسل الله ريحا عاصفا فملأت السماء سحابا أسود مظلما فيه رعد لا يفتر وبرق وصواعق متداركات وأرسل الله إعصارا فملأت بلادهم عجاجا وقتاما حتى اسود ما بين السماء والأرض وأظلم ومكثوا أياما متحيرين في تلك الظلمة لا يفصلون بين الليل والنهار وأرسل الله ميكائيل فاحتمل الصورة التي فيها جرجيس حتى إذا أقلها ضرب بها الأرض ضربا فزع من روعته أهل الشام أجمعون وكلهم يسمعه في ساعة واحدة فخروا لوجوههم صعقين من شدة الهول وانكسرت الصورة فخرج منها جرجيس حيا فلما وقف يكلمهم انكشفت الظلمة وأسفر ما بين السماء والأرض ورجعت اليهم انفسهم فقال له رجل منهم يقال له طرقبلينا لا ندري يا جرجيس أنت تصنع هذه العجائب أم ربك فإن كان هو الذي يصنعها فادعه يحي لنا موتانا فإن في هذه القبور التي ترى أمواتا من أمواتنا منهم من نعرف ومنهم من مات قبل زماننا فادعه يحيهم حتى يعودوا كما كانوا ونكلمهم ونعرف من عرفنا منهم ومن لا نعرف أخبرنا خبره فقال له جرجيس لقد علمت ما يصفح الله عنكم هذا الصفح ويريكم هذه العجائب إلا ليتم عليكم حججه فتستوجبوا بذلك غضبه ثم أمر بالقبور فنبشت وهي عظام ورفات ورميم ثم أقبل على الدعاء فما برحوا مكانهم حتى نظروا إلى سبعة عشر إنسانا تسعة رهط وخمس نسوة وثلاثة صبية فإذا شيخ منهم كبير فقال له جرجيس أيها الشيخ ما اسمك فقال اسمي يوبيل فقال متى مت قال في زمان كذا وكذا فحسبوا فإذا هو قد مات منذ أربعمائة عام § فلما نظر إلى ذلك الملك وصحابته قالوا لم يبق من أصناف عذابكم شيء إلا قد عذبتموه إلا الجوع والعطش فعذبوه بهما فعمدوا إلى بيت عجوز كبيرة فقيرة كان حريزا وكان لها ابن أعمى أبكم مقعد فحصروه في بيتها فلا يصل إليه من عند أحد طعام ولا شراب فلما بلغه الجوع قال للعجوز هل عندك طعام أو شراب قالت لا والذي يحلف به ما عهدنا بالطعام منذ كذا وكذا وسأخرج وألتمس لك شيئا قال لها جرجيس هل تعرفين الله قالت له نعم قال فإياه تعبدين قالت لا قال فدعاها إلى الله فصدقته وانطلقت تطلب له شيئا وفي بيتها دعامة من خشبة يابسة تحمل خشب البيت فأقبل على الدعاء فما كان كشيء حتى اخضرت تلك الدعامة فأنبتت كل فاكهة تؤكل أو تعرف أو تسمى حتى كان فيما أنبتت اللياء واللوبياء وأقبلت العجوز وهو فيما شاء يأكل رغدا فلما رأت الذي حدث في بيتها من بعدها قالت آمنت بالذي أطعمك في بيت الجوع فادع هذا الرب العظيم ليشفي ابني قال أدنيه مني فأدنته منه فبصق في عينيه فأبصر فنفث في أذنيه فسمع قالت له أطلق لسانه ورجليه رحمك الله قال أخريه فإن له يوما عظيما وخرج الملك يسير في مدينته فلما نظر إلى الشجرة قال لأصحابه إني أرى شجرة بمكان ما كنت أعرفها به قالوا له تلك الشجرة نبتت لذلك الساحر الذي أردت أن تعذبه بالجوع فهو فيما شاء قد شبع منها وشبعت الفقيرة وشفى لها ابنها فأمر بالبيت فهدم وبالشجرة لتقطع فلما هموا بقطعها أيبسها الله تعالى كما كانت أول مرة فتركوها وأمر بجرجيس فبطح على § وجهه وأوتد له أربعة أوتاد وأمر بعجل فأوقر أسطوانا ما حمل وجعل في أسفل العجل خناجر وشفارا ثم دعا بأربعين ثورا فنهضت بالعجل نهضة واحدة وجرجيس تحتها فتقطع ثلاث قطع ثم أمر بقطعة فأحرقت بالنار حتى إذا عادت رمادا بعث بذلك الرماد رجالا فذروه في البحر فلم يبرحوا مكانهم حتى سمعوا صوتا من السماء يقول يا بحر إن الله يأمرك أن تحفظ ما فيك من هذا الجسد الطيب فإني أريد أن أعيده كما كان ثم أرسل الله الرياح فأخرجته من البحر ثم جمعته حتى عاد الرماد صبرة كهيئته قبل أن يذروه والذين ذروه قيام لم يبرحوا ثم نظروا إلى الرماد يثور كما كان حتى خرج منه جرجيس مغبرا ينفض رأسه فرجعوا ورجع جرجيس معهم فلما انتهوا إلى الملك أخبروه خبر الصوت الذي أحياه والريح التي جمعته فقال له الملك هل لك يا جرجيس فيما هو خير لي ولك فلولا أن يقول الناس إنك قهرتني وغلبتني لاتبعتك وآمنت بك ولكن اسجد لأفلون سجدة واحدة أو اذبح له شاة واحدة ثم أنا أفعل ما يسرك فلما سمع جرجيس هذا من قوله طمع أن يهلك الصنم حين يدخله عليه رجاء أن يؤمن له الملك حين يهلك صنمه وييئس منه فخدعه جرجيس فقال نعم إذا شئت فأدخلني على صنمك أسجد له وأذبح له ففرح الملك بقوله فقام إليه فقبل يديه ورجليه ورأسه وقال إني أعزم عليك ألا تظل هذا اليوم ولا تبيت هذه الليلة إلا في بيتي وعلى فراشي ومع أهلي حتى تستريح ويذهب عنك وصب العذاب فيرى الناس كرامتك علي فأخلى له بيته وأخرج منه من كان فيه فظل فيه جرجيس حتى إذا أدركه الليل قام يصلي ويقرأ الزبور وكان أحسن الناس صوتا فلما سمعته امرأة الملك استجابت له ولم يشعر إلا وهي خلفه تبكي معه فدعاها § جرجيس إلى الإيمان فآمنت وأمرها فكتمت إيمانها فلما أصبح غدا به إلى بيت الأصنام ليسجد لها وقيل للعجوز التي كان سجن في بيتها هل علمت أن جرجيس قد فتن بعدك وأصغى إلى الدنيا وأطمعه الملك في ملكه وقد خرج به إلى بيت أصنامه ليسجد لها فخرجت العجوز في أعراضهم تحمل ابنها على عاتقها وتوبخ جرجيس والناس مشتغلون عنها فلما دخل جرجيس بيت الأصنام ودخل الناس معه نظر فإذا العجوز وابنها على عاتقها أقرب الناس منه مقاما فدعا ابن العجوز باسمه فنطق بإجابته وما تكلم قبل ذلك قط ثم اقتحم عن عاتق أمه يمشى على رجليه سويتين وما وطيء الأرض قبل ذلك قط بقدميه فلما وقف بين يدي جرجيس قال اذهب فادع لي هذه الأصنام وهي حينئذ على منابر من ذهب واحد وسبعون صنما وهم يعبدون الشمس والقمر معها فقال له الغلام كيف أقول للأصنام قال تقول لها إن جرجيس يسألك ويعزم عليك بالذي خلقك إلا ما جئته فلما قال لها الغلام ذلك أقبلت تدحرج إلى جرجيس فلما انتهت إليه ركض الأرض برجله فخسف بها وبمنابرها وخرج إبليس من جوف صنم منها هاربا فرقا من الخسف فلما مر بجرجيس أخذ بناصيته فخضع له برأسه وعنقه وكلمه جرجيس فقال له أخبرني أيتها الروح النجسة والخلق الملعون ما الذي يحملك على أن تهلك نفسك وتهلك الناس معك وأنت تعلم أنك وجندك تصيرون إلى جهنم فقال له إبليس لو خيرت بين ما أشرقت عليه الشمس وأظلم عليه الليل وبين هلكة بني آدم وضلالتهم أو واحد منهم طرفة عين لاخترت طرفة العين على ذلك كله وإنه ليقع لي من الشهوة في ذلك واللذة مثل جميع ما يتلذذ به جميع الخلق ألم تعلم يا جرجيس أن الله أسجد لأبيك آدم جميع الملائكة فسجد له جبريل وميكائيل وإسرافيل وجميع الملائكة § المقربين وأهل السموات كلهم وامتنعت من السجود فقلت لا أسجد لهذا الخلق وأنا خير منه * فلما قال هذا خلاه جرجيس فما دخل إبليس منذ يومئذ جوف صنم مخافة الخسف ولا يدخله بعدها فيما يذكرون أبدا وقال الملك يا جرجيس خدعتني وغررتني وأهلكت آلهتي فقال له جرجيس إنما فعلت ذلك عمدا لتعتبر ولتعلم أنها لو كانت آلهة كما تقول إذا لامتنعت مني فكيف ثقتك ويلك بآلهة لم تمنع أنفسها مني وإنما أنا مخلوق ضعيف لا أملك إلا ما ملكني ربي قال فلما قال هذا جرجيس كلمتهم امرأة الملك وذلك حين كشفت لهم إيمانها وباينتهم بدينها وعددت عليهم أفعال جرجيس والعبر التي أراهم وقالت لهم ما تنتظرون من هذا الرجل الا دعوه فتخسف بكم الأرض فتهلكوا كما هلكت أصنامكم الله الله أيها القوم في أنفسكم فقال لها الملك ويحا لك إسكندرة ما أسرع ما أضلك هذا الساحر في ليلة واحدة وأنا أقاسيه منذ سبع سنين فلم يطق مني شيئا قالت له أفما رأيت الله كيف يظفره بك ويسلطه عليك فيكون له الفلج والحجة عليك في كل موطن فأمر بها عند ذلك فحملت على خشبة جرجيس التي كان علق عليها فعلقت بها وجعلت عليها الأمشاط التي جعلت على جرجيس فلما ألمت من وجع العذاب قالت ادع ربك يا جرجيس يخفف عني فإني قد ألمت من العذاب فقال انظري فوقك فلما نظرت ضحكت فقال لها ما الذي يضحكك قالت أرى ملكين فوقي معهما تاج من حلي الجنة ينتظران به روحي أن تخرج فإذا خرجت زيناها بذلك التاج ثم صعدا بها إلى الجنة فلما قبض الله روحها أقبل جرجيس على الدعاء فقال اللهم أنت الذي أكرمتني بهذا البلاء لتعطيني به فضائل الشهداء اللهم فهذا آخر أيامي الذي وعدتني فيه الراحة من بلاء الدنيا اللهم فانى أسألك ألا تقبض روحي ولا أزول من مكاني هذا حتى تنزل بهذا القوم المتكبرين من سطواتك ونقمتك ما لا قبل لهم به وما تشفي به صدري وتقر به عيني فإنهم ظلموني وعذبوني اللهم وأسألك ألا يدعو § بعدي داع في بلاء ولا كرب فيذكرني ويسألك باسمي إلا فرجت عنه ورحمته وأجبته وشفعتني فيه فلما فرغ من هذا الدعاء أمطر الله عليهم النار فلما احترقوا عمدوا إليه فضربوه بالسيوف غيظا من شدة الحريق ليعطيه الله تعالى بالقتلة الرابعة ما وعده فلما احترقت المدينة بجميع ما فيها وصارت رمادا حملها الله من وجه الأرض حتى أقلها ثم جعل عاليها سافلها فلبثت زمانا من الدهر يخرج من تحتها دخان منتن لا يشمه أحد إلا سقم سقما شديدا إلا أنها أسقام مختلفة لا يشبه بعضها بعضا فكان جميع من آمن بجرجيس وقتل معه أربعة وثلاثين ألفا وامرأة الملك رحمها الله.


كتاب المبعث

ذكر ما كان من الحوادث التي كانت بين العرب في ايام قباذ في مملكته وبين عماله *
TBRBV02P098B

وأما ابن إسحاق فإنه ذكر ان الذى سار الى المشرق من التبابعة تبع الآخر وأنه تبع تبان أسعد أبو كرب بن ملكيكرب بن زيد بن عمرو ذي الأذعار وهو أبو حسان حدثنا بذلك ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه.


ذكر بقية خبر تبع أيام قباذ وزمن أنوشروان وتوجيه الفرس الجيش إلى اليمن لقتال الحبشة وسبب توجيهه إياهم إليها *
TBRBV02P105B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال كان تبع الآخر وهو تبان أسعد أبو كرب حين أقبل من المشرق جعل طريقه على المدينة وقد كان حين مر بها في بدءته لم يهج أهلها وخلف بين أظهرهم ابنا له فقتل غيلة فقدمها وهو مجمع لإخرابها واستئصال أهلها وقطع نخلها فجمع له هذا الحي من الأنصار حين سمعوا بذلك من أمره ليمتنعوا منه ورئيسهم يومئذ عمرو بن الطلة أحد بني النجار ثم أحد بني عمرو بن مبذول فخرجوا لقتاله وكان تبع حين نزل بهم قد قتل رجل منهم من بني عدي بن النجار يقال له أحمر رجلا من أصحاب تبع وجده في عذق له يجده فضربه بمنجله فقتله وقال إنما الثمر لمن أبره ثم ألقاه حين قتله في بئر من آبارهم معروفة يقال لها ذات تومان فزاد ذلك تبعا عليهم حنقا فبينا تبع على ذلك من حربه وحربهم يقاتلهم ويقاتلونه قال فتزعم الأنصار أنهم كانوا يقاتلونه بالنهار ويقرونه بالليل فيعجبه ذلك منهم ويقول والله إن قومنا هؤلاء لكرام إذ جاءه حبران من أحبار يهود من بني قريظة عالمان راسخان حين سمعا منه ما يريد من إهلاك المدينة وأهلها فقالا له أيها الملك لا تفعل فإنك إن أبيت إلا ما تريد حيل بينك وبينها ولم نأمن عليك عاجل العقوبة فقال لهما ولم ذاك فقالا هي مهاجر نبى يخرج من هذا الحي من قريش في آخر الزمان تكون داره وقراره فتناهى عند ذلك من قولهما عما كان يريد بالمدينة ورأى أن لهما علما وأعجبه ما سمع منهما فانصرف عن المدينة وخرج بهما معه إلى اليمن واتبعهما على دينهما وكان اسم الحبرين كعبا وأسدا وكانا من بني قريظة.


TBRBV02P105C

وكانا § ابني عم وكانا أعلم أهل زمانهما كما ذكر لي ابن حميد عن سلمة عن ابن إسحاق عن يزيد بن عمرو عن أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك عن أشياخ من قومه ممن أدرك الجاهلية فقال شاعر من الانصار وهو خال ابن عبد العزى بن غزية بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار في حربهم وحرب تبع يفتخر بعمرو بن طلة ويذكر فضله وامتناعه أصحا أم انتهى ذكره أم قضى من لذة وطره أم تذكرت الشباب وما ذكرك الشباب أو عصره إنها حرب رباعية مثلها أتى الفتى عبره فسلا عمران أو فسلا أسدا إذ يغدو مع الزهره فيلق فيها أبو كرب سابغا أبدانها ذفره ثم قالوا من يؤم بها أبني عوف أم النجره يا بني النجار إن لنا فيهم قبل الأوان تره فتلقتهم عشنقة مدها كالغبية النثره § سيد سامى الملوك ومن يغز عمرا لا يجد قدره وقال رجل من الأنصار يذكر امتناعهم من تبع تكلفني من تكاليفها نخيل الأساويف والمنصعة نخيلا حمتها بنو مالك خيول أبي كرب المفظعة قال وكان تبع وقومه أصحاب أوثان يعبدونها فوجه إلى مكة وهي طريقه إلى اليمن حتى إذا كان بالدف من جمدان بين عسفان وأمج في طريقه بين مكة والمدينة أتاه نفر من هذيل فقالوا له أيها الملك ألا ندلك على بيت مال داثر قد أغفلته الملوك قبلك فيه اللؤلؤ والزبرجد والياقوت والذهب والفضة قال بلى قالوا بيت بمكة يعبده أهله ويصلون عنده وإنما يريد الهذليون بذلك هلاكه لما قد عرفوا من هلاك من أراده من الملوك وبغى عنده فلما اجمع لما قالوا أرسل إلى الحبرين فسألهما عن ذلك فقالا له ما أراد القوم إلا هلاكك وهلاك جندك ولئن فعلت ما دعوك إليه لتهلكن وليهلكن من معك جميعا قال فماذا تأمرانني أن أصنع إذا قدمت عليه قالا تصنع عنده ما يصنع أهله تطوف به وتعظمه وتكرمه وتحلق عنده رأسك وتتذلل له حتى تخرج من عنده قال فما يمنعكما أنتما من ذلك قالا أما والله إنه لبيت أبينا إبراهيم وإنه لكما أخبرناك ولكن أهله حالوا بيننا وبينه بالأوثان التي نصبوا حوله وبالدماء التي يهريقون عنده وهم نجس أهل شرك أو كما قالا له فعرف نصحهما وصدق حديثهما فقرب النفر من هذيل فقطع أيديهم وأرجلهم ثم مضى حتى قدم مكة وأري في المنام أن يكسو البيت § فكساه الخصف ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه المعافر ثم أري أن يكسوه احسن من ذلك فكساه الملاء والوصائل فكان تبع فيما يزعمون أول من كساه وأوصى به ولاته من جرهم وأمرهم بتطهيره والا يقربوه دما ولا ميته ولا مئلاثا وهي المحائض وجعل له بابا ومفتاحا ثم خرج متوجها إلى اليمن بمن معه من جنوده وبالحبرين حتى إذا دخل اليمن دعا قومه إلى الدخول فيما دخل فيه فأبوا عليه حتى يحاكموه إلى النار التي كانت باليمن.


TBRBV02P108B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي قال سمعت إبراهيم بن محمد بن طلحه ابن عبيد الله يحدث أن تبعا لما دنا من اليمن ليدخلها حالت حمير بينه وبين ذلك وقالوا لا تدخلها علينا وقد فارقت ديننا فدعاهم إلى دينه وقال إنه دين خير من دينكم قالوا فحاكمنا إلى النار قال نعم قال وكانت باليمن فيما يزعم أهل اليمن نار تحكم بينهم فيما يختلفون فيه تأكل الظالم ولا تضر المظلوم فلما قالوا ذلك لتبع قال أنصفتم فخرج قومه بأوثانهم وما يتقربون به في دينهم وخرج الحبران بمصاحفهما في أعناقهما متقلديها حتى قعدوا للنار عند مخرجها الذي تخرج النار منه فخرجت النار إليهم فلما أقبلت نحوهم حادوا عنها وهابوها فذمرهم من حضرهم من الناس وأمروهم بالصبر فصبروا حتى غشيتهم وأكلت الأوثان وما قربوا معها ومن حمل ذلك من رجال حمير وخرج الحبران بمصاحفهما في § أعناقهما تعرق جباههما لم تضرهما فأصفقت حمير عند ذلك على دينه فمن هناك وعن ذلك كان أصل اليهودية باليمن.


TBRBV02P109B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن بعض أصحابه أن الحبرين ومن خرج معهما من حمير إنما اتبعوا النار ليردوها وقالوا من ردها فهو أولى بالحق فدنا منها رجال من حمير بأوثانهم ليردوها فدنت منهم لتأكلهم فحادوا عنها فلم يستطيعوا ردها ودنا منها الحبران بعد ذلك وجعلا يتلوان التوراة وتنكص حتى رداها إلى مخرجها الذي خرجت منه فأصفقت عند ذلك حمير على دينهما وكان رئام بيتا لهم يعظمونه وينحرون عنده ويكلمون منه إذ كانوا على شركهم فقال الحبران لتبع إنما هو شيطان يفتنهم ويلعب بهم فخل بيننا وبينه قال فشأنكما به فاستخرجا منه فيما يزعم أهل اليمن كلبا أسود فذبحاه وهدما ذلك البيت فبقاياه اليوم باليمن كما ذكر لي وهو رئام به آثار الدماء التي كانت تهراق عليه فقال تبع في مسيره ذلك وما كان هم به من أمر المدينة وشأن البيت وما صنع برجال هذيل الذين قالوا له ما قالوا وما صنع بالبيت حين قدم مكة من كسوته تطهيره وما ذكر له الحبران من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال نومك مثل نوم الأرمد أرقا كأنك لا تزال تسهد حنقا على سبطين حلا يثربا أولى لهم بعقاب يوم مفسد ولقد نزلت من المدينة منزلا طاب المبيت به وطاب المرقد وجعلت عرصة منزل برباوة بين العقيق إلى بقيع الغرقد ولقد تركنا لأبها وقرارها وسباخها فرشت بقاع أجرد ولقد هبطنا يثربا وصدورنا تغلي بلابلها بقتل محصد § ولقد حلفت يمين صبر مؤليا قسما لعمرك ليس بالمتردد إن جئت يثرب لا أغادر وسطها عذقا ولا بسرا بيثرب يخلد حتى أتاني من قريظة عالم حبر لعمرك في اليهود مسود قال ازدجر عن قرية محفوظة لنبي مكة من قريش مهتد فعفوت عنهم عفو غير مثرب وتركتهم لعقاب يوم سرمد وتركتهم لله أرجو عفوه يوم الحساب من الجحيم الموقد ولقد تركت بها له من قومنا نفرا أولي حسب وبأس يحمد نفرا يكون النصر في أعقابهم أرجو بذاك ثواب رب محمد ما كنت أحسب أن بيتا طاهرا لله في بطحاء مكة يعبد حتى أتاني من هذيل أعبد بالدف من جمدان فوق المسند قالوا بمكة بيت مال داثر وكنوزه من لؤلؤ وزبرجد فأردت أمرا حال ربي دونه والله يدفع عن خراب المسجد فرددت ما أملت فيه وفيهم وتركتهم مثلا لأهل المشهد قد كان ذو القرنين قبلي مسلما ملكا تدين له الملوك وتحشد ملك المشارق والمغارب يبتغي أسباب علم من حكيم مرشد فرأى مغيب الشمس عند غروبها في عين ذي خلب وثأط حرمد من قبله بلقيس كانت عمتي ملكتهم حتى أتاها الهدهد.


TBRBV02P110B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق قال هذا الحي من الأنصار يزعمون أنه إنما كان حنق تبع على هذا الحي من يهود الذين كانوا بين أظهرهم وأنه أراد هلاكهم حين قدم عليهم المدينة § فمنعوه منهم حتى انصرف عنهم ولذلك قال في شعره حنقا على سبطين حلا يثربا %~% أولى لهم بعقاب يوم مفسد.


TBRBV02P111B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال وقد كان قدم على تبع قبل ذلك شافع بن كليب الصدفي وكان كاهنا فأقام عنده فلما أراد توديعه قال تبع ما بقي من علمك قال بقي خبر ناطق وعلم صادق قال فهل تجد لقوم ملكا يوازي ملكي قال لا إلا لملك غسان نجل قال فهل تجد ملكا يزيد عليه قال نعم قال ولمن قال أجده لبار مبرور أيد بالقهور ووصف في الزبور وفضلت أمته في السفور يفرج الظلم بالنور أحمد النبي طوبى لأمته حين يجيء أحد بني لؤي ثم أحد بني قصي فبعث تبع إلى الزبور فنظر فيها فإذا هو يجد صفه النبي صلى الله عليه وسلم.


TBRBV02P111C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عمن حدثه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وغيره من علماء أهل اليمن ممن يروي الأحاديث فحدث بعضهم بعض الحديث وكل ذلك قد اجتمع في هذا الحديث أن ملكا من لخم كان باليمن فيما بين التبابعة من حمير يقال له ربيعة بن نصر وقد كان قبل ملكه باليمن ملك تبع الأول وهو زيد بن عمرو ذي الأذعار بن أبرهة ذي المنار بن الرائش بن قيس بن صيفي ابن سبإ الأصغر بن كهف الظلم بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاويه ابن جشم بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع ابن العرنجج حمير بن سبإ الأكبر بن يعرب بن يشجب بن قحطان وكان اسم سبإ عبد شمس وإنما سمي سبأ فيما يزعمون لأنه كان أول من سبى في العرب فهذا بيت مملكة حمير الذي فيه كانت التبابعة ثم كان بعد تبع الأول زيد بن عمرو وشمر يرعش بن ياسر ينعم بن عمرو ذي الأذعار ابن عمه وشمر يرعش الذي غزا الصين وبنى سمرقند وحير الحيرة وهو الذى يقول § أنا شمر أبو كرب اليماني جلبت الخيل من يمن وشام لآتي أعبدا مردوا علينا وراء الصين في عثم ويام فنحكم في بلادهم بحكم سواء لا يجاوزه غلام القصيدة كلها قال ثم كان بعد شمر يرعش بن ياسر ينعم تبع الأصغر وهو تبان أسعد أبو كرب بن ملكيكرب بن زيد بن تبع الاول بن عمرو ذي الأذعار وهو الذي قدم المدينة وساق الحبرين من يهود إلى اليمن وعمر البيت الحرام وكساه وقال ما قال من الشعر فكل هؤلاء ملكه قبل ملك ربيعة بن نصر اللخمي فلما هلك ربيعة بن نصر رجع ملك اليمن كله إلى حسان بن تبان أسعد أبي كرب بن ملكيكرب بن زيد بن عمرو ذي الأذعار.


TBRBV02P112B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق عن بعض أهل العلم أن ربيعة بن نصر رأى رؤيا هالته وفظع بها فلما رآها بعث في أهل مملكته فلم يدع كاهنا ولا ساحرا ولا عائفا ولا منجما إلا جمعه إليه ثم قال لهم إني قد رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها فأخبروني بتأويلها قالوا له اقصصها علينا لنخبرك بتأويلها قال إني إن أخبرتكم بها لم اطمان إلى خبركم عن تأويلها إنه لا يعرف تأويلها إلا من يعرفها قبل أن أخبره بها فلما قال لهم ذلك قال رجل من القوم الذين جمعوا لذلك فإن كان الملك يريد هذا فليبعث إلى سطيح وشق فإنه ليس أحد أعلم منهما فهما يخبرانك بما سألت واسم سطيح ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب بن عدي بن مازن بن غسان وكان يقال لسطيح الذئبي لنسبته إلى ذئب بن عدي وشق بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن نذير بن قيس بن عبقر بن أنمار فلما قالوا له ذلك بعث إليهما فقدم عليه قبل شق سطيح ولم يكن في زمانهما مثلهما من الكهان فلما قدم عليه سطيح دعاه § فقال له يا سطيح إني قد رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها فأخبرني بها فإنك ان أصبتها اصبت تأويلها قال أفعل رأيت جمجمة.


TBRBV02P113C

خرجت من ظلمه فوقعت بأرض ثهمه فأكلت منها كل ذات جمجمه فقال له الملك ما أخطأت منها شيئا يا سطيح فما عندك في تأويلها فقال احلف بما بين الحرتين من حنش ليهبطن أرضكم الحبش فليملكن ما بين أبين إلى جرش قال له الملك وأبيك يا سطيح إن هذا لغائظ موجع فمتى هو كائن يا سطيح أفي زماني أم بعده قال لا بل بعده بحين أكثر من ستين أو سبعين يمضين من السنين قال فهل يدوم ذلك من ملكهم أو ينقطع قال بل ينقطع لبضع وسبعين يمضين من السنين ثم يقتلون بها أجمعون ويخرجون منها هاربين قال الملك ومن ذا الذي يلي ذلك من قتلهم وإخراجهم قال يليه إرم ذي يزن يخرج عليهم من عدن فلا يترك منهم أحدا باليمن قال أفيدوم ذلك من سلطانه أو ينقطع قال بل ينقطع قال ومن يقطعه قال نبي زكي يأتيه الوحي من العلي قال وممن هذا النبي قال رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر يكون الملك في قومه إلى آخر الدهر قال وهل للدهر يا سطيح من آخر قال نعم يوم يجمع فيه الأولون والآخرون ويسعد فيه المحسنون ويشقى فيه المسيئون قال أحق ما تخبرنا يا سطيح قال نعم والشفق والغسق والفلق إذا اتسق إن ما أنبأتك به لحق فلما فرغ قدم عليه شق فدعاه فقال له يا شق إني قد رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها فأخبرني عنها فإنك إن أصبتها أصبت تأويلها كما قال لسطيح وقد كتمه ما قال سطيح لينظر أيتفقان أم يختلفان قال نعم رأيت جمجمه خرجت من ظلمة فوقعت بين روضة وأكمه فأكلت منها كل ذات نسمه فلما رأى ذلك الملك من قولهما شيئا واحدا قال له ما أخطأت يا شق منها شيئا فما عندك في تأويلها قال احلف بما بين الحرتين من انسان لينزلن أرضكم السودان فليغلبن على كل طفله § البنان وليملكن ما بين أبين إلى نجران فقال له الملك وأبيك يا شق إن هذا لنا لغائظ موجع فمتى هو كائن أفي زماني أم بعده قال بل بعدك بزمان ثم يستنقذكم منه عظيم ذو شأن ويذيقهم أشد الهوان قال ومن هذا العظيم الشأن قال غلام ليس بدني ولا مدن يخرج من بيت ذي يزن قال فهل يدوم سلطانه أو ينقطع قال بل ينقطع برسول مرسل يأتي بالحق والعدل بين أهل الدين والفضل يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل قال وما يوم الفصل قال يوم يجزى فيه الولاة يدعى من السماء بدعوات يسمع منها الأحياء والأموات ويجمع فيه الناس للميقات يكون فيه لمن اتقى الفوز والخيرات قال أحق ما تقول يا شق قال إي ورب السماء والأرض وما بينهما من رفع وخفض إن ما نبأتك لحق ما فيه أمض فلما فرغ من مسألتهما وقع في نفسه أن الذي قالا له كائن من أمر الحبشة فجهز بنيه وأهل بيته إلى العراق بما يصلحهم وكتب لهم إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خرزاذ فأسكنهم الحيرة فمن بقية ربيعة بن نصر كان النعمان بن المنذر ملك الحيرة وهو النعمان بن المنذر بن النعمان ابن المنذر بن عمرو بن عدي بن ربيعة بن نصر ذلك الملك في نسب أهل اليمن وعلمهم.

COMMENT

TBRBV02P114B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ولما قال سطيح وشق لربيعة بن نصر ذلك وصنع ربيعة بولده وأهل بيته ما صنع ذهب ذكر ذلك في العرب وتحدثوا حتى فشا ذكره وعلمه فيهم فلما نزلت الحبشة اليمن ووقع الأمر الذي كانوا يتحدثون به من أمر الكاهنين قال الأعشى أعشى بني قيس بن ثعلبة البكري في بعض ما يقول وهو يذكر ما وقع من أمر ذينك الكاهنين سطيح وشق ما نظرت ذات أشفار كنظرتها حقا كما نطق الذئبي إذ سجعا § وكان سطيح إنما يدعوه العرب الذئبي لأنه من ولد ذئب بن عدي فلما هلك ربيعة بن نصر واجتمع ملك اليمن إلى حسان بن تبان اسعد ابى كرب ابن ملكيكرب بن زيد بن عمرو ذي الأذعار كان مما هاج أمر الحبشة وتحول الملك عن حمير وانقطاع مدة سلطانهم ولكل أمر سبب ان حسان ابن تبان أسعد أبي كرب سار بأهل اليمن يريد أن يطأ بهم أرض العرب وأرض العجم كما كانت التبابعة قبله تفعل حتى إذا كان ببعض أرض العراق كرهت حمير وقبائل اليمن السير معه وأرادوا الرجعة إلى بلادهم وأهليهم فكلموا أخا له كان معه في جيشه يقال له عمرو فقالوا له اقتل أخاك حسان نملكك علينا مكانه وترجع بنا إلى بلادنا فتابعهم على ذلك فأجمع أخوه ومن معه من حمير وقبائل اليمن على قتل حسان إلا ما كان من ذي رعين الحميري فإنه نهاه عن ذلك وقال له إنكم أهل بيت مملكتنا لا تقتل أخاك ولا تشتت أمر أهل بيتك او كما قال له فلما لم يقبل منه قوله وكان ذو رعين شريفا من حمير عمد إلى صحيفة فكتب فيها ألا من يشتري سهرا بنوم سعيد من يبيت قرير عين فإما حمير غدرت وخانت فمعذرة الإله لذي رعين ثم ختم عليها ثم أتى بها عمرا فقال له ضع لي عندك هذا الكتاب فإن لي فيه بغية وحاجة ففعل فلما بلغ حسان ما أجمع عليه أخوه عمرو وحمير وقبائل اليمن من قتله قال لعمرو يا عمرو لا تعجل علي منيتي فالملك تأخذه بغير حشود فأبى إلا قتله فقتله ثم رجع بمن معه من جنده إلى اليمن فقال قائل من حمير إن لله من رأى مثل حسان قتيلا في سالف الأحقاب § قتلته الأقيال من خشية الجيش وقالوا له لباب لباب ميتكم خيرنا وحيكم رب علينا وكلكم اربابى فلما نزل عمرو بن تبان أسعد أبي كرب اليمن منع منه النوم وسلط عليه السهر فيما يزعمون فجعل لا ينام فلما جهده ذلك جعل يسأل الأطباء والحزاة من الكهان والعرافين عما به ويقول منع مني النوم فلا اقدر عليه وقد جهدنى السهر فقال له قائل منهم والله ما قتل رجل أخاه قط أو ذا رحم بغيا على مثل ما قتلت عليه أخاك إلا ذهب نومه وسلط عليه السهر فلما قيل له ذلك جعل يقتل كل من كان أمره بقتل أخيه حسان من أشراف حمير وقبائل اليمن حتى خلص إلى ذي رعين فلما أراد قتله قال إن لي عندك براءة مما تريد أن تصنع بي قال له وما براءتك عندي قال اخرج الكتاب الذى كنت استودعتكه ووضعته عندك فأخرج له الكتاب فإذا فيه ذانك البيتان من الشعر ألا من يشتري سهرا بنوم سعيد من يبيت قرير عين فإما حمير غدرت وخانت فمعذرة الإله لذي رعين فلما قرأهما عمرو قال له ذو رعين قد كنت نهيتك عن قتل أخيك فعصيتني فلما أبيت علي وضعت هذا الكتاب عندك حجة لي عليك وعذرا لي عندك وتخوفت أن يصيبك إن أنت قتلته الذي أصابك فإن أردت بي ما أراك تصنع بمن كان أمرك بقتل أخيك كان هذا الكتاب نجاة لي عندك فتركه عمرو بن تبان أسعد فلم يقتله من بين أشراف حمير ورأى أن قد نصحه لو قبل منه نصيحته وقال عمرو بن تبان أسعد حين قتل من قتل من حمير وأهل اليمن ممن كان أمره بقتل أخيه حسان فقال شرينا النوم إذ عصبت علاب بتسهيد وعقد غير مين تنادوا عند غدرهم لباب وقد برزت معاذر ذي رعين قتلنا من تولى المكر منهم بواء بابن رهم غير دين § قتلناهم بحسان بن رهم وحسان قتيل الثائرين قتلناهم فلا بقيا عليهم وقرت عند ذاكم كل عين عيون نوادب يبكين شجوا حرائر من نساء الفيلقين أوانس بالعشاء وهن حور إذا طلعت فروع الشعريين فنعرف بالوفاء إذا انتمينا ومن يغدر نباينه ببين فضلنا الناس كلهم جميعا كفضل الإبرزي على اللجين ملكنا الناس كلهم جميعا لنا الأسباب بعد التبعين ملكنا بعد داود زمانا وعبدنا ملوك المشرقين زبرنا في ظفار زبور مجد ليقرأه قروم القريتين فنحن الطالبون لكل وتر إذا قال المقاول أين أين سأشفي من ولاة المكر نفسي وكان المكر حينهم وحيني أطعتهم فلم أرشد وكانوا غواة أهلكوا حسبي وزيني قال ثم لم يلبث عمرو بن تبان أسعد أن هلك.


TBRBV02P117C

رجع الحديث الى حديث ابن اسحق قال فمرج أمر حمير عند ذلك وتفرقوا فوثب عليهم رجل من حمير لم يكن من بيوت المملكة منهم يقال له لخنيعة ينوف ذو شناتر فملكهم فقتل خيارهم وعبث ببيوت أهل المملكة منهم فقال قائل من حمير يذكر ما ضيعت حمير من أمرها وفرقت جماعتها ونفت من خيارها § تقتل أبناها وتنفي سراتها وتبني بأيديهم لها الذل حمير تدمر دنياها بطيش حلومها وما ضيعت من دينها فهو أكثر كذاك القرون قبل ذاك بظلمها وإسرافها تأتي الشرور فتخسر وكان لخنيعة ينوف ذو شناتر يصنع ذلك بهم وكان امرأ فاسقا يزعمون أنه كان يعمل عمل قوم لوط ثم كان مع الذي بلغ منهم من القتل والبغي إذا سمع بالغلام من أبناء الملوك قد بلغ أرسل إليه فوقع عليه في مشربة له قد صنعها لذلك لئلا يملك بعد ذلك أبدا ثم يطلع من مشربته تلك إلى حرسه ومن حضر من جنده وهم أسفل منه قد أخذ سواكا فجعله في فيه أي ليعلمهم أنه قد فرغ منه ثم يخلي سبيله فيخرج على حرسه وعلى الناس وقد فضحه حتى إذا كان آخر أبناء تلك الملوك زرعة ذو نواس بن تبان أسعد أبي كرب بن ملكيكرب بن زيد بن عمرو ذي الاذعار أخو حسان وزرعة كان صبيا صغيرا حين أصيب أخوه فشب غلاما جميلا وسيما ذا هيئة وعقل فبعث اليه لخنيعه ينوف ذو شناتر ليفعل به كما كان يفعل بأبناء الملوك قبله فلما أتاه رسوله عرف الذي يريد به فأخذ سكينا حديدا لطيفا فجعله بين نعله وقدمه ثم انطلق إليه مع رسوله فلما خلا به في مشربته تلك أغلقها عليه وعليه ثم وثب عليه وواثبه ذو نواس بالسكين فطعنه به حتى قتله ثم احتز رأسه فجعله في كوة مشربته تلك التي يطلع منها إلى حرسه وجنده ثم أخذ سواكه ذلك فجعله في فيه ثم خرج على الناس فقالوا له ذو نواس أرطب أم يباس فقال سل نخماس استرطبان ذو نواس استرطبان ذو نواس لا باس فذهبوا ينظرون حين قال لهم ما قال فإذا رأس لخنيعة ينوف ذي شناتر في الكوة مقطوع في فيه سواكه قد وضعه ذو نواس فيها فخرجت حمير والأحراس في أثر ذي نواس حتى أدركوه § فقالوا له ما ينبغي لنا أن يملكنا إلا أنت إذ أرحتنا من هذا الخبيث فملكوه واستجمعت عليه حمير وقبائل اليمن فكان آخر ملوك حمير وتهود وتهودت معه حمير وتسمى يوسف فأقام في ملكه زمانا وبنجران بقايا من أهل دين عيسى على الإنجيل أهل فضل واستقامة لهم من أهل دينهم رأس يقال له عبد الله بن الثامر وكان موقع أصل ذلك الدين بنجران وهي بأوسط أرض العرب في ذلك الزمان وأهلها وسائر العرب كلها أهل أوثان يعبدونها ثم إن رجلا من بقايا أهل ذلك الدين وقع بين أظهرهم يقال له فيميون فحملهم عليه فدانوا به.


TBRBV02P119B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن المغيرة بن أبي لبيد مولى الأخنس عن وهب بن منبه اليماني أنه حدثهم إن موقع ذلك الدين بنجران كان أن رجلا من بقايا أهل دين عيسى بن مريم يقال له فيميون وكان رجلا صالحا مجتهدا زاهدا في الدنيا مجاب الدعوة وكان سائحا ينزل القرى لا يعرف بقرية إلا خرج منها إلى قرية لا يعرف فيها وكان لا يأكل إلا من كسب يده وكان بناء يعمل الطين وكان يعظم الأحد فإذا كان الأحد لم يعمل فيه شيئا وخرج إلى فلاة من الأرض فصلى بها حتى يمسي وكان في قرية من قرى الشام يعمل عمله ذلك مستخفيا إذ فطن لشأنه رجل من أهلها يقال له صالح فأحبه صالح حبا لم يحبه شيئا كان قبله فكان يتبعه حيث ذهب ولا يفطن له فيميون حتى خرج مرة في يوم الأحد إلى فلاة من الأرض كما كان يصنع وقد اتبعه صالح وفيميون لا يدري فجلس صالح منه منظر العين مستخفيا منه لا يحب أن يعلم مكانه وقام فيميون يصلي فبينا هو يصلي إذ أقبل نحوه التنين الحية ذات الرءوس السبعة فلما رآها فيميون دعا عليها فماتت ورآها صالح § ولم يدر ما أصابها فخافها عليه فعيل عوله فصرخ يا فيميون التنين قد أقبل نحوك فلم يلتفت إليه وأقبل على صلاته حتى فرغ وأمسى وانصرف وعرف أنه قد عرف وعرف صالح أنه قد رأى مكانه فكلمه فقال يا فيميون يعلم الله ما أحببت شيئا حبك قط وقد أردت صحبتك والكينونة معك حيثما كنت قال ما شئت أمري كما ترى فإن ظننت أنك تقوى عليه فنعم فلزمه صالح وقد كاد أهل القرية أن يفطنوا لشأنه وكان إذا فاجأه العبد به ضر دعا له فشفي وإذا دعى إلى أحد به الضر لم يأته وكان لرجل من أهل القرية ابن ضرير فسأل عن شأن فيميون فقيل له إنه لا يأتي أحدا إذا دعاه ولكنه رجل يعمل للناس البنيان بالأجر فعمد الرجل إلى ابنه ذلك فوضعه في حجرته وألقى عليه ثوبا ثم جاءه فقال له يا فيميون إني قد أردت أن أعمل في بيتي عملا فانطلق معي حتى تنظر إليه فأشارطك عليه فانطلق معه حتى دخل حجرته ثم قال ما تريد أن تعمل في بيتك قال كذا وكذا ثم انتشط الرجل الثوب عن الصبي ثم قال يا فيميون عبد من عباد الله أصابه ما ترى فادع الله له فقال فيميون حين رأى الصبي اللهم عبد من عبادك دخل عليه عدوك في نعمتك ليفسدها عليه فاشفه وعافه وامنعه منه فقام الصبي ليس به بأس وعرف فيميون أنه قد عرف فخرج من القرية واتبعه صالح فبينما هو يمشي في بعض الشام مر بشجرة عظيمة فناداه منها رجل فقال أفيميون قال نعم قال ما زلت أنتظرك وأقول متى هو جاء حتى سمعت صوتك فعرفت أنك هو لا تبرح حتى نقوم علي فإني ميت الآن قال فمات وقام عليه حتى واراه ثم انصرف ومعه صالح حتى وطئا بعض أرض العرب فعدى عليهما فاختطفتهما سيارة من بعض العرب فخرجوا بهما حتى باعوهما بنجران وأهل نجران يومئذ على دين العرب تعبد نخلة طويلة بين أظهرهم لهم عيد كل سنة إذا كان ذلك العيد علقوا عليها § كل ثوب حسن وجدوه وحلي النساء ثم خرجوا فعكفوا عليها يوما فابتاع رجل من أشرافهم فيميون وابتاع رجل آخر صالحا فكان فيميون إذا قام من الليل في بيت له أسكنه إياه سيده الذي ابتاعه يصلي استسرج له البيت نورا حتى يصبح من غير مصباح فرأى ذلك سيده فأعجبه ما رأى فسأله عن دينه فأخبره به فقال له فيميون إنما أنتم في باطل وإن هذه النخلة لا تضر ولا تنفع لو دعوت عليها الذي أعبد أهلكها وهو الله وحده لا شريك له قال فقال له سيده فافعل فإنك إن فعلت دخلنا في دينك وتركنا ما كنا عليه قال فقام فيميون فتطهر ثم صلى ركعتين ثم دعا الله عليهما فأرسل الله ريحا فجعفتها من أصلها فألقتها فاتبعه عند ذلك أهل نجران على دينه فحملهم على الشريعه من دين عيسى بن مريم ثم دخل عليهم بعد ذلك الأحداث التي دخلت على أهل دينهم بكل أرض فمن هنالك كانت النصرانية بنجران في أرض العرب.


TBRBV02P121B

فهذا حديث وهب بن منبه في خبر أهل نجران حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن يزيد بن زياد مولى لبني هاشم عن محمد بن كعب القرظي قال وحدثني محمد بن إسحاق أيضا عن بعض أهل نجران إن أهل نجران كانوا أهل شرك يعبدون الأوثان وكان في قرية من قراها قريبا من نجران ونجران القرية العظمى التي إليها جماع أهل تلك البلاد ساحر يعلم غلمان أهل نجران السحر فلما أن نزلها فيميون قال ولم يسموه باسمه الذي سماه به وهب بن منبه قالوا رجل نزلها ابتنى خيمة بين نجران وبين تلك القرية التي بها الساحر فجعل أهل نجران يرسلون غلمانهم إلى ذلك الساحر يعلمهم السحر فبعث الثامر ابنه عبد الله بن الثامر مع غلمان أهل نجران فكان إذا مر بصاحب الخيمة أعجبه ما يرى من صلاته وعبادته فجعل يجلس إليه ويسمع منه حتى § أسلم فوحد الله وعبده وجعل يسأله عن الاسم الأعظم وكان يعلمه فكتمه إياه وقال يا بن أخي إنك لن تحتمله أخشى ضعفك عنه فلما ابى عليه والثامر أبو عبد الله لا يظن إلا أن ابنه عبد الله يختلف إلى الساحر كما يختلف الغلمان فلما رأى عبد الله أن صاحبه قد ضن به عنه وتخوف ضعفه فيه عمد إلى قداح فجمعها ثم لم يبق لله اسما يعلمه إلا كتبه في قدح لكل اسم قدح حتى إذا أحصاها أوقد لها نارا ثم جعل يقذفها فيها قدحا قدحا حتى إذا مر بالاسم الأعظم قذف فيها بقدحه فوثب القدح حتى خرج منها لم يضره شيء فقام إليه فأخذه ثم أتى صاحبه فأخبره أنه قد علم الاسم الذي كتمه فقال له ما هو قال كذا وكذا قال وكيف علمته فاخبره كيف صنع قال فقال يا بن أخي قد أصبته فامسك على نفسك وما أظن أن تفعل فجعل عبد الله بن الثامر إذا أتى نجران لم يلق أحدا به ضر إلا قال له يا عبد الله أتوحد الله وتدخل في ديني فأدعو الله فيعافيك مما أنت فيه من البلاء فيقول نعم فيوحد الله ويسلم ويدعو له فيشفى حتى لم يبق أحد بنجران به ضر إلا أتاه فاتبعه على أمره ودعا له فعوفي حتى رفع شأنه إلى ملك نجران فدعاه فقال له أفسدت علي أهل قريتي وخالفت ديني ودين آبائي لأمثلن بك قال لا تقدر على ذلك فجعل يرسل به إلى الجبل الطويل فيطرح عن رأسه فيقع على الأرض ليس به بأس وجعل يبعث به إلى مياه بنجران بحور لا يقع فيها شيء إلا هلك فيلقى فيها فيخرج ليس به بأس فلما غلبه قال عبد الله بن الثامر إنك والله لا تقدر على قتلي حتى توحد الله فتؤمن بما آمنت به فإنك إن فعلت ذلك سلطت علي فقتلتني فوحد الله ذلك الملك وشهد بشهاده عبد الله ابن الثامر ثم ضربه بعصا في يده فشجه شجة غير كبيرة فقتله فهلك الملك مكانه واستجمع أهل نجران على دين عبد الله بن الثامر وكان على ما جاء به عيسى بن مريم من الإنجيل وحكمه ثم أصابهم ما أصاب أهل دينهم من الأحداث فمن هنالك كان أصل النصرانية بنجران.


TBRBV02P123C

وجنوده تلك حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال حدثني محمد بن إسحاق قال أنزل الله على رسوله قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود الى قوله بالله العزيز الحميد يقال كان فيمن قتل ذو نواس عبد الله بن الثامر رئيسهم وإمامهم ويقال عبد الله بن الثامر قتل قبل ذلك قتله ملك كان قبله هو كان أصل ذلك الدين وإنما قتل ذو نواس من كان بعده من أهل دينه.


TBRBV02P124B

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم إنه حدث أن رجلا من أهل نجران في زمن عمر بن الخطاب حفر خربة من خرب نجران لبعض حاجاته فوجد عبد الله بن الثامر تحت دفن منها قاعدا واضعا يده على ضربة في رأسه ممسكا عليها بيده فإذا أخرت يده عنها انثعبت دما وإذا أرسلت يده ردها عليها فامسك دمها وفي يده خاتم مكتوب فيه ربي الله فكتب فيه إلى عمر يخبره بأمره فكتب إليهم عمر أن أقروه على حاله وردوا عليه الدفن الذي كان عليه ففعلوا وخرج دوس ذو ثعلبان حين أعجز القوم على وجهه ذلك حتى قدم على قيصر صاحب الروم فاستنصره على ذي نواس وجنوده وأخبره بما بلغ منهم فقال له قيصر بعدت بلادك من بلادنا ونأت عنا فلا نقدر على أن نتناولها بالجنود ولكني سأكتب لك إلى ملك الحبشة فإنه على هذا الدين وهو أقرب إلى بلادك منا فينصرك ويمنعك ويطلب لك بثأرك ممن ظلمك واستحل منك ومن أهل دينك ما استحل فكتب معه قيصر إلى ملك الحبشة يذكر له حقه وما بلغ منه ومن أهل دينه ويأمره بنصره وطلب § ثأره ممن بغى عليه وعلى أهل دينه فلما قدم دوس ذو ثعلبان بكتاب قيصر على النجاشي صاحب الحبشة بعث معه سبعين ألفا من الحبشة وأمر عليهم رجلا منهم من أهل الحبشة يقال له ارياط وعهد إليه إن أنت ظهرت عليهم فاقتل ثلث رجالهم واخرب ثلث بلادهم واسب ثلث نسائهم وأبنائهم فخرج ارياط ومعه جنوده وفي جنوده أبرهة الأشرم فركب البحر ومعه دوس ذو ثعلبان حتى نزلوا بساحل اليمن وسمع بهم ذو نواس فجمع إليه حمير ومن أطاعه من قبائل اليمن فاجتمعوا إليه على اختلاف وتفرق لانقطاع المدة وحلول البلاء والنقمة فلم يكن له حرب غير أنه ناوش ذو نواس شيئا من قتال ثم انهزموا ودخلها ارياط بجموعه فلما رأى ذو نواس ما رأى مما نزل به وبقومه وجه فرسه إلى البحر ثم ضربه فدخل فيه فخاض به ضحضاح البحر حتى أفضى به إلى غمره فأقحمه فيه فكان آخر العهد به ووطيء ارياط اليمن بالحبشة فقتل ثلث رجالها وأخرب ثلث بلادها وبعث إلى النجاشي بثلث سباياها ثم أقام بها قد ضبطها وأذلها فقال قائل من أهل اليمن وهو يذكر ما ساق إليهم دوس ذو ثعلبان من أمر الحبشة فقال لا كدوس ولا كإعلاق رحله يعني ما ساق إليهم من الحبشة فهي مثل باليمن إلى اليوم وقال ذو جدن الحميري وهو يذكر حمير وما دخل عليها من الذل بعد العز الذي كانوا فيه وما هدم من حصون اليمن وكان ارياط قد اخرب مع ما أخرب من أرض اليمن سلحين وبينون وغمدان حصونا لم يكن في الناس مثلها فقال هونك ليس يرد الدمع ما فاتا لا تهلكي أسفا في ذكر من ماتا أبعد بينون لا عين ولا أثر وبعد سلحين يبني الناس أبياتا وقال ذو جدن الحميرى في ذلك دعينى لا ابالك لن تطيقي لحاك الله قد أنزفت ريقي § لدى عزف القيان إذ انتشينا وإذ نسقى من الخمر الرحيق وشرب الخمر ليس على عارا إذا لم يشكني فيها رفيقي فإن الموت لا ينهاه ناه ولو شرب الشفاء مع النشوق ولا مترهب في أسطوان يناطح جدره بيض الأنوق وغمدان الذي حدثت عنه بنوه ممسكا في رأس نيق بمنهمة وأسفله جروب وحر الموحل اللثق الزليق مصابيح السليط تلوح فيه إذا يمسي كتوماض البروق ونخلته التي غرست اليه يكاد البسر يهصر بالعذوق فأصبح بعد جدته رمادا وغير حسنه لهب الحريق وأسلم ذو نواس مستميتا وحذر قومه ضنك المضيق وقال ابن الذئبة الثقفي وهو يذكر حمير حين نزل بها السودان وما أصابوا منهم لعمرك ما للفتى من مفر مع الموت يلحقه والكبر لعمرك ما للفتى صحرة لعمرك ما إن له من وزر § أبعد قبائل من حمير أتوا ذا صباح بذات العبر بالب الوب وحرابة كمثل السماء قبيل المطر يصم صياحهم المقربات وينفون من قاتلوا بالزمر سعالى كمثل عديد التراب ييبس منهم رطاب الشجر.


TBRBV02P128B

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال فأقام أرياط باليمن سنين في سلطانه ذلك ثم نازعه في أمر الحبشة باليمن أبرهة الحبشي § وكان في جنده حتى تفرقت الحبشة عليهما فانحاز إلى كل واحد منهما طائفة منهم ثم سار أحدهما إلى الآخر فلما تقارب الناس ودنا بعضهم من بعض أرسل أبرهة إلى أرياط إنك لن تصنع بأن تلقي الحبشة بعضها ببعض حتى تفنيها شيئا فابرز لي وأبرز لك فأينا ما أصاب صاحبه انصرف إليه جنده فأرسل إليه أرياط أن قد أنصفتني فاخرج فخرج إليه أبرهة وكان رجلا قصيرا لحيما حادرا وكان ذا دين في النصرانية وخرج إليه أرياط وكان رجلا عظيما طويلا وسيما وفي يده حربة وخلف أبرهة ربوة تمنع ظهره وفيها غلام له يقال له عتودة فلما دنا أحدهما من صاحبه رفع أرياط الحربة فضرب بها على رأس أبرهة يريد يافوخه فوقعت الحربة على جبهة أبرهة فشرمت حاجبه وعينه وأنفه وشفته فبذلك سمي أبرهة الأشرم وحمل غلام أبرهة عتودة على ارياط من خلف أبرهة فقتله وانصرف جند أرياط إلى أبرهة فاجتمعت عليه الحبشة باليمن فقال عتودة في قتله ارياط أنا عتودة من فرقة أردة لا أب ولا أم نجده أي يقول قتلك عبده قال فقال الأشرم عند ذلك لعتودة حكمك يا عتودة وإن كنت قتلته ولا ينبغي لنا ذلك إلا ديته فقال عتودة حكمي ألا تدخل عروس من أهل اليمن على زوجها منهم حتى أصيبها قبله فقال ذلك لك ثم أخرج دية أرياط وكان كل ما صنع أبرهة بغير علم النجاشي ملك الحبشة فلما بلغه ذلك غضب غضبا شديدا وقال عدا على أميري فقتله بغير أمري ثم حلف ألا يدع أبرهة حتى يطأ بلاده ويجز ناصيته فلما بلغ ذلك أبرهة حلق رأسه ثم ملأ جرابا من تراب اليمن ثم بعث به إلى النجاشي وكتب إليه أيها الملك إنما كان ارياط عبدك وأنا عبدك فاختلفنا في أمرك وكل طاعته لك إلا أني كنت أقوى منه على أمر الحبشة وأضبط لها § وأسوس لها وقد حلقت رأسي كله حين بلغني قسم الملك وبعثت إليه بجراب من تراب أرض اليمن ليضعه تحت قدميه فيبر قسمه فلما انتهى ذلك إلى النجاشي رضي عنه وكتب إليه أن اثبت على عملك بأرض اليمن حتى يأتيك أمري فلما رأى أبرهة أن النجاشي قد رضي عنه وملكه على الحبشة وأرض اليمن بعث إلى أبي مرة بن ذي يزن فنزع منه امرأته ريحانة ابنة علقمة بن مالك بن زيد بن كهلان وأبو ريحانة ذو جدن وقد كانت ولدت لأبي مرة معد يكرب بن أبي مرة وولدت لأبرهة بعد أبي مرة مسروق بن أبرهة وبسباسة ابنة أبرهة وهرب منه أبو مرة فأقام أبرهة باليمن وغلامه عتودة يصنع باليمن ما كان أعطاه من حكمه حينا ثم عدا على عتودة رجل من حمير أو من خثعم فقتله فلما بلغ أبرهة قتله وكان رجلا حليما سيدا شريفا ورعا في دينه من النصرانية قال قد انى لكم يا أهل اليمن أن يكون فيكم رجل حازم يأنف مما يأنف منه الرجال إني والله لو علمت حين حكمته أنه يسأل الذي سأل ما حكمته ولا أنعمته عينا وايم الله لا يؤخذ منكم فيه عقل ولا يتبعكم مني في قتله شيء تكرهونه قال ثم إن أبرهة بنى القليس بصنعاء فبنى كنيسة لم ير مثلها في زمانها بشيء من الأرض ثم كتب إلى النجاشي ملك الحبشة إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك ولست بمنته حتى أصرف إليها حاج العرب فلما تحدثت العرب بكتاب أبرهة ذلك إلى النجاشي غضب رجل من النساة أحد بني فقيم ثم أحد بني مالك فخرج حتى أتى القليس فقعد فيها ثم خرج فلحق بأرضه فأخبر بذلك أبرهة فقال من صنع هذا فقيل صنعه رجل من أهل هذا البيت الذي تحج العرب إليه بمكة لما سمع § من قولك أصرف إليه حاج العرب فغضب فجاء فقعد فيها أي أنها ليست لذلك بأهل فغضب عند ذلك أبرهة وحلف ليسيرن إلى البيت فيهدمه وعند أبرهة رجال من العرب قد قدموا عليه يلتمسون فضله منهم محمد بن خزاعي بن حزابة الذكواني ثم السلمي في نفر من قومه معه أخ له يقال له قيس بن خزاعي فبينا هم عنده غشيهم عيد لأبرهة فبعث إليهم فيه بغدائه وكان يأكل الخصى فلما أتى القوم بغدائه قالوا والله لئن أكلنا هذا لا تزال تعيبنا به العرب ما بقينا فقام محمد بن خزاعي فجاء أبرهة فقال أيها الملك هذا يوم عيد لنا لا نأكل فيه إلا الجنوب والأيدي فقال له أبرهة فسنبعث إليكم ما أحببتم فإنما أكرمتكم بغدائي لمنزلتكم مني ثم إن أبرهة توج محمد بن خزاعي وأمره على مضر وأمره أن يسير في الناس يدعوهم إلى حج القليس كنيسته التي بناها فسار محمد بن خزاعي حتى إذا نزل ببعض أرض بني كنانة وقد بلغ أهل تهامة أمره وما جاء له بعثوا إليه رجلا من هذيل يقال له عروة بن حياض الملاصي فرماه بسهم فقتله وكان مع محمد بن خزاعي أخوه قيس فهرب حين قتل أخوه فلحق بأبرهة فأخبره بقتله فزاد ذلك أبرهة غضبا وحنقا وحلف ليغزون بني كنانة وليهدمن البيت.

HJRFV06P556E

ومنهم محمد بن خزاعي بن علقمة بن حرابة السلمي من بني ذكوان ذكره بن سعد عن علي بن محمد عن سلمة بن الفضل § عن محمد بن إسحاق قال سمي محمد بن خزاعي طمعا في النبوة وذكر الطبري أن أبرهة الحبشي توجه وأمره أن يغزو بني كنانة فقتلوه فكان ذلك من أسباب قصة الفيل.

COMMENT
TBRBV02P132B

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال ثم إن أبرهة حين أجمع السير إلى البيت أمر الحبشان فتهيأت وتجهزت وخرج معه بالفيل قال وسمعت العرب بذلك فأعظموه وفظعوا به ورأوا جهاده حقا عليهم حين سمعوا أنه يريد هدم الكعبة بيت الله الحرام فخرج له رجل كان من أشراف أهل اليمن وملوكهم يقال له ذو نفر فدعا قومه ومن أجابه منهم من سائر العرب إلى حرب أبرهة وجهاده عن بيت الله وما يريد من هدمه وإخرابه فأجابه من أجابه إلى ذلك وعرض له فقاتله فهزم ذو نفر وأصحابه وأخذ له ذو نفر أسيرا فأتي به فلما أراد قتله قال له ذو نفر أيها الملك لا تقتلني فإنه عسى أن يكون كوني معك خيرا لك من قتلي فتركه من القتل وحبسه عنده في وثاق وكان أبرهة رجلا حليما ثم مضى أبرهة على وجهه ذلك يريد ما خرج له حتى إذا كان بأرض خثعم عرض له نفيل ابن حبيب الخثعمي في قبيلي خثعم شهران وناهس ومن تبعه من قبائل العرب فقاتله فهزمه أبرهة وأخذ له نفيل أسيرا فأتي به فلما هم بقتله قال له نفيل أيها الملك لا تقتلني فإني دليلك بأرض العرب وهاتان يداي لك على قبيلي خثعم شهران وناهس بالسمع والطاعة فأعفاه وخلى سبيله وخرج به معه يدله على الطريق حتى إذا مر بالطائف خرج إليه مسعود بن معتب في رجال ثقيف فقال له أيها الملك إنما نحن عبيدك سامعون لك مطيعون ليس لك عندنا خلاف وليس بيتنا هذا بالبيت الذي تريد يعنون اللات إنما تريد البيت الذي بمكة يعنون الكعبة ونحن نبعث معك من يدلك فتجاوز عنهم وبعثوا معه أبا رغال فخرج أبرهة ومعه أبو رغال حتى أنزله المغمس فلما أنزله به مات أبو رغال هنالك فرجمت العرب قبره فهو القبر الذي يرجم الناس بالمغمس ولما نزل أبرهة المغمس بعث رجلا من الحبشة يقال له الأسود بن مقصود § على خيل له حتى انتهى إلى مكة فساق إليه أموال أهل مكة من قريش وغيرهم وأصاب منها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم وهو يومئذ كبير قريش وسيدها فهمت قريش وكنانة وهذيل ومن كان بالحرم من سائر الناس بقتاله ثم عرفوا أنه لا طاقة لهم به فتركوا ذلك وبعث أبرهة حناطة الحميري الى مكة وقال له سل عن سيد هذا البلد وشريفهم ثم قل له إن الملك يقول لكم إني لم آت لحربكم إنما جئت لهدم البيت فإن لم تعرضوا دونه بحرب فلا حاجة لي بدمائكم فإن لم يرد حربي فأتني به فلما دخل حناطة مكة سأل عن سيد قريش وشريفها فقيل له عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي فجاءه فقال له ما أمره به أبرهة فقال له عبد المطلب والله ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقة هذا بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم أو كما قال فإن يمنعه فهو بيته وحرمه وإن يخل بينه وبينه فو الله ما عندنا من دفع عنه أو كما قال له فقال له حناطة فانطلق إلى الملك فإنه قد أمرني أن آتيه بك فانطلق معه عبد المطلب ومعه بعض بنيه حتى أتى العسكر فسأل عن ذي نفر وكان له صديقا حتى دل عليه وهو في محبسه فقال له يا ذا نفر هل عندك غناء فيما نزل بنا فقال له ذو نفر وما غناء رجل أسير بيدي ملك ينتظر أن يقتله غدوا أو عشيا ما عندي غناء في شيء مما نزل بك إلا أن أنيسا سائس الفيل لي صديق فسأرسل إليه فأوصيه بك وأعظم عليه حقك وأسأله أن يستأذن لك على الملك فتكلمه بما تريد ويشفع لك عنده بخير إن قدر على ذلك قال حسبي فبعث ذو نفر إلى أنيس فجاء به فقال يا أنيس إن عبد المطلب سيد قريش وصاحب عير مكة يطعم الناس بالسهل والوحوش في رءوس الجبال وقد أصاب له الملك مائتي بعير فاستأذن له عليه وانفعه عنده بما استطعت قال أفعل فكلم أنيس أبرهة فقال أيها الملك هذا سيد قريش ببابك يستأذن عليك وهو صاحب عير مكة يطعم الناس بالسهل والوحوش في رءوس الجبال فأذن له عليك فيكلمك بحاجته وأحسن إليه قال فأذن له § أبرهة وكان عبد المطلب رجلا عظيما وسيما جسيما فلما رآه أبرهة أجله وأكرمه أن يجلس تحته وكره أن تراه الحبشة يجلسه معه على سرير ملكه فنزل أبرهة عن سريره فجلس على بساطه وأجلسه معه عليه إلى جنبه ثم قال لترجمانه قل له حاجتك إلى الملك فقال له ذلك الترجمان فقال عبد المطلب حاجتي إلى الملك أن يرد علي مائتي بعير أصابها لي فلما قال له ذلك قال أبرهة لترجمانه قل له قد كنت أعجبتني حين رأيتك ثم زهدت فيك حين كلمتني أتكلمني في مائتي بعير قد أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه قال له عبد المطلب انى أنا رب الإبل وإن للبيت ربا سيمنعه قال ما كان ليمنع مني قال أنت وذاك اردد إلي إبلي وكان فيما زعم بعض أهل العلم قد ذهب عبد المطلب إلى أبرهة حين بعث إليه حناطة بعمرو بن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وهو يومئذ سيد بنى كنانه وخويلد بن واثله الهذلي وهو يومئذ سيد هذيل فعرضوا على أبرهة ثلث أموال تهامة على أن يرجع عنهم ولا يهدم البيت فأبى عليهم والله أعلم وكان أبرهة قد رد على عبد المطلب الإبل التي أصاب له فلما انصرفوا عنه انصرف عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر وأمرهم بالخروج من مكة والتحرز في شعف الجبال والشعاب تخوفا عليهم معرة الجيش ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة الباب باب الكعبة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده فقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة يا رب لا أرجو لهم سواكا يا رب فامنع منهم حماكا إن عدو البيت من عاداكا امنعهم أن يخربوا قراكا § ثم قال أيضا لا هم إن العبد يمنع رحله فامنع حلالك لا يغلبن صليبهم ومحالهم غدوا محالك فلئن فعلت فربما أولى فأمر ما بدا لك ولئن فعلت فانه امر تتم به فعالك جروا جموع بلادهم والفيل كي يسبوا عيالك عمدوا حماك بكيدهم جهلا وما رقبوا جلالك وقال أيضا وكنت إذا أتى باغ بسلم نرجي أن تكون لنا كذلك فولوا لم ينالوا غير خزي وكان الحين يهلكهم هنالك ولم أسمع بأرجس من رجال أرادوا العز فانتهكوا حرامك ثم أرسل عبد المطلب حلقة الباب باب الكعبة وانطلق هو ومن معه من قريش إلى شعف الجبال فتحرزوا فيها ينتظرون ما أبرهة فاعل بمكة إذا دخلها فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة وهيأ فيله وعبى جيشه وكان اسم الفيل محمودا وأبرهة مجمع لهدم البيت ثم الانصراف إلى اليمن فلما وجهوا الفيل أقبل نفيل بن حبيب الخثعمي حتى قام إلى جنبه ثم أخذ بأذنه فقال ابرك محمود وارجع راشدا من حيث جئت فإنك في بلد الله الحرام ثم أرسل أذنه فبرك الفيل وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتى صعد § في الجبل وضربوا الفيل ليقوم فأبى وضربوا في رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى فأدخلوا محاجن لهم في مراقه فبزغوه ليقوم فأبى فوجهوه راجعا إلى اليمن فقام يهرول ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك ووجهوه إلى مكة فبرك وأرسل الله عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف مع كل طير منها ثلاثة أحجار يحملها حجر في منقاره وحجران في رجليه مثل الحمص والعدس لا تصيب منهم أحدا إلا هلك وليس كلهم أصابت وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاءوا ويسألون عن نفيل بن حبيب ليدلهم على الطريق إلى اليمن فقال نفيل بن حبيب حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته أين المفر والإله الطالب والأشرم المغلوب غير الغالب وقال نفيل أيضا ألا حييت عنا يا ردينا نعمناكم مع الإصباح عينا أتانا قابس منكم عشاء فلم يقدر لقابسكم لدينا ردينة لو رأيت ولم تريه لدى جنب المحصب ما رأينا إذا لعذرتنى وحمدت رأيي ولم تأسى على ما فات بينا حمدت الله إذ عاينت طيرا وخفت حجارة تلقى علينا فكل القوم يسأل عن نفيل كأن علي للحبشان دينا فخرجوا يتساقطون بكل طريق ويهلكون على كل منهل وأصيب أبرهة في جسده وخرجوا به معهم تسقط أنامله أنملة أنملة كلما سقطت منه § أنملة اتبعتها منه مدة تمث قيحا ودما حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطير فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه فيما يزعمون.


TBRBV02P139B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يعقوب ابن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حدث أن أول ما رئيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام وأنه أول ما رئي بها مرار الشجر الحرمل والحنظل والعشر ذلك العام قال ابن إسحاق ولما هلك أبرهة ملك اليمن ابنه في الحبشة يكسوم بن أبرهة وبه كان يكنى فذلت حمير وقبائل اليمن ووطئتهم الحبشة فنكحوا نساءهم وقتلوا رجالهم واتخذوا أبناءهم تراجمة بينهم وبين العرب قال ولما رد الله الحبشة عن مكة فأصابهم ما أصابهم من النقمة عظمت العرب قريشا وقالوا أهل الله قاتل الله عنهم فكفاهم مئونة عدوهم قال ولما هلك يكسوم بن أبرهة ملك اليمن في الحبشة أخوه مسروق ابن أبرهة فلما طال البلاء على أهل اليمن وكان ملك الحبشة باليمن فيما بين أن دخلها أرياط إلى أن قتلت الفرس مسروقا واخرجوا الحبشه من اليمن اثنتين وسبعين سنة توارث ذلك منهم أربعة ملوك أرياط ثم أبرهة ثم يكسوم بن أبرهة ثم مسروق بن أبرهة خرج سيف بن ذي يزن الحميري وكان يكنى بأبي مرة حتى قدم على قيصر ملك الروم فشكا ما هم فيه وطلب اليه أن يخرجهم عنه ويليهم هو ويبعث إليهم من شاء من الروم فيكون له ملك اليمن فلم يشكه ولم يجد عنده شيئا مما يريد فخرج حتى قدم الحيرة على النعمان بن المنذر وهو عامل كسرى على الحيرة وما يليها من أرض العرب من العراق فشكا إليه ما هم فيه من البلاء والذل فقال له النعمان إن لي على كسرى وفماده في كل عام فأقم عندي حتى يكون ذلك فأخرج بك معي قال فأقام عنده حتى خرج النعمان إلى كسرى فخرج معه الى § كسرى فلما قدم النعمان على كسرى وفرغ من حاجته ذكر له سيف بن ذي يزن وما قدم له وسأل أن يأذن له عليه ففعل وكان كسرى إنما يجلس في إيوان مجلسه الذي فيه تاجه وكان تاجه مثل القنقل العظيم مضروبا فيه الياقوت والزبرجد واللؤلؤ والذهب والفضة معلقا بسلسلة من ذهب في رأس طاق مجلسه ذلك كانت عنقه لا تحمل تاجه إنما يستر بالثياب حتى يجلس في مجلسه ذلك ثم يدخل رأسه في تاجه فإذا استوى في مجلسه كشف الثياب عنه فلا يراه رجل لم يره قبل ذلك إلا برك هيبة له فلما دخل عليه سيف بن ذي يزن برك ثم قال أيها الملك غلبتنا على بلادنا الأغربة فقال كسرى أي الأغربة الحبشة أم السند قال بل الحبشة فجئتك لتنصرني عليهم وتخرجهم عني ويكون ملك بلادي لك فأنت أحب إلينا منهم قال بعدت أرضك من أرضنا وهي أرض قليلة الخير إنما بها الشاء والبعير وذلك مما لا حاجة لنا به فلم أكن لأورط جيشا من فارس بأرض العرب لا حاجة لي بذلك ثم أمر فأجيز بعشرة آلاف درهم واف وكساه كسوة حسنة فلما قبض ذلك سيف بن ذي يزن خرج فجعل ينثر الورق للناس ينهبها الصبيان والعبيد والإماء فلم يلبث ذلك أن دخل على كسرى فقيل له العربي الذى اعطيته ما أعطيته ينثر دراهمه للناس ينهبها العبيد والصبيان والإماء فقال كسرى إن لهذا الرجل لشأنا ائتوني به فلما دخل عليه قال عمدت إلي حباء الملك الذي حباك به تنثره للناس قال وما أصنع بالذي أعطاني الملك ما جبال أرضي التي جئت منها إلا ذهب وفضة يرغبه فيها لما رأى من زهادته فيها إنما جئت الملك ليمنعني من الظلم ويدفع عني الذل فقال له كسرى أقم عندي حتى أنظر في أمرك فأقام عنده وجمع كسرى مرازبته وأهل الرأي ممن كان يستشيره في أمره فقال ما ترون في أمر هذا الرجل وما جاء له فقال قائل منهم أيها الملك إن في سجونك رجالا قد حبستهم للقتل فلو أنك بعثتهم معه فإن هلكوا كان الذي أردت بهم وإن ظهروا على بلاده كان ملكا ازددته إلى ملكك فقال إن هذا الرأي أحصوا لي كم في سجوني من الرجال فحسبوا له § فوجدوا في سجونه ثمانمائه رجل فقال انظروا إلى أفضل رجل منهم حسبا وبيتا اجعلوه عليهم فوجدوا أفضلهم حسبا وبيتا وهرز وكان ذا سن فبعثه مع سيف وأمره على أصحابه ثم حملهم في ثماني سفائن في كل سفينة مائة رجل وما يصلحهم في البحر فخرجوا حتى إذا لججوا في البحر غرقت من السفن سفينتان بما فيهما فخلص إلى ساحل اليمن من ارض عدن ست سفائن فيهن ستمائه رجل فيهم وهرز وسيف بن ذي يزن فلما اطمأنا بأرض اليمن قال وهرز لسيف ما عندك قال ما شئت من رجل عربي وفرس عربي ثم اجعل رجلي مع رجلك حتى نموت جميعا أو نظهر جميعا قال وهرز أنصفت وأحسنت فجمع إليه سيف من استطاع من قومه وسمع بهم مسروق بن أبرهة فجمع إليه جنده من الحبشة ثم سار إليهم حتى إذا تقارب العسكران ونزل الناس بعضهم إلى بعض بعث وهرز ابنا له كان معه يقال له نوزاذ على جريدة خيل فقال له ناوشهم القتال حتى ننظر كيف قتالهم فخرج إليهم فناوشهم شيئا من قتال ثم تورط في مكان لم يستطع الخروج منه فقتلوه فزاد ذلك وهرز حنقا عليهم وجدا على قتالهم فلما تواقف الناس على مصافهم قال وهرز أروني ملكهم فقالوا ترى رجلا على الفيل عاقدا تاجه على رأسه بين عينيه ياقوتة حمراء قال نعم قالوا ذاك ملكهم قال اتركوه فوقفوا طويلا ثم قال علا م هو قالوا قد تحول على الفرس فقال اتركوه فوقفوا طويلا ثم قال علا م هو قالوا قد تحول على البغلة قال ابنة الحمار ذل وذل ملكه هل تسمعون إني سأرميه فإن رأيتم أصحابه وقوفا لم يتحركوا فاثبتوا حتى أوذنكم فإني قد أخطأت الرجل وإن رأيتم القوم قد استداروا ولاثوا به فقد أصبت الرجل فاحملوا عليهم ثم أوتر قوسه وكانت فيما زعموا لا يوترها غيره من شدتها ثم أمر بحاجبيه § فعصبا له ثم وضع في قوسه نشابة فمغط فيها حتى إذا ملأها أرسلها فصك بها الياقوتة التي بين عينيه فتغلغلت النشابة في رأسه حتى خرجت من قفاه وتنكس عن دابته واستدارت الحبشة ولاثت به وحملت عليهم الفرس وانهزمت الحبشة فقتلوا وهرب شريدهم في كل وجه فأقبل وهرز يريد صنعاء يدخلها حتى إذا أتى بابها قال لا تدخل رايتي منكسة أبدا اهدموا الباب فهدم باب صنعاء ثم دخلها ناصبا رايته يسار بها بين يديه فلما ملك اليمن ونفى عنها الحبشة كتب إلى كسرى إني قد ضبطت لك اليمن وأخرجت من كان بها من الحبشة وبعث إليه بالأموال فكتب إليه كسرى يأمره أن يملك سيف بن ذي يزن على اليمن وأرضها وفرض كسرى على سيف بن ذي يزن جزية وخرجا يؤديه إليه في كل عام معلوم يبعث إليه في كل عام وكتب إلى وهرز أن ينصرف إليه فانصرف إليه وهرز وملك سيف بن ذي يزن على اليمن وكان أبوه ذو يزن من ملوك اليمن فهذا ما حدثنا به ابن حميد عن سلمة عن ابن إسحاق من أمر حمير والحبشة وملكهم وتوجيه كسرى من وجه لحرب الحبشة باليمن.


TBRBV02P148B

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال فلما انصرف وهرز إلى كسرى وملك سيفا على اليمن عدا على الحبشة فجعل يقتلها ويبقر النساء عما في بطونها حتى إذا أفناها إلا بقايا ذليلة قليلة فاتخذهم خولا واتخذ منهم جمازين يسعون بين يديه بحرابهم فمكث بذلك حينا غير كثير ثم إنه خرج يوما والحبشة تسعى بين يديه بحرابهم حتى إذا كان في وسط منهم وجئوه بالحراب حتى قتلوه ووثب بهم رجل من الحبشة فقتل باليمن وأوعث فأفسد فلما بلغ ذلك كسرى بعث إليهم وهرز في أربعة آلاف من الفرس وأمره ألا يترك باليمن أسود ولا ولد عربية من أسود إلا قتله صغيرا أو كبيرا ولا يدع رجلا جعدا قططا قد شرك فيه السودان إلا قتله فأقبل وهرز حتى دخل اليمن ففعل ذلك ولم يترك بها حبشيا إلا قتله ثم كتب إلى كسرى بذلك فأمره كسرى عليها فكان عليها وكان يجبيها إلى كسرى حتى هلك وأمر كسرى بعده ابنه المرزبان بن وهرز فكان عليها حتى هلك فأمر كسرى بعده البينجان بن المرزبان بن وهرز حتى هلك ثم أمر كسرى بعده خر خسره بن البينجان بن المرزبان بن وهرز فكان عليها ثم إن كسرى غضب عليه فحلف ليأتينه به أهل اليمن يحملونه على أعناقهم ففعلوا فلما قدم على كسرى تلقاه رجل من عظماء فارس فألقى عليه سيفا لأبي كسرى فأجاره كسرى بذلك من القتل ونزعه وبعث باذان إلى اليمن فلم يزل عليها حتى بعث الله رسوله محمدا ص وكان فيما ذكر بين كسرى أنوشروان وبين يخطيانوس ملك § الروم موادعة وهدنة فوقع بين رجل من العرب كان ملكه يخطيانوس على عرب الشام يقال له خالد بن جبلة وبين رجل من لخم كان ملكه كسرى على ما بين عمان والبحرين واليمامة إلى الطائف وسائر الحجاز ومن فيها من العرب يقال له المنذر بن النعمان نائرة فأغار خالد بن جبلة على حيز المنذر فقتل من أصحابه مقتلة عظيمة وغنم أموالا من أمواله فشكا ذلك المنذر إلى كسرى وسأله الكتاب إلى ملك الروم في إنصافه من خالد فكتب كسرى إلى يخطيانوس يذكر ما بينهما من العهد على الهدنة والصلح ويعلمه ما لقي المنذر عامله على العرب من خالد بن جبلة الذي ملكه على من في بلاده من العرب ويسأله أن يأمر خالدا أن يرد على المنذر ما غنم من حيزه وبلاده ويدفع إليه دية من قتل من عربها وينصف المنذر من خالد وألا يستخف بما كتب به من ذلك فيكون انتقاض ما بينهما من العهد والهدنة بسببه وواتر الكتب إلى يخطيانوس في إنصاف المنذر فلم يحفل بها فاستعد كسرى فغزا بلاد يخطيانوس في بضعة وتسعين ألف مقاتل فأخذ مدينة دارا ومدينة الرهاء ومدينة منبج ومدينة قنسرين ومدينة حلب ومدينة أنطاكية وكانت أفضل مدينة بالشام ومدينة فامية ومدينة حمص ومدنا كثيرة متاخمة لهذه المدائن عنوة واحتوى على ما كان فيها من الأموال والعروض وسبى أهل مدينة أنطاكية ونقلهم إلى أرض السواد وأمر فبنيت لهم مدينة إلى جنب مدينة طيسبون على بناء مدينة أنطاكية على ما قد ذكرت قبل وأسكنهم إياها وهي التي تسمى الرومية وكور لها كورة وجعل لها خمسة طساسيج طسوج نهروان الأعلى وطسوج نهروان الأوسط وطسوج نهروان الأسفل وطسوج بادرايا وطسوج باكسايا وأجرى على السبي الذين نقلهم من أنطاكية إلى الرومية الأرزاق وولى القيام بأمورهم رجلا من نصارى أهل الأهواز كان ولاه الرياسة على أصحاب § صناعاته يقال له براز رقة منه لذلك السبي إرادة أن يستأنسوا ببراز لحال ملته ويسكنوا إليه وأما سائر مدن الشام ومصر فإن يخطيانوس ابتاعها من كسرى بأموال عظيمة حملها إليه وضمن له فدية يحملها إليه في كل سنه على الا يغزو بلاده وكتب لكسرى بذلك كتابا وختم هو وعظماء الروم عليه فكانوا يحملونها إليه في كل عام وكان ملوك فارس يأخذون من كور من كورهم قبل ملك كسرى أنوشروان في خراجها الثلث ومن كور الربع ومن كور الخمس ومن كور السدس على قدر شربها وعمارتها ومن جزية الجماجم شيئا معلوما فأمر الملك قباذ بن فيروز في آخر ملكه بمسح الارض سهلها وجبلها ليصح الخراج عليها فمسحت غير أن قباذ هلك قبل أن يستحكم له أمر تلك المساحة حتى إذا ملك ابنه كسرى أمر باستتمامها وإحصاء النخل والزيتون والجماجم ثم أمر كتابه فاستخرجوا جمل ذلك وأذن للناس إذنا عاما وأمر كاتب خراجه أن يقرأ عليهم الجمل التي استخرجت من أصناف غلات الأرض وعدد النخل والزيتون والجماجم فقرأ ذلك عليهم ثم قال لهم كسرى إنا قد رأينا أن نضع على ما أحصي من جربان هذه المساحة من النخل والزيتون والجماجم وضائع ونأمر بانجامها في السنه في ثلاثة انجم ونجمع في بيوت أموالنا من الأموال ما لو أتانا عن ثغر من ثغورنا أو طرف من أطرافنا فتق أو شيء نكرهه واحتجنا إلى تداركه أو حسمه ببذلنا فيه مالا كانت الأموال عندنا معدة موجودة ولم نرد استئناف اجتبائها على تلك الحال فما ترون فيما رأينا من ذلك وأجمعنا عليه فلم يشر عليه أحد منهم فيه بمشورة ولم ينبس بكلمة فكرر كسرى هذا القول عليهم ثلاث مرات فقام رجل من عرضهم وقال لكسرى أتضع أيها الملك عمرك الله الخالد من هذا الخراج على الفاني من كرم يموت وزرع يهيج ونهر يغور وعين أو قناة ينقطع ماؤها فقال له كسرى يا ذا الكلفه § المشئوم من أي طبقات الناس أنت قال أنا رجل من الكتاب فقال كسرى اضربوه بالدوي حتى يموت فضربه بها الكتاب خاصة تبرءوا منهم إلى كسرى من رأيه وما جاء منه حتى قتلوه وقال الناس نحن راضون أيها الملك بما أنت ملزمنا من خراج وإن كسرى اختار رجالا من أهل الرأي والنصيحة فأمرهم بالنظر في أصناف ما ارتفع إليه من المساحة وعدة النخل والزيتون ورءوس أهل الجزية ووضع الوضائع على ذلك بقدر ما يرون ان فيه صلاح رعيته ورفاعة معاشهم ورفعه إليه فتكلم كل امرئ منهم بمبلغ رأيه في ذلك من تلك الوضائع وأداروا الأمر بينهم فاجتمعت كلمتهم على وضع الحراج على ما يعصم الناس والبهائم وهو الحنطة والشعير والأرز والكرم والرطاب والنخل والزيتون وكان الذي وضعوا على كل جريب أرض من مزارع الحنطة والشعير درهما وعلى كل جريب أرض كرم ثمانية دراهم وعلى كل جريب أرض رطاب سبعة دراهم وعلى كل أربع نخلات فارسية درهما وعلى كل ست نخلات دقل مثل ذلك وعلى كل ستة أصول زيتون مثل ذلك ولم يضعوا إلا على كل نخل في حديقة أو مجتمع غير شاذ وتركوا ما سوى ذلك من الغلات السبع فقوي الناس في معاشهم وألزموا الناس الجزية ما خلا أهل البيوتات والعظماء والمقاتلة والهرابذة والكتاب ومن كان في خدمة الملك وصيروها على طبقات اثني عشر درهما وثمانية وستة وأربعة كقدر إكثار الرجل وإقلاله ولم يلزموا الجزية من كان أتى له من السن دون العشرين أو فوق الخمسين ورفعوا وضائعهم إلى كسرى فرضيها وأمر بإمضائها والاجتباء عليها في السنة في ثلاثة أنجم كل نجم أربعة أشهر وسماها أبراسيار وتأويله الأمر المتراضى وهي الوضائع التي اقتدى بها عمر بن الخطاب حين افتتح بلاد الفرس وأمر باجتباء أهل الذمة عليها إلا أنه وضع على كل جريب أرض غامر على قدر احتماله مثل الذي وضع على الأرض المزروعة وزاد على كل § جريب ارض مزارع حنطه او شعير قفيزا من حنطة إلى القفيزين ورزق منه الجند ولم يخالف عمر بالعراق خاصة وضائع كسرى على جربان الأرض وعلى النخل والزيتون والجماجم وألغى ما كان كسرى ألغاه من معايش الناس وأمر كسرى فدونت وضائعه نسخا فاتخذت نسخة منها في ديوانه قبله ودفعت نسخة إلى عمال الخراج ليجتبوا خراجهم عليها ونسخة إلى قضاة الكور وأمر القضاة أن يحولوا بين عمال الكور والزيادة على أهل الخراج فوق ما في الديوان الذي دفعت إليه نسخته وأن يرفعوا الخراج عن كل من أصاب زرعه أو شيئا من غلاته آفة بقدر مبلغ تلك الآفة وعمن هلك من أهل الجزية أو جاوز خمسين سنة ويكتبوا إليه بما يرفعون من ذلك ليأمر بحسبه للعمال والا يخلوا بين العمال وبين اجتباء من أتي له دون عشرين سنة وكان كسرى ولى رجلا من الكتاب نابها بالنبل والمروءة والغناء والكفاية يقال له بابك بن البيروان ديوان المقاتلة فقال لكسرى إن أمري لا يتم إلا بإزاحة علتي في كل ما بي إليه الحاجة من صلاح أمر الملك في جنده فأعطاه ذلك فأمر بابك فبنيت له في الموضع الذي كان يعرض فيه الجند مصطبة وفرش له عليها بساط سوسنجرد ونمط صوف فوقه ووضعت له وسائد لتكأته ثم جلس على ما فرش له ثم نادى مناديه في شاهد عسكر كسرى من الجند أن يحضره الفرسان على كراعهم وأسلحتهم والرجالة على ما يلزمهم من السلاح فاجتمع إليه الجند على ما أمرهم أن يحضروه عليه ولم يعاين كسرى فيهم فأمرهم بالانصراف ونادى مناديه في اليوم الثاني بمثل ذلك فاجتمع إليه الجند فلما لم ير كسرى فيهم أمرهم أن ينصرفوا ويغدوا إليه وأمر مناديه أن ينادي في اليوم الثالث ألا يتخلف عنه من شاهد العسكر أحد ولا من أكرم بتاج وسرير فإنه عزم لا رخصة فيه ولا محاباة فبلغ ذلك كسرى فوضع تاجه على رأسه وتسلح بسلاح المقاتلة ثم اتى بابك § ليعترض عليه وكان الذي يؤخذ به الفارس من الجند تجافيف ودرعا وجوشنا وساقين وسيفا ورمحا وترسا وجرزا تلزمه منطقة وطبرزينا أو عمودا وجعبة فيها قوسان بوتريهما وثلاثين نشابة ووترين مضفورين يعلقهما الفارس في مغفر له ظهريا فاعترض كسرى على بابك بسلاح تام ما خلا الوترين اللذين كان يستظهر بهما فلم يجز بابك عن اسمه وقال له إنك أيها الملك واقف في موضع المعدلة التي لا محاباة تكون مني معها ولا هوادة فهلم كل ما يلزمك من صنوف الأسلحة فذكر كسرى قصة الوترين فتعلقهما ثم غرد داعي بابك بصوته وقال للكمي سيد الكماة أربعة آلاف درهم وأجاز بابك عن اسمه ثم الصرف وكان يفضل الملك في العطاء على أكثر المقاتلة عطاء بدرهم فلما قام بابك من مجلسه ذلك أتى كسرى فقال إن غلظتي في الأمر الذي أغلظت فيه عليك اليوم أيها الملك إنما هي لأن ينفذ لي عليه الأمر الذي وضعتني بسبيله وسبب من أوثق الأسباب لما يريد الملك إحكامه لمكاني فقال كسرى ما غلظ علينا أمر أريد به صلاح رعيتنا وأقيم عليه أود ذي الأود منهم ثم إن كسرى وجه مع رجل من أهل اليمن يقال له سيفان بن معديكرب ومن الناس من يقول إنه كان يسمى سيف بن ذي يزن جيشا إلى اليمن فقتلوا من بها من السودان واستولوا عليها فلما دانت لكسرى بلاد اليمن وجه إلى سرنديب من بلاد الهند وهي أرض الجوهر قائدا من قواده في جند كثيف فقاتل ملكها فقتله واستولى عليها وحمل إلى كسرى منها أموالا عظيمة وجوهرا كثيرا ولم يكن ببلاد الفرس بنات آوى فتساقطت إليها من بلاد الترك في ملك كسرى أنوشروان فبلغ ذلك كسرى فبلغ ذلك منه مشقة فدعا § بموبذان موبذ فقال إنه بلغنا تساقط هذه السباع إلى بلادنا وقد تعاظم الناس ذلك فتعجبنا من استعظامهم أمرها لهوانها فأخبرنا برأيك في ذلك فقال له موبذان موبذ فإني سمعت أيها الملك عمرك الله فقهاءنا يقولون متى لا يغمر في بلدة العدل الجور ويمحق بلي أهلها بغزو أعدائهم لهم وتساقط إليهم ما يكرهون وقد تخوفت أن يكون تساقط هذه السباع إلى بلادك لما أعلمتك من هذا الخطب فلم يلبث كسرى أن تناهى إليه أن فتيانا من الترك قد غزوا أقصى بلاده فأمر وزراءه وأصحاب أعماله ألا يتعدوا فيما هم بسبيله العدل ولا يعملوا في شيء منه إلا به فصرف الله لما جرى من العدل ذلك العدو عن بلاده من غير أن يكون حاربهم أو كلف مئونة في أمرهم وكان لكسرى أولاد متأدبون فجعل الملك من بعده لهرمز ابنه الذي كانت أمه ابنة خاتون وخاقان لمعرفة كسرى إياه بالاقتصاد والأخذ بالوثيقة وما رجا بذلك من ضبط هرمز الملك وقدرته على تدبير الملك ورعيته ومعاملتهم وكان مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في عهد كسرى أنوشروان عام قدم أبرهة الأشرم أبو يكسوم مع الحبشة إلى مكة وساق فيه إليها الفيل يريد هدم بيت الله الحرام وذلك لمضي اثنتين وأربعين سنة من ملك كسرى انوشروان وفي هذا العام كان يوم جبلة وهو يوم من أيام العرب مذكور.


ذكر مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم *
TBRBV02P155C

عبده فقال ابنه يا قباث أنت أعلم وما تقول حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن المطلب ابن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قيس بن مخرمة قال ولدت انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل فنحن لدان.


+
TBRBV02P156B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق قال ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين عام الفيل لاثنتي عشرة مضت من شهر ربيع الأول وقيل إنه ولد صلى الله عليه وسلم في الدار التي تعرف بدار ابن يوسف وقيل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وهبها لعقيل بن أبي طالب فلم تزل في يد عقيل حتى توفي فباعها ولده من محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف فبنى داره التي يقال لها دار ابن يوسف وأدخل ذلك البيت في الدار حتى أخرجته الخيزران فجعلته مسجدا يصلى فيه.

BQJXV02P215A

حدثنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن شبويه الرئيس بمرو حدثنا جعفر بن محمد النيسابوري حدثنا علي بن مهران حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول.

TBRBV02P156C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال يزعمون فيما يتحدث الناس والله أعلم أن آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تحدث أنها أتيت لما حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لها إنك قد حملت بسيد هذه الأمة فإذا وقع بالأرض فقولي أعيذه بالواحد من شر كل حاسد ثم سميه محمدا ورأت حين حملت به أنه خرج منها نور رأت منه قصور بصرى من أرض الشام فلما وضعته أرسلت إلى جده عبد المطلب أنه قد ولد لك غلام فأته فانظر إليه فأتاه فنظر إليه وحدثته بما رأت حين حملت به وما قيل لها فيه وما أمرت أن تسميه.


ZTTHV01P153A

أخبرنا الفضل بن غانم قال حدثنا سلمة بن الفضل قال حدثنا محمد بن إسحاق قال ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل وكان مع جده وأمه فهلكت أمه وهو ابن ست سنين بعد الفيل بست سنين وكان مع جده عبد المطلب ثم هلك عبد المطلب بعد الفيل بثمان وكان عبد المطلب يوصي به أبا طالب عمه وذلك أن عبد الله وأبا طالب لأم وكان أبو طالب الذي يلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة ابنة خويلد وهو ابن خمس وعشرين سنة.

COMMENT

TBRBV02P157B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال فيزعمون أن عبد المطلب أخذه فدخل به على هبل في جوف الكعبة فقام عنده يدعو الله ويشكر ما أعطاه ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها والتمس له الرضعاء فاسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر يقال لها حليمة ابنة أبي ذؤيب وأبو ذئيب عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصيه بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر واسم الذي أرضعه الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصره بن فصيه بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر واسم إخوته من الرضاعة عبد الله بن الحارث وأنيسة ابنة الحارث وخذامه ابنة الحارث وهي الشيماء غلب ذلك على اسمها فلا تعرف في قومها إلا به وهي حليمة ابنة عبد الله بن الحارث أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويزعمون أن الشيماء كانت تحضنه مع أمها إذ كان عندهم ص.


TBRBV02P158B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق وحدثنا هناد بن السري قال حدثنا يونس بن بكير قال حدثنا ابن إسحاق وحدثني هارون بن إدريس الأصم قال حدثنا المحاربي عن ابن إسحاق وحدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال حدثني عمي محمد ابن سعيد قال حدثنا محمد بن إسحاق عن الجهم بن أبي الجهم مولى عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال كانت حليمة ابنة ابى ذؤيب السعديه أم رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أرضعته تحدث أنها خرجت من بلدها معها زوجها وابن لها ترضعه في نسوة من بني سعد بن بكر تلتمس الرضعاء قالت وذلك في سنة شهباء لم تبق شيئا فخرجت على أتان لي قمراء معنا شارف لنا والله ما تبض بقطرة وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذي معي من بكائه من الجوع وما في ثديي ما يغنيه وما في شارفنا ما يغذوه ولكنا نرجو الغيث والفرج فخرجت على أتاني تلك فلقد أذمت بالركب حتى شق ذلك عليهم ضعفا وعجفا حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه إذا قيل لها إنه يتيم وذلك أنا إنما نرجو المعروف من أبي الصبي فكنا نقول يتيم § ما عسى أن تصنع أمه وجده فكنا نكرهه لذلك فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعا غيري فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي إني لأكره أن أرجع من بين صواحباتي ولم آخذ رضيعا والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه قال لا عليك أن تفعلي فعسى الله أن يجعل لنا فيه بركة قالت فذهبت إليه فأخذته وما حملني على ذلك إلا أني لم أجد غيره قالت فلما أخذته رجعت به إلى رحلي فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن فشرب حتى روي وشرب معه أخوه حتى روي ثم ناما وما كان ينام قبل ذلك وقام زوجي إلى شارفنا تلك فنظر إليها فإذا إنها لحافل فحلب منها حتى شرب وشربت حتى انتهينا ريا وشبعا فبتنا بخير ليلة قالت يقول لي صاحبي حين أصبحت أتعلمين والله يا حليمة لقد أخذت نسمة مباركة قلت والله إني لأرجو ذلك قالت ثم خرجنا وركبت أتاني تلك وحملته عليها معي فو الله لقطعت بنا الركب ما يقدم عليها شيء من حمرهم حتى إن صواحبي ليقلن لي يا ابنة أبي ذؤيب اربعي علينا أليس هذه أتانك التي كنت خرجت عليها فأقول لهن بلى والله إنها لهي هي فيقلن والله إن لها لشأنا قالت ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها فكانت غنمي تروح على حين قدمنا به معنا شباعا لبنا فنحلب ونشرب وما يحلب إنسان قطرة ولا يجدها في ضرع حتى إن كان الحاضر من قومنا يقولون لرعيانهم ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي ابنة أبي ذؤيب فتروح أغنامهم جياعا ما تبض بقطرة لبن وتروح غنمي شباعا لبنا فلم نزل نتعرف من الله زيادة الخير به حتى مضت سنتان وفصلته وكان يشب شبابا لا يشبه الغلمان فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفرا فقدمنا به على أمه ونحن أحرص شيء على مكثه فينا لما كنا نرى من بركته فكلمنا أمه وقلنا لها يا ظئر لو تركت بني عندي حتى يغلظ فإني أخشى عليه وباء مكة قالت § فلم نزل بها حتى رددناه معنا قالت فرجعنا به فو الله إنه بعد مقدمنا به بأشهر مع أخيه في بهم لنا خلف بيوتنا إذ أتانا أخوه يشتد فقال لي ولأبيه ذاك أخي القرشي قد جاءه رجلان عليهما ثياب بياض فأضجعاه وشقا بطنه وهما يسوطانه قالت فخرجت أنا وأبوه نشتد فوجدناه قائما منتقعا وجهه قالت فالتزمه والتزمه أبوه وقلنا له ما لك يا بني قال جاءني رجلان عليهما ثياب بياض فأضجعاني فشقا بطني فالتمسا فيه شيئا لا أدري ما هو قالت فرجعنا إلى خبائنا قالت وقال لي أبوه والله يا حليمة لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب فألحقيه بأهله قبل أن يظهر به ذلك قالت فاحتملناه فقدمنا به على أمه فقالت ما أقدمك به يا ظئر وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك قالت قلت قد بلغ الله بابني وقضيت الذي علي وتخوفت الأحداث عليه فأديته إليك كما تحبين قالت ما هذا بشأنك فاصدقيني خبرك قالت فلم تدعني حتى أخبرتها الخبر قالت فتخوفت عليه الشيطان قالت فقلت نعم قالت كلا والله ما للشيطان عليه سبيل وإن لبني لشأنا أفلا أخبرك خبره قالت قلت بلى قالت رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاء لي قصور بصرى من ارض الشام ثم حملت به فو الله ما رأيت من حمل قط كان أخف منه ولا أيسر منه ثم وقع حين ولدته وإنه لواضع يديه بالأرض رافع رأسه إلى السماء دعيه عنك وانطلقي راشدة.


TBRBV02P165B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان الكلاعي أن نفرا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله أخبرنا عن نفسك قال نعم أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور بصرى من أرض الشام واسترضعت في بني سعد بن بكر فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بهما لنا أتاني رجلان عليهما ثياب بيض بطست من ذهب مملوءة ثلجا فأخذاني فشقا بطني ثم استخرجا منه قلبي فشقاه فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها ثم غسلا بطني وقلبي بذلك الثلج حتى أنقياه ثم قال أحدهما لصاحبه زنه بعشرة من أمته فوزنني بهم فوزنتهم ثم قال زنه بمائة من أمته فوزنني بهم فوزنتهم ثم قال زنه بألف من أمته فوزنني بهم فوزنتهم ثم قال دعه عنك فلو وزنته بأمته لوزنها قال ابن إسحاق هلك عبد الله بن عبد المطلب أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم رسول الله آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة حامل به.


TBRBV02P165C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله ابن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري ان أم رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنه توفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ست سنين بالأبواء بين مكة والمدينة كانت قدمت به المدينة على أخواله من § بني عدي بن النجار تزيره إياهم فماتت وهي راجعة به إلى مكة.


BBKHV04P142A

حدثنا محمد بن علي قال ثنا ابن حميد قال ثنا سلمة قال قال ابن إسحاق في حديثهما حدثني عبد الله بن أبي بكر قال ماتت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء بين مكة والمدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ست سنين قال ابن حميد في حديثه وكانت قدمت المدينة على أخواله صلى الله عليه وسلم من بني عدي بن النجار تزيره إياهم فماتت وهي راجعة إلى مكة والقول الأول أثبت عند أهل مكة أن يقال ماتت بمكة من أجل الحديث.

COMMENT
TBRBV02P166C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن العباس ابن عبد الله بن معبد بن العباس عن بعض أهله أن عبد المطلب توفي ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ثماني سنين وكان بعضهم يقول توفي عبد المطلب ورسول الله ابن عشر سنين.

ذكر الخبر عن الأسباب التي حدثت عند إرادة الله إزالة ملك فارس عن أهل فارس *
TBRBV02P188C

ووطأتها العرب بما أكرمهم به بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من النبوة والخلافة والملك والسلطان في أيام كسرى أبرويز فمن ذلك ما روي عن وهب بن منبه وهو ما حدثنا به ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال كان من حديث كسرى كما حدثني بعض أصحابي عن وهب بن منبه أنه كان سكر دجلة العوراء وأنفق عليها من الأموال ما لا يدرى ما هو وكان طاق مجلسه قد بني بنيانا لم ير مثله وكان يعلق تاجه فيجلس فيه إذا جلس للناس وكان عنده ستون وثلاثمائة رجل من الحزاة والحزاة العلماء من بين كاهن وساحر ومنجم قال وكان فيهم رجل من العرب يقال له السائب يعتاف اعتياف العرب قلما يخطئ بعث به إليه باذان من اليمن فكان كسرى إذا حزبه أمر جمع كهانه وسحاره ومنجميه فقال انظروا في هذا الأمر ما هو فلما أن بعث الله نبيه محمدا ص أصبح كسرى ذات غداة وقد انقصمت طاق ملكه من وسطها من غير ثقل وانخرقت عليه دجلة العوراء فلما راى ذلك حزنه وقال انقصمت طاق ملكي من وسطها من غير ثقل وانخرقت علي دجلة العوراء شاه بشكست يقول الملك انكسر ثم دعا كهانه وسحاره ومنجميه ودعا السائب معهم فقال لهم انقصمت طاق ملكي من غير ثقل وانخرقت علي دجلة العوراء شاه بشكست انظروا في هذا الأمر ما هو فخرجوا من عنده فنظروا في أمره فأخذ عليهم بأقطار السماء وأظلمت عليهم الأرض وتسكعوا في علمهم فلا § يمضي لساحر سحره ولا لكاهن كهانته ولا يستقيم لمنجم علم نجومه وبات السائب في ليلة ظلماء على ربوة من الأرض يرمق برقا نشأ من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق فلما أصبح ذهب ينظر إلى ما تحت قدميه فإذا روضة خضراء فقال فيما يعتاف لئن صدق ما أرى ليخرجن من الحجاز سلطان يبلغ المشرق تخصب عنه الأرض كأفضل ما أخصبت عن ملك كان قبله فلما خلص الكهان والمنجمون بعضهم إلى بعض ورأوا ما قد أصابهم ورأى السائب ما رأى قال بعضهم لبعض تعلمون والله ما حيل بينكم وبين علمكم إلا لأمر جاء من السماء وإنه لنبي قد بعث أو هو مبعوث يسلب هذا الملك ويكسره ولئن نعيتم لكسرى ملكه ليقتلنكم فأقيموا بينكم أمرا تقولونه له تؤخرونه عنكم إلى أمر ما ساعة فجاءوا كسرى فقالوا له إنا قد نظرنا في هذا الأمر فوجدنا حسابك الذين وضعت على حسابهم طاق ملكك وسكرت دجلة العوراء وضعوه على النحوس فلما اختلف عليهما الليل والنهار وقعت النحوس على مواقعها فزال كل ما وضع عليهما وإنا سنحسب لك حسابا تضع عليه بنيانك فلا يزول قال فاحسبوا فحسبوا له ثم قالوا له ابنه فبنى فعمل في دجلة ثمانية أشهر وأنفق فيها من الأموال ما لا يدري ما هو حتى إذا فرغ منها قال لهم أجلس على سورها قالوا نعم فأمر بالبسط والفرش والرياحين فوضعت عليها وأمر بالمرازبة فجمعوا له واجتمع إليه اللعابون ثم خرج حتى جلس عليها فبينا هو هنالك انتسفت دجلة البنيان من تحته فلم يستخرج إلا بآخر رمق § فلما أخرجوه جمع كهانه وسحاره ومنجميه فقتل منهم قريبا من مائة وقال سمنتكم وأدنيتكم دون الناس وأجريت عليكم أرزاقي ثم تلعبون بي فقالوا أيها الملك أخطأنا كما أخطأ من كان قبلنا ولكنا سنحسب لك حسابا فتثبت حتى تضعها على الوثاق من السعود قال انظروا ما تقولون قالوا فإنا نفعل قال فاحسبوا فحسبوا له ثم قالوا له ابنه فبنى وأنفق من الأموال ما لا يدرى ما هو ثمانية أشهر من ذي قبل ثم قالوا قد فرغنا قال أفأخرج فأقعد عليها قالوا نعم فهاب الجلوس عليها وركب برذونا له وخرج يسير عليها فبينا هو يسير فوقها إذ انتسفته دجلة بالبنيان فلم يدرك إلا بآخر رمق فدعاهم فقال والله لأمرن على آخركم ولأنزعن أكتافكم ولأطرحنكم تحت أيدي الفيلة أو لتصدقني ما هذا الأمر الذي تلفقون علي قالوا لا نكذبك أيها الملك أمرتنا حين انخرقت عليك دجلة وانقصمت عليك طاق مجلسك من غير ثقل أن ننظر في علمنا لم ذلك فنظرنا فأظلمت علينا الأرض وأخذ علينا بأقطار السماء فتردد علينا علمنا في أيدينا فلا يستقيم لساحر سحره ولا لكاهن كهانته ولا لمنجم علم نجومه فعرفنا أن هذا الأمر حدث من السماء وأنه قد بعث نبي أو هو مبعوث فلذلك حيل بيننا وبين علمنا فخشينا إن نعينا لك ملكك أن تقتلنا وكرهنا من الموت ما يكره الناس فعللناك عن أنفسنا بما رأيت قال ويحكم فهلا تكونون بينتم لي هذا فأرى فيه رأيي قالوا منعنا من ذلك ما تخوفنا منك فتركهم ولها عن دجلة حين غلبته.


TBRBV02P190B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الفضل ابن عيسى الرقاشي عن الحسن البصري أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله ما حجة الله على كسرى فيك قال بعث § إليه ملكا فأخرج يده من سور جدار بيته الذي هو فيه يتلألأ نورا فلما رآها فزع فقال لم ترع يا كسرى إن الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا فاتبعه تسلم دنياك وآخرتك قال سأنظر.


TBRBV02P191B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله ابن أبي بكر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال بعث الله إلى كسرى ملكا وهو في بيت إيوانه الذي لا يدخل عليه فيه فلم يرعه إلا به قائما على رأسه في يده عصا بالهاجرة في ساعته التي كان يقيل فيها فقال يا كسرى أتسلم أو أكسر هذه العصا فقال بهل بهل فانصرف عنه ثم دعا أحراسه وحجابه فتغيظ عليهم وقال من أدخل هذا الرجل علي فقالوا ما دخل عليك أحد ولا رأيناه حتى إذا كان العام القابل أتاه في الساعة التي أتاه فيها فقال له كما قال له ثم قال له أتسلم أو أكسر هذه العصا فقال بهل بهل بهل ثلاثا فخرج عنه فدعا كسرى حجابه وحراسه وبوابيه فتغيظ عليهم وقال لهم كما قال أول مرة فقالوا ما رأينا أحدا دخل عليك حتى إذا كان في العام الثالث أتاه في الساعة التي جاءه فيها فقال له كما قال أتسلم أو أكسر هذه العصا فقال بهل بهل قال فكسر العصا ثم خرج فلم يكن إلا تهور ملكه وانبعاث ابنه والفرس حتى قتلوه.


القول في السيرة النبوية *

ذكر نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر بعض أخبار آبائه وأجداده *
TBRBV02P239D

اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن عبد الله بن عبد المطلب وكان عبد الله أبو رسول الله أصغر ولد أبيه وكان عبد الله والزبير وعبد مناف وهو أبو طالب بنو عبد المطلب لأم واحدة وأمهم جميعا فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم حدثنا بذلك ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق.


TBRBV02P240B

وأما ابن إسحاق فإنه قص من أمر نذر عبد المطلب هذا قصة هي اشيع مما في هذا الخبر الذي ذكرناه عن ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب وذلك ما حدثنا به ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال كان عبد المطلب بن هاشم فيما يذكرون والله أعلم قد نذر حين لقي من قريش في حفر زمزم ما لقي لئن ولد له عشرة نفر ثم بلغوا معه حتى يمنعوه لينحرن أحدهم لله عند الكعبة فلما توافى له بنوه عشرة وعرف أنهم سيمنعونه جمعهم ثم أخبرهم بنذره الذي نذر ودعاهم إلى الوفاء لله بذلك فأطاعوه وقالوا كيف نصنع قال يأخذ كل رجل منكم قدحا ثم ليكتب فيه اسمه ثم ائتوني به ففعلوا ثم أتوه فدخل على هبل في جوف الكعبة وكانت هبل أعظم أصنام قريش بمكة وكانت على بئر في جوف الكعبة وكانت تلك البئر هي التي يجمع فيها ما يهدى للكعبة وكان عند هبل سبعة أقدح كل قدح منها فيه كتاب قدح فيه العقل وإذا اختلفوا في العقل من يحمله منهم ضربوا بالقداح السبعة فإن خرج العقل فعلى من خرج حمله وقدح فيه نعم للأمر إذا ارادوه § يضرب به فإن خرج قدح نعم عملوا به وقدح فيه لا فإذا أرادوا أمرا ضربوا به في القداح فإذا خرج ذلك القدح لم يفعلوا ذلك الأمر وقدح فيه منكم وقدح فيه ملصق وقدح فيه من غيركم وقدح فيه المياه إذا أرادوا أن يحفروا للماء ضربوا بالقداح وفيها ذلك القدح فحيثما خرج عملوا به وكانوا إذا أرادوا أن يختنوا غلاما أو ينكحوا منكحا أو يدفنوا ميتا أو شكوا في نسب أحد منهم ذهبوا به إلى هبل وبمائة درهم وجزور فأعطوها صاحب القداح الذي يضربها ثم قربوا صاحبهم الذي يريدون به ما يريدون ثم قالوا يا إلهنا هذا ابن فلان قد أردنا به كذا وكذا فأخرج الحق فيه ثم يقولون لصاحب القداح اضرب فيضرب فإن خرج عليه منكم كان وسيطا وإن خرج عليه من غيركم كان حليفا وإن خرج عليه ملصق كان على منزلته منهم لا نسب له ولا حلف وإن خرج في شيء سوى هذا مما يعملون به نعم عملوا به وإن خرج لا أخروه عامهم ذلك حتى يأتوا به مرة أخرى ينتهون في أمورهم إلى ذلك مما خرجت به القداح فقال عبد المطلب لصاحب القداح اضرب على بني هؤلاء بقداحهم هذه وأخبره بنذره الذي نذر فأعطى كل رجل منهم قدحه الذي فيه اسمه وكان عبد الله بن عبد المطلب أصغر بني أبيه وكان فيما يزعمون أحب ولد عبد المطلب إليه وكان عبد المطلب يرى أن السهم إذا أخطأه فقد أشوى وهو أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أخذ صاحب القداح القداح ليضرب بها قام عبد المطلب عند هبل في جوف الكعبة يدعو الله ثم ضرب صاحب القداح فخرج القدح على عبد الله فأخذ عبد المطلب بيده وأخذ الشفرة ثم أقبل إلى إساف ونائلة وهما وثنا قريش اللذان تنحر عندهما ذبائحها ليذبحه فقامت إليه قريش من أنديتها فقالوا ماذا تريد يا عبد المطلب قال أذبحه § فقالت له قريش وبنوه والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه لئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه حتى يذبحه فما بقاء الناس على هذا فقال له المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكان عبد الله ابن أخت القوم والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه فإن كان فداؤه بأموالنا فديناه وقالت له قريش وبنوه لا تفعل وانطلق به إلى الحجاز فإن به عرافة لها تابع فسلها ثم أنت على رأس أمرك إن أمرتك أن تذبحه ذبحته وإن أمرتك بأمر لك وله فيه فرج قبلته فانطلقوا حتى قدموا المدينة فوجدوها فيما يزعمون بخيبر فركبوا إليها حتى جاءوها فسألوها وقص عليها عبد المطلب خبره وخبر ابنه وما أراد به ونذره فيه فقالت لهم ارجعوا عني اليوم حتى يأتيني تابعي فأسأله فرجعوا عنها فلما خرجوا من عندها قام عبد المطلب يدعو الله ثم غدوا عليها فقالت نعم قد جاءني الخبر كم الدية فيكم قالوا عشر من الإبل وكانت كذلك قالت فارجعوا إلى بلادكم ثم قربوا صاحبكم وقربوا عشرا من الإبل ثم اضربوا عليها وعليه بالقداح فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا في الإبل حتى يرضى ربكم وإن خرجت على الإبل فانحروها فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم فخرجوا حتى قدموا مكة فلما أجمعوا لذلك من الأمر قام عبد المطلب يدعو الله ثم قربوا عبد الله وعشرا من الإبل وعبد المطلب في جوف الكعبة عند هبل يدعو الله فخرج القدح على عبد الله فزادوا عشرا فكانت الإبل عشرين وقام عبد المطلب في مكانه ذلك يدعو الله ثم ضربوا فخرج السهم على عبد الله فزادوا عشرا من الإبل فكانت ثلاثين ثم لم يزالوا يضربون بالقداح ويخرج القدح على عبد الله فكلما خرج عليه زادوا من الإبل عشرا حتى ضربوا عشر مرات وبلغت الإبل مائة وعبد المطلب § قائم يدعو ثم ضربوا فخرج القدح على الإبل فقالت قريش ومن حضر قد انتهى رضا ربك يا عبد المطلب فزعموا أن عبد المطلب قال لا والله حتى أضرب عليها ثلاث مرات فضربوا على الإبل وعلى عبد الله وقام عبد المطلب يدعو فخرج القدح على الإبل ثم عادوا الثانية وعبد المطلب قائم يدعو ثم عادوا الثالثة فضربوا فخرج القدح على الإبل فنحرت ثم تركت لا يصد عنها إنسان ولا سبع ثم انصرف عبد المطلب آخذا بيد ابنه عبد الله فمر فيما يزعمون على امراه من بني أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر يقال لها أم قتال بنت نوفل بن أسد بن عبد العزى وهي أخت ورقة بن نوفل بن أسد وهي عند الكعبة فقالت له حين نظرت إلى وجهه أين تذهب يا عبد الله قال مع أبي قالت لك عندي مثل الإبل التي نحرت عنك وقع علي الآن قال إن معي أبي ولا أستطيع خلافه ولا فراقه فخرج به عبد المطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة ووهب يومئذ سيد بني زهرة سنا وشرفا فزوجه آمنة بنت وهب وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا وهي لبرة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي وبرة لأم حبيب بنت اسد ابن عبد العزى بن قصي وأم حبيب بنت أسد لبرة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي فزعموا أنه دخل عليها حين ملكها مكانه فوقع عليها فحملت بمحمد صلى الله عليه وسلم ثم خرج من عندها حتى أتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت فقال لها مالك لا تعرضين علي اليوم ما كنت عرضت علي بالأمس فقالت له فارقك النور الذي كان معك بالأمس فليس لي بك اليوم حاجة وقد كانت تسمع من أخيها ورقة § ابن نوفل وكان قد تنصر واتبع الكتب حتى أدرك فكان فيما طلب من ذلك أنه كائن لهذه الأمة نبي من بني إسماعيل.


TBRBV02P244B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن أبيه إسحاق بن يسار أنه حدث أن عبد الله إنما دخل على امرأة كانت له مع آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة وقد عمل في طين له وبه آثار من الطين فدعاها إلى نفسه فأبطأت عليه لما رأت به من آثار الطين فخرج من عندها فتوضأ وغسل عنه ما كان به من ذلك وعمد إلى آمنة فدخل عليها فأصابها فحملت بمحمد صلى الله عليه وسلم ثم مر بامرأته تلك فقال هل لك فقالت لا مررت بي وبين عينيك غرة فدعوتني فأبيت ودخلت على آمنة فذهبت بها فزعموا أن امرأته تلك كانت تحدث أنه مر بها وبين عينيه مثل غرة الفرس قالت فدعوته رجاء أن يكون بي فأبى علي ودخل على آمنة بنت وهب فأصابها فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم.


ابن عبد المطلب *
TBRBV02P247B

فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق وفيما حدثت عن هشام ابن محمد عن أبيه وفيما حدثني الحارث عن محمد بن سعد عن محمد بن عمر ودخل حديث بعضهم في بعض وبعضهم يزيد على بعض على عمرو بن زيد بن لبيد الخزرجي فرأى ابنته سلمى بنت عمرو.


TBRBV02P247C

وأما ابن حميد فقال في حديثه عن سلمة عن ابن إسحاق سلمى بنت زيد بن عمرو ابن لبيد بن حرام بن خداش بن جندب بن عدي بن النجار فأعجبته فخطبها إلى أبيها عمرو فأنكحه إياها وشرط عليه ألا تلد ولدا إلا في أهلها ثم مضى هاشم لوجهته قبل أن يبني بها ثم انصرف راجعا من الشام فبنى بها في أهلها بيثرب فحملت منه ثم ارتحل إلى مكة وحملها معه فلما أثقلت ردها إلى أهلها ومضى إلى الشام فمات بها بغزة فولدت له سلمى عبد المطلب فمكث بيثرب سبع سنين أو ثماني سنين ثم إن رجلا من بني الحارث بن عبد مناة مر بيثرب فإذا غلمان ينتضلون فجعل شيبة إذا خسق قال أنا ابن هاشم أنا ابن سيد البطحاء فقال له الحارثي من أنت قال أنا شيبة بن هاشم بن عبد مناف فلما أتى الحارثي مكة قال للمطلب وهو جالس في الحجر يا أبا الحارث تعلم أني وجدت غلمانا ينتضلون بيثرب وفيهم غلام إذا خسق قال أنا ابن هاشم أنا ابن سيد البطحاء فقال المطلب والله لا أرجع إلى أهلي حتى آتي به فقال له الحارثي هذه ناقتي بالفناء فاركبها فجلس المطلب عليها فورد يثرب عشاء حتى أتى بني عدي بن النجار فإذا غلمان يضربون كرة بين ظهري مجلس فعرف ابن أخيه فقال للقوم أهذا ابن هاشم قالوا نعم هذا ابن أخيك فإن كنت تريد أخذه فالساعة قبل أن تعلم به أمه فإنها إن علمت لم تدعه وحلنا بينك وبينه فدعاه فقال يا بن أخي أنا عمك وقد أردت الذهاب بك الى قومك واناخ § راحلته فما كذب أن جلس على عجز الناقة فانطلق به ولم تعلم به أمه حتى كان الليل فقامت تدعو بحربها على ابنها فأخبرت أن عمه ذهب به وقدم به المطلب ضحوة والناس في مجالسهم فجعلوا يقولون من هذا وراءك فيقول عبد لي حتى أدخله منزله على امرأته خديجة بنت سعيد بن سهم فقالت من هذا قال عبد لي ثم خرج المطلب حتى أتى الحزورة فاشترى حلة فألبسها شيبة ثم خرج به حين كان العشي إلى مجلس بني عبد مناف فجعل بعد ذلك يطوف في سكك مكة في تلك الحلة فيقال هذا عبد المطلب لقوله هذا عبدي حين سأله قومه فقال المطلب عرفت شيبة والنجار قد جعلت ابناؤها حوله بالنبل تنتضل.


ابن قصي *
TBRBV02P254F

فيما حدثنا ابن حميد § قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق وحدثت عن هشام بن محمد عن أبيه فاطمة أم زهرة وقصي وزهرة رجل قد بلغ وقصي فطيم أو قريب من ذلك فاحتملها إلى بلاده من أرض بني عذرة من أشراف الشام فاحتملت معها قصيا لصغره وتخلف زهرة في قومه فولدت فاطمة بنت سعد بن سيل لربيعة بن حرام رزاح بن ربيعة فكان أخاه لأمه وكان لربيعة بن حرام ثلاثة نفر من امرأة أخرى وهم حن بن ربيعة ومحمود بن ربيعة وجلهمة بن ربيعة وشب زيد في حجر ربيعة فسمي زيد قصيا لبعد داره عن دار قومه ولم يبرح زهرة مكة فبينا قصي بن كلاب بأرض قضاعة لا ينتمي فيما يزعمون إلا إلى ربيعة بن حرام إذ كان بينه وبين رجل من قضاعة شيء وقد بلغ قصي وكان رجلا شابا فأنبه القضاعي بالغربة وقال له ألا تلحق بقومك ونسبك فإنك لست منا فرجع قصي إلى أمه وقد وجد في نفسه مما قال له القضاعي فسألها عما قال له ذلك الرجل فقالت له أنت والله يا بني أكرم منه نفسا ووالدا أنت ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي وقومك بمكة عند البيت الحرام وفيما حوله فأجمع قصي الخروج إلى قومه واللحوق بهم وكره الغربة بأرض قضاعة فقالت له أمه يا بني لا تعجل بالخروج حتى يدخل عليك الشهر الحرام فتخرج في حاج العرب فإني أخشى عليك أن يصيبك بعض البأس فأقام قصي حتى إذا دخل الشهر الحرام خرج حاج قضاعة فخرج فيهم حتى قدم مكة فلما فرغ من الحج أقام بها وكان رجلا جليدا نسيبا فخطب إلى حليل بن حبشية الخزاعي ابنته حبى بنت حليل فعرف حليل النسب ورغب فيه فزوجه وحليل يومئذ فيما يزعمون يلي الكعبة وأمر مكة فأما ابن إسحاق فإنه قال في خبره فأقام قصي معه يعني مع حليل وولدت له ولده عبد الدار وعبد مناف وعبد العزى وعبدا بني قصي فلما انتشر ولده وكثر ماله وعظم شرفه هلك حليل بن حبشية فرأى قصي أنه أولى بالكعبة وأمر مكة من خزاعة وبني بكر وأن قريشا § فرعة إسماعيل بن إبراهيم وصريح ولده فكلم رجالا من قريش وبني كنانة ودعاهم إلى إخراج خزاعة وبني بكر من مكة فلما قبلوا منه ما دعاهم إليه وبايعوه عليه كتب إلى أخيه من أمه رزاح بن ربيعة بن حرام وهو ببلاد قومه يدعوه إلى نصرته والقيام معه فقام رزاح بن ربيعة في قضاعة فدعاهم إلى نصر أخيه والخروج معه إليه فأجابوه إلى ما دعاهم من ذلك.


TBRBV02P257B

وأما ابن إسحاق فإنه ذكر أن رزاحا أجاب قصيا إلى ما دعاه إليه من نصرته وخرج إلى مكة مع إخوته الثلاثة ومن تبعه لذلك من قضاعة في حاج العرب وهم مجمعون لنصر قصي والقيام معه قال وخزاعة تزعم أن حليل بن حبشية أوصى بذلك قصيا وأمره به حين انتشر له من ابنته من الأولاد ما انتشر وقال أنت أولى بالكعبة والقيام عليها وبأمر مكة من خزاعة فعند ذلك طلب قصي ما طلب فلما اجتمع الناس بمكة وخرجوا إلى الموقف وفرغوا من الحج ونزلوا منى وقصي مجمع لما أجمع له ومن تبعه من قومه من قريش وبني كنانة ومن معه من قضاعة ولم يبق إلا أن ينفروا للصدر وكانت صوفة تدفع بالناس من عرفة وتجيزهم إذا نفروا من منى إذا كان يوم النفر أتوا لرمي الجمار ورجل من صوفة يرمي للناس لا يرمون حتى يرمي فكان ذوو الحاجات المعجلون يأتونه فيقولون له قم فارم حتى نرمي معك فيقول لا والله حتى تميل الشمس فيظل ذوو الحاجات الذين يحبون التعجيل يرمونه بالحجارة ويستعجلونه بذلك ويقولون ويلك قم فارم فيأبى عليهم حتى إذا مالت الشمس قام فرمى ورمى الناس معه.


TBRBV02P257C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق هذا الحديث عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد فإذا فرغوا من رمي الجمار وأرادوا النفر من منى أخذت صوفة بناحيتي العقبة فحبسوا الناس وقالوا أجيزي صوفة فلم يجز أحد من الناس حتى ينفذوا فإذا نفرت صوفة ومضت خلي سبيل الناس فانطلقوا بعدهم فلما كان ذلك العام فعلت ذلك صوفة كما كانت تفعل قد عرفت ذلك لها العرب وهو دين في أنفسهم في عهد جرهم وخزاعة وولايتهم أتاهم قصي بن § كلاب بمن معه من قومه من قريش وكنانة وقضاعة عند العقبة فقالوا نحن أولى بهذا منكم فناكروه فناكرهم فقاتلوه فاقتتل الناس قتالا شديدا ثم انهزمت صوفة وغلبهم قصي على ما كان بأيديهم من ذلك وحال بينهم وبينه قال وانحازت عند ذلك خزاعة وبنو بكر عن قصي بن كلاب وعرفوا أنه سيمنعهم كما منع صوفة وأنه سيحول بينهم وبين الكعبة وأمر مكة فلما انحازوا عنه باداهم وأجمع لحربهم وثبت معه أخوه رزاح بن ربيعة بمن معه من قومه من قضاعة وخرجت لهم خزاعة وبنو بكر وتهيئوا لحربهم والتقوا فاقتتلوا قتالا شديدا حتى كثرت القتلى من الفريقين جميعا وفشت فيهم الجراحة ثم إنهم تداعوا إلى الصلح إلى أن يحكموا بينهم رجلا من العرب فيما اختلفوا فيه ليقضي بينهم فحكموا يعمر بن عوف ابن كعب بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة فقضى بينهم بأن قصيا أولى بالكعبة وأمر مكة من خزاعة وأن كل دم أصابه قصي من خزاعة وبني بكر موضوع يشدخه تحت قدميه وأن ما أصابت خزاعة وبنو بكر من قريش وبني كنانه وقضاعة ففيه الدية مؤداة وأن يخلى بين قصى ابن كلاب وبين الكعبة ومكة فسمي يعمر بن عوف يومئذ الشداخ لما شدخ من الدماء ووضع منها فولي قصي البيت وأمر مكة وجمع قومه من منازلهم إلى مكة وتملك على قومه وأهل مكة فملكوه فكان قصي أول ولد كعب ابن لؤي أصاب ملكا أطاع له به قومه فكانت إليه الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء فحاز شرف مكة كله وقطع مكة أرباعا بين قومه فأنزل كل قوم من قريش منازلهم من مكة التي أصبحوا عليها.


TBRBV02P258B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ويزعم الناس أن قريشا هابت قطع شجر الحرم في منازلهم فقطعها قصي بيده وأعانوه فسمته العرب مجمعا لما جمع من أمرها وتيمنت بأمره فما تنكح امرأة ولا رجل من قريش إلا في دار قصي بن كلاب وما يتشاورون § في أمر ينزل بهم إلا في داره ولا يعقدون لواء لحرب قوم من غيرهم إلا في داره يعقدها لهم بعض ولده وما تدرع جارية إذا بلغت أن تدرع من قريش إلا في داره يشق عليها فيها درعها ثم تدرعه ثم ينطلق بها إلى أهلها فكان أمره في قومه من قريش في حياته وبعد موته كالدين المتبع لا يعمل بغيره تيمنا بأمره ومعرفة بفضله وشرفه واتخذ قصي لنفسه دار الندوة وجعل بابها إلى مسجد الكعبة ففيها كانت قريش تقضي أمورها.


TBRBV02P259B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الملك بن راشد عن أبيه قال سمعت السائب بن خباب صاحب المقصورة يحدث أنه سمع رجلا يحدث عمر بن الخطاب وهو خليفة حديث قصي بن كلاب هذا وما جمع من أمر قومه وإخراجه خزاعة وبني بكر من مكة وولايته البيت وأمر مكة فلم يردد ذلك عليه ولم ينكره قال فأقام قصي بمكة على شرفه ومنزلته في قومه لا ينازع في شيء من أمر مكة إلا أنه قد أقر للعرب في شأن حجهم ما كانوا عليه وذلك لأنه كان يراه دينا في نفسه لا ينبغي له تغييره وكانت صوفة على ما كانت عليه حتى انقرضت صوفة فصار ذلك من أمرهم إلى آل صفوان بن الحارث ابن شجنة وراثة وكانت عدوان على ما كانت عليه وكانت النسأة من بني مالك بن كنانة على ما كانوا عليه ومرة بن عوف على ما كانوا عليه فلم يزالوا على ذلك حتى قام الإسلام فهدم الله به ذلك كله وابتنى قصي دارا بمكة وهي دار الندوة وفيها كانت قريش تقضي أمورها فلما كبر قصى ورق عظمه وكان عبد الدار بكره هو كان أكبر ولده وكان فيما يزعمون ضعيفا وكان عبد مناف قد شرف في زمان أبيه وذهب كل مذهب وعبد العزى بن قصي وعبد بن قصي فقال قصي لعبد الدار فيما يزعمون أما والله لألحقنك بالقوم وإن كانوا قد شرفوا عليك لا يدخل رجل منهم الكعبة حتى تكون أنت تفتحها ولا يعقد لقريش لواء لحربهم إلا أنت بيدك ولا يشرب رجل بمكة ماء إلا من سقايتك ولا يأكل أحد من § أهل الموسم طعاما إلا من طعامك ولا تقطع قريش أمورها إلا في دارك فأعطاه داره دار الندوة التي لا تقضي قريش أمرا إلا فيها وأعطاه الحجابة واللواء والندوة والسقاية والرفادة وكانت الرفادة خرجا تخرجه قريش في كل موسم من أموالها إلى قصي بن كلاب فيصنع به طعاما للحاج يأكله من لم تكن له سعة ولا زاد ممن يحضر الموسم وذلك أن قصيا فرضه على قريش فقال لهم حين أمرهم به يا معشر قريش إنكم جيران الله وأهل بيته الحرام وإن الحاج ضيف الله وزوار بيته وهم أحق الضيف بالكرامة فاجعلوا لهم شرابا وطعاما أيام هذا الحج حتى يصدروا عنكم ففعلوا فكانوا يخرجون لذلك كل عام من أموالهم فيدفعونه إليه فيصنعه طعاما للناس أيام منى فجرى ذلك من أمره على قومه في الجاهلية حتى قام الإسلام ثم جرى في الإسلام إلى يومك هذا فهو الطعام الذي يصنعه السلطان كل عام بمنى حتى ينقضي الحج.


TBRBV02P260B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنى من امر قصى ابن كلاب وما قال لعبد الدار فيما دفع إليه ابن إسحاق بن يسار عن أبيه عن الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب قال سمعته يقول ذلك لرجل من بني عبد الدار يقال له نبيه بن وهب بن عامر بن عكرمة بن هاشم ابن عبد مناف بن عبد الدار قال الحسن بن محمد فجعل إليه قصي ما كان بيده من أمر قومه كله وكان قصي لا يخالف ولا يرد عليه شيء صنعه ثم إن قصيا هلك فأقام أمره في قومه من بعده بنوه.


ابن كلاب *
TBRBV02P260E

وأم كلاب فيما ذكر هند بنت سرير بن ثعلبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وله أخوان من ابيه من غير أمه وهما تيم ويقظة.


TBRBV02P260F

وأما ابن إسحاق فإنه قال أمهما هند بنت حارثة البارقية.


ابن مرة *
TBRBV02P261B

وأم مرة وحشية بنت شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وأخواه لأبيه وأمه عدي وهصيص وقيل إن أم هؤلاء الثلاثة مخشية وقيل إن أم مرة وهصيص مخشية بنت شيبان بن محارب بن فهر وأم عدي رقاش بنت ركبة بن نائلة بن كعب بن حرب بن تيم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس بن عيلان.


ابن كعب *
TBRBV02P261D

وأم كعب ماوية فيما قال ابن إسحاق وابن الكلبي وماوية بنت كعب ابن القين بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وله أخوان من أبيه وأمه أحدهما يقال له عامر والآخر سامة وهم بنو ناجية ولهم من أبيهم أخ قد انتمى ولده إلى غطفان ولحقوا بهم كان يقال له عوف أمه الباردة بنت عوف بن غنم بن عبد الله بن غطفان ذكر أن الباردة لما مات لؤي بن غالب خرجت بابنها عوف إلى قومها فتزوجها سعد بن ذبيان بن بغيض فتبنى عوفا وفيه يقول فيما ذكر فزارة بن ذبيان عرج علي ابن لؤي جملك %~% يتركك القوم ولا منزل لك ولكعب أخوان آخران أيضا من أبيه من غير أمه أحدهما خزيمة وهو عائذة قريش وعائذة أمه وهي عائذة بنت الخمس بن قحافة من خثعم والآخر سعد ويقال لهم بنانة وبنانة أمهم فأهل البادية منهم اليوم فيما ذكر في بني أسعد بن همام في بني شيبان بن ثعلبة وأهل الحاضرة ينتمون إلى قريش.


ابن فهر *
TBRBV02P262G

وقال ابن إسحاق فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق أمه جندلة بنت الحارث بن مضاض بن عمرو الجرهمي.


TBRBV02P262H

وكان فهر في زمانه رئيس الناس بمكة فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق في حربهم حسان بن عبد كلال بن مثوب § ذي حرث الحميري وكان حسان فيما قيل أقبل من اليمن مع حمير وقبائل من اليمن عظيمة يريد أن ينقل أحجار الكعبة من مكة إلى اليمن ليجعل حج الناس عنده ببلاده فأقبل حتى نزل بنخلة فأغار على سرح الناس ومنع الطريق وهاب أن يدخل مكة فلما رأت ذلك قريش وقبائل كنانة وخزيمة وأسد وجذام ومن كان معهم من أفناء مضر خرجوا إليه ورئيس الناس يومئذ فهر بن مالك فاقتتلوا قتالا شديدا فهزمت حمير وأسر حسان بن عبد كلال ملك حمير أسره الحارث بن فهر وقتل في المعركة فيمن قتل من الناس ابن ابنه قيس بن غالب بن فهر وكان حسان عندهم بمكة أسيرا ثلاث سنين حتى افتدى منهم نفسه فخرج به فمات بين مكة واليمن.


ابن مالك *
TBRBV02P263D

وأما ابن إسحاق فإنه قال أمه عاتكة بنت عدوان بن عمرو بن قيس ابن عيلان وقيل إن عكرشة لقب عاتكة بنت عدوان واسمها عاتكة وقيل إن أمه هند بنت فهم بن عمرو بن قيس بن عيلان وكان لمالك أخوان يقال لأحدهما يخلد فدخلت يخلد في بني عمرو بن الحارث ابن مالك بن كنانة فخرجوا من جماع قريش والآخر منهما يقال له الصلت لم يبق من ذريته أحد وقيل سميت قريش قريشا بقريش بن بدر بن يخلد بن الحارث بن يخلد بن النضر بن كنانة وبه سميت قريش قريشا لأن عير بني النضر كانت إذا قدمت قالت العرب قد جاءت عير قريش قالوا وكان قريش § هذا دليل بني النضر في أسفارهم وصاحب ميرتهم وكان له ابن يسمى بدرا احتفر بدرا قالوا فيه سميت البئر التي تدعى بدرا بدرا.


ابن مدركة *
TBRBV02P267B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق أنه قال أم بني إلياس خندف وهي امرأة من أهل اليمن فغلبت على نسب بنيها فقيل بنو خندف قال وكان اسم مدركة عامرا واسم طابخة عمرا قال وزعموا أنهما كانا في إبل لهما يرعيانها فاقتنصا صيدا فقعدا عليه يطبخانه وعدت عادية على إبلهما فقال عامر لعمرو أتدرك الإبل أو تطبخ هذا الصيد فقال عمرو بل أطبخ الصيد فلحق عامر الإبل فجاء بها فلما راحا على أبيهما فحدثاه بشأنهما قال لعامر أنت مدركة وقال لعمرو أنت طابخة.


ابن عدنان *
TBRBV02P272B

وقال ابن إسحاق فيما حدثنا ابن حميد عن سلمة بن الفضل عنه عدنان فيما يزعم بعض النساب بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح ابن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم وبعض يقول بل عدنان بن أدد بن أيتحب بن أيوب بن قيذر بن إسماعيل بن إبراهيم قال وقد انتمى قصي بن كلاب إلى قيذر في شعر قال ويقول بعض النساب بل عدنان بن ميدع بن منيع بن أدد بن كعب بن يشجب بن يعرب بن الهميسع بن قيذر بن إسماعيل بن إبراهيم قال وذلك أنه علم قديم أخذ من أهل الكتاب الأول.


ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسبابه *
TBRBV02P277B

فتوفي عبد المطلب بعد الفيل بثماني سنين كذلك حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر وكان عبد المطلب يوصى برسول الله صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب وذلك أن أبا طالب وعبد الله أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم كانا لأم فكان أبو طالب هو الذي يلى امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد جده وكان يكون معه ثم إن أبا طالب خرج في ركب من قريش إلى الشام تاجرا فلما تهيأ للرحيل وأجمع السير ضب به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يزعمون فرق له أبو طالب فقال والله لأخرجن به معي ولا يفارقني ولا أفارقه أبدا أو كما قال فخرج به معه فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام وبها راهب يقال له بحيرى في صومعة له وكان ذا علم من أهل النصرانية ولم يزل في تلك الصومعة مذ قط راهب إليه يصير علمهم عن كتاب فيما يزعمون يتوارثونه كابرا عن كابر فلما نزلوا ذلك العام ببحيرى صنع لهم طعاما كثيرا وذلك أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في صومعته عليه غمامة تظله من بين القوم ثم أقبلوا حتى نزلوا في ظل شجرة قريبا منه فنظر إلى الغمامة حين اظلت الشجرة وتهصرت اغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها فلما راى ذلك بحيرى نزل من صومعته ثم أرسل إليهم فدعاهم جميعا فلما راى بحيرى رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده من صفته فلما فرغ القوم من الطعام وتفرقوا سال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء في حاله في يقظته وفي نومه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فيجدها بحيرى موافقة لما عنده من صفته ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه ثم قال بحيرى لعمه أبي طالب ما هذا الغلام منك قال ابنى فقال له بحيرى ما هو بابنك وما ينبغي لهذا الغلام § أن يكون أبوه حيا قال فإنه ابن أخي قال فما فعل أبوه قال مات وأمه حبلى به قال صدقت ارجع به الى بلدك واحذر عليه يهود فو الله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا فإنه كائن له شأن عظيم فأسرع به إلى بلده فخرج به عمه سريعا حتى أقدمه مكة.


TBRBV02P279B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أبيه محمد بن علي عن جده علي بن أبي طالب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون به غير مرتين كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد من ذلك ثم ما هممت بسوء حتى أكرمني الله عز وجل برسالته فإني قد قلت ليلة لغلام من قريش كان يرعى معي بأعلى مكة لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة فأسمر بها كما يسمر الشباب فقال أفعل فخرجت أريد ذلك حتى إذا جئت أول دار من دور مكة سمعت عزفا بالدفوف والمزامير فقلت ما هذا قالوا فلان ابن فلان تزوج بفلانة بنت فلان فجلست أنظر إليهم فضرب الله على أذني فنمت فما أيقظني إلا مس الشمس قال فجئت صاحبي فقال ما فعلت قلت ما صنعت شيئا ثم أخبرته الخبر قال ثم قلت له ليلة أخرى مثل ذلك فقال أفعل فخرجت فسمعت حين جئت مكة مثل ما سمعت حين دخلت مكة تلك الليلة فجلست أنظر فضرب الله على اذنى فو الله ما أيقظني إلا مس الشمس فرجعت إلى صاحبي فأخبرته الخبر ثم ما هممت بعدها بسوء حتى أكرمني الله عز وجل برسالته.


ذكر تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها *
TBRBV02P280C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال كانت خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي امرأة تاجرة ذات شرف ومال تستتجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم منه وكانت قريش قوما تجارا فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجرا وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار مع غلام لها يقال له ميسرة فقبله منها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج في مالها ذلك وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدما الشام فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان فأطلع الراهب رأسه إلى ميسرة فقال من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة فقال له ميسرة هذا رجل من قريش من أهل الحرم فقال له الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط الا نبى ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها واشترى ما أراد أن يشتري ثم أقبل قافلا إلى مكة ومعه ميسرة فكان ميسرة فيما يزعمون إذا كانت الهاجرة واشتد الحر يرى ملكين يظللانه من الشمس وهو يسير على بعيره فلما قدم مكة على خديجه بمالها باعت ما جاء به فأضعفت أو قريبا من ذلك وحدثها ميسرة عن § قول الراهب وعما كان يرى من إظلال الملكين إياه وكانت خديجة امرأة حازمة لبيبة شريفة مع ما أراد الله بها من كرامته فلما أخبرها ميسرة بما أخبرها بعثت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له فيما يزعمون يا بن عم انى قد رغبت فيك لقرابتك وسطتك في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك ثم عرضت عليه نفسها وكانت خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسبا وأعظمهن شرفا وأكثرهن مالا كل قومها كان حريصا على ذلك منها لو يقدر عليها فلما قالت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك لأعمامه فخرج معه حمزة بن عبد المطلب عمه حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها إليه فتزوجها فولدت له ولده كلهم الا ابراهيم زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة والقاسم وبه كان يكنى ص والطاهر والطيب فأما القاسم والطاهر والطيب فهلكوا في الجاهلية وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام فاسلمن وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم.


ذكر باقي الأخبار عن الكائن من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن ينبأ وما كان بين مولده ووقت نبوته من الأحداث في بلده *
ZTTHV01P153A

أخبرنا الفضل بن غانم قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال جاء حمزة بن عبد المطلب حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها عليه فتزوجها فولدت له أولاده كلهم إلا إبراهيم زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة والقاسم وبه كان يكنى والطاهر والطيب فأما القاسم والطاهر والطيب فهلكوا في الجاهلية وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام وهاجرن معه صلوات الله عليه وعلى ذريته قال ابن إسحاق ثم إن قريشا اجتمعت لبناء الكعبة وذلك بعد الفجار بخمس عشرة سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم عامئذ ابن خمس وثلاثين سنة.

TBRBV02P283C

وذلك في قول ابن إسحاق في سنة خمس وثلاثين من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان سبب هدمهم إياها فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق أن الكعبة كانت رضمة فوق القامة فأرادوا رفعها وتسقيفها وذلك أن نفرا من قريش وغيرهم سرقوا كنز الكعبة وإنما كان يكون في بئر في جوف الكعبة.

TBRBV02P286B

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال وكان الذي وجد عنده الكنز دويكا مولى لبني مليح بن عمرو من خزاعة فقطعت قريش يده من بينهم وكان ممن اتهم في ذلك الحارث بن عامر بن نوفل وابو إهاب ابن عزيز بن قيس بن سويد التميمي وكان أخا الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف لأمه وأبو لهب بن عبد المطلب وهم الذين تزعم قريش أنهم وضعوا كنز الكعبة حين أخذوه عند دويك مولى بني مليح فلما اتهمتهم قريش دلوا على دويك فقطع ويقال هم وضعوه عنده § وذكروا أن قريشا حين استيقنوا بأن ذلك كان عند الحارث بن عامر ابن نوفل بن عبد مناف خرجوا به إلى كاهنة من كهان العرب فسجعت عليه من كهانتها بألا يدخل مكة عشر سنين بما استحل من حرمة الكعبة فزعموا أنهم أخرجوه من مكة فكان فيما حولها عشر سنين وكان البحر قد رمى بسفينة إلى جدة لرجل من تجار الروم فتحطمت فأخذوا خشبها فأعدوه لسقفها وكان بمكة رجل قبطي نجار فتهيأ لهم في أنفسهم بعض ما يصلحها وكانت حية تخرج من بئر الكعبة التي يطرح فيها ما يهدى لها كل يوم فتشرف على جدار الكعبة فكانوا يهابونها وذلك أنه كان لا يدنو منها أحد إلا احزالت وكشت وفتحت فاها فبينا هي يوما تشرف على جدار الكعبة كما كانت تصنع بعث الله عليها طائرا فاختطفها فذهب بها فقالت قريش إنا لنرجو أن يكون الله عز وجل قد رضي ما أردنا عندنا عامل رقيق وعندنا خشب وقد كفانا الله أمر الحية وذلك بعد الفجار بخمس عشرة سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم عامئذ ابن خمس وثلاثين سنة فلما أجمعوا أمرهم في هدمها وبنائها قام أبو وهب بن عمرو بن عائذ ابن عمران بن مخزوم فتناول من الكعبة حجرا فوثب من يده حتى رجع إلى موضعه فقال يا معشر قريش لا تدخلوا في بنيانها من كسبكم إلا طيبا ولا تدخلوا فيها مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس قال والناس ينحلون هذا الكلام الوليد بن المغيرة.


ZTTHV01P154D

أخبرنا الفضل بن غانم قال حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن ليث بن أبي سليم قال إنهم وجدوا في حجر في الكعبة قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين حجة إن كان ما ذكر حقا مكتوب فيه من يزرع خيرا يحصد غبطة ومن يزرع شرا يحصد ندامة تعملون السيئات وتجزون الحسنات كما يجتنى من الشوك.

COMMENT

TBRBV02P287B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عبد الله ابن أبي نجيح المكي أنه حدث عن عبد الله بن صفوان بن أمية بن § خلف أنه رأى ابنا لجعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ ابن عمران بن مخزوم يطوف بالبيت فسأل عنه فقيل له هذا ابن لجعدة ابن هبيرة فقال عند ذلك عبد الله بن صفوان جد هذا يعني أبا وهب الذي أخذ من الكعبة حجرا حين اجتمعت قريش لهدمها فوثب من يده حتى رجع إلى موضعه فقال عند ذلك يا معشر قريش لا تدخلوا في بنيانها من كسبكم إلا طيبا لا تدخلوا فيها مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد وأبو وهب خال أبي رسول الله ص وكان شريفا.


TBRBV02P288B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق قال ثم إن قريشا تجزأت الكعبة فكان شق الباب لبني عبد مناف وزهرة وكان ما بين الركن الأسود والركن اليماني لبني مخزوم وتيم وقبائل من قريش ضموا إليهم وكان ظهر الكعبة لبني جمح وبني سهم وكان شق الحجر وهو الحطيم لبني عبد الدار بن قصي ولبني أسد بن عبد العزى بن قصي وبني عدي بن كعب ثم إن الناس هابوا هدمها وفرقوا منه فقال الوليد بن المغيرة أنا § أبدؤكم في هدمها فأخذ المعول ثم قام عليها وهو يقول اللهم لم ترع اللهم لا نريد إلا الخير ثم هدم من ناحية الركنين فتربص الناس به تلك الليلة وقالوا ننظر فإن أصيب لم نهدم منها شيئا ورددناها كما كانت وإن لم يصبه شيء فقد رضي الله ما صنعنا هدمنا فأصبح الوليد من ليلته غاديا على عمله فهدم والناس معه حتى انتهى الهدم إلى الأساس فأفضوا إلى حجارة خضر كأنها أسنة آخذ بعضها ببعض.


TBRBV02P289B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن بعض من يروي الحديث أن رجلا من قريش ممن كان يهدمها أدخل عتلة بين حجرين منها ليقلع بها أحدهما فلما تحرك الحجر انتقضت مكة بأسرها فانتهوا عند ذلك إلى الأساس قال ثم إن القبائل جمعت الحجارة لبنائها جعلت كل قبيلة تجمع على حدتها ثم بنوا حتى إذا بلغ البنيان موضع الركن اختصموا فيه كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى حتى تحاوزوا وتحالفوا وتواعدوا للقتال فقربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دما ثم تعاقدوا هم § وبنو عدي بن كعب على الموت وأدخلوا ايديهم في ذلك الدم في الجفنة فسموا لعقة الدم بذلك فمكثت قريش أربع ليال أو خمس ليال على ذلك.


ذكر اليوم الذى نبى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشهر الذي نبئ فيه وما جاء في ذلك *
ZTTHV01P156C

أخبرنا الفضل بن غانم قال حدثنا سلمة الأبرش قال حدثنا محمد بن إسحاق بعث الله رسوله صلوات الله عليه ورحمته وبركاته رحمة للعالمين وكافة للناس بعد بنيان الكعبة بخمس سنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ابن أربعين سنة كاملا § خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فكان أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال محمد بن مسلم بن شهاب الزهري وعبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب وقتادة بن دعامة السدوسي ومحمد بن إسحاق وأبو رافع وابن عباس خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

COMMENT

TBRBV02P293F

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن الحسن بن دينار عن أيوب عن أبي قلابة عبد الله بن زيد § الجرمي أنه كان يقول فيما بلغه وانتهى إليه من العلم أنزل الفرقان على رسول الله صلى الله عليه وسلم لثماني عشرة ليلة خلت من رمضان.


TBRBV02P294B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق حدثني من لا يتهم عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بن دعامة السدوسي عن أبي الجلد قال نزل الفرقان لأربع وعشرين ليلة خلت من رمضان.


TBRBV02P296B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عمن لا يتهم عن عبد الله بن كعب مولى عثمان أنه حدث أن عمر بن الخطاب بينا هو جالس في الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل من العرب داخل المسجد يريد عمر يعني ابن الخطاب فلما نظر إليه عمر قال إن الرجل لعلى شركه بعد ما فارقه أو لقد كان كاهنا في الجاهلية فسلم عليه الرجل ثم جلس فقال له عمر هل أسلمت فقال نعم فقال هل كنت كاهنا في الجاهلية فقال الرجل سبحان الله لقد استقبلتني بأمر ما أراك قلته لأحد من رعيتك منذ وليت فقال عمر اللهم غفرا قد كنا في الجاهلية على شر من ذلك نعبد الأصنام ونعتنق الأوثان حتى أكرمنا الله بالإسلام فقال نعم والله يا أمير المؤمنين لقد كنت كاهنا في الجاهلية قال فأخبرنا ما أعجب ما جاءك به صاحبك قال جاءني قبل الإسلام بشهر أو سنة فقال لي ألم تر إلى الجن وإبلاسها وإياسها من دينها ولحوقها بالقلاص وأحلاسها قال فقال عمر عند ذلك يحدث الناس والله إني لعند وثن من أوثان الجاهلية في نفر من قريش قد ذبح له رجل من العرب عجلا فنحن ننظر قسمه ليقسم لنا منه إذ سمعت من جوف العجل صوتا ما سمعت صوتا قط أنفذ منه وذلك قبل الإسلام بشهر أو شيعه يقول يا آل ذريح § أمر نجيح ورجل يصيح يقول لا إله إلا الله.


TBRBV02P297B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا علي بن مجاهد عن ابن إسحاق عن الزهري عن عبد الله بن كعب مولى عثمان بن عفان مثله.


ذكر الخبر عما كان من أمر نبي الله ص عند ابتداء الله تعالى ذكره إياه بإكرامه بإرسال جبريل ع إليه بوحيه *
TBRBV02P300B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير قال سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي حدثنا يا عبيد كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوه حين جاء جبريل ع فقال عبيد وأنا حاضر يحدث عبد الله بن الزبير ومن عنده من الناس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهرا وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية والتحنث التبرر وقال أبو طالب وراق ليرقى في حراء ونازل فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور ذلك الشهر من كل سنة يطعم من جاءه من المساكين فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جواره من شهره ذلك كان أول ما يبدأ به إذا انصرف من جواره الكعبة قبل أن يدخل بيته فيطوف بها سبعا أو ما شاء الله من ذلك ثم يرجع إلى بيته حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله عز وجل فيه ما أراد من كرامته من السنة التي بعثه فيها وذلك في شهر رمضان خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حراء كما كان يخرج لجواره معه أهله حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد بها جاءه جبريل بأمر الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم § فجاءني وأنا نائم بنمط من ديباج فيه كتاب فقال اقرأ فقلت ما أقرأ فغتني حتى ظننت أنه الموت ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ماذا أقرأ وما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود إلي بمثل ما صنع بي قال اقرأ باسم ربك الذي خلق إلى قوله علم الإنسان ما لم يعلم قال فقرأته قال ثم انتهى ثم انصرف عني وهببت من نومي وكأنما كتب في قلبي كتابا قال ولم يكن من خلق الله أحد أبغض إلي من شاعر أو مجنون كنت لا أطيق أن أنظر إليهما قال قلت إن الأبعد يعني نفسه لشاعر أو مجنون لا تحدث بها عني قريش أبدا لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحن نفسي منه فلأقتلنها فلأستريحن قال فخرجت أريد ذلك حتى إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتا من السماء يقول يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل قال فرفعت راسى الى السماء فإذا جبرئيل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول يا محمد أنت رسول الله وانا جبرئيل قال فوقفت أنظر إليه وشغلني ذلك عما أردت فما أتقدم وما أتأخر وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك فما زلت واقفا ما أتقدم أمامي ولا أرجع ورائي حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي حتى بلغوا مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في مكاني ثم انصرف عني وانصرفت راجعا إلى أهلي حتى أتيت خديجة فجلست إلى فخذها مضيفا فقالت يا أبا القاسم أين كنت فو الله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة ورجعوا إلي قال قلت لها إن الأبعد لشاعر أو مجنون فقالت § أعيذك بالله من ذلك يا أبا القاسم ما كان الله ليصنع ذلك بك مع ما أعلم منك من صدق حديثك وعظم أمانتك وحسن خلقك وصلة رحمك وما ذاك يا بن عم لعلك رأيت شيئا قال فقلت لها نعم ثم حدثتها بالذي رأيت فقالت أبشر يا بن عم واثبت] فو الذى نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة ثم قامت فجمعت عليها ثيابها ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل بن أسد وهو ابن عمها وكان ورقة قد تنصر وقرأ الكتب وسمع من أهل التوراة والإنجيل فأخبرته بما أخبرها به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى وسمع فقال ورقة قدوس قدوس والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر يعني بالناموس جبرئيل ع الذي كان يأتي موسى وإنه لنبي هذه الأمة فقولي له فليثبت فرجعت خديجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بقول ورقة فسهل ذلك عليه بعض ما هو فيه من الهم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جواره وانصرف صنع كما كان يصنع وبدأ بالكعبة فطاف بها فلقيه ورقة بن نوفل وهو يطوف بالبيت فقال يا بن أخي أخبرني بما رأيت أو سمعت فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ورقة والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء إلى موسى ولتكذبنه ولتؤذينه ولتخرجنه ولتقاتلنه ولئن أنا أدركت ذلك لأنصرن الله نصرا يعلمه ثم أدنى رأسه فقبل يافوخه ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله وقد زاده ذلك من قول ورقة ثباتا وخفف عنه بعض ما كان فيه من الهم.


TBRBV02P302B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير أنه حدث عن § خديجه انها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يثبته فيما أكرمه الله به من نبوته يا بن عم أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك قال نعم قالت فإذا جاءك فأخبرني به فجاءه جبرئيل ع كما كان يأتيه [فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة يا خديجه هذا جبرئيل قد جاءني فقالت نعم فقم يا بن عم فاجلس على فخذي اليسرى فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عليها قالت هل تراه قال نعم قالت فتحول فاقعد على فخذي اليمنى فتحول رسول الله ص فجلس عليها فقالت هل تراه قال نعم قالت فتحول فاجلس في حجري فتحول فجلس في حجرها قالت هل تراه قال نعم فتحسرت فالقت خمارها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها ثم قالت هل تراه قال لا فقالت يا بن عم اثبت وابشر فو الله إنه لملك وما هو بشيطان.


TBRBV02P303B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال وحدثت بهذا الحديث عبد الله بن الحسن فقال قد سمعت أمي فاطمة بنت الحسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة إلا أني قد سمعتها تقول أدخلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها وبين درعها فذهب عند ذلك جبرئيل فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا لملك وما هو بشيطان.


TBRBV02P306C

وأما بنعمة ربك فحدث وذلك فيما زعم ابن إسحاق النبوة حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق وأما بنعمة ربك فحدث أي ما جاءك من الله من نعمته وكرامته من النبوة فحدث اذكرها وادع إليها قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ما أنعم الله عليه وعلى العباد به من النبوة سرا إلى من يطمئن اليه من § أهله فكان أول من صدقه وآمن به واتبعه من خلق الله فيما ذكر زوجته خديجة رحمها الله.


TBRBV02P307D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال وحدثني بعض أهل العلم أن الصلاة حين افترضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبرئيل وهو بأعلى مكة فهمز له بعقبه في ناحيه الوادى فانفجرت منه عين فتوضأ جبرئيل ع ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه ليريه كيف الطهور للصلاة ثم توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم كما راى جبرئيل ع توضأ ثم قام جبرئيل ع فصلى به وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بصلاته ثم انصرف جبرئيل ع فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فتوضأ لها يريها كيف الطهور للصلاة كما أراه جبرئيل ع فتوضأت كما توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى بها رسول الله ص كما صلى به جبرئيل ع فصلت بصلاته.


+
TBRBV02P312A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل وعلي بن مجاهد قال سلمة حدثني محمد بن إسحاق عن يحيى بن أبي الأشعث قال أبو جعفر وهو في موضع آخر من كتابي عن يحيى بن الأشعث عن إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندي وكان عفيف أخا الأشعث بن قيس الكندي لأمه وكان ابن عمه عن أبيه عن جده عفيف قال كان العباس ابن عبد المطلب لي صديقا وكان يختلف إلى اليمن يشتري العطر فيبيعه أيام الموسم فبينا أنا عند العباس بن عبد المطلب بمنى فأتاه رجل مجتمع فتوضأ فأسبغ الوضوء ثم قام يصلي فخرجت امرأة فتوضأت وقامت تصلي ثم خرج غلام قد راهق فتوضأ ثم قام إلى جنبه يصلي فقلت ويحك يا عباس ما هذا قال هذا ابن أخي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يزعم أن الله بعثه رسولا وهذا ابن أخي علي بن أبي طالب قد تابعه على دينه وهذه امرأته خديجة ابنة خويلد قد تابعته على دينه قال عفيف بعد ما أسلم ورسخ الإسلام في قلبه يا ليتني كنت رابعا.

MSBFV01P407A

حدثني محمد بن بشر بن مطر ثنا محمد بن حميد ثنا مسلمة بن الفضل قال حدثني محمد بن إسحاق عن يحيى بن أبي الأشعث عن § إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندي وكان عفيف أخا الأشعث بن قيس لأمه وكان ابن عمه لأبيه عن أبيه عن جده عفيف الكندي قال كان العباس بن عبد المطلب لي صديقا وكان يختلف إلى اليمن يشتري العطر ويبيعه أيام الموسم فبينما أنا عند العباس بمنى فأتاه رجل مجتمع فتوضأ فأسبغ الوضوء ثم قام يصلي فخرجت امرأة فتوضأت ثم قامت تصلي ثم خرج غلام قد راهق فتوضأ ثم قام إلى جنبه يصلي فقلت ويحك يا عباس ما هذا الدين قال هذا محمد بن عبد الله ابن أخي يزعم أن الله بعثه رسولا وهذا ابن أخي علي بن أبي طالب قد تابعه على دينه وهذه امرأته خديجة قد تابعته على دينه فقال عفيف بعد أن أسلم ورسخ في الإسلام يا ليتني كنت رابعا.

COMMENT
+
TBRBV02P312B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال كان أول ذكر آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى معه وصدقه بما جاءه من عند الله علي بن أبي طالب وهو يومئذ ابن عشر سنين وكان مما أنعم الله به على على بن ابى طالب ع انه كان في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الاسلام.

KTHBV03P025B

وحدثنا § ابن حميد حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال أول ذكر آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى معه وصدقه علي بن أبي طالب وهو ابن عشر سنين وكان في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام.

TBRBV02P313A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال فحدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج قال كان من نعمة الله على علي بن أبي طالب وما صنع الله له وأراده به من الخير أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة وكان أبو طالب ذا عيال كثير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس عمه وكان من أيسر بني هاشم يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الازمه فانطلق بنا فلنخفف عنه من عياله آخذ من بنيه رجلا وتأخذ من بنيه رجلا فنكفهما عنه قال العباس نعم فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه فقال لهما أبو طالب إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فضمه إليه وأخذ العباس جعفرا فضمه إليه فلم يزل علي بن أبي طالب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله نبيا فاتبعه علي فآمن به وصدقه ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه.

BQWXV02P161B

حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني عمار بن الحسن قال حدثني سلمة § ابن الفضل عن محمد بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن مجاهد بن جبر أبي الحجاج قال وكان من نعمة الله على علي بن أبي طالب رضي الله عنه مما صنع إليه وأراد به من الخير أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة وكان أبو طالب ذا عيال كثير فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للعباس عمه وكان أيسر بني هاشم يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة فانطلق حتى تخفف عنه من عياله فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا فضمه إليه فلم يزل علي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى بعثه الله عز وجل نبيا فاتبعه علي وآمن به وصدقه قلت وقد اختلفوا في سنه يوم أسلم وقد مضت الروايات فيه في كتاب اللقيط من كتاب السن.

TBRBV02P313B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال فحدثني محمد بن إسحاق قال وذكر بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفيا من عمه أبي طالب وجميع أعمامه وسائر قومه فيصليان الصلوات فيها فإذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا ثم إن أبا طالب عثر عليهما يوما وهما يصليان فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا بن أخي ما هذا الدين الذي أراك تدين به قال أي عم هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم أو كما قال بعثني الله به رسولا إلى العباد وأنت يا عم أحق من بذلت له النصيحة ودعوته إلى الهدى وأحق من أجابني إليه وأعانني عليه أو كما قال فقال ابو طالب يا بن أخي إني لا أستطيع أن أفارق ديني ودين آبائي وما كانوا عليه ولكن والله لا يخلص إليك بشيء تكرهه ما حييت.


TBRBV02P314A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال وزعموا أنه قال لعلي بن أبي طالب أي بني ما هذا الدين الذي أنت عليه قال يا أبه آمنت بالله وبرسوله وصدقته بما جاء به وصليت معه لله فزعموا أنه قال له أما إنه لا يدعوك إلا إلى خير فالزمه.


TBRBV02P316G

وأما ابن إسحاق فإنه قال في ذلك ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه ثم أسلم زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان § أول ذكر أسلم وصلى بعد علي بن أبي طالب ثم أسلم أبو بكر بن أبي قحافة الصديق فلما أسلم أظهر إسلامه ودعا إلى الله عز وجل وإلى رسوله قال وكان ابو بكر رجلا مألفا لقومه محببا سهلا وكان أنسب قريش لقريش وأعلم قريش بها وبما كان فيها من خير أو شر وكان رجلا تاجرا ذا خلق ومعروف وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجاربه وحسن مجالسته فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه فأسلم على يديه فيما بلغني عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله فجاء بهم إلى رسول الله ص حين استجابوا له فأسلموا وصلوا فكان هؤلاء الثمانية النفر الذين سبقوا إلى الإسلام فصلوا وصدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا بما جاء به من عند الله ثم تتابع الناس في الدخول في الإسلام الرجال منهم والنساء حتى فشا ذكر الإسلام بمكة وتحدث به الناس.


KTHBV03P027A

ورجع أبو بكر وهو مؤمن مصدق قال ابن إسحاق حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عكم عنه حين ذكرته ولا تردد فيه عكم أي تلبث.

COMMENT

TBRBV02P318B

وأما ابن إسحاق فإنه ذكر أن خالد بن سعيد بن العاص وامراته امينه بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة من خزاعة أسلما بعد جماعة كثيرة غير الذين ذكرتهم بأسمائهم أنهم كانوا من السابقين إلى الإسلام ثم إن الله عز وجل امر نبيه محمدا ص بعد مبعثه بثلاث سنين أن يصدع بما جاءه منه وأن يبادي الناس بأمره ويدعو إليه فقال له فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين وكان قبل ذلك في السنين الثلاث من مبعثه إلى أن أمر بإظهار الدعاء إلى الله مستسرا مخفيا امره ص وأنزل عليه وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون قال وكان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلوا ذهبوا إلى الشعاب فاستخفوا من قومهم فبينا سعد بن أبي وقاص في نفر من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في شعب من شعاب مكة إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون فناكروهم وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم فاقتتلوا فضرب سعد بن أبي وقاص يومئذ رجلا من المشركين بلحي جمل فشجه فكان أول دم أهريق في الإسلام فحدثنا أبو كريب وأبو السائب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال § صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الصفا فقال يا صباحاه فاجتمعت اليه قريش فقالوا مالك قال ارايت إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقونني قالوا بلى قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب تبا لك ألهذا دعوتنا أو جمعتنا فأنزل الله عز وجل تبت يدا أبي لهب وتب إلى آخر السورة حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الأقربين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف يا صباحاه فقالوا من هذا الذي يهتف قالوا محمد فقال يا بني فلان يا بني عبد المطلب يا بني عبد مناف فاجتمعوا إليه فقال أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي قالوا ما جربنا عليك كذبا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب تبا لك ما جمعتنا إلا لهذا ثم قام فنزلت هذه السورة تبت يدا أبي لهب وتب إلى آخر السورة.


TBRBV02P319B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله ابن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنذر عشيرتك الأقربين دعانى رسول الله ص فقال لي يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين § فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمت عليه حتى جاءني جبرئيل فقال يا محمد إنك إلا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رحل شاة واملأ لنا عسا من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به فلما وضعته تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم حذية من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال خذوا بسم الله فأكل القوم حتى ما لهم بشيء حاجة وما أرى إلا موضع أيديهم وايم الله الذي نفس علي بيده وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم ثم قال اسق القوم فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا منه جميعا وايم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله فلما اراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال لهدما سحركم صاحبكم فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله ص فقال الغد يا علي إن هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم إلي قال ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتى ما لهم بشيء حاجة ثم قال اسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه § بأفضل مما قد جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم قال فأحجم القوم عنها جميعا وقلت وإني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال ان هذا أخي ووصى وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا قال فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.


TBRBV02P322B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة حدثنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن عبيد عن الحسن بن أبي الحسن قال لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنذر عشيرتك الأقربين قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبطح ثم قال يا بني عبد المطلب يا بني عبد مناف يا بني قصي قال ثم فخذ قريشا قبيلة قبيلة حتى مر على آخرهم إني أدعوكم إلى الله وانذركم عذابه.


TBRBV02P322C

قال ابن إسحاق فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه فصدع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر الله وبادى قومه بالإسلام فلما فعل ذلك لم يبعد منه قومه ولم يردوا عليه بعض الرد فيما بلغني حتى ذكر آلهتهم وعابها فلما فعل ذلك ناكروه وأجمعوا على خلافه وعداوته إلا من عصم الله منهم بالإسلام وهم قليل مستخفون وحدب عليه أبو طالب عمه ومنعه وقام دونه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم § على أمر الله مظهرا لأمره لا يرده عنه شيء فلما رأت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعتبهم من شيء يكرهونه مما أنكروه عليه من فراقهم وعيب آلهتهم ورأوا أن أبا طالب قد حدب عليه وقام دونه فلم يسلمه لهم مشى رجال من اشراف قريش الى ابى طالب عتبة ابن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو البختري بن هشام والأسود بن المطلب والوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام والعاص بن وائل ونبيه ومنبه ابنا الحجاج أو من مشى إليه منهم فقالوا يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا وضلل آباءنا فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه فنكفيكه فقال لهم أبو طالب قولا رفيقا وردهم ردا جميلا فانصرفوا عنه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه يظهر دين الله ويدعو إليه قال ثم شري الأمر بينه وبينهم حتى تباعد الرجال وتضاغنوا وأكثرت قريش ذكر رسول الله ص بينها وتذامروا فيه وحض بعضهم بعضا عليه ثم إنهم مشوا إلى أبي طالب مرة أخرى فقالوا يا أبا طالب إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا او تنازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين أو كما قالوا ثم انصرفوا عنه فعظم على ابى طالب فراق قومه وعدواتهم له ولم يطب نفسا بإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ولا خذلانه.


TBRBV02P326B

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال فحدثني يعقوب ابن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حدث أن قريشا حين قالت لأبي طالب هذه المقاله بعث الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا بن أخي إن قومك قد جاءوني فقالوا لي كذا وكذا فأبق علي وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد بدا لعمه فيه بداء وأنه خاذله ومسلمه وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عماه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى ثم قام فلما ولى ناداه أبو طالب فقال اقبل يا بن أخي فاقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اذهب يا بن أخي فقل ما احببت فو الله لا أسلمك لشيء أبدا قال ثم إن قريشا لما عرفت أن أبا طالب أبى خذلان رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسلامه وإجماعه لفراقهم في ذلك وعداوتهم مشوا إليه بعمارة بن الوليد بن المغيرة فقالوا له فيما بلغني يا أبا طالب هذا عماره § ابن الوليد أنهد فتى في قريش وأشعره وأجمله فخذه فلك عقله ونصرته واتخذه ولدا فهو لك وأسلم لنا ابن أخيك هذا الذي قد خالف دينك ودين آبائك وفرق جماعة قومك وسفه أحلامهم فنقتله فإنما رجل كرجل فقال والله لبئس ما تسومونني أتعطونني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه هذا والله ما لا يكون ابدا فقال المطعم ابن عدي بن نوفل بن عبد مناف والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك وجهدوا على التخلص مما تكرهه فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا فقال أبو طالب للمطعم والله ما أنصفوني ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم علي فاصنع ما بدا لك أو كما قال أبو طالب قال فحقب الأمر عند ذلك وحميت الحرب وتنابذ القوم وبادى بعضهم بعضا قال ثم إن قريشا تذامروا على من في القبائل منهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أسلموا معه فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم ومنع الله رسوله منهم بعمه أبي طالب وقد قام أبو طالب حين رأى قريشا تصنع ما تصنع في بني هاشم وبني المطلب فدعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول الله صلى الله عليه وسلم والقيام دونه فاجتمعوا إليه وقاموا معه وأجابوا إلى ما دعاهم إليه من الدفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما كان من.


TBRBV02P330B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال لما راى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية بمكانه من الله وعمه أبي طالب وأنه لا يقدر على أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء قال لهم لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا § لا يظلم أحد عنده وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة مخافة الفتنة وفرارا إلى الله عز وجل بدينهم فكانت أول هجرة كانت في الإسلام فكان أول من خرج من المسلمين من بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف عثمان بن عفان بن ابى العاص ابن أمية ومعه امرأته رقية ابنة رسول الله ص ومن بني عبد شمس أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ومعه امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي ومن بني أسد بن عبد العزى بن قصي الزبير بن العوام فعد النفر الذين ذكرهم الواقدي غير أنه قال من بني عامر بن لؤي ابن غالب بن فهر أبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ويقال بل أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل ابن عامر بن لؤي قال ويقال هو أول من قدمها فجعلهم ابن إسحاق عشرة وقال كان هؤلاء العشرة أول من خرج من المسلمين إلى أرض الحبشة فيما بلغني قال ثم خرج جعفر بن أبي طالب وتتابع المسلمون حتى اجتمعوا بأرض الحبشة فكانوا بها منهم من خرج بأهله معه ومنهم من خرج بنفسه لا أهل معه ثم عد بعد ذلك تمام اثنين وثمانين رجلا بالعشرة الذين ذكرت باسمائهم ومن كان منهم معه أهله وولده ومن ولد له بأرض الحبشة ومن كان منهم لا أهل معه.

COMMENT

TDSHV52P268C

أخبرنا أبو محمد السلمي حدثنا أبو بكر الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا عمار بن الحسن حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد ابن إسحاق في ذكر من خرج إلى أرض الحبشة منهم أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف معه امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس ولدت له بأرض الحبشة محمد بن أبي حذيفة قال ابن عساكر كذا قال وعبد شمس في نسب سهلة خطأ فاحش.


TBRBV02P332B

ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه عروة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قلت له ما أكثر ما رأيت قريشا اصابت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كانت تظهر من عداوته قال قد حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يوما في الحجر فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط سفه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب آلهتنا لقد صبرنا منه على أمر عظيم أو كما قالوا فبينا هم كذلك إذ طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل يمشي حتى استلم الركن ثم مر بهم طائفا بالبيت فلما مر بهم غمزوه ببعض القول قال فعرفت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مضى فلما مر بهم الثانية غمزوه مثلها فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها فوقف فقال أتسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح قال فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع وحتى ان اشدهم فيه وصاه قبل ذلك ليرفؤه بأحسن ما يجد من القول حتى إنه ليقول انصرف يا أبا القاسم راشدا فو الله ما كنت جهولا § قال فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه حتى إذا باداكم بما تكرهون تركتموه فبيناهم كذلك إذ طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثبوا إليه وثبة رجل واحد وأحاطوا به يقولون له أنت الذي تقول كذا وكذا لما يبلغهم من عيب آلهتهم ودينهم فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم أنا الذي أقول ذلك قال فلقد رأيت رجلا منهم آخذا بجمع ردائه قال وقام أبو بكر الصديق دونه يقول وهو يبكي ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ثم انصرفوا عنه فإن ذلك أشد ما رأيت قريشا بلغت منه قط.


TBRBV02P333D

قال ابن إسحاق وحدثني رجل من أسلم كان واعيه ان أبا جهل ابن هشام مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس عند الصفا فآذاه وشتمه ونال منه بعض ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له فلم يكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاة لعبد الله بن جدعان التيمي في مسكن لها فوق الصفا تسمع ذلك ثم انصرف عنه فعمد إلى نادي § قريش عند الكعبة فجلس معهم فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشحا قوسه راجعا من قنص له وكان صاحب قنص يرميه ويخرج له وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة وكان إذا فعل ذلك لم يمر على ناد من قريش إلا وقف وسلم وتحدث معهم وكان أعز قريش وأشدها شكيمة فلما مر بالمولاة وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع الى بيته قالت يا أبا عمارة لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا قبل أن تأتي من ابى الحكم بن هشام وجده هاهنا جالسا فسبه وآذاه وبلغ منه ما يكره ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد قال فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله به من كرامته فخرج سريعا لا يقف على أحد كما كان يصنع يريد الطواف بالكعبة معدا لأبي جهل إذا لقيه أن يقع به فلما دخل المسجد نظر إليه جالسا في القوم فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها ضربة فشجه بها شجة منكرة وقال أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول فرد ذلك علي إن استطعت وقامت رجال بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل منه فقال أبو جهل دعوا أبا عمارة فإني والله لقد سببت ابن أخيه سبا قبيحا وتم حمزة على إسلامه فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله ص قد عز وأن حمزة سيمنعه فكفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ما كانوا ينالون منه.


TBRBV02P334B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه قال كان أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عبد الله بن مسعود قال اجتمع يوما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا والله ما سمعت قريش بهذا القرآن يجهر لها به قط فمن رجل يسمعهموه فقال عبد الله § ابن مسعود أنا قالوا إنا نخشاهم عليك إنما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه فقال دعوني فإن الله سيمنعني قال فغدا ابن مسعود حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها حتى قام عند المقام ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم رافعا بها صوته الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان قال ثم استقبلها يقرأ فيها قال وتأملوا وجعلوا يقولون ما يقول ابن أم عبد ثم قالوا انه ليتلو بعض ما جاء به محمد فقاموا إليه فجعلوا يضربون في وجهه وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه فقالوا هذا الذي خشينا عليك قال ما كان أعداء الله اهون على منهم الان لئن شئتم لأغادينهم غدا بمثلها قالوا لا حسبك فقد أسمعتهم ما يكرهون.


TBRBV02P337B

حدثني يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا ابن علية عن محمد بن إسحاق قال حدثني سعيد بن ميناء مولى أبي البختري قال لقي الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن المطلب واميه بن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد هلم فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد ونشركك في أمرنا كله فإن كان الذي جئت به خيرا مما في أيدينا كنا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه وإن كان الذي بأيدينا خيرا مما في يدك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك منه فأنزل الله عز وجل قل يا أيها الكافرون حتى انقضت السورة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على صلاح قومه محبا مقاربتهم بما وجد إليه السبيل قد ذكر أنه تمنى السبيل الى مقاربتهم لكان من أمره في ذلك.


TBRBV02P337C

ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال § حدثني محمد بن إسحاق عن يزيد بن زياد المدني عن محمد بن كعب القرظي قال لما راى رسول الله صلى الله عليه وسلم تولي قومه عنه وشق عليه ما يرى من مباعدتهم ما جاءهم به من الله تمنى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب بينه وبين قومه وكان يسره مع حبه قومه وحرصه عليهم أن يلين له بعض ما قد غلظ عليه من أمرهم حتى حدث بذلك نفسه وتمناه وأحبه فأنزل الله عز وجل والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى فلما انتهى إلى قوله أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان على لسانه لما كان يحدث به نفسه ويتمنى أن يأتي به قومه تلك الغرانيق العلا وان شفاعتهن لترتجى فلما سمعت ذلك قريش فرحوا وسرهم وأعجبهم ما ذكر به آلهتهم فاصاخوا له والمؤمنون مصدقون نبيهم فيما جاءهم به عن ربهم ولا يتهمونه على خطإ ولا وهم ولا زلل فلما انتهى إلى السجدة منها وختم السورة سجد فيها فسجد المسلمون بسجود نبيهم تصديقا لما جاء به واتباعا لأمره وسجد من في المسجد من المشركين من قريش وغيرهم لما سمعوا من ذكر آلهتهم فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الوليد بن المغيرة فإنه كان شيخا كبيرا فلم يستطع السجود فأخذ بيده حفنة من البطحاء فسجد عليها ثم تفرق الناس من المسجد وخرجت قريش وقد سرهم ما سمعوا من ذكر آلهتهم يقولون قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر قد زعم فيما يتلو أنها الغرانيق العلا وأن شفاعتهن ترتضى وبلغت السجدة من بأرض الحبشة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل أسلمت قريش فنهض منهم رجال وتخلف آخرون وأتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ماذا § صنعت لقد تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله عز وجل وقلت ما لم يقل لك فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك حزنا شديدا وخاف من الله خوفا كثيرا فأنزل الله عز وجل وكان به رحيما يعزيه ويخفض عليه الأمر ويخبره أنه لم يك قبله نبي ولا رسول تمنى كما تمنى ولا أحب كما أحب إلا والشيطان قد ألقى في أمنيته كما القى على لسانه ص فنسخ الله ما ألقى الشيطان وأحكم آياته أي فإنما أنت كبعض الأنبياء والرسل فأنزل الله عز وجل وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم فأذهب الله عز وجل عن نبيه الحزن وآمنه من الذي كان يخاف ونسخ ما ألقى الشيطان على لسانه من ذكر آلهتهم أنها الغرانيق العلا وأن شفاعتهن ترتضى بقول الله عز وجل حين ذكر اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى أي عوجاء إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم الى قوله لمن يشاء ويرضى أي فكيف تنفع شفاعة آلهتكم عنده فلما جاء من الله ما نسخ ما كان الشيطان ألقى على لسان نبيه قالت قريش ندم محمد على ما ذكر من منزلة آلهتكم عند الله فغير ذلك وجاء بغيره وكان ذانك الحرفان اللذان ألقى الشيطان على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وقعا في فم كل مشرك فازدادوا شرا إلى ما كانوا عليه وشدة على من اسلم واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم § وأقبل أولئك النفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين خرجوا من أرض الحبشة لما بلغهم من إسلام أهل مكة حين سجدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دنوا من مكة بلغهم أن الذي كانوا تحدثوا به من إسلام أهل مكة كان باطلا فلم يدخل منهم أحد إلا بجوار أو مستخفيا فكان ممن قدم مكة منهم فأقام بها حتى هاجر إلى المدينة فشهد معه بدرا من بني عبد شمس بن عبد مناف بن قصي عثمان بن عفان ابن أبي العاص بن أمية معه امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس معه امرأته سهلة بنت سهيل وجماعة أخر معهم عددهم ثلاثة وثلاثون رجلا.


TBRBV02P341B

فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق في نقض الصحيفة التي كانت قريش كتبت بينها على بني هاشم وبني المطلب نفر من قريش وكان أحسنهم بلاء فيه هشام بن عمرو بن الحارث العامري من عامر بن لؤي وكان ابن أخي نضلة بن هاشم بن عبد مناف لأمه وأنه مشى الى زهير ابن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب فقال يا زهير أرضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمت لا يبايعون ولا يبتاع منهم ولا ينكحون ولا ينكح إليهم أما إني أحلف بالله لو كانوا أخوال أبي الحكم ابن هشام ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم ما أجابك إليه أبدا قال ويحك يا هشام فماذا أصنع إنما أنا رجل واحد والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها حتى أنقضها قال قد وجدت رجلا قال من هو قال أنا قال له زهير ابغنا ثالثا فذهب الى المطعم بن عدى ابن نوفل بن عبد مناف فقال له يا مطعم أقد رضيت أن يهلك بطنان § من بني عبد مناف وأنت شاهد على ذلك موافق لقريش فيه أما والله لئن امكنتموهم من هذه لتجدنهم إليها منكم سراعا قال ويحك فماذا أصنع إنما أنا رجل واحد قال قد وجدت ثانيا قال من هو قال أنا قال ابغنا ثالثا قال قد فعلت قال من هو قال زهير بن أبي أمية قال ابغنا رابعا فذهب إلى أبي البختري بن هشام فقال له نحوا مما قال للمطعم بن عدي فقال وهل من أحد يعين على هذا قال نعم قال من هو قال زهير بن أبي أمية والمطعم بن عدي وأنا معك قال ابغنا خامسا فذهب إلى زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد فكلمه وذكر له قرابتهم وحقهم فقال له وهل على هذا الأمر الذي تدعوني إليه من أحد قال نعم ثم سمى له القوم فاتعدوا له خطم الحجون الذي بأعلى مكة فاجتمعوا هنالك وأجمعوا أمرهم وتعاهدوا على القيام في الصحيفة حتى ينقضوها وقال زهير أنا أبدؤكم فأكون أولكم يتكلم فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم وغدا زهير بن أبي أمية عليه حلة له فطاف بالبيت سبعا ثم أقبل على الناس فقال يا أهل مكة أنأكل الطعام ونشرب الشراب ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يبايعون ولا يبتاع منهم والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة قال أبو جهل وكان في ناحية المسجد كذبت والله لا تشق قال زمعة ابن الأسود أنت والله أكذب ما رضينا كتابها حين كتبت قال أبو البختري صدق زمعة لا نرضى ما كتب فيها ولا نقر به قال المطعم بن عدي صدقتما وكذب من قال غير ذلك نبرأ إلى الله منها ومما كتب فيها وقال هشام بن عمرو نحوا من ذلك قال أبو جهل هذا أمر قضي بليل وتشوور فيه بغير هذا المكان وأبو طالب جالس في ناحية المسجد وقام المطعم بن عدي إلى الصحيفة ليشقها فوجد الأرضة قد أكلتها § إلا ما كان من باسمك اللهم وهي فاتحة ما كانت تكتب قريش تفتتح بها كتابها إذا كتبت قال وكان كاتب صحيفة قريش فيما بلغني التي كتبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورهطه من بني هاشم وبني المطلب منصور بن عكرمه ابن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي فشلت يده وأقام بقيتهم بأرض الحبشه حتى بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي عمرو بن أمية الضمري فحملهم في سفينتين فقدم بهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر بعد الحديبية وكان جميع من قدم في السفينتين ستة عشر رجلا ولم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مقيما مع قريش بمكة يدعوهم إلى الله سرا وجهرا صابرا على أذاهم وتكذيبهم إياه واستهزائهم به حتى إن كان بعضهم فيما ذكر يطرح عليه رحم الشاة وهو يصلي ويطرحها في برمته إذا نصبت له حتى اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم فيما بلغني حجرا يستتر به منهم إذا صلى.


TBRBV02P343C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق قال حدثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن عروة بن الزبير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج بذلك إذا رمي به في داره على العود فيقف على بابه ثم يقول يا بني عبد مناف أي جوار هذا ثم يلقيه بالطريق ثم إن أبا طالب وخديجة هلكا في عام واحد وذلك فيما.


TBRBV02P344B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قبل هجرته إلى المدينة بثلاث سنين فعظمت المصيبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهلاكهما وذلك أن قريشا § وصلوا من أذاه بعد موت أبي طالب إلى ما لم يكونوا يصلون إليه في حياته منه حتى نثر بعضهم على رأسه التراب.


TBRBV02P344C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثني هشام بن عروة عن أبيه قال لما نثر ذلك السفيه التراب على راس رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته والتراب على رأسه فقامت إليه إحدى بناته تغسل عنه التراب وهي تبكي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها يا بنية لا تبكي فإن الله مانع أباك قال ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب ولما هلك أبو طالب خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يلتمس من ثقيف النصر والمنعة له من قومه وذكر أنه خرج إليهم وحده.


TBRBV02P344D

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال لما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف عمد إلى نفر من ثقيف هم يومئذ سادة ثقيف وأشرافهم وهم إخوة ثلاثة عبد ياليل بن عمرو بن عمير ومسعود ابن عمرو بن عمير وحبيب بن عمرو بن عمير وعندهم امرأة من قريش من بني جمح فجلس إليهم فدعاهم إلى الله وكلمهم بما جاء لهم من نصرته على الإسلام والقيام معه على من خالفه من قومه فقال أحدهم هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك وقال الآخر ما وجد الله § أحدا يرسله غيرك وقال الثالث والله لا أكلمك كلمة أبدا لئن كنت رسولا من الله كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندهم وقد يئس من خير ثقيف وقد قال لهم فيما ذكر لي إذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا علي وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ قومه عنه فيذئرهم ذلك عليه فلم يفعلوا وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به حتى اجتمع عليه الناس وألجئوه إلى حائط لعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وهما فيه ورجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه فعمد إلى ظل حبلة من عنب فجلس فيه وابنا ربيعة ينظران إليه ويريان ما لقي من سفهاء ثقيف وقد لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر لي تلك المرأة من بني جمح فقال لها ماذا لقينا من احمائك فلما اطمان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما ذكر لي اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى لا حول ولا قوة إلا بك فلما رأى ابنا ربيعة عتبة وشيبة ما لقي تحركت له رحمهما § فدعوا له غلاما لهما نصرانيا يقال له عداس فقالا له خذ قطفا من هذا العنب وضعه في ذلك الطبق ثم اذهب به إلى ذلك الرجل فقل له يأكل منه ففعل عداس ثم أقبل به حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده قال بسم الله ثم أكل فنظر عداس إلى وجهه ثم قال والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلدة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أهل أي البلاد أنت يا عداس وما دينك قال أنا نصراني وأنا رجل من أهل نينوى فقال له رسول الله ص أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى قال له وما يدريك ما يونس بن متى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك أخي كان نبيا وأنا نبي فأكب عداس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل رأسه ويديه ورجليه قال يقول ابنا ربيعة أحدهما لصاحبه أما غلامك فقد أفسده عليك فلما جاءهما عداس قالا له ويلك يا عداس ما لك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه قال يا سيدي ما في هذه الأرض خير من هذا الرجل لقد خبرني بأمر لا يعلمه إلا نبي فقالا ويحك يا عداس لا يصرفنك عن دينك فإن دينك خير من دينه ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من الطائف راجعا إلى مكة حين يئس من خبر ثقيف حتى إذا كان بنخلة قام من جوف الليل يصلي فمر به نفر من الجن الذين ذكر الله عز وجل.


TBRBV02P346B

قال محمد بن إسحاق وهم فيما ذكر لي سبعة نفر من جن اهل § نصيبين اليمن فاستمعوا له فلما فرغ من صلاته ولوا إلى قومهم منذرين قد آمنوا وأجابوا إلى ما سمعوا فقص الله عز وجل خبرهم عليه وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن إلى قوله ويجركم من عذاب أليم وقال قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن إلى آخر القصة من خبرهم في هذه السورة قال محمد وتسمية النفر من الجن الذين استمعوا الوحي فيما بلغني حسا ومسا وشاصر وناصر وايناالارد واينين والاحقم قال ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقومه أشد ما كانوا عليه من خلافه وفراق دينه إلا قليلا مستضعفين ممن آمن به وذكر بعضهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف من الطائف مريدا مكة مر به بعض أهل مكة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أنت مبلغ عني رسالة أرسلك بها قال نعم قال ائت الاخنس ابن شريق فقل له يقول لك محمد هل أنت مجيري حتى أبلغ رسالة ربي قال فأتاه فقال له ذلك فقال الأخنس إن الحليف لا يجير على الصريح قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره قال تعود قال نعم قال ائت سهيل بن عمرو فقل له إن محمدا يقول لك هل أنت مجيري حتى أبلغ رسالات ربي فأتاه فقال له ذلك قال فقال إن بني عامر بن لؤي لا تجير على بني كعب قال فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره قال تعود قال نعم قال ائت المطعم بن عدي فقل له إن محمدا يقول لك هل أنت مجيري حتى أبلغ رسالات ربي قال نعم فليدخل قال فرجع الرجل اليه فاخبره واصبح المطعم § ابن عدي قد لبس سلاحه هو وبنوه وبنو أخيه فدخلوا المسجد فلما رآه أبو جهل قال أمجير أم متابع قال بل مجير قال فقال قد أجرنا من أجرت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وأقام بها فدخل يوما المسجد الحرام والمشركون عند الكعبة فلما رآه أبو جهل قال هذا نبيكم يا بني عبد مناف قال عتبة بن ربيعة وما تنكر أن يكون منا نبي أو ملك فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم أو سمعه فأتاهم فقال أما أنت يا عتبة بن ربيعه فو الله ما حميت لله ولا لرسوله ولكن حميت لأنفك وأما أنت يا أبا جهل بن هشام فو الله لا يأتي عليك غير كبير من الدهر حتى تضحك قليلا وتبكي كثيرا وأما أنتم يا معشر الملا من قريش فو الله لا يأتي عليكم غير كبير من الدهر حتى تدخلوا فيما تنكرون وأنتم كارهون وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في المواسم إذا كانت على قبائل العرب يدعوهم الى الله والى نصرته ويخبرهم أنه نبي مرسل ويسألهم أن يصدقوه ويمنعوه حتى يبين عن الله ما بعثه به.


TBRBV02P348B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني حسين بن عبيد الله بن عبد الله بن عباس قال سمعت ربيعة بن عباد يحدث أبي قال إني لغلام شاب مع ابى بمنى ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقف على منازل القبائل من العرب فيقول يا بني فلان إني رسول الله إليكم يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد وأن تؤمنوا بي § وتصدقوني وتمنعوني حتى أبين عن الله ما بعثني به قال وخلفه رجل أحول وضيء له غديرتان عليه حلة عدنية فإذا فرغ رسول الله ص من قوله وما دعا إليه قال الرجل يا بني فلان إن هذا إنما يدعوكم إلى أن تسلخوا اللات والعزى من أعناقكم وخلفاءكم من الجن من بني مالك بن أقيش إلى ما جاء به من البدعة والضلالة فلا تطيعوه ولا تسمعوا له قال فقلت لأبي يا أبت من هذا الرجل الذي يتبعه يرد عليه ما يقول قال هذا عمه عبد العزى أبو لهب بن عبد المطلب.


TBRBV02P349B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال وحدثني محمد بن إسحاق قال حدثنا محمد بن مسلم بن شهاب الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى كندة في منازلهم وفيهم سيد لهم يقال له مليح فدعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم نفسه فأبوا عليه.


TBRBV02P349C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حصين أنه أتى كلبا في منازلهم إلى بطن منهم يقال لهم بنو عبد الله فدعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم نفسه حتى إنه ليقول لهم يا بني عبد الله إن الله قد أحسن اسم أبيكم فلم يقبلوا منه ما عرض عليهم.


TBRBV02P349D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال محمد بن إسحاق حدثني بعض أصحابنا عن عبد الله بن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بني حنيفة في منازلهم فدعاهم إلى الله وعرض § عليهم نفسه فلم يكن أحد من العرب أقبح ردا عليه منهم.


TBRBV02P350B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق وحدثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري أنه أتى بني عامر بن صعصعة فدعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه فقال رجل منهم يقال له بيحرة بن فراس والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب ثم قال له أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك قال الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء قال فقال له أفتهدف نحورنا للعرب دونك فإذا ظهرت كان الأمر لغيرنا لا حاجة لنا بأمرك فأبوا عليه فلما صدر الناس رجعت بنو عامر إلى شيخ لهم قد كانت أدركته السن حتى لا يقدر على أن يوافي معهم الموسم فكانوا إذا رجعوا إليه حدثوه بما يكون في ذلك الموسم فلما قدموا عليه ذلك العام سألهم عما كان في موسمهم فقالوا جاءنا فتى من قريش ثم أحد بني عبد المطلب يزعم أنه نبي ويدعو إلى أن نمنعه ونقوم معه ونخرج به معنا إلى بلادنا قال فوضع الشيخ يده على رأسه ثم قال يا بني عامر هل لها من تلاف هل لذناباها من مطلب والذي نفس فلان بيده ما تقولها إسماعيلي قط وإنها لحق فأين كان رأيكم عنه § فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك من أمره كلما اجتمع له الناس بالموسم أتاهم يدعو القبائل إلى الله وإلى الإسلام ويعرض عليهم نفسه وما جاء به من الله من الهدى والرحمة لا يسمع بقادم يقدم من العرب له اسم وشرف إلا تصدى له فدعاه إلى الله وعرض عليه ما عنده.


TBRBV02P351B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الظفري عن أشياخ من قومه قالوا قدم سويد بن صامت أخو بني عمرو بن عوف مكة حاجا أو معتمرا قال وكان سويد إنما يسميه قومه فيهم الكامل لجلده وشعره ونسبه وشرفه وهو الذي يقول ألا رب من تدعو صديقا ولو ترى مقالته بالغيب ساءك ما يفري مقالته كالشحم ما كان شاهدا وبالغيب مأثور على ثغرة النحر يسرك باديه وتحت أديمه نميمة غش تبتري عقب الظهر تبين لك العينان ما هو كاتم ولا جن بالبغضاء والنظر الشزر فرشني بخير طالما قد بريتني وخير الموالي من يريش ولا يبري مع أشعار له كثيره يقولها § قال فتصدى له رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع به فدعاه إلى الله وإلى الإسلام قال فقال له سويد فلعل الذي معك مثل الذي معي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وما الذي معك قال مجلة لقمان يعني حكمه لقمان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضها علي فعرضها عليه فقال إن هذا لكلام حسن معي أفضل من هذا قرآن أنزله الله علي هدى ونور قال فتلا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ودعاه إلى الإسلام فلم يبعد منه وقال إن هذا لقول حسن ثم انصرف عنه وقدم المدينة فلم يلبث أن قتلته الخزرج فإن كان قومه ليقولون قد قتل وهو مسلم وكان قتله قبل بعاث.


TBRBV02P352B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ أخو بني عبد الأشهل عن محمود بن لبيد أخي بنى الأشهل قال لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم هل لكم إلى خير مما جئتم له قالوا وما ذاك قال أنا رسول الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى الله أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وأنزل علي الكتاب ثم ذكر لهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فقال إياس بن معاذ وكان § غلاما حدثا أي قوم هذا والله خير مما جئتم له قال فيأخذ أبو الحيسر أنس بن رافع حفنة من البطحاء فضرب بها وجه اياس ابن معاذ وقال دعنا منك فلعمري لقد جئنا لغير هذا قال فصمت إياس وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم وانصرفوا إلى المدينة فكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج قال ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك قال محمود بن لبيد فأخبرني من حضره من قومي عند موته أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات فما كانوا يشكون أن قد مات مسلما لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمع قال فلما أراد الله عز وجل إظهار دينه وإعزاز نبيه وإنجاز موعده له خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقي فيه النفر من الأنصار فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع في كل موسم فبينا هو عند العقبة إذ لقي رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا.

TBJXV05P652A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال ثني الحسين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ أحد بني عبد الأشهل أن محمود بن أسد أحد بني عبد الأشهل قال لما قدم أبو الجيش أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قوم من الخزرج سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فجلس إليهم فقال هل لكم إلى خير مما جئتم له قالوا وما ذاك قال أنا رسول الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى الله أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وأنزل علي الكتاب ثم ذكر لهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فقال إياس بن معاذ وكان غلاما حدثا أي قوم هذا والله خير مما جئتم له قال فأخذ أبو الجيش § أنس بن رافع حفنة من البطحاء فضرب بها وجه إياس بن معاذ وقال دعنا منك فلعمري لقد جئنا لغير هذا قال فصمت إياس بن معاذ وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم وانصرفوا إلى المدينة وكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج قال ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك قال فلما أراد الله إظهار دينه وإعزاز نبيه صلى الله عليه وسلم وإنجاز موعده له خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الموسم الذي لقي فيه النفر من الأنصار يعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع في كل موسم فبينا هو عند العقبة إذ لقي رهطا من الخزرج أراد الله لهم خيرا.

TBRBV02P353B

قال ابن حميد قال سلمة قال محمد بن إسحاق فحدثني عاصم ابن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه قالوا لما لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم من أنتم قالوا نفر من الخزرج قال أمن موالي يهود قالوا نعم قال أفلا تجلسون حتى أكلمكم قالوا بلى قال فجلسوا معه فدعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن قال وكان مما صنع الله لهم به في الإسلام أن يهود كانوا معهم § ببلادهم وكانوا أهل كتاب وعلم وكانوا أهل شرك أصحاب أوثان وكانوا قد عزوهم ببلادهم فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا لهم إن نبيا الآن مبعوث قد أظل زمانه نتبعه ونقتلكم معه قتل عاد وإرم فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر ودعاهم إلى الله قال بعضهم لبعض تعلمن والله أنه للنبي الذي توعدكم به يهود فلا يسبقنكم إليه فأجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام وقالوا له إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم وعسى الله أن يجمعهم بك وسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين فان يجمعهم الله عليه فلا رجل أعز منك ثم انصرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعين إلى بلادهم وقد آمنوا وصدقوا وهم فيما ذكر لي ستة نفر من الخزرج منهم من بني النجار وهم تيم الله ثم من بني مالك بن النجار بن ثعلبه بن عمرو بن الخزرج ابن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد ابن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وهو ابو امامه وعوف بن الحارث ابن رفاعة بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار وهو ابن عفراء ومن بني زريق بن عامر بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم ابن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر رافع بن مالك بن العجلان ابن عمرو بن عامر بن زريق ومن بني سلمه بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ثم من بني سواد § قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمه ومن بنى حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمه عقبه ابن عامر بن نابي بن زيد بن حرام ومن بنى عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة جابر بن عبد الله بن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد قال فلما قدموا المدينة على قومهم ذكروا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم فلم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله ص حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا فلقوه بالعقبة وهي العقبه الاولى فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء وذلك قبل أن يفترض عليهم الحرب منهم من بني النجار أسعد بن زراره ابن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وهو أبو أمامة وعوف ومعاذ ابنا الحارث بن رفاعة بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك ابن النجار وهما ابنا عفراء ومن بني زريق بن عامر رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر ابن زريق وذكوان بن عبد قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق ومن بني عوف بن الخزرج ثم من بني غنم بن عوف وهم القواقل عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف ابن الخزرج وأبو عبد الرحمن وهو يزيد بن ثعلبه بن خزمه بن اصرم ابن عمرو بن عمارة من بني غضينة من بلي حليف لهم § ومن بني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج عباس بن عبادة ابن نضله بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف ومن بني سلمة ثم من بني حرام عقبة بن عامر بن نابي بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ومن بني سواد قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة وشهدها من الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ثم من بني الأشهل أبو الهيثم بن التيهان اسمه مالك حليف لهم ومن بني عمرو بن عوف عويم بن ساعدة بن صلعجة حليف لهم.

TBJXV05P653B

قال ابن حميد قال سلمة قال محمد بن إسحاق فحدثني عمر بن قتادة عن أشياء من قومه قالوا لما لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم من أنتم قالوا نفر من الخزرج قال وأمن موالي يهود قالوا نعم قال أفلا تجلسون حتى أكلمكم قالوا بلى قال فجلسوا معه فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن قال وكان مما صنع الله لهم به في الإسلام أن يهود كانوا معهم ببلادهم وكانوا أهل كتاب وعلم وكانوا أهل شرك أصحاب أوثان وكانوا قد غزوهم ببلادهم فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا لهم إن نبيا الآن مبعوث قد أظل زمانه نتبعه ونقتلكم معه قتل عاد وإرم فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر ودعاهم إلى الله عز وجل قال بعضهم لبعض يا قوم § تعلمون والله إنه للنبي الذي توعدكم به يهود ولا يسبقنكم إليه فأجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام وقالوا له إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم وعسى أن يجمعهم الله بك وسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين فإن يجمعهم الله عليه فلا رجل أعز منك ثم انصرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعين إلى بلادهم قد آمنوا وصدقوا وهم فيما ذكر لي ستة نفر قال فلما قدموا المدينة على قومهم ذكروا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا فلقوه بالعقبة وهي العقبة الأولى فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء وذلك قبل أن تفترض عليهم الحرب.

TBRBV02P356F

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي عن عبادة بن الصامت قال كنت فيمن حضر العقبة الأولى وكنا اثني عشر رجلا فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء وذلك قبل أن تفترض الحرب على الا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف فإن وفيتم فلكم الجنة وإن غشيتم شيئا من ذلك فأخذتم بحده في الدنيا فهو كفارة له وإن سترتم عليه إلى يوم القيامة فأمركم إلى الله إن شاء عذبكم وإن شاء غفر لكم.


TBRBV02P356G

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق أن ابن شهاب ذكر عن عائذ الله بن عبد الله أبي إدريس الخولاني عن عبادة بن § الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.


TBRBV02P357B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال فلما انصرف عنه القوم بعث معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين فكان يسمى مصعب بالمدينة المقرئ وكان منزله على أسعد بن زرارة بن عدس أبي أمامة.


TBRBV02P357C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال وحدثني عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب وعبد الله بن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بني عبد الأشهل ودار بني ظفر وكان سعد بن معاذ بن النعمان ابن امرئ القيس ابن خالة أسعد بن زرارة فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر على بئر يقال لها بئر مرق فجلسا في الحائط واجتمع إليهما رجال ممن أسلم وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير يومئذ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل وكلاهما مشرك على دين قومه فلما سمعا به قال سعد ابن معاذ لأسيد بن حضير لا أبا لك انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارنا ليسفها ضعفاءنا فازجرهما وانههما أن يأتيا دارنا فإنه لولا أن أسعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك هو ابن خالتي ولا أجد عليه مقدما فأخذ أسيد بن حضير حربته ثم أقبل إليهما § فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب هذا سيد قومه قد جاءك فاصدق الله فيه قال مصعب إن يجلس أكلمه قال فوقف عليهما متشتما فقال ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا اعتزلانا إن كانت لكما في أنفسكما حاجة فقال له مصعب أو تجلس فتسمع فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته كف عنك ما تكره قال أنصفت ثم ركز حربته وجلس إليهما فكلمه مصعب بالإسلام وقرأ عليه القرآن فقالا فيما يذكر عنهما والله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم في إشراقه وتسهله ثم قال ما أحسن هذا وأجمله كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين قالا له تغتسل فتطهر ثوبيك ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلي ركعتين قال فقام فاغتسل وطهر ثوبيه وشهد شهادة الحق ثم قام فركع ركعتين ثم قال لهما إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه وسأرسله إليكما الآن سعد بن معاذ ثم أخذ حربته وانصرف إلى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم فلما نظر إليه سعد بن معاذ مقبلا قال أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بن حضير بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم فلما وقف على النادي قال له سعد ما فعلت قال كلمت الرجلين فو الله ما رأيت بهما بأسا وقد نهيتهما فقالا نفعل ما أحببت وقد حدثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه وذلك أنهم عرفوا أنه ابن خالتك ليخفروك قال فقام سعد مغضبا مبادرا تخوفا للذي ذكر له من بني حارثة فأخذ الحربة من يده ثم قال والله ما أراك أغنيت شيئا ثم خرج إليهما فلما رآهما سعد مطمئنين عرف أن أسيدا إنما أراد أن يسمع منهما فوقف عليهما متشتما ثم قال لأسعد بن زرارة يا أبا أمامة لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا § مني تغشانا في دارنا بما نكره وقد قال أسعد لمصعب أي مصعب جاءك والله سيد من وراءه من قومه إن يتبعك لم يخالف عليك منهم اثنان فقال له مصعب أو تقعد فتسمع فإن رضيت أمرا ورغبت فيه قبلته وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره قال سعد أنصفت ثم ركز الحربة فجلس فعرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن قالا فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم به في إشراقه وتسهله ثم قال لهما كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين قالا تغتسل فتطهر ثوبيك ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلي ركعتين قال فقام فاغتسل وطهر ثوبيه وشهد شهادة الحق وركع ركعتين ثم أخذ حربته فأقبل عامدا إلى نادي قومه ومعه أسيد بن حضير فلما رآه قومه مقبلا قالوا نحلف بالله لقد رجع سعد إليكم بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم فلما وقف عليهم قال يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم قالوا سيدنا وأفضلنا رأيا وأيمننا نقيبة قال فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله قال فو الله ما أمسى في دار عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما أو مسلمة ورجع أسعد ومصعب إلى منزل أسعد بن زرارة فأقام عنده يدعو الناس إلى الإسلام حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد وخطمة ووائل وواقف وتلك أوس الله وهم من أوس بن حارثة وذلك أنه كان فيهم أبو قيس بن الأسلت وهو صيفي وكان شاعرا لهم وقائدا يسمعون منه ويطيعونه فوقف بهم عن الإسلام فلم يزل على ذلك حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ومضى بدر وأحد والخندق § قال ثم إن مصعب بن عمير رجع إلى مكة وخرج من خرج من الأنصار من المسلمين إلى الموسم مع حجاج قومهم من أهل الشرك حتى قدموا مكة فواعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق حين أراد الله بهم ما أراد من كرامته والنصر لنبيه ص وإعزاز الإسلام وأهله وإذلال الشرك وأهله.


TBRBV02P360B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني معبد بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين أخو بني سلمة أن أخاه عبد الله بن كعب وكان من أعلم الأنصار حدثه ان أباه كعب ابن مالك حدثه وكان كعب ممن شهد العقبة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها قال خرجنا في حجاج قومنا وقد صلينا وفقهنا ومعنا البراء ابن معرور سيدنا وكبيرنا فلما وجهنا لسفرنا وخرجنا من المدينة قال البراء لنا والله يا هؤلاء إني قد رأيت رأيا والله ما أدري أتوافقونني عليه أم لا قال فقلنا وما ذاك قال قد رايت الا أدع هذه البنية مني بظهر يعني الكعبة وأن أصلي إليها قال فقلنا والله ما بلغنا عن نبينا أنه يصلي إلا إلى الشام وما نريد أن نخالفه قال فقال إني لمصل إليها قال فقلنا له لكنا لا نفعل قال فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام وصلى إلى الكعبة حتى قدمنا مكة قال وقد عبنا عليه ما صنع وأبى إلا الإقامة على ذلك فلما قد منا مكة قال لي يا بن أخي انطلق بنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا فإني والله لقد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي فيه قال فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا لا نعرفه § ولم نره قبل ذلك فلقينا رجلا من اهل مكة فسألناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل تعرفانه قلنا لا قال فهل تعرفان العباس ابن عبد المطلب عمه قلنا نعم قال وقد كنا نعرف العباس كان لا يزال يقدم علينا تاجرا قال فإذا دخلتما المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس ابن عبد المطلب قال فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس مع العباس فسلمنا ثم جلسنا إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل قال نعم هذا البراء بن معرور سيد قومه وهذا كعب بن مالك قال فو الله ما انسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاعر قال نعم قال فقال له البراء بن معرور يا نبي الله إني خرجت في سفري هذا وقد هداني الله للإسلام فرايت الا أجعل هذه البنية مني بظهر فصليت إليها وقد خالفني أصحابي في ذلك حتى وقع في نفسي من ذلك شيء فماذا ترى يا رسول الله قال قد كنت على قبلة لو صبرت عليها فرجع البراء إلى قبله رسول الله ص وصلى معنا إلى الشام قال وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات وليس ذلك كما قالوا نحن أعلم به منهم قال ثم خرجنا إلى الحج وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق قال فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر أخبرناه وكنا نكتم من معنا من المشركين من قومنا أمرنا فكلمناه وقلنا له يا أبا جابر إنك سيد من سادتنا وشريف من أشرافنا وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبا للنار غدا ثم دعوناه إلى الإسلام وأخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إيانا العقبة قال فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيبا فبتنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول § الله ص نتسلل مستخفين تسلل القطا حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحن سبعون رجلا ومعهم امرأتان من نسائهم نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بني مازن بن النجار وأسماء بنت عمرو بن عدي إحدى نساء بني سلمة وهي أم منيع فاجتمعنا بالشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءنا ومعه عمه العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له فلما جلس كان أول من تكلم العباس بن عبد المطلب فقال يا معشر الخزرج وكانت العرب إنما يسمون هذا الحي من الأنصار الخزرج خزرجها وأوسها إن محمدا منا حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا وهو في عز من قومه ومنعة في بلده وإنه قد أبى إلا الانقطاع إليكم واللحوق بكم فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج إليكم فمن الآن فدعوه فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده قال فقلنا له قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله وخذ لنفسك وربك ما أحببت قال فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا القرآن ودعا إلى الله ورغب في الإسلام ثم قال أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم قال فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحرب وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر § قال فاعترض القول والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهل فقال يا رسول الله إن بيننا وبين الناس حبالا وإنا قاطعوها يعني اليهود فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال بل الدم الدم الهدم الهدم أنتم مني وأنا منكم أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم بما فيهم فأخرجوا اثني عشر نقيبا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس.


TBRBV02P363B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق فحدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للنقباء أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل على قومي قالوا نعم.


TBRBV02P363C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق قال وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن القوم لما اجتمعوا لبيعه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري ثم أخو بني سالم بن عوف يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل قالوا نعم قال إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلا أسلمتموه فمن الآن فهو والله خزي الدنيا والآخرة إن فعلتم وإن كنتم § ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرة قالوا فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا قال الجنة قالوا ابسط يدك فبسط يده فبايعوه وأما عاصم بن عمر بن قتادة فقال والله ما قال العباس ذلك إلا ليشد العقد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أعناقهم وأما عبد الله بن أبي بكر فقال والله ما قال العباس ذلك إلا ليؤخر القوم تلك الليلة رجاء أن يحضرها عبد الله بن ابى بن سلول فيكون أقوى لأمر القوم والله أعلم أي ذلك كان فبنو النجار يزعمون أن أبا أمامة أسعد بن زرارة كان أول من ضرب على يديه وبنو عبد الأشهل يقولون بل ابو الهيثم ابن التيهان.


TBRBV02P364B

قال ابن حميد قال سلمة قال محمد وأما معبد بن كعب بن مالك فحدثني قال أبو جعفر وحدثني سعيد بن يحيى بن سعيد قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن إسحاق عن معبد بن كعب قال فحدثني في حديثه عن أخيه عبد الله بن كعب عن أبيه كعب بن مالك قال كان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور ثم تتابع القوم فلما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صرخ الشيطان من رأس العقبة بأنفذ صوت سمعته قط يا أهل الجباجب هل لكم في مذمم والصباة معه قد اجتمعوا على حربكم فقال رسول الله ص ما يقول عدو الله هذا أزب العقبة هذا ابن أزيب اسمع عدو الله أما والله لافرغن § لك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارفضوا الى رحالكم فقال له العباس ابن عبادة بن نضلة والذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلن غدا على أهل منى بأسيافنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نؤمر بذلك ولكن ارجعوا إلى رحالكم قال فرجعنا إلى مضاجعنا فنمنا عليها حتى أصبحنا فلما أصبحنا غدت علينا جلة قريش حتى جاءونا في منازلنا فقالوا يا معشر الخزرج إنا قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا وإنه والله ما من حي من العرب أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم قال فانبعث من هناك من مشركي قومنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا شيء وما علمناه قال وصدقوا لم يعلموا قال وبعضنا ينظر إلى بعض وقام القوم وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي وعليه نعلان جديدان قال فقلت كلمة كأني أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا يا أبا جابر أما تستطيع أن تتخذ وأنت سيد من ساداتنا مثل نعلي هذا الفتى من قريش قال فسمعها الحارث فخلعهما من رجليه ثم رمى بهما الى وقال والله لتنتعلنهما قال يقول أبو جابر مه أحفظت والله الفتى فاردد عليه نعليه قال قلت والله لا أردهما فأل والله صالح والله لئن صدق الفأل لأسلبنه فهذا حديث كعب بن مالك عن العقبة وما حضر منها.


TBRBV02P367A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أنهم أتوا عبد الله بن ابى بن سلون يعني قريشا فقالوا مثل ما ذكر كعب بن مالك من القول لهم فقال لهم إن هذا لأمر جسيم ما كان قومي ليتفوتوا علي بمثل هذا وما علمته كان فانصرفوا عنه وتفرق الناس من منى فتنطس القوم الخبر فوجدوه قد كان وخرجوا في طلب القوم فأدركوا سعد بن عبادة بالحاجر والمنذر بن عمرو أخا بنى ساعده ابن كعب بن الخزرج وكلاهما كان نقيبا فأما المنذر فأعجز القوم وأما سعد فأخذوه وربطوا يديه إلى عنقه بنسع رحله ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة يضربونه ويجبذونه بجمته وكان ذا شعر كثير فقال سعد فو الله إني لفي أيديهم إذ طلع علي نفر من قريش فيهم رجل أبيض وضيء شعشاع حلو من الرجال قال قلت إن يكن عند أحد من القوم خير فعند هذا فلما دنا مني رفع يديه فلطمني لطمة شديدة قال قلت في نفسي والله ما عندهم بعد هذا خير قال فو الله إني لفي أيديهم يسحبونني إذ أوى إلي رجل منهم ممن معهم فقال ويحك أما بينك وبين أحد من قريش جوار ولا عهد قال قلت بلى والله لقد كنت أجير لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف تجاره § وبينهما قال ففعلت وخرج ذلك الرجل إليهما فوجدهما في المسجد عند الكعبة فقال لهما إن رجلا من الخزرج الآن يضرب بالأبطح وإنه ليهتف بكما ويذكر أن بينه وبينكما جوارا قالا ومن هو قال سعد بن عبادة قالا صدق والله إن كان ليجير تجارنا ويمنعهم أن يظلموا ببلده قال فجاءا فخلصا سعدا من أيديهم وانطلق وكان الذى لكم سعدا سهيل ابن عمرو أخو بني عامر بن لؤي.


TBRBV02P368B

وقد حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه الوليد عن عبادة بن الصامت وكان أحد النقباء قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة الحرب وكان عبادة من الاثني عشر الذين بايعوا في العقبة الأولى.


TBRBV02P370B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج عن ابن عباس قال وحدثني الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس والحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال لما اجتمعوا لذلك واتعدوا أن يدخلوا دار الندوة ويتشاوروا فيها في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوا في اليوم الذي اتعدوا له وكان ذلك اليوم يسمى الزحمة فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل عليه بت له فوقف على باب الدار فلما رأوه واقفا على بابها قالوا من الشيخ قال شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون وعسى ألا يعدمكم منه رأي ونصح قالوا أجل فادخل فدخل معهم وقد اجتمع فيها أشراف قريش كلهم من كل قبيلة من بني عبد شمس شيبة وعتبة ابنا ربيعة وأبو سفيان بن حرب ومن بنى نوفل ابن عبد مناف طعيمة بن عدي وجبير بن مطعم والحارث بن عامر ابن نوفل ومن بني عبد الدار بن قصي النضر بن الحارث بن كلدة ومن بني أسد بن عبد العزى أبو البختري بن هشام وزمعة بن الأسود بن المطلب وحكيم بن حزام ومن بني مخزوم أبو جهل بن هشام ومن بني سهم نبيه § ومنبه ابنا الحجاج ومن بني جمح أمية بن خلف ومن كان معهم وغيرهم ممن لا يعد من قريش فقال بعضهم لبعض إن هذا الرجل قد كان أمره ما قد كان وما قد رأيتم وإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا بمن قد اتبعه من غيرنا فأجمعوا فيه رايا قال فتشاروا ثم قال قائل منهم احبسوه في الحديد وأغلقوا عليه بابا ثم تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين قبله زهيرا والنابغة ومن مضى منهم من هذا الموت حتى يصيبه منه ما أصابهم قال فقال الشيخ النجدي لا والله ما هذا لكم برأي والله لو حبستموه كما تقولون لخرج أمره من وراء الباب الذي أغلقتموه دونه إلى أصحابه فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعوه من أيديكم ثم يكاثروكم حتى يغلبوكم على أمركم هذا ما هذا لكم برأي فانظروا في غيره ثم تشاوروا فقال قائل منهم نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلدنا فإذا خرج عنا فو الله ما نبالي أين ذهب ولا حيث وقع إذا غاب عنا وفرغنا منه فأصلحنا أمرنا وألفتنا كما كانت قال الشيخ النجدي والله ما هذا لكم برأي ألم تروا حسن حديثه وحلاوة منطقه وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به والله لو فعلتم ذلك ما أمنت أن يحل على حي من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم بهم فيأخذ أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد أديروا فيه رأيا غير هذا قال فقال أبو جهل بن هشام والله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد قالوا وما هو يا أبا الحكم قال أرى أن تأخذوا من كل قبيله § فتى شابا جلدا نسيبا وسيطا فينا ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما ثم يعمدون إليه ثم يضربونه بها ضربة رجل واحد فيقتلونه فنستريح فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل كلها فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا ورضوا منا بالعقل فعقلناه لهم قال فقال الشيخ النجدي القول ما قال الرجل هذا الرأي لا رأي لكم غيره فتفرق القوم على ذلك وهم مجمعون له فأتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه قال فلما كان العتمة من الليل اجتمعوا على بابه فترصدوه متى ينام فيثبون عليه فلما رأى رسول الله ص مكانهم قال لعلي بن أبي طالب نم على فراشي واتشح ببردي الحضرمي الأخضر فنم فإنه لا يخلص إليك شيء تكرهه منهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام في برده ذلك إذا نام.


TBRBV02P372D

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال اجتمعوا له وفيهم أبو جهل بن هشام فقال وهم على بابه إن محمدا § يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم ثم بعثتم بعد موتكم فجعلت لكم جنان كجنان الأردن وإن لم تفعلوا كان لكم منه ذبح ثم بعثتم بعد موتكم فجعلت لكم نار تحرقون فيها قال وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ حفنة من تراب ثم قال نعم أنا أقول ذلك أنت أحدهم وأخذ الله على أبصارهم عنه فلا يرونه فجعل ينثر ذلك التراب على رءوسهم وهو يتلو هذه الآيات من يس يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم إلى قوله وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الآيات فلم يبق منهم رجل الا وقد وضع على رأسه ترابا ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب فأتاهم آت ممن لم يكن معهم فقال ما تنتظرون هاهنا قالوا محمدا قال خيبكم الله قد والله خرج عليكم محمد ثم ما ترك منكم رجلا إلا وقد وضع على رأسه ترابا وانطلق لحاجته أفما ترون ما بكم قال فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه تراب ثم جعلوا يطلعون فيرون عليا على الفراش متسجيا ببرد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون والله إن هذا لمحمد نائم عليه برده فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا فقام علي عن الفراش فقالوا والله لقد صدقنا الذى كان حدثنا فكان مما نزل من القرآن في ذلك اليوم وما كانوا أجمعوا له § @QURS0028A030_BEG وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين @QURS008A030_END وقول الله عز وجل أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون قل تربصوا فإني معكم من المتربصين وقد زعم بعضهم أن أبا بكر أتى عليا فسأله عن نبى الله ص فأخبره أنه لحق بالغار من ثور وقال إن كان لك فيه حاجة فالحقه فخرج ابو بكر مسرعا فلحق نبى الله ص في الطريق فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم جرس أبي بكر في ظلمة الليل فحسبه من المشركين فاسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشي فانقطع قبال نعله ففلق إبهامه حجر فكثر دمها وأسرع السعي فخاف أبو بكر ان يشق على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع صوته وتكلم فعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام حتى أتاه فانطلقا ورجل رسول الله صلى الله عليه وسلم تستن دما حتى انتهى إلى الغار مع الصبح فدخلاه وأصبح الرهط الذين كانوا يرصدون رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلوا الدار وقام على ع عن فراشه فلما دنوا منه عرفوه فقالوا له اين صاحبك قال لا ادرى او رقيبا كنت عليه أمرتموه بالخروج فخرج فانتهروه وضربوه وأخرجوه إلى المسجد فحبسوه ساعة ثم تركوه ونجى الله رسوله من مكرهم وأنزل عليه في ذلك وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .


TBRBV02P377B

وقد حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي قال حدثني عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخطئه أحد طرفي النهار أن يأتي بيت أبي بكر إما بكرة وإما عشية حتى إذا كان اليوم الذي أذن الله فيه لرسوله بالهجرة وبالخروج من مكة من بين ظهراني قومه أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها قالت فلما رآه أبو بكر قال ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الساعة إلا لأمر حدث قالت فلما دخل تأخر أبو بكر عن سريره فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عند أبي بكر إلا أنا وأختي § أسماء بنت أبي بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج عني من عندك قال يا نبي الله إنما هما ابنتاي وما ذاك فداك أبي وأمي قال إن الله عز وجل قد أذن لي بالخروج والهجرة فقال أبو بكر الصحبة يا رسول الله قال الصحبة قالت فو الله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يومئذ يبكي من الفرح ثم قال يا نبي الله إن هاتين راحلتاي كنت أعددتهما لهذا فاستأجرا عبد الله بن أرقد رجلا من بني الديل بن بكر وكانت أمه امرأة من بني سهم بن عمرو وكان مشركا يدلهما على الطريق ودفعا إليه راحلتيهما فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما ولم يعلم فيما بلغنى بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد حين خرج إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق وآل أبي بكر فأما علي بن أبي طالب فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني أخبره بخروجه وأمره أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه الا وضعه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يعرف من صدقه وأمانته فلما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج أتى أبا بكر بن أبي قحافة فخرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته ثم عمدا إلى غار بثور جبل بأسفل مكة فدخلاه وأمر أبو بكر ابنه عبد الله بن أبي بكر أن يسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهاره ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاره ثم يريحها عليهما إذا أمسى بالغار وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما فأقام رسول الله § ص في الغار ثلاثا ومعه أبو بكر وجعلت قريش حين فقدوه مائة ناقة لمن يرده عليهم فكان عبد الله بن أبي بكر يكون في قريش ومعهم ويستمع ما يأتمرون به وما يقولون في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ثم يأتيهما إذا أمسى فيخبرهما الخبر وكان عامر بن فهيرة مولى أبي بكر يرعى في رعيان أهل مكة فإذا أمسى أراح عليهما غنم أبي بكر فاحتلبا وذبحا فإذا غدا عبد الله بن أبي بكر من عندهما إلى مكة اتبع عامر بن فهيرة أثره بالغنم حتى يعفي عليه حتى إذا مضت الثلاث وسكن عنهما الناس أتاهما صاحبهما الذي استأجرا ببعيريهما وأتتهما أسماء بنت أبي بكر بسفرتهما ونسيت أن تجعل لها عصاما فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السفرة فإذا ليس فيها عصام فحلت نطاقها فجعلته لها عصاما ثم علقتها به فكان يقال لأسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين لذلك فلما قرب أبو بكر الراحلتين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قرب له أفضلهما ثم قال له اركب فداك ابى وأمي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لا أركب بعيرا ليس لي قال فهو لك يا رسول الله بأبي أنت وأمي قال لا ولكن ما الثمن الذي ابتعتها به قال كذا وكذا قال قد أخذتها بذلك قال هي لك يا رسول الله فركبا فانطلقا وأردف أبو بكر عامر بن فهيرة مولاه خلفه يخدمهما بالطريق.


TBRBV02P379B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال وحدثت عن أسماء بنت أبي بكر قالت لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل بن هشام فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم فقالوا أين أبوك يا ابنة أبي بكر قلت لا أدري والله أين أبي قالت فرفع أبو جهل يده § وكان فاحشا خبيثا فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي قالت ثم انصرفوا ومكثنا ثلاث ليال لا ندري أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة يغني بأبيات من الشعر غناء العرب والناس يتبعونه يسمعون صوته وما يرونه حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبد هما نزلاها بالهدى واغتدوا به فأفلح من أمسى رفيق محمد ليهن بني كعب مكان فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد قالت فلما سمعنا قوله عرفنا حيث وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن وجهه إلى المدينة وكانوا أربعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعامر بن فهيرة وعبد الله بن أرقد دليلهما.


TBRBV02P381C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة قال حدثني رجال قومي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لما سمعنا بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة وتوكفنا قدومه كنا نخرج إذا صلينا الصبح إلى ظاهر حرتنا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فو الله ما نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظلال فإذا لم نجد ظلا دخلنا بيوتنا وذلك في أيام حارة حتى إذا كان في اليوم الذى قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم جلسنا كما كنا نجلس حتى إذا لم يبق ظل دخلنا بيوتنا وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخلنا البيوت فكان أول من رآه رجل من اليهود وقد رأى ما كنا نصنع وإنا كنا ننتظر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرخ بأعلى صوته يا بني قيلة هذا جدكم قد جاء قال فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل نخلة ومعه أبو بكر في مثل سنه وأكثرنا من لم يكن راى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك قال وركبه الناس وما نعرفه من أبي بكر حتى زال § الظل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر فأظله بردائه فعرفناه عند ذلك فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يذكرون على كلثوم بن هدم أخي بني عمرو بن عوف ثم أحد بني عبيد ويقال بل نزل على سعد بن خيثمة ويقول من يذكر أنه نزل على كلثوم بن هدم إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من منزل كلثوم بن هدم جلس للناس في بيت سعد بن خيثمة وذلك أنه كان عزبا لا أهل له وكان منازل العزاب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين عنده فمن هنالك يقال نزل على سعد بن خيثمة وكان يقال لبيت سعد بن خيثمة بيت العزاب فالله أعلم أي ذلك كان كلا قد سمعنا ونزل أبو بكر بن أبي قحافة على خبيب بن اساف أخي بنى الحارث ابن الخزرج بالسنح ويقول قائل كان منزله على خارجة بن زيد بن أبي زهير أخي بني الحارث بن الخزرج وأقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده إلى الناس حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله ص فنزل معه على كلثوم ابن هدم فكان علي يقول وإنما كانت إقامته بقباء على امرأة لا زوج لها مسلمة ليلة أو ليلتين وكان يقول كنت نزلت بقباء على امرأة لا زوج لها مسلمة فرأيت إنسانا يأتيها في جوف الليل فيضرب عليها بابها فتخرج إليه فيعطيها شيئا معه قال فاستربت لشأنه فقلت لها يا أمة الله من هذا الرجل الذي يضرب عليك بابك كل ليلة فتخرجين إليه فيعطيك شيئا ما أدري ما هو وأنت امرأة مسلمة لا زوج لك قالت هذا سهل بن حنيف بن واهب قد عرف أني امرأة لا أحد لي فإذا أمسى عدا على أوثان قومه فكسرها ثم جاءني بها وقال احتطبي بهذا فكان علي بن § أبي طالب يأثر ذلك من أمر سهل بن حنيف حين هلك عنده بالعراق.


TBRBV02P383B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني هذا الحديث علي بن هند بن سعد بن سهل بن حنيف عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجدهم ثم أخرجه الله عز وجل من بين أظهرهم يوم الجمعة وبنو عمرو بن عوف يزعمون أنه مكث فيهم أكثر من ذلك والله أعلم ويقول بعضهم إن مقامه بقباء كان بضعة عشر يوما.


ذكر الوقت الذي عمل فيه التأريخ *
TBRBV02P393B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الزهري قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول.


ذكر ما كان من الأمور المذكورة في أول سنة من الهجرة *

خطبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول جمعة جمعها بالمدينة *
TBRBV02P396B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب ناقته وأرخى لها الزمام فجعلت لا تمر بدار من دور الأنصار إلا دعاه أهلها إلى النزول عندهم وقالوا له هلم يا رسول الله إلى العدد والعدة والمنعة فيقول لهم ص خلوا زمامها فإنها مأمورة حتى انتهى إلى موضع مسجده اليوم فبركت على باب مسجده وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بني النجار في حجر معاذ بن عفراء يقال لأحدهما سهل وللآخر سهيل ابنا عمرو بن عباد ابن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار فلما بركت لم ينزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وثبت فسارت غير بعيد ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع لها زمامها لا يثنيها به ثم التفتت خلفها ثم رجعت إلى مبركها أول مرة فبركت فيه ووضعت جرانها ونزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتمل أبو أيوب رحله فوضعه في بيته فدعته الأنصار إلى النزول عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع رحله فنزل على أبي أيوب خالد بن زيد بن كليب في بني غنم بن النجار.


TBRBV02P397B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بئس الميت ابو امامه اليهود ومنافقي العرب يقولون لو كان محمد نبيا لم يمت صاحبه ولا أملك لنفسي ولا لصاحبي من الله شيئا.


TBRBV02P398B

قال ابن حميد قال سلمة عن ابن إسحاق قال حدثني عاصم ابن عمر بن قتادة الأنصاري أنه لما مات أبو أمامة أسعد بن زرارة اجتمعت بنو النجار الى رسول الله ص وكان أبو أمامة نقيبهم فقالوا يا رسول الله إن هذا الرجل قد كان منا حيث قد علمت فاجعل منا رجلا مكانه يقيم من أمرنا ما كان يقيمه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم أخوالي وأنا منكم وأنا نقيبكم قال وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخص بها بعضهم دون بعض فكان من فضل بنى النجار الذى تعد على قومهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نقيبهم وفي هذه السنة مات أبو أحيحة بماله بالطائف ومات الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل السهمي فيها بمكة وفيها بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة بعد مقدمه المدينة بثمانية أشهر في ذي القعدة في قول بعضهم وفي قول بعض بعد مقدمه المدينة بسبعة أشهر في شوال وكان تزوجها بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين بعد وفاة خديجة وهي ابنة ست سنين وقد قيل تزوجها وهي ابنة سبع.


حديث إسلام سلمان رضي الله عنه
TDSHV21P385A

وقال ابن الفضل حدثني محمد بن إسحاق ولفظ الحديث وسياقه ليونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن ابن عباس حدثني سلمان الفارسي قال كنت رجلا من أهل فارس من أهل أصبهان من قرية يقال لها جي وكان أبي دهقان أرضه وكان يحبني حبا شديدا لم يحبه شيئا من ماله ولا ولده فما زال به حبه إياي حتى حبسني في البيت كما تحبس الجارية واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار الذي يوقدها فلا يتركها تخبو ساعة فكنت كذلك لا أعلم من أمر الناس شيئا إلا ما أنا فيه حتى بنى أبي بنيانا له وكانت له ضيعة فيها بعض العمل فدعاني فقال أي بني إنه قد شغلني ما ترى من بنياني هذا عن ضيعتي هذه ولا بد لي من اطلاعها فانطلق إليها فمرهم بكذا وكذا ولا تحتسبن عني فإنك إن احتبست عني شغلتني عن كل شئ فخرجت أريد ضيعته فمررت بكنيسة النصارى فسمعت أصواتهم فيها فقلت ما هذا فقالوا هؤلاء النصارى يصلون فدخلت أنظر فأعجبني ما رأيت من حالهم فوالله ما زلت جالسا عندهم حتى غربت الشمس وبعث أبي في طلبي في كل وجه حتى جئته حين أمسيت ولم أذهب إلى ضيعته فقال أبي أين كنت ألم أكن قلت لك فقلت يا أبتاه مررت بناس يقال لهم النصارى فأعجبتني صلاتهم ودعاؤهم فجلست أنظر كيف يفعلون فقال أي بني دينك ودين آبائك خير من دينهم فقلت لا والله ما هو بخير من دينهم هؤلاء قوم يعبدون الله ويدعونه ويصلون له ونحن نعبد وفي حديث رضوان إنما نعبد نارا نوقدها بأيدينا إذا تركناها ماتت فخافني فجعل في رجلي حديدا وحبسني في بيت عنده فبعثت إلى النصارى فقلت لهم أين أصل هذا الدين الذي أراكم عليه فقالوا بالشام فقلت فإذا قدم عليكم من هناك أناس فآذنوني § فقالوا نفعل فقدم عليهم ناس من تجارهم فبعثوا إلي أنه قد قدم علينا تجار من تجارنا فبعثت إليهم إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الخروج فآذونوني بهم قالوا نفعل فلما قضوا حوائجهم وأرادوا الرحيل بعثوا إلي بذلك فطرحت الحديد الذي في رجلي ولحقت بهم فانطلقت معهم حتى قدمت الشام فلما قدمتها قلت من أفضل أهل هذا الدين قالوا الأسقف صاحب الكنيسة فجئته فقلت إني قد أحببت أن أكون معك في كنيستك وأعبد الله فيها معك وأتعلم منك الخير قال فكن معي قال فكنت معه وكان رجل سوء كان يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فإذا جمعوها له اكتنزها ولم يعطها المساكين فأبغضته بغضا شديدا لما رأيت من حاله فلم ينشب أن مات فلما جاءوا ليدفنوه قلت لهم إن هذا رجل سوء كان يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها حتى إذا جمعتموها وقال رضوان إذا ما جمعتوها إليه اكتنزها ولم يعطها المساكين فقالوا وما علامة ذلك فقلت أنا أخرج إليكم وقال رضوان لكم كنزه فقالوا فهاته فأخرجت لهم سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا فلما رأوا ذلك قالوا والله لا يدفن أبدا فصلبوه على خشبة ورموه بالحجارة وجاءوا برجل آخر فجعلوه مكانه ولا والله يا ابن عباس ما رأيت رجلا قط لا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه أشد اجتهادا ولا أزهد في الدنيا ولا أدأب ليلا ولا نهارا منه ما أعلمني أحببت شيئا قط قبله فلم أزل معه حتى حضرته الوفاة فقلت يا فلان قد حضرك ما ترى من أمر الله وإني والله ما أحببت شيئا قط حبك فماذا تأمرني وإلى من توصيني فقال لي أي بني والله ما أعلمه إلا رجل بالموصل فأته فإنك ستجده على مثل حالي فلما مات وغيب لحقت بالموصل فأتيت صاحبها فوجدته على مثل حاله من الاجتهاد والزهادة في الدنيا فقلت له إن فلانا أوصاني إليك أن آتيك فأكون معك قال فأقم أي بني فأقمت عنده على مثل أمر صاحبه حتى حضرته الوفاة فقلت له إن فلانا أوصاني إليك وقد حضرك من أمر الله ما § ترى فإلى من فقال والله ما أعلمه أي بني إلا رجلا بنصيبين وهو على مثل ما نحن عليه فألحق به فلما دفناه ألحقت بالآخر فقلت له يا فلان إن فلانا أوصى بي إلى فلان وفلان أوصى بي إليك قال فأقم أي بني فأقمت عنده على مثل حالهم حتى حضرته الوفاة فقلت له يا فلان إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى وقد كان فلان أوصى بي إلى فلان وأوصى بي فلان إلى فلان وأوصى بي فلان إليك فإلى من قال أي بني والله ما أعلم أحدا على مثل ما نحن عليه إلا رجلا بعمورية من أرض الروم فائته فإنك ستجده على مثل ما كنا عليه فلما ورايته خرجت حتى قدمت على صاحب عمورية فوجدته على مثل حالهم فأقت عنده واكتسبت حتى كانت له غنيمة وبقيرات ثم حضرته الوفاة فقلت يا فلان إن فلانا كان أوصى بي إلى فلان وفلان وفلان إلى فلان وفلان إليك وقد حضرك ما ترى من أمر الله فإلى من توصيني قال أي بني والله ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه ولكنه قد أظنك زمان نبي يبعث من الحرم مهاجرة بين حرتين إلى أرض سبخة ذات نخل وإن فيه علامات لا تخفى بين كتفيه خاتم النبوة يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فإن استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل فإنه قد أظلك زمانه فلما واريناه أقمت حتى مر بي رجال من تجار العرب من كلب فقلت لهم تحملوني معكم حتى تقدموا بي وقال رضوان تقدموني أرض العرب وأعطيكم غنيمتي هذه وبقراتي قالوا نعم فأعطيتهم إياها وحملوني حتى إذا جاءوا بي وادي القرى ظلموني فباعوني عبدا من رجل من يهود بوادي القرى فوالله لقد رأيت النخل وطمعت أن يكون البلد الذي نعت لي صاحبي وما حقت عندي حتى قدم رجل من بني قريظة من يهود وادي القرى فابتاعني من صاحبي الذي كنت عنده فخرج بي حتى قدم بي المدينة فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفت نعته وأقمت في رقي مع صاحبي وبعث الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم بمكة لا يذكر لي شئ من أمره مع ما أنا فيه من الرق حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء وأنا أعمل لصاحبي في نخلة له فوالله إني لفيها إذ جاء ابن عم له فقال يا فلان قاتل الله بني قيلة والله إنهم الآن لفي قباء مجتمعون على رجل § جاء من مكة يزعمون أنه نبي فوالله ما هو إلا أن سمعتها فأخذتني العرواء يقول الرعدة حتى ظننت لأسقطن على صاحبي ونزلت أقول ما هذا الخبر ما هو فرفع مولاي يده فلكمني لكمة شديدة وقال ما لك ولهذا أقبل على عملك وقال رضوان أقبل قبل عملك فقلت لا شئ إنما سمعت خبرا فأحببت أن أعلمه فلما أمسيت وكان عندي شئ من طعام فحملته وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقبا فقلت له إنه قد بلغني أنك رجل صالح وأن معك أصحاب لك غرباء وقد كان عندي شئ للصدقة فرأيتكم أحق من بهذه البلاد به فهاك هذا فكل منه فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وقال لأصحابه كلوا ولم يأكل فقلت في نفسي هذه خلة مما وصف لي صاحبي ثم رجعت وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فجمعت شيئا كان عندي ثم جئته به فقلت إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية وكرامة ليست بالصدقة فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل أصحابه فقلت هذه خلتان ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتبع جنازة وعلي شملتان لي وهو في أصحابه فاستدرت به لأنظر إلى الخاتم في ظهره فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم استدبرته عرف أني استثبت شيئا قد وصف لي فوضع رداء عن ظهره فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه كما وصف لي صاحبي فأكببت عليه أقبله وأبكي فقال تحول يا سلمان هكذا فتحولت فجلست بين يديه وأحب أن يسمع أصحابه حديثي عنه فحدثته يا ابن عباس كما حدثتك فلما فرغت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتب يا سلمان فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له وأربعين أوقية فأعانني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنخل ثلاثين ودية وعشرين ودية وعشرا كل رجل منهم على قدر ما عنده فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقر لها فإذا فرغت فأذاني حتى أكون أنا الذي أضعها بيدي ففقرتها وأعانني § أصحابي يقول حفرت لها حيث يوضع حتى فرغنا منها زاد رضوان ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قد فرغنا منها وقالوا فخرج معي حتى جاءها فكنا نحمل إليه الودي فيضعه بيده ويسوى عليها فوالذي بعثه بالحق ما مات منها ودية واحدة وبقيت على الدراهم فأتاه رجل من بعض المعادن بمثل البيضة من الذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الفارسي المسلم الكاتب فدعيت له فقال خذ هذه يا سلمان فاد بها ما عليك وقال رضوان فادها مما عليك فقلت يا رسول الله وأين تقع هذه مما علي قال فإن الله عز وجل سيؤدي بها عنك فوالذي نفس سلمان بيده لوزنت لهم منها أربعين أوقية فأديتها إليهم وعتق سلمان وكان الرق قد حبسني حتى فاتني مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بدر وأحد ثم عتقت فشهدت الخندق ثم لم يفتني معه مشهد.

COMMENT

TBRBV02P403B

قال أبو جعفر وقال ابن إسحاق في أمر كل هذه السرايا التي ذكرت عن الواقدي قوله فيها غير ما قاله الواقدي وأن ذلك كله كان في السنة الثانية من وقت التاريخ.


TBRBV02P403C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال حدثني محمد بن إسحاق قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في شهر ربيع الأول لاثنتي عشرة ليلة مضت منه فأقام بها ما بقي من شهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر وجماديين ورجب وشعبان ورمضان وشوالا وذا القعدة وذا الحجة وولى تلك الحجة المشركون والمحرم وخرج في صفر غازيا على رأس اثني عشر شهرا من مقدمه المدينة لثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول حتى بلغ ودان يريد قريشا وبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وهي غزوة الأبواء فوادعته فيها بنو ضمرة وكان الذى وادعه منهم عليهم سيدهم كان في زمانه ذلك مخشي بن عمرو رجل منهم § قال ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولم يلق كيدا فأقام بها بقية صفر وصدرا من شهر ربيع الأول وبعث في مقامه ذلك عبيدة بن الحارث بن المطلب في ثمانين أو ستين راكبا من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد حتى بلغ أحياء ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة فلقي بها جمعا عظيما من قريش فلم يكن بينهم قتال إلا أن سعد بن أبي وقاص قد رمى يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به في الإسلام ثم انصرف القوم عن القوم وللمسلمين حامية وفر من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو البهراني حليف بني زهرة وعتبة بن غزوان بن جابر حليف بني نوفل بن عبد مناف وكانا مسلمين ولكنهما خرجا يتوصلان بالكفار إلى المسلمين وكان على ذلك الجمع عكرمة بن أبي جهل قال محمد فكانت راية عبيدة فيما بلغني أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام لأحد من المسلمين.


TBRBV02P404B

وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال وبعض العلماء يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعثه حين أقبل من غزوة الأبواء قبل أن يصل إلى المدينة قال وبعث حمزة بن عبد المطلب في مقامه ذلك إلى سيف البحر من ناحية العيص في ثلاثين راكبا من المهاجرين وهي من أرض جهينة ليس فيهم من الأنصار أحد فلقي أبا جهل بن هشام بذلك الساحل في ثلاثمائة § راكب من أهل مكة فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني وكان موادعا للفريقين جميعا فانصرف القوم بعضهم عن بعض ولم يكن بينهم قتال قال وبعض القوم يقول كانت راية حمزة أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين وذلك أن بعثه وبعث عبيدة بن الحارث كانا معا فشبه ذلك على الناس قال والذي سمعنا من أهل العلم عندنا أن راية عبيدة بن الحارث كانت أول راية عقدت في الإسلام قال ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الآخر يريد قريشا حتى إذا بلغ بواط من ناحية رضوى رجع ولم يلق كيدا فلبث بقية شهر ربيع الآخر وبعض جمادى الأولى ثم غزا يريد قريشا فسلك على نقب بني دينار بن النجار ثم على فيفاء الخبار فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر يقال لها ذات الساق فصلى عندها فثم مسجده وصنع له عندها طعام فأكل منه وأكل الناس معه فموضع أثافي البرمة معلوم هنالك واستقى له من ماء به يقال له المشيرب ثم ارتحل فترك الخلائق بيسار وسلك شعبة يقال لها شعبة عبد الله وذلك اسمها اليوم ثم صب ليسار حتى هبط يليل فنزل بمجتمعه ومجتمع الضبوعة واستقي له من بئر بالضبوعة ثم سلك الفرش فرش ملل حتى لقى الطريق بصخيرات اليمام ثم اعتدل به الطريق حتى § نزل العشيرة من بطن ينبع فأقام بها بقية جمادى الأولى وليالي من جمادى الآخرة ووادع فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا وفي تلك الغزوة قال لعلي بن ابى طالب ع ما قال قال فلم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم من غزوة العشيرة بالمدينة إلا ليالي قلائل لا تبلغ العشر حتى أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه حتى بلغ واديا يقال له سفوان من ناحية بدر وفاته كرز فلم يدركه وهي غزو بدر الاولى ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأقام بها بقية جمادى الآخرة ورجب وشعبان وقد كان بعث فيما بين ذلك سعد بن أبي وقاص في ثمانية رهط.


ثم كانت السنة الثانية من الهجرة *

غزوه ذات العشيره *
TBRBV02P409B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني يزيد بن محمد بن خثيم المحاربي عن محمد ابن كعب القرظي عن محمد بن خثيم وهو أبو يزيد عن عمار بن ياسر قال كنت أنا وعلي رفيقين فذكر نحوه وقد قيل في ذلك غير هذا القول وذلك ما حدثني به محمد بن عبيد المحاربي قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه قال قيل لسهل بن سعد إن بعض أمراء المدينة يريد أن يبعث إليك تسب عليا عند المنبر قال أقول ماذا قال تقول أبا تراب قال والله ما سماه بذلك الا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت وكيف ذاك يا أبا العباس قال دخل علي على فاطمة ثم خرج من عندها فاضطجع في فيء المسجد قال ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة فقال لها أين ابن عمك فقالت هو ذاك مضطجع في المسجد قال فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده قد سقط رداؤه عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول اجلس أبا تراب فو الله ما سماه به الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وو الله ما كان له اسم أحب إليه منه.


سريه عبد الله بن جحش *
TBRBV02P410D

ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب كرز بن جابر الفهري إلى المدينة وذلك في جمادى الآخرة بعث في رجب عبد الله بن جحش معه ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني الزهري ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير بذلك.


TBRBV02P410E

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق عن الزهري ويزيد بن رومان عن عروة قال وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم له كتابا يعنى § لعبد الله بن جحش وأمره ألا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي له أمره به ولا يستكره أحدا من اصحابه فلما سار عبد الله ابن جحش يومين فتح الكتاب ونظر فيه فإذا فيه وإذا نظرت في كتابي هذا فسر حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم فلما نظر عبد الله في الكتاب قال سمع وطاعة ثم قال لأصحابه قد أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمضي إلى نخلة فأرصد بها قريشا حتى آتيه منهم بخبر وقد نهاني أن أستكره أحدا منكم فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق ومن كره ذلك فليرجع فأما أنا فماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضى ومضى معه أصحابه فلم يتخلف عنه منهم أحد وسلك على الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه فتخلفا عليه في طلبه ومضى عبد الله بن جحش وبقية أصحابه حتى نزل بنخلة فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة من تجارة قريش فيها منهم عمرو بن الحضرمي وعثمان بن عبد الله بن المغيرة وأخوه نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزوميان والحكم بن كيسان مولى هشام بن المغيرة فلما رآهم القوم هابوهم وقد نزلوا قريبا منهم فأشرف لهم عكاشة بن محصن وقد كان حلق رأسه فلما رأوه أمنوا وقالوا عمار لا بأس عليكم منهم وتشاور القوم فيهم وذلك في آخر يوم من رجب § فقال القوم والله لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن به منكم ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام فتردد القوم وهابوا الإقدام عليهم ثم تشجعوا عليهم وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله واستأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان وأفلت نوفل بن عبد الله فأعجزهم وأقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير والأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة قال وقد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش أن عبد الله بن جحش قال لأصحابه ان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما غنمتم الخمس وذلك قبل أن يفرض الله من الغنائم الخمس فعزل لرسول الله صلى الله عليه وسلم خمس الغنيمة وقسم سائرها بين أصحابه فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط في أيدي القوم وظنوا أنهم قد هلكوا وعنفهم المسلمون فيما صنعوا وقالوا لهم صنعتم ما لم تؤمروا به وقاتلتم في الشهر الحرام ولم تؤمروا بقتال وقالت قريش قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام فسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه الأموال وأسروا فيه الرجال فقال من يرد ذلك عليهم من المسلمين ممن كان بمكة إنما أصابوا ما أصابوا في شعبان وقالت يهود تفاءل بذلك على رسول الله ص عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبد الله عمرو عمرت الحرب والحضرمي حضرت الحرب وواقد بن عبد الله وقدت الحرب فجعل الله عز وجل ذلك عليهم لا لهم فلما أكثر الناس في ذلك أنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم § يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه الآية فلما نزل القرآن بهذا من الأمر وفرج الله عن المسلمين ما كانوا فيه من الشفق قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم العير والأسيرين وبعثت إليه قريش في فداء عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان فقال رسول الله ص لا نفديكموهما حتى يقدم صاحبانا يعني سعد ابن أبي وقاص وعتبة بن غزوان فإنا نخشاكم عليهما فإن تقتلوهما نقتل صاحبيكم فقدم سعد وعتبة ففاداهما رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم فأما الحكم بن كيسان فأسلم فحسن اسلامه واقام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل يوم بئر معونة شهيدا.

TBJXV03P650A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق قال ثني الزهري ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش في رجب مقفله من بدر الأولى وبعث معه بثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد وكتب له كتابا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره ولا يستكره من أصحابه أحدا وكان أصحاب عبد الله بن جحش من المهاجرين من بني عبد شمس أبو حذيفة بن ربيعة ومن بني أمية بن § عبد شمس ثم من حلفائهم عبد الله بن جحش بن رياب وهو أمير القوم وعكاشة بن محصن بن حرثان أحد بني أسد بن خزيمة ومن بني نوفل بن عبد مناف عتبة بن غزوان حليف لهم ومن بني زهرة بن كلاب سعد بن أبي وقاص ومن بني عدي بن كعب عامر بن ربيعة حليف لهم وواقد بن عبد الله بن مناة بن عويم بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة وخالد بن البكير أحد بني سعد بن ليث حليف لهم ومن بني الحرث بن فهر سهيل بن بيضاء فلما سار عبد الله بن جحش يومين فتح الكتاب ونظر فيه فإذا فيه وإذا نظرت إلى كتابي هذا فسر حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم فلما نظر عبد الله بن جحش في الكتاب قال سمعا وطاعة ثم قال لأصحابه قد أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمضي إلى نخلة فأرصد بها قريشا حتى آتيه منهم بخبر وقد نهاني أن أستكره أحدا منكم فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق ومن كره ذلك فليرجع فأما أنا فماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضى ومضى أصحابه معه فلم يتخلف عنه أحد وسلك على الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا عليه يعتقبانه فتخلفا عليه في طلبه ومضى عبد الله بن جحش وبقية أصحابه حتى نزل بنخلة فمرت به عير لقريش § تحمل زبيبا وأدما وتجارة من تجارة قريش فيها منهم عمرو بن الحضرمي وعثمان بن عبد الله بن المغيرة وأخوه نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزوميان والحكم بن كيسان مولى هشام بن المغيرة فلما رآهم القوم هابوهم وقد نزلوا قريبا منهم فأشرف لهم عكاشة بن محصن وقد كان حلق رأسه فلما رأوه آمنوا وقالوا عمار لا بأس علينا منهم وتشاور القوم فيهم وذلك في آخر يوم من جمادى فقال القوم والله لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن به منكم ولئن قتلتموهم لنقتلنهم في الشهر الحرام فتردد القوم فهابوا الإقدام عليهم ثم شجعوا عليهم وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله واستؤسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان وأفلت نوفل بن عبد الله فأعجزهم وقدم عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير والأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وقد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش أن عبد الله بن جحش قال لأصحابه إن لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما غنمتم الخمس وذلك قبل أن يفرض الخمس من الغنائم فعزل لرسول الله صلى الله عليه وسلم خمس العير وقسم سائرها على أصحابه فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك سقط في أيدي القوم وظنوا أنهم قد هلكوا وعنفهم المسلمون فيما صنعوا وقالوا لهم صنعتم ما لم تؤمروا به وقاتلتم في الشهر الحرام ولم تؤمروا بقتال وقالت قريش قد استحل محمد وأصحابه § الشهر الحرام فسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه الأموال وأسروا فقال من يرد ذلك عليهم من المسلمين ممن كان بمكة إنما أصابوا ما أصابوا في جمادى وقالت يهود تتفاءل بذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبد الله عمرو عمرت الحرب والحضرمي حضرت الحرب وواقد بن عبد الله وقدت الحرب فجعل الله عليهم ذلك وبهم فلما أكثر الناس في ذلك أنزل الله جل وعز على رسوله يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه أي عن قتال فيه قل قتال فيه كبير إلى قوله والفتنة أكبر من القتل أي إن كنتم قتلتم في الشهر الحرام فقد صدوكم عن سبيل الله مع الكفر به وعن المسجد الحرام وإخراجكم عنه إذ أنتم أهله وولاته أكبر عند الله من قتل من قتلتم منهم والفتنة أكبر من القتل أي قد كانوا يفتنون المسلم عن دينه حتى يردوه إلى الكفر بعد إيمانه وذلك أكبر عند الله من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا أي هم مقيمون على أخبث ذلك وأعظمه غير تائبين ولا نازعين فلما نزل القرآن بهذا من الأمر وفرج الله عن المسلمين ما كانوا فيه من الشفق قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم العير والأسيرين.

ذكر بقية ما كان في السنة الثانية من سني الهجرة *
TBRBV02P416C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال صرفت القبلة في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة.


ذكر وقعة بدر الكبرى *
TBRBV02P427B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع بأبي سفيان بن حرب مقبلا من الشام في عير لقريش عظيمة فيها أموال لقريش وتجارة من تجاراتهم وفيها ثلاثون راكبا من قريش أو أربعون منهم مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وعمرو بن العاص بن وائل بن هشام ابن سعيد بن سهم.


TBRBV02P427C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال فحدثني محمد بن مسلم الزهري وعاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ويزيد بن رومان عن عروة وغيرهم من علمائنا عن عبد الله بن عباس كل قد حدثني بعض هذا الحديث فاجتمع حديثهم فيما سقت من حديث بدر قالوا لما سمع رسول الله ص بأبي سفيان مقبلا من الشام ندب المسلمين إليهم وقال هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله أن ينفلكموها فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم وذلك أنهم لم يظنوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى حربا وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان تخوفا على أموال الناس حتى أصاب خبرا من بعض الركبان أن محمدا قد استنفر أصحابه لك ولعيرك فحذر عند ذلك فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة وأمره أن يأتي قريشا يستنفرهم إلى أموالهم ويخبرهم أن محمدا قد عرض لها في أصحابه § فخرج ضمضم بن عمرو سريعا إلى مكة.


TBRBV02P428B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال ابن إسحاق وحدثني من لا أتهم عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس ويزيد ابن رومان عن عروة قال وقد رأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال رؤيا أفزعتها فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له يا أخي والله لقد رأيت الليلة رؤيا لقد أفظعتني وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبه فاكتم على ما احدثك به قال لها وما رأيت قالت رأيت راكبا أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته أن انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث فأرى الناس اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد والناس يتبعونه فبيناهم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة ثم صرخ بأعلى صوته بمثلها أن انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس فصرخ بمثلها ثم أخذ صخرة فأرسلها فأقبلت تهوي حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضت فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار من دورها إلا دخلت منها فلقة قال العباس والله إن هذه لرؤيا رأيت فاكتميها ولا تذكريها لأحد § ثم خرج العباس فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة وكان له صديقا فذكرها له واستكتمه إياها فذكرها الوليد لأبيه عتبة ففشا الحديث حتى تحدثت به قريش في أنديتها قال العباس فغدوت أطوف بالبيت وأبو جهل بن هشام في رهط من قريش قعود يتحدثون برؤيا عاتكة فلما رآني أبو جهل قال يا أبا الفضل إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا قال فلما فرغت أقبلت إليه حتى جلست معهم فقال لي أبو جهل يا بني عبد المطلب متى حدثت فيكم هذه النبية قال قلت وما ذاك قال الرؤيا التي رأت عاتكة قال قلت وما رأت قال يا بني عبد المطلب أما رضيتم أن تتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال انفروا في ثلاث فسنتربص بكم هذه الثلاث فإن يكن ما قالت حقا فسيكون وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء نكتب عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت في العرب قال العباس فو الله ما كان مني إليه كبير إلا أني جحدت ذلك وأنكرت أن تكون رأت شيئا قال ثم تفرقنا فلما أمسيت لم تبق امرأة من بني عبد المطلب إلا أتتني فقالت أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ثم قد تناول النساء وأنت تسمع ثم لم يكن عندك غيرة لشيء مما سمعت قال قلت قد والله فعلت ما كان مني إليه من كبير وايم الله لأتعرضن له فإن عاد لأكفينكموه قال فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة وأنا حديد مغضب أرى أن قد فاتني منه أمر أحب أن أدركه منه قال فدخلت المسجد فرايته فو الله إني لأمشي نحوه أتعرضه ليعود لبعض ما قال فأقع به وكان رجلا خفيفا حديد الوجه حديد اللسان § حديد النظر إذ خرج نحو باب المسجد يشتد قال قلت في نفسي ما له لعنه الله أكل هذا فرقا من أن أشاتمه قال وإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت ضمضم بن عمرو الغفاري وهو يصرخ ببطن الوادي واقفا على بعيره قد جدع بعيره وحول رحله وشق قميصه وهو يقول يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه لا أرى أن تدركوها الغوث الغوث قال فشغلني عنه وشغله عني ما جاء من الأمر فتجهز الناس سراعا وقالوا أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي كلا والله ليعلمن غير ذلك فكانوا بين رجلين إما خارج وإما باعث مكانه رجلا وأوعبت قريش فلم يتخلف من أشرافها أحد إلا أن أبا لهب بن عبد المطلب تخلف فبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وكان لاط له بأربعة آلاف درهم كانت له عليه أفلس بها فاستأجره بها على أن يجزي عنه بعثه فخرج عنه وتخلف أبو لهب.


TBRBV02P430B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي نجيح أن أمية بن خلف كان قد أجمع القعود وكان شيخا جليلا ثقيلا فأتاه عقبة بن أبي معيط وهو جالس في المسجد بين ظهري قومه بمجمرة يحملها فيها نار ومجمر حتى وضعها بين يديه ثم قال يا أبا علي استجمر فإنما أنت من النساء قال قبحك الله وقبح ما جئت به قال ثم تجهز فخرج مع الناس فلما فرغوا من جهازهم وأجمعوا السير ذكروا ما بينهم وبين بني بكر بن عبد مناة بن كنانة من الحرب فقالوا إنا نخشى أن يأتونا من خلفنا.


TBRBV02P431A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق وحدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال لما أجمعت قريش المسير ذكرت الذي بينها وبين بنى بكر فكاد ذلك أن يثنيهم فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن جعشم المدلجي وكان من أشراف كنانة فقال أنا جار لكم من أن تأتيكم كنانة بشيء تكرهونه فخرجوا سراعا.


TBRBV02P432B

حدثنا بذلك ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق وقال بعضهم كانوا ثلاثمائة وثمانية عشر.


TBRBV02P43E

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة أخا بني مازن بن النجار في ليال مضت من شهر رمضان فسار حتى إذا كان قريبا من الصفراء بعث بسبس بن عمرو الجهني حليف بني ساعدة وعدي بن أبي الزغباء الجهني حليف بني النجار إلى بدر يتحسسان له الأخبار عن ابى سفيان بن حرب وعيره ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قدمهما فلما استقبل الصفراء وهي قرية بين جبلين سأل عن جبليهما ما أسماؤهما فقالوا لأحدهما هذا مسلح وقالوا للآخر هذا مخرئ وسأل عن أهلهما فقالوا بنو النار وبنو حراق بطنان من بني غفار فكرههما رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرور بينهما § وتفاءل بأسمائهما وأسماء أهاليهما فتركهما والصفراء بيسار وسلك ذات اليمين على واد يقال له ذفران فخرج منه حتى إذا كان ببعضه نزل وأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم الناس وأخبرهم عن قريش فقام أبو بكر رضي الله عنه فقال فأحسن ثم قام عمر بن الخطاب فقال فأحسن ثم قام المقداد بن عمرو فقال يا رسول الله امض لما أمرك الله فنحن معك والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون G ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فو الذى بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد يعني مدينة الحبشة لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له بخبر.


TBRBV02P435A

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشيروا علي أيها الناس وإنما يريد الأنصار وذلك أنهم كانوا عدد الناس وذلك أنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا يا رسول الله إنا برآء من ذمامك حتى تصل إلى دارنا فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمامنا نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف الا تكون الأنصار ترى عليها نصرته إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له سعد بن معاذ والله لكأنك تريدنا يا رسول الله قال أجل قال فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما اردت فو الذى بعثك بالحق إن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد ونشطه ذلك ثم قال سيروا على بركة الله وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذفران فسلك على ثنايا يقال لها الأصافر ثم انحط منها على بلد يقال لها الدبة وترك الحنان بيمين وهو كثيب عظيم كالجبل ثم نزل قريبا من بدر فركب هو ورجل من أصحابه.


TBRBV02P435B

كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان حتى وقف على شيخ من العرب فسأله عن قريش وعن محمد وأصحابه وما بلغه عنهم فقال § الشيخ لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخبرتنا أخبرناك فقال وذاك بذاك قال نعم قال الشيخ فإنه بلغني أن محمدا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا فإن كان صدقني الذي أخبرني فهو اليوم بمكان كذا وكذا للمكان الذى به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغني أن قريشا خرجوا يوم كذا وكذا فإن كان الذي حدثني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا للمكان الذي به قريش فلما فرغ من خبره قال ممن أنتما فقال رسول الله ص نحن من ماء ثم انصرف عنه قال يقول الشيخ ما من ماء امن ماء العراق ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اصحابه فلما امسى بعث على ابن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص في نفر من أصحابه إلى ماء بدر يلتمسون له الخبر عليه.


TBRBV02P436C

كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق كما حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير فأصابوا راوية لقريش فيها أسلم غلام بني الحجاج وعريض أبو يسار غلام بني العاص بن سعيد فاتوا بهما رسول الله ص ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي فسألوهما فقالا نحن سقاة قريش بعثونا لنسقيهم من الماء فكره القوم خبرهما ورجوا أن يكونا لأبي سفيان فضربوهما فلما أذلقوهما قالا نحن لأبي سفيان فتركوهما وركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد سجدتين ثم سلم فقال إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما صدقا والله إنهما لقريش أخبراني أين قريش قالا هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى والكثيب العقنقل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما كم القوم قالا كثير قال ما عدتهم قالا لا ندري قال كم ينحرون كل يوم قالا يوما تسعا ويوما عشرا قال رسول § الله ص القوم ما بين التسعمائة والالف ثم قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن فيهم من اشراف قريش قال عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو البختري بن هشام وحكيم بن حزام ونوفل بن خويلد والحارث بن عامر بن نوفل وطعيمة بن عدي بن نوفل والنضر بن الحارث بن كلدة وزمعة بن الأسود وأبو جهل ابن هشام وأمية بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الحجاج وسهيل بن عمرو وعمرو بن عبد ود فاقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فقال هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها قالوا وقد كان بسبس بن عمرو وعدي بن أبي الزغباء مضيا حتى نزلا بدرا فأناخا إلى تل قريب من الماء ثم أخذا شنا يستقيان فيه ومجدي بن عمرو الجهني على الماء فسمع عدي وبسبس جاريتين من جواري الحاضر وهما تتلازمان على الماء والملزومة تقول لصاحبتها إنما تأتي العير غدا أو بعد غد فأعمل لهم ثم أقضيك الذي لك قال مجدي صدقت ثم خلص بينهما وسمع ذلك عدي وبسبس فجلسا على بعيريهما ثم انطلقا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه بما سمعا وأقبل أبو سفيان قد تقدم العير حذرا حتى ورد الماء فقال لمجدي بن عمرو هل أحسست أحدا قال ما رأيت أحدا أنكره إلا أني رأيت راكبين أناخا إلى هذا التل ثم استقيا في شن لهما ثم انطلقا فأتى أبو سفيان مناخهما فأخذ من أبعار بعيريهما ففته فإذا فيه نوى فقال هذه والله علائف يثرب فرجع إلى أصحابه سريعا فضرب وجه عيره عن الطريق فساحل § بها وترك بدرا يسارا ثم انطلق حتى أسرع وأقبلت قريش فلما نزلوا الجحفة رأى جهيم بن الصلت بن مخرمه ابن المطلب بن عبد مناف رؤيا فقال إني رأيت فيما يرى النائم وإني لبين النائم واليقظان إذ نظرت إلى رجل أقبل على فرس حتى وقف ومعه بعير له ثم قال قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو الحكم بن هشام وأمية بن خلف وفلان وفلان فعدد رجالا ممن قتل يومئذ من أشراف قريش ورأيته ضرب في لبة بعيره ثم أرسله في العسكر فما بقي خباء من أخبية العسكر إلا أصابه نضح من دمه قال فبلغت أبا جهل فقال وهذا أيضا نبي آخر من بني المطلب سيعلم غدا من المقتول إن نحن التقينا ولما رأى أبو سفيان أنه قد أحرز عيره أرسل إلى قريش إنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم فقد نجاها الله فارجعوا فقال ابو جهل ابن هشام والله لا نرجع حتى نرد بدرا وكان بدر موسما من مواسم العرب تجتمع لهم بها سوق كل عام فنقيم عليه ثلاثا وننحر الجزر ونطعم الطعام ونسقي الخمور وتعزف علينا القيان وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبدا فامضوا فقال الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي وكان حليفا لبني زهرة وهم بالجحفة يا بني زهرة قد نجى الله لكم أموالكم وخلص لكم صاحبكم مخرمة بن نوفل وإنما نفرتم لتمنعوه وماله فاجعلوا بي جبنها وارجعوا فإنه لا حاجة بكم في أن تخرجوا في غير ضيعة لا ما يقول هذا يعني أبا جهل فرجعوا فلم يشهدها زهري واحد وكان فيهم مطاعا ولم يكن بقي من قريش بطن إلا نفر منهم ناس إلا بني عدي بن كعب لم يخرج منهم رجل واحد فرجعت بنو زهرة مع الأخنس بن شريق فلم يشهد بدرا من هاتين القبيلتين أحد ومضى القوم § قال وقد كان بين طالب بن أبي طالب وكان في القوم وبين بعض قريش محاورة فقالوا والله لقد عرفنا يا بني هاشم وإن خرجتم معنا أن هواكم مع محمد فرجع طالب إلى مكة فيمن رجع.


TBRBV02P439C

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال ومضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي خلف العقنقل وبطن الوادي وهو يليل بين بدر وبين العقنقل الكثيب الذي خلفه قريش والقلب ببدر في العدوة الدنيا من بطن يليل إلى المدينة وبعث الله السماء وكان الوادى دهسا فأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه منها ما لبد لهم الأرض ولم يمنعهم المسير وأصاب قريشا منها ما لم يقدروا على أن يرتحلوا معه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبادروهم إلى الماء حتى إذا جاء أدنى ماء من بدر نزل به.


TBRBV02P440A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال فحدثني محمد بن إسحاق قال حدثت عن رجال من بني سلمة أنهم ذكروا أن الحباب ابن المنذر بن الجموح قال يا رسول الله أرأيت هذا المنزل أمنزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخره أم هو الرأي والحرب والمكيدة قال بل هو الرأي والحرب والمكيدة فقال يا رسول الله فإن هذا ليس لك بمنزل فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله ثم نعور ما سواه من القلب ثم نبنى عليه حوضا فتملؤه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد اشرت بالرأي فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الناس فسار حتى أتى أدنى ماء من القوم فنزل عليه ثم امر بالقلب فعورت وبنى حوضا على القليب الذي نزل عليه فملئ ماء ثم قذفوا فيه الآنية.


TBRBV02P440B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق فحدثني عبد الله بن أبي بكر أن سعد بن معاذ قال يا رسول الله نبني لك عريشا من جريد فتكون فيه ونعد عندك ركائبك ثم نلقى عدونا فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك مما أحببنا وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا من قومنا فقد تخلف عنك أقوام يا نبي الله ما نحن بأشد حبا لك منهم ولو ظنوا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك يمنعك الله بهم يناصحونك ويجاهدون معك فاثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه خيرا ودعا له بخير § ثم بنى لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش فكان فيه وقد ارتحلت قريش حين اصبحت فاقبلت فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم تصوب من العقنقل وهو الكثيب الذي منه جاءوا إلى الوادي قال اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك اللهم فنصرك الذي وعدتني اللهم فأحنهم الغداة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى عتبة بن ربيعة في القوم على جمل له أحمر إن يكن عند أحد من القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر إن يطيعوه يرشدوا وقد كان خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري أو أبوه إيماء بن رحضة بعث إلى قريش حين مروا به ابنا له بجزائر أهداها لهم وقال إن أحببتم أن أمدكم بسلاح ورجال فعلنا فأرسلوا إليه مع ابنه أن وصلتك الرحم فقد قضيت الذي عليك فلعمري لئن كنا إنما نقاتل الناس ما بنا ضعف عنهم ولئن كنا نقاتل الله كما يزعم محمد فما لأحد بالله من طاقة فلما نزل الناس أقبل نفر من قريش حتى وردوا حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم حكيم بن حزام على فرس له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوهم فما شرب منهم رجل إلا قتل يومئذ إلا ما كان من حكيم بن حزام فإنه لم يقتل نجا على فرس له يقال له الوجيه وأسلم بعد ذلك فحسن إسلامه فكان إذا اجتهد في يمينه قال لا والذي نجاني يوم بدر.


TBRBV02P441B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق § وحدثني إسحاق بن يسار وغيره من أهل العلم عن أشياخ من الأنصار قالوا لما اطمأن القوم بعثوا عمير بن وهب الجمحي فقالوا احزر لنا أصحاب محمد قال فاستجال بفرسه حول العسكر ثم رجع إليهم فقال ثلاثمائة رجل يزيدون قليلا او ينقصون ولكن أمهلوني حتى أنظر أللقوم كمين أم مدد قال فضرب في الوادي حتى أبعد فلم ير شيئا فرجع إليهم فقال ما رأيت شيئا ولكني قد رأيت يا معشر قريش الولايا تحمل المنايا نواضح يثرب تحمل الموت الناقع قوم ليس لهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم والله ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجل منكم فإذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك فروا رأيكم فلما سمع حكيم بن حزام ذلك مشى في الناس فأتى عتبة بن ربيعة فقال يا أبا الوليد إنك كبير قريش الليلة وسيدها والمطاع فيها هل لك الا تزال تذكر منها بخير إلى آخر الدهر قال وما ذاك يا حكيم قال ترجع بالناس وتحمل دم حليفك عمرو بن الحضرمي قال قد فعلت أنت علي بذلك إنما هو حليفي فعلي عقله وما أصيب من ماله فأت ابن الحنظلية فإني لا أخشى أن يشجر أمر الناس غيره § يعني أبا جهل بن هشام.


TBRBV02P444A

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق ثم قام عتبة بن ربيعة خطيبا فقال يا معشر قريش إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمدا وأصحابه شيئا والله لئن أصبتموه لا يزال رجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه قتل ابن عمه أو ابن خاله أو رجلا من عشيرته فارجعوا وخلوا بين محمد وبين سائر العرب فإن أصابوه فذاك الذي أردتم وإن كان غير ذلك ألفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون قال حكيم فانطلقت أؤم أبا جهل فوجدته قد نثل درعا له من جرابها فهو يهيئها فقلت يا أبا الحكم إن عتبة قد أرسلني إليك بكذا وكذا للذي قال فقال انتفخ والله سحره حين رأى محمدا وأصحابه كلا والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد وأصحابه وما بعتبة ما قال ولكنه قد رأى محمدا وأصحابه أكلة جزور وفيهم ابنه فقد تخوفكم عليه ثم بعث إلى عامر بن الحضرمي فقال له هذا حليفك يريد أن يرجع بالناس وقد رأيت ثأرك بعينك فقم فانشد خفرتك ومقتل أخيك فقام عامر بن الحضرمي فاكتشف ثم صرخ وا عمراه وا عمراه فحميت الحرب وحقب امر الناس واستوسقوا على ما هم عليه من الشر وأفسد على الناس الرأي الذي دعاهم إليه عتبة بن ربيعة فلما بلغ عتبة بن ربيعة قول أبي جهل انتفخ سحره قال سيعلم المصفر استه من انتفخ سحره أنا أم هو ثم التمس بيضة يدخلها في رأسه فما وجد في الجيش بيضة تسعه من عظم هامته فلما رأى ذلك اعتجر على رأسه ببرد له § وقد خرج الأسود بن عبد الأسد المخزومي وكان رجلا شرسا سيئ الخلق فقال أعاهد الله لأشربن من حوضهم ولأهدمنه أو لأموتن دونه فلما خرج خرج له حمزة بن عبد المطلب فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض فوقع على ظهره تشخب رجله دما نحو أصحابه ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه يريد زعم أن يبر يمينه واتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض ثم خرج بعده عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة حتى إذا فصل من الصف دعا إلى المبارزة فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة نفر منهم عوف ومعوذ ابنا الحارث وأمهما عفراء ورجل آخر يقال له عبد الله بن رواحه فقال من أنتم قالوا رهط من الأنصار فقالوا ما لنا بكم حاجة ثم نادى مناديهم يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا حمزة بن عبد المطلب قم يا عبيدة بن الحارث قم يا علي بن أبي طالب فلما قاموا ودنوا منهم قالوا من أنتم قال عبيدة عبيدة وقال حمزة حمزة وقال علي علي قالوا نعم أكفاء كرام فبارز عبيدة بن الحارث وكان أسن القوم عتبة بن ربيعة وبارز حمزة شيبة بن ربيعة وبارز علي الوليد بن عتبة فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله واختلف عبيده وعتبة بينهما بضربتين كلاهما أثبت صاحبه وكر حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذففا عليه فقتلاه واحتملا صاحبهما عبيدة فجاءا به إلى أصحابه وقد قطعت رجله فمخها يسيل فلما أتوا بعبيدة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألست شهيدا يا رسول الله قال § بلى فقال عبيدة لو كان أبو طالب حيا لعلم أني أحق بما قال منه حيث يقول ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل.


TBRBV02P446B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن عتبة بن ربيعة قال للفتية من الأنصار حين انتسبوا أكفاء كرام إنما نريد قومنا ثم تزاحف الناس ودنا بعضهم من بعض وقد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ألا يحملوا حتى يأمرهم وقال إن اكتنفكم القوم فانضحوهم عنكم بالنبل ورسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش معه أبو بكر قال أبو جعفر وكانت وقعة بدر يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة من شهر رمضان.


TBRBV02P446C

كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق كما حدثني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق وحدثني حبان بن واسع بن حبان بن واسع عن أشياخ من قومه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر وفي يده قدح يعدل به القوم فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار وهو مستنتل من الصف فطعن رسول الله ص في بطنه بالقدح وقال استو يا سواد بن غزيه قال يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق فأقدني قال فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه ثم قال استقد قال فاعتنقه وقبل بطنه فقال ما حملك § على هذا يا سواد فقال يا رسول الله حضر ما ترى فلم آمن القتل فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير وقال له خيرا ثم عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف ورجع إلى العريش ودخله ومعه فيه أبو بكر ليس معه فيه غيره ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناشد ربه ما وعده من النصر ويقول فيما يقول اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة اليوم يعني المسلمين لا تعبد بعد اليوم وأبو بكر يقول يا نبي الله بعض مناشدتك ربك فإن الله عز وجل منجز لك ما وعدك.


TBRBV02P448B

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال وقد خفق رسول الله صلى الله عليه وسلم خفقة وهو في العريش ثم انتبه فقال يا أبا بكر أتاك نصر الله هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع قال وقد رمي مهجع مولى عمر بن الخطاب بسهم فقتل فكان أول قتيل من المسلمين ثم رمي حارثة بن سراقة أحد بني عدي بن النجار وهو يشرب من الحوض فقتل ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرضهم ونفل كل امرئ منهم ما أصاب وقال والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة فقال عمير بن الحمام أخو بني سلمة وفي يده تمرات يأكلهن بخ بخ فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ثم قذف التمرات من يده وأخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل وهو يقول ركضا إلى الله بغير زاد إلا التقى وعمل المعاد والصبر في الله على الجهاد وكل زاد عرضة النفاد غير التقى والبر والرشاد.


TBRBV02P448C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة أن عوف بن الحارث وهو ابن § عفراء قال يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده قال غمسه يده في العدو حاسرا فنزع درعا كانت عليه فقذفها ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل.


TBRBV02P449B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق وحدثني محمد بن مسلم الزهري عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري حليف بني زهرة قال لما التقى الناس ودنا بعضهم من بعض قال أبو جهل اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا يعرف فأحنه الغداة فكان هو المستفتح على نفسه ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حفنة من الحصباء فاستقبل بها قريشا ثم قال شاهت الوجوه ثم نفحهم بها وقال لأصحابه شدوا فكانت الهزيمة فقتل الله من قتل من صناديد قريش وأسر من أسر منهم فلما وضع القوم أيديهم يأسرون ورسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش وسعد بن معاذ قائم على باب العريش الذى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم متوشحا السيف في نفر من الأنصار يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم يخافون عليه كرة العدو ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر لي في وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس فقال رسول الله ص لكأنك يا سعد تكره ما يصنع الناس قال أجل والله يا رسول الله كانت أول وقعة أوقعها الله بالمشركين فكان الإثخان في القتل أعجب إلي من استبقاء الرجال.


TBRBV02P449C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال وحدثني العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس § ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يومئذ إني قد عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها لا حاجة لهم بقتالنا فمن لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله ومن لقي أبا البختري بن هشام بن الحارث بن أسد فلا يقتله ومن لقي العباس بن عبد المطلب عم رسول فلا يقتله فإنه إنما أخرج مستكرها قال فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشيرتنا ونترك العباس والله لئن لقيته لألحمنه السيف فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول لعمر بن الخطاب يا أبا حفص أما تسمع إلى قول أبي حذيفة يقول اضرب وجه عم رسول الله بالسيف فقال عمر يا رسول الله دعني فلاضربن عنقه بالسيف فو الله لقد نافق قال عمر والله إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي حفص قال فكان أبو حذيفة يقول ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ ولا أزال منها خائفا إلا أن تكفرها عني الشهادة فقتل يوم اليمامة شهيدا قال وانما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أبي البختري لأنه كان أكف القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة كان لا يؤذيه ولا يبلغه عنه شيء يكرهه وكان ممن قام في نقض الصحيفة التي كتبت قريش على بني هاشم وبنى المطلب فلقيه المجذر بن ذياد البلوي حليف الأنصار من بني عدي فقال المجذر بن ذياد لأبي البختري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن قتلك ومع أبي البختري زميل له خرج معه من مكة وهو جنادة بن مليحة بنت زهير بن الحارث بن أسد وجنادة رجل من بني ليث واسم ابى البختري العاص بن هشام § ابن الحارث بن أسد قال وزميلي فقال المجذر لا والله ما نحن بتاركي زميلك ما امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بك وحدك قال لا والله إذا لأموتن أنا وهو جميعا لا تحدث عني نساء قريش من أهل مكة أني تركت زميلي حرصا على الحياة فقال أبو البختري حين نازله المجذر وأبى إلا القتال وهو يرتجز لن يسلم ابن حرة أكيله حتى يموت أو يرى سبيله فاقتتلا فقتله المجذر بن ذياد قال ثم اتى المجذر بن ذياد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والذي بعثك بالحق لقد جهدت عليه أن يستأسر فآتيك به فأبى إلا القتال فقاتلته فقتلته.


TBRBV02P451B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال وحدثني أيضا عبد الله بن أبي بكر وغيرهما عن عبد الرحمن بن عوف قال كان أمية بن خلف لي صديقا بمكة وكان اسمي عبد عمرو فسميت حين أسلمت عبد الرحمن ونحن بمكة قال فكان يلقاني ونحن بمكة فيقول يا عبد عمرو أرغبت عن اسم سماكه أبوك فأقول نعم فيقول فإني لا أعرف الرحمن فاجعل بيني وبينك شيئا أدعوك به أما أنت فلا تجيبني باسمك الأول وأما أنا فلا أدعوك بما لا أعرف قال فكان إذا دعاني يا عبد عمرو لم أجبه فقلت اجعل بيني وبينك يا أبا علي ما شئت قال فأنت عبد الإله فقلت نعم فكنت إذا مررت به قال يا عبد الإله فأجيبه فأتحدث معه حتى إذا كان يوم بدر مررت به وهو واقف مع ابنه علي بن أمية آخذا بيده ومعي أدراع قد استلبتها فأنا أحملها فلما رآني قال يا عبد عمرو فلم اجبه § فقال يا عبد الإله قلت نعم قال هل لك في فأنا خير لك من هذه الأدراع التي معك قال قلت نعم هلم إذا قال فطرحت الأدراع من يدي وأخذت بيده ويد ابنه علي وهو يقول ما رأيت كاليوم قط أما لكم حاجة في اللبن قال ثم خرجت أمشي بهما.


TBRBV02P452B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني عبد الواحد بن أبي عون عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال قال لي أمية بن خلف وأنا بينه وبين ابنه آخذ بأيديهما يا عبد الإله من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره قال قلت ذاك حمزة بن عبد المطلب قال ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل قال عبد الرحمن فو الله إني لأقودهما إذ رآه بلال معي وكان هو الذي يعذب بلالا بمكة على أن يترك الإسلام فيخرجه إلى رمضاء مكة إذا حميت فيضجعه على ظهره ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول لا تزال هكذا حتى تفارق دين محمد فيقول بلال أحد أحد فقال بلال حين رآه راس الكفر اميه ابن خلف لا نجوت إن نجوت قال قلت اى بلال اسيرى قال لا نجوت إن نجوا قال قلت تسمع يا بن السوداء قال لا نجوت إن نجوا ثم صرخ بأعلى صوته يا أنصار الله رأس الكفر اميه ابن خلف لا نجوت إن نجا قال فأحاطوا بنا ثم جعلونا في مثل المسكة § وأنا أذب عنه قال فضرب رجل ابنه فوقع قال وصاح أمية صيحة ما سمعت بمثلها قط قال قلت انج بنفسك ولا نجاء فو الله ما أغني عنك شيئا قال فهبروهما بأسيافهم حتى فرغوا منهما قال فكان عبد الرحمن يقول رحم الله بلالا ذهبت أدراعي وفجعني بأسيري.


TBRBV02P453B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال وحدثني عبد الله بن أبي بكر أنه حدث عن ابن عباس أن ابن عباس قال حدثني رجل من بني غفار قال أقبلت أنا وابن عم لي حتى أصعدنا في جبل يشرف بنا على بدر ونحن مشركان ننتظر الوقعة على من تكون الدبرة فننتهب مع من ينتهب قال فبينا نحن في الجبل إذ دنت منا سحابة فسمعنا فيها حمحمة الخيل فسمعت قائلا يقول أقدم حيزوم قال فأما ابن عمي فانكشف قناع قلبه فمات مكانه وأما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت.


TBRBV02P453C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق وحدثني أبي إسحاق بن يسار عن رجال من بني مازن بن النجار عن أبي داود المازني وكان شهد بدرا قال إني لأتبع رجلا من المشركين يوم بدر لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي فعرفت أن قد قتله غيري.


TBRBV02P454B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال وحدثني الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن مقسم مولى عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن عباس قال كانت سيماء الملائكة يوم بدر عمائم بيضا قد أرسلوها في ظهورهم ويوم حنين عمائم حمرا ولم تقاتل الملائكة في يوم من الأيام سوى يوم بدر وكانوا يكونون فيما سواه من الأيام عددا ومددا لا يضربون.


TBRBV02P454C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد وحدثني ثور بن زيد مولى بني الديل عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال وحدثني عبد الله بن أبي بكر قالا كان معاذ بن عمرو بن الجموح أخو بني سلمة يقول لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدوه أمر بأبي جهل أن يلتمس في القتلى وقال اللهم لا يعجزنك قال فكان أول من لقي أبا جهل معاذ بن عمرو بن الجموح قال سمعت القوم وأبو جهل في مثل الحرجة وهم يقولون أبو الحكم لا يخلص إليه فلما سمعتها جعلته من شأني فصمدت نحوه فلما أمكنني حملت عليه فضربته ضربة أطنت قدمه بنصف ساقه فو الله ما شبهتها حين طاحت إلا النواة تطيح من تحت مرضخة النوى حين يضرب بها § قال وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي فتعلقت بجلدة من جنبي وأجهضني القتال عنه فلقد قاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي فلما آذتني جعلت عليها رجلي ثم تمطيت بها حتى طرحتها قال ثم عاش معاذ بعد ذلك حتى كان في زمن عثمان بن عفان قال ثم مر بأبي جهل وهو عقير معوذ بن عفراء فضربه حتى أثبته فتركه وبه رمق وقاتل معوذ حتى قتل فمر عبد الله بن مسعود بابى جهل حين امر رسول الله ص أن يلتمس في القتلى وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني انظروا إن خفي عليكم في القتلى إلى أثر جرح بركبته فإني ازدحمت أنا وهو يوما على مأدبة لعبد الله ابن جدعان ونحن غلامان وكنت أشف منه بيسير فدفعته فوقع على ركبتيه فجحش في إحداهما جحشا لم يزل اثره فيه بعد قال عبد الله بن مسعود فوجدته بآخر رمق فعرفته فوضعت رجلي على عنقه قال وقد كان ضبث بي مرة بمكة فآذاني ولكزني ثم قلت هل أخزاك الله يا عدو الله قال وبماذا أخزاني أعمد من رجل قتلتموه أخبرني لمن الدبره اليوم قال قلت لله ولرسوله.


TBRBV02P455B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق وزعم رجال من بني مخزوم أن ابن مسعود كان يقول قال لي أبو جهل لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقى صعبا ثم احتززت رأسه ثم جئت به رسول الله ص فقلت يا رسول الله هذا رأس عدو الله § ابى جهل قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آلله الذي لا إله غيره وكانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت نعم والله الذي لا إله غيره ثم ألقيت رأسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فحمد الله.


TBRBV02P456B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال وحدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتلى أن يطرحوا في القليب طرحوا فيه إلا ما كان من أمية بن خلف فإنه انتفخ في درعه حتى ملأها فذهبوا ليحركوه فتزايل فأقروه وألقوا عليه ما غيبه من التراب والحجارة فلما ألقاهم في القليب وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم فقال يا أهل القليب هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربي حقا فقال له أصحابه يا رسول الله أتكلم قوما موتى قال لقد علموا أن ما وعدتهم حق قالت عائشة والناس يقولون لقد سمعوا ما قلت لهم وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد علموا.


TBRBV02P456C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال وحدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال سمع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول من جوف الليل يا أهل القليب يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة يا أمية بن خلف يا أبا جهل بن هشام فعدد من كان معهم في القليب هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني قد وجدت ما وعدني § ربي حقا قال المسلمون يا رسول الله أتنادي قوما قد جيفوا فقال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني.


TBRBV02P457B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق وحدثني بعض اهل العلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قال هذه المقالة قال يا أهل القليب بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم كذبتموني وصدقني الناس وأخرجتموني وآواني الناس وقاتلتموني ونصرني الناس ثم قال هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا للمقالة التي قال قال ولما امر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلقوا في القليب أخذ عتبة بن ربيعة فسحب إلى القليب فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني في وجه أبي حذيفة بن عتبة فإذا هو كئيب قد تغير فقال يا أبا حذيفة لعلك دخلك من شأن ابيك شيء او كما قال ص فقال لا والله يا نبي الله ما شككت في أبي ولا في مصرعه ولكني كنت أعرف من أبي رأيا وحلما وفضلا فكنت أرجو أن يهديه ذلك إلى الإسلام فلما رأيت ما أصابه وذكرت ما مات عليه من الكفر بعد الذي كنت أرجو له حزننى ذلك قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم له بخير وقال له خيرا ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بما في العسكر مما جمع الناس فجمع فاختلف المسلمون فيه فقال من جمعه هو لنا قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل كل امرئ ما أصاب فقال الذين كانوا يقاتلون العدو ويطلبونهم لولا نحن ما أصبتموه لنحن شغلنا القوم عنكم حتى أصبتم ما أصبتم فقال الذين يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم مخافة أن يخالف إليه العدو والله ما أنتم بأحق به منا لقد رأينا أن نقتل العدو إذ ولانا الله ومنحنا أكتافهم ولقد رأينا أن نأخذ المتاع § حين لم يكن دونه من يمنعه ولكن خفنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كرة العدو فقمنا دونه فما أنتم بأحق به منا.


TBRBV02P458B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال وحدثني عبد الرحمن بن الحارث وغيره من أصحابنا عن سليمان بن موسى الأشدق عن مكحول عن أبي أمامة الباهلي قال سألت عبادة بن الصامت عن الأنفال فقال فينا معشر أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النفل وساءت فيه أخلاقنا فنزعه الله من أيدينا فجعله الى رسوله فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين عن بواء يقول على السواء فكان في ذلك تقوى الله وطاعة رسوله وصلاح ذات البين قال ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الفتح عبد الله بن رواحة بشيرا إلى أهل العالية بما فتح الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين وبعث زيد بن حارثة إلى أهل السافلة قال أسامة بن زيد فأتانا الخبر حين سوينا التراب على رقية بنت رسول الله ص التي كانت عند عثمان بن عفان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفني عليها مع عثمان قال ثم قدم زيد بن حارثة فجئته وهو واقف بالمصلى قد غشيه الناس وهو يقول قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام وزمعة بن الأسود وأبو البختري بن هشام وأمية بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الحجاج قال قلت يا أبه أحق هذا قال نعم والله يا بني ثم اقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا إلى المدينة فاحتمل معه النفل الذي أصيب من المشركين وجعل على النفل عبد الله بن كعب بن زيد ابن عوف بن مبذول بن عمرو بن مازن بن النجار ثم اقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا خرج من مضيق الصفراء نزل على كثيب بين المضيق وبين النازية يقال له سير إلى سرحة به فقسم هنالك النفل § الذي أفاء الله على المسلمين من المشركين على السواء واستقى له من ماء به يقال له الأرواق ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالروحاء لقيه المسلمون يهنئونه بما فتح الله عليه ومن معه من المسلمين فقال سلمة بن سلامة بن وقش.


TBRBV02P459B

كما حدثنا ابن حميد فقال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق كما حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ويزيد بن رومان وما الذى تهنئون به فو الله إن لقينا إلا عجائز صلعا كالبدن المعقلة فنحرناها فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا بن أخي أولئك الملأ قال ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسارى من المشركين وكانوا أربعة وأربعين أسيرا وكان من القتلى مثل ذلك وفي الأسارى عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث بن كلدة حتى إذا كان رسول الله ص بالصفراء قتل النضر بن الحارث قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه.


TBRBV02P459C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق كما حدثني بعض أهل العلم من أهل مكة قال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بعرق الظبية قتل عقبة بن أبي معيط فقال حين أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل فمن للصبية يا محمد قال النار قال فقتله عاصم بن ثابت بن ابى الاقلح الأنصاري ثم أحد بني عمرو بن عوف قال كما حدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال ولما انتهى رسول الله ص إلى عرق الظبية حين قتل عقبة لقيه أبو هند مولى فروة بن عمرو البياضي بحميت مملوء حيسا وكان قد تخلف عن بدر ثم شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.


TBRBV02P460B

وكان حجام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أبو هند امرؤ من الأنصار فأنكحوه وأنكحوا إليه ففعلوا ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم المدينة قبل الأسارى بيوم حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قال قدم بالأسارى حين قدم بهم وسودة بنت زمعه زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند آل عفراء في مناحتهم على عوف ومعوذ ابني عفراء قال وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب قال تقول سودة والله إني لعندهم إذ أتينا فقيل هؤلاء الأسارى قد أتي بهم قالت فرحت إلى بيتي ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وإذا أبو يزيد سهيل بن عمرو في ناحيه الحجرة مجموعه يداه الى عنقه بحبل قالت فو الله ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت يا أبا يزيد أعطيتم بايديكم الا متم كراما فو الله ما انبهنى الا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت يا سودة أعلى الله وعلى رسوله قالت قلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه بحبل أن قلت ما قلت.


TBRBV02P460C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال حدثني نبيه بن وهب أخو بني عبد الدار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل بالأسارى فرقهم في أصحابه وقال استوصوا بالأسارى خيرا قال وكان أبو عزيز بن عمير بن هاشم أخو مصعب بن عمير لأبيه وأمه في الأسارى قال فقال أبو عزيز مر بي أخي مصعب بن عمير ورجل من الأنصار يأسرني فقال شد يديك به § فإن أمه ذات متاع لعلها أن تفتديه منك قال وكنت في رهط من الأنصار حين أقبلوا بي من بدر فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم خصوني بالخبز وأكلوا التمر لوصيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بنا ما تقع في يد رجل منهم كسرة من الخبز إلا نفحني بها قال فأستحي فأردها على أحدهم فيردها علي ما يمسها.


TBRBV02P461B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق وكان أول من قدم مكة بمصاب قريش الحيسمان بن عبد الله بن اياس ابن ضبيعة بن مازن بن كعب بن عمرو الخزاعي قال أبو جعفر وقال الواقدي الحيسمان بن حابس الخزاعي قالوا ما وراءك قال قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو الحكم بن هشام وأمية بن خلف وزمعة بن الأسود وأبو البختري بن هشام ونبيه ومنبه ابنا الحجاج قال فلما جعل يعدد أشراف قريش قال صفوان بن أمية وهو قاعد في الحجر والله إن يعقل هذا فسلوه عني قالوا ما فعل صفوان بن أمية قال هو ذاك جالسا في الحجر وقد والله رأيت أباه وأخاه حين قتلا.


TBRBV02P461C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة مولى ابن عباس قال قال ابو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت وأسلمت أم الفضل وأسلمت وكان العباس يهاب قومه ويكره أن يخالفهم وكان يكتم إسلامه وكان ذا مال كثير متفرق في قومه وكان أبو لهب عدو الله قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وكذلك صنعوا لم يتخلف رجل إلا بعث مكانه رجلا فلما جاء الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش كبته الله وأخزاه ووجدنا في أنفسنا قوة وعزا § قال وكنت رجلا ضعيفا وكنت أعمل القداح أنحتها في حجره زمزم فو الله انى لجالس فيها أنحت القداح وعندي أم الفضل جالسة وقد سرنا ما جاءنا من الخبر إذ أقبل الفاسق أبو لهب يجر رجليه بشر حتى جلس على طنب الحجرة فكان ظهره إلى ظهري فبينا هو جالس إذ قال الناس هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قد قدم قال فقال أبو لهب هلم الى يا بن أخي فعندك الخبر قال فجلس إليه والناس قيام عليه فقال يا بن أخي أخبرني كيف كان أمر الناس قال لا شيء والله إن كان إلا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا ويأسرون كيف شاءوا وايم الله مع ذلك ما لمت الناس لقينا رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء والأرض ما تليق شيئا ولا يقوم لها شيء قال أبو رافع فرفعت طنب الحجرة بيدي ثم قلت تلك الملائكة قال فرفع أبو لهب يده فضرب وجهي ضربة شديدة قال فثاورته فاحتملني فضرب بي الأرض ثم برك علي يضربني وكنت رجلا ضعيفا فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة فأخذته فضربته به ضربة فشجت في رأسه شجة منكرة وقالت تستضعفه أن غاب عنه سيده فقام موليا ذليلا فو الله ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله عز وجل بالعدسة فقتلته فلقد تركه ابناه ليلتين أو ثلاثا ما يدفنانه حتى أنتن في بيته وكانت قريش تتقي العدسة وعدوتها كما يتقي الناس الطاعون حتى قال لهما رجل من قريش ويحكما ألا تستحيان أن أباكما قد أنتن في بيته لا تغيبانه فقالا إنا نخشى هذه القرحة قال فانطلقا فأنا معكما فما غسلوه إلا قذفا بالماء عليه من بعيد ما يمسونه ثم احتملوه فدفنوه بأعلى مكة إلى جدار وقذفوا عليه الحجارة حتى واروه.


TBRBV02P463A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال قال محمد بن إسحاق وحدثني العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض اهله عن عبد الله ابن عباس قال لما أمسى القوم من يوم بدر والأسارى محبوسون في الوثاق بات رسول الله ص ساهرا أول ليلة فقال له أصحابه يا رسول الله مالك لا تنام فقال سمعت تضور العباس في وثاقه قال فقاموا إلى العباس فاطلقوه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم.


TBRBV02P463B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال فحدثني الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة بن مقسم عن ابن عباس قال كان الذي أسر العباس أبو اليسر كعب بن عمرو أخو بني سلمة وكان أبو اليسر رجلا مجموعا وكان العباس رجلا جسيما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي اليسر كيف أسرت العباس يا أبا اليسر فقال يا رسول الله لقد أعانني عليه رجل ما رأيته قبل ذلك ولا بعده هيئته كذا وكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أعانك عليه ملك كريم.


TBRBV02P463C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال وحدثني يحيى بن عباد عن أبيه عباد قال ناحت قريش على قتلاهم ثم قالوا لا تفعلوا فيبلغ ذلك محمدا وأصحابه فيشمت بكم ولا تبعثوا في فداء أسراكم حتى تستأنوا بهم لا يتأرب عليكم محمد وأصحابه في الفداء § قال وكان الأسود بن عبد المطلب قد أصيب له ثلاثة من ولده زمعة بن الأسود وعقيل بن الأسود والحارث بن الأسود وكان يحب أن يبكي على بنيه فبينا هو كذلك إذ سمع نائحة من الليل فقال لغلام له وقد ذهب بصره انظر هل أحل النحب هل بكت قريش على قتلاها لعلي أبكي على أبي حكيمة يعني زمعة فإن جوفي قد احترق قال فلما رجع إليه الغلام قال إنما هي امرأة تبكي على بعير لها أضلته قال فذلك حين يقول أتبكي أن يضل لها بعير ويمنعها من النوم السهود فلا تبكي على بكر ولكن على بدر تقاصرت الجدود على بدر سراة بني هصيص ومخزوم ورهط أبي الوليد وبكي إن بكيت على عقيل وبكي حارثا أسد الأسود وبكيهم ولا تسمي جميعا فما لأبي حكيمة من نديد ألا قد ساد بعدهم رجال ولولا يوم بدر لم يسودوا قال وكان في الأسارى أبو وداعة بن ضبيرة السهمي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له ابنا تاجرا كيسا ذا مال وكأنكم به قد جاءكم في فداء أبيه قال فلما قالت قريش لا تعجلوا في فداء أسرائكم لا يتأرب عليكم محمد وأصحابه قال المطلب بن أبي وداعة وهو الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عنى صدقتم لا تعجلوا بفداء أسرائكم § ثم انسل من الليل فقدم المدينة فأخذ أباه بأربعة آلاف درهم ثم انطلق به ثم بعثت قريش في فداء الأسارى فقدم مكرز بن حفص ابن الأخيف في فداء سهيل بن عمرو وكان الذي أسره مالك بن الدخشم أخو بني سالم بن عوف وكان سهيل بن عمرو أعلم من شفته السفلى.


TBRBV02P465B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق فحدثني محمد بن عمرو بن عطاء بن عياش بن علقمة أخو بني عامر بن لؤي أن عمر بن الخطاب قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله انتزع ثنيتي سهيل بن عمرو السفليين يدلع لسانه فلا يقوم عليك خطيبا في موطن أبدا فقال رسول الله ص لا أمثل به فيمثل الله بي وإن كنت نبيا قال وقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر في هذا الحديث إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه فلما قاولهم فيه مكرز وانتهى إلى رضاهم قالوا هات الذي لنا قال اجعلوا رجلي مكان رجله وخلوا سبيله حتى يبعث إليكم بفدائه قال فخلوا سبيل سهيل وحبسوا مكرزا مكانه عندهم.


TBRBV02P465C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب حين انتهى به إلى المدينة يا عباس افد نفسك وابني أخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم أخا بني الحارث بن فهر فإنك ذو مال § فقال يا رسول الله إني كنت مسلما ولكن القوم استكرهوني فقال الله أعلم بإسلامك إن يكن ما تذكر حقا فالله يجزيك به فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فافد نفسك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ منه عشرين أوقية من ذهب فقال العباس يا رسول الله احسبها لي في فدائي قال لا ذاك شيء أعطاناه الله عز وجل منك قال فإنه ليس لي مال قال فأين المال الذي وضعته بمكة حيث خرجت من عند أم الفضل بنت الحارث ليس معكما أحد ثم قلت لها إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا وكذا ولعبد الله كذا وكذا ولقثم كذا وكذا ولعبيد الله كذا وكذا قال والذي بعثك بالحق ما علم هذا أحد غيري وغيرها وإني لأعلم أنك رسول الله ففدى العباس نفسه وابني أخيه وحليفه.


TBRBV02P466B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد قال وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال كان عمرو بن أبي سفيان بن حرب وكان لابنة عقبة بن أبي معيط أسيرا في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسارى بدر فقيل لأبي سفيان افد عمرا قال أيجمع علي دمي ومالي قتلوا حنظلة وأفدي عمرا دعوه في أيديهم يمسكوه ما بدا لهم قال فبينا هو كذلك محبوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج سعد بن النعمان بن أكال أخو بني عمرو بن عوف ثم أحد بني معاوية معتمرا ومعه مرية له وكان شيخا كبيرا مسلما في غنم له بالنقيع فخرج من هنالك معتمرا ولا يخشى الذي صنع به لم يظن أنه يحبس بمكة إنما جاء معتمرا § وقد عهد قريشا لا تعترض لأحد حاجا أو معتمرا إلا بخير فعدا عليه أبو سفيان بن حرب فحبسه بمكة بابنه عمرو بن أبي سفيان ثم قال أبو سفيان أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه %~% تعاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا فإن بني عمرو لئام أذلة %~% لئن لم يفكوا عن أسيرهم الكبلا قال فمشى بنو عمرو بن عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه خبره وسألوه أن يعطيهم عمرو بن أبي سفيان فيفكوا شيخهم ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثوا به إلى أبي سفيان فخلى سبيل سعد قال وكان في الأسارى أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج ابنته زينب وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة وكان لهالة بنت خويلد وكانت خديجة خالته فسألت خديجه رسول الله ص ان يزوجه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخالفها وذلك قبل أن ينزل عليه فزوجه فكانت تعده بمنزلة ولدها فلما أكرم الله عز وجل رسوله بنبوته آمنت به خديجة وبناته فصدقنه وشهدن أن ما جاء به هو الحق ودن بدينه وثبت أبو العاص على شركه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوج عتبة بن أبي لهب إحدى ابنتيه رقية أو أم كلثوم فلما بادى قريشا بأمر الله عز وجل وباعدوه قالوا إنكم قد فرغتم محمدا من همه فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن فمشوا إلى أبي العاص بن الربيع فقالوا له فارق صاحبتك ونحن § نزوجك أي امرأة شئت من قريش قال لا ها الله إذا لا أفارق صاحبتي وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني عليه في صهره خيرا فيما بلغني قال ثم مشوا إلى الفاسق ابن الفاسق عتبة بن أبي لهب فقالوا له طلق ابنة محمد ونحن نزوجك أي امرأة من قريش شئت فقال إن زوجتموني ابنة أبان بن سعيد بن العاص أو ابنة سعيد بن العاص فارقتها فزوجوه ابنة سعيد بن العاص وفارقها ولم يكن عدو الله دخل بها فأخرجها الله من يده كرامة لها وهوانا له فخلف عليها عثمان بن عفان بعده وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل بمكة ولا يحرم مغلوبا على أمره وكان الإسلام قد فرق بين زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلمت وبين أبي العاص بن الربيع الا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدر على أن يفرق بينهما فاقامت معه على اسلامهم وهو على شركه حتى هاجر رسول الله ص فلما سارت قريش إلى بدر سار فيهم أبو العاص بن الربيع فأصيب في الأسارى يوم بدر وكان بالمدينة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.


TBRBV02P468B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال فحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن ابيه عباد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لما بعث أهل مكة في فداء اسرائهم بعثت زينب بنت رسول الله ص في فداء ابى العاص ابن الربيع بمال وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها قالت فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا فقالوا نعم يا رسول الله فأطلقوه وردوا عليها الذي لها § وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليه أو وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخلي سبيل زينب إليه أو كان فيما شرط عليه في إطلاقه ولم يظهر ذلك منه ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلم ما هو إلا أنه لما خرج أبو العاص إلى مكة وخلي سبيله بعث رسول الله ص زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار مكانه فقال كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب فتصحباها حتى تأتياني بها فخرجا مكانهما وذلك بعد بدر بشهر أو شيعه فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها فخرجت تجهز.


TBRBV02P469B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال حدثت عن زينب أنها قالت بينا أنا أتجهز بمكة للحوق بأبي لقيتني هند بنت عتبة فقالت أي ابنة محمد ألم يبلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك قالت فقلت ما أردت ذلك قالت أي ابنة عمي لا تفعلي إن كانت لك حاجة بمتاع مما يرفق بك في سفرك أو بمال تبلغين به إلى أبيك فإن عندي حاجتك فلا تضطني مني فإنه لا يدخل بين النساء ما يدخل بين الرجال قالت وو الله ما أراها قالت ذلك إلا لتفعل قالت ولكني خفتها فأنكرت أن أكون أريد ذلك وتجهزت فلما فرغت ابنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهازها قدم لها حموها كنانة بن الربيع أخو زوجها بعيرا فركبته وأخذ قوسه وكنانته ثم خرج بها نهارا يقود بها وهي في هودج لها وتحدث بذلك رجال قريش § فخرجوا في طلبها حتى أدركوها بذي طوى فكان أول من سبق إليها هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى ونافع بن عبد القيس والفهري فروعها هبار بالرمح وهي في هودجها وكانت المرأة حاملا فيما يزعمون فلما رجعت طرحت ذا بطنها وبرك حموها ونثر كنانته ثم قال والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهما فتكركر الناس عنه وأتاه أبو سفيان في جلة قريش فقال أيها الرجل كف عنا نبلك حتى نكلمك فكف فأقبل أبو سفيان حتى وقف عليه فقال إنك لم تصب خرجت بالمرأة على رءوس الرجال علانية وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا وما دخل علينا من محمد فيظن الناس إذا خرج بابنته علانية من بين أظهرنا ان ذلك عن ذل أصابنا عن مصيبتنا ونكبتنا التي كانت وأن ذلك منا ضعف ووهن لعمري ما لنا حاجة في حبسها عن أبيها وما لنا في ذلك من ثؤرة ولكن أرجع المرأة فإذا هدأ الصوت وتحدث الناس أنا قد رددناها فسلها سرا فألحقها بأبيها ففعل حتى إذا هدأ الصوت خرج بها ليلا حتى أسلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه فقدما بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأقام أبو العاص بمكة وأقامت زينب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة قد فرق بينهما الإسلام حتى إذا كان قبيل الفتح خرج تاجرا إلى الشام وكان رجلا مأمونا بمال له وأموال رجال من قريش ابضعوها معه فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلا لقيته سريه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابوا ما معه وأعجزهم هربا فلما قدمت السرية بما أصابوا من ماله أقبل أبو العاص تحت الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله § ص فاستجار بها فأجارته في طلب ماله فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصبح.


TBRBV02P471B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال كما حدثني يزيد بن رومان فكبر وكبر الناس معه صرخت زينب من صفة النساء أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة أقبل على الناس فقال أيها الناس هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم قال أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعت منه ما سمعتم إنه يجير على المسلمين أدناهم ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على ابنته فقال أي بنية أكرمي مثواه ولا يخلص إليك فإنك لا تحلين له.


TBRBV02P471C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال وحدثني عبد الله بن أبي بكر [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص فقال لهم إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم وقد أصبتم له مالا فإن تحسنوا تردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاءه عليكم فأنتم أحق به قالوا يا رسول الله بل نرده عليه] قال فردوا عليه ماله حتى إن الرجل ليأتي بالحبل ويأتي الرجل بالشنة والإداوة حتى إن أحدهم ليأتي بالشظاظ حتى ردوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئا ثم احتمل إلى مكة فأدى إلى كل ذي مال من قريش § ماله ممن كان أبضع معه ثم قال يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه قالوا لا فجزاك الله خيرا فقد وجدناك وفيا كريما قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله والله ما منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أني إنما أردت أكل أموالكم فلما أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم.


TBRBV02P472B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال فحدثني داود بن الحصين عن عكرمة مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس قال رد عليه رسول الله ص زينب بالنكاح الأول ولم يحدث شيئا بعد ست سنين.


TBRBV02P472C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال قال محمد بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال جلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر من قريش بيسير في الحجر وكان عمير بن وهب شيطانا من شياطين قريش وكان ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويلقون منه عناء وهم بمكة وكان ابنه وهب بن عمير في أسارى بدر فذكر أصحاب القليب ومصابهم فقال صفوان والله إن في العيش خير بعدهم فقال عمير صدقت والله أما والله لولا دين علي ليس له عندي قضاء وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله فإن لي قبلهم علة ابني أسير في أيديهم فاغتنمها صفوان بن أمية فقال علي دينك أنا أقضيه عنك وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا لا يسعني شيء ويعجز عنهم قال عمير فاكتم علي شأني وشأنك قال افعل § قال ثم إن عميرا أمر بسيفه فشحذ له وسم ثم انطلق حتى قدم المدينة فبينا عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين في المسجد يتحدثون عن يوم بدر ويذكرون ما أكرمهم الله عز وجل به وما أراهم في عدوهم إذ نظر عمر إلى عمير بن وهب حين أناخ بعيره على باب المسجد متوشحا السيف فقال هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب ما جاء إلا لشر وهو الذي حرش بيننا وحزرنا للقوم يوم بدر ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحا سيفه قال فأدخله علي قال فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها وقال لرجال ممن كان معه من الأنصار ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسوا عنده واحذروا هذا الخبيث عليه فإنه غير مأمون ثم دخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر آخذ بحمالة سيفه قال أرسله يا عمر ادن يا عمير فدنا ثم قال أنعموا صباحا وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير بالسلام تحية أهل الجنة قال أما والله يا محمد إن كنت لحديث عهد بها قال ما جاء بك يا عمير قال جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه قال فما بال السيف في عنقك قال قبحها الله من سيوف وهل أغنت شيئا قال اصدقني بالذي جئت له قال ما جئت إلا لذلك فقال بلى قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش ثم قلت لولا دين علي وعيالي لخرجت حتى أقتل محمدا فتحمل لك صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني له والله عز وجل حائل بيني وبينك فقال عمير أشهد أنك رسول الله قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت § تأتينا به من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي وهذا أمر لم يحضره الا انا وصفوان فو الله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله فالحمد لله الذي هداني للإسلام وساقني هذا المساق ثم تشهد شهادة الحق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقهوا أخاكم في دينه وأقرئوه وعلموه القرآن وأطلقوا له أسيره قال ففعلوا ثم قال يا رسول الله إني كنت جاهدا في إطفاء نور الله شديد الأذى لمن كان على دين الله وإني أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله وإلى الإسلام لعل الله أن يهديهم وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم قال فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحق بمكة وكان صفوان حين خرج عمير بن وهب يقول لقريش أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام تنسيكم وقعة بدر وكان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب فأخبره بإسلامه فحلف ألا يكلمه أبدا ولا ينفعه بنفع أبدا فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو إلى الإسلام ويؤذي من خالفه أذى شديدا فأسلم على يديه أناس كثير.


TBRBV02P477B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق لما نزلت يعني هذه الآية ما كان لنبي أن يكون له أسرى قال رسول الله ص لو نزل عذاب من السماء لم ينج منه إلا سعد بن معاذ لقوله يا نبي الله كان الإثخان في القتل أحب إلي من استبقاء الرجال قال أبو جعفر وكان جميع من شهد بدرا من المهاجرين ومن ضرب له رسول الله ص بسهمه وأجره ثلاثة وثمانين رجلا في قول ابن إسحاق.


TBRBV02P477C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه وجميع من شهد من الأوس معه ومن ضرب له بسهمه واحد وستون رجلا وجميع من شهد معه من الخزرج مائة وسبعون رجلا في قول ابن إسحاق وجميع من استشهد من المسلمين يومئذ أربعة عشر رجلا ستة من المهاجرين وثمانية من الانصار.


غزوة بني قينقاع *
TBRBV02P479D

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال كان من أمر بني قينقاع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعهم بسوق بني قينقاع ثم قال يا معشر اليهود احذروا من الله عز وجل مثل ما نزل بقريش من النقمة وأسلموا فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم وفي عهد الله إليكم قالوا يا محمد إنك ترى أنا كقومك لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة إنا والله لئن حاربتنا لتعلمن أنا نحن الناس.


TBRBV02P479E

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة أن بني قينقاع كانوا أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاربوا فيما بين بدر وأحد.


TBRBV02P480C

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة قال فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه فقام إليه عبد الله بن ابى بن سلول حين أمكنه الله منهم فقال يا محمد أحسن في موالي وكانوا حلفاء الخزرج فأبطأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أحسن في موالي فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال فأدخل يده في جيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني وغضب رسول الله ص حتى رأوا في وجهه ظلالا يعني تلونا ثم قال ويحك أرسلني قال لا والله لا ارسلك حتى تحسن الى موالي أربعمائة حاسرو ثلاثمائة دارع قد منعوني من الأسود والأحمر تحصدهم في غداة واحدة وإني والله لا آمن وأخشى الدوائر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم لك.


TBRBV02P482B

قال أبو جعفر وأما ابن إسحاق فلم يوقت لغزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي غزاها بني قينقاع وقتا غير أنه قال كان ذلك بين غزوة السويق وخروج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة يريد غزو قريش حتى بلغ بني سليم وبحران معدنا بالحجاز من ناحية الفرع وأما بعضهم فإنه قال كان بين غزوه رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا الأولى وغزوة بني قينقاع ثلاث غزوات وسريه اسراها وزعم ان النبي صلى الله عليه وسلم إنما غزاهم لتسع ليال خلون من صفر من سنة ثلاث من الهجرة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا بعد ما انصرف من بدر وكان رجوعه إلى المدينة يوم الأربعاء لثماني ليال بقين من رمضان وأنه أقام بها بقية رمضان ثم غزا قرقرة الكدر حين بلغه اجتماع بني سليم وغطفان فخرج من المدينة يوم الجمعة بعد ما ارتفعت الشمس غرة شوال من السنة الثانية من الهجرة إليها.


TBRBV02P482C

وأما ابن حميد فحدثنا عن سلمة عن ابن إسحاق أنه قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر إلى المدينة وكان فراغه من بدر في عقب شهر رمضان أو في أول شوال لم يقم بالمدينة إلا سبع ليال حتى غزا بنفسه يريد بني سليم حتى بلغ ماء من مياههم يقال له الكدر فأقام عليه ثلاث ليال ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا فأقام بها بقية شوال وذا القعدة وفدى في إقامته تلك جل الأسارى من قريش.


غزوة السويق *
TBRBV02P483D

قال أبو جعفر وأما ابن إسحاق فإنه قال في ذلك ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة الكدر إلى المدينة أقام بها بقية شوال من سنة اثنتين من الهجرة وذا القعدة ثم غزا أبو سفيان بن حرب غزوة السويق في ذي الحجة قال وولي تلك الحجة المشركون من تلك السنة.


TBRBV02P483E

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير ويزيد بن رومان ومن لا اتهم عن عبيد الله ابن كعب بن مالك وكان من أعلم الأنصار قال كان أبو سفيان بن حرب حين رجع إلى مكة ورجع فل قريش إلى مكة من بدر نذر ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا فخرج في مائتي راكب § من قريش ليبر يمينه فسلك النجدية حتى نزل بصدور قناة إلى جبل يقال له تيت من المدينة على بريد أو نحوه ثم خرج من الليل حتى أتى بني النضير تحت الليل فأتى حيي بن أخطب فضرب عليه بابه فأبى أن يفتح له وخافه فأبى فانصرف إلى سلام بن مشكم وكان سيد النضير في زمانه ذلك وصاحب كنزهم فاستأذن عليه فأذن له فقراه وسقاه وبطن له خبر الناس ثم خرج في عقب ليلته حتى جاء أصحابه فبعث رجالا من قريش إلى المدينة فأتوا ناحية منها يقال لها العريض فحرقوا في أصوار من نخل لها ووجدوا رجلا من الأنصار وحليفا له في حرث لهما فقتلوهما ثم انصرفوا راجعين ونذر بهم الناس فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم حتى بلغ قرقرة الكدر ثم انصرف راجعا وقد فاته أبو سفيان وأصحابه وقد رأوا من مزاود القوم ما قد طرحوه في الحرث يتخففون منه للنجاة فقال المسلمون حين رجع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنطمع أن تكون لنا غزوة قال نعم وقد كان أبو سفيان قال وهو يتجهز خارجا من مكة إلى المدينة أبياتا من شعر يحرض قريشا كروا على يثرب وجمعهم فإن ما جمعوا لكم نفل إن يك يوم القليب كان لهم فإن ما بعده لكم دول آليت لا أقرب النساء ولا يمس رأسي وجلدي الغسل حتى تبيروا قبائل الأوس و الخزرج إن الفؤاد مشتعل فأجابه كعب بن مالك تلهف أم المسبحين على جيش ابن حرب بالحرة الفشل إذ يطرحون الرجال من سئم الطير ترقى لقنة الجبل § جاءوا بجمع لو قيس مبركه ما كان الا كمفحص الدئل عار من النصر والثراء ومن أبطال أهل البطحاء والأسل.


ثم دخلت السنه الثالثه من الهجره *

غزوه ذي امر *
TBRBV02P487D

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة السويق أقام بالمدينة بقية ذي الحجة والمحرم أو قريبا منه ثم غزا نجدا يريد غطفان وهي غزوة ذي أمر فأقام بنجد صفرا كله أو قريبا من ذلك ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا فلبث بها شهر ربيع الأول كله إلا قليلا منه ثم غزا يريد قريشا وبني سليم حتى بلغ بحران معدنا بالحجاز من ناحية الفرع فأقام بها شهر ربيع الآخر وجمادى الأولى ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا.


TBRBV02P487E

وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال كان من حديث ابن الأشرف أنه لما أصيب أصحاب بدر وقدم زيد بن حارثة إلى أهل السافلة وعبد الله بن رواحة إلى أهل العالية بشيرين بعثهما رسول الله ص إلى من بالمدينة من المسلمين بفتح الله عز وجل عليه وقتل من قتل من المشركين.


TBRBV02P487F

كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن المغيث ابن أبي بردة بن أسير الظفري وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وعاصم بن عمر بن قتادة وصالح بن أبي أمامة بن سهل قال كل § قد حدثني بعض حديثه قال قال كعب بن الأشرف وكان رجلا من طيئ ثم أحد بني نبهان وكانت أمه من بني النضير فقال حين بلغه الخبر ويلكم أحق هذا أترون أن محمدا قتل هؤلاء الذين يسمي هذان الرجلان يعني زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحه وهؤلاء اشراف العرب وملوك الناس والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير لنا من ظهرها فلما تيقن عدو الله الخبر خرج حتى قدم مكة فنزل على المطلب بن أبي وداعة بن ضبيرة السهمي وعنده عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس فأنزلته وأكرمته وجعل يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وينشد الأشعار ويبكي على أصحاب القليب الذين أصيبوا ببدر من قريش ثم رجع كعب بن الأشرف إلى المدينة فشبب بأم الفضل بنت الحارث فقال أراحل أنت لم تحلل بمنقبة وتارك أنت أم الفضل بالحرم صفراء رادعة لو تعصر انعصرت من ذي القوارير والحناء والكتم يرتج ما بين كعبيها ومرفقها إذا تاتت قياما ثم لم تقم أشباه أم حكيم إذ تواصلنا والحبل منها متين غير منجذم إحدى بني عامر جن الفؤاد بها ولو تشاء شفت كعبا من السقم فرع النساء وفرع القوم والدها أهل التحلة والإيفاء بالذمم لم أر شمسا بليل قبلها طلعت حتى تجلت لنا في ليلة الظلم ثم شبب بنساء من نساء المسلمين حتى آذاهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم.


TBRBV02P488B

كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن المغيث بن أبي بردة من لي من ابن الأشرف § قال فقال محمد بن مسلمة أخو بني عبد الأشهل أنا لك به يا رسول الله أنا أقتله قال فافعل إن قدرت على ذلك فرجع محمد بن مسلمة فمكث ثلاثا لا يأكل ولا يشرب إلا ما يعلق به نفسه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه فقال له لم تركت الطعام والشراب قال يا رسول الله قلت قولا لا أدري أفي به أم لا قال إنما عليك الجهد قال يا رسول الله إنه لا بد لنا من أن نقول قال قولوا ما بدا لكم فأنتم في حل من ذلك قال فاجتمع في قتله محمد بن مسلمه وسلكان بن سلامة بن وقش وهو أبو نائلة أحد بني عبد الأشهل وكان أخا كعب من الرضاعه وعباد ابن بشر بن وقش أحد بني عبد الأشهل والحارث بن أوس بن معاذ أحد بني عبد الأشهل وأبو عبس بن جبر أخو بني حارثة ثم قدموا إلى ابن الأشرف قبل ان يأتوه سلكان بن سلامة أبا نائلة فجاءه فتحدث معه ساعة وتناشدا شعرا وكان أبو نائلة يقول الشعر ثم قال ويحك يا بن الأشرف إني قد جئتك لحاجة أريد ذكرها لك فاكتم علي قال أفعل قال كان قدوم هذا الرجل بلاء علينا عادتنا العرب ورمونا عن قوس واحده وقطعت عنا السبل حتى ضاع العيال وجهدت الأنفس وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا فقال كعب أنا ابن الأشرف أما والله لقد كنت اخبرتك يا بن سلامة أن الأمر سيصير إلى ما كنت أقول فقال سلكان إني قد أردت أن تبيعنا طعاما ونرهنك ونوثق لك وتحسن في ذلك قال ترهنونني أبناءكم فقال لقد أردت أن تفضحنا إن معي أصحابا لي على مثل رأيي وقد أردت أن آتيك بهم فتبيعهم وتحسن في ذلك ونرهنك من الحلقة ما فيه لك وفاء واراد سلكان الا ينكر السلاح إذا جاءوا بها فقال إن في الحلقه الوفاء قال فرجع سلكان إلى § أصحابه فأخبرهم خبره وأمرهم أن يأخذوا السلاح فينطلقوا فيجتمعوا إليه فاجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.


TBRBV02P490B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال فحدثني ثور بن زيد الديلي عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد ثم وجههم وقال انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته في ليلة مقمرة فأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه فهتف به أبو نائلة وكان حديث عهد بعرس فوثب في ملحفته فأخذت امرأته بناحيتها وقالت إنك امرؤ محارب وإن صاحب الحرب لا ينزل في مثل هذه الساعة قال إنه أبو نائلة لو وجدني نائما لما أيقظني قالت والله إني لأعرف في صوته الشر قال يقول لها كعب لو دعي الفتى لطعنة أجاب فنزل فتحدث معهم ساعة وتحدثوا معه ثم قالوا له هل لك يا بن الأشرف أن نتماشى إلى شعب العجوز فنتحدث به بقية ليلتنا هذه قال إن شئتم فخرجوا يتماشون فمشوا ساعة ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأسه ثم شم يده فقال ما رأيت كالليلة طيب عطر قط ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها حتى اطمأن ثم مشى ساعة فعاد لمثلها فأخذ بفودى رأسه ثم قال اضربوا عدو الله فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئا قال محمد بن مسلمة فذكرت مغولا في سيفي حين رأيت أسيافنا لا تغني شيئا فأخذته وقد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن إلا أوقدت عليه نار قال فوضعته في ثندؤته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته ووقع عدو الله وقد أصيب الحارث بن أوس بن معاذ بجرح في رأسه أو رجله أصابه بعض أسيافنا § قال فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد ثم على بني قريظة ثم على بعاث حتى أسندنا في حرة العريض وقد أبطأ علينا صاحبنا الحارث بن أوس ونزفه الدم فوقفنا له ساعة ثم أتانا يتبع آثارنا قال فاحتملناه فجئنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الليل وهو قائم يصلي فسلمنا عليه فخرج إلينا فأخبرناه بقتل عدو الله وتفل على جرح صاحبنا ورجعنا إلى أهلنا فأصبحنا وقد خافت يهود بوقعتنا بعدو الله فليس بها يهودي إلا وهو يخاف على نفسه قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه فوثب محيصة بن مسعود على ابن سنينة رجل من تجار يهود كان يلابسهم ويبايعهم فقتله وكان حويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم وكان أسن من محيصة فلما قتله جعل حويصة يضربه ويقول أي عدو الله قتلته أما والله لرب شحم في بطنك من ماله قال محيصة فقلت له والله لو أمرني بقتلك من أمرني بقتله لضربت عنقك قال فو الله إن كان لأول إسلام حويصة وقال لو أمرك محمد بقتلي لقتلتني قال نعم والله لو أمرني بقتلك لضربت عنقك قال والله إن دينا بلغ بك هذا لعجب فأسلم حويصة.


TBRBV02P491B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني هذا الحديث مولى لبني حارثة عن ابنة محيصة عن أبيها.


غزوة القردة *
TBRBV02P492D

قال أبو جعفر وكان من أمرها ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال سرية زيد بن حارثة التي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها حين أصاب عير قريش فيها أبو سفيان بن حرب على القردة ماء من مياه نجد قال وكان من حديثها أن قريشا قد كانت خافت طريقها التي كانت تسلك إلى الشام حين كان من وقعة بدر ما كان فسلكوا طريق العراق فخرج منهم تجار فيهم أبو سفيان بن حرب ومعه فضة كثيرة وهي عظم تجارتهم واستأجروا رجلا من بكر بن وائل يقال له فرات بن حيان يدلهم على ذلك الطريق وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فلقيهم على ذلك الماء فأصاب تلك العير وما فيها وأعجزه الرجال فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم.


مقتل أبي رافع اليهودي *
TBRBV02P495B

وأما ابن إسحاق فإنه قص من قصة هذه السرية ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه كان سلام بن أبي الحقيق وهو أبو رافع ممن كان حزب الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الأوس قبل أحد قتلت كعب بن الأشرف في عداوته رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحريضه عليه فاستأذنت الخزرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل سلام بن أبي الحقيق وهو بخيبر فأذن لهم.


TBRBV02P495C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك قال كان مما صنع الله به لرسوله أن هذين الحيين من الأنصار الأوس والخزرج كانا يتصاولان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تصاول الفحلين لا تصنع الأوس شيئا فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غناء إلا قالت الخزرج والله لا يذهبون بهذه فضلا علينا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام فلا ينتهون حتى يوقعوا مثلها قال وإذا فعلت الخزرج شيئا قالت الأوس مثل ذلك فلما أصابت الأوس § كعب بن الأشرف في عداوته لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الخزرج لا يذهبون بها فضلا علينا أبدا قال فتذاكروا من رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في العداوة كابن الأشرف فذكروا ابن أبي الحقيق وهو بخيبر فاستأذنوا رسول الله ص في قتله فأذن لهم فخرج إليه من الخزرج ثم من بني سلمة خمسة نفر عبد الله بن عتيك ومسعود بن سنان وعبد الله بن أنيس وأبو قتادة الحارث بن ربعي وخزاعي بن الأسود حليف لهم من أسلم فخرجوا وأمر عليهم رسول الله ص عبد الله بن عتيك ونهاهم أن يقتلوا وليدا أو امرأة فخرجوا حتى قدموا خيبر فأتوا دار ابن أبي الحقيق ليلا فلم يدعوا بيتا في الدار إلا أغلقوه من خلفهم على أهله وكان في علية له إليها عجلة رومية فأسندوا فيها حتى قاموا على بابه فاستأذنوا فخرجت إليهم امرأته فقالت من أنتم فقالوا نفر من العرب نلتمس الميرة قالت ذاك صاحبكم فادخلوا عليه فلما دخلنا أغلقنا عليها وعلينا وعليه باب الحجرة وتخوفنا أن تكون دونه مجاولة تحول بيننا وبينه قال فصاحت امرأته ونوهت بنا وابتدرناه وهو على فراشه بأسيافنا والله ما يدلنا عليه في سواد الليل إلا بياضه كأنه قبطية ملقاة قال ولما صاحت بنا امرأته جعل الرجل منا يرفع عليها السيف ثم يذكر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكف يده ولولا ذاك فرغنا منها بليل فلما ضربناه بأسيافنا تحامل عليه عبد الله بن أنيس بسيفه في بطنه حتى أنفذه وهو يقول قطني قطني قال ثم خرجنا وكان عبد الله بن عتيك سيئ البصر فوقع من الدرجة فوثئت رجله وثئا شديدا واحتملناه حتى نأتي به منهرا من عيونهم فندخل فيه قال وأوقدوا النيران واشتدوا في كل وجه يطلبوننا حتى إذا § يئسوا رجعوا إلى صاحبهم فاكتنفوه وهو يقضي بينهم قال فقلنا كيف لنا بأن نعلم أن عدو الله قد مات فقال رجل منا أنا أذهب فأنظر لكم فانطلق حتى دخل في الناس قال فوجدته ورجال يهود عنده وامرأته في يدها المصباح تنظر في وجهه ثم قالت تحدثهم وتقول أما والله لقد عرفت صوت ابن عتيك ثم أكذبت فقلت أنى ابن عتيك بهذه البلاد ثم أقبلت عليه لتنظر في وجهه ثم قالت فاظ والله يهود قال يقول صاحبنا فما سمعت من كلمة كانت ألذ إلى نفسي منها ثم جاءنا فأخبرنا الخبر فاحتملنا صاحبنا فقدمنا على رسول الله ص وأخبرناه بقتل عدو الله واختلفنا عنده في قتله وكلنا يدعيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتوا أسيافكم فجئناه بها فنظر إليها فقال لسيف عبد الله بن أنيس هذا قتله ارى فيه اثر الطعام فقال حسان بن ثابت وهو يذكر قتل كعب بن الأشرف وسلام ابن ابى الحقيق لله در عصابه لاقيتهم يا بن الحقيق وأنت يا بن الأشرف يسرون بالبيض الخفاف إليكم مرحا كأسد في عرين مغرف حتى أتوكم في محل بلادكم فسقوكم حتفا ببيض ذفف مستبصرين لنصر دين نبيهم مستضعفين لكل أمر مجحف.


غزوة أحد *
TBRBV02P499E

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال وحدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب § الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين ابن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم من علمائنا كلهم قد حدث ببعض هذا الحديث عن يوم أحد وقد اجتمع حديثهم كلهم فيما سقت من الحديث عن يوم أحد قالوا لما أصيبت قريش أو من قاله منهم يوم بدر من كفار قريش من أصحاب القليب فرجع فلهم إلى مكة ورجع أبو سفيان بن حرب بعيره مشى عبد الله بن أبي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية في رجال من قريش ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة فقالوا يا معشر قريش إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا أن ندرك منه ثأرا بمن أصيب منا ففعلوا فاجتمعت قريش لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فعل ذلك أبو سفيان وأصحاب العير بأحابيشها ومن أطاعها من قبائل كنانة وأهل تهامة وكل أولئك قد استعووا على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو عزة عمرو بن عبد الله الجمحى قد من عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وكان فقيرا ذا بنات وكان في الأسارى فقال يا رسول الله إني فقير ذو عيال وحاجة قد عرفتها فامنن علي صلى الله عليك فمن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صفوان § ابن أمية يا أبا عزة إنك امرؤ شاعر فأعنا بلسانك فاخرج معنا فقال إن محمدا قد من علي فلا أريد أن أظاهر عليه فقال بلى فأعنا بنفسك فلك الله إن رجعت أن أغنيك وإن أصبت أن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهن ما أصابهن من عسر ويسر فخرج أبو عزة يسير في تهامة ويدعو بني كنانة وخرج مسافع بن عبد مناف بن وهب بن حذافة بن جمح إلى بني مالك بن كنانة يحرضهم ويدعوهم الى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا جبير بن مطعم غلاما له يقال له وحشي كان حبشيا يقذف بحربة له قذف الحبشة قلما يخطئ بها فقال له اخرج مع الناس فإن أنت قتلت عم محمد بعمي طعيمة بن عدي فأنت عتيق فخرجت قريش بحدها وجدها وأحابيشها ومن معها من بني كنانة وأهل تهامة وخرجوا معهم بالظعن التماس الحفيظة ولئلا يفروا فخرج أبو سفيان بن حرب وهو قائد الناس معه هند بنت عتبة ابن ربيعة وخرج عكرمة بن أبي جهل بن هشام بن المغيرة بأم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة وخرج الحارث بن هشام بن المغيرة بفاطمة بنت الوليد بن المغيرة وخرج صفوان بن أمية بن خلف ببرزة قال أبو جعفر وقيل ببرة بنت مسعود بن عمرو بن عمير الثقفية وهي أم عبد الله ابن صفوان وخرج عمرو بن العاص بن وائل بريطة بنت منبه بن الحجاج وهي أم عبد الله بن عمرو بن العاص وخرج طلحة بن أبي طلحة وأبو طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بسلافة بنت سعد بن شهيد وهي أم بني طلحة مسافع والجلاس وكلاب قتلوا يومئذ وأبوهم وخرجت خناس بنت مالك بن المضرب احدى نساء بنى مالك ابن حسل مع ابنها أبي عزيز بن عمير وهي أم مصعب بن عمير § وخرجت عمره بنت علقمه احدى نساء بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة وكانت هند بنت عتبة بن ربيعة كلما مرت بوحشي أو مر بها قالت إيه أبا دسمة اشف واشتف وكان وحشي يكنى أبا دسمة فأقبلوا حتى نزلوا بعينين بجبل ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي مما يلي المدينة فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون قد نزلوا حيث نزلوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين إني قد رأيت بقرا فأولتها خيرا ورأيت في ذباب سيفي ثلما ورأيت أني ادخلت يدي في درع حصنيه فأولتها المدينة فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا فإن أقاموا أقاموا بشر مقام وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها ونزلت قريش منزلها من أحد يوم الأربعاء فأقاموا به ذلك اليوم ويوم الخميس ويوم الجمعه وراح رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الجمعة فأصبح بالشعب من أحد فالتقوا يوم السبت للنصف من شوال وكان رأي عبد الله بن أبي ابن سلول مع راى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى راى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ألا يخرج إليهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الخروج من المدينة فقال رجال من المسلمين ممن أكرم الله بالشهادة يوم أحد وغيرهم ممن كان فاته بدر وحضوره يا رسول الله اخرج بنا إلى أعدائنا لا يرون أنا جبنا عنهم وضعفنا فقال عبد الله بن ابى بن سلول يا رسول الله أقم بالمدينة ولا تخرج اليهم فو الله ما خرجنا منها إلى عدو لنا قط إلا أصاب منا ولا دخلها علينا إلا أصبنا منه فدعهم يا رسول الله فإن أقاموا أقاموا بشر مجلس وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجوههم ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم § وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا فلم يزل الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان من أمرهم حب لقاء القوم حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبس لأمته وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة وقد مات في ذلك اليوم رجل من الأنصار يقال له مالك بن عمرو أحد بني النجار فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج عليهم وقد ندم الناس وقالوا استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن ذلك لنا.

TBJXV06P008A

حدثكم ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال ثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم من علمائنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم راح حين صلى الجمعة إلى أحد دخل فلبس لأمته وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة وقد مات في ذلك اليوم رجل من الأنصار فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج عليهم وقال ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان خروجه للقوم كان رواحا فلم يكن تبوئته للمؤمنين مقاعدهم للقتال عند خروجه بل كان ذلك قبل خروجه لقتال عدوه وذلك أن المشركين نزلوا منزلهم من أحد فيما بلغنا يوم الأربعاء فأقاموا به ذلك اليوم ويوم الخميس ويوم الجمعة حتى راح رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم يوم الجمعة بعد ما صلى بأصحابه الجمعة فأصبح بالشعب من أحد يوم السبت للنصف من شوال.

TBJXV06P008B

حدثنا بذلك ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ثني محمد بن مسلم الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن وغيرهم § فإن قال وكيف كانت تبوئته المؤمنين مقاعد للقتال غدوا قبل خروجه وقد علمت أن التبوئة اتخاذ الموضع قيل كانت تبوئته إياهم ذلك قبل مناهضته عدوه عند مشورته على أصحابه بالرأي الذي رآه لهم بيوم أو يومين وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع بنزول المشركين من قريش وأتباعها أحدا.

COMMENT

TBRBV02P504B

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال قالوا لما خرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله استكرهناك ولم يكن ذلك لنا فإن شئت فاقعد صلى الله عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل فخرج رسول الله في ألف رجل من أصحابه حتى إذا كانوا بالشوط بين أحد والمدينة انخزل عنه عبد الله بن ابى بن سلول بثلث الناس فقال أطاعهم فخرج وعصاني والله ما ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس فرجع بمن اتبعه من الناس من قومه من أهل النفاق وأهل الريب واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام أخو بني سلمة يقول يا قوم أذكركم الله ان تخذلوا نبيكم وقومكم عند ما حضر من عدوهم قالوا لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم ولكنا لا نرى أن يكون قتال فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف عنه قال أبعدكم الله أعداء الله فسيغني الله عنكم.


TBRBV02P506B

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سلك في حرة بني حارثة فذب فرس بذنبه فأصاب كلاب سيف فاستله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحب الفأل ولا يعتاف لصاحب السيف شم سيفك فإني أرى السيوف ستسل اليوم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه من رجل يخرج بنا على القوم من كثب من طريق لا يمر بنا عليهم فقال أبو حثمة أخو بني حارثة بن الحارث أنا يا رسول الله فقدمه فنفذ به في حرة بني حارثة وبين أموالهم حتى سلك به في مال المربع بن قيظي وكان رجلا منافقا ضرير البصر فلما سمع حس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين قام يحثي في وجوههم التراب ويقول إن كنت رسول الله فإني لا أحل لك أن تدخل حائطي قال وقد ذكر لي أنه أخذ حفنة من تراب في يده ثم قال لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك يا محمد لضربت بها وجهك فابتدره القوم ليقتلوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفعلوا فهذا الأعمى البصر الأعمى القلب وقد بدر إليه سعد بن زيد أخو بني عبد الأشهل حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه § فضربه بالقوس في رأسه فشجه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجهه حتى نزل الشعب من أحد في عدوة الوادي إلى الجبل فجعل ظهره وعسكره إلى أحد وقال لا يقاتلن أحد حتى نأمره بالقتال وقد سرحت قريش الظهر والكراع في زروع كانت بالصمغة من قناة للمسلمين فقال رجل من المسلمين حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القتال أترعى زروع بني قيلة ولما نضارب وتعبا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال وهو في سبعمائة رجل وتعبأت قريش وهم ثلاثة آلاف رجل ومعهم مائتا فرس قد جنبوها فجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد وعلى ميسرتها عكرمة بن أبي جهل وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة عبد الله بن جبير أخا بني عمرو بن عوف وهو يومئذ معلم بثياب بيض والرماة خمسون رجلا وقال انضح عنا الخيل بالنبل لا يأتونا من خلفنا إن كانت لنا أو علينا فاثبت مكانك لا نؤتين من قبلك وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين درعين.


TBRBV02P511B

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأخذ هذا السيف بحقه فقام إليه رجال فأمسكه عنهم حتى قام إليه أبو دجانة سماك بن خرشة أخو بني ساعدة فقال وما حقه يا رسول الله قال أن تضرب به في العدو حتى ينحني فقال أنا آخذه بحقه يا رسول الله فأعطاه إياه وكان أبو دجانة رجلا شجاعا يختال عند الحرب إذا كانت وكان إذا أعلم بعصابة له حمراء يعصبها على رأسه علم الناس أنه سيقاتل فلما أخذ السيف من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ عصابته تلك فعصب بها رأسه ثم جعل يتبختر بين الصفين.


TBRBV02P511C

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني جعفر بن عبد الله بن أسلم مولى عمر بن الخطاب عن رجل من الأنصار من بني سلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى أبا دجانة يتبختر إنها لمشية يبغضها الله عز وجل إلا في هذا الموطن وقد أرسل أبو سفيان رسولا فقال يا معشر الأوس والخزرج خلوا بيننا وبين ابن عمنا ننصرف عنكم فإنه لا حاجة لنا بقتالكم فردوه بما يكره.


TBRBV02P511D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة أن أبا عامر عبد عمرو بن صيفي بن مالك بن النعمان بن أمة أحد بني ضبيعة وقد كان خرج إلى مكة مباعدا § لرسول الله صلى الله عليه وسلم معه خمسون غلاما من الأوس منهم عثمان ابن حنيف وبعض الناس يقول كانوا خمسة عشر فكان يعد قريشا أن لو قد لقي محمدا لم يختلف عليه منهم رجلان فلما التقى الناس كان أول من لقيهم أبو عامر في الأحابيش وعبدان أهل مكة فنادى يا معشر الأوس أنا أبو عامر قالوا فلا أنعم الله بك عينا يا فاسق وكان أبو عامر يسمى في الجاهلية الراهب فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاسق فلما سمع ردهم عليه قال لقد أصاب قومي بعدي شر ثم قاتلهم قتالا شديدا ثم ارضخهم بالحجارة وقد قال أبو سفيان لأصحاب اللواء من بني عبد الدار يحرضهم بذلك على القتال يا بني عبد الدار إنكم وليتم لواءنا يوم بدر فأصابنا ما قد رأيتم وإنما يؤتى الناس من قبل راياتهم إذا زالت زالوا فإما أن تكفونا لواءنا وإما أن تخلوا بيننا وبينه فسنكفيكموه فهموا به وتواعدوه وقالوا نحن نسلم إليك لواءنا ستعلم غدا إذا التقينا كيف نصنع وذلك الذي أراد أبو سفيان فلما التقى الناس ودنا بعضهم من بعض قامت هند بنت عتبة في النسوة اللواتي معها وأخذن الدفوف يضربن خلف الرجال ويحرضنهم فقالت هند فيما تقول إن تقبلوا نعانق ونفرش النمارق أو تدبروا نفارق فراق غير وامق وتقول ويها بني عبد الدار ويها حماة الأدبار ضربا بكل بتار § واقتتل الناس حتى حميت الحرب وقاتل أبو دجانة حتى أمعن في الناس وحمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب في رجال من المسلمين فأنزل الله عز وجل نصره وصدقهم وعده فحسوهم بالسيوف حتى كشفوهم وكانت الهزيمة لا شك فيها.


TBRBV02P513B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده قال قال الزبير والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوارب ما دون اخذهن قليل كثير إذ مالت الرماة إلى العسكر حين كشفنا القوم عنه يريدون النهب وخلوا ظهورنا للخيل فأتينا من أدبارنا وصرخ صارخ ألا إن محمدا قد قتل فانكفأنا وانكفأ علينا القوم بعد أن أصبنا أصحاب اللواء حتى ما يدنو منه أحد من القوم.

TBJXV06P132A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده قال قال الزبير والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم § هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوازم ما دون إحداهن قليل ولا كثير إذ مالت الرماة إلى العسكر حين كشفنا القوم عنه يريدون النهب وخلوا ظهورنا للخيل فأتينا من أدبارنا وصرخ صارخ ألا إن محمدا قد قتل فانكفأنا وأنكفأ علينا القوم بعد أن هزمنا أصحاب اللواء حتى ما يدنو منه أحد من القوم.

TBRBV02P513C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم أن اللواء لم يزل صريعا حتى أخذته سمره بنت علقمة الحارثية فرفعته لقريش فلاثوا به وكان اللواء مع صواب غلام لبني أبي طلحة حبشي وكان آخر من أخذه منهم فقاتل حتى قطعت يداه ثم برك عليه فأخذ اللواء بصدره وعنقه حتى قتل عليه وهو يقول اللهم هل أعذرت فقال حسان بن ثابت في قطع يد صواب حين تقاذفوا بالشعر فخرتم باللواء وشر فخر لواء حين رد إلى صواب جعلتم فخركم فيها لعبد من الأم من وطي عفر التراب § ظننتم والسفيه له ظنون وما إن ذاك من أمر الصواب بأن جلادنا يوم التقينا بمكة بيعكم حمر العياب أقر العين أن عصبت يداه وما إن تعصبان على خضاب.


TBRBV02P515C

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن محمود بن عمرو بن يزيد بن السكن قال فقام زياد بن السكن في نفر خمسة من الأنصار وبعض الناس يقول إنما هو عمارة بن زياد ابن السكن فقاتلوا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا ثم رجلا يقتلون دونه حتى كان آخرهم زياد أو عمارة بن زياد بن السكن فقاتل حتى أثبتته الجراحة ثم فاءت من المسلمين فئة حتى أجهضوهم عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادنوه منى فادنوه منه فوسده قدمه فمات وخده على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وترس دون § رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو دجانة بنفسه يقع النبل في ظهره وهو منحن عليه حتى كثرت فيه النبل ورمى سعد بن أبي وقاص دون رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد فلقد رأيته يناولني ويقول ارم فداك أبي وأمي حتى إنه ليناولني السهم ما فيه نصل فيقول ارم به.


TBRBV02P516B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها فأخذها قتادة بن النعمان فكانت عنده وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته.


TBRBV02P516C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردها بيده فكانت أحسن عينيه وأحدهما.


TBRBV02P517B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخو بني عدي بن النجار قال انتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم فقال ما يجلسكم قالوا قتل محمد رسول الله قال فما تصنعون بالحياه بعده قوموا فموتوا كراما على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل وبه سمي أنس بن مالك.


TBRBV02P517C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال لقد وجدنا بأنس بن § النضر يومئذ سبعين ضربة وطعنة فما عرفه إلا أخته عرفته بحسن بنانه.


TBRBV02P518B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال كان أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهزيمة وقول الناس قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثني ابن شهاب الزهري كعب بن مالك أخو بني سلمة قال عرفت عينيه تزهران تحت المغفر فناديت بأعلى صوتي يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشار الى رسول الله ص أن أنصت فلما عرف المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم نهضوا به ونهض نحو الشعب معه علي بن أبي طالب وأبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام والحارث بن الصمة في رهط من المسلمين فلما أسند رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب أدركه أبي بن خلف وهو يقول أين محمد لا نجوت إن نجوت فقال القوم يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا قال دعوه فلما دنا تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة قال يقول بعض الناس فيما ذكر لي فلما أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم انتفض بها انتفاضة تطايرنا عنه تطاير الشعراء عن ظهر البعير إذا انتفض بها ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ منها عن فرسه مرارا وكان أبي بن خلف.


TBRBV02P518D

كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فيقول يا محمد إن عندي العود أعلفه كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليه فيقول § رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنا أقتلك إن شاء الله فلما رجع إلى قريش وقد خدشه في عنقه خدشا غير كبير فاحتقن الدم قال قتلني والله محمد قالوا ذهب والله فؤادك والله إن بك بأس قال إنه قد كان بمكة قال لي انا اقتلك فو الله لو بصق علي لقتلني فمات عدو الله بسرف وهم قافلون به إلى مكة قال فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فم الشعب خرج علي بن أبي طالب حتى ملأ درقته من المهراس ثم جاء به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشرب منه فوجد له ريحا فعافه ولم يشرب منه وغسل عن وجهه الدم وصب على رأسه وهو يقول اشتد غضب الله على من دمى وجه نبيه.


TBRBV02P519B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني صالح بن كيسان عمن حدثه عن سعد بن أبي وقاص أنه كان يقول والله ما حرصت على قتل رجل قط ما حرصت على قتل عتبة بن أبي وقاص وإن كان ما علمت لسيئ الخلق مبغضا في قومه ولقد كفاني منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد غضب الله على من دمى وجه رسول الله.


TBRBV02P521B

قال أبو جعفر وأما ابن إسحاق فإنه قال فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب ومعه أولئك النفر من أصحابه إذ علت عالية من قريش الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إنه لا ينبغي لهم أن يعلونا فقاتل عمر بن الخطاب ورهط معه من المهاجرين حتى أهبطوهم عن الجبل ونهض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صخرة من الجبل ليعلوها وقد كان بدن رسول § الله ص وظاهر بين درعين فلما ذهب لينهض لم يستطع فجلس تحته طلحة بن عبيد الله فنهض حتى استوى عليها.


TBRBV02P522B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن الزبير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يومئذ أوجب طلحة حين صنع برسول الله ما صنع.


TBRBV02P524B

وقد وقفت هند بنت عتبة فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني صالح بن كيسان والنسوة اللاتي معها يمثلن بالقتلى من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجدعن الآذان والأنوف حتى اتخذت هند من آذان الرجال وآنفهم خدما وقلائد وأعطت خدمها وقلائدها وقرطتها وحشيا غلام جبير بن مطعم وبقرت عن كبد حمزة § فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها ثم علت على صخرة مشرفة فصرخت بأعلى صوتها بما قالت من الشعر حين ظفروا بما أصابوا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.


TBRBV02P525B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني صالح بن كيسان أنه حدث أن عمر بن الخطاب قال لحسان يا بن الفريعة لو سمعت ما تقول هند ورأيت أشرها قائمة على صخرة ترتجز بنا وتذكر ما صنعت بحمزة فقال له حسان والله إني لأنظر إلى الحربة تهوي وأنا على رأس فارع يعني أطمة فقلت والله إن هذه لسلاح ما هي بسلاح العرب وكأنها إنما تهوي إلى حمزة ولا أدري أسمعني بعض قولها أكفيكموها قال فأنشده عمر بعض ما قالت فقال حسان يهجو هندا أشرت لكاع وكان عادتها لؤما إذا أشرت مع الكفر لعن الإله وزوجها معها هند الهنود عظيمة البظر أخرجت مرقصة إلى أحد في القوم مقتبة على بكر بكر ثفال لا حراك به لا عن معاتبة ولا زجر وعصاك إستك تتقين بها دقي العجاية هند بالفهر قرحت عجيزتها ومشرجها من دأبها نصا على القتر § ظلت تداويها زميلتها بالماء تنضحه وبالسدر أخرجت ثائرة مبادرة بأبيك وابنك يوم ذي بدر وبعمك المستوه في ردع وأخيك منعفرين في الجفر ونسيت فاحشة أتيت بها يا هند ويحك سبة الدهر فرجعت صاغرة بلا ترة منا ظفرت بها ولا نصر زعم الولائد أنها ولدت ولدا صغيرا كان من عهر.


TBRBV02P527B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال في حديثه لما أجاب عمر أبا سفيان قال له أبو سفيان هلم يا عمر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إيته فانظر ما شأنه فجاءه فقال له أبو سفيان أنشدك الله يا عمر أقتلنا محمدا فقال عمر اللهم لا وإنه ليسمع كلامك الآن فقال أنت أصدق عندي من ابن قميئة وأبر لقول ابن قميئة لهم إني قتلت محمدا ثم نادى أبو سفيان فقال إنه قد كان في قتلاكم مثل والله ما رضيت ولا سخطت ولا نهيت ولا أمرت وقد كان الحليس بن زبان أخو بني الحارث بن عبد مناة وهو يومئذ سيد الأحابيش قد مر بأبي سفيان بن حرب وهو يضرب في شدق حمزة بزج الرمح وهو يقول ذق عقق فقال الحليس يا بني كنانة هذا سيد قريش يصنع بابن عمه كما ترون لحما فقال اكتمها فإنها كانت زلة فلما انصرف أبو سفيان ومن معه نادى إن موعدكم بدر للعام المقبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه قل نعم هي بيننا وبينك موعد ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن ابى طالب ع فقال اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون وماذا يريدون فإن كانوا قد اجتنبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فهم يريدون المدينة فو الذى نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها ثم لأناجزنهم قال علي فخرجت في آثارهم أنظر ماذا § يصنعون فلما اجتنبوا الخيل وامتطوا الإبل توجهوا الى مكة وقد كان رسول الله ص قال أي ذلك كان فأخفه حتى تأتيني قال على ع فلما رأيتهم قد توجهوا إلى مكة أقبلت أصيح ما أستطيع أن أكتم الذي أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بي من الفرح إذ رأيتهم انصرفوا إلى مكة عن المدينة وفرغ الناس لقتلاهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.


TBRBV02P528B

كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني أخي بني النجار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع وسعد أخو بني الحارث بن الخزرج أفي الأحياء هو أم في الأموات فقال رجل من الأنصار أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل فنظر فوجده جريحا في القتلى به رمق قال فقلت له ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر له أفي الأحياء أنت أم في الأموات قال فأنا في الأموات أبلغ رسول الله عني السلام وقل له ان سعد ابن الربيع يقول لك جزاك الله خير ما جزي نبي عن أمته وأبلغ عني قومك السلام وقل لهم إن سعد بن الربيع يقول لكم إنه لا عذر لكم عند الله ان خلص الى نبيكم ص وفيكم عين تطرف ثم لم أبرح حتى مات فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته خبره وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني يلتمس حمزة بن عبد المطلب فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به فجدع أنفه وأذناه.


TBRBV02P528C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى بحمزة ما رأى قال لولا أن تحزن صفية أو تكون سنة من بعدي لتركته حتى يكون في أجواف السباع وحواصل الطير ولئن أنا أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم فلما رأى § المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيظه على ما فعل بعمه قالوا والله لئن ظهرنا عليهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط.


TBRBV02P529B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق قال أخبرني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال ابن حميد قال سلمة وحدثني محمد بن إسحاق قال وحدثني الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال إن الله عز وجل أنزل في ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول أصحابه وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين الى آخر السورة فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصبر ونهى عن المثلة.


TBRBV02P529C

قال ابن إسحاق وأقبلت فيما بلغني صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى حمزة وكان أخاها لأبيها وأمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير بن العوام القها فارجعها لا ترى ما بأخيها فلقيها الزبير فقال لها يا أمه ان رسول الله ص يأمرك أن ترجعي فقالت ولم وقد بلغني أنه مثل بأخي وذلك في الله قليل فما أرضانا بما كان من ذلك لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله فلما جاء الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك قال خل سبيلها فأتته فنظرت إليه وصلت عليه واسترجعت واستغفرت له ثم امر رسول الله صلى الله عليه وسلم به فدفن.


TBRBV02P529D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال فحدثني محمد بن إسحاق قال فزعم بعض آل عبد الله بن جحش وكان لأميمة بنت عبد المطلب خاله حمزة وكان قد مثل به كما مثل بحمزة الا انه § لم يبقر عن كبده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفنه مع حمزة في قبره ولم أسمع ذلك إلا عن أهله.


TBRBV02P530B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني عاصم بن قتادة عن محمود بن لبيد قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد وقع حسيل بن جابر وهو اليمان أبو حذيفة بن اليمان وثابت بن وقش بن زعوراء في الآطام مع النساء والصبيان فقال أحدهما لصاحبه وهما شيخان كبيران لا ابالك ما تنتظر فو الله إن بقي لواحد منا من عمره إلا ظمء حمار إنما نحن هامة اليوم أو غد أفلا نأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله عز وجل يرزقنا شهادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذا أسيافهما ثم خرجا حتى دخلا في الناس ولم يعلم بهما فأما ثابت بن وقش فقتله المشركون وأما حسيل بن جابر اليمان فاختلف عليه أسياف المسلمين فقتلوه ولا يعرفونه فقال حذيفة أبي قالوا والله إن عرفناه وصدقوا قال حذيفة يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين فاراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يديه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين فزادته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا.


TBRBV02P530C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن رجلا منهم كان يدعى حاطب بن أمية بن رافع وكان له ابن يقال له يزيد بن حاطب أصابته جراحة يوم أحد فأتي به إلى دار قومه وهو يموت فاجتمع إليه أهل الدار فجعل المسلمون يقولون من الرجال والنساء ابشر يا بن حاطب بالجنة § قال وكان حاطب شيخا قد عسا في الجاهلية فنجم يومئذ نفاقه فقال بأي شيء تبشرونه أبجنة من حرمل غررتم والله هذا الغلام من نفسه وفجعتموني به.


TBRBV02P531B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة قال كان فينا رجل أتي لا يدرى من أين هو يقال له قزمان فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ذكر له إنه لمن أهل النار فلما كان يوم أحد قاتل قتالا شديدا فقتل هو وحده ثمانية من المشركين أو تسعة وكان شهما شجاعا ذا بأس فأثبتته الجراحة فاحتمل إلى دار بني ظفر قال فجعل رجال من المسلمين يقولون والله لقد أبليت اليوم يا قزمان فأبشر قال بم ابشر فو الله إن قاتلت إلا على أحساب قومي ولولا ذلك ما قاتلت فلما اشتدت عليه جراحته أخذ سهما من كنانته فقطع رواهشه فنزفه الدم فمات فاخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشهد أني رسول الله حقا وكان ممن قتل يوم أحد مخيريق اليهودي وكان احد بنى ثعلبه ابن الفطيون لما كان ذلك اليوم قال يا معشر يهود والله لقد علمتم أن نصر محمد عليكم لحق قالوا إن اليوم يوم السبت فقال لا سبت فأخذ سيفه وعدته وقال إن أصبت فمالي لمحمد يصنع فيه ما شاء ثم غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتل معه حتى قتل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني مخيريق خير يهود.

TBRBV02P531B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن § إسحاق قال وقد احتمل ناس من المسلمين قتلاهم إلى المدينة فدفنوهم بها ثم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال ادفنوهم حيث صرعوا.

TBRBV02P532B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني أبي إسحاق بن يسار عن أشياخ من بني سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ حين أمر بدفن القتلى انظروا عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو بن حرام فإنهما كانا متصافيين في الدنيا فاجعلوهما في قبر واحد قال فلما احتفر معاوية القناة أخرجا وهما ينثنيان كأنما دفنا بالأمس قال ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا إلى المدينة فلقيته حمنة بنت جحش كما ذكر لي فنعي لها أخوها عبد الله بن جحش فاسترجعت واستغفرت له ثم نعي لها خالها حمزة بن عبد المطلب فاسترجعت واستغفرت له ثم نعي لها زوجها مصعب بن عمير فصاحت وولولت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن زوج المرأة منها لبمكان لما رأى من تثبتها عند أخيها وخالها وصياحها على زوجها قال ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدار من دور الأنصار من بني عبد الاشهل وظفر فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم فذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى ثم قال لكن حمزة لا بواكي له فلما رجع سعد بن معاذ وأسيد بن حضير إلى دار بني عبد الأشهل امر نساءهم أن يتحزمن ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.


TBRBV02P532C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني عبد الواحد بن أبي عون عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص § قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد فلما نعوا لها قالت فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا خيرا يا أم فلان هو بحمد الله كما تحبين قالت أرنيه حتى أنظر إليه فأشير لها إليه حتى إذا رأته قالت كل مصيبة بعدك جلل.


غزوه حمراء الأسد *
TBRBV02P534B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني حسين بن عبد الله عن عكرمة قال كان يوم أحد يوم السبت للنصف من شوال فلما كان الغد من يوم أحد وذلك يوم الأحد لست عشرة ليلة خلت من شوال اذن مؤذن رسول الله ص في الناس بطلب العدو وأذن مؤذنه ألا يخرجن معنا أحد إلا من حضر يومنا بالأمس فكلمه جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام فقال يا رسول الله إن أبي كان خلفني على أخوات لي سبع وقال لي يا بني إنه لا ينبغي لي ولا لك أن نترك هؤلاء النسوة لا رجل فيهن ولست بالذي أوثرك بالجهاد مع رسول الله ص على نفسي فتخلف على أخواتك فتخلفت عليهن فاذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج معه وانما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مرهبا للعدو وليبلغهم أنه خرج في طلبهم ليظنوا به قوة وأن الذي أصابهم لم يوهنهم عن عدوهم.


TBRBV02P534C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال فحدثني عبد الله بن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبي السائب مولى عائشة بنت عثمان أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني عبد الأشهل كان شهد أحدا قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأخ لي فرجعنا جريحين فلما أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج في طلب العدو قلت لأخي وقال لي أتفوتنا غزوه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما لنا من دابة نركبها وما منا إلا جريح ثقيل فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت أيسر جرحا منه فكنت إذا غلب حملته عقبة ومشى عقبة حتى § انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى حمراء الأسد وهي من المدينة على ثمانية أميال فأقام بها ثلاثا الاثنين والثلاثاء والأربعاء ثم رجع إلى المدينة.

TBJXV06P240A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال فحدثني عبد الله بن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبي السائب مولى عائشة بنت عثمان أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني عبد الأشهل كان شهد أحدا قال § شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا أنا وأخ لي فرجعنا جريحين فلما أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج في طلب العدو قلت لأخي أو قال لي أتفوتنا غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما لنا من دابة نركبها وما منا إلا جريح ثقيل فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت أيسر جرحا منه فكنت إذا غلب حملته عقبة ومشى عقبة حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى حمراء الأسد وهي من المدينة على ثمانية أميال فأقام بها ثلاثا الاثنين والثلاثاء والأربعاء ثم رجع إلى المدينة.

TBRBV02P535B

وقد مر به فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم معبد الخزاعي وكانت خزاعة مسلمهم ومشركهم عيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتهامة صفقتهم معه لا يخفون عليه شيئا كان بها ومعبد يومئذ مشرك فقال يا محمد أما والله لقد عز علينا ما أصابك في أصحابك ولوددنا أن الله كان أعفاك فيهم ثم خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمراء الأسد حتى لقي أبا سفيان بن حرب ومن معه بالروحاء وقد أجمعوا الرجعة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه وقالوا أصبنا حد أصحابه وقادتهم وأشرافهم ثم رجعنا قبل أن نستأصلهم لنكرن على بقيتهم فلنفرغن منهم فلما رأى أبو سفيان معبدا قال ما وراءك يا معبد قال محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قط يتحرقون عليكم تحرقا قد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم وندموا على ما صنعوا فيهم من الحنق عليكم شيء لم أر مثله قط قال ويلك ما تقول قال والله ما أراك ترتحل حتى ترى نواصي الخيل قال فو الله لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصل بقيتهم قال فانى انهاك عن ذلك فو الله لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيه أبياتا من شعر قال وماذا قلت قال قلت كادت تهد من الأصوات راحلتي إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل § تردي بأسد كرام لا تنابلة عند اللقاء ولا خرق معازيل فظلت عدوا أظن الأرض مائلة لما سموا برئيس غير مخذول فقلت ويل ابن حرب من لقائكم إذا تغطمطت البطحاء بالجيل إني نذير لأهل البسل ضاحية لكل ذي إربة منهم ومعقول من جيش أحمد لا وخش قنابله وليس يوصف ما أنذرت بالقيل قال فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه ومر به ركب من عبد القيس فقال أين تريدون قالوا نريد المدينة قال ولم قالوا نريد الميرة قال فهل أنتم مبلغون عني محمدا رسالة أرسلكم بها إليه وأحمل لكم إبلكم هذه غدا زبيبا بعكاظ إذا وافيتموها قالوا نعم قال فإذا جئتموه فأخبروه أنا قد أجمعنا المسير إليه وإلى أصحابه لنستأصل بقيتهم فمر الركب برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بحمراء الأسد فأخبروه بالذي قال أبو سفيان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه حسبنا الله ونعم الوكيل.


ذكر الأحداث التي كانت في سنة أربع من الهجره *

غزوه الرجيع *
TBRBV02P538E

ما حدثني به ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد رهط من عضل والقارة فقالوا له يا رسول الله إن فينا إسلاما وخيرا فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا في الدين ويقرءوننا القرآن ويعلموننا الشرائع الاسلام فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم نفرا ستة من أصحابه مرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب وخالد بن البكير حليف بني عدي بن كعب وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح أخا بنى عمرو بن عوف وحبيب بن عدى أخا بنى جحجبى بن كلفة بن عمرو بن عوف وزيد بن الدثنة أخا بني بياضة بن عامر وعبد الله بن طارق حليفا لبني ظفر من بلى وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم على القوم مرثد بن أبي مرثد فخرجوا مع القوم حتى إذا كانوا على الرجيع ماء لهذيل بناحية من الحجاز من صدور الهدأة غدروا بهم فاستصرخوا عليهم هذيلا فلم يرع القوم وهم في رحالهم إلا بالرجال في ايديهم السيوف قد غشوهم فأخذوا أسيافهم ليقاتلوا القوم فقالوا لهم إنا والله ما نريد قتلكم ولكنا § نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة ولكم عهد الله وميثاقه ألا نقتلكم فاما مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح فقالوا والله لا نقبل من مشرك عهدا ولا عقدا أبدا فقاتلوهم حتى قتلوهم جميعا وأما زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي وعبد الله بن طارق فلانوا ورقوا ورغبوا في الحياة فأعطوا بأيديهم فأسروهم ثم خرجوا بهم إلى مكة ليبيعوهم بها حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبد الله بن طارق يده من القران ثم أخذ سيفه واستأخر عنه القوم فرموه بالحجارة حتى قتلوه فقبره بالظهران وأما خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة فقدموا بهما مكة فباعوهما فابتاع خبيبا حجير بن أبي إهاب التميمي حليف بني نوفل لعقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل وكان حجير أخا الحارث بن عامر لأمه ليقتله بأبيه وأما زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه أمية بن خلف وقد كانت هذيل حين قتل عاصم بن ثابت قد أرادوا رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد بن شهيد وكانت قد نذرت حين أصاب ابنها يوم أحد لئن قدرت على رأس عاصم لتشربن في قحفه الخمر فمنعته الدبر فلما حالت بينهم وبينه قالوا دعوه حتى يمسي فتذهب عنه فنأخذه فبعث الله الوادي فاحتمل عاصما فذهب به وكان عاصم قد اعطى الله عهدا الا يمسه مشرك أبدا ولا يمس مشركا أبدا تنجسا منه فكان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه أن الدبر منعته عجبا لحفظ الله العبد المؤمن كان عاصم نذر الا يمسه مشرك ولا يمس مشركا أبدا في حياته فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع منه في حياته.


TBRBV02P542B

فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق مع مولى له يقال له نسطاس إلى التنعيم وأخرجه من الحرم ليقتله واجتمع إليه رهط من قريش فيهم أبو سفيان بن حرب فقال له أبو سفيان حين قدم ليقتل أنشدك الله يا زيد أتحب أن محمدا عندنا الآن مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك قال والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنا جالس في أهلي قال يقول أبو سفيان ما رأيت في الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا ثم قتله نسطاس.


ذكر الخبر عن عمرو بن أمية الضمري إذ وجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتل أبي سفيان بن حرب *
TBRBV02P542D

ولما قتل من وجهه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عضل والقارة من أهل الرجيع وبلغ خبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن أمية الضمري إلى مكة مع رجل من الأنصار وأمرهما بقتل أبي سفيان بن حرب فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال حدثني محمد بن إسحاق عن جعفر بن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه عن جده يعني عمرو بن أمية قال قال عمرو بن § اميه بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قتل خبيب وأصحابه وبعث معي رجلا من الأنصار فقال ائتيا أبا سفيان بن حرب فاقتلاه قال فخرجت أنا وصاحبي ومعي بعير لي وليس مع صاحبي بعير وبرجله علة فكنت أحمله على بعيري حتى جئنا بطن يأجج فعقلنا بعيرنا في فناء شعب فأسندنا فيه فقلت لصاحبي انطلق بنا إلى دار أبي سفيان فإني محاول قتله فانظر فإن كانت مجاولة أو خشيت شيئا فالحق ببعيرك فاركبه والحق بالمدينة فات رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر وخل عني فإني رجل عالم بالبلد جريء عليه نجيب الساق فلما دخلنا مكة ومعي مثل خافية النسر يعني خنجره قد أعددته إن عانقني إنسان قتلته به فقال لي صاحبي هل لك أن نبدأ فنطوف بالبيت أسبوعا ونصلي ركعتين فقلت أنا أعلم بأهل مكة منك إنهم إذا أظلموا رشوا أفنيتهم ثم جلسوا بها وأنا أعرف بها من الفرس الأبلق قال فلم يزل بي حتى أتينا البيت فطفنا به أسبوعا وصلينا ركعتين ثم خرجنا فمررنا بمجلس من مجالسهم فعرفني رجل منهم فصرخ بأعلى صوته هذا عمرو بن أمية قال فتبادرتنا أهل مكة وقالوا تالله ما جاء بعمرو خير والذي يحلف به ما جاءها قط إلا لشر وكان عمرو رجلا فاتكا متشيطنا في الجاهلية قال فقاموا في طلبي وطلب صاحبي فقلت له النجاء هذا والله الذي كنت أحذر أما الرجل فليس إليه سبيل فانج بنفسك فخرجنا نشتد حتى أصعدنا في الجبل فدخلنا في غار فبتنا فيه ليلتنا وأعجزناهم فرجعوا وقد استترت دونهم بأحجار حين دخلت الغار وقلت لصاحبي أمهلني حتى يسكن الطلب عنا فإنهم والله ليطلبنا ليلتهم هذه ويومهم هذا حتى يمسوا قال فو الله إني لفيه إذ أقبل عثمان بن مالك بن عبيد الله التيمي يتخيل بفرس له فلم يزل يدنو ويتخيل بفرسه حتى قام علينا بباب الغار قال فقلت لصاحبي هذا والله ابن مالك § والله لئن رآنا ليعلمن بنا أهل مكة قال فخرجت إليه فوجأته بالخنجر تحت الثدي فصاح صيحة أسمع أهل مكة فأقبلوا إليه ورجعت إلى مكاني فدخلت فيه وقلت لصاحبي مكانك قال واتبع أهل مكة الصوت يشتدون فوجدوه وبه رمق فقالوا ويلك من ضربك قال عمرو بن أمية ثم مات وما أدركوا ما يستطيع أن يخبرهم بمكاننا فقالوا والله لقد علمنا أنه لم يأت لخير وشغلهم صاحبهم عن طلبنا فاحتملوه ومكثنا في الغار يومين حتى سكن عنا الطلب ثم خرجنا إلى التنعيم فإذا خشبة خبيب فقال لي صاحبي هل لك في خبيب تنزله عن خشبته فقلت أين هو قال هو ذاك حيث ترى فقلت نعم فأمهلني وتنح عني قال وحوله حرس يحرسونه قال عمرو بن أمية فقلت للأنصاري إن خشيت شيئا فخذ الطريق إلى جملك فاركبه والحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر فاشتددت إلى خشبته فاحتللته واحتملته على ظهري فو الله ما مشيت إلا نحو أربعين ذراعا حتى نذروا بي فطرحته فما أنسى وجبته حين سقط فاشتدوا في أثري فأخذت طريق الصفراء فأعيوا فرجعوا وانطلق صاحبي إلى بعيره فركبه ثم اتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أمرنا وأقبلت أمشي حتى إذا أشرفت على الغليل غليل ضجنان دخلت غارا فيه ومعي قوسي وأسهمي فبينا أنا فيه إذ دخل علي رجل من بني الديل بن بكر أعور طويل يسوق غنما له فقال من الرجل فقلت رجل من بني بكر قال وأنا من بني بكر ثم أحد بني الديل ثم اضطجع معي فيه فرفع عقيرته يتغنى ويقول ولست بمسلم ما دمت حيا ولست أدين دين المسلمينا فقلت سوف تعلم فلم يلبث الأعرابي أن نام وغط فقمت إليه فقتلته أسوأ قتلة قتلها أحد أحدا قمت إليه فجعلت سية قوسي في عينه الصحيحة ثم تحاملت عليها حتى أخرجتها من قفاه قال ثم أخرج مثل السبع وأخذت المحجة كأني نسر وكان النجاء حتى أخرج على بلد قد وصفه ثم على ركوبة ثم على النقيع فإذا رجلان § من أهل مكة بعثتهما قريش يتحسسان من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفتهما فقلت استأسرا فقالا أنحن نستأسر لك فأرمي أحدهما بسهم فأقتله ثم قلت للآخر استأسر فاستأسر فأوثقته فقدمت به على رسول الله صلى الله عليه وسلم.


TBRBV02P545B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن سليمان بن وردان عن أبيه عن عمرو بن أمية قال لما قدمت المدينة مررت بمشيخة من الأنصار فقالوا هذا والله عمرو بن أمية فسمع الصبيان قولهم فاشتدوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونه وقد شددت إبهام أسيري بوتر قوسي فنظر النبي صلى الله عليه وسلم اليه فضحك حتى بدت نواجذه ثم سألني فأخبرته الخبر فقال لي خيرا ودعا لي بخير وفي هذه السنه تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة أم المساكين من بني هلال في شهر رمضان ودخل بها فيه وكان أصدقها اثنتي عشرة أوقية ونشا وكانت قبله عند الطفيل بن الحارث فطلقها.


ذكر خبر بئر معونة *
TBRBV02P545E

ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال وحدثني محمد بن إسحاق قال فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بقية شوال وذا القعدة وذا الحجة والمحرم وولي تلك الحجة المشركون ثم بعث أصحاب بئر معونة في صفر على رأس أربعة أشهر من أحد وكان من حديثهم ما حدثني أبي إسحاق بن يسار عن المغيره بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وغيرهما من أهل العلم قالوا قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب § الأسنة وكان سيد بني عامر بن صعصعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأهدى له هدية فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبلها وقال يا أبا براء لا أقبل هدية مشرك فأسلم إن أردت أن أقبل هديتك ثم عرض عليه الإسلام وأخبره بما له فيه وما وعد الله المؤمنين من الثواب وقرأ عليه القرآن فلم يسلم ولم يبعد وقال يا محمد إن أمرك هذا الذي تدعو إليه حسن جميل فلو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد فدعوهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أخشى عليهم أهل نجد فقال أبو براء أنا لهم جار فابعثهم فليدعوا الناس الى امرك فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو أخا بني ساعدة المعنق ليموت في أربعين رجلا من أصحابه من خيار المسلمين منهم الحارث بن الصمة وحرام بن ملحان أخو بني عدي بن النجار وعروة بن أسماء بن الصلت السلمي ونافع ابن بديل بن ورقاء الخزاعي وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر في رجال مسمين من خيار المسلمين.


TBRBV02P546B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو في سبعين راكبا فساروا حتى نزلوا بئر معونة وهي أرض بين أرض بني عامر وحرة بني سليم كلا البلدين منها قريب وهي إلى حرة بني سليم أقرب فلما نزلوها بعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عامر بن الطفيل فلما أتاه لم ينظر في كتابه حتى عدا على الرجل فقتله ثم استصرخ عليهم بني عامر فأبوا أن يجيبوه إلى ما دعاهم إليه وقالوا لن نخفر أبا براء قد عقد لهم عقدا وجوارا فاستصرخ عليهم قبائل من بني سليم عصية ورعلا وذكوان فأجابوه إلى ذلك فخرجوا حتى غشوا القوم فأحاطوا § بهم في رحالهم فلما رأوهم أخذوا السيوف ثم قاتلوهم حتى قتلوا عن آخرهم إلا كعب بن زيد أخا بني دينار بن النجار فإنهم تركوه وبه رمق فارتث من بين القتلى فعاش حتى قتل يوم الخندق وكان في سرح القوم عمرو بن أمية الضمري ورجل من الأنصار أحد بني عمرو بن عوف فلم ينبئهما بمصاب أصحابهما إلا الطير تحوم على العسكر فقالا والله إن لهذه الطير لشأنا فأقبلا لينظرا إليه فإذا القوم في دمائهم وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة فقال الأنصاري لعمرو بن أمية ماذا ترى قال أرى أن نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره الخبر فقال الأنصاري لكني ما كنت لأرغب بنفسي عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو وما كنت لتخبرني عنه الرجال ثم قاتل القوم حتى قتل وأخذوا عمرو بن أمية أسيرا فلما أخبرهم أنه من مضر أطلقه عامر بن الطفيل وجز ناصيته وأعتقه عن رقبة زعم أنها كانت على أمه فخرج عمرو بن أمية حتى إذا كان بالقرقرة من صدر قناة أقبل رجلان من بني عامر حتى نزلا معه في ظل هو فيه وكان مع العامريين عقد من رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوار لم يعلم به عمرو بن أمية وقد سألهما حين نزلا ممن أنتما فقالا من بني عامر فأمهلهما حتى إذا ناما عدا عليهما فقتلهما وهو يرى أنه قد أصاب بهما ثؤرة من بني عامر بما أصابوا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قدم عمرو بن أمية على رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبره الخبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد قتلت قتيلين لأدينهما ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا عمل أبي براء قد كنت لهذا كارها متخوفا فبلغ ذلك أبا براء فشق عليه إخفار عامر إياه وما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسببه وجواره وكان فيمن أصيب عامر بن فهيره.


TBRBV02P548A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه أن عامر بن الطفيل كان يقول إن الرجل منهم لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء من دونه قالوا هو عامر بن فهيرة.


TBRBV02P548B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن أحد بني جعفر رجل من بني جبار بن سلمى بن مالك ابن جعفر قال كان جبار فيمن حضرها يومئذ مع عامر ثم أسلم بعد ذلك قال فكان يقول مما دعاني إلى الإسلام أني طعنت رجلا منهم يومئذ بالرمح بين كتفيه فنظرت إلى سنان الرمح حين خرج من صدره فسمعته يقول حين طعنته فزت والله قال فقلت في نفسي ما فاز أليس قد قتلت الرجل حتى سألت بعد ذلك عن قوله فقالوا الشهادة قال فقلت فاز لعمر الله فقال حسان بن ثابت يحرض بني أبي البراء على عامر بن الطفيل بني أم البنين ألم يرعكم وأنتم من ذوائب أهل نجد تهكم عامر بأبي براء ليخفره وما خطأ كعمد ألا أبلغ ربيعة ذا المساعي فما أحدثت في الحدثان بعدي أبوك أبو الحروب أبو براء وخالك ماجد حكم بن سعد وقال كعب بن مالك في ذلك أيضا لقد طارت شعاعا كل وجه خفارة ما أجار أبو براء § فمثل مسهب وبني أبيه بجنب الرده من كنفي سواء بني أم البنين أما سمعتم دعاء المستغيث مع المساء وتنويه الصريخ بلى ولكن عرفتم أنه صدق اللقاء فما صفرت عياب بني كلاب ولا القرطاء من ذم الوفاء أعامر عامر السوءات قدما فلا بالعقل فزت ولا السناء أأخفرت النبي وكنت قدما إلى السوءات تجري بالعراء فلست كجار جار أبي دواد ولا الأسدي جار أبي العلاء ولكن عاركم داء قديم وداء الغدر فاعلم شر داء فلما بلغ ربيعة بن عامر أبي البراء قول حسان وقول كعب حمل على عامر بن الطفيل فطعنه فشطب الرمح عن مقتله فخر عن فرسه فقال هذا عمل أبي براء إن مت فدمي لعمي ولا يتبعن به وإن أعش فسأرى رأيي.


ذكر خبر جلاء بني النضير *
TBRBV02P551B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير يستعينهم في دية ذينك القتيلين من بني عامر اللذين قتل عمرو بن أمية الضمري للجوار الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عقده لهما كما حدثني يزيد بن رومان وكان بين بني النضير وبين بني عامر حلف وعقد فلما أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينهم في دية ذينك القتيلين قالوا نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت مما استعنت بنا عليه ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا إنكم لن تجدوا هذا الرجل على مثل حاله هذه ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب جدار من بيوتهم قاعد فقالوا من رجل يعلو على هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيقتله بها فيريحنا منه فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب أحدهم فقال أنا لذلك فصعد ليلقي عليه الصخرة كما قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر وعلى فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما أراد القوم فقام وقال لأصحابه لا تبرحوا حتى آتيكم وخرج راجعا إلى المدينة فلما استلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه قاموا في طلبه فلقوا رجلا مقبلا من المدينة فسألوه عنه فقال رأيته داخلا المدينة فاقبل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهوا إليه فأخبرهم الخبر بما كانت يهود قد أرادت § من الغدر به وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لحربهم والسير إليهم ثم سار بالناس إليهم حتى نزل بهم فتحصنوا منه في الحصون فامر رسول الله ص بقطع النخل والتحريق فيها فنادوه يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد وتعيبه على من صنعه فما بال قطع النخل وتحريقها.


TBRBV02P554B

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال وقد كان رهط من بني عوف بن الخزرج منهم عبد الله بن ابى بن سلول ووديعة ومالك بن أبي قوقل وسويد وداعس قد بعثوا إلى بني النضير أن اثبتوا وتمنعوا فإنا لن نسلمكم وإن قوتلتم قاتلنا معكم وإن أخرجتم خرجنا معكم فتربصوا فلم يفعلوا وقذف الله في قلوبهم الرعب فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجليهم ويكف عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة ففعل فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل فكان الرجل منهم يهدم بيته عن نجاف بابه فيضعه على ظهر بعيره فينطلق به فخرجوا إلى خيبر ومنهم من سار إلى الشام فكان أشرافهم ممن سار منهم إلى خيبر سلام بن أبي الحقيق وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق وحيي بن أخطب فلما نزلوها دان لهم أهلها.


TBRBV02P554C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أنه حدث أنهم استقلوا بالنساء والأبناء والأموال معهم الدفوف والمزامير والقيان يعزفن خلفهم وأن فيهم يومئذ لأم عمرو صاحبة عروة بن الورد العبسي التي ابتاعوا منه وكانت إحدى نساء بني غفار بزهاء وفخر ما رئي مثله من حي من الناس في § زمانهم وخلوا الأموال لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة يضعها حيث يشاء فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المهاجرين الأولين دون الأنصار إلا أن سهل بن حنيف وأبا دجانة سماك بن خرشه ذكرا فقرا فأعطاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان يامين بن عمير بن كعب ابن عم عمرو بن جحاش وأبو سعد بن وهب أسلما على أموالهما فأحرزاها قال أبو جعفر واستخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خرج لحرب بني النضير فيما قيل ابن أم مكتوم وكانت رايته يومئذ مع على بن ابى طالب ع وفي هذه السنة مات عبد الله بن عثمان بن عفان في جمادى الأولى منها وهو ابن ست سنين وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل في حفرته عثمان بن عفان وفيها ولد الحسين بن على ع لليال خلون من شعبان.


غزوه ذات الرقاع *
TBRBV02P555C

فقال ابن إسحاق في ذلك ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق قال ثم اقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد غزوة بني النضير شهري ربيع وبعض شهر جمادى ثم غزا نجدا يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان حتى § نزل نخلا وهي غزوة ذات الرقاع فلقي بها جمعا من غطفان فتقارب الناس ولم يكن بينهم حرب وقد خاف الناس بعضهم بعضا حتى صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين صلاة الخوف ثم انصرف بالمسلمين.


TBRBV02P556B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ومحمد يعني ابن عبد الرحمن عن عروة بن الزبير عن أبي هريرة قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجد حتى إذا كنا بذات الرقاع من نخل لقي جمعا من غطفان فلم يكن بيننا قتال إلا أن الناس قد خافوهم ونزلت صلاة الخوف فصدع أصحابه صدعين فقامت طائفة مواجهة العدو وقامت طائفة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبروا جميعا ثم ركع بمن خلفه وسجد بهم فلما قاموا مشوا القهقرى إلى مصاف أصحابهم ورجع الآخرون فصلوا لأنفسهم ركعة ثم قاموا فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة وجلسوا ورجع الذين كانوا مواجهين العدو فصلوا الركعة الثانية § فجلسوا جميعا فجمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلام فسلم عليهم.


TBRBV02P557C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عمرو بن عبيد عن الحسن البصري عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رجلا من بني محارب يقال له فلان بن الحارث قال لقومه من غطفان ومحارب ألا أقتل لكم محمدا قالوا نعم وكيف تقتله قال أفتك به فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس وسيف § رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره فقال يا محمد انظر إلى سيفك هذا قال نعم فأخذه فاستله ثم جعل يهزه ويهم به فيكبته الله عز وجل ثم قال يا محمد أما تخافني قال لا وما أخاف منك قال أما تخافنى وفي يدي السيف قال لا يمنعني الله منك قال ثم غمد السيف فرده الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم .


TBRBV02P558B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني صدقة بن يسار عن عقيل بن جابر عن جابر ابن عبد الله الأنصاري قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع من نخل فأصاب رجل من المسلمين امرأة من المشركين فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا أتى زوجها وكان غائبا فلما أخبر الخبر حلف ألا ينتهي حتى يهريق في أصحاب محمد دما فخرج يتبع أثر رسول الله ص فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فقال من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقالا نحن يا رسول الله قال فكونا بفم الشعب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد نزلوا الشعب من بطن الوادي فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب قال الأنصاري للمهاجري أي الليل تحب أن أكفيكه أوله أو آخره قال بل اكفني أوله فاضطجع المهاجري فنام وقام الأنصاري يصلي وأتى زوج المرأة فلما رأى شخص الرجل عرف أنه ربيئة القوم فرمى بسهم فوضعه فيه فنزعه فوضعه وثبت قائما يصلي ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه فنزعه فوضعه وثبت قائما يصلي ثم عاد له بالثالث فوضعه فيه فنزعه فوضعه ثم ركع وسجد ثم أهب صاحبه فقال اجلس فقد أتيت § قال فوثب المهاجري فلما رآهما الرجل عرف أنهم قد نذروا به ولما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء قال سبحان الله افلا اهببتنى أول ما رماك قال كنت في سورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها حتى أنفدها فلما تتابع على الرمى ركعت فآذنتك وايم الله لولا أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفدها.


ذكر الخبر عن غزوة السويق *
TBRBV02P559D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من غزوة ذات الرقاع أقام بها بقية جمادى الاولى وجمادى الآخرة ورجب ثم خرج في شعبان إلى بدر لميعاد أبي سفيان حتى نزله فأقام عليه ثماني ليال ينتظر أبا سفيان وخرج أبو سفيان في أهل مكة حتى نزل مجنة من ناحية مر الظهران وبعض الناس يقول قد قطع عسفان ثم بدا له الرجوع فقال يا معشر قريش إنه لا يصلحكم إلا عام خصب ترعون فيه الشجر وتشربون فيه اللبن وإن عامكم هذا عام جدب وإني راجع فارجعوا فرجع ورجع الناس فسماهم أهل مكة جيش السويق يقولون إنما خرجتم تشربون السويق فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على بدر ينتظر أبا سفيان لميعاده فأتاه مخشي بن عمرو الضمري وهو والذي وادعه على بني ضمرة في غزوة ودان فقال يا محمد أجئت للقاء قريش على هذا الماء قال نعم يا أخا بني ضمرة وإن شئت مع ذلك رددنا إليك ما كان بيننا وبينك § ثم جالدناك حتى يحكم الله بيننا وبينك فقال لا والله يا محمد ما لنا بذلك منك من حاجة وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظر أبا سفيان فمر به معبد بن أبي معبد الخزاعي وقد رأى مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وناقته تهوي به فقال قد نفرت من رفقتى محمد وعجوة من يثرب كالعنجد تهوي على دين أبيها الأتلد قد جعلت ماء قديد موعدي وماء ضجنان لها ضحى الغد.


ثم كانت السنة الخامسة من الهجرة *

ذكر الخبر عن غزوة الخندق *
TBRBV02P564H

وفيها كانت غزوه رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق في شوال حدثنا بذلك ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق § وكان الذى جر غزوه رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق فيما قيل ما كان من إجلاء رسول الله ص بني النضير عن ديارهم.


TBRBV02P565B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان مولى آل الزبير عن عروة بن الزبير ومن لا أتهم عن عبيد الله بن كعب بن مالك وعن الزهري وعن عاصم بن عمر بن قتادة وعن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وعن محمد بن كعب القرظي وعن غيرهم من علمائنا كل قد اجتمع حديثه في الحديث عن الخندق وبعضهم يحدث ما لا يحدث بعض.


TBRBV02P566C

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق فعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ترغيبا للمسلمين في الأجر وعمل فيه المسلمون فدأب فيه ودأبوا وأبطأ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن المسلمين في عملهم رجال من المنافقين وجعلوا يورون بالضعف من العمل ويتسللون إلى أهاليهم بغير علم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا إذن وجعل الرجل من المسلمين إذا نابته نائبة من الحاجة التي لا بد منها يذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويستأذنه في اللحوق بحاجته فيأذن له § فإذا قضى حاجته رجع إلى ما كان فيه من عمله رغبة في الخير واحتسابا له فأنزل الله عز وجل إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إلى قوله واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم فنزلت هذه الآية في كل من كان من أهل الحسبة من المؤمنين والرغبة في الخير والطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ثم قال يعني المنافقين الذين كانوا يتسللون من العمل ويذهبون بغير إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا إلى قوله قد يعلم ما أنتم عليه أي قد علم ما أنتم عليه من صدق أو كذب وعمل المسلمون فيه حتى أحكموه وارتجزوا فيه برجل من المسلمين يقال له جعيل فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرا فقالوا سماه من بعد جعيل عمرا وكان للبائس يوما ظهرا فإذا مروا بعمرو قال رسول الله ص عمرا وإذا قالوا ظهرا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهرا.


TBRBV02P570B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عمن لا يتهم عن أبي هريرة أنه كان يقول حين فتحت هذه الأمصار في زمن عمر وعثمان وما بعده افتتحوا ما بدا لكم فو الذى نفس أبي هريرة بيده ما افتتحتم من مدينة ولا تفتتحونها إلى يوم القيامة إلا وقد أعطي محمد مفاتيحها قبل ذلك.


TBRBV02P570C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال كان أهل الخندق ثلاثة آلاف.


TBRBV02P572B

فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام المشركون عليه بضعا وعشرين ليلة قريبا من شهر ولم يكن بين القوم حرب إلا الرمي بالنبل والحصار فلما اشتد البلاء على الناس بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة وعن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري إلى § عيينة بن حصن وإلى الحارث بن عوف بن أبي حارثة المري وهما قائدا غطفان فأعطاهما ثلث ثمار المدينة على أن يرجعا بمن معهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فجرى بينه وبينهم الصلح حتى كتبوا الكتاب ولم تقع الشهادة ولا عزيمة الصلح إلا المراوضة في ذلك ففعلا فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل بعث إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فذكر ذلك لهما واستشارهما فيه فقالا يا رسول الله أمر تحبه فنصنعه أم شيء أمرك الله عز وجل به لا بد لنا من عمل به أم شيء تصنعه لنا قال لا بل لكم والله ما أصنع ذلك إلا أني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وكالبوكم من كل جانب فأردت أن أكسر عنكم شوكتهم لأمر ما ساعة فقال له سعد بن معاذ يا رسول الله قد كنا نحن وهؤلاء القوم على شرك بالله عز وجل وعبادة الأوثان ولا نعبد الله ولا نعرفه وهم لا يطمعون أن يأكلوا منا تمرة إلا قرى أو بيعا أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك نعطيهم أموالنا ما لنا بهذا من حاجة والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم فقال رسول الله ص فأنت وذاك فتناول سعد الصحيفة فمحا ما فيها من الكتاب ثم قال ليجهدوا علينا فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون وعدوهم محاصروهم لم يكن بينهم قتال إلا أن فوارس من قريش منهم عمرو بن عبد ود بن أبي قيس أخو بني عامر بن لؤي وعكرمة بن أبي جهل وهبيرة بن أبي وهب المخزوميان ونوفل بن عبد الله وضرار بن الخطاب بن مرداس أخو بني محارب بن فهر قد تلبسوا للقتال وخرجوا على خيلهم ومروا على بني كنانة فقالوا تهيئوا يا بني كنانة للحرب فستعلمون اليوم § من الفرسان ثم أقبلوا نحو الخندق حتى وقفوا عليه فلما رأوه قالوا والله إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها ثم تيمموا مكانا من الخندق ضيقا فضربوا خيولهم فاقتحمت منه فجالت بهم في السبخة بين الخندق وسلع وخرج علي بن أبي طالب في نفر من المسلمين حتى أخذ عليهم الثغرة التي أقحموا منها خيلهم وأقبلت الفرسان تعنق نحوهم وقد كان عمرو بن عبد ود قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة فلم يشهد أحدا فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مكانه فلما وقف هو وخيله قال له علي يا عمرو إنك كنت تعاهد الله الا يدعوك رجل من قريش إلى خلتين إلا أخذت منه إحداهما قال أجل قال له علي بن أبي طالب فإني أدعوك إلى الله عز وجل وإلى رسوله وإلى الإسلام قال لا حاجة لي بذلك قال فإني ادعوك الى النزال قال ولم يا بن أخي فو الله ما أحب أن أقتلك قال علي ولكني والله أحب أن أقتلك قال فحمي عمرو عند ذلك فاقتحم عن فرسه فعقره أو ضرب وجهه ثم أقبل على علي فتنازلا وتجاولا فقتله على ع وخرجت خيله منهزمة حتى اقتحمت من الخندق هاربة وقتل مع عمرو رجلان منبه بن عثمان بن عبيد بن السباق بن عبد الدار أصابه سهم فمات منه بمكة ومن بني مخزوم نوفل بن عبد الله بن المغيرة وكان اقتحم الخندق فتورط فيه فرموه بالحجارة فقال يا معشر العرب قتلة أحسن من هذه فنزل إليه علي فقتله فغلب المسلمون على جسده فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبيعهم جسده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حاجة لنا بجسده ولا ثمنه فشأنكم به فخلى بينهم وبينه.


TBRBV02P574B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق § عن أبي ليلى عبد الله بن سهل بن عبد الرحمن بن سهل الأنصاري ثم أحد بني حارثة أن عائشة أم المؤمنين كانت في حصن بني حارثة يوم الخندق وكان من أحرز حصون المدينة وكانت أم سعد بن معاذ معها في الحصن قالت عائشة وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب قالت فمر سعد وعليه درع مقلصة قد خرجت منها ذراعه كلها وفي يده حربته يرقد بها ويقول لبث قليلا يشهد الهيجا حمل لا باس بالموت إذا حان الأجل قالت له أمه الحق يا بني فقد والله أخرت قالت عائشة فقلت لها يا أم سعد والله لوددت أن درع سعد كانت أسبغ مما هي قالت وخفت عليه حيث أصاب السهم منه قالت فرمي سعد بن معاذ بسهم فقطع منه الأكحل رماه.


TBRBV02P575B

فبما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة حبان بن قيس بن العرقة أحد بني عامر بن لؤي فلما أصابه قال خذها وأنا ابن العرقة فقال سعد عرق الله وجهك في النار اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه اللهم وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة.


TBRBV02P576B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عمن لا يتهم عن عبيد الله بن كعب بن مالك أنه كان § يقول ما أصاب سعدا يومئذ بالسهم إلا أبو أسامة الجشمي حليف بني مخزوم فالله أعلم أي ذلك كان.


TBRBV02P577B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد قال كانت صفيه بنت عبد المطلب في فارع حصن حسان بن ثابت قالت وكان حسان معنا فيه مع النساء والصبيان قالت صفية فمر بنا رجل من يهود فجعل يطيف بالحصن وقد حاربت بنو قريظة وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في نحور عدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا عنهم إن أتانا آت قالت فقلت يا حسان إن هذا اليهودي كما ترى يطيف بالحصن وإني والله ما آمنه ان يدل على عوراتنا من وراءنا من يهود وقد شغل عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فانزل إليه فاقتله فقال يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا قالت فلما قال ذلك لي ولم أر عنده شيئا احتجزت ثم أخذت عمودا ثم نزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته فلما فرغت منه رجعت إلى الحصن فقلت يا حسان انزل إليه فاسلبه فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل قال ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب.


TBRBV02P577C

قال ابن إسحاق وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه § فيما وصف الله عز وجل من الخوف والشدة لتظاهر عدوهم عليهم وإتيانهم من فوقهم ومن أسفل منهم ثم إن نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن هلال ابن خلافه بن أشجع بن ريث بن غطفان أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد أسلمت وإن قومي لم يعلموا بإسلامي فمرني بما شئت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أنت فينا رجل واحد فخذل عنا إن استطعت فإن الحرب خدعة فخرج نعيم بن مسعود حتى أتى بني قريظة وكان لهم نديما في الجاهلية فقال لهم يا بني قريظة قد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم قالوا صدقت لست عندنا بمتهم فقال لهم إن قريشا وغطفان قد جاءوا لحرب محمد وقد ظاهرتموهم عليه وإن قريشا وغطفان ليسوا كهيئتكم البلد بلدكم به أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم لا تقدرون على أن تحولوا منه إلى غيره وإن قريشا وغطفان أموالهم وأبناؤهم ونساؤهم وبلدهم بغيره فليسوا كهيئتكم إن رأوا نهزة وغنيمة أصابوها وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم ولا طاقة لكم به إن خلا بكم فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم يكونون بأيديكم ثقة لكم على أن يقاتلوا معكم محمدا حتى تناجزوه فقالوا لقد أشرت برأي ونصح ثم خرج حتى أتى قريشا فقال لأبي سفيان بن حرب ومن معه من رجال قريش يا معشر قريش قد عرفتم ودي إياكم وفراقي محمدا وقد بلغني أمر رأيت حقا علي أن أبلغكموه نصحا لكم فاكتموا علي قالوا نفعل قال فاعلموا أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد وقد أرسلوا إليه أن قد ندمنا على ما فعلنا فهل يرضيك عنا أن نأخذ من القبيلتين من قريش وغطفان رجالا من أشرافهم فنعطيكهم فتضرب أعناقهم ثم نكون معك على من بقي منهم فأرسل إليهم أن نعم فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون منكم رهنا من رجالكم فلا تدفعوا إليهم منكم رجلا واحدا ثم خرج حتى أتى غطفان فقال § يا معشر غطفان أنتم أصلي وعشيرتي وأحب الناس الى ولا أراكم تتهموننى قالوا صدقت قال فاكتموا علي قالوا نفعل ثم قال لهم مثل ما قال لقريش وحذرهم ما حذرهم فلما كانت ليلة السبت في شوال سنة خمس وكان مما صنع الله عز وجل لرسوله أن أرسل أبو سفيان ورءوس غطفان إلى بني قريظة عكرمة بن أبي جهل في نفر من قريش وغطفان فقالوا لهم إنا لسنا بدار مقام قد هلك الخف والحافر فاغدوا للقتال حتى نناجز محمدا ونفرغ مما بيننا وبينه فأرسلوا إليهم أن اليوم السبت وهو يوم لا نعمل فيه شيئا وقد كان أحدث فيه بعضنا حدثا فأصابه ما لم يخف عليكم ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا من رجالكم يكونون بأيدينا ثقة لنا حتى نناجز محمدا فإنا نخشى أن ضرستكم الحرب واشتد عليكم القتال أن تشمروا إلى بلادكم وتتركونا والرجل في بلدنا ولا طاقة لنا بذلك من محمد فلما رجعت إليهم الرسل بالذي قالت بنو قريظة قالت قريش وغطفان تعلمون والله أن الذي حدثكم نعيم بن مسعود لحق فأرسلوا إلى بني قريظة إنا والله لا ندفع إليكم رجلا واحدا من رجالنا فإن كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا فقالت بنو قريظة حين انتهت الرسل إليهم بهذا إن الذي ذكر لكم نعيم بن مسعود لحق ما يريد القوم إلا أن يقاتلوا فإن وجدوا فرصة انتهزوها وإن كان غير ذلك تشمروا إلى بلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل في بلادكم فأرسلوا إلى قريش وغطفان إنا والله لا نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا فأبوا عليهم وخذل الله بينهم وبعث الله عز وجل عليهم الريح في ليال شاتية شديدة البرد فجعلت تكفأ قدورهم وتطرح أبنيتهم فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اختلف من أمرهم وما فرق الله من جماعتهم دعا حذيفة بن اليمان فبعثه إليهم لينظر ما فعل القوم ليلا.

COMMENT

TBRBV02P579B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثنا يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال قال فتى § من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان يا أبا عبد الله رأيتم رسول الله وصحبتموه قال نعم يا بن أخي قال فكيف كنتم تصنعون قال والله لقد كنا نجهد فقال الفتى والله لو أدركناه ما تركناه يمشي على الأرض ولحملناه على أعناقنا فقال حذيفة يا بن أخي والله لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق وصلى هويا من الليل ثم التفت إلينا فقال من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع يشرط له رسول الله أنه يرجع أدخله الله الجنة فما قام رجل ثم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هويا من الليل ثم التفت إلينا فقال مثله فما قام منا رجل ثم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هويا من الليل ثم التفت إلينا فقال من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع يشرط له رسول الله الرجعة أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة فما قام رجل من القوم من شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد فلما لم يقم احد دعانى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن لي بد من القيام حين دعاني فقال يا حذيفة اذهب فادخل في القوم فانظر ما يفعلون ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا قال فذهبت فدخلت في القوم والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء فقام أبو سفيان بن حرب فقال يا معشر قريش لينظر امرؤ جليسه قال فأخذت بيد الرجل الذي كان إلى جنبي فقلت من أنت قال أنا فلان بن فلان ثم قال أبو سفيان يا معشر قريش إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام لقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره ولقينا من هذه الريح ما ترون والله ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بناء فارتحلوا فإني مرتحل ثم قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث فما أطلق عقاله إلا وهو قائم ولولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الا أحدث شيئا حتى آتيه ثم شئت لقتلته بسهم قال حذيفة § فرجعت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي في مرط لبعض نسائه مرحل فلما رآني أدخلني بين رجليه وطرح علي طرف المرط ثم ركع وسجد فأذلقته فلما سلم أخبرته الخبر وسمعت غطفان بما فعلت قريش فانشمروا راجعين إلى بلادهم.


TBRBV02P581B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال فلما أصبح نبي الله صلى الله عليه وسلم انصرف عن الخندق راجعا إلى المدينة والمسلمون ووضعوا السلاح.


غزوة بني قريظة *
TBRBV02P581D

فلما كانت الظهر اتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن ابن شهاب الزهري معتجرا بعمامة من إستبرق على بغلة عليها رحالة عليها قطيفة من ديباج فقال أقد وضعت السلاح يا رسول الله قال نعم قال جبريل ما وضعت الملائكة السلاح وما رجعت الان الا من طلب القوم إن الله يأمرك يا محمد بالسير إلى بني قريظة وأنا عامد إلى بنى قريظة فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا فأذن في الناس إن من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بنى قريظة § وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب برايته إلى بني قريظة وابتدرها الناس فسار علي بن أبي طالب ع حتى إذا دنا من الحصون سمع منها مقاله قبيحه لرسول الله صلى الله عليه وسلم منهم فرجع حتى لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطريق فقال يا رسول الله لا عليك ألا تدنو من هؤلاء الأخابث قال لم أظنك سمعت لي منهم أذى قال نعم يا رسول الله لو قد رأوني لم يقولوا من ذلك شيئا فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصونهم قال يا إخوان القردة هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته قالوا يا أبا القاسم ما كنت جهولا ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه بالصورين قبل أن يصل إلى بني قريظة فقال هل مر بكم أحد فقالوا نعم يا رسول الله قد مر بنا دحية بن خليفة الكلبي على بغلة بيضاء عليها رحاله عليها قطيفة ديباج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك جبريل بعث إلى بني قريظة يزلزل بهم حصونهم ويقذف الرعب في قلوبهم فلما اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قريظة نزل على بئر من آبارها في ناحية من أموالهم يقال لها بئر أنا فلاحق به الناس فأتاه رجال من بعد العشاء الآخرة ولم يصلوا العصر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة لشيء لم يكن لهم منه بد من حربهم وأبوا أن يصلوا لقول النبي صلى الله عليه وسلم حتى تأتوا بني قريظة فصلوا العصر بها بعد العشاء الآخرة فما عابهم الله بذلك في كتابه ولا عنفهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث عن محمد بن إسحاق عن أبيه عن معبد بن كعب بن مالك الأنصاري.


TBRBV02P583B

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار وقذف الله في قلوبهم الرعب وقد كان حيي بن أخطب دخل على بني قريظة في حصنهم حين رجعت عنهم قريش وغطفان وفاء لكعب بن أسد بما كان عاهده عليه فلما أيقنوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غير منصرف عنهم حتى يناجزهم قال كعب بن أسد لهم يا معشر يهود إنه قد نزل بكم من الأمر ما ترون وانى عارض § عليكم خلالا ثلاثا فخذوا أيها شئتم قالوا وما هن قال نتابع هذا الرجل ونصدقه فو الله لقد كان تبين لكم إنه لنبي مرسل وإنه للذي كنتم تجدونه في كتابكم فتأمنوا على دمائكم وأموالكم وأبنائكم ونسائكم قالوا لا نفارق حكم التوراة أبدا ولا نستبدل به غيره قال فإذ أبيتم هذه علي فهلم فلنقتل أبناءنا ونساءنا ثم نخرج إلى محمد وأصحابه رجالا مصلتين السيوف ولم نترك وراءنا ثقلا يهمنا حتى يحكم الله بيننا وبين محمد فإن نهلك نهلك ولم نترك وراءنا شيئا نخشى عليه وإن نظهر فلعمري لنجدن النساء والأبناء قالوا نقتل هؤلاء المساكين فما خير العيش بعدهم قال فإذ أبيتم هذه علي فإن الليلة ليلة السبت وإنه عسى أن يكون محمد وأصحابه قد أمنوا فيها فانزلوا لعلنا نصيب من محمد واصحابه غره قالوا نفسد سبتنا ونحدث فيه ما لم يكن أحدث فيه من كان قبلنا إلا من قد علمت فأصابه من المسخ ما لم يخف عليك قال ما بات رجل منكم منذ ولدته أمه ليلة واحدة من الدهر حازما قال ثم انهم بعثوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابعث إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر أخا بني عمرو بن عوف وكانوا حلفاء الأوس نستشيره في أمرنا فأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فلما رأوه قام إليه الرجال وبهش إليه النساء والصبيان يبكون في وجهه فرق لهم وقالوا له يا أبا لبابة أترى أن ننزل على حكم محمد قال نعم وأشار بيده إلى حلقه إنه الذبح قال ابو لبابه فو الله ما زالت قدماي حتى عرفت أني خنت الله ورسوله ثم انطلق أبو لبابة على وجهه ولم يأت رسول الله صلى الله عليه وسلم § حتى ارتبط في المسجد إلى عمود من عمده وقال لا أبرح مكاني هذا حتى يتوب الله على ما صنعت وعاهد الله الا يطأ بني قريظة أبدا وقال لا يراني الله في بلد خنت الله ورسوله فيه ابدا فلما بلغ رسول الله ص خبره وأبطأ عليه وكان قد استبطأه قال اما لو جاءني لاستغفرت له فاما إذ فعل ما فعل فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه.


TBRBV02P585B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال حدثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط أن توبة ابى لبابه انزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت أم سلمة قالت أم سلمه فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من السحر يضحك فقلت مم تضحك يا رسول الله أضحك الله سنك قال تيب على أبي لبابة فقلت ألا أبشره بذلك يا رسول الله قال بلى إن شئت قال فقامت على باب حجرتها وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب فقالت يا أبا لبابة أبشر فقد تاب الله عليك قال فثار الناس إليه ليطلقوه فقال لا والله حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يطلقني بيده فلما مر عليه خارجا إلى الصبح أطلقه.


TBRBV02P585C

قال ابن إسحاق ثم إن ثعلبة بن سعية وأسيد بن سعيه واسد ابن عبيد وهم نفر من بني هدل ليسوا من بني قريظة ولا النضير نسبهم فوق ذلك هم بنو عم القوم أسلموا تلك الليلة التي نزلت فيها قريظة على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج في تلك الليلة عمرو بن § سعدى القرظى فمر بحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه محمد بن مسلمة الأنصاري تلك الليلة فلما رآه قال من هذا قال عمرو بن سعدى وكان عمرو قد أبى أن يدخل مع بني قريظة في غدرهم برسول الله ص وقال لا أغدر بمحمد أبدا فقال محمد بن مسلمة حين عرفه اللهم لا تحرمني عثرات الكرام ثم خلى سبيله فخرج على وجهه حتى بات في مسجد رسول الله ص بالمدينة تلك الليلة ثم ذهب فلا يدرى أين ذهب من أرض الله إلى يومه هذا فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم شأنه فقال ذاك رجل نجاه الله بوفائه.


TBRBV02P586B

قال ابن إسحاق وبعض الناس يزعم أنه كان أوثق برمة فيمن أوثق من بني قريظة حين نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحت رمته ملقاة لا يدرى أين ذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تلك المقالة والله أعلم.


TBRBV02P586C

قال ابن إسحاق فلما أصبحوا نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواثبت الأوس فقالوا يا رسول الله إنهم موالينا دون الخزرج وقد فعلت في موالي الخزرج بالأمس ما قد علمت وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بني قريظة حاصر بني قينقاع وكانوا حلفاء الخزرج فنزلوا على حكمه فسأله إياهم عبد الله بن ابى بن سلول فوهبهم له فلما كلمه الأوس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم قالوا بلى قال فذاك إلى سعد بن معاذ وكان سعد بن معاذ قد جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيمه امراه من اسلم يقال لها رفيدة في مسجده كانت تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال لقومه حين أصابه السهم بالخندق اجعلوه في خيمة رفيدة حتى أعوده من قريب فلما § حكمه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني قريظة أتاه قومه فاحتملوه على حمار قد وطئوا له بوسادة من أدم وكان رجلا جسيما ثم أقبلوا معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يقولون يا أبا عمرو أحسن في مواليك فان رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ولاك ذلك لتحسن فيهم فلما أكثروا عليه قال قد انى لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم فرجع بعض من كان معه من قومه إلى دار بني عبد الأشهل فنعى لهم رجال بني قريظة قبل أن يصل إليهم سعد بن معاذ عن كلمته التي سمع منه.


TBRBV02P587C

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق وأما ابن إسحاق فإنه قال في حديثه فلما انتهى سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى سيدكم فقاموا إليه فقالوا يا أبا عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولاك أمر مواليك لتحكم فيهم فقال سعد عليكم بذلك عهد الله وميثاقه أن الحكم فيها ما حكمت قالوا نعم قال وعلى من هاهنا في الناحية التي فيها رسول § الله ص وهو معرض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلالا له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال سعد فإني أحكم فيهم بأن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري والنساء.


TBRBV02P588B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن علقمة بن وقاص الليثي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة.


TBRBV02P588C

قال ابن إسحاق ثم استنزلوا فحبسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار ابنة الحارث امرأة من بني النجار ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سوق المدينة التي هي سوقها اليوم فخندق بها خنادق ثم بعث إليهم فضرب أعناقهم في تلك الخنادق يخرج بهم إليه أرسالا وفيهم عدو الله حيي بن أخطب وكعب بن اسد راس القوم وهم ستمائه او سبعمائة المكثر لهم يقول كانوا من الثمانمائة الى التسعمائة وقد قالوا لكعب بن أسد وهم يذهب بهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسالا يا كعب ما ترى ما يصنع بنا فقال كعب في كل موطن لا تعقلون ألا ترون الداعي لا ينزع وأنه من ذهب به منكم لا يرجع هو والله القتل فلم يزل ذلك الدأب حتى فرغ منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتي بحيي بن أخطب عدو الله وعليه حلة له فقاحية قد شققها عليه من كل ناحية كموضع الأنملة أنملة أنملة لئلا يسلبها مجموعة يداه إلى عنقه بحبل فلما نظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أما والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكنه من يخذل الله يخذل § ثم أقبل على الناس فقال أيها الناس انه لا باس بأمر الله كتاب الله وقدره وملحمة قد كتبت على بني إسرائيل ثم جلس فضربت عنقه فقال جبل بن جوال الثعلبي لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه ولكنه من يخذل الله يخذل لجاهد حتى أبلغ النفس عذرها وقلقل يبغي العز كل مقلقل.


TBRBV02P589B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت لم يقتل من نسائهم إلا امرأة واحدة قالت والله إنها لعندي تحدث معي وتضحك ظهرا وبطنا ورسول الله ص يقتل رجالهم بالسوق إذ هتف هاتف باسمها أين فلانة قالت أنا والله قالت قلت ويلك ما لك قالت أقتل قلت ولم قالت حدث أحدثته قالت فانطلق بها فضربت عنقها فكانت عائشة تقول ما أنسى عجبنا منها طيب نفس وكثرة ضحك وقد عرفت أنها تقتل وكان ثابت بن قيس بن شماس.


TBRBV02P589C

كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن ابن شهاب الزهري أتى الزبير بن باطا القرظي وكان يكنى أبا عبد الرحمن وكان الزبير قد من على ثابت بن قيس بن شماس في الجاهلية قال محمد مما ذكر لي بعض ولد الزبير أنه كان من عليه يوم بعاث أخذه فجز ناصيته ثم خلى سبيله فجاءه وهو شيخ كبير فقال يا أبا عبد الرحمن هل تعرفني قال وهل يجهل مثلي مثلك § قال إني قد أردت أن أجزيك بيدك عندي قال إن الكريم يجزي الكريم ثم اتى ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قد كانت للزبير عندي يد وله علي منة وقد أحببت أن أجزيه بها فهب لي دمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو لك فأتاه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وهب لي دمك فهو لك قال شيخ كبير لا أهل له ولا ولد فما يصنع بالحياة فأتى ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أهله وولده قال هم لك فأتاه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطاني امرأتك وولدك فهم لك قال أهل بيت بالحجاز لا مال لهم فما بقاؤهم فاتى ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ماله قال هو لك فأتاه فقال ان رسول الله قد أعطاني مالك فهو لك قال أي ثابت ما فعل الذي كأن وجهه مرآة صينية تتراءى فيها عذارى الحي كعب بن أسد قال قتل قال فما فعل سيد الحاضر والبادي حيي بن أخطب قال قتل قال فما فعل مقدمتنا إذا شددنا وحاميتنا إذا كررنا عزال بن شمويل قال قتل قال فما فعل المجلسان يعني بني كعب بن قريظة وبني عمرو بن قريظة قال ذهبوا قتلوا قال فإني أسألك بيدي عندك يا ثابت الا ألحقتني بالقوم فو الله ما في العيش بعد هؤلاء من خير فما انا بصابر الله قبلة دلو نضح حتى ألقى الأحبة فقدمه ثابت فضرب عنقه فلما بلغ أبا بكر قوله ألقى الأحبة قال يلقاهم والله في نار جهنم خالدا فيها مخلدا أبدا فقال ثابت بن قيس بن الشماس في ذلك يذكر الزبير بن باطا § وفت ذمتي أني كريم وأنني صبور إذا ما القوم حادوا عن الصبر وكان زبير أعظم الناس منة علي فلما شد كوعاه بالأسر أتيت رسول الله كيما أفكه وكان رسول الله بحرا لنا يجري قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بقتل من أنبت منهم.


TBRBV02P591B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن أيوب بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة أخي بني عدي بن النجار أن سلمى بنت قيس أم المنذر أخت سليط بن قيس وكانت احدى خالات رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلت معه القبلتين وبايعته بيعة النساء سألته رفاعة بن شمويل القرظي وكان رجلا قد بلغ ولاذ بها وكان يعرفهم قبل ذلك فقالت يا نبي الله بأبي أنت وأمي هب لي رفاعة بن شمويل فإنه قد زعم أنه سيصلي ويأكل لحم الجمل فوهبه لها فاستحيته.


TBRBV02P591C

قال ابن إسحاق ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم أموال بني قريظة ونساءهم وأبناءهم على المسلمين وأعلم في ذلك اليوم سهمان الخيل وسهمان الرجال وأخرج منها الخمس فكان للفارس ثلاثة أسهم للفرس سهمان ولفارسه سهم وللراجل ممن ليس له فرس سهم وكانت الخيل يوم بني قريظة ستة وثلاثين فرسا وكان أول فيء وقع فيه السهمان واخرج منه الخمس فعلى سنتها وما مضى من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها وقعت المقاسم ومضت السنة في المغازي ولم يكن يسهم للخيل إذا كانت مع الرجل إلا لفرسين ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد الأنصاري § أخا بني عبد الأشهل بسبايا من سبايا بني قريظة إلى نجد فابتاع له بهم خيلا وسلاحا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اصطفى لنفسه من نسائهم ريحانة بنت عمرو بن خنافه إحدى نساء بني عمرو بن قريظة فكانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي عنها وهي في ملكه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليها أن يتزوجها ويضرب عليها الحجاب فقالت يا رسول الله بل تتركني في ملكك فهو أخف علي وعليك فتركها وقد كانت حين سباها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تعصت بالإسلام وأبت إلا اليهودية فعزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجد في نفسه لذلك من أمرها فبينا هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه فقال إن هذا لثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة فجاءه فقال يا رسول الله قد أسلمت ريحانة فسره ذلك فلما انقضى شأن بني قريظة انفجر جرح سعد بن معاذ وذلك أنه دعا.


TBRBV02P593B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق قال لم يقتل من المسلمين يوم الخندق إلا ستة نفر وقتل من المشركين ثلاثة نفر وقتل يوم بني قريظة خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو ابن بلحارث بن الخزرج طرحت عليه رحى فشدخته شدخا شديدا ومات أبو سنان بن محصن بن حرثان أخو بني أسد بن خزيمة ورسول الله صلى الله عليه وسلم محاصر بني قريظة فدفن في مقبرة بني قريظة ولما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخندق قال الآن نغزوهم يعني قريشا ولا يغزوننا فكان كذلك حتى فتح الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة وكان فتح بني قريظة في ذي القعدة أو في صدر ذي الحجة في قول ابن إسحاق وأما الواقدي فإنه قال غزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة لليال بقين منه وزعم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يشق لبني قريظة في الأرض أخاديد ثم جلس فجعل علي والزبير يضربان أعناقهم بين يديه وزعم أن المرأة التي قتلها النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ كانت تسمى بنانة امرأة الحكم القرظي كانت قتلت خلاد بن سويد رمت عليه رحى فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب عنقها بخلاد بن سويد واختلف في وقت غزوه النبي صلى الله عليه وسلم بني المصطلق وهي الغزوة التي يقال لها غزوة المريسيع والمريسيع اسم ماء من مياه خزاعة بناحية قديد إلى الساحل.


TBRBV02P593D

فقال ابن إسحاق فيما حدثنا ابن حميد § قال حدثنا سلمة عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا بني المصطلق من خزاعة في شعبان سنة ست من الهجرة وقال الواقدي غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم المريسيع في شعبان سنة خمس من الهجرة وزعم أن غزوة الخندق وغزوة بني قريظة كانتا بعد المريسيع لحرب بني المصطلق من خزاعة.


TBRBV02P594C

وزعم ابن إسحاق فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف بعد فراغه من بني قريظة وذلك في آخر ذي القعدة أو في صدر ذي الحجة فأقام بالمدينة ذا الحجة والمحرم وصفرا وشهري ربيع وولي الحجة في سنة خمس المشركون.


ذكر الأحداث التي كانت في سنة ست من الهجره *

غزوه بنى لحيان *
TBRBV02P595E

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق قال والحديث في غزوة بني لحيان عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر عن عبيد الله بن كعب قال ابن إسحاق ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فلم يقم إلا ليالي قلائل حتى أغار عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري في خيل لغطفان على لقاح رسول الله ص بالغابة وفيها رجل من بني غفار وامرأته فقتلوا الرجل واحتملوا المرأة في اللقاح.


غزوة ذي قرد *
TBRBV02P596B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ومن لا أتهم عن عبيد الله بن كعب بن مالك كل قد حدث في غزوة ذي قرد بعض الحديث أنه أول من نذر بهم سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي غدا يريد الغابة متوشحا قوسه ونبله ومعه غلام لطلحة بن عبد الله.


TBRBV02P601A

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق ومعه غلام لطلحة بن عبيد الله يعني مع سلمة بن الأكوع معه فرس له يقوده حتى إذا علا على ثنية الوداع نظر إلى بعض خيولهم فأشرف في ناحية سلع ثم صرخ وا صباحاه ثم خرج يشتد في آثار القوم وكان مثل السبع حتى لحق بالقوم فجعل يردهم بالنبل ويقول إذا رمى خذها مني وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع فإذا وجهت الخيل نحوه انطلق هاربا ثم عارضهم فإذا أمكنه الرمي رمى ثم قال خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع قال فيقول قائلهم اويكعنا هو أول النهار قال وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم صياح ابن الأكوع فصرخ بالمدينة الفزع الفزع فتتامت الخيول الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أول من انتهى إليه من الفرسان المقداد بن عمرو ثم كان أول فارس وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد المقداد من الأنصار عباد بن بشر بن وقش بن زغبه بن زعوراء أخو بني عبد الأشهل وسعد بن زيد أحد بني كعب بن عبد الأشهل وأسيد بن ظهير أخو بني حارثة بن الحارث يشك فيه وعكاشة بن محصن أخو بني أسد بن خزيمة ومحرز بن نضلة أخو بني أسد بن خزيمة وأبو قتادة الحارث بن ربعي أخو بني سلمة وأبو عياش وهو عبيد بن زيد بن صامت أخو بني زريق فلما اجتمعوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عليهم سعد بن زيد ثم قال اخرج في طلب القوم حتى ألحقك في الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني عن رجال من بني زريق لأبي عياش يا أبا عياش لو أعطيت هذا الفرس رجلا هو أفرس منك فلحق بالقوم قال أبو عياش فقلت يا رسول الله انا § افرس الناس ثم ضربت الفرس فو الله ما جرى خمسين ذراعا حتى طرحني فعجبت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أعطيه أفرس منك وأقول أنا أفرس الناس فزعم رجال من بني زريق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى فرس أبي عياش معاذ بن ماعص او عائذ بن ماعص ابن قيس بن خلدة وكان ثامنا وبعض الناس يعد سلمة بن عمرو بن الأكوع أحد الثمانية ويطرح أسيد بن ظهير أخا بني حارثة ولم يكن سلمة يومئذ فارسا وكان أول من لحق بالقوم على رجليه فخرج الفرسان في طلب القوم حتى تلاحقوا.


TBRBV02P602B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال وحدثني محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة أن أول فارس لحق بالقوم محرز بن نضلة أخو بني أسد بن خزيمة ويقال لمحرز الأخرم ويقال له قمير وأن الفزع لما كان جال فرس لمحمود بن مسلمة في الحائط حين سمع صاهلة الخيل وكان فرسا صنيعا جاما فقال نساء من نساء بني عبد الأشهل حين رأى الفرس يجول في الحائط بجذع من نخل هو مربوط به يا قمير هل لك في أن تركب هذا الفرس فإنه كما ترى ثم تلحق برسول الله ص وبالمسلمين قال نعم فأعطنيه إياه فخرج عليه فلم ينشب أن بذ الخيل بجمامه حتى أدرك القوم فوقف لهم بين أيديهم ثم قال قفوا معشر اللكيعة حتى يلحق بكم من وراءكم من أدباركم من المهاجرين والأنصار قال وحمل عليه رجل منهم فقتله وجال الفرس فلم يقدروا عليه § حتى وقف على آرية في بني عبد الأشهل فلم يقتل من المسلمين غيره وكان اسم فرس محمود ذا اللمة.


TBRBV02P603B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عمن لا يتهم عن عبيد الله بن كعب بن مالك الأنصاري أن محرزا إنما كان على فرس لعكاشة بن محصن يقال له الجناح فقتل محرز واستلب الجناح ولما تلاحقت الخيول قتل أبو قتادة الحارث بن ربعي أخو بني سلمة حبيب بن عيينة بن حصن وغشاه ببردته ثم لحق بالناس واقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون فإذا حبيب مسجى ببردة أبي قتادة فاسترجع الناس وقالوا قتل أبو قتادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بأبي قتادة ولكنه قتيل لأبي قتادة وضع عليه بردته لتعرفوا أنه صاحبه وأدرك عكاشة ابن محصن أوبارا وابنه عمرو بن أوبار على بعير واحد فانتظمهما بالرمح فقتلهما جميعا واستنقذوا بعض اللقاح وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بالجبل من ذي قرد وتلاحق به الناس فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام عليه يوما وليلة فقال له سلمة بن الأكوع يا رسول الله لو سرحتني في مائة رجل لاستنقذت بقية السرح وأخذت باعناق القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني إنهم الآن ليغبقون في غطفان وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه في كل مائة جزورا § فأقاموا عليها ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا حتى قدم المدينة فأقام بها بعض جمادى الآخرة ورجب ثم غزا بالمصطلق من خزاعة في شعبان سنة ست.


ذكر غزوة بني المصطلق *
TBRBV02P604D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل وعلي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة وعن عبد الله بن أبي بكر وعن محمد بن يحيى بن حبان قال كل قد حدثني بعض حديث بني المصطلق قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بلمصطلق يجتمعون له وقائدهم الحارث بن أبي ضرار ابو جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل فتزاحف الناس واقتتلوا قتالا شديدا فهزم الله بني المصطلق وقتل من قتل منهم ونفل رسول الله ص أبناءهم ونساءهم وأموالهم فأفاءهم الله عليه وقد أصيب رجل من المسلمين من بني كلب بن عوف بن عامر بن ليث ابن بكر يقال له هشام بن صبابة أصابه رجل من الانصار من رهط عباده ابن الصامت وهو يرى أنه من العدو فقتله خطا § فبينا الناس على ذلك الماء وردت واردة الناس ومع عمر بن الخطاب أجير له من بني غفار يقال له جهجاه بن سعيد يقود له فرسه فازدحم جهجاه وسنان الجهني حليف بني عوف بن الخزرج على الماء فاقتتلا فصرخ الجهني يا معشر الأنصار وصرخ جهجاه يا معشر المهاجرين فغضب عبد الله بن ابى بن سلول وعنده رهط من قومه فيهم زيد بن أرقم غلام حديث السن فقال أقد فعلوها قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا والله ما عدونا وجلابيب قريش ما قال القائل سمن كلبك يأكلك أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ثم أقبل على من حضره من قومه فقال هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير بلادكم فسمع ذلك زيد بن أرقم فمشى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك عند فراغ رسول الله ص من عدوه فأخبره الخبر § وعنده عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله مر به عباد بن بشر بن وقش فليقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه لا ولكن أذن بالرحيل وذلك في ساعة لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتحل فيها فارتحل الناس وقد مشى عبد الله بن ابى بن سلول الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه أن زيد بن أرقم قد بلغه ما سمع منه فحلف بالله ما قلت ما قال ولا تكلمت به وكان عبد الله بن أبي في قومه شريفا عظيما فقال من حضر رسول الله ص من أصحابه من الأنصار يا رسول الله عسى أن يكون الغلام أوهم في حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل حدبا على عبد الله بن أبي ودفعا عنه فلما استقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار لقيه أسيد بن حضير فحياه تحية النبوة وسلم عليه ثم قال يا رسول الله لقد رحت في ساعة منكرة ما كنت تروح فيها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم او ما بلغك ما قال صاحبكم قال وأي صاحب يا رسول الله قال عبد الله بن أبي قال وما قال قال زعم أنه إن رجع إلى المدينة أخرج الأعز منها الأذل قال أسيد فأنت والله يا رسول الله تخرجه إن شئت هو والله الذليل وأنت العزيز ثم قال يا رسول الله ارفق به فو الله لقد جاء الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه فإنه ليرى أنك قد استلبته ملكا ثم متن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس يومهم ذلك حتى أمسى وليلتهم حتى أصبح وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس § ثم نزل بالناس فلم يكن إلا أن وجدوا مس الأرض وقعوا نياما وإنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس من حديث عبد الله بن أبي ثم راح بالناس وسلك الحجاز حتى نزل على ماء بالحجاز فويق النقيع يقال له نقعاء فلما راح رسول الله صلى الله عليه وسلم هبت على الناس ريح شديدة آذتهم وتخوفوها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تخافوا فإنما هبت لموت عظيم من عظماء الكفار فلما قدموا المدينة وجدوا رفاعة بن زيد بن التابوت أحد بني قينقاع وكان من عظماء يهود وكهفا للمنافقين قد مات في ذلك اليوم ونزلت السورة التي ذكر الله فيها المنافقين في عبد الله بن ابى بن سلول ومن كان معه على مثل أمره فقال إذا جاءك المنافقون فلما نزلت هذه السورة أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذن زيد بن أرقم فقال هذا الذي أوفى الله بإذنه.

COMMENT

TBRBV02P608B

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق وبلغ عبد الله بن عبد الله بن أبي الذي كان من أمر أبيه فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة أن عبد الله بن عبد الله بن ابى ابن سلول اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنه قد بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبي فيما بلغك عنه فإن كنت فاعلا فمرني به فانا احمل إليك راسه فو الله لقد علمت الخزرج ما كان بها رجل أبر بوالده مني وإني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله فلا تدعني نفسي أن أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبي يمشي في الناس فأقتله فأقتل مؤمنا بكافر فادخل النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نرفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا وجعل بعد ذلك إذا أحدث الحدث كان قومه هم الذين يعاتبونه ويأخذونه ويعنفونه ويتوعدونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب حين بلغه ذلك عنهم من شأنهم كيف ترى يا عمر أما والله لو قتلته يوم أمرتني بقتله لأرعدت له آنف لو أمرتها اليوم § بقتله لقتلته قال فقال عمر قد والله علمت لامر رسول الله أعظم بركة من أمري قال وقدم مقيس بن صبابة من مكة مسلما فيما يظهر فقال يا رسول الله جئتك مسلما وجئت أطلب دية أخي قتل خطأ فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بدية أخيه هشام بن صبابة فأقام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم غير كثير ثم عدا على قاتل أخيه فقتله ثم خرج إلى مكة مرتدا فقال في شعر شفى النفس أن قد بات بالقاع مسندا تضرج ثوبيه دماء الأخادع وكانت هموم النفس من قبل قتله تلم فتحميني وطاء المضاجع حللت به وتري وأدركت ثؤرتي وكنت إلى الأوثان أول راجع تارت به فهرا وحملت عقله سراة بني النجار أرباب فارع وقال مقيس بن صبابة أيضا جللته ضربة باءت لها وشل من ناقع الجوف يعلوه وينصرم فقلت والموت تغشاه أسرته لا تأمنن بني بكر إذا ظلموا وأصيب من بني المصطلق يومئذ ناس كثير وقتل علي بن أبي طالب منهم رجلين مالكا وابنه وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم § سبيا كثيرا ففشا قسمه في المسلمين ومنهم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار زوج النبي صلى الله عليه وسلم.


TBRBV02P610B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس ابن الشماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسها وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه على كتابتها قالت فو الله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي كرهتها وعرفت أنه سيرى منها مثل ما رأيت فدخلت عليه فقالت يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على كتابتي فقال لها فهل لك في خير من ذلك قالت وما هو يا رسول الله قال أقضي كتابتك وأتزوجك قالت نعم يا رسول الله قال قد فعلت قالت وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرية بنت الحارث فقال الناس اصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما بأيديهم قالت فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها.


حديث الإفك *
+
TBRBV02P610D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق § قال واقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفره ذلك كما حدثني أبي إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة حتى إذا كان قريبا من المدينة وكانت معه عائشة في سفره ذلك قال أهل الإفك فيها ما قالوا.

MGHSV01P696B

قال ثنا القاسم بن عباد ثنا محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل وإبراهيم بن المختار عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت لما كان من أمر عقدي ما كان وقال أهل الإفك ما قالوا وخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزورة أخرى فسقط أيضا عقدي حتى حبس الناس على التماسه وطلع الفجر فلقيت من أبي بكر ما شاء الله وقال ما تنبه في كل سفر يكون عناء وليس مع الناس ماء فأنزل الله تعالى الرخصة في التيمم فقال أبو بكر ما تبينه أنك ما علمت لمباركة

COMMENT
TBRBV2P611B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن علقمة بن وقاص الليثي وعن سعيد بن المسيب وعن عروة بن الزبير وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال الزهري كل قد حدثني بعض هذا الحديث وبعض القوم كان أوعى له من بعض قال وقد جمعت لك كل الذي حدثني القوم.


TBRBV2P611C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قال وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قال وكل قد اجتمع حديثه في خبر قصة عائشة عن نفسها حين قال أهل الإفك فيها ما قالوا فكل قد دخل في حديثها عن هؤلاء جميعا ويحدث بعضهم ما لم يحدث بعض وكل كان عنها ثقة وكل قد حدث عنها بما سمع قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فلما كانت غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه كما كان يصنع فخرج سهمي عليهن فخرج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت وكان النساء إذ ذاك إنما يأكلن العلق لم يهبجهن اللحم فيثقلن قالت وكنت إذا رحل بعيري جلست في هودجي ثم يأتي القوم الذين يرحلون هودجي في بعيري § ويحملوني فيأخذون بأسفل الهودج فيرفعونه فيضعونه على ظهر البعير فيشدونه بحباله ثم يأخذون برأس البعير فينطلقون به قالت فلما فرغ رسول الله ص من سفره ذلك وجه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا فبات فيه بعض الليل ثم أذن في الناس بالرحيل فلما ارتحل الناس خرجت لبعض حاجتي وفي عنقي عقد لي فيه جزع ظفار فلما فرغت انسل من عنقي ولا أدري فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده وقد أخذ الناس في الرحيل قالت فرجعت عودي على بدئي إلى المكان الذي ذهبت إليه فالتمسته حتى وجدته وجاء خلافي القوم الذين كانوا يرجلون لي البعير وقد فرغوا من رحلته فأخذوا الهودج وهم يظنون أني فيه كما كنت أصنع فاحتملوه فشدوه على البعير ولم يشكوا أني فيه ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به ورجعت إلى العسكر وما فيه داع ولا مجيب قد انطلق الناس قالت فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني الذي ذهبت إليه وعرفت أن لو قد افتقدوني قد رجعوا الى قالت فو الله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته فلم يبت مع الناس في العسكر فلما رأى سوادي أقبل حتى وقف علي فعرفني وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب فلما رآني قال إنا لله وإنا إليه راجعون أظعينة رسول الله وأنا متلففة في ثيابي قال ما خلفك رحمك الله قالت فما كلمته ثم قرب البعير فقال اركبي رحمك الله واستأخر عني قالت فركبت وجاء فأخذ برأس البعير فانطلق بي سريعا يطلب الناس فو الله ما أدركنا الناس وما افتقدت حتى أصبحت ونزل الناس فلما اطمأنوا طلع الرجل يقودني فقال أهل الإفك في ما قالوا فارتج § العسكر وو الله ما أعلم بشيء من ذلك ثم قدمنا المدينة فلم أمكث أن اشتكيت شكوى شديدة ولا يبلغني شيء من ذلك وقد انتهى الحديث الى رسول الله ص والى ابوى ولا يذكران لي من ذلك قليلا ولا كثيرا إلا انى قد انكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي كنت إذا اشتكيت رحمني ولطف بي فلم يفعل ذلك في شكواي تلك فأنكرت منه وكان إذا دخل علي وأمي تمرضني قال كيف تيكم لا يزيد على ذلك قالت حتى وجدت في نفسي مما رأيت من جفائه عني فقلت له يا رسول الله لو أذنت لي فانتقلت إلى أمي فمرضتني قال لا عليك قالت فانتقلت إلى أمي ولا أعلم بشيء مما كان حتى نقهت من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة قالت وكنا قوما عربا لا نتخذ في بيوتنا هذه الكنف التي تتخذها الأعاجم نعافها ونكرهها إنما كنا نخرج في فسح المدينة وإنما كان النساء يخرجن كل ليلة في حوائجهن فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف وكانت أمها بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم خاله ابى بكر قالت فو الله إنها لتمشي معي إذ عثرت في مرطها فقالت تعس مسطح قالت قلت بئس لعمر الله ما قلت لرجل من المهاجرين قد شهد بدرا قالت او ما بلغك الخبر يا بنت أبي بكر قالت قلت وما الخبر فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الإفك قالت قلت وقد كان هذا قالت نعم والله لقد كان قالت فو الله ما قدرت على أن أقضي حاجتي ورجعت فما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدي قالت وقلت لأمي § يغفر الله لك تحدث الناس بما تحدثوا به وبلغك ما بلغك ولا تذكرين لي من ذلك شيئا قالت أي بنية خفضي الشان فو الله قلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن وكثر الناس عليها قالت وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس يخطبهم ولا أعلم بذلك ثم قال أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي ويقولون عليهن غير الحق والله ما علمت منهن إلا خيرا ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيرا وما دخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي قالت وكان كبر ذلك عند عبد الله بن أبي بن سلول في رجال من الخزرج مع الذي قال مسطح وحمنة بنت جحش وذلك أن أختها زينب بنت جحش كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تكن من نسائه امراه تناصبنى في المنزله عنده غيرها فاما زينب فعصمها الله واما حمنة بنت جحش فأشاعت من ذلك ما أشاعت تضارني لأختها زينب بنت جحش فشقيت بذلك فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المقالة قال أسيد بن حضير أخو بني عبد الأشهل يا رسول الله إن يكونوا من الأوس نكفكهم وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج فمرنا بأمرك فو الله إنهم لأهل أن تضرب أعناقهم قالت فقام سعد بن عبادة وكان قبل ذلك يرى رجلا صالحا فقال كذبت لعمر الله لا تضرب أعناقهم أما والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنهم من الخزرج ولو كانوا من قومك ما قلت هذا قال أسيد كذبت لعمر الله ولكنك منافق تجادل عن § المنافقين قالت وتثاوره الناس حتى كاد أن يكون بين هذين الحيين من الأوس والخزرج شر ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل علي قالت فدعا علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد فاستشارهما فأما أسامة فأثنى خيرا وقاله ثم قال يا رسول الله أهلك ولا نعلم عليهن إلا خيرا وهذا الكذب والباطل وأما علي فإنه قال يا رسول الله إن النساء لكثير وإنك لقادر على أن تستخلف وسل الجارية فإنها تصدقك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة يسألها قالت فقام إليها علي فضربها ضربا شديدا وهو يقول اصدقي رسول الله قالت فتقول والله ما أعلم إلا خيرا وما كنت أعيب على عائشة إلا أني كنت أعجن عجيني فآمرها أن تحفظه فتنام عنه فيأتي الداجن فيأكله ثم دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي أبواي وعندي امرأة من الأنصار وأنا أبكي وهي تبكي معي فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا عائشة إنه قد كان ما بلغك من قول الناس فاتقي الله وإن كنت قارفت سوءا مما يقول الناس فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبة عن عباده قالت فو الله ما هو إلا أن قال ذلك تقلص دمعي حتى ما أحس منه شيئا وانتظرت ابوى ان يجيبا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يتكلما قالت وايم الله لأنا كنت أحقر في نفسي وأصغر شأنا من أن ينزل الله عز وجل في قرآنا يقرأ به في المساجد § ويصلى به ولكني قد كنت أرجو أن يرى رسول الله في نومه شيئا يكذب الله به عني لما يعلم من براءتي أو يخبر خبرا فأما قرآن ينزل في فو الله لنفسي كانت أحقر عندي من ذلك قالت فلما لم أر أبوي يتكلمان قالت قلت ألا تجيبان رسول الله قالت فقالا لي والله ما ندري بماذا نجيبه قالت وايم الله ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر في تلك الأيام قالت فلما استعجما علي استعبرت فبكيت ثم قلت والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبدا والله لئن أقررت بما يقول الناس والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني لأقولن ما لم يكن ولئن أنا أنكرت ما تقولون لا تصدقونني قالت ثم التمست اسم يعقوب فما أذكره ولكني أقول كما قال أبو يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون قالت فو الله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه فسجى بثوبه ووضعت وسادة من أدم تحت رأسه فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رايت فو الله ما فزعت كثيرا ولا باليت قد عرفت أني بريئة وأن الله غير ظالمي وأما ابواى فو الذى نفس عائشة بيده ما سري عن رسول الله ص حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقا أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس قالت ثم سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وإنه ليتحدر منه مثل الجمان في يوم شات فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك قالت فقلت بحمد الله وذمكم ثم خرج إلى الناس فخطبهم وتلا عليهم ما أنزل الله عز وجل من القرآن في ثم امر بمسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش وكانوا ممن أفصح بالفاحشة فضربوا حدهم.

COMMENT

TBRBV02P617A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن أبيه عن بعض رجال بني النجار أن أبا أيوب خالد بن زيد قالت له امرأته أم أيوب يا أبا أيوب أما تسمع ما يقول الناس في عائشة قال بلى وذلك الكذب أكنت يا أم أيوب فاعلة ذلك قالت لا والله ما كنت لأفعله قال فعائشة والله خير منك قال فلما نزل القرآن ذكر الله من قال من الفاحشة ما قال من اهل الافك إن الذين جاؤ بالإفك عصبة منكم الآية وذلك حسان بن ثابت في أصحابه الذين قالوا ما قالوا ثم قال الله عز وجل لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا الآية اى كما قال أبو أيوب وصاحبته ثم قال إذ تلقونه بألسنتكم الآية فلما نزل هذا في عائشة وفيمن قال لها ما قال قال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وحاجته والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا ولا أنفعه بنفع أبدا بعد الذي قال لعائشة وأدخل علينا ما أدخل قالت فأنزل الله عز وجل في ذلك ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى الآية § قالت فقال ابو بكر والله لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح نفقته التي كان ينفق عليه وقال والله لا أنزعها منه أبدا ثم إن صفوان بن المعطل اعترض حسان بن ثابت بالسيف حين بلغه ما يقول فيه وقد كان حسان قال شعرا مع ذلك يعرض بابن المعطل فيه وبمن أسلم من العرب من مضر فقال أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا وابن الفريعة أمسى بيضة البلد قد ثكلت أمه من كنت صاحبه أو كان منتشبا في برثن الأسد ما لقتيلي الذي أغدو فآخذه من دية فيه يعطاها ولا قود ما البحر حين تهب الريح شامية فيغطئل ويرمي العبر بالزبد يوما بأغلب منى حين تبصرني ملغيظ أفري كفري العارض البرد فاعترضه صفوان بن المعطل بالسيف فضربه.


TBRBV02P618B

ثم قال كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق تلق ذباب السيف عني فإنني غلام إذا هوجيت لست بشاعر.


TBRBV02P618C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن ثابت بن قيس بن الشماس أخا § بلحارث بن الخزرج وثب على صفوان بن المعطل في ضربه حسان فجمع يديه إلى عنقه فانطلق به إلى دار بني الحارث بن الخزرج فلقيه عبد الله بن رواحة فقال ما هذا قال ألا أعجبك ضرب حسان بن ثابت بالسيف والله ما أراه إلا قد قتله قال فقال له عبد الله ابن رواحه هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء مما صنعت قال لا والله قال لقد اجترأت أطلق الرجل فأطلقه ثم أتوا رسول الله ص فذكروا له ذلك فدعا حسان وصفوان بن المعطل فقال ابن المعطل يا رسول الله آذاني وهجاني فاحتملني الغضب فضربته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان يا حسان أتشوهت على قومي أن هداهم الله للإسلام ثم قال أحسن يا حسان في الذي قد أصابك قال هي لك يا رسول الله.


TBRBV02P619B

وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد ابن ابراهيم بن الحارث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه عوضا منها بيرحا وهي قصر بني حديلة اليوم بالمدينة كانت مالا لأبي طلحة بن سهل تصدق بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاها حسان في ضربته وأعطاه سيرين أمة قبطية فولدت له عبد الرحمن بن حسان قال وكانت عائشة تقول لقد سئل عن صفوان بن المعطل فوجدوه رجلا حصورا ما يأتي النساء ثم قتل بعد ذلك شهيدا.


TBRBV02P619C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الواحد ابن حمزة أن حديث عائشة كان في عمرة القضاء.


ذكر الخبر عن عمره النبي صلى الله عليه وسلم التي صده المشركون فيها عن البيت وهي قصة الحديبية *
TBRBV02P620C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم معتمرا في ذي القعدة لا يريد حربا وقد استنفر العرب ومن حوله من أهل البوادي من الأعراب أن يخرجوا معه وهو يخشى من قريش الذي صنعوا به أن يعرضوا له بحرب أو يصدوه عن البيت فأبطأ عليه كثير من الأعراب وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المهاجرين والأنصار ومن لحق به من العرب وساق معه الهدي وأحرم بالعمرة ليأمن الناس من حربه وليعلم الناس أنه إنما جاء زائرا لهذا البيت معظما له.


TBRBV02P620D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم انهما حدثاه قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالا وساق معه سبعين بدنة وكان الناس سبعمائة رجل كانت كل بدنة عن عشرة نفر.


TBRBV02P621G

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال كنا أصحاب الحديبية أربعة عشر ومائة.


TBRBV02P623B

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ويح قريش قد أكلتهم الحرب ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر العرب فان هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وافرين وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة فما تظن قريش فو الله لا أزال أجاهدهم على الذي بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة ثم قال من رجل يخرج بنا على طريق غير طريقهم التي هم بها.


TBRBV02P623C

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أن رجلا من أسلم قال أنا يا رسول الله قال فسلك بهم على طريق وعر حزن بين شعاب فلما أن خرجوا منه وقد شق ذلك على المسلمين وأفضوا إلى أرض سهلة عند منقطع الوادي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس قولوا نستغفر الله ونتوب إليه ففعلوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله إنها للحطة التي عرضت على بني إسرائيل فلم يقولوها.


TBRBV02P624B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم أن رجلا من أسلم حدثه أن الذي نزل في القليب بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ناجيه بن جندب بن عمير ابن يعمر بن دارم وهو سائق بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم.


TBRBV02P626B

وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن الزهري في حديثه قال كان عروة بن مسعود لسبيعة بنت عبد شمس.

COMMENT

TBRBV02P627B

فلما رأى ذلك قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن § الزهري قال في حديثه ثم بعثوا إليه الحليس بن علقمة أو ابن زبان وكان يومئذ سيد الأحابيش وهو أحد بلحارث بن عبد مناة بن كنانة فلما رآه رسول الله ص قال إن هذا من قوم يتألهون فابعثوا الهدي في وجهه حتى يراه فلما رأى الهدي يسيل عليه من عرض الوادي في قلائده قد أكل أوباره من طول الحبس رجع إلى قريش ولم يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إعظاما لما رأى فقال يا معشر قريش انى قد رايت ما لا يحل صده الهدي في قلائده قد أكل أوباره من طول الحبس عن محله قالوا له اجلس فإنما أنت رجل أعرابي لا علم لك.


TBRBV02P628B

وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أن الحليس غضب عند ذلك وقال يا معشر قريش والله ما على هذا حالفناكم ولا على هذا عاقدناكم أن تصدوا عن بيت الله من جاءه معظما له والذي نفس الحليس بيده لتخلن بين محمد وبين ما جاء له أو لأنفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد قال فقالوا له مه كف عنا يا حليس حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به.


TBRBV02P630C

وأما ابن إسحاق فإنه ذكر أن قريشا إنما بعثت سهيل بن عمرو بعد رسالة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلها إليهم مع عثمان بن عفان.


TBRBV02P631A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني بعض اهل العلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا خراش بن أمية الخزاعي فبعثه إلى قريش بمكة وحمله على جمل له يقال له الثعلب ليبلغ أشرافهم عنه ما جاء له فعقروا به جمل رسول الله وأرادوا قتله فمنعته الأحابيش فخلوا سبيله حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم.


TBRBV02P631B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني من لا أتهم عن عكرمة مولى ابن عباس أن قريشا بعثوا أربعين رجلا منهم أو خمسين رجلا وأمروهم أن يطيفوا بعسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصيبوا لهم من أصحابه فأخذوا أخذا فأتي بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعفا عنهم وخلى سبيلهم وقد كانوا رموا في عسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجارة والنبل ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له فقال يا رسول الله إني أخاف قريشا على نفسي وليس بمكة من بني عدي بن كعب أحد يمنعني وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها ولكني أدلك على رجل هو أعز بها مني عثمان بن عفان فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب وإنما جاء زائرا لهذا البيت معظما لحرمته فخرج عثمان إلى مكة فلقيه أبان بن سعيد بن العاص حين دخل مكة أو قبل أن يدخلها فنزل عن دابته فحمله بين يديه ثم ردفه وأجاره حتى بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش فبلغهم عن رسول الله ص ما أرسله به فقالوا لعثمان حين فرغ من رساله رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم إن شئت أن تطوف بالبيت فطف به قال ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتبسته قريش عندها § فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن عثمان قد قتل.


TBRBV02P632B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال فحدثني عبد الله بن أبي بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه أن عثمان قد قتل قال لا نبرح حتى نناجز القوم ودعا الناس إلى البيعة فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة.


TBRBV02P633B

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ولم يتخلف عنه أحد من المسلمين حضرها الا الجد ابن قيس أخو بني سلمة قال كان جابر بن عبد الله يقول لكأني أنظر إليه لاصقا بإبط ناقته قد ضبأ إليها يستتر بها من الناس ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذي كان من أمر عثمان باطل.


TBRBV02P633C

قال ابن إسحاق قال الزهري ثم بعثت قريش سهيل بن عمرو أخا بني عامر بن لؤي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا له ائت محمدا فصالحه ولا يكن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا فو الله لا تحدث العرب أنه دخل علينا عنوة أبدا قال فأقبل سهيل بن عمرو فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا قال قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل فلما انتهى سهيل § الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم فأطال الكلام وتراجعا ثم جرى بينهما الصلح فلما التأم الأمر ولم يبق إلا الكتاب وثب عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر فقال يا أبا بكر أليس برسول الله قال بلى قال او لسنا بالمسلمين قال بلى قال او ليسوا بالمشركين قال بلى قال فعلام نعطي الدنية في ديننا قال أبو بكر يا عمر الزم غرزه فإني أشهد أنه رسول الله قال عمر وأنا أشهد أنه رسول الله قال ثم اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ألست برسول الله قال بلى قال او لسنا بالمسلمين قال بلى قال او ليسوا بالمشركين قال بلى قال فعلام نعطي الدنية في ديننا فقال أنا عبد الله ورسوله لن أخالف أمره ولن يضيعني قال فكان عمر يقول ما زلت أصوم وأتصدق وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به حتى رجوت أن يكون خيرا.


TBRBV02P634B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن محمد بن كعب القرظى عن علقمه ابن قيس النخعي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ثم دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل لا أعرف هذا ولكن اكتب باسمك اللهم فقال رسول الله اكتب باسمك اللهم فكتبتها ثم قال اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو فقال سهيل بن عمرو لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل ابن عمرو اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض على أنه من أتى رسول الله من قريش بغير § إذن وليه رده عليهم ومن جاء قريشا ممن مع رسول الله لم ترده عليه وأن بيننا عيبة مكفوفة وأنه لا إسلال ولا إغلال وأنه من أحب أن يدخل في عقد رسول الله وعهده دخل فيه ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه فتواثبت خزاعة فقالوا نحن في عقد رسول الله وعهده وتواثبت بنو بكر فقالوا نحن في عقد قريش وعهدها وأنك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا مكة وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثا وأن معك سلاح الراكب السيوف في القرب لا تدخلها بغير هذا فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب الكتاب هو وسهيل بن عمرو إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في الحديد قد انفلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وقد كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجوا وهم لا يشكون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع وما تحمل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه دخل الناس من ذلك أمر عظيم حتى كادوا أن يهلكوا فلما رأى سهيل أبا جندل قام إليه فضرب وجهه وأخذ بلببه فقال يا محمد قد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا قال صدقت قال فجعل ينتره بلببه ويجره ليرده إلى قريش وجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوته يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين يفتنونني في ديني فزاد الناس ذلك شرا إلى ما بهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا جندل احتسب فإن الله جاعل لك § ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم عقدا وصلحا وأعطيناهم على ذلك عهدا وأعطونا عهدا وإنا لا نغدر بهم قال فوثب عمر بن الخطاب مع أبي جندل يمشي إلى جنبه ويقول اصبر يا أبا جندل فإنما هم المشركون وإنما دم أحدهم دم كلب قال ويدني قائم السيف منه قال يقول عمر رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه قال فضن الرجل بأبيه فلما فرغ من الكتاب أشهد على الصلح رجالا من المسلمين ورجالا من المشركين أبا بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن سهيل بن عمرو وسعد بن أبي وقاص ومحمود بن مسلمة أخا بني عبد الأشهل ومكرز بن حفص بن الأخيف وهو مشرك أخا بني عامر بن لؤي وعلي بن أبي طالب وكتب وكان هو كاتب الصحيفة.


TBRBV02P637D

قال ابن حميد قال سلمة قال ابن إسحاق وكان الذي حلقه فيما بلغني ذلك اليوم خراش بن أمية بن الفضل الخزاعي.


TBRBV02P637E

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال حلق رجال يوم الحديبية وقصر آخرون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله المحلقين قالوا والمقصرين يا رسول الله قال يرحم الله المحلقين قالوا والمقصرين يا رسول الله قال يرحم الله المحلقين قالوا يا رسول الله والمقصرين قال والمقصرين قالوا يا رسول الله فلم ظاهرت الترحم للمحلقين دون المقصرين قال لأنهم لم يشكوا.


TBRBV02P638A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن أبان بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال اهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية في هداياه جملا لأبي جهل في رأسه برة من فضة ليغيظ المشركين بذلك.

COMMENT

الذي ذكرنا قبل ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
TBRBV02P638B

رجع الحديث إلى حديث الزهري الذي ذكرنا قبل ثم رجع النبي ص إلى المدينة زاد ابن حميد عن سلمة في حديثه عن ابن إسحاق عن الزهري قال يقول الزهري فما فتح في الإسلام فتح قبله كان أعظم منه إنما كان القتال حيث التقى الناس فلما كانت الهدنة ووضعت الحرب او زارها وأمن الناس كلهم بعضهم بعضا فالتقوا وتفاوضوا في الحديث والمنازعة فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه فلقد دخل في تينك السنتين في الإسلام مثل ما كان في الإسلام قبل ذلك وأكثر وقالوا جميعا في حديثهم عن الزهري عن عروة عن المسور ومروان فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جاءه أبو بصير رجل من قريش قال ابن إسحاق في حديثه أبو بصير عتبة بن اسيد ابن جارية وهو مسلم وكان ممن حبس بمكة فلما قدم على رسول الله كتب فيه أزهر بن عبد عوف والأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث رجلا من بني عامر بن لؤي ومعه مولى لهم فقدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب الأزهر والاخنس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بصير إنا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت ولا يصلح لنا في ديننا الغدر وإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا قال فانطلق معهما حتى إذا كان بذي الحليفة جلس إلى جدار وجلس معه صاحباه فقال أبو بصير أصارم سيفك هذا يا أخا بني عامر قال نعم قال أنظر إليه قال إن شئت فاستله أبو بصير ثم علاه § به حتى قتله وخرج المولى سريعا حتى اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد فلما رآه رسول الله طالعا قال إن هذا رجل قد رأى فزعا فلما انتهى إلى رسول الله قال ويلك ما لك قال قتل صاحبكم صاحبي فو الله ما برح حتى طلع أبو بصير متوشحا السيف حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله وفت ذمتك وأدي عنك أسلمتني ورددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل أمه مسعر حرب وقال ابن إسحاق في حديثه محش حرب لو كان معه رجال فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم قال فخرج أبو بصير حتى نزل بالعيص من ناحية ذي المروة على ساحل البحر بطريق قريش الذي كانوا يأخذون إلى الشام وبلغ المسلمين الذين كانوا احتبسوا بمكة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بصير ويل أمه محش حرب لو كان معه رجال فخرجوا إلى أبي بصير بالعيص وينفلت أبو جندل بن سهيل بن عمرو فلحق بأبي بصير فاجتمع إليه قريب من سبعين رجلا منهم فكانوا قد ضيقوا على قريش فو الله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لهم فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش الى النبي صلى الله عليه وسلم يناشدونه بالله وبالرحم لما أرسل إليهم فمن أتاه فهو آمن فاواهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدموا عليه المدينة زاد ابن إسحاق في حديثه فلما بلغ سهيل بن عمرو قتل أبي بصير صاحبهم العامري أسند ظهره إلى الكعبة وقال لا أؤخر ظهري عن الكعبة حتى يودوا هذا الرجل فقال أبو سفيان بن حرب والله إن هذا لهو السفه والله لا يودى ثلاثا.


TBRBV02P640B

زاد ابن إسحاق في حديثه وهاجرت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط في تلك المدة فخرج أخواها عمارة والوليد ابنا عقبة حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألانه أن يردها عليهما بالعهد الذي كان بينه وبين قريش في الحديبية فلم يفعل أبى الله عز وجل ذلك وقال أيضا في حديثه كان ممن طلق عمر بن الخطاب طلق امرأتيه قريبة بنت أبي أمية بن المغيره فتزوجها بعده معاوية بن أبي سفيان وهما على شركهما بمكة وأم كلثوم بنت عمرو بن جرول الخزاعية أم عبيد الله بن عمر فتزوجها أبو جهم بن حذافة بن غانم رجل من قومها وهما على شركهما بمكة.


TBRBV02P643B

ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة إلى وادي القرى فلقي به بني فزارة فأصيب به أناس من أصحابه وارتث زيد من بين القتلى وأصيب فيها ورد ابن عمرو أحد بني سعد بني هذيم أصابه أحد بني بدر فلما قدم زيد نذر الا يمس رأسه غسل من جنابة حتى يغزو فزارة فلما استبل من جراحه بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش إلى بني فزارة فلقيهم بوادي القرى فأصاب فيهم وقتل قيس بن المسحر اليعمري مسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر وأسر أم قرفة وهي فاطمة بنت ربيعة بن بدر وكانت عند مالك بن حذيفة بن بدر عجوزا كبيرة وبنتا لها وعبد الله بن مسعدة فأمر زيد بن حارثة أن يقتل أم قرفة فقتلها قتلا عنيفا ربط برجليها حبلين ثم ربطهما إلى بعيرين حتى شقاها ثم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنة أم قرفة وبعبد الله بن مسعدة وكانت ابنة أم قرفة لسلمة بن عمرو بن الأكوع كان هو الذي أصابها وكانت في بيت شرف من قومها كانت العرب تقول لو كنت أعز من أم قرفة ما زدت فسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمه فوهبها له فأهداها لخاله حزن بن أبي وهب فولدت له عبد الرحمن بن حزن.


ذكر خروج رسل رسول الله الى الملوك *
TBRBV02P645A

وأما ابن إسحاق فإنه فيما زعم وحدثنا به ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فرق رجالا من أصحابه إلى ملوك العرب والعجم دعاة إلى الله عز وجل فيما بين الحديبية ووفاته.


TBRBV02P645B

وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب المصري أنه وجد كتابا فيه تسمية من بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الخائبين وما قال لأصحابه حين بعثهم فبعث به إلى ابن شهاب الزهري مع ثقة من أهل بلده فعرفه وفي الكتاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه ذات غداة فقال لهم إني بعثت رحمة وكافة فأدوا عني يرحمكم الله ولا تختلفوا علي كاختلاف الحواريين على عيسى بن مريم قالوا يا رسول الله وكيف كان اختلافهم قال دعا إلى مثل ما دعوتكم إليه فأما من قرب به فأحب وسلم وأما من بعد به فكره وأبى فشكا ذلك منهم عيسى إلى الله عز وجل فأصبحوا من ليلتهم تلك وكل رجل منهم يتكلم بلغة القوم الذين بعث إليهم فقال عيسى هذا أمر قد عزم الله لكم عليه فامضوا.


TBRBV02P645C

قال ابن إسحاق ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه فبعث سليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود أخا بني عامر بن لؤي إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى أخي بني عبد القيس صاحب البحرين وعمرو بن العاص إلى جيفر بن جلندى وعباد بن جلندى الأزديين صاحبي عمان وبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية فأدى إليه كتاب رسول الله ص واهدى المقوقس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اربع جوار منهن مارية أم ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث رسول الله § دحية بن خليفه الكلبى ثم الخزجى إلى قيصر وهو هرقل ملك الروم فلما أتاه بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر فيه ثم جعله بين فخذيه وخاصرته.


TBRBV02P646B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن ابن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله ابن عباس قال حدثني أبو سفيان بن حرب قال كنا قوما تجارا وكانت الحرب بيننا وبين رسول الله قد حصرتنا حتى نهكت أموالنا فلما كانت الهدنة بيننا وبين رسول الله لم نامن الا نجد أمنا فخرجت في نفر من قريش تجار إلى الشام وكان وجه متجرنا منها غزة فقدمناها حين ظهر هرقل على من كان بأرضه من فارس وأخرجهم منها وانتزع له منهم صليبه الأعظم وكانوا قد استلبوه إياه فلما بلغ ذلك منهم وبلغه أن صليبه قد استنقذ له وكانت حمص منزله خرج منها يمشي على قدميه متشكرا لله حين رد عليه مارد ليصلي في بيت المقدس تبسط له البسط وتلقى عليها الرياحين فلما انتهى إلى إيلياء وقضى فيها صلاته ومعه بطارقته وأشراف الروم أصبح ذات غداة مهموما يقلب طرفه إلى السماء فقال له بطارقته والله لقد أصبحت ايها الملك الغداة مهموما قال اجل رايت في هذه الليلة أن ملك الختان ظاهر قالوا له أيها الملك ما نعلم أمة تختتن إلا يهود وهم في سلطانك وتحت يدك فابعث إلى كل من لك عليه سلطان في بلادك فمره فليضرب أعناق كل من تحت يديه من يهود واسترح من هذا الهم فو الله إنهم لفي ذلك من رأيهم يديرونه إذ أتاه رسول صاحب بصرى برجل من العرب يقوده وكانت الملوك تهادى الأخبار بينها فقال أيها الملك إن § هذا الرجل من العرب من أهل الشاء والإبل يحدث عن أمر حدث ببلاده عجب فسله عنه فلما انتهى به إلى هرقل رسول صاحب بصرى قال هرقل لترجمانه سله ما كان هذا الحدث الذي كان ببلاده فسأله فقال خرج بين أظهرنا رجل يزعم أنه نبي قد اتبعه ناس وصدقوه وخالفه ناس وقد كانت بينهم ملاحم في مواطن كثيرة فتركتهم على ذلك قال فلما أخبره الخبر قال جردوه فجردوه فإذا هو مختون فقال هرقل هذا والله الذي أريت لا ما تقولون اعطوه ثوبه انطلق عنا ثم دعا صاحب شرطته فقال له قلب لي الشام ظهرا وبطنا حتى تأتيني برجل من قوم هذا الرجل يعنى النبي صلى الله عليه وسلم قال ابو سفيان فو الله إنا لبغزة إذ هجم علينا صاحب شرطته فقال أنتم من قوم هذا الرجل الذي بالحجاز قلنا نعم قال انطلقوا بنا إلى الملك فانطلقنا فلما انتهينا إليه قال أنتم من رهط هذا الرجل قلنا نعم قال فأيكم أمس به رحما قلت أنا قال أبو سفيان وايم الله ما رأيت من رجل أرى أنه كان أنكر من ذلك الأغلف يعني هرقل فقال ادنه فأقعدني بين يديه وأقعد أصحابي خلفي ثم قال إني سأسأله فان كذب فردوا عليه فو الله لو كذبت ما ردوا علي ولكني كنت امرأ سيدا أتكرم عن الكذب وعرفت أن أيسر ما في ذلك إن أنا كذبته أن يحفظوا ذلك علي ثم يحدثوا به عني فلم أكذبه فقال أخبرني عن هذا الرجل الذي خرج بين أظهركم يدعي ما يدعي قال فجعلت أزهد له شأنه وأصغر له أمره وأقول له أيها الملك ما يهمك من أمره إن شأنه دون ما يبلغك فجعل لا يلتفت إلى ذلك ثم قال أنبئني عما أسألك عنه من شأنه قلت سل عما بدا لك قال كيف نسبه فيكم قلت محض أوسطنا نسبا قال § فأخبرني هل كان أحد من أهل بيته يقول مثل ما يقول فهو يتشبه به قلت لا قال فهل كان له فيكم ملك فاستلبتموه إياه فجاء بهذا الحديث لتردوا عليه ملكه قلت لا قال فأخبرني عن أتباعه منكم من هم قال قلت الضعفاء والمساكين والاحداث من الغلمان والنساء واما ذو والأسنان والشرف من قومه فلم يتبعه منهم أحد قال فأخبرني عمن تبعه أيحبه ويلزمه أم يقليه ويفارقه قال قلت ما تبعه رجل ففارقه قال فأخبرني كيف الحرب بينكم وبينه قال قلت سجال يدال علينا وندال عليه قال فأخبرني هل يغدر فلم أجد شيئا مما سألني عنه أغمزه فيه غيرها قلت لا ونحن منه في هدنة ولا نأمن غدره قال فو الله ما التفت إليها مني ثم كر علي الحديث قال سألتك كيف نسبه فيكم فزعمت أنه محض من أوسطكم نسبا وكذلك يأخذ الله النبي إذا أخذه لا يأخذه إلا من أوسط قومه نسبا وسألتك هل كان أحد من أهل بيته يقول بقوله فهو يتشبه به فزعمت أن لا وسألتك هل كان له فيكم ملك فاستلبتموه إياه فجاء بهذا الحديث يطلب به ملكه فزعمت أن لا وسألتك عن أتباعه فزعمت أنهم الضعفاء والمساكين والأحداث والنساء وكذلك أتباع الأنبياء في كل زمان وسألتك عمن يتبعه أيحبه ويلزمه أم يقليه ويفارقه فزعمت انه لا يتبعه أحد فيفارقه وكذلك حلاوة الإيمان لا تدخل قلبا فتخرج منه وسألتك هل يغدر فزعمت أن لا فلئن كنت صدقتني عنه ليغلبني على ما تحت قدمي هاتين ولوددت أني عنده فأغسل قدميه انطلق لشأنك قال فقمت من عنده وأنا أضرب إحدى يدي بالأخرى وأقول أي عباد الله لقد أمر أمر ابن أبي كبشة أصبح ملوك بني الأصفر يهابونه في سلطانهم بالشام قال وقدم عليه كتاب رسول الله ص مع دحية بن § خليفة الكلبي بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم السلام على من اتبع الهدى أما بعد أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن تتول فإن إثم الأكارين عليك يعني تحماله.


TBRBV02P649C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق قال قال ابن شهاب الزهري حدثني أسقف للنصارى أدركته في زمان عبد الملك بن مروان انه ادرك ذلك من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر هرقل وعقله قال فلما قدم عليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع دحية بن خليفة أخذه هرقل فجعله بين فخذيه وخاصرته ثم كتب إلى رجل برومية كان يقرأ من العبرانية ما يقرءونه يذكر له أمره ويصف له شأنه ويخبره بما جاء منه فكتب إليه صاحب رومية إنه للنبي الذي كنا ننتظره لا شك فيه فاتبعه وصدقه فأمر هرقل ببطارقة الروم فجمعوا له في دسكرة وأمر بها فأشرجت أبوابها عليهم ثم اطلع عليهم من علية له وخافهم على نفسه وقال يا معشر الروم انى قد جمعتكم لخبر إنه قد أتاني كتاب § هذا الرجل يدعوني إلى دينه وإنه والله للنبي الذي كنا ننتظره ونجده في كتبنا فهلموا فلنتبعه ونصدقه فتسلم لنا دنيانا وآخرتنا قال فنخروا نخرة رجل واحد ثم ابتدروا أبواب الدسكرة ليخرجوا منها فوجدوها قد أغلقت فقال كروهم علي وخافهم على نفسه فقال يا معشر الروم إني قد قلت لكم المقالة التي قلت لأنظر كيف صلابتكم على دينكم لهذا الأمر الذي قد حدث وقد رأيت منكم الذي أسر به فوقعوا له سجدا وأمر بأبواب الدسكرة ففتحت لهم فانطلقوا.


TBRBV02P650B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم أن هرقل قال لدحية بن خليفة حين قدم عليه بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك والله إني لأعلم أن صاحبك نبي مرسل وإنه الذي كنا ننتظره ونجده في كتابنا ولكني أخاف الروم على نفسي ولولا ذلك لا تبعته فاذهب الى صغاطر الأسقف فاذكر له أمر صاحبكم فهو والله أعظم في الروم مني وأجوز قولا عندهم منى فانظر ما يقول لك قال فجاءه دحية فأخبره بما جاء به من رسول الله صلى الله عليه وسلم الى هرقل وبما يدعوه اليه فقال صغاطر صاحبك والله نبي مرسل نعرفه بصفته ونجده في كتبنا باسمه ثم دخل فألقى ثيابا كانت عليه سودا ولبس ثيابا بيضا ثم أخذ عصاه فخرج على الروم وهم في الكنيسة فقال يا معشر الروم إنه قد جاءنا كتاب من أحمد يدعونا فيه إلى الله عز وجل وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن أحمد عبده ورسوله قال فوثبوا عليه وثبة رجل واحد فضربوه حتى قتلوه فلما رجع § دحية إلى هرقل فأخبره الخبر قال قد قلت لك انا نخافهم على أنفسنا فصغاطر والله كان أعظم عندهم وأجوز قولا مني.


TBRBV02P651B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن خالد بن يسار عن رجل من قدماء أهل الشام قال لما أراد هرقل الخروج من أرض الشام إلى القسطنطينية لما بلغه من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع الروم فقال يا معشر الروم إني عارض عليكم أمورا فانظروا فيم قد أردتها قالوا ما هي قال تعلمون والله أن هذا الرجل لنبي مرسل إنا نجده في كتابنا نعرفه بصفته التي وصف لنا فهلم فلنتبعه فتسلم لنا دنيانا وآخرتنا فقالوا نحن نكون تحت يدي العرب ونحن أعظم الناس ملكا وأكثرهم رجالا وأفضلهم بلدا قال فهلم فأعطيه الجزية في كل سنه اكسروا عني شوكته وأستريح من حربه بمال أعطيه إياه قالوا نحن نعطي العرب الذل والصغار بخرج يأخذونه منا ونحن أكثر الناس عددا وأعظمهم ملكا وأمنعهم بلدا لا والله لا نفعل هذا أبدا قال فهلم فلأصالحه على أن أعطيه أرض سورية ويدعني وأرض الشام قال وكانت أرض سورية أرض فلسطين والأردن ودمشق وحمص وما دون الدرب من أرض سورية وكان ما وراء الدرب عندهم الشام فقالوا له نحن نعطيه أرض سورية وقد عرفت أنها سرة الشام والله لا نفعل هذا أبدا فلما أبوا عليه قال أما والله لترون أنكم قد ظفرتم إذا امتنعتم منه في مدينتكم ثم جلس على بغل له فانطلق حتى إذا أشرف على الدرب استقبل أرض الشام ثم قال السلام عليكم أرض سورية تسليم الوداع ثم ركض حتى دخل القسطنطينية § قال ابن إسحاق وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب أخا بني أسد بن خزيمة إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني صاحب دمشق.


TBRBV02P652B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا ابن إسحاق قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه وكتب معه كتابا بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم ملك الحبشة سلم أنت فإني أحمد إليك الله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بعيسى فخلقه الله من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده ونفخه وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له والموالاة على طاعته وأن تتبعني وتؤمن بالذي جاءني فإني رسول الله وقد بعثت إليك ابن عمي جعفرا ونفرا معه من المسلمين فإذا جاءك فأقرهم ودع التجبر فإني أدعوك وجنودك إلى الله فقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصحي والسلام على من اتبع الهدى فكتب النجاشى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم إلى محمد رسول الله من النجاشي الأصحم بن أبجر سلام عليك § يا نبي الله ورحمة الله وبركاته من الله الذي لا إله إلا هو الذي هداني إلى الإسلام أما بعد فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من امر عيسى فو رب السماء والأرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت ثفروقا إنه كما قلت وقد عرفنا ما بعثت به إلينا وقد قرينا ابن عمك وأصحابه فأشهد أنك رسول الله صادقا مصدقا وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت على يديه لله رب العالمين وقد بعثت إليك بابني ارها بن الأصحم ابن أبجر فإني لا أملك إلا نفسي وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله فإني أشهد أن ما تقول حق والسلام عليك يا رسول الله قال ابن إسحاق وذكر لي أن النجاشي بعث ابنه في ستين من الحبشه في سفينه فإذ كانوا في وسط من البحر غرقت بهم سفينتهم فهلكوا.


TBRBV02P654B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن حبيب قال وبعث عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم إلى كسرى بن هرمز ملك فارس وكتب معه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده § لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأدعوك بدعاء الله فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين فأسلم تسلم فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك فلما قرأه مزقه وقال يكتب إلي هذا وهو عبدي.


TBRBV02P655B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الله بن حذافة قدم بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على كسرى فلما قرأه شقه فقال رسول الله مزق ملكه حين بلغه أنه شق كتابه ثم رجع إلى حديث يزيد بن أبي حبيب قال ثم كتب كسرى إلى باذان وهو على اليمن أن ابعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز رجلين من عندك جلدين فليأتياني به فبعث باذان قهرمانه وهو بابويه وكان كاتبا حاسبا بكتاب فارس وبعث معه رجلا من الفرس يقال له خرخسره وكتب معهما الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمره أن ينصرف معهما إلى كسرى وقال لبابويه ائت بلد هذا الرجل وكلمه وأتني بخبره فخرجا حتى قدما الطائف فوجدا رجالا من قريش بنخب من أرض الطائف فسألاهم عنه فقالوا هو بالمدينة واستبشروا بهما وفرحوا وقال بعضهم لبعض أبشروا فقد نصب له كسرى ملك الملوك كفيتم الرجل فخرجا حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه بابويه فقال ان شاهانشاه ملك الملوك كسرى قد كتب إلى الملك باذان يأمره أن يبعث إليك من يأتيه بك وقد بعثني إليك لتنطلق معي فإن فعلت كتب فيك إلى ملك الملوك ينفعك ويكفه عنك وإن أبيت فهو من قد علمت فهو مهلكك ومهلك قومك ومخرب بلادك ودخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حلقا لحاهما وأعفيا شواربهما فكره النظر إليهما ثم § أقبل عليهما فقال ويلكما من أمركما بهذا قالا أمرنا بهذا ربنا يعنيان كسرى فقال رسول الله لكن ربي قد أمرني بإعفاء لحيتي وقص شاربي ثم قال لهما ارجعا حتى تأتياني غدا واتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء أن الله قد سلط على كسرى ابنه شيرويه فقتله في شهر كذا وكذا ليلة كذا وكذا من الليل بعد ما مضى من الليل سلط عليه ابنه شيرويه فقتله.


TBRBV02P656C

رجع الحديث إلى حديث محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب فدعاهما فأخبرهما فقالا هل تدري ما تقول إنا قد نقمنا عليك ما هو أيسر من هذا أفنكتب هذا عنك ونخبره الملك قال نعم أخبراه ذلك عني وقولا له إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ ملك كسرى وينتهي إلى منتهى الخف والحافر وقولا له إنك إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك وملكتك على قومك من الأبناء ثم أعطى خرخسره منطقة فيها ذهب وفضة كان أهداها له بعض الملوك فخرجا من عنده حتى قدما على باذان فأخبراه الخبر فقال والله ما هذا بكلام ملك وإني لأرى الرجل نبيا كما يقول ولننظرن ما قد قال فلئن كان هذا حقا ما فيه كلام إنه لنبي مرسل وإن لم يكن فسنرى فيه رأينا فلم ينشب باذان أن قدم عليه كتاب شيرويه أما بعد فإني قد قتلت كسرى ولم أقتله إلا غضبا لفارس لما كان استحل من قتل أشرافهم وتجميرهم في ثغورهم فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن قبلك وانظر الرجل الذي كان كسرى كتب فيه إليك فلا تهجه حتى يأتيك أمري فيه فلما انتهى كتاب شيرويه إلى باذان قال إن هذا الرجل لرسول فأسلم وأسلمت الأبناء معه من فارس من كان منهم باليمن فكانت حمير تقول § لخرخسره ذو المعجزة للمنطقة التي أعطاه إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم والمنطقة بلسان حمير المعجزة فبنوه اليوم ينسبون إليها خرخسره ذو المعجزة وقد قال بابويه لباذان ما كلمت رجلا قط أهيب عندي منه فقال له باذان هل معه شرط قال لا.


TBRBV02P657D

قال أبو جعفر ولما رجع رسول الله ص من غزوة الحديبية إلى المدينة أقام بها ذا الحجة وبعض المحرم فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال وولي الحج في تلك السنة المشركون.


ذكر الأحداث الكائنة في سنة سبع من الهجرة *

غزوة خيبر *
TBRBV03P009E

ثم دخلت سنة سبع فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بقية المحرم إلى خيبر واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري فمضى حتى نزل بجيشه بواد يقال له الرجيع فنزل بين أهل خيبر وبين غطفان فيما.


TBRBV03P009F

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق ليحول بينهم وبين أن يمدوا أهل خيبر وكانوا لهم مظاهرين على رسول الله صلى الله عليه وسلم.


TBRBV03P010B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أنه حدثه بعض أسلم أن بني سهم من أسلم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله والله لقد جهدنا وما بأيدينا شيء فلم يجدوا عند رسول الله شيئا يعطيهم إياه فقال النبي اللهم إنك قد عرفت حالهم وأن ليست بهم قوة وأن ليس بيدي شيء أعطيهم إياه فافتح عليهم أعظم حصونها أكثرها طعاما وودكا فغدا الناس ففتح الله عليهم حصن الصعب بن معاذ وما بخيبر حصن كان أكثر طعاما وودكا منه قال ولما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصونهم ما افتتح وحاز من الأموال ما حاز انتهوا إلى حصنهم الوطيح والسلالم وكان آخر حصون خيبر افتتح حاصرهم رسول الله بضع عشرة ليلة.


TBRBV03P010C

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن سهل بن عبد الرحمن بن سهل أخي بني حارثة عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال خرج مرحب اليهودي من حصنهم قد جمع سلاحه وهو يرتجز ويقول قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب أطعن أحيانا وحينا أضرب إذا الليوث أقبلت تحرب كان حماي للحمى لا يقرب وهو يقول هل من مبارز فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لهذا فقام محمد بن مسلمة فقال أنا له يا رسول الله أنا والله الموتور الثائر قتلوا أخي بالأمس قال فقم إليه اللهم أعنه عليه فلما أن دنا كل واحد منهما من صاحبه دخلت بينهما شجره عمريه § من شجر العشر فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه فكلما لاذ بها اقتطع بسيفه منها ما دونه منها حتى برز كل واحد منهما لصاحبه وصارت بينهما كالرجل القائم ما بينهما فنن ثم حمل مرحب على محمد فضربه فاتقاه بالدرقة فوقع سيفه فيها فعضت به فامسكته وضربه محمد ابن مسلمة حتى قتله ثم خرج بعد مرحب أخوه ياسر يرتجز ويقول قد علمت خيبر انى ياسر شاكى السلاح بطل مغاور إذا الليوث أقبلت تبادر وأحجمت عن صولتي المغاور إن حماي فيه موت حاضر.


TBRBV03P011B

وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنى محمد ابن إسحاق عن هشام بن عروة أن الزبير بن العوام خرج إلى ياسر فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب أيقتل ابني يا رسول الله قال بل ابنك يقتله إن شاء الله فخرج الزبير وهو يقول قد علمت خيبر أني زبار قرم لقوم غير نكس فرار ابن حماة المجد وابن الأخيار ياسر لا يغررك جمع الكفار فجمعهم مثل السراب الجرار ثم التقيا فقتله الزبير.


TBRBV03P013B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن الحسن عن بعض أهله عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خرجنا مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم برايته فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من اليهود فطرح ترسه من يده فتناول علي رضي الله عنه بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ثم ألقاه من يده حين فرغ فلقد رأيتني في نفر سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه.


TBRBV03P013C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ولما § فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم القموص حصن ابن أبي الحقيق أتي رسول الله بصفية بنت حيي بن أخطب وبأخرى معها فمر بهما بلال وهو الذي جاء بهما على قتلى من قتلى يهود فلما رأتهم التي مع صفية صاحت وصكت وجهها وحثت التراب على رأسها فلما رآها رسول الله قال أغربوا عني هذه الشيطانة وأمر بصفية فحيزت خلفه وألقي عليها رداؤه فعرف المسلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اصطفاها لنفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال فيما بلغني حين رأى من تلك اليهودية ما رأى أنزعت منك الرحمة يا بلال حيث تمر بامرأتين على قتلى رجالهما وكانت صفية قد رأت في المنام وهي عروس بكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق أن قمرا وقع في حجرها فعرضت رؤياها على زوجها فقال ما هذا إلا أنك تمنين ملك الحجاز محمدا فلطم وجهها لطمة اخضرت عينها منها فأتي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبها أثر منها فسألها ما هو فأخبرته هذا الخبر قال ابن إسحاق وأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق وكان عنده كنز بني النضير فسأله فجحد أن يكون يعلم مكانه فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل من يهود فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني قد رأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة فقال رسول الله لكنانة أرأيت ان وجدناه عندك ااقتلك قال نعم فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخربة فحفرت فأخرج منها بعض كنزهم ثم سأله ما بقي فأبى أن يؤديه فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام فقال عذبه حتى تستأصل ما عنده فكان الزبير يقدح بزنده في صدره حتى أشرف على نفسه ثم دفعه رسول الله إلى محمد بن مسلمة فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة وحاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل خيبر في حصنيهم الوطيح والسلالم حتى إذا أيقنوا بالهلكة سألوه § أن يسيرهم ويحقن لهم دماءهم ففعل وكان رسول الله قد حاز الأموال كلها الشق ونطاة والكتيبة وجميع حصونهم إلا ما كان من ذينك الحصنين فلما سمع بهم أهل فدك قد صنعوا ما صنعوا بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه أن يسيرهم ويحقن دماءهم لهم ويخلوا له الأموال ففعل وكان فيمن مشى بينهم وبين رسول الله في ذلك محيصة بن مسعود أخو بني حارثة فلما نزل أهل خيبر على ذلك سألوا رسول الله أن يعاملهم بالأموال على النصف وقالوا نحن أعلم بها منكم واعمر لها فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصف على أنا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم وصالحه أهل فدك على مثل ذلك فكانت خيبر فيئا للمسلمين وكانت فدك خالصه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يجلبوا عليها بخيل ولا ركاب فلما اطمان رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدت له زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم شاة مصلية وقد سألت أي عضو من الشاة أحب إلى رسول الله فقيل لها الذراع فأكثرت فيها السم فسمت سائر الشاة ثم جاءت بها فلما وضعتها بين يدي رسول الله ص تناول الذراع فأخذها فلاك منها مضغة فلم يسغها ومعه بشر بن البراء ابن معرور وقد أخذ منها كما أخذ رسول الله فأما بشر فأساغها وأما رسول الله فلفظها ثم قال إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم ثم دعا بها فاعترفت فقال ما حملك على ذلك قالت بلغت من قومي ما لم يخف عليك فقلت إن كان نبيا فسيخبر وإن كان ملكا استرحت منه فتجاوز عنها النبي صلى الله عليه وسلم ومات بشر بن البراء من أكلته التي أكل.


TBRBV03P015B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن مروان بن عثمان بن أبي سعيد بن المعلى قال وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم § قال في مرضه الذي توفي فيه ودخلت عليه أم بشر بن البراء تعوده يا أم بشر إن هذا الأوان وجدت انقطاع أبهري من الأكلة التي أكلت مع ابنك بخيبر قال وكان المسلمون يرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات شهيدا مع ما أكرمه الله به من النبوة قال ابن إسحاق فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر انصرف إلى وادي القرى فحاصر أهله ليالي ثم انصرف راجعا إلى المدينة.


ذكر غزوه رسول الله صلى الله عليه وسلم وادي القرى *
TBRBV03P016D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن ثور ابن زيد عن سالم مولى عبد الله بن مطيع عن أبي هريرة قال لما انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر إلى وادي القرى نزلنا أصلا مع مغارب الشمس ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام له أهداه إليه رفاعة بن زيد الجذامى ثم الضبيبى فو الله انا لنضع رحل رسول الله ص إذ أتاه سهم غرب فأصابه فقتله فقلنا هنيئا له الجنه فقال رسول الله ص كلا والذي نفس محمد بيده إن شملته الان لتحرق عليه في النار قال وكان غلها من فيء المسلمين يوم خيبر قال فسمعها رجل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فقال يا رسول الله أصبت شراكين لنعلين لي قال فقال يقد لك مثلهما من النار وفي هذه السفرة نام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس.


TBRBV03P016F

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق § عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وكان ببعض الطريق قال من آخر الليل من رجل يحفظ علينا الفجر لعلنا ننام فقال بلال أنا يا رسول الله احفظ لك فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل الناس فناموا وقام بلال يصلي فصلى ما شاء الله أن يصلي ثم استند إلى بعيره واستقبل الفجر يرمقه فغلبته عينه فنام فلم يوقظهم إلا مس الشمس وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول أصحابه هب من نومه فقال ماذا صنعت بنا يا بلال فقال يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك قال صدقت ثم اقتاد رسول الله غير كثير ثم أناخ فتوضأ وتوضأ الناس ثم أمر بلالا فأقام الصلاة فصلى بالناس فلما سلم أقبل على الناس فقال إذا نسيتم الصلاة فصلوها إذا ذكرتموها فإن الله عز وجل يقول وأقم الصلاة لذكري قال ابن إسحاق وكان فتح خيبر في صفر قال وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء من نساء المسلمين فرضخ لهن رسول الله من الفيء ولم يضرب لهن بسهم قال ولما فتحت خيبر قال الحجاج بن علاط السلمى ثم البهزى لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إن لي مالا بمكة عند صاحبتي أم شيبة بنت أبي طلحة وكانت عنده له منها معرض بن الحجاج ومال متفرق في تجار أهل مكة فأذن لي يا رسول الله فاذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال إنه لا بد لي من أن أقول قال قل قال الحجاج فخرجت حتى إذا قدمت مكة فوجدت بثنية البيضاء رجالا من قريش يتسمعون الأخبار ويسألون عن أمر رسول الله وقد بلغهم أنه قد سار § إلى خيبر وقد عرفوا أنها قرية الحجاز ريفا ومنعه ورجالا فهم يتحسسون الأخبار فلما رأوني قالوا الحجاج بن علاط ولم يكونوا علموا بإسلامي عنده والله الخبر أخبرنا بأمر محمد فإنه قد بلغنا أن القاطع قد سار إلى خيبر وهي بلدة يهود وريف الحجاز قال قلت قد بلغني ذلك وعندي من الخبر ما يسركم قال فالتاطوا بجنبي ناقتي يقولون إيه يا حجاج قال قلت هزموا هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط وقتل أصحابه قتلا لم تسمعوا بمثله قط وأسر محمد أسرا وقالوا لن نقتله حتى نبعث به إلى مكة فيقتلوه بين أظهرهم بمن كان أصاب من رجالهم قال فقاموا فصاحوا بمكة وقالوا قد جاءكم الخبر وهذا محمد إنما تنتظرون أن يقدم به عليكم فيقتل بين أظهركم قال قلت أعينوني على جمع مالي بمكة على غرمائي فإني أريد أن أقدم خيبر فأصيب من فل محمد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار إلى ما هنالك قال فقاموا فجمعوا مالي كأحث جمع سمعت به فجئت صاحبتي فقلت مالي وقد كان لي عندها مال موضوع لعلي ألحق بخيبر فأصيب من فرص البيع قبل أن يسبقني إليه التجار فلما سمع العباس بن عبد المطلب الخبر وجاءه عني أقبل حتى وقف إلى جنبي وأنا في خيمة من خيام التجار فقال يا حجاج ما هذا الذي جئت به قال قلت وهل عندك حفظ لما وضعت عندك قال نعم قلت فاستأخر عني حتى ألقاك على خلاء فإني في جمع مالي كما ترى فانصرف عني حتى إذا فرغت من جمع كل شيء كان لي بمكة وأجمعت الخروج لقيت العباس فقلت احفظ علي حديثي يا أبا الفضل فإني أخشى الطلب ثلاثا ثم قل ما شئت قال أفعل قال قلت فإني والله لقد تركت ابن أخيك عروسا على ابنة ملكهم يعني صفية بنت حيي ابن أخطب ولقد افتتح خيبر وانتثل ما فيها وصارت له ولأصحابه قال ما تقول يا حجاج قال قلت إي والله فاكتم علي ولقد اسلمت § وما جئت إلا لآخذ مالي فرقا من أن أغلب عليه فإذا مضت ثلاث فأظهر أمرك فهو والله على ما تحب قال حتى إذا كان اليوم الثالث لبس العباس حلة له وتخلق وأخذ عصاه ثم خرج حتى أتى الكعبة فطاف بها فلما رأوه قالوا يا أبا الفضل هذا والله التجلد لحر المصيبة قال كلا والذي حلفتم به لقد افتتح محمد خيبر وترك عروسا على ابنة ملكهم وأحرز أموالها وما فيها فأصبحت له ولأصحابه قالوا من جاءك بهذا الخبر قال الذي جاءكم بما جاءكم به لقد دخل عليكم مسلما وأخذ ماله وانطلق ليلحق برسول الله واصحابه فيكون معه قالوا يال عباد الله أفلت عدو الله أما والله لو علمنا لكان لنا وله شأن ولم ينشبوا ان جاءهم الخبر بذلك.


ذكر مقاسم خيبر وأموالها *
TBRBV03P019C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر قال كانت المقاسم على أموال خيبر على الشق ونطاة والكتيبة فكانت الشق ونطاة في سهمان المسلمين وكانت الكتيبة خمس الله عز وجل وخمس النبي صلى الله عليه وسلم وسهم ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وطعم أزواج النبي وطعم رجال مشوا بين رسول الله وبين أهل فدك بالصلح منهم محيصه ابن مسعود اعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ثلاثين وسق شعير وثلاثين وسق تمر وقسمت خيبر على أهل الحديبية من شهد منهم خيبر ومن غاب عنها ولم يغب عنها إلا جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري فقسم له رسول الله صلى الله عليه وسلم كسهم من حضرها § قال ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك حين بلغهم ما أوقع الله بأهل خيبر فبعثوا إلى رسول الله يصالحونه على النصف من فدك فقدمت عليه رسلهم بخيبر أو بالطائف وإما بعد ما قدم المدينة فقبل ذلك منهم فكانت فدك لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.


TBRBV03P020B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى أهل خيبر عبد الله بن رواحة خارصا بين المسلمين ويهود فيخرص عليهم فإذا قالوا تعديت علينا قال إن شئتم فلكم وإن شئتم فلنا فتقول يهود بهذا قامت السموات والأرض وإنما خرص عليهم عبد الله بن رواحة ثم أصيب بمؤتة فكان جبار بن صخر بن خنساء أخو بني سلمة هو الذي يخرص عليهم بعد عبد الله بن رواحة فأقامت يهود على ذلك لا يرى بهم المسلمون بأسا في معاملتهم حتى عدوا في عهد رسول الله ص على عبد الله ابن سهل أخي بني حارثة فقتلوه فاتهمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون عليه.


TBRBV03P020C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال سألت ابن شهاب الزهري كيف كان إعطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود خيبر نخيلهم حين أعطاهم النخل على خرجها أبت ذلك لهم حتى قبض أم أعطاهم إياها لضرورة من غير ذلك فأخبرني ابن شهاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح خيبر عنوة بعد القتال وكانت خيبر مما أفاء الله على رسوله خمسها رسول الله وقسمها § بين المسلمين ونزل من نزل من أهلها على الإجلاء بعد القتال فدعاهم رسول الله ص فقال إن شئتم دفعنا إليكم هذه الأموال على أن تعملوها وتكون ثمارها بيننا وبينكم وأقركم ما أقركم الله فقبلوا فكانوا على ذلك يعملونها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث عبد الله بن رواحة فيقسم ثمرها ويعدل عليهم في الخرص فلما توفى الله عز وجل نبيه ص أقرها أبو بكر بعد النبي في أيديهم على المعاملة التي كان عاملهم عليها رسول الله حتى توفي ثم أقرها عمر صدرا من إمارته ثم بلغ عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في وجعه الذي قبض فيه لا يجتمعن بجزيرة العرب دينان ففحص عمر عن ذلك حتى بلغه الثبت فأرسل إلى يهود أن الله قد أذن في إجلائكم فقد بلغنى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجتمعن بجزيرة العرب دينان فمن كان عنده عهد من رسول الله فليأتني به أنفذه له ومن لم يكن عنده عهد من رسول الله من اليهود فليتجهز للجلاء فأجلى عمر من لم يكن عنده عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم.


TBRBV03P022E

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب ابن عبد الله الكلبي إلى أرض بني مرة فأصاب بها مرداس بن نهيك حليفا لهم من الحرقة من جهينة قتله أسامة بن زيد ورجل من الأنصار قال أسامة لما غشيناه قال أشهد أن لا إله إلا الله فلم ننزع عنه حتى قتلناه فلما قدمنا على رسول الله أخبرناه الخبر فقال يا أسامة من لك بلا إله إلا الله.


عمره القضاء *
TBRBV03P023C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة من خيبر أقام بها شهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر وجمادى الأولى وجمادى الآخرة ورجب وشعبان وشهر رمضان وشوالا يبعث فيما بين ذلك من غزوه وسراياه ثم خرج في ذي القعدة في الشهر الذي صده فيه المشركون معتمرا عمرة القضاء مكان عمرته التي صدوه عنها وخرج معه المسلمون ممن كان معه في عمرته تلك وهي سنة سبع فلما سمع به أهل مكة خرجوا عنه وتحدثت قريش بينها أن محمدا وأصحابه في عسر وجهد وحاجة.


TBRBV03P023D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن § الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال اصطفوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند دار الندوة لينظروا إليه وإلى أصحابه فلما دخل رسول الله المسجد اضطبع بردائه وأخرج عضده اليمنى ثم قال رحم الله امرأ أراهم اليوم من نفسه قوة ثم استلم الركن وخرج يهرول ويهرول أصحابه معه حتى إذا واراه البيت منهم واستلم الركن اليماني مشى حتى يستلم الأسود ثم هرول كذلك ثلاثة أطواف ومشى سائرها وكان ابن عباس يقول كان الناس يظنون أنها ليست عليهم وذلك أن رسول الله إنما صنعها لهذا الحي من قريش للذي بلغه عنهم حتى حج حجة الوداع فرملها فمضت السنة بها.


TBRBV03P024B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة في تلك العمرة دخلها وعبد الله بن رواحة آخذ بخطام ناقته وهو يقول خلوا بني الكفار عن سبيله إني شهيد أنه رسوله خلوا فكل الخير في رسوله يا رب إني مؤمن بقيله اعرف حق الله في قبوله يا رب إني مؤمن بقيله أعرف حق الله في قبوله نحن قتلناكم على تأويله كما قتلناكم على تنزيله ضربا يزيل الهام عن مقيله كما قتلناكم على تنزيله ضربا يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله.


TBRBV03P024C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق § عن أبان بن صالح وعبد الله بن ابى نجيح عن عطاء بن رباح ومجاهد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث في سفره ذلك وهو حرام وكان الذي زوجه إياها العباس بن عبد المطلب قال ابن إسحاق فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاثا فأتاه حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل في نفر من قريش في اليوم الثالث وكانت قريش وكلته باخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة فقالوا له إنه قد انقضى أجلك فاخرج عنا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم فصنعنا لكم طعاما فحضرتموه قالوا لا حاجة لنا في طعامك فاخرج عنا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبا رافع مولاه على ميمونة حتى أتاه بها بسرف فبنى عليها رسول الله هنالك وأمر رسول الله أن يبدلوا الهدي وأبدل معهم فعزت عليهم الإبل فرخص لهم في البقر ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في ذي الحجة فأقام بها بقية ذي الحجة وولى تلك الحجة المشركون والمحرم وصفرا وشهري ربيع وبعث في جمادى الأولى بعثه إلى الشام الذين أصيبوا بمؤتة.


TBRBV03P026D

فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بنو سليم فأصيب بها هو وأصحابه جميعا.


ثم دخلت سنة ثمان من الهجرة *

خبر غزوه غالب بن عبد الله الليثى بنى الملوح *
TBRBV03P027F

وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة جميعا عن ابن إسحاق قال حدثنى يعقوب ابن عتبة بن المغيرة عن مسلم بن عبد الله بن خبيب الجهنى عن جندب ابن مكيث الجهنى قال بعث رسول الله ص غالب بن عبد الله الكلبي كلب ليث إلى بني الملوح بالكديد وأمره أن يغير عليهم فخرج وكنت في سريته فمضينا حتى إذا كنا بقديد لقينا بها الحارث ابن مالك وهو ابن البرصاء الليثي فأخذناه فقال إني إنما جئت لأسلم فقال غالب بن عبد الله إن كنت إنما جئت مسلما فلن يضرك رباط يوم وليلة وإن كنت على غير ذلك استوثقنا منك قال فأوثقه رباطا ثم خلف عليه رويجلا أسود كان معنا فقال امكث معه حتى نمر عليك فإن نازعك فاحتز رأسه قال ثم مضينا حتى أتينا بطن الكديد فنزلنا عشيشية بعد العصر فبعثني أصحابي ربيئة فعمدت إلى تل يطلعني على الحاضر فانبطحت عليه وذلك قبيل المغرب فخرج منهم رجل فنظر فرآني منبطحا على التل فقال لامرأته والله إني لأرى على هذا التل سوادا ما كنت رأيته أول النهار فانظري لا تكون الكلاب § جرت بعض أوعيتك فنظرت فقالت والله ما أفقد شيئا قال فناوليني قوسي وسهمين من نبلي فناولته فرماني بسهم فوضعه في جنبي قال فنزعته فوضعته ولم أتحرك ثم رماني بالآخر فوضعه في رأس منكبي فنزعته فوضعته ولم أتحرك فقال أما والله لقد خالطه سهماي ولو كان ربيئة لتحرك فإذا أصبحت فاتبعي سهمي فخذيهما لا تمضغهما علي الكلاب قال فأمهلناهم حتى راحت رائحتهم حتى إذا احتلبوا وعطنوا سكنوا وذهبت عتمة من الليل شننا عليهم الغارة فقتلنا من قتلنا واستقنا النعم فوجهنا قافلين وخرج صريخ القوم إلى القوم مغوثا قال وخرجنا سراعا حتى نمر بالحارث بن مالك ابن البرصاء وصاحبه فانطلقنا به معنا وأتانا صريخ الناس فجاءنا ما لا قبل لنا به حتى إذا لم يكن بيننا وبينهم إلا بطن الوادي من قديد بعث الله عز وجل من حيث شاء سحابا ما رأينا قبل ذلك مطرا ولا خالا فجاء بما لا يقدر أحد أن يقدم عليه فلقد رأيناهم ينظرون إلينا ما يقدر أحد منهم أن يقدم ولا يتقدم ونحن نحدوها سراعا حتى أسندناها في المشلل ثم حدرناها عنها فأعجزنا القوم بما في أيدينا فما أنسى قول راجز من المسلمين وهو يحدوها في أعقابها ويقول أبى أبو القاسم أن تعزبي في خضل نباته مغلولب صفر أعاليه كلون المذهب.


TBRBV03P028B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن رجل من أسلم عن شيخ منهم أن شعار اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة كان أمت أمت.


وفيها قدم عمرو بن العاص مسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم *
TBRBV03P029F

ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن راشد مولى ابن أبي أوس عن حبيب بن أبي أوس قال حدثني § عمرو بن العاص من فيه إلى أذني قال لما انصرفنا مع الأحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش كانوا يرون رأيي ويسمعون مني فقلت لهم تعلمون والله أني لأرى أمر محمد يعلو الأمور علوا منكرا وإني قد رأيت رأيا فما ترون فيه قالوا وماذا رأيت قلت رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشى فلان نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد وإن يظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلا يأتينا منهم الا خير فقالوا ان هذا لراى قلت فاجمعوا له ما نهدي إليه وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم فجمعنا له أدما كثيرا ثم خرجنا حتى قدمنا عليه فو الله إنا لعنده إذ جاءه عمرو بن أمية الضمرى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه إليه في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه قال فدخل عليه ثم خرج من عنده قال فقلت لأصحابي هذا عمرو بن أمية الضمري لو قد دخلت على النجاشي وسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمد فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع فقال مرحبا بصديقي أهديت لي شيئا من بلادك قلت نعم أيها الملك قد أهديت لك أدما كثيرا ثم قربته إليه فأعجبه واشتهاه ثم قلت له أيها الملك إني قد رأيت رجلا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطنيه لأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا قال فغضب ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره يعني النجاشي فلو انشقت الأرض لي لدخلت فيها فرقا منه ثم قلت والله أيها الملك لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه قال أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله فقلت أيها الملك أكذاك هو قال § ويحك يا عمرو أطعني واتبعه فإنه والله لعلى الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده قال قلت فتبايعني له على الإسلام قال نعم فبسط يده فبايعته على الإسلام ثم خرجت إلى أصحابي وقد حال رأيي عما كان عليه وكتمت أصحابي إسلامي ثم خرجت عامدا لرسول الله لاسلم فلقيت خالد ابن الوليد وذلك قبل الفتح وهو مقبل من مكة فقلت إلى أين يا أبا سليمان قال والله لقد استقام المنسم وإن الرجل لنبي أذهب والله أسلم فحتى متى فقلت والله ما جئت إلا لأسلم فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع ثم دنوت فقلت يا رسول الله إني أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر ما تأخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمرو بايع فإن الإسلام يجب ما قبله وإن الهجرة تجب ما قبلها فبايعته ثم انصرفت.


TBRBV03P031B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عمن لا أتهم أن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة كان معهما أسلم حين أسلما فمما كان فيها من ذلك توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص في جمادى الآخرة إلى السلاسل من بلاد قضاعه في ثلاثمائة وذلك أن أم العاص بن وائل فيما ذكر كانت قضاعية فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يتألفهم بذلك فوجهه في أهل الشرف من المهاجرين والأنصار ثم استمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمده بأبي عبيدة بن الجراح على المهاجرين والأنصار فيهم أبو بكر وعمر في مائتين فكان جميعهم خمسمائة.


غزوه ذات السلاسل *
TBRBV03P032B

وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص إلى أرض بلي وعذرة يستنفر الناس إلى الشام وذلك أن أم العاص بن وائل كانت امرأة من بلي فبعثه رسول الله إليهم يستألفهم بذلك حتى إذا كان على ماء بأرض جذام يقال له السلاسل وبذلك سميت تلك الغزوة ذات السلاسل فلما كان عليه خاف فبعث الى رسول الله يستمده فبعث اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيده ابن الجراح في المهاجرين الأولين فيهم أبو بكر وعمر رضوان الله عليهم وقال لأبي عبيدة حين وجهه لا تختلفا فخرج أبو عبيدة حتى إذا قدم عليه قال له عمرو بن العاص إنما جئت مددا لي فقال له أبو عبيدة يا عمرو إن رسول الله قد قال لي لا تختلفا وأنت إن عصيتني أطعتك قال فأنا أمير عليك وإنما أنت مدد لي قال فدونك فصلى عمرو ابن العاص بالناس.


وفيها كانت سرية وجهها رسول الله ص في شعبان، أميرها أبو قتادة *
TBRBV03P034C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي قال تزوجت امرأة من قومي فأصدقتها مائتي درهم فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستعينه على نكاحي فقال وكم أصدقت قلت مائتي درهم يا رسول الله قال سبحان الله لو كنتم إنما تأخذون الدراهم من بطن واد ما زدتم والله ما عندي ما أعينك به قال فلبثت أياما وأقبل رجل من بني جشم بن معاوية يقال له رفاعة بن قيس أو قيس بن رفاعة في بطن عظيم من جشم حتى نزل بقومه ومن معه بالغابة يريد أن يجمع قيسا على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكان ذا اسم وشرف في جشم قال فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلين من المسلمين فقال اخرجوا إلى هذا الرجل حتى تأتونا به أو تأتونا منه بخبر وعلم قال وقدم لنا شارفا عجفاء فحمل عليها أحدنا فو الله ما قامت به ضعفا حتى دعمها الرجال من خلفها بأيديهم حتى استقلت وما كادت ثم قال تبلغوا على هذه واعتقبوها قال فخرجنا ومعنا سلاحنا من النبل والسيوف حتى جئنا قريبا من الحاضر عشيشية مع غروب الشمس فكمنت في ناحية وأمرت صاحبي فكمنا في ناحية أخرى من حاضر القوم وقلت لهما إذا سمعتماني قد كبرت وشددت على العسكر فكبرا وشدا معى قال فو الله إنا لكذلك ننتظر أن نرى غرة أو نصيب منهم شيئا غشينا الليل حتى ذهبت فحمة العشاء وقد كان لهم راع قد سرح في ذلك البلد فأبطأ عليهم حتى تخوفوا عليه § قال فقام صاحبهم ذلك رفاعة بن قيس فأخذ سيفه فجعله في عنقه ثم قال والله لأتبعن أثر راعينا هذا ولقد أصابه شر فقال نفر ممن معه والله لا تذهب نحن نكفيك فقال والله لا يذهب إلا أنا قالوا فنحن معك قال والله لا يتبعني منكم أحد قال وخرج حتى مر بي فلما أمكنني نفحته بسهم فوضعته في فؤاده فو الله ما تكلم ووثبت إليه فاحتززت رأسه ثم شددت في ناحية العسكر وكبرت وشد صاحباي وكبرا فو الله ما كان إلا النجاء ممن كان فيه عندك بكل ما قدروا عليه من نسائهم وأبنائهم وما خف معهم من أموالهم قال فاستقنا إبلا عظيمة وغنما كثيرة فجئنا بها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجئت برأسه أحمله معي قال فأعانني رسول الله صلى الله عليه وسلم من تلك الإبل بثلاثة عشر بعيرا فجمعت إلي أهلي .


وفيها أغزى رسول الله ص في سرية أبا قتادة إلى بطن إضم *
TBRBV03P035D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يزيد ابن عبد الله بن قسيط عن أبي القعقاع بن عبد الله بن ابى حد رد الأسلمي § وقال بعضهم عن ابن القعقاع عن أبيه عن عبد الله بن أبي حدرد قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إضم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي ومحلم بن جثامة بن قيس الليثي فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم وكانت قبل الفتح مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قعود له معه متيع له ووطب من لبن فلما مر بنا سلم علينا بتحية الإسلام فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة الليثي لشيء كان بينه وبينه فقتله وأخذ بعيره ومتيعه فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا الآية.

TBJXV07P354A

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إضم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي ومحلم بن جثامة بن قيس الليثي فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قعود له معه متيع له ووطب من لبن فلما مر بنا سلم علينا بتحية الإسلام فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة الليثي لشيء كان بينه وبينه فقتله وأخذ بعيره ومتيعه فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا الآية.

COMMENT
ذكر الخبر عن غزوة مؤتة *
TBRBV03P036D

قال ابن إسحاق فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة من خيبر أقام بها شهري ربيع ثم بعث في جمادى الأولى بعثه إلى الشام الذين أصيبوا بمؤتة.


TBRBV03P036E

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمان واستعمل عليهم زيد بن حارثة وقال إن أصيب زيد بن حارثة فجعفر بن أبي طالب على الناس فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس فتجهز الناس ثم تهيئوا للخروج وهم ثلاثة آلاف فلما حضر خروجهم ودع الناس أمراء رسول الله وسلموا عليهم وودعوهم فلما § ودع عبد الله بن رواحة مع من ودع من أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى فقالوا له ما يبكيك يا بن رواحة فقال أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة بكم ولكني سمعت رسول الله يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود فقال المسلمون صحبكم الله ودفع عنكم وردكم إلينا صالحين فقال عبد الله بن رواحة لكنني أسأل الرحمن مغفرة وضربة ذات فرغ تقذف الزبدا أو طعنة بيدي حران مجهزة بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا حتى يقولوا إذا مروا على جدثي أرشدك الله من غاز وقد رشدا ثم إن القوم تهيئوا للخروج فجاء عبد الله بن رواحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فودعه ثم خرج القوم وخرج رسول الله يشيعهم حتى إذا ودعهم وانصرف عنهم قال عبد الله بن رواحة خلف السلام على امرئ ودعته في النخل خير مشيع وخليل ثم مضوا حتى نزلوا معان من أرض الشام فبلغ الناس أن هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم وانضمت إليه المستعربة من لخم وجذام وبلقين وبهراء وبلي في مائة ألف منهم عليهم رجل من بلي ثم أحد إراشة يقال له مالك بن رافلة فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على معان ليلتين ينظرون في أمرهم وقالوا نكتب إلى رسول الله ونخبره بعدد عدونا فإما أن يمدنا برجال وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له فشجع الناس عبد الله بن رواحة وقال يا قوم والله إن الذي تكرهون للذي خرجتم تطلبون الشهادة وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى § الحسنيين إما ظهور وإما شهادة فقال الناس قد والله صدق ابن رواحة فمضى الناس فقال عبد الله بن رواحة في محبسهم ذلك جلبنا الخيل من آجام قرح تغر من الحشيش لها العكوم حذوناها من الصوان سبتا أزل كأن صفحته أديم أقامت ليلتين على معان فأعقب بعد فترتها جموم فرحنا والجياد مسومات تنفس في مناخرها السموم فلا وأبي مآب لنأتينها ولو كانت بها عرب وروم فعبأنا أعنتها فجاءت عوابس والغبار لها بريم بذي لجب كأن البيض فيه إذا برزت قوانسها النجوم فراضية المعيشة طلقتها أسنتنا فتنكح أو تئيم.


TBRBV03P038B

ثم مضى الناس حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أنه حدث عن زيد بن أرقم قال كنت يتيما لعبد الله بن رواحة في حجره فخرج في سفره ذلك مردفي على حقيبه رحله فو الله إنه ليسير ليلة إذ سمعته وهو يتمثل أبياته هذه إذا أديتني وحملت رحلي مسيرة أربع بعد الحساء فشأنك أنعم وخلاك ذم ولا أرجع إلى أهلي ورائي وجاء المسلمون وغادروني بأرض الشام مشتهي الثواء وردك كل ذي نسب قريب إلى الرحمن منقطع الإخاء § هنالك لا أبالي طلع بعل ولا نخل أسافلها رواء قال فلما سمعتهن منه بكيت فخفقني بالدرة وقال ما عليك يا لكع يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل ثم قال عبد الله في بعض شعره وهو يرتجز يا زيد زيد اليعملات الذبل تطاول الليل هديت فانزل قال ثم مضى الناس حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب بقرية من قرى البلقاء يقال لها مشارف ثم دنا العدو وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها مؤتة فالتقى الناس عندها فتعبأ المسلمون فجعلوا على ميمنتهم رجلا من بني عذرة يقال له قطبة بن قتادة وعلى ميسرتهم رجلا من الأنصار يقال له عباية بن مالك ثم التقى الناس فاقتتلوا فقاتل زيد بن حارثة برايه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شاط في رماح القوم ثم أخذها جعفر بن أبي طالب فقاتل بها حتى إذا ألحمه القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم قاتل القوم حتى قتل فكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر في الإسلام فرسه.

SBMXV01P030D

أخبرنا محمد بن جرير قراءة عليه قال حدّثنا ابن حميد قال حدّثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدّثني عبد الله بن أبي بكر أنه حدّث عن زيد بن أرقم قال مضى الناس حتى إذا كانوا بتخوم البقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب فانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها مؤتة فالتقى الناس عندها وتعبأ المسلمون فجعلوا على ميمنتهم رجلا من عذرة يقال له قطبة بن قتادة وعلى ميسرتهم رجلا من الأنصار يقال له عبادة بن مالك ثم التقوا فاقتتلوا فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شاط في رماح القوم ثم أخذها جعفر بن أبي طالب فقاتل بها حتى إذا ألحمه القتال اقتحم عن فرس له § شقراء فعقرها ثم قاتل القوم حتى قتل فكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر في الإسلام.

TBRBV03P039B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمه وابو تميمله عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه قال حدثني أبي الذي أرضعني وكان أحد بني مرة بن عوف وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة قال والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم قاتل القوم حتى قتل فلما قتل جعفر أخذ الراية عبد الله بن رواحة ثم تقدم بها وهو على فرسه فجعل يستنزل نفسه ويتردد بعض التردد ثم قال أقسمت يا نفس لتنزلنه طائعة أو فلتكرهنه § إن أجلب الناس وشدوا الرنه ما لي أراك تكرهين الجنه قد طالما قد كنت مطمئنه هل أنت إلا نطفة في شنه وقال أيضا يا نفس إلا تقتلي تموتي هذا حمام الموت قد صليت وما تمنيت فقد أعطيت إن تفعلي فعلهما هديت قال ثم نزل فلما نزل أتاه ابن عم له بعظم من لحم فقال شد بها صلبك فإنك قد لقيت أيامك هذه ما لقيت فأخذه من يده فانتهس منه نهسة ثم سمع الحطمة في ناحية الناس فقال وأنت في الدنيا ثم ألقاه من يده وأخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل فأخذ الراية ثابت بن أقرم أخو بلعجلان فقال يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منكم فقالوا أنت قال ما أنا بفاعل فاصطلح الناس على خالد بن الوليد فلما أخذ الراية دافع القوم وحاشى بهم ثم انحاز وتحيز عنه حتى انصرف بالناس.

COMMENT

TBRBV03P041B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله ابن أبي بكر قال لما أتى رسول الله مصاب جعفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مر جعفر البارحة في نفر من الملائكة له جناحان مختضب القوادم بالدم يريدون بيشة أرضا باليمن قال وقد كان قطبة بن قتادة العذري الذي كان على ميمنة المسلمين حمل على مالك بن رافلة قائد المستعربة فقتله قال وقد كانت كاهنة من حدس حين سمعت بجيش رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا قد قالت لقومها من حدس وقومها بطن يقال لهم بنو غنم أنذركم قوما خزرا ينظرون شزرا ويقودون الخيل بترا ويهريقون دما § عكرا فأخذوا بقولها فاعتزلوا من بين لخم فلم يزالوا بعد اثرى حدس وكان الذين صلوا الحرب يومئذ بنو ثعلبة بطن من حدس فلم يزالوا قليلا بعد ولما انصرف خالد بن الوليد بالناس أقبل بهم قافلا.


TBRBV03P042B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنى محمد ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال لما دنوا من دخول المدينة تلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ولقيهم الصبيان يشتدون ورسول الله مقبل مع القوم على دابة فقال خذوا الصبيان فاحملوهم وأعطوني ابن جعفر فأتي بعبد الله بن جعفر فأخذه فحمله بين يديه قال وجعل الناس يحثون على الجيش التراب ويقولون يا فرار في سبيل الله فيقول رسول الله ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله.


TBRBV03P042C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن بعض آل الحارث بن هشام وهم أخواله عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال قالت أم سلمة لامرأة سلمة بن هشام بن المغيرة ما لي لا أرى سلمه يحضر الصلاة مع رسول الله ومع المسلمين قالت والله ما يستطيع أن يخرج كلما خرج صاح الناس أفررتم في سبيل الله حتى قعد في بيته فما يخرج وفيها غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة.


ذكر الخبر عن فتح مكة *
TBRBV03P042E

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق § قال ثم اقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد بعثه إلى مؤتة جمادى الآخرة ورجب ثم إن بني بكر بن عبد مناة بن كنانة عدت على خزاعة وهم على ماء لهم بأسفل مكة يقال له الوتير وكان الذي هاج ما بين بني بكر وبنى خزاعة رجل من بلحضرمى يقال له مالك بن عباد وحلف الحضرمي يومئذ إلى الأسود بن رزن خرج تاجرا فلما توسط أرض خزاعة عدوا عليه فقتلوه وأخذوا ماله فعدت بنو بكر على رجل من خزاعة فقتلوه فعدت خزاعة قبيل الإسلام على بني الأسود بن رزن الديلي وهم منخر بني بكر وأشرافهم سلمى وكلثوم وذؤيب فقتلوهم بعرفة عند أنصاب الحرم.


TBRBV03P043B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن رجل من بني الديل قال كان بنو الأسود يودون في الجاهلية ديتين ديتين ونودى ديه ديه لفضلهم فينا فبينا بنو بكر وخزاعة على ذلك حجز بينهم الإسلام وتشاغل الناس به فلما كان صلح الحديبية بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش كان فيما شرطوا على رسول الله ص وشرط لهم.


TBRBV03P043C

كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم وغيره من علمائنا أنه من أحب أن يدخل في عهد رسول الله ص وعقده دخل فيه ومن أحب أن يدخل في عهد قريش وعقدهم دخل فيه فدخلت بنو بكر في عقد قريش ودخلت خزاعة في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كانت تلك الهدنة اغتنمتها بنو الديل من بني بكر من خزاعة § وأرادوا أن يصيبوا منهم ثأرا بأولئك النفر الذين أصابوا منهم ببني الأسود بن رزن فخرج نوفل بن معاوية الديلي في بني الديل وهو يومئذ قائدهم ليس كل بني بكر تابعه حتى بيت خزاعة وهم على الوتير ماء لهم فأصابوا منهم رجلا وتجاوزوا واقتتلوا ورفدت قريش بني بكر بالسلاح وقاتل معهم من قريش من قاتل بالليل مستخفيا حتى حازوا خزاعة إلى الحرم.


TBRBV03P044C

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال فلما انتهوا إليه قالت بنو بكر يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم إلهك إلهك فقال كلمة عظيمة إنه لا إله له اليوم يا بني بكر أصيبوا ثأركم فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه وقد أصابوا منهم ليلة بيتوهم بالوتير رجلا يقال له منبه وكان منبه رجلا مفئودا خرج هو ورجل من قومه يقال له تميم بن أسد فقال له منبه يا تميم انج بنفسك فاما انا فو الله إني لميت قتلوني أو تركوني لقد أنبت فؤادي فانطلق تميم فأفلت وأدركوا منبها فقتلوه فلما دخلت خزاعة مكة لجئوا إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعي ودار مولى لهم يقال له رافع قال فلما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة وأصابوا منهم ما أصابوا ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من العهد والميثاق بما استحلوا من خزاعة وكانوا في عقده وعهده خرج عمرو بن سالم الخزاعي ثم أحد بني كعب حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم § المدينة وكان ذلك مما هاج فتح مكة فوقف عليه وهو في المسجد جالس بين ظهراني الناس فقال لا هم انى ناشد محمدا حلف أبينا وابيه ألا تلدا فوالدا كنا وكنت ولدا ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا فانصر رسول الله نصرا أعتدا وادع عباد الله يأتوا مددا فيهم رسول الله قد تجردا أبيض مثل البدر ينمي صعدا إن سيم خسفا وجهه تربدا في فيلق كالبحر يجري مزبدا إن قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا وجعلوا لي في كداء رصدا وزعموا أن لست أدعو أحدا وهم أذل وأقل عددا هم بيتونا بالوتير هجدا فقتلونا ركعا وسجدا يقول قد قتلونا وقد أسلمنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك قد نصرت يا عمرو بن سالم ثم عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم عنان من السماء فقال إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب ثم خرج بديل بن ورقاء في نفر من خزاعة حتى قدموا على رسول الله المدينة فأخبروه بما أصيب منهم وبمظاهرة قريش بني بكر عليهم ثم انصرفوا راجعين إلى مكة وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للناس كأنكم بأبي سفيان قد جاء ليشدد العقد ويزيد في المدة § ومضى بديل بن ورقاء وأصحابه فلقوا أبا سفيان بعسفان قد بعثته قريش إلى رسول الله ليشدد العقد ويزيد في المدة وقد رهبوا الذي صنعوا فلما لقي أبو سفيان بديلا قال من أين أقبلت يا بديل وظن أنه قد أتى رسول الله قال سرت في خزاعة في الساحل وفي بطن هذا الوادى قال او ما أتيت محمدا قال لا قال فلما راح بديل إلى مكة قال أبو سفيان لئن كان جاء المدينة لقد علف بها النوى فعمد إلى مبرك ناقته فأخذ من بعرها ففته فرأى فيه النوى فقال أحلف بالله لقد جاء بديل محمدا ثم خرج أبو سفيان حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة بنت أبي سفيان فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه فقال يا بنية والله ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني قالت بل هو فراش رسول الله وأنت رجل مشرك نجس فلم أحب أن تجلس على فراش رسول الله قال والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه فلم يردد عليه شيئا ثم ذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم له رسول الله فقال ما أنا بفاعل ثم أتى عمر بن الخطاب فكلمه فقال أنا اشفع لكم الى رسول الله فو الله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم ثم خرج فدخل على علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وعنده فاطمة ابنة رسول الله وعندها الحسن بن علي غلام يدب بين يديها فقال يا علي إنك أمس القوم بي رحما وأقربهم مني قرابة وقد جئت في حاجة فلا أرجعن كما جئت خائبا اشفع لنا إلى رسول الله قال ويحك يا أبا سفيان والله لقد عزم رسول الله على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه فالتفت إلى فاطمة فقال يا ابنة محمد هل لك أن تأمري بنيك هذا فيجير بين الناس فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر قالت والله ما بلغ بنيى ذلك § أن يجير بين الناس وما يجير على رسول الله أحد قال يا أبا الحسن إني أرى الأمور قد اشتدت علي فانصحني فقال له والله ما أعلم شيئا يغني عنك شيئا ولكنك سيد بني كنانة فقم فأجر بين الناس ثم الحق بأرضك قال او ترى ذلك مغنيا عني شيئا قال لا والله ما أظن ولكن لا أجد لك غير ذلك فقام أبو سفيان في المسجد فقال أيها الناس إني قد أجرت بين الناس ثم ركب بعيره فانطلق فلما قدم على قريش قالوا ما وراءك قال جئت محمدا فكلمته فو الله ما رد علي شيئا ثم جئت ابن أبي قحافة فلم أجد عنده خيرا ثم جئت ابن الخطاب فوجدته أعدى القوم ثم جئت علي بن أبي طالب فوجدته ألين القوم وقد اشار على بشيء صنعته فو الله ما أدري هل يغنيني شيئا أم لا قالوا وبماذا أمرك قال أمرني أن أجير بين الناس ففعلت قالوا فهل أجاز ذلك محمد قال لا قالوا ويلك والله إن زاد على أن لعب بك فما يغني عنا ما قلت قال لا والله ما وجدت غير ذلك قال وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالجهاز وأمر أهله أن يجهزوه فدخل أبو بكر على ابنته عائشة وهي تحرك بعض جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أي بنية أأمركم رسول الله بأن تجهزوه قالت نعم فتجهز قال فأين ترينه يريد قالت والله ما أدري ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم الناس أنه سائر إلى مكة وأمرهم بالجد والتهيؤ وقال اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها فتجهز الناس فقال حسان بن ثابت الأنصاري يحرض الناس ويذكر مصاب رجال خزاعة § أتاني ولم أشهد ببطحاء مكة رجال بني كعب تحز رقابها بأيدي رجال لم يسلوا سيوفهم وقتلى كثير لم تجن ثيابها ألا ليت شعري هل تنالن نصرتي سهيل بن عمرو حرها وعقابها وصفوان عودا حز من شفر استه فهذا او ان الحرب شد عصابها فلا تامننا يا بن أم مجالد إذا احتلبت صرفا وأعصل نابها فلا تجزعوا منها فإن سيوفنا لها وقعة بالموت يفتح بابها وقول حسان بأيدي رجال لم يسلوا سيوفهم يعني قريشا وابن أم مجالد يعني عكرمة بن أبي جهل.


TBRBV03P048B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير وغيره من علمائنا قالوا لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسير إلى مكة كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله من الأمر في السير إليهم ثم أعطاه امرأة يزعم محمد بن جعفر أنها من مزينة وزعم غيره أنها سارة مولاة لبعض بني عبد المطلب وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه قرونها ثم خرجت به واتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما صنع حاطب فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام فقال أدركا امرأة § قد كتب معها حاطب بكتاب إلى قريش يحذرهم ما قد أجمعنا له في أمرهم فخرجا حتى أدركاها بالحليفة حليفة ابن أبي أحمد فاستنزلاها فالتمسا في رحلها فلم يجدا شيئا فقال لها علي بن أبي طالب انى احلف ما كذب رسول الله ولا كذبنا ولتخرجن إلي هذا الكتاب أو لنكشفنك فلما رأت الجد منه قالت أعرض عني فأعرض عنها فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منه فدفعته إليه فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا رسول الله حاطبا فقال يا حاطب ما حملك على هذا فقال يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله ما غيرت ولا بدلت ولكني كنت امرأ ليس لي في القوم أصل ولا عشيرة وكان لي بين أظهرهم أهل وولد فصانعتهم عليهم فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه فإن الرجل قد نافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع إلى أصحاب بدر يوم بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فأنزل الله عز وجل في حاطب يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء الى قوله وإليك أنبنا إلى آخر القصة.


TBRBV03P049B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن مسلم الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لسفره واستخلف § على المدينة أبا رهم كلثوم بن حصين بن خلف الغفاري وخرج لعشر مضين من شهر رمضان فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصام الناس معه حتى إذا كان بالكديد ما بين عسفان وأمج أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مضى حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين فسبعت سليم وألفت مزينة وفي كل القبائل عدد وإسلام وأوعب مع رسول الله المهاجرون والأنصار فلم يتخلف عنه منهم أحد فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران وقد عميت الأخبار عن قريش فلا يأتيهم خبر عن رسول الله ولا يدرون ما هو فاعل فخرج في تلك الليلة أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يتحسسون الأخبار هل يجدون خبرا أو يسمعون به.


TBRBV03P050B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال وقد كان فيما حدثني محمد بن إسحاق عن العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب عن ابن عباس وقد كان العباس بن عبد المطلب تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض الطريق وقد كان أبو سفيان بن الحارث وعبد الله بن أبي أمية بن المغيره قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنيق العقاب فيما بين مكة والمدينة فالتمس الدخول على رسول الله فكلمته أم سلمة فيهما فقالت يا رسول الله ابن عمك وابن عمتك وصهرك قال لا حاجة لي بهما أما ابن عمي فهتك عرضي وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال بمكة ما قال فلما خرج الخبر إليهما بذلك ومع أبي سفيان بني له فقال والله ليأذنن لي أو لآخذن بيد بني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لهما ثم أذن لهما § فدخلا عليه فأسلما وأنشده أبو سفيان قوله في إسلامه واعتذاره مما كان مضى منه لعمري إني يوم أحمل راية لتغلب خيل اللات خيل محمد لكالمدلج الحيران أظلم ليله فهذا أواني حين أهدى وأهتدي وهاد هداني غير نفسي ونالني مع الله من طردت كل مطرد أصد وأنأى جاهدا عن محمد وأدعى ولو لم أنتسب من محمد هم ما هم من لم يقل بهواهم وإن كان ذا رأي يلم ويفند أريد لأرضيهم ولست بلائط مع القوم ما لم أهد في كل مقعد فقل لثقيف لا أريد قتالها وقل لثقيف تلك غيرى او عدى وما كنت في الجيش الذي نال عامرا وما كان عن جرى لساني ولا يدي قبائل جاءت من بلاد بعيدة نزائع جاءت من سهام وسردد قال فزعموا أنه حين انشد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ونالني مع الله من طردت كل مطرد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم في صدره ثم قال أنت طردتني كل مطرد.


BQMXV13P297A

وأخبرنا أبو علي أخبرنا أبو بكر حدثنا أبو داود حدثنا محمد بن عمرو الرازي حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران قال العباس قلت والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه إنه لهلاك قريش فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لعلي أجد ذا حاجة يأتي أهل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرجوا إليه فيستأمنوه فإني لأسير سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء فقلت يا أبا حنظلة فعرف صوتي قال أبو الفضل قلت نعم قال ما لك فداك أبي وأمي؟ قلت هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس قال فما الحيلة قلت فاركب معي فركب خلفي ورجع صاحبه فلما أصبح غدوت به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم قلت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا قال نعم § من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه داره فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن قال فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد.

COMMENT

TBRBV03P056C

وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن ابى نجيح ان النبي صلى الله عليه وسلم حين فرق جيشه من ذي طوى أمر الزبير أن يدخل في بعض الناس من كدى وكان الزبير على المجنبة اليسرى فأمر سعد بن عبادة أن يدخل في بعض الناس من كداء فزعم بعض أهل العلم أن سعدا قال حين وجه داخلا اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة فسمعها رجل من المهاجرين [فقال يا رسول الله اسمع ما قال سعد بن عبادة وما نأمن أن تكون له في قريش صولة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب أدركه فخذ الراية فكن أنت الذي تدخل بها.


TBRBV03P057A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح في حديثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر خالد بن الوليد فدخل من الليط أسفل مكة في بعض الناس وكان خالد على المجنبة اليمنى وفيها أسلم وغفار ومزينة وجهينة وقبائل من قبائل العرب وأقبل أبو عبيدة بن الجراح بالصف من المسلمين ينصب لمكه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذاخر حتى نزل بأعلى مكة وضربت هنالك قبته.


TBRBV03P057B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح وعبد الله بن أبي بكر ان صفوان بن اميه وعكرمه ابن أبي جهل وسهيل بن عمرو وكانوا قد جمعوا أناسا بالخندمة ليقاتلوا وقد كان حماس بن قيس بن خالد أخو بني بكر يعد سلاحا قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ويصلح منها فقالت له امرأته لماذا تعد ما ارى قال محمد وأصحابه فقالت والله ما أراه يقوم لمحمد وأصحابه شيء قال والله إني لأرجو أن اخدمك بعضهم فقال ان تقبلوا اليوم فمالى عله هذا سلاح كامل وآله وذو غرارين سريع السله ثم شهد الخندمة مع صفوان وسهيل بن عمرو وعكرمة فلما لقيهم المسلمون من أصحاب خالد بن الوليد ناوشوهم شيئا من قتال فقتل كرز ابن جابر بن حسل بن الأجب بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر وحبيش بن خالد وهو الأشعر بن ربيعة بن اصرم بن ضبيس § ابن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو حليف بني منقذ وكانا في خيل خالد بن الوليد فشذا عنه وسلكا طريقا غير طريقه فقتلا جميعا قتل خنيس قبل كرز بن جابر فجعله كرز بين رجليه ثم قاتل حتى قتل وهو يرتجز ويقول قد علمت صفراء من بني فهر نقية الوجه نقية الصدر لأضربن اليوم عن أبي صخر وكان خنيس يكنى بأبي صخر وأصيب من جهينة سلمة بن الميلاء من خيل خالد بن الوليد وأصيب من المشركين أناس قريب من اثني عشر أو ثلاثة عشر ثم انهزموا فخرج حماس منهزما حتى دخل بيته ثم قال لامرأته أغلقي علي بابي قالت فأين ما كنت تقول فقال إنك لو شهدت يوم الخندمه إذ فر صفوان وفر عكرمه وأبو يزيد قائم كالمؤتمه واستقبلتهم بالسيوف المسلمه يقطعن كل ساعد وجمجمه ضربا فلا تسمع إلا غمغمه لهم نهيت خلفنا وهمهمه لم تنطقى في اللؤم أدنى كلمه.


TBRBV03P058B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عهد إلى أمرائه من المسلمين حين امرهم ان يدخلوا مكة الا يقتلوا أحدا إلا من قاتلهم إلا أنه قد عهد في نفر سماهم أمر بقتلهم وان وجدوا تحت استار الكعبه منهم عبد الله بن سعد § ابن أبي سرح بن حبيب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ابن لؤي وانما امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله لأنه كان قد أسلم فارتد مشركا ففر إلى عثمان وكان أخاه من الرضاعة فغيبه حتى اتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن اطمأن أهل مكة فاستأمن له رسول الله فذكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صمت طويلا ثم قال نعم فلما انصرف به عثمان قال رسول الله لمن حوله من أصحابه أما والله لقد صمت ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه فقال رجل من الأنصار فهلا أومأت إلي يا رسول الله قال إن النبي لا يقتل بالإشارة وعبد الله بن خطل رجل من بني تيم بن غالب وانما امر بقتله لأنه كان مسلما فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا وبعث معه رجلا من الأنصار وكان معه مولى له يخدمه وكان مسلما فنزل منزلا وأمر المولى أن يذبح له تيسا ويصنع له طعاما ونام فاستيقظ ولم يصنع له شيئا فعدا عليه فقتله ثم ارتد مشركا وكانت له قينتان فرتنى وأخرى معها وكانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بقتلهما معه والحويرث بن نقيذ بن وهب بن عبد بن قصي وكان ممن يؤذيه بمكة ومقيس بن صبابة وإنما أمر بقتله لقتله الأنصاري الذي كان قتل أخاه خطأ ورجوعه إلى قريش مرتدا وعكرمة بن أبي جهل وسارة مولاة كانت لبعض بني عبد المطلب وكانت ممن يؤذيه بمكة فأما عكرمة بن أبي جهل فهرب إلى اليمن وأسلمت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام فاستامنت له رسول الله فأمنه فخرجت في طلبه حتى أتت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان عكرمة يحدث فيما يذكرون أن الذي رده إلى الإسلام بعد خروجه إلى اليمن أنه كان يقول أردت ركوب البحر لألحق بالحبشة فلما أتيت السفينة لأركبها قال صاحبها يا عبد الله لا تركب سفينتي حتى توحد الله وتخلع ما دونه من الأنداد فإني أخشى إن لم تفعل أن نهلك فيها فقلت وما يركبه أحد § حتى يوحد الله ويخلع ما دونه قال نعم لا يركبه أحد إلا أخلص قال فقلت ففيم أفارق محمدا فهذا الذي جاءنا به فو الله إن إلهنا في البحر لإلهنا في البر فعرفت الإسلام عند ذلك ودخل في قلبي واما عبد الله ابن خطل فقتله سعيد بن حريث المخزومي وأبو برزة الأسلمي اشتركا في دمه وأما مقيس بن صبابة فقتله نميلة بن عبد الله رجل من قومه فقالت أخت مقيس لعمري لقد أخزى نميلة رهطه وفجع أضياف الشتاء بمقيس فلله عينا من رأى مثل مقيس إذا النفساء أصبحت لم تخرس وأما قينتا ابن خطل فقتلت إحداهما وهربت الأخرى حتى استؤمن لها رسول الله ص بعد فأمنها وأما سارة فاستؤمن لها فأمنها ثم بقيت حتى أوطأها رجل من الناس فرسا له في زمن عمر بن الخطاب بالأبطح فقتلها وأما الحويرث بن نقيذ فقتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه.


TBRBV03P060C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عمر بن موسى ابن الوجيه عن قتادة السدوسي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام قائما حين وقف على باب الكعبة ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له § صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج ألا وقتيل الخطأ مثل العمد السوط والعصا فيهما الدية مغلظة مائة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء الناس من آدم وآدم خلق من تراب ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم الآية يا معشر قريش ويا أهل مكة ما ترون أني فاعل بكم قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم ثم قال اذهبوا فأنتم الطلقاء فاعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان الله أمكنه من رقابهم عنوة وكانوا له فيئا فبذلك يسمى أهل مكة الطلقاء ثم اجتمع الناس بمكة لبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام فجلس لهم فيما بلغني على الصفا وعمر بن الخطاب تحت رسول الله أسفل من مجلسه يأخذ على الناس فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة لله ولرسوله فيما استطاعوا وكذلك كانت بيعته لمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس على الإسلام فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيعة الرجال بايع النساء واجتمع إليه نساء من نساء قريش فيهن هند بنت عتبة متنقبة متنكرة لحدثها وما كان من صنيعها بحمزة فهي تخاف أن يأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم § بحدثها ذلك فلما دنون منه ليبايعنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني تبايعنني على ألا تشركن بالله شيئا فقالت هند والله إنك لتأخذ علينا أمرا ما تأخذه على الرجال وسنؤتيكه قال ولا تسرقن قالت والله إن كنت لأصيب من مال أبي سفيان الهنة والهنة وما ادرى اكان ذلك حلالي أم لا فقال أبو سفيان وكان شاهدا لما تقول أما ما أصبت فيما مضى فأنت منه في حل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنك لهند بنت عتبة فقالت أنا هند بنت عتبة فاعف عما سلف عفا الله عنك قال ولا تزنين قالت يا رسول الله هل تزني الحرة قال ولا تقتلن أولادكن قالت قد ربيناهم صغارا وقتلتهم يوم بدر كبارا فأنت وهم أعلم فضحك عمر بن الخطاب من قولها حتى استغرب قال ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن قالت والله إن إتيان البهتان لقبيح ولبعض التجاوز أمثل قال ولا تعصينني في معروف قالت ما جلسنا هذا المجلس ونحن نريد أن نعصيك في معروف فقال رسول الله ص لعمر بايعهن واستغفر لهن رسول الله فبايعهن عمر وكان رسول الله ص لا يصافح النساء ولا يمس امرأة ولا تمسه إلا امرأة أحلها الله له أو ذات محرم منه.


TBRBV03P062B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن أبان ابن صالح أن بيعة النساء قد كانت على نحوين فيما أخبره بعض أهل العلم كان يوضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إناء فيه ماء فإذا أخذ عليهن وأعطينه غمس يده في الإناء ثم أخرجها فغمس النساء أيديهن فيه ثم كان بعد ذلك يأخذ عليهن فإذا أعطينه ما شرط عليهن قال اذهبن فقد بايعتكن لا يزيد على ذلك.


فيها قتل خراش بن أمية الكعبي جنيدب بن الأدلع *
TBRBV03P063B

وقال ابن إسحاق ابن الأثوع الهذلي وإنما قتله بذحل كان في الجاهلية فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن خراشا قتال إن خراشا قتال يعيبه بذلك فامر النبي صلى الله عليه وسلم خزاعة أن يدوه.


TBRBV03P063C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير قال محمد بن إسحاق ولا أعلمه إلا وقد حدثني عن عروة بن الزبير قال خرج صفوان بن أمية يريد جدة ليركب منها إلى اليمن فقال عمير بن وهب يا نبي الله إن صفوان بن أمية سيد قومه وقد خرج هاربا منك ليقذف نفسه في البحر فأمنه صلى الله عليك قال هو آمن قال يا رسول الله أعطني شيئا يعرف به أمانك فأعطاه عمامته التي دخل فيها مكة فخرج بها عمير حتى أدركه بجدة وهو يريد أن يركب البحر فقال يا صفوان فداك أبي وأمي أذكرك الله في نفسك أن تهلكها فهذا أمان من رسول الله قد جئتك به قال ويلك اغرب عني فلا تكلمني قال أي صفوان فداك أبي وأمي أفضل الناس وأبر الناس وأحلم الناس وخير الناس ابن عمتك عزه عزك وشرفه شرفك وملكه ملكك قال إني أخافه على نفسي قال هو أحلم من ذلك وأكرم فرجع به معه حتى قدم به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صفوان إن هذا زعم أنك قد أمنتني قال صدق قال فاجعلني في أمري بالخيار شهرين قال أنت فيه بالخيار أربعة أشهر.


TBRBV03P063D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الزهري أن أم حكيم بنت الحارث بن هشام وفاختة بنت الوليد وكانت فاختة عند صفوان بن أمية وأم حكيم عند عكرمة بن أبي جهل أسلمتا فأما أم حكيم فاستأمنت رسول الله لعكرمة بن أبي جهل فآمنه فلحقت به باليمن فجاءت به فلما أسلم عكرمة وصفوان اقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم عندهما على النكاح الأول.


TBRBV03P064A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة هرب هبيرة بن أبي وهب المخزومي وعبد الله بن الزبعرى السهمي إلى نجران.


TBRBV03P064B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري قال رمى حسان عبد الله بن الزبعرى وهو بنجران ببيت واحد ما زاده عليه لا تعدمن رجلا أحلك بغضه نجران في عيش أحذ لئيم فلما بلغ ذلك ابن الزبعرى رجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال حين أسلم يا رسول المليك إن لساني راتق ما فتقت إذ أنا بور إذ أباري الشيطان في سنن الريح ومن مال ميله مثبور آمن اللحم والعظام لربي ثم نفسي الشهيد أنت النذير إنني عنك زاجر ثم حي من لؤي فكلهم مغرور وأما هبيرة بن أبي وهب فأقام بها كافرا وقد قال حين بلغه إسلام أم هانئ بنت أبي طالب وكانت تحته واسمها هند أشاقتك هند أم نآك سؤالها كذاك النوى أسبابها وانفتالها.


TBRBV03P064C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال وكان جميع من شهد فتح مكة من المسلمين عشره آلاف من بنى غفار أربعمائة ومن اسلم أربعمائة ومن مزينة ألف وثلاثة نفر ومن بني سليم § سبعمائة ومن جهينة الف وأربعمائة رجل وسائرهم من قريش والأنصار وحلفائهم وطوائف العرب من بني تميم وقيس وأسد.


وفيها هدم خالد بن الوليد العزى ببطن نخلة SEETBRBV03P065D
TBRBV03P065F

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى العزى وكانت بنخلة وكانت بيتا يعظمه هذا الحي من قريش وكنانة ومضر كلها وكانت سدنتها من بني شيبان من بني سليم حلفاء بني هاشم فلما سمع صاحبها بمسير خالد إليها علق عليها سيفه وأسند في الجبل الذي هي إليه فأصعد فيه وهو يقول أيا عز شدي شدة لا شوى لها على خالد ألقي القناع وشمري ويا عز إن لم تقتلي اليوم خالدا فبوئي بإثم عاجل أو تنصرى.


مسير خالد بن الوليد الى بنى جذيمة بن مالك *
TBRBV03P066G

حدثنا به ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث فيما حول مكة السرايا تدعو إلى الله عز وجل ولم يأمرهم بقتال وكان ممن بعث خالد بن الوليد وأمره أن يسير بأسفل تهامة داعيا ولم يبعثه مقاتلا فوطئ بني جذيمة فأصاب منهم.


TBRBV03P066H

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح مكة خالد بن الوليد داعيا ولم يبعثه مقاتلا ومعه قبائل من العرب سليم ومدلج وقبائل من غيرهم فلما نزلوا على الغميصاء وهي ماء من مياه بني جذيمة بن عامر بن عبد مناه ابن كنانة على جماعتهم وكانت بنو جذيمة قد أصابوا في الجاهلية عوف بن عبد عوف أبا عبد الرحمن بن عوف والفاكه بن المغيرة وكانا أقبلا تاجرين من اليمن حتى إذا نزلا بهم قتلوهما وأخذوا أموالهما فلما كان الاسلام وبعث § رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد سار حتى نزل ذلك الماء فلما رآه القوم أخذوا السلاح فقال لهم خالد ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا.


TBRBV03P067B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني بعض أهل العلم عن رجل من بني جذيمة قال لما أمرنا خالد بوضع السلاح قال رجل منا يقال له جحدم ويلكم يا بني جذيمة إنه خالد والله ما بعد وضع السلاح إلا الإسار ثم ما بعد الإسار إلا ضرب الأعناق والله لا أضع سلاحي أبدا قال فأخذه رجال من قومه فقالوا يا جحدم أتريد أن تسفك دماءنا إن الناس قد أسلموا ووضعت الحرب وأمن الناس فلم يزالوا به حتى نزعوا سلاحه ووضع القوم السلاح لقول خالد فلما وضعوه أمر بهم خالد عند ذلك فكتفوا ثم عرضهم على السيف فقتل من قتل منهم فلما انتهى الخبر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه إلى السماء ثم قال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ثم دعا علي بن أبي طالب ع فقال يا علي اخرج إلى هؤلاء القوم فانظر في أمرهم واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك فخرج حتى جاءهم ومعه مال قد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم به فودي لهم الدماء وما أصيب من الأموال حتى إنه ليدي ميلغة الكلب حتى إذا لم يبق شيء من دم ولا مال إلا وداه بقيت معه بقية من المال فقال لهم على ع حين فرغ منهم هل بقي لكم دم أو مال لم يود إليكم قالوا لا قال فإني أعطيكم هذه البقية من هذا المال احتياطا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما لا يعلم ولا تعلمون ففعل ثم رجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر فقال أصبت وأحسنت ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبل القبلة قائما شاهرا يديه حتى إنه ليرى بياض § ما تحت منكبيه وهو يقول اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ثلاث مرات قال ابن إسحاق وقد قال بعض من يعذر خالدا إنه قال ما قاتلت حتى أمرني بذلك عبد الله بن حذافة السهمي وقال إن رسول الله قد أمرك بقتلهم لامتناعهم من الإسلام وقد كان جحدم قال لهم حين وضعوا سلاحهم ورأى ما يصنع خالد ببني جذيمة يا بني جذيمة ضاع الضرب قد كنت حذرتكم ما وقعتم فيه.


TBRBV03P068B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي سلمة قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن ابن عوف فيما بلغني كلام في ذلك فقال له عملت بأمر الجاهلية في الإسلام فقال إنما ثأرت بأبيك فقال عبد الرحمن بن عوف كذبت قد قتلت قاتل أبي ولكنك إنما ثأرت بعمك الفاكه بن المغيرة حتى كان بينهما شيء فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مهلا يا خالد دع عنك أصحابي فو الله لو كان لك أحد ذهبا ثم أنفقته في سبيل الله ما أدركت غدوة رجل من أصحابي ولا روحته.


TBRBV03P068C

حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال حدثنا أبي وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة جميعا عن ابن إسحاق عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس بن شريق عن ابن شهاب الزهري عن ابن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال كنت يومئذ في خيل خالد فقال لي فتى منهم وهو في السبي وقد جمعت يداه إلى عنقه برمة ونسوة مجتمعات غير بعيد منه يا فتى قلت نعم قال هل أنت آخذ بهذه الرمة فقائدي بها إلى هؤلاء النسوة حتى اقضى § إليهن حاجة ثم تردني بعد فتصنعوا بي ما بدا لكم قال قلت والله ليسير ما سألت فأخذت برمته فقدته بها حتى أوقفته عليهن فقال اسلمي حبيش على نفد العيش أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم بحلية أو الفيتكم بالخوانق الم يك حقا أن ينول عاشق تكلف إدلاج السرى والودائق فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معا أثيبي بود قبل إحدى الصفائق أثيبي بود قبل أن تشحط النوى وينأى الأمير بالحبيب المفارق فإني لا سرا لدي أضعته ولا راق عيني بعد وجهك رائق على أن ما ناب العشيرة شاغل ولا ذكر إلا أن يكون لوامق قالت وأنت فحييت عشرا وسبعا وترا وثمانيا تترى ثم انصرفت به فقدم فضربت عنقه.


TBRBV03P069B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن أبي فراس بن أبي سنبلة الأسلمي عن أشياخ منهم عمن كان حضرها قالوا قامت إليه حين ضربت عنقه فأكبت عليه فما زالت تقبله حتى ماتت عنده.


TBRBV03P069C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد فتحها خمس عشرة ليلة يقصر الصلاة قال ابن إسحاق وكان فتح مكة لعشر ليال بقين من شهر رمضان سنة ثمان.


ذكر الخبر عن غزوه رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن بحنين *
TBRBV03P070C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما سمعت هوازن برسول الله صلى الله عليه وسلم وما فتح الله عليه من مكة جمعها مالك بن عوف النصري واجتمعت إليه مع هوازن ثقيف كلها فجمعت نصر وجشم كلها وسعد بن بكر وناس من بني هلال وهم قليل ولم يشهدها من قيس عيلان إلا هؤلاء وغابت عنها فلم يحضرها من هوازن كعب ولا كلاب ولم يشهدها منهم أحد له اسم وفي جشم دريد بن § الصمة شيخ كبير ليس فيه شيء إلا التيمن برأيه ومعرفته بالحرب وكان شيخا كبيرا مجربا وفي ثقيف سيدان لهم في الأحلاف قارب بن الأسود ابن مسعود وفي بني مالك ذو الخمار سبيع بن الحارث وأخوه الأحمر بن الحارث في بني هلال وجماع أمر الناس إلى مالك بن عوف النصري فلما أجمع مالك المسير الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حط مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم فلما نزل بأوطاس اجتمع إليه الناس وفيهم دريد بن الصمة في شجار له يقاد به فلما نزل قال بأي واد أنتم قالوا بأوطاس قال نعم مجال الخيل لا حزن ضرس ولا سهل دهس ما لي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير ويعار الشاء وبكاء الصغير قالوا ساق مالك بن عوف مع الناس أبناءهم ونساءهم وأموالهم فقال أين مالك فقيل هذا مالك فدعي له فقال يا مالك إنك قد أصبحت رئيس قومك وإن هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام ما لي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير ويعار الشاء وبكاء الصغير قال سقت مع الناس أبناءهم ونساءهم وأموالهم قال ولم قال أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل عنهم قال فانقض به ثم قال راعي ضأن والله هل يرد المنهزم شيء إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك ما فعلت كعب وكلاب قالوا لم يشهد منهم أحد قال غاب الجد والحد لو كان يوم علاء ورفعة لم تغب عنه كعب وكلاب ولوددت أنكم فعلتم ما فعلت كعب وكلاب فمن شهدها منكم قالوا عمرو بن عامر وعوف بن عامر قال ذانك الجذعان من بني عامر لا ينفعان ولا § يضران يا مالك إنك لم تصنع بتقديم البيضة بيضة هوازن إلى نحور الخيل شيئا ارفعهم إلى متمنع بلادهم وعليا قومهم ثم الق الصباء على متون الخيل فإن كانت لك لحق بك من وراءك وإن كانت عليك ألفاك ذلك وقد أحرزت أهلك ومالك قال والله لا أفعل إنك قد كبرت وكبر علمك والله لتطيعنني يا معشر هوازن أو لأتكئن على هذا السيف حتى يخرج من ظهري وكره أن يكون لدريد فيها ذكر ورأي قال دريد بن الصمة هذا يوم لم أشهده ولم يفتني يا ليتني فيها جذع أخب فيها وأضع أقود وطفاء الزمع كأنها شاة صدع وكان دريد رئيس بني جشم وسيدهم وأوسطهم ولكن السن أدركته حتى فني وهو دريد بن الصمة بن بكر بن علقمة بن جداعة بن غزية ابن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن ثم قال مالك للناس إذا أنتم رأيتم القوم فاكسروا جفون سيوفكم وشدوا شدة رجل واحد عليهم.


TBRBV03P072B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن اميه ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان أنه حدث أن مالك بن عوف بعث عيونا من رجاله لينظروا له ويأتوه بخبر الناس فرجعوا إليه وقد تفرقت أوصالهم فقال ويلكم ما شأنكم قالوا رأينا رجالا بيضا على خيل بلق فو الله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى فلم ينهه ذلك عن وجهه إن مضى على ما يريد قال ابن إسحاق ولما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث § إليهم عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي وأمره أن يدخل في الناس فيقيم فيهم حتى يأتيه بخبر منهم ويعلم من علمهم فانطلق ابن أبي حدرد فدخل فيهم فأقام معهم حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا له من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم أمر مالك وأمر هوازن وما هم عليه ثم أتى رسول الله فأخبره الخبر فدعا رسول الله ص عمر بن الخطاب فأخبره خبر ابن أبي حدرد فقال عمر كذب فقال ابن أبي حدرد إن تكذبني فطالما كذبت بالحق يا عمر فقال عمر ألا تسمع يا رسول الله إلى ما يقول ابن أبي حدرد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كنت ضالا فهداك الله يا عمر.


TBRBV03P073B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني أبو جعفر محمد بن علي بن حسين قال لما اجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم السير إلى هوازن ليلقاهم ذكر له أن عند صفوان بن أمية أدراعا وسلاحا فأرسل إليه فقال يا أبا أمية وهو يومئذ مشرك أعرنا سلاحك هذا نلق فيه عدونا غدا فقال له صفوان أغصبا يا محمد قال بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك قال ليس بهذا بأس فأعطاه مائة درع بما يصلحها من السلاح فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله أن يكفيه حملها ففعل قال أبو جعفر محمد بن علي فمضت السنة أن العارية مضمونة مؤداة.


TBRBV03P073D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله ابن أبي بكر قال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ألفان من أهل مكة مع عشرة آلاف من أصحابه الذين فتح الله بهم مكة فكانوا اثني عشر ألفا واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عتاب بن اسيد ابن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس على مكة أميرا على من غاب عنه من الناس ثم مضى على وجهه يريد لقاء هوازن.


TBRBV03P074A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه قال لما استقبلنا وادي حنين انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحدارا قال وفي عماية الصبح وكان القوم قد سبقوا إلى الوادي فكمنوا لنا في شعابه وأحنائه ومضايقه قد اجمعوا وتهيئوا وأعدوا فو الله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد وانهزم الناس أجمعون فانشمروا لا يلوي أحد على أحد وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين ثم قال أين أيها الناس هلم الى انا رسول الله أنا محمد بن عبد الله قال فلا شيء احتملت الإبل بعضها بعضا فانطلق الناس إلا أنه قد بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته وممن ثبت معه من المهاجرين أبو بكر وعمر ومن أهل بيته علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وابنه الفضل وأبو سفيان بن الحارث وربيعة بن الحارث وأيمن بن عبيد وهو ايمن بن أم أيمن وأسامة بن زيد بن حارثة قال ورجل من هوازن على جمل له أحمر بيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام الناس وهوازن خلفه إذا أدرك طعن برمحه وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه ولما انهزم الناس ورأى من كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جفاة أهل مكة الهزيمة تكلم رجال منهم بما في أنفسهم من الضغن فقال أبو سفيان بن حرب لا تنتهي هزيمتهم دون البحر والأزلام معه في كنانته وصرخ كلدة بن الحنبل وهو مع أخيه صفوان بن أمية بن خلف وكان أخاه لأمه وصفوان يومئذ مشرك في المدة التي جعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا بطل السحر اليوم فقال له صفوان اسكت فض الله فاك فو الله لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني § رجل من هوازن وقال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة أخو بني عبد الدار قلت اليوم أدرك ثأري وكان أبوه قتل يوم أحد اليوم أقتل محمدا قال فأردت رسول الله لأقتله فأقبل شيء حتى تغشى فؤادي فلم أطق ذلك وعلمت أنه قد منع مني.

COMMENT

TBRBV03P075B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن كثير بن العباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال انى لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بحكمة بغلته البيضاء قد شجرتها بها قال وكنت امرأ جسيما شديد الصوت قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين رأى من الناس ما رأى أين أيها الناس فلما رأى الناس لا يلوون على شيء قال يا عباس اصرخ يا معشر الأنصار يا أصحاب السمرة فناديت يا معشر الأنصار يا معشر أصحاب السمرة قال فأجابوا أن لبيك لبيك قال فيذهب الرجل منهم يريد ليثني بعيره فلا يقدر على ذلك فيأخذ درعه فيقذفها في عنقه ويأخذ سيفه وترسه ثم يقتحم عن بعيره فيخلي سبيله في الناس ثم يؤم الصوت حتى ينتهى الى رسول الله ص حتى إذا اجتمع إليه منهم مائة رجل استقبلوا الناس فاقتتلوا فكانت الدعوى أول ما كانت يا للأنصار ثم جعلت أخيرا يا للخزرج وكانوا صبرا عند الحرب فأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركابه فنظر مجتلد القوم وهم يجتلدون.


TBRBV03P076B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عاصم ابن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله قال بينا ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله يصنع ما يصنع إذ هوى له علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار يريدانه فيأتيه علي من خلفه فيضرب عرقوبي الجمل فوقع على عجزه ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه فانجعف عن رحله قال واجتلد الناس فو الله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى مكتفين وقد التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ابى سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب وكان ممن صبر يومئذ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حسن الإسلام حين أسلم وهو آخذ بثفر بغلته فقال من هذا قال ابن أمك يا رسول الله.


TBRBV03P076C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله ص التفت فرأى أم سليم بنت ملحان وكانت مع زوجها أبي طلحة حازمة وسطها ببرد لها وإنها لحامل بعبد الله بن أبي طلحة ومعها جمل أبي طلحة وقد خشيت أن يعزها الجمل فأدنت رأسه منها فأدخلت يدها في خزامته مع الخطام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سليم قالت نعم § بأبي أنت وأمي يا رسول الله اقتل هؤلاء الذين يفرون عنك كما تقتل هؤلاء الذين يقاتلونك فإنهم لذلك أهل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم او يكفى الله يا أم سليم ومعها خنجر في يدها فقال لها أبو طلحة ما هذا معك يا أم سليم قالت خنجر أخذته معي إن دنا مني أحد من المشركين بعجته به قال يقول أبو طلحة ألا تسمع ما تقول أم سليم يا رسول الله.


TBRBV03P077B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثني حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس ابن مالك قال لقد استلب أبو طلحة يوم حنين عشرين رجلا وحده هو قتلهم.


TBRBV03P077C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن أبيه أنه حدث عن جبير بن مطعم قال لقد رأيت قبل هزيمة القوم والناس يقتتلون مثل البجاد الأسود أقبل من السماء حتى سقط بيننا وبين القوم فنظرت فإذا نمل أسود مبثوث قد ملأ الوادي فلم أشك أنها الملائكة ولم يكن إلا هزيمة القوم.


TBRBV03P077D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال فلما انهزمت هوازن استحر القتل من ثقيف ببني مالك فقتل منهم سبعون رجلا تحت رايتهم فيهم عثمان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن حبيب جد ابن أم حكم بنت أبي سفيان وكانت رايتهم مع ذي الخمار فلما قتل أخذها عثمان بن عبد الله فقاتل بها حتى قتل.


TBRBV03P077E

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عامر بن وهب بن الأسود بن مسعود قال لما بلغ رسول الله ص قتل عثمان قال أبعده الله فإنه كان يبغض قريشا.


TBRBV03P078B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس قال قتل مع عثمان بن عبد الله غلام له نصراني أغرل قال فبينا رجل من الأنصار يستلب قتلى من ثقيف إذ كشف العبد ليستلبه فوجده أغرل فصرخ بأعلى صوته يعلم الله أن ثقيفا غرل ما تختتن قال المغيرة بن شعبة فأخذت بيده وخشيت أن تذهب عنا في العرب فقلت لا تقل ذلك فداك أبي وأمي إنما هو غلام لنا نصراني ثم جعلت أكشف له قتلانا فأقول ألا تراهم مختنين قال وكانت راية الأحلاف مع قارب بن الأسود بن مسعود فلما هزم الناس أسند رايته إلى شجرة وهرب هو وبنو عمه وقومه من الأحلاف فلم يقتل منهم إلا رجلان رجل من بني غيرة يقال له وهب وآخر من بني كنة يقال له الجلاح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه قتل الجلاح قتل اليوم سيد شباب ثقيف إلا ما كان من ابن هنيدة وابن هنيدة الحارث بن أوس.


TBRBV03P078C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ولما انهزم المشركون أتوا الطائف ومعهم مالك بن عوف وعسكر بعضهم بأوطاس وتوجه بعضهم نحو نخلة ولم يكن فيمن توجه نحو نخلة إلا بنو غيرة من ثقيف فتبعت خيل رسول الله ص من سلك في نخلة § من الناس ولم تتبع من سلك الثنايا فأدرك ربيعة بن رفيع بن أهبان بن ثعلبة بن ربيعة بن يربوع بن سمال بن عوف بن امرئ القيس وكان يقال له ابن لذعة وهي أمه فغلبت على نسبه دريد بن الصمة فأخذ بخطام جمله وهو يظن أنه امرأة وذلك أنه كان في شجار له فإذا هو رجل فأناخ به وإذا هو بشيخ كبير وإذا هو دريد بن الصمة لا يعرفه الغلام فقال له دريد ماذا تريد بي قال أقتلك قال ومن أنت قال أنا ربيعة بن رفيع السلمى ثم ضربه بسيفه فلم يغن شيئا فقال بئسما سلحتك أمك خذ سيفي هذا من مؤخر الرحل في الشجار ثم اضرب به وارفع عن العظام واخفض عن الدماغ فإني كذلك كنت أقتل الرجال ثم إذا أتيت أمك فأخبرها أنك قتلت دريد بن الصمة فرب يوم والله قد منعت نساءك فزعمت بنو سليم أن ربيعة قال لما ضربته فوقع تكشف الثوب عنه فإذا عجانه وبطون فخذيه مثل القرطاس من ركوب الخيل أعراء فلما رجع ربيعة إلى أمه أخبرها بقتله إياه فقالت والله لقد أعتق أمهات لك ثلاثا.


TBRBV03P080B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال يزعمون أن سلمة بن دريد هو الذي رمى أبا عامر بسهم فأصاب ركبته فقتله فقال سلمة بن دريد في قتله أبا عامر إن تسألوا عني فإني سلمه ابن سمادير لمن توسمه أضرب بالسيف رءوس المسلمه وسمادير أم سلمة فانتمى إليها قال وخرج مالك بن عوف عند الهزيمة فوقف في فوارس من قومه على ثنية من الطريق وقال لأصحابه قفوا حتى تمضي ضعفاؤكم وتلحق أخراكم فوقف هنالك حتى مضى من كان لحق بهم من منهزمة الناس.


TBRBV03P080C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني بعض بني سعد بن بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ لخيله التي بعث إن قدرتم على بجاد رجل من بنى سعد ابن بكر فلا يفلتنكم وكان بجاد قد أحدث حدثا فلما ظفر به المسلمون ساقوه وأهله وساقوا أخته الشيماء بنت الحارث بن عبد الله بن عبد العزى أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة فعنفوا عليها في السياق معهم § فقالت للمسلمين تعلمون والله أني لأخت صاحبكم من الرضاعة فلم يصدقوها حتى أتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.


TBRBV03P081B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا ابن إسحاق عن أبي وجزة يزيد بن عبيد السعدي قال لما انتهي بالشيماء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله إني أختك قال وما علامة ذلك قالت عضة عضضتنيها في ظهري وأنا متوركتك قال فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم العلامة فبسط لها رداءه ثم قال هاهنا فأجلسها عليه وخيرها وقال إن أحببت فعندي محببة مكرمة وإن أحببت أمتعك وترجعي إلى قومك قالت بل تمتعني وتردني إلى قومي فمتعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وردها إلى قومها فزعمت بنو سعد بن بكر أنه أعطاها غلاما له يقال له مكحول وجارية فزوجت أحدهما الآخر فلم يزل فيهم من نسلهما بقية قال ابن إسحاق استشهد يوم حنين من قريش ثم من بني هاشم أيمن بن عبيد وهو ابن أم ايمن مولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بني أسد بن عبد العزى يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد جمح به فرس له يقال له الجناح فقتل ومن الأنصار سراقة بن الحارث ابن عدي بن بلعجلان ومن الأشعريين أبو عامر الأشعري ثم جمعت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا حنين وأموالها وكان على المغانم مسعود بن عمرو القاري فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسبايا والأموال إلى الجعرانة فحبست بها.


TBRBV03P081C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال ابن إسحاق لما قدم فل ثقيف الطائف أغلقوا عليهم أبواب مدينتها وصنعوا الصنائع للقتال ولم يشهد حنينا ولا حصار الطائف عروة بن مسعود ولا غيلان بن § سلمة كانا بجرش يتعلمان صنعة الدباب والضبور والمجانيق.


غزوه الطائف *
TBRBV03P083B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سلك إلى الطائف من حنين على نخلة اليمانية ثم على قرن ثم على المليح ثم على بحرة الرغاء من لية فابتنى بها مسجدا فصلى فيه فأقاد يومئذ ببحرة الرغاه حين نزلها بدم وهو أول دم أقيد به في الإسلام رجلا من بني ليث قتل رجلا من هذيل فقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر رسول الله وهو بلية بحصن مالك بن عوف فهدم ثم سلك في طريق يقال لها الضيقة فلما توجه فيها سأل على اسمها فقال ما اسم هذه الطريق فقيل له الضيقة فقال بل هي اليسرى ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على نخب حتى نزل تحت سدرة يقال لها الصادرة قريبا من مال رجل من ثقيف فأرسل اليه رسول الله ص إما أن تخرج وإما أن نخرب عليك حائطك فأبى أن يخرج فأمر رسول الله ص بإخرابه ثم مضى رسول الله حتى نزل قريبا من الطائف فضرب عسكره فقتل أناس من أصحابه بالنبل وذلك أن العسكر اقترب من حائط الطائف فكانت النبل تنالهم ولم يقدر المسلمون أن يدخلوا حائطهم غلقوه دونهم فلما أصيب أولئك النفر من أصحابه بالنبل ارتفع فوضع عسكره عند مسجده الذي بالطائف اليوم فحاصرهم بضعا وعشرين ليلة ومعه امرأتان من نسائه إحداهما أم سلمة بنت أبي أمية وأخرى معها فضرب لهما قبتين فصلى بين القبتين § فلما أسلمت ثقيف بنى على مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أبو أمية بن عمرو بن وهب بن معتب بن مالك مسجدا وكانت في ذلك المسجد سارية فيما يزعمون لا تطلع عليها الشمس يوما من الدهر إلا سمع لها نقيض فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاتلهم قتالا شديدا وتراموا بالنبل حتى إذا كان يوم الشدخة عند جدار الطائف دخل نفر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت دبابة ثم زحفوا بها إلى جدار الطائف فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار فخرجوا من تحتها فرمتهم ثقيف بالنبل وقتلوا رجالا فأمر رسول الله بقطع أعناب ثقيف فوقع فيها الناس يقطعون وتقدم أبو سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة إلى الطائف فناديا ثقيفا أن أمنونا حتى نكلمكم فأمنوهما فدعوا نساء من نساء قريش وبني كنانة ليخرجن إليهما وهما يخافان عليهن السباء فأبين منهن آمنة بنت أبي سفيان كانت عند عروة بن مسعود له منها داود بن عروة وغيرها.


TBRBV03P084C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا ابن إسحاق قال قد بلغنى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر بن أبي قحافة وهو محاصر ثقيفا بالطائف يا أبا بكر إني رأيت أنه أهديت لي قعبة § مملوءة زبدا فنقرها ديك فأهراق ما فيها فقال أبو بكر ما أظن أن تدرك منهم يومك هذا ما تريد يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا لا أرى ذلك ثم إن خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية وهي امرأة عثمان بن مظعون قالت يا رسول الله أعطني إن فتح الله عليك الطائف حلي بادية بنت غيلان بن سلمة أو حلي الفارعة بنت عقيل وكانتا من أحلى نساء ثقيف قال فذكر لي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها وإن كان لم يؤذن لي في ثقيف يا خويلة فخرجت خويلة فذكرت ذلك لعمر بن الخطاب فدخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما حديث حدثتنيه خويلة أنك قلته قال قد قلته قال او ما أذن فيهم يا رسول الله قال لا قال أفلا أؤذن بالرحيل في الناس قال بلى فاذن عمر بالرحيل فلما استقل الناس نادى سعيد بن عبيد بن أسيد بن أبي عمرو بن علاج الثقفي ألا إن الحي مقيم قال يقول عيينة بن حصن أجل والله مجدة كراما فقال له رجل من المسلمين قاتلك الله يا عيينة أتمدح قوما من المشركين بالامتناع من رسول الله وقد جئت تنصره قال إني والله ما جئت لأقاتل معكم ثقيفا ولكني أردت أن يفتح محمد الطائف فأصيب من ثقيف جارية أتبطنها لعلها أن تلد لي رجلا فإن ثقيفا قوم مناكير واستشهد بالطائف من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر رجلا سبعة من قريش ورجل من بنى ليث واربعه من الانصار.


امر اموال هوازن وعطايا المؤلفه قلوبهم منها *
TBRBV03P086B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من الطائف على دحنا حتى نزل الجعرانة بمن معه من المسلمين وكان قدم سبي هوازن حين سار إلى الطائف الى الجعرانة فحبس بها ثم اتته بالجعرانة وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبي هوازن من النساء والذراري عدد كثير ومن الإبل ستة آلاف بعير ومن الشاء ما لا يحصى.


TBRBV03P086C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص قال أتى وفد هوازن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة وقد أسلموا فقالوا يا رسول الله إنا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لا يخفى عليك فامنن علينا من الله عليك فقام رجل من هوازن أحد بني سعد بن بكر وكان بنو سعد هم الذين ارضعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له زهير بن صرد وكان يكنى بأبي صرد فقال يا رسول الله إنما في الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك ولو أننا ملحنا للحارث بن أبي شمر أو للنعمان بن المنذر ثم نزل منا بمثل ما نزلت به رجونا عطفه وعائدته وأنت خير المكفولين ثم قال امنن علينا رسول الله في كرم فإنك المرء نرجوه وندخر § امنن على بيضة قد عاقها قدر ممزق شملها في دهرها غير في أبيات قالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم فقالوا يا رسول الله خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا بل ترد علينا نساءنا وأبناءنا فهم أحب إلينا فقال أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم فإذا أنا صليت بالناس فقولوا إنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله في أبنائنا ونسائنا فسأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر قاموا فتكلموا بالذي أمرهم به فقال رسول الله أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم وقال المهاجرون وما كان لنا فهو لرسول الله وقالت الأنصار وما كان لنا فهو لرسول الله قال الأقرع بن حابس أما أنا وبنو تميم فلا وقال عيينة بن حصن أما أنا وبنو فزارة فلا وقال عباس بن مرداس أما أنا وبنو سليم فلا قالت بنو سليم ما كان لنا فهو لرسول الله قال يقول العباس لبني سليم وهنتمونى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما من تمسك بحقه من هذا السبي منكم فله بكل إنسان ست فرائض من أول شيء نصيبه فردوا إلى الناس أبناءهم ونساءهم.


TBRBV03P087C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني يزيد بن عبيد السعدي أبو وجزة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أعطى علي بن أبي طالب جارية من سبي حنين يقال لها ريطة بنت هلال بن حيان بن عميرة بن هلال بن ناصرة بن قصية بن نصر بن سعد بن بكر وأعطى عثمان بن عفان جارية يقال لها زينب بنت حيان بن § عمرو بن حيان وأعطى عمر بن الخطاب جارية فوهبها لعبد الله بن عمر.


TBRBV03P088B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن نافع عن عبد الله بن عمر قال أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب جارية من سبي هوازن فوهبها لي فبعثت بها إلى أخوالي من بني جمح ليصلحوا لي منها حتى أطوف بالبيت ثم آتيهم وأنا أريد أن أصيبها إذا رجعت إليها قال فخرجت من المسجد حين فرغت فإذا الناس يشتدون فقلت ما شأنكم قالوا رد علينا رسول الله نساءنا وأبناءنا قال قلت تلكم صاحبتكم في بني جمح اذهبوا فخذوها فذهبوا إليها فأخذوها وأما عيينة بن حصن فأخذ عجوزا من عجائز هوازن وقال حين أخذها أرى عجوزا وأرى لها في الحي نسبا وعسى أن يعظم فداؤها فلما رد رسول الله صلى الله عليه وسلم السبايا بست فرائض أبى أن يردها فقال له زهير ابو صرد خذها عنك فو الله ما فوها ببارد ولا ثديها بناهد ولا بطنها بوالد ولا درها بما كد ولا زوجها بواجد فردها بست فرائض حين قال له زهير ما قال فزعموا أن عيينة لقي الأقرع بن حابس فشكا إليه ذلك فقال والله إنك ما أخذتها بكرا غريرة ولا نصفا وثيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لوفد هوازن وسألهم عن مالك بن عوف ما فعل فقالوا هو بالطائف مع ثقيف فقال رسول الله أخبروا مالكا أنه إن أتاني مسلما رددت عليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل فأتى مالك بذلك فخرج من الطائف إليه وقد كان مالك خاف ثقيفا على نفسه أن يعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ما قال فيحبسوه فأمر براحلته فهيئت له وأمر بفرس له فأتي به الطائف فخرج ليلا فجلس على فرسه فركضه حتى أتى راحلته حيث أمر بها أن تحبس له فركبها فلحق برسول الله فأدركه بالجعرانة او § بمكة فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل وأسلم فحسن إسلامه واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه وعلى من أسلم من تلك القبائل حول الطائف ثمالة وسلمة وفهم فكان يقاتل بهم ثقيفا لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه حتى ضيق عليهم فقال ابو محجن ابن حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي هابت الأعداء جانبنا ثم تغزونا بنو سلمه وأتانا مالك بهم ناقضا للعهد والحرمه وأتونا في منازلنا ولقد كنا أولي نقمه وهذا آخر حديث أبي وجزة ثم رجع الحديث إلى حديث عمرو بن شعيب قال فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من رد سبايا حنين إلى أهلها ركب واتبعه الناس يقولون يا رسول الله اقسم علينا فيئنا الإبل والغنم حتى ألجئوه إلى شجرة فاختطفت الشجرة عنه رداءه فقال ردوا علي ردائي ايها الناس فو الله لو كان لي عدد شجر تهامة نعما لقسمتها عليكم ثم ما لقيتموني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا ثم قام إلى جنب بعير فأخذ وبرة من سنامه فجعلها بين أصبعيه ثم رفعها فقال أيها الناس إنه والله ليس لي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس والخمس مردود عليكم فأدوا الخياط والمخيط § فإن الغلول يكون على أهله عارا ونارا وشنارا يوم القيامة فجاءه رجل من الأنصار بكبة من خيوط شعر فقال يا رسول الله أخذت هذه الكبة أعمل بها برذعة بعير لي دبر قال أما نصيبي منها فلك فقال إنه إذا بلغت هذه فلا حاجة لي بها ثم طرحها من يده إلى هاهنا حديث عمرو بن شعيب.


TBRBV03P090B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله ابن ابى بكر قال اعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم وكانوا أشرافا من أشراف الناس يتألفهم ويتألف به قلوبهم فأعطى أبا سفيان بن حرب مائة بعير وأعطى ابنه معاوية مائه بعير واعطى حكيم ابن حزام مائة بعير وأعطى النضير بن الحارث بن كلدة بن علقمة أخا بني عبد الدار مائة بعير وأعطى العلاء بن جارية الثقفي حليف بني زهرة مائة بعير وأعطى الحارث بن هشام مائة بعير وأعطى صفوان بن أمية مائة بعير وأعطى سهيل بن عمرو مائة بعير وأعطى حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس مائة بعير وأعطى عيينة بن حصن مائة بعير وأعطى الأقرع ابن حابس التميمي مائة بعير وأعطى مالك بن عوف النصرى مائة بعير فهؤلاء أصحاب المئين وأعطى دون المائه رجالا من قريش منهم مخرمه ابن نوفل بن أهيب الزهري وعمير بن وهب الجمحي وهشام بن عمرو أخو بني عامر بن لؤي لا يحفظ عدة ما أعطاهم وقد عرف فيما زعم أنها دون المائة وأعطى سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم خمسين من الإبل وأعطى السهمي خمسين من الإبل وأعطى عباس بن مرداس السلمى اباعر فنسخطها وعاتب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال § كانت نهابا تلافيتها بكري على المهر في الأجرع وإيقاظي القوم أن يرقدوا إذا هجع الناس لم أهجع فأصبح نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع وقد كنت في الحرب ذا تدرإ فلم أعط شيئا ولم أمنع إلا أفائل أعطيتها عديد قوائمها الأربع وما كان حصن ولا حابس يفوقان مرداس في المجمع وما كنت دون امرئ منهما ومن تضع اليوم لا يرفع قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهبوا فاقطعوا عني لسانه فزادوه حتى رضي فكان ذلك قطع لسانه الذي أمر به.


TBRBV03P091B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ان قائلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه يا رسول الله أعطيت عيينة بن حصن والأقرع بن حابس مائة مائة وتركت جعيل بن سراقة الضمري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما والذي نفسي بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض كلهم مثل عيينة بن حصن والأقرع بن حابس ولكني تألفتهما ليسلما ووكلت جعيل بن سراقة إلى إسلامه.


TBRBV03P092A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني أبو عبيدة بن محمد عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل قال خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي حتى أتينا عبد الله ابن عمرو بن العاص وهو يطوف بالبيت معلقا نعليه بيده فقلنا له هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كلمه التميمي يوم حنين قال نعم أقبل رجل من بني تميم يقال له ذو الخويصره فوقف على رسول الله ص وهو يعطي الناس فقال يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم فقال رسول الله أجل فكيف رأيت قال لم ارك عدلت فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ويحك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله ألا نقتله فقال لا دعوه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يوجد شيء ثم في القدح فلا يوجد شيء ثم في الفوق فلا يوجد شيء سبق الفرث والدم.

KHLSV01P314B

أخبرنا محمد قال حدثنا عبدالله حدثنا محمد حدثنا سلمة حدثنا محمد بن إسحاق أخبرني أبوعبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن مقسم أبي القاسم مولى عبدالله بن الحارث بن نوفل قال خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي حتى أتينا عبدالله بن عمرو بن العاص وهو يطوف بالبيت معلقا نعله بيده فقلنا له هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كلمه التميمي يوم حنين قال نعم أقبل رجل من بني تميم يقال له ذو الخويصرة فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعطي الناس فقال يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل فكيف رأيت قال لم أرك عدلت فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ويحك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون فقال عمر يا رسول الله ألا تقتله قال لا دعوه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يوجد شيء ثم في القدح فلا يوجد شيء ثم في الفوق فلا يوجد § شيء سبق الفرث والدم.

TBRBV03P092B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي مثل ذلك وسماه ذا الخويصرة التميمي.


TBRBV03P093A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد معه حنينا قال والله إني لاسير الى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة لي وفي رجلي نعل غليظة إذ زحمت ناقتي ناقة رسول الله ويقع حرف نعلي على ساق رسول الله فأوجعه قال فقرع قدمي بالسوط وقال أوجعتني فتأخر عني فانصرفت فلما كان من الغد إذا رسول الله يلتمسني قال قلت هذا والله لما كنت أصبت من رجل رسول الله بالأمس قال فجئته وأنا أتوقع فقال لي إنك قد اصبت رجلي بالأمس فاوجعتنى فقرعت قدمك بالسوط فدعوتك لأعوضك منها فأعطاني ثمانين نعجة بالضربة التي ضربني.


TBRBV03P093B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عاصم ابن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري قال لما أعطى رسول الله ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت منهم القالة حتى قال قائلهم لقي والله رسول الله قومه فدخل عليه سعد بن عبادة فقال يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ولم يكن في هذا الحي من الأنصار شيء قال فأين أنت من ذلك يا سعد قال يا رسول الله ما أنا إلا من قومي قال فاجمع لي قومك في الحظيرة قال فخرج سعد فجمع الأنصار في تلك الحظيرة قال فجاءه رجال من المهاجرين فتركهم فدخلوا وجاء آخرون فردهم فلما اجتمعوا إليه أتاه سعد فقال قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو له أهل ثم قال يا معشر الأنصار ما قالة بلغتني عنكم § وموجدة وجدتموها في أنفسكم ألم آتكم ضلالا فهداكم الله وعالة فأغناكم الله وأعداء فألف الله بين قلوبكم قالوا بلى لله ولرسوله المن والفضل فقال ألا تجيبوني يا معشر الأنصار قالوا وبماذا نجيبك يا رسول الله لله ولرسوله المن والفضل قال أما والله لو شئتم لقلتم فصدقتم ولصدقتم أتيتنا مكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وطريدا فآويناك وعائلا فآسيناك وجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاء والبعير وترجعوا برسول الله الى رحالكم فو الذى نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار قال فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا رضينا برسول الله قسما وحظا ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقوا.


عمرة رسول الله من الجعرانة *
TBRBV03P094C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة معتمرا وأمر ببقايا الفيء فحبس بمجنة وهي بناحية مر الظهران فلما فرغ رسول الله من عمرته وانصرف راجعا إلى المدينة استخلف عتاب بن أسيد على مكة وخلف معه معاذ بن جبل يفقه الناس في الدين ويعلمهم القرآن واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقايا الفيء وكانت عمره رسول الله في ذي القعده فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم § المدينة في ذي القعدة أو في ذي الحجة وحج الناس تلك السنة على ما كانت العرب تحج عليه وحج تلك السنة بالمسلمين عتاب بن أسيد وهي سنة ثمان وأقام أهل الطائف على شركهم وامتناعهم في طائفهم ما بين ذي القعدة إذ انصرف رسول الله عنهم إلى شهر رمضان من سنة تسع.


ثم دخلت سنة تسع *

امر ثقيف وإسلامها *
TBRBV03P096D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف عن أهل الطائف اتبع أثره عروة بن مسعود بن معتب حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يتحدث قومهم إنهم قاتلوك وعرف رسول الله أن فيهم نخوة بالامتناع الذي كان منهم فقال له عروة يا رسول الله أنا أحب إليهم من أبكارهم وكان فيهم كذلك محببا مطاعا § فخرج يدعو قومه إلى الإسلام ورجا ألا يخالفوه لمنزلته فيهم فلما أشرف لهم على علية له وقد دعاهم إلى الإسلام وأظهر لهم دينه رموه بالنبل من كل وجه فأصابه سهم فقتله فتزعم بنو مالك أنه قتله رجل منهم يقال له أوس بن عوف أخو بني سالم بن مالك وتزعم الأحلاف أنه قتله رجل منهم من بني عتاب بن مالك يقال له وهب بن جابر فقيل لعروة ما ترى في دمك قال كرامة أكرمني الله بها وشهادة ساقها الله إلي فليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرتحل عنكم فادفنوني معهم فدفنوه معهم فزعموا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه إن مثله في قومه كمثل صاحب يس في قومه وفيها قدم وفد اهل الطائف على رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل إنهم قدموا عليه في شهر رمضان.


TBRBV03P097B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال ثم أقامت ثقيف بعد قتل عروة أشهرا ثم إنهم ائتمروا بينهم ألا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب وقد بايعوا وأسلموا.


TBRBV03P097C

وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي أن عمرو بن أمية أخا بني علاج كان مهاجرا لعبد ياليل بن عمرو الذى بينهما سيئ وكان عمرو بن أمية من أدهى العرب فمشى إلى عبد ياليل بن عمرو حتى دخل عليه داره ثم أرسل إليه أن عمرو بن أمية يقول لك اخرج إلي فقال عبد ياليل للرسول ويحك أعمرو أرسلك قال نعم وهو ذا واقف في دارك فقال إن هذا لشيء ما كنت أظنه لعمرو كان أمنع في نفسه من ذلك فلما رآه رحب به وقال عمرو إنه قد نزل بنا أمر ليست معه هجرة إنه قد كان من أمر هذا الرجل ما قد رأيت وقد أسلمت § العرب كلها وليست لكم بحربهم طاقة فانظروا في أمركم فعند ذلك ائتمرت ثقيف بينها وقال بعضهم لبعض ألا ترون أنه لا يأمن لكم سرب ولا يخرج منكم أحد إلا اقتطع به فائتمروا بينهم وأجمعوا أن يرسلوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا كما أرسلوا عروه فكلموا عبد يا ليل ابن عمرو بن عمير وكان في سن عروة بن مسعود وعرضوا ذلك عليه فأبى أن يفعل وخشي أن يصنع به إذا رجع كما يصنع بعروة فقال لست فاعلا حتى تبعثوا معي رجالا فأجمعوا على أن يبعثوا معه رجلين من الأحلاف وثلاثة من بني مالك فيكونوا ستة عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد دهمان أخو بني يسار وأوس بن عوف أخو بني سالم ونمير بن خرشة بن ربيعة أخو بلحارث وبعثوا من الأحلاف مع عبد ياليل الحكم بن عمرو بن وهب بن معتب وشرحبيل بن غيلان بن سلمة بن معتب فخرج بهم عبد ياليل وهو ناب القوم وصاحب أمرهم ولم يخرج إلا خشية من مثل ما صنع بعروة بن مسعود ليشغل كل رجل منهم إذا رجعوا إلى الطائف رهطه فلما دنوا من المدينة ونزلوا قناة لقوا بها المغيرة بن شعبة يرعى في نوبته ركاب أصحاب رسول الله وكانت رعيتها نوبا على أصحابه فلما رآهم المغيرة ترك الركاب وضبر يشتد ليبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومهم عليه فلقيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه قبل أن يدخل على رسول الله فأخبره عن ركب ثقيف أنهم قدموا يريدون البيعة والإسلام بأن يشرط لهم شروطا ويكتتبوا من رسول الله كتابا في قومهم وبلادهم وأموالهم فقال أبو بكر للمغيرة أقسمت عليك بالله لا تسبقني إلى رسول الله حتى أكون أنا الذي أحدثه ففعل المغيرة فدخل أبو بكر على رسول الله فأخبره عن ركب ثقيف بقدومهم ثم خرج المغيرة إلى أصحابه فروح الظهر معهم وعلمهم كيف يحيون رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفعلوا إلا بتحية الجاهلية § ولما ان قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب عليهم قبة في ناحية مسجده كما يزعمون وكان خالد بن سعيد بن العاص هو الذي يمشي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اكتتبوا كتابهم وكان خالد هو الذي كتب كتابهم بيده وكانوا لا يطعمون طعاما يأتيهم من عند رسول الله حتى يأكل منه خالد حتى أسلموا وبايعوا وفرغوا من كتابهم وقد كان فيما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدع الطاغية وهي اللات لا يهدمها ثلاث سنين فأبى رسول الله ذلك عليهم فما برحوا يسالونه سنه سنة فأبى عليهم حتى سألوه شهرا واحدا بعد مقدمهم فأبى أن يدعها شيئا يسمى وإنما يريدون بذلك فيما يظهرون أن يسلموا بتركها من سفهائهم ونسائهم وذراريهم ويكرهون أن يروعوا قومهم بهدمها حتى يدخلهم الإسلام فأبى رسول الله ص ذلك إلا أن يبعث أبا سفيان بن حرب والمغيره ابن شعبة فيهدماها وقد كانوا سألوه مع ترك الطاغية أن يعفيهم من الصلاة وأن يكسروا أوثانهم بأيديهم فقال رسول الله أما كسر أوثانكم بأيديكم فسنعفيكم منه وأما الصلاة فلا خير في دين لا صلاة فيه فقالوا يا محمد أما هذه فسنؤتيكها وإن كانت دناءة فلما أسلموا وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابهم أمر عليهم عثمان بن أبي العاص وكان من أحدثهم سنا وذلك أنه كان أحرصهم على التفقه في الإسلام وتعلم القرآن فقال ابو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إني قد رأيت هذا الغلام فيهم من أحرصهم على التفقه في الإسلام وتعلم القرآن.


TBRBV03P099B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يعقوب ابن عتبة قال فلما خرجوا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوجهوا إلى بلادهم راجعين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب § والمغيرة بن شعبة في هدم الطاغية فخرجا مع القوم حتى إذا قدموا الطائف أراد المغيرة أن يقدم أبا سفيان فأبى ذلك أبو سفيان عليه وقال ادخل أنت على قومك وأقام أبو سفيان بماله بذي الهرم فلما دخل المغيرة بن شعبة علاها يضربها بالمعول وقام قومه دونه بنو معتب خشية أن يرمى أو يصاب كما أصيب عروة وخرج نساء ثقيف حسرا يبكين عليها ويقلن ألا ابكين دفاع أسلمها الرضاع لم يحسنوا المصاع قال ويقول أبو سفيان والمغيرة يضربها بالفاس واها لك واها لك فلما هدمها المغيرة أخذ مالها وحليها وأرسل إلى أبي سفيان وحليها مجموع ومالها من الذهب والجزع وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا سفيان أن يقضي من مال اللات دين عروة والأسود ابني مسعود فقضى منه دينهما وفي هذه السنة غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك.


ذكر الخبر عن غزوة تبوك *
TBRBV03P100C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال أقام رسول الله ص بالمدينة بعد منصرفه من الطائف ما بين ذي الحجة إلى رجب § ثم امر الناس بالتهيؤ الغزو الروم.


TBRBV03P101B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن الزهري ويزيد بن رومان وعبد الله بن أبي بكر وعاصم بن عمر بن قتادة وغيرهم كل قد حدث في غزوة تبوك ما بلغه عنها وبعض القوم يحدث ما لم يحدث بعض وكل قد اجتمع حديثه في هذا الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بالتهيؤ لغزو الروم وذلك في زمن عسرة من الناس وشدة من الحر وجدب من البلاد وحين طابت الثمار وأحبت الظلال فالناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم ويكرهون الشخوص عنها على الحال من الزمان الذى هم عليه وكان رسول الله ص قلما يخرج في غزوة إلا كنى عنها وأخبر أنه يريد غير الذي يصمد له إلا ما كان من غزوة تبوك فإنه بينها للناس لبعد الشقة وشدة الزمان وكثرة العدو الذي يصمد له ليتأهب الناس لذلك أهبته وأمر الناس بالجهاز وأخبرهم أنه يريد الروم فتجهز الناس على ما في أنفسهم من الكره لذلك الوجه لما فيه مع ما عظموا من ذكر الروم وغزوهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو في جهازه ذلك للجد بن قيس أخي بني سلمة هل لك يا جد العام في جلاد بني الأصفر فقال يا رسول الله او تاذن لي ولا تفتني فو الله لقد عرف قومي ما رجل أشد عجبا بالنساء مني وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر ألا أصبر عنهن فأعرض عنه رسول الله ص وقال قد أذنت لك ففي الجد بن قيس نزلت هذه الآية ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الآية أي إن كان إنما يخشى الفتنة من نساء بني الأصفر وليس ذلك به فما سقط فيه من الفتنة بتخلفه عن رسول الله والرغبة بنفسه عن نفسه أعظم وإن جهنم لمن ورائه وقال قائل من المنافقين لبعض لا تنفروا في الحر زهادة في الجهاد § وشكا في الحق وإرجافا بالرسول فأنزل الله تبارك وتعالى فيهم وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون إلى قوله جزاء بما كانوا يكسبون ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جد في سفره فأمر الناس بالجهاز والانكماش وحض أهل الغنى على النفقة والحملان في سبيل الله ورغبهم في ذلك فحمل رجال من اهل الغنى فاحتسبوا وانفق عثمان ابن عفان في ذلك نفقة عظيمة لم ينفق أحد أعظم من نفقته ثم إن رجالا من المسلمين أتوا رسول الله وهم البكاءون وهم سبعة نفر من الأنصار وغيرهم فاستحملوا رسول الله وكانوا أهل حاجة فقال لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون قال فبلغني أن يامين بن عمير بن كعب النضري لقي أبا ليلى عبد الرحمن بن كعب وعبد الله بن مغفل وهما يبكيان فقال لهما ما يبكيكما قالا جئنا رسول الله ليحملنا فلم نجد عنده ما يحملنا عليه وليس عندنا ما نتقوى به على الخروج معه فأعطاهما ناضحا فارتحلاه وزودهما شيئا من تمر فخرجا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم § قال وجاء المعذرون من الأعراب فاعتذروا إليه فلم يعذرهم الله عز وجل وذكر لي أنهم كانوا من بني غفار منهم خفاف بن إيماء بن رحضة ثم استتب برسول الله صلى الله عليه وسلم سفره وأجمع السير وقد كان نفر من المسلمين أبطأت بهم النية عن رسول الله حتى تخلفوا عنه من غير شك ولا ارتياب منهم كعب بن مالك بن أبي كعب أخو بني سلمة ومرارة بن الربيع أخو بني عمرو بن عوف وهلال بن أمية أخو بني واقف وأبو خيثمة أخو بني سالم بن عوف وكانوا نفر صدق لا يتهمون في إسلامهم فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب عسكره على ثنية الوداع وضرب عبد الله بن ابى بن سلول عسكره على حدة أسفل منه بحذاء ذباب جبل بالجبانة أسفل من ثنية الوداع وكان فيما يزعمون ليس بأقل العسكرين فلما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم تخلف عنه عبد الله بن أبي فيمن تخلف من المنافقين وأهل الريب وكان عبد الله بن أبي أخا بني عوف بن الخزرج وعبد الله بن نبتل أخا بني عمرو بن عوف ورفاعة بن زيد بن التابوت أخا بني قينقاع وكانوا من عظماء المنافقين وكانوا ممن يكيد الإسلام وأهله.


TBRBV03P103B

قال وفيهم فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عمرو بن عبيد عن الحسن البصري أنزل الله عز وجل لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور الآية قال ابن إسحاق وخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب على أهله وأمره بالإقامة فيهم واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة أخا بني غفار فأرجف المنافقون بعلي بن أبي طالب وقالوا ما خلفه § إلا استثقالا له وتخففا منه [فلما قال ذلك المنافقون أخذ علي سلاحه ثم خرج حتى اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالجرف فقال يا نبي الله زعم المنافقون أنك إنما خلفتني أنك استثقلتني وتخففت مني فقال كذبوا ولكني إنما خلفتك لما ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي] فرجع علي إلى المدينة ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سفره ثم إن أبا خيثمة أخا بني سالم رجع بعد أن سار رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما إلى أهله في يوم حار فوجد امرأتين له في عريشين لهما في حائط قد رشت كل واحدة منهما عريشها وبردت له فيه ماء وهيأت له فيه طعاما فلما دخل فقام على باب العريشين فنظر إلى امرأتيه وما صنعتا له قال رسول الله في الضح والريح وأبو خيثمة في ظلال باردة وماء بارد وطعام مهيإ وامرأة حسناء في ماله مقيم ما هذا بالنصف ثم قال والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول الله فهيئا لي زادا ففعلتا ثم قدم ناضحه فارتحله ثم خرج في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدركه حين نزل تبوك وقد كان أدرك أبا خيثمة عمير بن وهب الجمحي في الطريق يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فترافقا حتى إذا دنوا من تبوك قال أبو خيثمة لعمير بن وهب إن لي ذنبا فلا عليك أن تخلف عني حتى آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل ثم سار حتى إذا دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بتبوك قال الناس يا رسول الله هذا راكب على الطريق مقبل فقال رسول الله كن أبا خيثمة فقالوا يا رسول الله هو والله أبو خيثمة فلما اناخ اقبل فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله أولى لك § يا أبا خيثمة ثم أخبر رسول الله الخبر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له بخير وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مر بالحجر نزلها واستقى الناس من بئرها فلما راحوا منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشربوا من مائها شيئا ولا تتوضئوا منها للصلاة وما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الإبل ولا تأكلوا منه شيئا ولا يخرجن أحد منكم الليلة إلا ومعه صاحب له ففعل الناس ما أمرهم به رسول الله ص إلا رجلين من بني ساعدة خرج أحدهما لحاجته وخرج الآخر في طلب بعير له فأما الذي ذهب لحاجته فإنه خنق على مذهبه وأما الذي ذهب في طلب بعيره فاحتملته الريح حتى طرحته في جبلي طيئ فاخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم فقال ألم أنهكم أن يخرج منكم أحد إلا ومعه صاحب له ثم دعا للذي أصيب على مذهبه فشفي وأما الآخر الذى وقع بجبلي طيئ فان طيئا هدته لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة.


TBRBV03P105D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن العباس بن سهل بن سعد الساعدي فلما أصبح الناس ولا ماء معهم شكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا الله فأرسل الله سحابة فأمطرت حتى ارتوى الناس واحتملوا حاجتهم من الماء.


TBRBV03P105E

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة قال قلت لمحمود بن لبيد هل كان الناس يعرفون النفاق فيهم قال نعم والله إن كان الرجل ليعرفه من أخيه ومن § أبيه ومن عمه ومن عشيرته ثم يلبس بعضهم بعضا على ذلك ثم قال محمود لقد أخبرني رجال من قومي عن رجل من المنافقين معروف نفاقه كان يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث سار فلما كان من أمر الماء بالحجر ما كان ودعا رسول الله ص حين دعا فأرسل الله السحابة فأمطرت حتى ارتوى الناس أقبلنا عليه نقول ويحك هل بعد هذا شيء قال سحابة مارة ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سار حتى إذا كان ببعض الطريق ضلت ناقته فخرج أصحابه في طلبها وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أصحابه يقال له عمارة بن حزم وكان عقبيا بدريا وهو عم بني عمرو بن حزم وكان في رحله زيد بن لصيب القينقاعي وكان منافقا فقال زيد بن لصيب وهو في رحل عماره وعماره عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس يزعم محمد أنه نبي يخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعماره عنده ان رجلا قال ان محمدا هذا يخبركم أنه نبي وهو يزعم أنه يخبركم بخبر السماء وهو لا يدري أين ناقته وإني والله ما أعلم إلا ما علمني الله وقد دلني الله عليها وهي في الوادي من شعب كذا وكذا قد حبستها شجرة بزمامها فانطلقوا حتى تأتوا بها فذهبوا فجاءوا بها فرجع عمارة بن حزم إلى أهله فقال والله لعجب من شيء حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا عن مقالة قائل أخبره الله عنه كذا وكذا للذي قال زيد بن اللصيب فقال رجل ممن كان في رحل عمارة ولم يحضر رسول الله زيد والله قال هذه المقالة قبل أن تأتي فأقبل عمارة على زيد يجأ في عنقه ويقول يا عباد الله والله إن في رحلي لداهية وما أدري اخرج يا عدو الله من رحلي فلا تصحبني قال فزعم بعض الناس أن زيدا تاب بعد ذلك وقال بعض لم يزل متهما بشر حتى هلك § ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم سائرا فجعل يتخلف عنه الرجل فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول دعوه فإن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه حتى قيل يا رسول الله تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره فقال دعوه فإن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه قال وتلوم أبو ذر على بعيره فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فحمله على ظهره ثم خرج يتبع أثر رسول الله ماشيا ونزل رسول الله في بعض منازله فنظره ناظر من المسلمين فقال يا رسول الله إن هذا الرجل يمشي على الطريق وحده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كن أبا ذر فلما تأمله القوم قالوا يا رسول الله هو أبو ذر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده.


TBRBV03P107B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن بريدة بن سفيان الأسلمي عن محمد بن كعب القرظي قال لما نفى عثمان أبا ذر نزل أبو ذر الربذة فأصابه بها قدره ولم يكن معه أحد إلا امرأته وغلامه فأوصاهما أن غسلاني وكفناني ثم ضعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمر بكم فقولوا هذا أبو ذر صاحب رسول الله فأعينونا على دفنه فلما مات فعلا ذلك به ثم وضعاه على قارعة الطريق فأقبل عبد الله بن مسعود ورهط من أهل العراق عمارا فلم يرعهم إلا بجنازة على الطريق قد كادت الإبل تطؤها وقام إليهم الغلام فقال هذا أبو ذر صاحب رسول الله فأعينونا على دفنه قال فاستهل عبد الله بن مسعود يبكي ويقول صدق رسول الله تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك ثم نزل هو وأصحابه فواروه ثم حدثهم ابن مسعود حديثه وما قال له رسول الله في مسيره إلى تبوك § قال وقد كان رهط من المنافقين منهم وديعة بن ثابت أخو بنى عمرو ابن عوف ومنهم رجل من أشجع حليف لبني سلمه يقال له مخشى ابن حمير يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منطلق إلى تبوك فقال بعضهم لبعض أتحسبون قتال بني الأصفر كقتال غيرهم والله لكأني بكم غدا مقرنين في الحبال إرجافا وترهيبا للمؤمنين فقال مخشى ابن حمير والله لوددت أني أقاضى على أن يضرب كل رجل منا مائة جلدة وأنا ننفلت أن ينزل الله فينا قرآنا لمقالتكم هذه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني لعمار بن ياسر أدرك القوم فإنهم قد احترقوا فسلهم عما قالوا فإن أنكروا فقل بلى قد قلتم كذا وكذا فانطلق إليهم عمار فقال لهم ذلك فأتوا رسول الله يعتذرون إليه فقام وديعة بن ثابت ورسول الله واقف على ناقته فجعل يقول وهو آخذ بحقبها يا رسول الله كنا نخوض ونلعب فأنزل الله عز وجل فيهم ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب وقال مخشي بن حمير يا رسول الله قعد بي اسمي واسم أبي فكان الذي عفي عنه في هذه الآية مخشي بن حمير فسمي عبد الرحمن وسأل الله أن يقتله شهيدا لا يعلم مكانه فقتل يوم اليمامة فلم يوجد له أثر فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك أتاه يحنة بن رؤبة صاحب ايله فصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم واعطاه الجزية واهل جرباء واذرح اعطوه الجزية وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل كتابا فهو عندهم ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا خالد بن الوليد فبعثه إلى أكيدر دومة وهو أكيدر بن عبد الملك رجل من كندة كان ملكا عليها وكان نصرانيا فقال رسول الله ص لخالد إنك ستجده § يصيد البقر فخرج خالد بن الوليد حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين وفي ليلة مقمرة صائفة وهو على سطح له ومعه امرأته فباتت البقر تحك بقرونها باب القصر فقالت امرأته هل رأيت مثل هذا قط قال لا والله قالت فمن يترك هذا قال لا أحد فنزل فأمر بفرسه فأسرج له وركب معه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له حسان فركب وخرجوا معه بمطاردهم فلما خرجوا تلقتهم خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذته وقتلوا أخاه حسان وقد كان عليه قباء له من ديباج مخوص بالذهب فاستلبه خالد فبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل قدومه عليه.

COMMENT

TBRBV03P109B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أنس بن مالك قال رأيت قباء أكيدر حين قدم به الى رسول الله ص فجعل المسلمون يلمسونه بأيديهم ويتعجبون منه فقال رسول الله اتعجبون من هذا فو الذى نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا.


TBRBV03P109C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ثم إن خالدا قدم بأكيدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحقن له دمه وصالحه على الجزية ثم خلى سبيله فرجع إلى قريته قال فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك بضع عشرة ليلة ولم يجاوزها ثم انصرف قافلا إلى المدينة فكان في الطريق ماء يخرج من وشل ما يروي الراكب والراكبين والثلاثة بواد يقال له وادي المشقق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبقنا إلى ذلك الماء فلا يستقين منه شيئا حتى نأتيه قال فسبقه إليه نفر من المنافقين فاستقوا ما فيه فلما أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم § وقف عليه فلم ير فيه شيئا فقال من سبقنا إلى هذا الماء فقيل له يا رسول الله فلان وفلان فقال او لم ننههم أن يستقوا منه شيئا حتى نأتيه ثم لعنهم رسول الله ودعا عليهم ثم نزل ص فوضع يده تحت الوشل فجعل يصب في يده ما شاء الله أن يصب ثم نضحه به ومسحه بيده ودعا رسول الله ص بما شاء الله أن يدعو فانخرق من الماء كما يقول من سمعه إن له حسا كحس الصواعق فشرب الناس واستقوا حاجتهم منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بقي منكم ليسمعن بهذا الوادي وهو أخصب ما بين يديه وما خلفه ثم اقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بذي أوان بلد بينه وبين المدينة ساعة من نهار وكان أصحاب مسجد الضرار قد كانوا أتوه وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا يا رسول الله إنا قد بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه فقال إني على جناح سفر وحال شغل أو كما قال رسول الله ولو قدمنا إن شاء الله أتيناكم فصلينا لكم فيه فلما نزل بذي أوان أتاه خبر المسجد فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن الدخشم أخا بني سالم بن عوف ومعن بن عدي أو أخاه عاصم بن عدي أخا بني العجلان فقال انطلقا الى المسجد الظالم اهله فاهد ماه وحرقاه فخرجا سريعين حتى أتيا بني سالم ابن عوف وهم رهط مالك بن الدخشم فقال مالك لمعن أنظرني حتى أخرج إليك بنار من أهلي فدخل إلى أهله فأخذ سعفا من النخل فأشعل فيه نارا ثم خرجا يشتد ان حتى دخلا المسجد وفيه أهله فحرقاه وهدماه وتفرقوا عنه ونزل فيهم من القرآن ما نزل والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين إلى آخر القصة وكان الذين بنوه اثني عشر رجلا خذام بن خالد من بني عبيد بن § زيد أحد بني عمرو بن عوف ومن داره أخرج مسجد الشقاق وثعلبة بن حاطب من بني عبيد وهو إلى بني أمية بن زيد ومعتب بن قشير من بني ضبيعة بن زيد وأبو حبيبة بن الأزعر من بنى ضبيعه بن زيد وعباد ابن حنيف أخو سهل بن حنيف من بني عمرو بن عوف وجارية بن عامر وابناه مجمع بن جارية وزيد بن جارية ونبتل بن الحارث من بنى ضبيعه وو بحزج وهو إلى بني ضبيعة وبجاد بن عثمان وهو من بني ضبيعة ووديعة بن ثابت وهو إلى بني أمية رهط أبي لبابة بن عبد المنذر قال وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقد كان تخلف عنه رهط من المنافقين وتخلف أولئك الرهط من المسلمين من غير شك ولا نفاق كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكلمن أحد أحدا من هؤلاء الثلاثة وأتاه من تخلف عنه من المنافقين فجعلوا يحلفون له ويعتذرون فصفح عنهم رسول الله ولم يعذرهم الله ولا رسوله واعتزل المسلمون كلام هؤلاء الثلاثة النفر حتى أنزل الله عز وجل قوله لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار إلى قوله وكونوا مع الصادقين فتاب الله عليهم قال وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من تبوك في شهر رمضان وقدم عليه في ذلك الشهر وفد ثقيف وقد مضى ذكر خبرهم قبل قال وفي هذه السنة أعني سنة تسع وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في سرية إلى بلاد طيئ في ربيع الآخر فأغار عليهم فسبى وأخذ سيفين كانا في بيت الصنم يقال لأحدهما § رسوب وللآخر المخذم وكان لهما ذكر كان الحارث بن أبي شمر نذرهما له وسبى أخت عدي بن حاتم.


TBRBV03P112C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن شيبان بن سعد الطائي قال كان عدي بن حاتم طيئ يقول فيما بلغني ما رجل من العرب كان أشد كراهية لرسول الله حين سمع به منى اما § انا لكنت امرأ شريفا وكنت نصرانيا أسير في قومي بالمرباع فكنت في نفسي على دين وكنت ملكا في قومي لما كان يصنع بي فلما سمعت برسول الله كرهته فقلت لغلام كان لي عربي وكان راعيا لإبلي لا ابالك أعدد لي من إبلي أجمالا ذللا سمانا مسان فاحبسها قريبا مني فإذا سمعت بجيش لمحمد قد وطيء هذه البلاد فآذني ففعل ثم إنه أتاني ذات غداة فقال يا عدي ما كنت صانعا إذا غشيتك خيل محمد فاصنعه الآن فإني قد رأيت رايات فسألت عنها فقالوا هذه جيوش محمد قال فقلت قرب لي جمالي فقربها فاحتملت بأهلي وولدي ثم قلت ألحق بأهل ديني من النصارى بالشام فسلكت الحوشية وخلفت ابنة حاتم في الحاضر فلما قدمت الشام أقمت بها وتخالفني خيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتصيب ابنة حاتم فيمن أصيب فقدم بها على رسول الله في سبايا طيئ وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم هربي إلى الشام قال فجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد كانت السبايا يحبسن بها فمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت إليه وكانت امرأة جزلة فقالت يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك قال ومن وافدك قالت عدي بن حاتم قال الفار من الله ورسوله قالت ثم مضى رسول الله ص وتركني حتى إذا كان الغد مر بي وقد أيست فأشار إلي رجل من خلفه أن قومي إليه فكلميه قالت فقمت إليه فقلت يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك قال قد فعلت فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتى يبلغك إلى بلادك ثم آذنيني قالت فسألت عن الرجل الذي أشار إلي أن كلميه فقيل علي بن أبي طالب قالت وأقمت حتى قدم ركب من بلي أو من قضاعة قالت وإنما أريد أن آتي أخي § بالشام قالت فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قد قدم رهط من قومي لي فيهم ثقة وبلاغ قالت فكساني رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملني وأعطاني نفقة فخرجت معهم حتى قدمت الشام قال عدى فو الله إني لقاعد في أهلي إذ نظرت إلى ظعينة تصوب إلي تؤمنا قال فقلت ابنة حاتم قال فإذا هي هي فلما وقفت علي انسحلت تقول القاطع الظالم احتملت بأهلك وولدك وتركت بنية والدك وعورته قال قلت يا أخيه لا تقولي الا خيرا فو الله ما لي عذر لقد صنعت ما ذكرت قال ثم نزلت فأقامت عندي فقلت لها وكانت امرأة حازمة ماذا ترين في أمر هذا الرجل قالت أرى والله أن تلحق به سريعا فإن يكن الرجل نبيا فالسابق إليه له فضيلة وإن يكن ملكا فلن تذل في عز اليمن وأنت أنت قلت والله إن هذا للرأي قال فخرجت حتى أقدم على رسول الله المدينة فدخلت عليه وهو في مسجده فسلمت عليه فقال من الرجل فقلت عدي بن حاتم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بي الى بيته فو الله إنه لعامد بي إذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة فاستوقفته فوقف لها طويلا تكلمه في حاجتها قال فقلت في نفسي والله ما هذا بملك ثم مضى رسول الله حتى دخل بيته فتناول وسادة من أدم محشوة ليفا فقذفها إلي فقال لي اجلس على هذه قال قلت لا بل أنت فاجلس عليها قال لا بل أنت فجلست وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأرض قال قلت في نفسي والله ما هذا بأمر ملك ثم قال إيه يا عدي بن حاتم ألم تك ركوسيا قال قلت بلى قال او لم تكن تسير في قومك بالمرباع قال قلت بلى قال فإن ذلك لم يكن يحل لك في دينك قال قلت أجل والله وعرفت أنه نبي مرسل يعلم ما يجهل قال ثم قال لعله يا عدي بن § حاتم إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم فو الله ليوشكن المال يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه ولعله إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من كثرة عدوهم وقله عددهم فو الله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف إلا الله ولعله إنما يمنعك من الدخول فيه أنك ترى أن الملك والسلطان في غيرهم وايم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت قال فأسلمت فكان عدي بن حاتم يقول مضت الثنتان وبقيت الثالثة والله لتكونن قد رأيت القصور البيض من أرض بابل قد فتحت ورأيت المرأة تخرج من القادسية على بعيرها لا تخاف شيئا حتى تحج هذا البيت وايم الله لتكونن الثالثة ليفيضن المال حتى لا يوجد من يأخذه.


قدوم وفد بنى تميم ونزول سوره الحجرات *
TBRBV03P115D

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر قالا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس التميمي في أشراف من تميم منهم الأقرع بن حابس والزبرقان بن بدر التميمي ثم أحد بني سعد وعمرو بن الأهتم والحتات بن فلان ونعيم بن زيد وقيس بن عاصم أخو بني سعد في وفد عظيم من بني تميم معهم عيينة بن حصن بن حذيفة الفزاري وقد كان الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن شهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحصار الطائف فلما وفد وفد بنى تميم كانا معهم فلما دخل وفد بني تميم المسجد نادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات أن اخرج إلينا يا محمد فآذى ذلك من صياحهم رسول الله § ص فخرج إليهم فقالوا يا محمد جئناك لنفاخرك فاذن لشاعرنا وخطيبنا قال نعم أذنت لخطيبكم فليقل فقام إليه عطارد بن حاجب فقال الحمد لله الذي له علينا الفضل وهو أهله الذي جعلنا ملوكا ووهب لنا أموالا عظاما نفعل فيها المعروف وجعلنا أعز أهل المشرق وأكثره عددا وأيسره عدة فمن مثلنا في الناس ألسنا برءوس الناس وأولي فضلهم فمن يفاخرنا فليعدد مثل ما عددنا وإنا لو نشاء لأكثرنا الكلام ولكنا نحيا من الإكثار فيما أعطانا وإنا نعرف أقول هذا الآن لتأتونا بمثل قولنا وأمر أفضل من أمرنا ثم جلس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس أخي بلحارث بن الخزرج قم فأجب الرجل في خطبته فقام ثابت فقال الحمد لله الذي السموات والأرض خلقه قضى فيهن أمره ووسع كرسيه علمه ولم يك شيء قط إلا من فضله ثم كان من قدرته أن جعلنا ملوكا واصطفى من خير خلقه رسولا أكرمهم نسبا وأصدقهم حديثا وأفضلهم حسبا فأنزل عليه كتابه وائتمنه على خلقه فكان خيرة الله من العالمين ثم دعا الناس إلى الإيمان فآمن برسول الله المهاجرون من قومه وذوي رحمه أكرم الناس أنسابا وأحسن الناس وجوها وخير الناس فعالا ثم كان أول الخلق إجابة واستجاب لله حين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن فنحن أنصار الله ووزراء رسوله نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله فمن آمن بالله ورسوله منع ماله ودمه ومن كفر جاهدناه في الله أبدا وكان قتله علينا يسيرا أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين وللمؤمنات والسلام عليكم قالوا يا محمد ائذن لشاعرنا فقال نعم فقام الزبرقان بن بدر فقال نحن الكرام فلا حي يعادلنا منا الملوك وفينا تنصب البيع § وكم قسرنا من الأحياء كلهم عند النهاب وفضل العز يتبع ونحن نطعم عند القحط مطعمنا من الشواء إذا لم يؤنس القزع ثم ترى الناس تأتينا سراتهم من كل أرض هويا ثم نصطنع فننحر الكوم عبطا في أرومتنا للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا فلا ترانا إلى حي نفاخرهم إلا استقادوا وكاد الرأس يقتطع إنا أبينا ولن يأبى لنا أحد إنا كذلك عند الفخر نرتفع فمن يقادرنا في ذاك يعرفنا فيرجع القول والأخبار تستمع وكان حسان بن ثابت غائبا فبعث اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حسان فلما جاءني رسوله فأخبرني أنه إنما دعاني لأجيب شاعر بني تميم خرجت إلى رسول الله وأنا أقول منعنا رسول الله إذ حل وسطنا على كل باغ من معد وراغم منعناه لما حل بين بيوتنا بأسيافنا من كل عاد وظالم ببيت حريد عزه وثراؤه بجابية الجولان وسط الأعاجم هل المجد إلا السؤدد العود والندى وجاه الملوك واحتمال العظائم قال فلما انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام شاعر القوم فقال ما قال عرضت في قوله وقلت على نحو مما قال فلما فرغ الزبرقان بن § بدر من قوله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان قم يا حسان فأجب الرجل فيما قال قال فقال حسان إن الذوائب من فهر وإخوتهم قد بينوا سنة للناس تتبع يرضى بها كل من كانت سريرته تقوى الإله وكل الخير يصطنع قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا سجية تلك منهم غير محدثة إن الخلائق فاعلم شرها البدع إن كان في الناس سباقون بعدهم فكل سبق لأدنى سبقهم تبع لا يرقع الناس ما أوهت أكفهم عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا إن سابقوا الناس يوما فاز سبقهم أو وازنوا أهل مجد بالندى متعوا أعفة ذكرت في الوحي عفتهم لا يطبعون ولا يرديهم طمع لا يبخلون على جار بفضلهم ولا يمسهم من مطمع طبع إذا نصبنا لحي لم ندب لهم كما يدب إلى الوحشية الذرع نسمو إذا الحرب نالتنا مخالبها إذا الزعانف من أظفارها خشعوا لا فخر إن هم أصابوا من عدوهم وإن أصيبوا فلا خور ولا هلع كأنهم في الوغى والموت مكتنع أسد بحلية في أرساغها فدع خذ منهم ما أتوا عفوا إذا غضبوا ولا يكن همك الأمر الذي منعوا § فإن في حربهم فاترك عداوتهم شرا يخاض عليه السم والسلع أكرم بقوم رسول الله شيعتهم إذا تفرقت الأهواء والشيع اهدى لهم مدحتي قلب يوازره فيما أحب لسان حائك صنع فإنهم أفضل الأحياء كلهم إن جد بالناس جد القول أو شمعوا فلما فرغ حسان بن ثابت من قوله قال الأقرع بن حابس وأبي إن هذا الرجل لمؤتى له لخطيبة أخطب من خطيبنا ولشاعره أشعر من شاعرنا وأصواتهم أعلى من أصواتنا فلما فرغ القوم أسلموا وجوزهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن جوائزهم وكان عمرو بن الأهتم قد خلفه القوم في ظهرهم فقال قيس بن عاصم وكان يبغض عمرو بن الأهتم يا رسول الله إنه قد كان منا رجل في رحالنا وهو غلام حدث وأزرى به فاعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما أعطى القوم فقال عمرو بن الأهتم حين بلغه ذلك من قول قيس بن عاصم وهو يهجوه ظللت مفترشا هلباك تشتمني عند الرسول فلم تصدق ولم تصب إن تبغضونا فإن الروم أصلكم والروم لا تملك البغضاء للعرب سدنا فسؤددنا عود وسوددكم مؤخر عند أصل العجب والذنب.


TBRBV03P120A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان قال فأنزل الله فيهم القرآن إن الذين ينادونك من وراء الحجرات من بني تميم أكثرهم لا يعقلون قال وهي القراءة الاولى.


قدوم رسول ملوك حمير على رسول الله بكتابهم *
TBRBV03P120E

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب ملوك حمير مقدمه من تبوك ورسولهم إليه بإسلامهم الحارث بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال والنعمان قيل ذي رعين وهمدان ومعافر وبعث إليه زرعة ذو يزن مالك بن مرة الرهاوي بإسلامه ومفارقتهم الشرك واهله فكتب اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم من محمد النبي رسول الله إلى الحارث بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال والنعمان قيل ذي رعين وهمدان ومعافر أما بعد ذلكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإنه قد وقع بنا رسولكم مقفلنا من أرض الروم فلقينا بالمدينة فبلغ ما أرسلتم § وخبر ما قبلكم وأنبأنا بإسلامكم وقتلكم المشركين وإن الله قد هداكم بهدايته إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأعطيتم من المغانم خمس الله وسهم نبيه وصفيه وما كتب على المؤمنين من الصدقة من العقار عشر ما سقت العين وما سقت السماء وكل ما سقي بالغرب نصف العشر وفي الإبل في الأربعين ابنة لبون وفي ثلاثين من الإبل ابن لبون ذكر وفي كل خمس من الإبل شاة وفي كل عشر من الإبل شاتان وفي كل أربعين من البقر بقرة وفي كل ثلاثين من البقر تبيع جذع أو جذعة وفي كل أربعين من الغنم سائمة وحدها شاة وإنها فريضة الله التي فرض على المؤمنين في الصدقة فمن زاد خيرا فهو خير له ومن أدى ذلك وأشهد على إسلامه وظاهر المؤمنين على المشركين فإنه من المؤمنين له ما لهم وعليه ما عليهم وله ذمة الله وذمة رسوله وإنه من أسلم من يهودي أو نصراني فإن له مثل ما لهم وعليه مثل ما عليهم ومن كان على يهوديته أو نصرانيته فإنه لا يفتن عنها وعليه الجزية على كل حالم ذكر أو أنثى حر أو عبد دينار واف أو قيمته من المعافر أو عرضه ثيابا فمن أدى ذلك إلى رسول الله فإن له ذمة الله وذمة رسوله ومن منعه فإنه عدو لله ولرسوله أما بعد فإن رسول الله محمدا النبي أرسل إلى زرعة ذي يزن أن إذا أتتكم رسلي فأوصيكم بهم خيرا معاذ بن جبل وعبد الله بن زيد ومالك بن عبادة وعقبة بن نمر ومالك بن مرة وأصحابهم وأن اجمعوا ما عندكم من الصدقة والجزية من مخالفيكم وبلغوها رسلي وإن أميرهم معاذ بن جبل فلا ينقلبن الا راضيا § أما بعد فإن محمدا يشهد أن لا إله إلا الله وأنه عبده ورسوله ثم إن مالك بن مرة الرهاوي قد حدثني أنك أسلمت من أول حمير وقتلت المشركين فأبشر بخير وآمرك بحمير خيرا ولا تخونوا ولا تخذلوا فإن رسول الله مولى غنيكم وفقيركم وإن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهله إنما هي زكاة يتزكى بها على فقراء المؤمنين وأبناء السبيل وإن مالكا قد بلغ الخبر وحفظ الغيب وآمركم به خيرا وإني قد بعثت إليكم من صالحي أهلي وأولي ديني وأولي علمهم فآمركم بهم خيرا فإنه منظور إليهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


قدوم ضمام بن ثعلبه وافدا عن بنى سعد *
+
KTMXV02P521A

حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني سلمة بن كهيل ومحمد بن الوليد بن نويفع عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس قال بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله ثم دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه وكان ضمام رجلا جلدا أشعر ذا غديرتين حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيكم ابن عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ابن عبد المطلب فقال محمد قال نعم قال يا ابن عبد المطلب إني سائلك ومغلظ في المسألة فلا تجدن في نفسك قال لا أجد في نفسي فسل عما بدا لك قال فإني أنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله § من هو كائن بعدك الله بعثك إلينا رسولا قال اللهم نعم قال فأنشدك الله إلهك وإله من قبل وإله من بعدك الله أمرك أن نعبده وحده لا شريك له وأن نخلع هذه الأنداد التي كانت تعبد آباؤنا من دونه قال اللهم نعم قال فأنشدك بإلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك الله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس قال اللهم نعم قال ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة الزكاة والحج والصيام وشرائع الإسلام كلها يناشده عند كل فريضة كما ناشده في التي قبلها حتى إذا فرغ قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وسأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عنه ثم لا أزيد ولا أنقص ثم انصرف إلى بعيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة قال فأتى إلى بعيره فأطلق عقاله حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به أن قال بئست اللات والعزى قالوا يا ضمام اتق البرص والجنون واتق الجذام قال ويلكم إنهما والله ما يضران ولا ينفعان وإن الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا فاستنقذكم مما كنتم فيه وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وقد جئتكم من عنده بما § أمركم به ونهاكم عنه فوالله ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلما قال يقول عبد الله بن عباس فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة.

TBRBV03P124F

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثني سلمة بن كهيل ومحمد بن الوليد بن نويفع عن كريب مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس قال بعث بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبه الى رسول الله ص فقدم عليه فأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله ثم دخل المسجد ورسول الله ص جالس في أصحابه وكان ضمام بن ثعلبة رجلا جلدا أشعر ذا غديرتين فأقبل حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه فقال أيكم ابن عبد المطلب قال قال رسول الله أنا ابن عبد المطلب قال محمد قال نعم قال يا بن عبد المطلب إني سائلك ومغلظ لك في المسألة فلا تجدن في نفسك قال لا أجد في نفسي فسل عما بدا لك قال أنشدك بالله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله بعثك إلينا رسولا قال اللهم نعم قال فأنشدك بالله إلهك وإله من كان § قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله امرك ان نامرنا أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئا وأن نخلع هذه الأنداد التي كانت آباؤنا تعبد من دونه قال اللهم نعم قال فأنشدك بالله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله أمرك أن تأمرنا أن نصلي هذه الصلوات الخمس قال اللهم نعم قال ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة الزكاة والصيام والحج وشرائع الإسلام كلها يناشده عن كل فريضة كما ناشده في التي قبلها حتى إذا فرغ قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا رسول الله وسأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عنه ثم لا أنقص ولا ازيد ثم انصرف الى بعيره راجعا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولى إن صدق ذو العقيصتين يدخل الجنة قال فأتى بعيره فأطلق عقاله ثم خرج حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به أن قال باست اللات والعزى قالوا مه يا ضمام اتق البرص اتق الجذام اتق الجنون قال ويحكم إنهما والله لا ينفعان ولا يضران إن الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا استنقذكم به مما كنتم فيه وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وقد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه قال فو الله ما أمسى ذلك اليوم في حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلما قال يقول ابن عباس فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبه.

ثم دخلت سنه عشر *

سريه خالد بن الوليد الى بنى الحارث بن كعب واسلامهم *
TBRBV03P126D

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد ابن الوليد في شهر ربيع الآخر أو في جمادى الأولى من سنة عشر إلى بلحارث بن كعب بنجران وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثا فإن استجابوا لك فاقبل منهم وأقم فيهم وعلمهم كتاب الله وسنة نبيه ومعالم الإسلام فإن لم يفعلوا فقاتلهم فخرج خالد حتى قدم عليهم فبعث الركبان يضربون في كل وجه ويدعون الناس إلى الإسلام ويقولون يا أيها الناس أسلموا تسلموا فأسلم الناس ودخلوا فيما دعاهم إليه فأقام خالد فيهم يعلمهم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيه ثم كتب خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم لمحمد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم من خالد بن الوليد السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو اما بعد يا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثتني إلى بني الحارث بن كعب وأمرتني إذا أتيتهم ألا أقاتلهم ثلاثة أيام وأن أدعوهم إلى الإسلام فإن أسلموا قبلت منهم وعلمتهم معالم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيه وإن لم يسلموا قاتلتهم وإني قدمت عليهم فدعوتهم إلى الإسلام ثلاثة أيام كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثت فيهم ركبانا قالوا يا بني الحارث أسلموا § تسلموا فأسلموا ولم يقاتلوا وأنا مقيم بين أظهرهم وآمرهم بما أمرهم الله به وأنهاهم عما نهاهم الله عنه وأعلمهم معالم الإسلام وسنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى يكتب إلي رسول الله والسلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته فكتب اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم من محمد النبي رسول الله إلى خالد بن الوليد سلام عليك فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن كتابك جاءني مع رسلك بخبر أن بني الحارث قد أسلموا قبل أن يقاتلوا وأجابوا إلى ما دعوتهم إليه من الإسلام وشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن قد هداهم الله بهداه فبشرهم وأنذرهم وأقبل وليقبل معك وفدهم والسلام عليك ورحمة الله وبركاته فأقبل خالد بن الوليد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل معه وفد بلحارث بن كعب فيهم قيس بن الحصين بن يزيد بن قنان ذي الغصة ويزيد بن عبد المدان ويزيد بن المحجل وعبد الله بن قريظ الزيادي وشداد بن عبد الله القناني وعمرو بن عبد الله الضبابي فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآهم قال من هؤلاء القوم الذين كأنهم رجال الهند قيل يا رسول الله هؤلاء بنو الحارث بن كعب فلما وقفوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سلموا عليه فقالوا نشهد أنك رسول الله وأن لا إله إلا الله فقال رسول الله وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم الذين إذا زجروا استقدموا فسكتوا فلم يراجعه منهم أحد ثم أعادها رسول الله صلى الله عليه وسلم الثانية فلم يراجعه منهم أحد ثم أعادها رسول الله الثالثة فلم يراجعه منهم أحد ثم أعادها رسول الله الرابعة فقال يزيد بن عبد المدان نعم يا رسول الله نحن الذين إذا زجرنا استقدمنا فقالها أربع مرات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن خالد بن الوليد لم يكتب الى فيكم § أنكم أسلمتم ولم تقاتلوا لألقيت رءوسكم تحت أقدامكم فقال يزيد بن عبد المدان أما والله يا رسول الله ما حمدناك ولا حمدنا خالدا فقال رسول الله فمن حمدتم قالوا حمدنا الله الذى هدانا بك يا رسول الله قال صدقتم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بم كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية قالوا لم نكن نغلب أحدا فقال رسول الله بلى قد كنتم تغلبون من قاتلكم قالوا يا رسول الله كنا نغلب من قاتلنا أنا كنا بني عبيد وكنا نجتمع ولا نتفرق ولا نبدأ أحدا بظلم قال صدقتم ثم أمر رسول الله على بلحارث بن كعب قيس بن الحصين فرجع وفد بلحارث ابن كعب إلى قومهم في بقية شوال أو في صدر ذي القعدة فلم يمكثوا بعد أن قدموا إلى قومهم إلا أربعة أشهر حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم.


TBRBV03P128B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى بني الحارث بن كعب بعد أن ولى وفدهم عمرو بن حزم الأنصاري ثم أحد بني النجار ليفقههم في الدين ويعلمهم السنة ومعالم الإسلام ويأخذ منهم صدقاتهم وكتب له كتابا عهد إليه فيه وأمره فيه بأمره بسم الله الرحمن الرحيم هذا بيان من الله ورسوله يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود عقد من محمد النبي لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن أمره بتقوى الله في امره كله فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وأمره أن يأخذ بالحق كما أمر به الله وأن يبشر الناس بالخير ويأمرهم به ويعلم الناس القرآن ويفقههم في الدين وينهى الناس ولا يمس أحد القرآن إلا وهو طاهر ويخبر الناس بالذي لهم وبالذي عليهم ويلين للناس في الحق ويشتد عليهم في الظلم فإن الله عز وجل كره الظلم ونهى عنه وقال ألا لعنة الله على الظالمين ويبشر الناس بالجنة وبعملها وينذر بالنار § وبعملها ويستألف الناس حتى يتفقهوا في الدين ويعلم الناس معالم الحج وسنته وفريضته وما أمر الله به في الحج الأكبر والحج الأصغر وهو العمرة وينهى الناس أن يصلي أحد في ثوب واحد صغير إلا أن يكون ثوبا واحدا يثني طرفه على عاتقه وينهى أن يحتبي أحد في ثوب واحد يفضي بفرجه إلى السماء وينهى ألا يعقص أحد شعر رأسه إذا عفا في قفاه وينهى إذا كان بين الناس هيج عن الدعاء إلى القبائل والعشائر وليكن دعاؤهم إلى الله وحده لا شريك له فمن لم يدع إلى الله ودعا إلى القبائل والعشائر فليقطعوا بالسيف حتى يكون دعاؤهم إلى الله وحده لا شريك له ويأمر الناس بإسباغ الوضوء وجوههم وأيديهم إلى المرافق وأرجلهم إلى الكعبين ويمسحون برؤسهم كما أمرهم الله عز وجل وأمره بالصلاة لوقتها وإتمام الركوع والخشوع ويغلس بالفجر ويهجر بالهاجرة حين تميل الشمس وصلاة العصر والشمس في الأرض مدبرة والمغرب حين يقبل الليل لا تؤخر حتى تبدو النجوم في السماء والعشاء أول الليل ويأمر بالسعي إلى الجمعة إذا نودي لها والغسل عند الرواح إليها وأمره أن يأخذ من المغانم خمس الله وما كتب على المؤمنين في الصدقة من العقار عشر ما سقي البعل وما سقت السماء ومما سقى الغرب نصف العشر وفي كل عشر من الإبل شاتان وفي كل عشرين من الإبل أربع شياه وفي كل أربعين من البقر بقرة وفي كل ثلاثين من البقر تبيع جذع أو جذعة وفي كل أربعين من الغنم سائمة شاة فإنها فريضة الله التي افترض الله عز وجل على المؤمنين في الصدقة فمن زاد خيرا فهو خير له وأنه من أسلم من يهودي أو نصراني إسلاما خالصا من نفسه ودان دين الإسلام فإنه من المؤمنين له مثل ما لهم وعليه مثل ما عليهم ومن كان على نصرانيته أو يهوديته فإنه لا يفتن عنها وعلى كل حالم ذكر أو أنثى حر أو عبد دينار واف أو عرضه ثيابا فمن أدى ذلك فإن له ذمة الله وذمة رسوله ومن منع ذلك فإنه عدو لله ولرسوله وللمؤمنين جميعا.


قدوم وفد الأزد *
TBRBV03P130E

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم صرد ابن عبد الله الأزدي فأسلم فحسن إسلامه في وفد من الأزد فأمره رسول الله على من أسلم من قومه وأمره أن يجاهد بمن أسلم من أهل بيته المشركين من قبائل اليمن فخرج صرد بن عبد الله يسير بأمر رسول الله في جيش حتى نزل بجرش وهي يومئذ مدينة مغلقة وفيها قبائل اليمن وقد ضوت إليهم خثعم فدخلوا معهم حين سمعوا بمسير المسلمين فحاصروهم بها قريبا من شهر وامتنعوا منهم فيها ثم إنه رجع عنهم قافلا حتى إذا كان إلى جبل يقال له كشر ظن أهل جرش أنه إنما ولى عنهم منهزما فخرجوا في طلبه حتى إذا أدركوه عطف عليهم فقتلهم قتلا وقد كان أهل جرش قد بعثوا رجلين منهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة يرتادان وينظران فبينا هما عند رسول الله عشية بعد العصر إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأي بلاد الله شكر فقام الجرشيان فقالا يا رسول الله ببلادنا جبل § يقال له جبل كشر وكذلك تسميه أهل جرش فقال إنه ليس بكشر ولكنه شكر قالا فماله يا رسول الله قال إن بدن الله لتنحر عنده الآن قال فجلس الرجلان إلى ابى بكر والى عثمان فقال لهما ويحكما إن رسول الله الآن لينعي لكما قومكما فقوما إلى رسول الله فاسألاه أن يدعو الله فيرفع عن قومكما فقاما إليه فسألاه ذلك فقال اللهم ارفع عنهم فخرجا من عند رسول الله راجعين إلى قومهما فوجدا قومهما أصيبوا يوم أصابهم صرد بن عبد الله في اليوم الذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال وفي الساعة التي ذكر فيها ما ذكر فخرج وفد جرش حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا وحمى لهم حمى حول قريتهم على أعلام معلومة للفرس وللراحلة وللمثيرة تثير الحرث فمن رعاها من الناس سوى ذلك فماله سحت فقال رجل من الأزد في تلك الغزوة وكانت خثعم تصيب من الأزد في الجاهلية وكانوا يغزون في الشهر الحرام يا غزوة ما غزونا غير خائبة فيها البغال وفيها الخيل والحمر حتى أتينا حميرا في مصانعها وجمع خثعم قد ساغت لها النذر إذا وضعت غليلا كنت أحمله فما أبالي أدانوا بعد أم كفروا قال وفيها وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في سرية إلى اليمن في رمضان.


قدوم وفد زبيد *
TBRBV03P132C

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال قدم على رسول الله ص عمرو بن معد يكرب في أناس من بنى زبيد فاسلم وكان عمرو بن معديكرب قد قال لقيس بن مكشوح المرادي حين انتهى اليهم امر رسول الله صلى الله عليه وسلم يا قيس إنك سيد قومك اليوم وقد ذكر لنا أن رجلا من قريش يقال له محمد قد خرج بالحجاز يقول إني نبي فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه فإن كان نبيا كما يقول فإنه لا يخفى عليك إذا لقيناه اتبعناه وإن كان غير ذلك علمنا علمه فأبى عليه ذلك قيس بن مكشوح وسفه رأيه § فركب عمرو بن معد يكرب حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فصدقه وآمن به فلما بلغ ذلك قيسا أوعد عمرا وتحفظ عليه وقال خالفني وترك رأيي فقال عمرو في ذلك أمرتك يوم ذي صنعاء أمرا باديا رشده أمرتك باتقاء الله والمعروف تاتعده خرجت من المنى مثل الحمار أعاره وتده تمناني على فرس عليه جالسا أسده علي مفاضة كالنهي أخلص ماءه جدده ترد الرمح مثني السنان عوائرا قصده فلو لاقيتني لاقيت ليثا فوقه لبده تلاقي شنبثا شثن البراثن ناشزا كتده يسامي القرن إن قرن تيممه فيعتضده فيأخذه فيرفعه فيخفضه فيقتصده فيدمغه فيحطمه فيخضمه فيزدرده ظلوم الشرك فيما أحرزت أنيابه ويده § متى ما يغد أو يغدى به فقبوله برده فيخطر مثل خطر الفحل فوق جرانه زبده فأمسى يعتريه من البعوض ممنعا بلده فلا تتمننى وتمن غيرى لينا كتده وبوئنى له وطنا كثيرا حوله عدده قال فأقام عمرو بن معديكرب في قومه من بني زبيد وعليهم فروة ابن مسيك المرادى فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد عمرو فقال حين ارتد وجدنا ملك فروة شر ملك حمارا ساف منخره بقذر وكنت إذا رأيت أبا عمير ترى الحولاء من خبث وغدر.


قدوم فروه بن مسيك المرادى *
TBRBV03P134D

وقد كان قدم على رسول الله في هذه السنة أعني سنة عشر قبل قدوم عمرو ابن معديكرب فروة بن مسيك المرادي مفارقا لملوك كندة فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال قدم فروة بن مسيك المرادي على رسول الله صلى الله عليه وسلم مفارقا لملوك كندة ومعاندا لهم وقد كان قبيل الإسلام بين مراد وهمدان وقعة أصابت فيها همدان من مراد ما أرادوا حتى أثخنوهم في يوم كان يقال له الرزم وكان الذي قاد همدان إلى مراد الأجدع بن مالك ففضحهم يومئذ وفي ذلك يقول فروة بن مسيك § فإن نغلب فغلابون قدما وإن نهزم فغير مهزمينا وإن نقتل فلا جبن ولكن منايانا وطعمة آخرينا كذاك الدهر دولته سجال تكر صروفه حينا فحينا فبيناه يسر به ويرضى ولو لبست غضارته سنينا إذ انقلبت به كرات دهر فألفى للأولى غبطوا طحينا ومن يغبط بريب الدهر منهم يجد ريب الزمان له خؤونا فلو خلد الملوك إذا خلدنا ولو بقي الكرام إذا بقينا فأفنى ذاكم سروات قومي كما أفنى القرون الأولينا ولما توجه فروة بن مسيك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم مفارقا لملوك كندة قال لما رأيت ملوك كندة أعرضت كالرجل خان الرجل عرق نسائها يممت راحلتي أؤم محمدا أرجو فواضلها وحسن ثرائها قال فلما انتهى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله فيما بلغني يا فروه هل ساءك ما أصاب قومك يومك يوم الرزم فقال يا رسول الله ومن ذا يصيب قومه مثل ما أصاب قومي يوم الرزم لا يسوءه § ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إن ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلا خيرا فاستعمله رسول الله على مراد وزبيد ومذحج كلها وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقة وكان معه في بلاده حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.


قدوم الجارود في وفد عبد القيس *
TBRBV03P136D

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الجارود بن عمرو بن حنش بن المعلى أخو عبد القيس في وفد عبد القيس وكان نصرانيا.


TBRBV03P136E

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الحسن بن دينار عن الحسن قال لما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمه فعرض عليه الإسلام ودعاه إليه ورغبه فيه [فقال يا محمد إني قد كنت على دين وإني تارك ديني لدينك فتضمن لي ديني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم أنا ضامن لك أن قد هداك الله إلى ما هو خير منه قال فأسلم وأسلم معه أصحابه ثم سألوا رسول الله الحملان فقال والله ما عندي ما أحملكم عليه فقالوا يا رسول الله إن بيننا وبين بلادنا ضوال من ضوال الناس أفنتبلغ عليها إلى بلادنا قال إياكم وإياها فإنما ذلك حرق النار] قال فخرج من عنده الجارود راجعا إلى قومه وكان حسن الإسلام صلبا على دينه حتى هلك وقد أدرك الرده § فلما رجع من قومه من كان أسلم منهم إلى دينهم الأول مع الغرور المنذر ابن النعمان بن المنذر أقام الجارود فشهد شهادة الحق ودعا الى الاسلام فقال يا ايها الناس إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأنهى من لم يشهد وقد كان رسول الله بعث العلاء بن الحضرمي قبل فتح مكة إلى المنذر بن ساوى العبدي فأسلم فحسن إسلامه ثم هلك بعد وفاة رسول الله وقبل ردة أهل البحرين والعلاء أمير عنده لرسول الله على البحرين.


قدوم وفد بنى حنيفه ومعهم مسيلمه *
TBRBV03P137C

وفيها قدم وفد بني حنيفة حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني حنيفة فيهم مسيلمة بن حبيب الكذاب فكان منزلهم في دار ابنة الحارث امرأة من الأنصار ثم من بني النجار.


TBRBV03P137D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثني بعض علمائنا من أهل المدينة أن بني حنيفة أتت بمسيلمة الى رسول الله ص تستره بالثياب ورسول الله جالس في أصحابه ومعه عسيب من سعف النخل في رأسه خوصات فلما انتهى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يسترونه بالثياب كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله لو سألتني هذا العسيب الذي في يدي ما أعطيتك.


TBRBV03P137E

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن شيخ من بني حنيفة من أهل اليمامة قال كان حديث مسيلمة على غير هذا § زعم أن وفد بني حنيفة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفوا مسيلمة في رحالهم فلما أسلموا ذكروا له مكانه فقالوا يا رسول الله إنا قد خلفنا صاحبا لنا في رحالنا وركابنا يحفظهما لنا قال فأمر له رسول الله بمثل ما أمر به للقوم وقال أما إنه ليس بشركم مكانا يحفظ ضيعة أصحابه وذلك الذى يريد رسول الله قال ثم انصرفوا عن رسول الله وجاءوا مسيلمة بما أعطاه رسول الله فلما انتهى إلى اليمامة ارتد عدو الله وتنبأ وتكذب لهم وقال إني قد اشركت في الأمر معه وقال الوفد ألم يقل لكم رسول الله حيث ذكرتموني أما إنه ليس بشركم مكانا ما ذلك إلا لما كان يعلم أني قد أشركت معه ثم جعل يسجع السجعات ويقول لهم فيما يقول مضاهاة للقرآن لقد أنعم الله على الحبلى أخرج منها نسمة تسعى من بين صفاق وحشى ووضع عنهم الصلاة وأحل لهم الخمر والزنا ونحو ذلك فشهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نبي فأصفقت بنو حنيفة على ذلك فالله اعلم اى ذلك كان.


قدوم الاشعث بن قيس في وفد كنده *
TBRBV03P138D

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن ابن شهاب الزهري قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الاشعث ابن قيس في ستين راكبا من كندة فدخلوا على رسول الله مسجده وقد § رجلوا جممهم وتكحلوا عليهم جبب الحبرة قد كففوها بالحرير فلما دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألم تسلموا قالوا بلى قال فما بال هذا الحرير في أعناقكم قال فشقوه منها فألقوه ثم قال الأشعث يا رسول الله نحن بنو آكل المرار وأنت ابن آكل المرار فتبسم رسول الله ثم قال ناسبوا بهذا النسب العباس ابن عبد المطلب وربيعة بن الحارث قال وكان ربيعة والعباس تاجرين فكانا إذا ساحا في أرض العرب فسئلا من هما قالا نحن بنو آكل المرار يتعززان بذلك وذلك أن كنده كانت ملوكا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا فقال الأشعث بن قيس هل عرفتم يا معشر كندة والله لا أسمع رجلا قالها بعد اليوم الا ضربته حده ثمانين.


قدوم رفاعة بن زيد الجذامى *
TBRBV03P140C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدنة الحديبية قبل خيبر رفاعة بن زيد الجذامي ثم الضبيبي فأهدى لرسول الله غلاما وأسلم فحسن إسلامه وكتب له رسول الله إلى قومه كتابا في كتابه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لرفاعة بن زيد إني بعثته إلى قومه عامة ومن دخل فيهم يدعوهم إلى الله وإلى رسوله فمن أقبل فمن حزب الله وحزب رسوله ومن أدبر فله أمان شهرين فلما قدم رفاعة على قومه أجابوا وأسلموا ثم ساروا إلى الحرة حرة الرجلاء فنزلوها.


TBRBV03P140D

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عمن لا يتهم عن رجال من جذام كانوا بها علماء أن رفاعة بن زيد لما قدم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابه يدعوهم إلى الإسلام فاستجابوا له لم يلبث أن أقبل دحية بن خليفة الكلبي من عند قيصر صاحب الروم حين بعثه رسول الله ومعه تجارة له حتى إذا كان بواد من أوديتها يقال له شنار أغار على دحية الهنيد بن عوص وابنه عوص بن الهنيد الضليعيان والضليع بطن من جذام فأصابا كل شيء كان معه § فبلغ ذلك نفرا من بني الضبيب قوم رفاعة ممن كان أسلم وأجاب فنفروا إلى الهنيد وابنه فيهم من بني الضبيب النعمان بن أبي جعال حتى لقوهم فاقتتلوا وانتمى يومئذ قرة بن أشقر الضفاري ثم الضليعي فقال أنا ابن لبنى ورمى النعمان بن أبي جعال بسهم فأصاب ركبته فقال حين أصابه خذها وأنا ابن لبنى وكانت له أم تدعى لبنى قال وقد كان حسان بن ملة الضبيبي قد صحب دحية بن خليفة الكلبي قبل ذلك فعلمه أم الكتاب فاستنقذوا ما كان في يد الهنيد وابنه عوص فردوه على دحية فسار دحية حتى قدم على رسول الله فأخبره خبره واستسقاه دم الهنيد وابنه فبعث إليهم رسول الله زيد بن حارثة وذلك الذي هاج غزوة زيد جذاما وبعث معه جيشا وقد وجهت غطفان من جذام كلها ووائل ومن كان من سلامان وسعد بن هذيم حين جاءهم رفاعة بن زيد بكتاب رسول الله فنزلوا بالحرة حرة الرجلاء ورفاعة بن زيد بكراع ربة ولم يعلم ومعه ناس من بني الضبيب وسائر بني الضبيب بواد من ناحية الحرة مما يسيل مشرقا وأقبل جيش زيد بن حارثة من ناحية الأولاج فأغار بالفضافض من قبل الحرة وجمعوا ما وجدوا من مال وأناس وقتلوا الهنيد وابنه ورجلين من بني الأحنف ورجلا من بني خصيب فلما سمعت بذلك بنو الضبيب والجيش بفيفاء مدان ركب حسان بن ملة على فرس لسويد بن زيد يقال لها العجاجة وأنيف بن ملة على فرس لملة يقال لها رغال وأبو زيد بن عمرو على فرس له يقال لها شمر فانطلقوا حتى إذا دنوا من الجيش قال أبو زيد لأنيف بن ملة كف عنا وانصرف فإنا نخشى لسانك فانصرف فوقف عنهما فلم يبعدا منه فجعل فرسه تبحث بيدها وتوثب فقال لأنا أضن بالرجلين منك بالفرسين فأرخى لها حتى أدركهما فقالا له أما إذ فعلت ما فعلت فكف عنا لسانك ولا تشأمنا اليوم وتواطئوا ألا يتكلم منهم إلا حسان بن ملة وكانت § بينهم كلمة في الجاهلية قد عرفوها بعضهم من بعض إذا أراد أحدهم أن يضرب بسيفه قال ثوري فلما برزوا على الجيش أقبل القوم يبتدرونهم فقال حسان إنا قوم مسلمون وكان أول من لقيهم رجل على فرس أدهم بائع رمحه يقول معرضه كأنما ركزه على منسج فرسه جد وأعتق فأقبل يسوقهم فقال أنيف ثوري فقال حسان مهلا فلما وقفوا على زيد بن حارثة قال له حسان إنا قوم مسلمون فقال له زيد فاقرأ أم الكتاب فقرأها حسان فقال زيد بن حارثة نادوا في الجيش إن الله قد حرم علينا ثغرة القوم التي جاءوا منها إلا من ختر وإذا أخت لحسان ابن ملة وهي امرأة أبي وبر بن عدي بن أمية بن الضبيب في الأسارى فقال له زيد خذها فأخذت بحقويه فقالت أم الفزر الضليعية أتنطلقون ببناتكم وتذرون أمهاتكم فقال أحد بني خصيب إنها بنو الضبيب وسحرت ألسنتهم سائر اليوم فسمعها بعض الجيش فأخبر بها زيد بن حارثة فأمر بأخت حسان ففكت يداها من حقويه فقال لها اجلسي مع بنات عمك حتى يحكم الله فيكن حكمه فرجعوا ونهى الجيش أن يهبطوا إلى واديهم الذي جاءوا منه فأمسوا في أهليهم واستعتموا ذودا لسويد بن زيد فلما شربوا عتمتهم ركبوا إلى رفاعة بن زيد وكان ممن ركب إلى رفاعة تلك الليلة أبو زيد بن عمرو وأبو شماس بن عمرو وسويد بن زيد وبعجة بن زيد وبرذع بن زيد وثعلبة بن عمرو ومخربة بن عدي وأنيف بن ملة وحسان بن ملة حتى صبحوا رفاعة § ابن زيد بكراع ربة بظهر الحرة على بئر هنالك من حرة ليلى فقال له حسان بن ملة إنك لجالس تحلب المعزى ونساء جذام يجررن أسارى قد غرها كتابك الذي جئت به فدعا رفاعة بن زيد بجمل له فجعل يشكل عليه رحله وهو يقول هل أنت حي أو تنادي حيا ثم غدا وهم معه بأمية بن ضفارة أخي الخصيبي المقتول مبكرين من ظهر الحرة فساروا إلى جوف المدينة ثلاث ليال فلما دخلوا انتهوا الى المسجد ونظر اليه رجل من الناس فقال لهم لا تنيخوا إبلكم فتقطع أيديهن فنزلوا عنها وهن قيام فلما دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآهم ألاح إليهم بيده أن تعالوا من وراء الناس فلما استفتح رفاعة بن زيد المنطق قام رجل من الناس فقال إن هؤلاء يا نبى الله قوم سحره فرددها مرتين فقال رفاعة رحم الله من لم يجزنا في يومنا هذا إلا خيرا ثم دفع رفاعة كتابه إلى رسول الله الذي كان كتبه له فقال دونك يا رسول الله قديما كتابه حديثا غدره فقال رسول الله ص اقرأ يا غلام وأعلن فلما قرأ كتابهم واستخبرهم فأخبروه الخبر قال رسول الله كيف أصنع بالقتلى ثلاث مرات فقال رفاعة أنت يا رسول الله اعلم لانحرم عليك حلالا ولا نحل لك حراما فقال أبو زيد بن عمرو أطلق لنا يا رسول الله من كان حيا ومن كان قد قتل فهو تحت قدمي هاتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمدق أبو زيد اركب معهم يا علي فقال علي يا رسول الله إن زيدا لن يطيعني قال خذ سيفي فأعطاه سيفه فقال علي ليس لي راحلة يا رسول الله أركبها فحمله رسول الله على جمل لثعلبة بن عمرو يقال له المكحال فخرجوا فإذا رسول لزيد بن حارثة على ناقة من إبل أبي وبر يقال لها الشمر فأنزلوه عنها فقال يا علي ما شأني فقال له علي ما لهم عرفوه فأخذوه ثم ساروا حتى لقوا الجيش بفيفاء الفحلتين فأخذوا ما في أيديهم من أموالهم حتى كانوا ينزعون لبد المرأة من تحت الرحل.


وفد بني عامر بن صعصعة *
TBRBV03P144B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني عامر فيهم عامر بن الطفيل وأربد بن قيس بن مالك بن جعفر وجبار بن سلمى بن مالك بن جعفر وكان هؤلاء الثلاثة رءوس القوم وشياطينهم فقدم عامر بن الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد الغدر به وقد قال له قومه يا عامر إن الناس قد أسلموا فأسلم قال والله لقد كنت آليت ألا أنتهي حتى تتبع العرب عقبي أفأنا أتبع عقب هذا الفتى من قريش ثم قال لأربد إذا قدمت على الرجل فإني شاغل عنك وجهه فإذا فعلت ذلك فاعله بالسيف فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عامر بن الطفيل يا محمد خالني قال لا والله حتى تؤمن بالله وحده قال يا محمد خالني قال وجعل يكلمه فينتظر من أربد ما كان أمره به فجعل أربد لا يحير شيئا فلما رأى عامر ما يصنع أربد قال يا محمد خالني قال لا والله حتى تؤمن بالله وحده لا شريك له فلما أبى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أما والله لأملأنها عليك خيلا حمرا ورجالا فلما ولى قال رسول الله اللهم اكفني عامر بن الطفيل فلما خرجوا من عند رسول الله قال عامر لأربد ويلك يا أربد أين ما كنت أوصيتك به والله ما كان على ظهر الأرض رجل هو أخوف على نفسي عندي منك وايم الله لا أخافك بعد اليوم أبدا قال لا تعجل على لا ابالك والله ما هممت بالذي أمرتني به من مرة إلا دخلت بيني وبين الرجل حتى ما أرى غيرك أفأضربك بالسيف قال عامر بن الطفيل بعث الرسول بما ترى فكأنما عمدا نشن على المقانب غارا ولقد وردن بنا المدينة شزبا ولقد قتلن بجوها الأنصارا وخرجوا راجعين إلى بلادهم حتى إذا كانوا ببعض الطريق بعث الله عز § وجل على عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه فقتله وإنه في بيت امرأة من بني سلول فجعل يقول يا بني عامر أغدة كغدة البكر وموت في بيت امرأة من بني سلول ثم خرج أصحابه حين واروه حتى قدموا أرض بني عامر فلما قدموا أتاهم قومهم فقالوا ما وراءك يا أربد قال لا شيء والله لقد دعانا إلى عبادة شيء لوددت أنه عندي الآن فأرميه بنبلي هذه حتى أقتله فخرج بعد مقالته هذه بيوم أو يومين معه جمل له يبيعه فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما وكان أربد بن قيس أخا لبيد بن ربيعه لامه.


قدوم زيد الخيل في وفد طيئ *
TBRBV03P145D

وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد طيئ فيهم زيد الخيل وهو سيدهم فلما انتهوا إليه كلموه وعرض عليهم رسول الله الإسلام فأسلموا فحسن إسلامهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن رجال من طيئ ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلا رأيته دون ما يقال فيه إلا ما كان من زيد الخيل فإنه لم يبلغ فيه كل ما فيه ثم سماه زيد الخير وقطع له فيدا وأرضين معه وكتب له بذلك فخرج من عند رسول الله راجعا إلى قومه فقال رسول الله إن ينج زيد من حمى المدينة سماها رسول الله باسم غير الحمى وغير أم ملدم فلم يثبته فلما انتهى من بلاد نجد إلى ماء من مياهه يقال له فردة أصابته الحمى فمات بها فلما أحس زيد بالموت قال أمرتحل قومي المشارق غدوة وأترك في بيت بفردة منجد ألا رب يوم لو مرضت لعادني عوائد من لم يبر منهن يجهد § فلما مات عمدت امرأته إلى ما كان معها من كتبه التي قطع له رسول الله صلى الله عليه وسلم فحرقتها بالنار.


كتاب مسيلمه الى رسول الله والجواب عنه TBRBV03P146B
TBRBV03P146D

وفي هذه السنة كتب مسيلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعي أنه أشرك معه في النبوة حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال كان مسيلمة بن حبيب الكذاب كتب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله سلام عليك فإني قد أشركت في الأمر معك وإن لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض ولكن قريشا قوم يعتدون فقدم عليه رسولان بهذا الكتاب.


TBRBV03P146E

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن شيخ من أشجع قال ابن حميد أما علي بن مجاهد فيقول عن أبي مالك الأشجعي عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي عن أبيه نعيم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهما حين قرءا كتاب مسيلمة فما تقولان أنتما قالا نقول كما قال فقال أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما ثم كتب إلى مسيلمة بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب سلام على من اتبع الهدى أما بعد ف إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين قال وكان ذلك في آخر سنة عشر.


حجه الوداع *
TBRBV03P148B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحج لخمس ليال بقين من ذي القعدة لا يذكر ولا يذكر الناس إلا الحج حتى إذا كان بسرف وقد ساق رسول الله معه الهدي وأشراف من أشراف الناس أمر الناس أن يحلوا بعمرة إلا من ساق الهدي وحضت ذلك اليوم فدخل على وانا ابكى فقال مالك يا عائشة لعلك نفست فقلت نعم لوددت أني لم أخرج معكم عامي هذا في هذا السفر قال لا تفعلي لا تقولن ذلك فإنك تقضين كل ما يقضي الحاج إلا أنك لا تطوفين بالبيت قالت ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فحل كل من كان لا هدي معه وحل نساؤه بعمرة فلما كان يوم النحر أتيت بلحم بقر كثير فطرح في بيتي قلت ما هذا قالوا ذبح رسول الله عن نسائه البقر حتى إذا كانت ليلة الحصبة بعثني رسول الله مع أخي عبد الرحمن بن أبي بكر لأقضي عمرتي من التنعيم مكان عمرتي التي فاتتني.


TBRBV03P148C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن ابن أبي نجيح قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب إلى نجران فلقيه بمكة وقد أحرم فدخل علي على فاطمة ابنة رسول الله § فوجدها قد حلت وتهيأت فقال مالك يا ابنة رسول الله قالت أمرنا رسول الله أن نحل بعمرة فأحللنا قال ثم اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من الخبر عن سفره قال له رسول الله انطلق فطف بالبيت وحل كما حل أصحابك فقال يا رسول الله إني قد أهللت بما أهللت به قال ارجع فاحلل كما حل أصحابك قال قلت يا رسول الله إني قلت حين أحرمت اللهم إني أهللت بما أهل به عبدك ورسولك قال فهل معك من هدي قال قلت لا قال فاشركه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هديه وثبت على إحرامه مع رسول الله حتى فرغا من الحج ونحر رسول الله الهدي عنهما.


TBRBV03P149B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يحيى ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن يزيد بن طلحة بن يزيد بن ركانة قال لما أقبل علي بن أبي طالب من اليمن ليلقى رسول الله بمكة تعجل إلى رسول الله واستخلف على جنده الذين معه رجلا من أصحابه فعمد ذلك الرجل فكسا رجالا من القوم حللا من البز الذي كان مع علي بن أبي طالب فلما دنا جيشه خرج علي ليلقاهم فإذا هم عليهم الحلل فقال ويحك ما هذا قال كسوت القوم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس فقال ويلك انزع من قبل أن تنتهي إلى رسول الله قال فانتزع الحلل من الناس وردها في البز وأظهر الجيش شكاية لما صنع بهم.


TBRBV03P149C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم عن سليمان بن محمد بن كعب ابن عجزه عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة وكانت عند أبي سعيد الخدري عن أبي سعيد قال شكا الناس علي بن أبي طالب فقام رسول الله فينا خطيبا فسمعته يقول يا ايها الناس لا تشكوا عليا فو الله انه لأخشى في ذات الله أو في سبيل الله من ان يشكى.


TBRBV11P582G

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن ابان ابن صالح قال كنت مع عيسى بن الفضل بن معقل بن سنان الاشجعى قال حدثنى ابو برده بن نيار مكرز الأسلمي عن خاله عمرو بن شاس أن النبي صلى الله § عليه وسلم قال من آذى عليا فقد آذاني.

COMMENT
TBMDV01P078A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن أبان بن صالح قال كنت مع عيسى ابن الفضل بن معقل بن سنان الاشجعى قال حدثنى أبو بردة بن نيار مكرز الاسلمي عن خاله عمرو بن شاس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من آذى عليا فقد آذانى.

TBRBV03P150A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح قال ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حجه فأرى الناس مناسكهم وأعلمهم سنن حجهم وخطب الناس خطبته التي بين للناس فيها ما بين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا وحرمة شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها وإن كل ربا موضوع ولكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون قضى الله أنه لا ربا وإن ربا العباس بن عبد المطلب موضوع كله وإن كل دم كان في الجاهلية موضوع وإن أول دم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وكان مسترضعا في بني ليث فقتلته بنو هذيل فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية أيها الناس إن الشيطان قد يئس من أن يعبد بأرضكم هذه أبدا ولكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم أيها الناس إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطؤا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض و إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق § السماوات والأرض منها أربعة حرم ثلاثة متوالية ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان أما بعد أيها الناس فإن لكم على نسائكم حقا ولهن عليكم حقا لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه وعليهن ألا يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فإن الله أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاعقلوا أيها الناس واسمعوا قولي فإني قد بلغت وتركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه أيها الناس اسمعوا قولي فإني قد بلغت واعقلوه تعلمن أن كل مسلم أخو المسلم وأن المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس فلا تظلموا أنفسكم اللهم هل بلغت قال فذكر أنهم قالوا اللهم نعم فقال رسول الله اللهم اشهد.


TBRBV03P151B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد قال كان الذى يصرخ في الناس بقول رسول الله وهو على عرفة ربيعة بن أمية بن خلف قال يقول له رسول الله قل أيها الناس إن رسول الله يقول هل تدرون أي شهر هذا فيقولون الشهر الحرام فيقول قل لهم إن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة شهركم هذا ثم قال قل إن رسول الله يقول أيها الناس فهل تدرون أي بلد هذا قال فيصرخ به فيقولون البلد الحرام قال فيقول قل إن الله حرم عليكم دماءكم § وأموالكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة بلدكم هذا ثم قال قل أيها الناس هل تدرون أي يوم هذا فقال لهم فقالوا يوم الحج الأكبر فقال قل إن الله حرم عليكم أموالكم ودماءكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا.


TBRBV03P152B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح أن رسول الله حين وقف بعرفة قال هذا الموقف للجبل الذي هو عليه وكل عرفة موقف وقال حين وقف على قزح صبيحة المزدلفة هذا الموقف وكل المزدلفة موقف ثم لما نحر بالمنحر قال هذا المنحر وكل منى منحر فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج وقد أراهم مناسكهم وعلمهم ما افترض عليهم في حجهم في المواقف ورمي الجمار والطواف بالبيت وما أحل لهم في حجهم وما حرم عليهم فكانت حجة الوداع وحجة البلاغ وذلك أن رسول الله لم يحج بعدها.


ذكر جمله الغزوات *
+
TBRBV03P152D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال كان جميع ما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ستا وعشرين غزوة أول غزوة غزاها ودان وهي غزوة الأبواء ثم غزوة بواط إلى ناحية رضوى ثم غزوة العشيرة من بطن ينبع ثم غزوة بدر § الأولى يطلب كرز بن جابر ثم غزوة بدر الكبرى التي قتل فيها صناديد قريش وأشرافهم وأسر فيها من أسر ثم غزوة بني سليم حتى بلغ الكدر ماء لبني سليم ثم غزوة السويق يطلب أبا سفيان حتى بلغ قرقرة الكدر ثم غزوة غطفان إلى نجد وهي غزوة ذي أمر ثم غزوة بحران معدن بالحجاز من فوق الفرع ثم غزوة أحد ثم غزوة حمراء الأسد ثم غزوة بني النضير ثم غزوة ذات الرقاع من نخل ثم غزوه بدر الآخرة ثم غزوة دومة الجندل ثم غزوة الخندق ثم غزوة بني قريظة ثم غزوة بني لحيان من هذيل ثم غزوة ذي قرد ثم غزوة بني المصطلق من خزاعة ثم غزوة الحديبية لا يريد قتالا فصده المشركون ثم غزوة خيبر ثم اعتمر عمرة القضاء ثم غزوة الفتح فتح مكة ثم غزوة حنين ثم غزوة الطائف ثم غزوة تبوك قاتل منها في تسع غزوات بدر وأحد والخندق وقريظة والمصطلق وخيبر والفتح وحنين والطائف.

BQWXV03P364A

أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا عمار قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال وخرج في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من صلح بني قريظة إلى بني لحيان يطلب بأصحاب الرجيع خبيب وأصحابه وأظهر أنه يريد الشام ليصيب من القوم غرة.

ذكر جمله السرايا والبعوث *
TBRBV03P154E

حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال كانت سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعوثه فيما بين أن قدم المدينة وبين أن قبضه الله خمسا وثلاثين بعثا وسرية سرية عبيدة بن الحارث إلى أحياء من تثنيه المرة وهو ماء بالحجاز ثم غزوة حمزة بن عبد المطلب إلى ساحل البحر من ناحية العيص وبعض الناس يقدم غزوة حمزة قبل غزوة عبيدة وغزوة سعد بن أبي وقاص إلى الخرار من أرض الحجاز وغزوة عبد الله بن جحش إلى نخلة وغزوة زيد ابن حارثة القردة ماء من مياه نجد وغزوة مرثد بن أبي مرثد الغنوي الرجيع وغزوة المنذر بن عمرو بئر معونة وغزوة أبي عبيده بن الجراح إلى ذي القصة من طريق العراق وغزوة عمر بن الخطاب تربة من أرض بني عامر وغزوة علي بن أبي طالب اليمن وغزوة غالب بن عبد الله الكلبي كلب ليث الكديد وأصاب بلملوح وغزوة علي بن أبي طالب إلى بني عبد الله بن سعد من أهل فدك وغزوة ابن أبي العوجاء السلمي أرض § بني سليم أصيب بها هو وأصحابه جميعا وغزوة عكاشة بن محصن الغمرة وغزوة أبي سلمة بن عبد الأسد قطنا ماء من مياه بني أسد من ناحية نجد قتل فيها مسعود بن عروة وغزوة محمد بن مسلمة أخي بني الحارث إلى القرطاء من هوازن وغزوة بشير بن سعد إلى بني مرة بفدك وغزوة بشير بن سعد أيضا إلى يمن وجناب بلد من أرض خيبر وقيل يمن وجبار أرض من أرض خيبر وغزوة زيد بن حارثة الجموم من أرض بني سليم وغزوة زيد بن حارثة أيضا جذام من أرض حسمى وقد مضى ذكر خبرها قبل وغزوة زيد بن حارثة أيضا وادي القرى لقي بني فزارة وغزوة عبد الله بن رواحة خيبر مرتين إحداهما التي أصاب الله فيها يسير بن رزام وكان من حديث يسير بن رزام اليهودي أنه كان بخيبر يجمع غطفان لغزو رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث اليه رسول الله عبد الله بن رواحة في نفر من أصحابه منهم عبد الله بن أنيس حليف بني سلمة فلما قدموا عليه كلموه وواعدوه وقربوا له وقالوا له إنك إن قدمت على رسول الله استعملك وأكرمك فلم يزالوا به حتى خرج معهم في نفر من يهود فحمله عبد الله بن أنيس على بعيره وردفه حتى إذا كان بالقرقرة من خيبر على ستة أميال ندم يسير بن رزام على سيره إلى رسول الله ففطن له عبد الله ابن أنيس وهو يريد السيف فاقتحم به ثم ضربه بالسيف فقطع رجله وضربه يسير بمخرش في يده من شوحط فأمه في رأسه وقتل الله يسيرا ومال كل رجل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على صاحبه من يهود فقتله إلا رجلا واحدا أفلت على راحلته فلما قدم عبد الله ابن انيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم تفل على شجته فلم تقح ولم تؤذه وغزوة عبد الله بن عتيك إلى خيبر فأصاب بها أبا رافع § وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث محمد بن مسلمة وأصحابه فيما بين بدر وأحد إلى كعب بن الأشرف فقتلوه وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أنيس إلى خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي وهو بنخلة أو بعرنة يجمع لرسول الله ليغزوه فقتله.


TBRBV03P156B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن أنيس قال دعانى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي يجمع لي الناس ليغزوني وهو بنخلة أو بعرنة فأته فاقتله قال قلت يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه قال إذا رأيته أذكرك الشيطان إنه آية ما بينك وبينه أنك إذا رأيته وجدت له قشعريرة قال فخرجت متوشحا سيفي حتى دفعت إليه وهو في ظعن يرتاد لهن منزلا حيث كان وقت العصر فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة فأقبلت نحوه وخشيت أن تكون بيني وبينه مجاولة تشغلني عن الصلاة فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي إيماء فلما انتهيت إليه قال من الرجل قلت رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لذلك قال أجل أنا في ذلك فمشيت معه شيئا حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف حتى قتلته ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه فلما قدمت على رسول الله وسلمت عليه ورآني قال أفلح الوجه قال قلت قد قتلته قال صدقت ثم قام رسول الله فدخل بيته فأعطاني عصا فقال أمسك هذه العصا عندك يا عبد الله بن أنيس قال فخرجت بها على الناس فقالوا ما هذه العصا قلت أعطانيها رسول الله وأمرني أن أمسكها عندي قالوا أفلا ترجع إلى رسول الله فتسأله لم ذلك فرجعت إلى رسول الله فقلت يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا قال آية ما بيني وبينك يوم القيامة إن أقل الناس المتخصرون § يومئذ فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه ثم دفنا جميعا ثم رجع الحديث إلى حديث عبد الله بن أبي بكر قال وغزوة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة إلى مؤتة من أرض الشام وغزوة كعب بن عمير الغفاري بذات أطلاح من أرض الشام فأصيب بها هو وأصحابه وغزوة عيينة بن حصن بني العنبر من بني تميم وكان من حديثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إليهم فأغار عليهم فأصاب منهم ناسا وسبى منهم سبيا.


TBRBV03P157B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة أن عائشة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إن علي رقبة من بني إسماعيل قال هذا سبي بني العنبر يقدم الآن فنعطيك إنسانا فتعتقينه قال ابن إسحاق فلما قدم سبيهم على رسول الله ص ركب فيهم وفد من بني تميم حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ربيعة بن رفيع وسبرة بن عمرو والقعقاع بن معبد ووردان بن محرز وقيس بن عاصم ومالك بن عمرو والأقرع بن حابس وحنظلة بن دارم وفراس بن حابس وكان ممن سبي من نسائهم يومئذ أسماء بنت مالك وكأس بنت أري ونجوة بنت نهد وجميعة بنت قيس وعمرة بنت مطر ثم رجع إلى حديث عبد الله بن أبي بكر قال وغزوة غالب بن عبد الله الكلبي كلب ليث أرض بني مرة فأصاب بها مرداس بن نهيك حليفا لهم من الحرقة من جهينة قتله أسامة بن زيد ورجل من الأنصار وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة من لك بلا إله إلا الله § وغزوة عمرو بن العاص ذات السلاسل وغزوة ابن أبي حدرد وأصحابه إلى بطن إضم وغزوة ابن أبي حدرد الأسلمي إلى الغابة وغزوه عبد الرحمن ابن عوف وبعث سرية إلى سيف البحر وعليهم ابو عبيده بن الجراح وهي غزوه الحبط.


ثم دخلت سنة إحدى عشرة *

ذكر الأحداث التي كانت فيها *
TBRBV03P184D

فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين فتجهز الناس وأوعب مع أسامة المهاجرون الأولون فبينا الناس على ذلك ابتدى ص شكواه التي قبضه الله عز وجل فيها إلى ما أراد به من رحمته وكرامته في ليال بقين من صفر أو في أول شهر ربيع الأول.


TBRBV03P188A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة وعلي بن مجاهد عن محمد ابن إسحاق عن عبد الله بن عمر بن علي عن عبيد بن جبير مولى الحكم ابن أبي العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل فقال لي يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي فانطلقت معه فلما وقف بين أظهرهم قال السلام عليكم أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى ثم أقبل علي فقال يا أبا مويهبة إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة خيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة فاخترت لقاء ربي والجنة قال قلت بأبي أنت وأمي فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة فقال لا والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي والجنة ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف فبدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجعه الذي قبض فيه.


TBRBV03P188B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد ابن إسحاق وحدثنا ابن حميد قال حدثنا علي بن مجاهد قال حدثنا ابن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعا في راسى وانا اقول وا راساه قال بل انا والله يا عائشة وا راساه ثم قال ما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك فقلت والله لكأني بك لو فعلت ذلك رجعت إلى بيتي فأعرست § ببعض نسائك قالت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتام به وجعه وهو يدور على نسائه حتى استعز به وهو في بيت ميمونة فدعا نساءه فاستأذنهن أن يمرض في بيتي فاذن له فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رجلين من أهله أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر تخط قدماه الأرض عاصبا رأسه حتى دخل بيتي قال عبيد الله فحدثت هذا الحديث عنها عبد الله بن عباس فقال هل تدري من الرجل قلت لا قال علي بن أبي طالب ولكنها كانت لا تقدر على أن تذكره بخير وهي تستطيع ثم غمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد به الوجع فقال أهريقوا علي من سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم قالت فأقعدناه في مخضب لحفصة بنت عمر ثم صببنا عليه الماء حتى طفق يقول حسبكم حسبكم.


TBRBV03P190B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الزهري عن أيوب بن بشير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عاصبا رأسه حتى جلس على المنبر ثم كان أول ما تكلم به أن صلى على أصحاب أحد واستغفر لهم وأكثر الصلاة عليهم ثم قال إن عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله قال ففهمها أبو بكر وعلم أن نفسه يريد فبكى وقال بل نفديك بأنفسنا وأبنائنا فقال على § رسلك يا أبا بكر انظروا هذه الأبواب الشوارع اللافظة في المسجد فسدوها إلا ما كان من بيت أبي بكر فإني لا أعلم أحدا كان أفضل عندي في الصحبة يدا منه.


TBRBV03P191B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن عبد الله عن بعض آل أبي سعيد بن المعلى أن رسول الله قال يومئذ في كلامه هذا فإني لو كنت متخذا من العباد خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن صحبة وإخاء إيمان حتى يجمع الله بيننا عنده.


TBRBV03P194B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن عبد الله بن عباس قال خرج يومئذ علي بن أبي طالب على الناس من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر نحوه غير أنه قال في حديثه أحلف بالله لقد عرفت الموت في وجه رسول الله كما كنت أعرفه في وجوه بني عبد المطلب فانطلق بنا إلى رسول الله فإن كان هذا الأمر فينا علمنا وإن كان في غيرنا أمرنا فأوصى بنا الناس وزاد فيه أيضا فتوفي رسول الله حين اشتد الضحى من ذلك اليوم.


TBRBV03P195B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق في حديثه الذي ذكرناه عنه عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة قالت ثم نزل رسول الله ص فدخل بيته وتتام به وجعه حتى غمر واجتمع عنده نساء من نسائه أم سلمة وميمونة ونساء من نساء المؤمنين منهن أسماء بنت عميس وعنده عمه العباس بن عبد المطلب وأجمعوا على أن يلدوه فقال العباس لألدنه قال فلد فلما أفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صنع بي هذا قالوا يا رسول الله عمك العباس قال هذا دواء أتى به نساء من نحو هذه الأرض وأشار نحو أرض الحبشة قال ولم فعلتم ذلك فقال العباس خشينا يا رسول الله أن يكون بك وجع ذات الجنب فقال إن ذلك لداء ما كان الله ليعذبني به لا يبقى في البيت أحد إلا لد إلا عمي قال فلقد لدت ميمونة وانها لصائمه لقسم رسول الله ص عقوبة لهم بما صنعوا.


TBRBV03P195C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة أن عائشة حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قالوا خشينا أن يكون بك ذات الجنب قال إنها من الشيطان ولم يكن الله ليسلطها علي.


TBRBV03P196B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن عبيد بن السباق عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه اسامه ابن زيد قال لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم هبطت وهبط الناس معي إلى المدينة فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصمت فلا يتكلم فجعل يرفع يده إلى السماء ثم يضعها علي فعرفت أنه يدعو لي.


TBRBV03P196C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما أسمعه وهو يقول إن الله عز وجل لم يقبض نبيا حتى يخيره.


TBRBV03P198B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الزهري قال حدثنا أنس بن مالك قال لما كان يوم الاثنين اليوم الذي قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الناس وهم يصلون الصبح فرفع الستر وفتح الباب فخرج رسول الله حتى قام بباب عائشة فكاد المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه فرحا به وتفرجوا فأشار بيده أن اثبتوا على صلاتكم وتبسم رسول الله فرحا لما رأى من هيئتهم في صلاتهم وما رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن هيئة منه تلك الساعة ثم رجع وانصرف الناس وهم يظنون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أفاق من وجعه فرجع أبو بكر إلى أهله بالسنح.


TBRBV03P198C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مليكة قال لما كان يوم الاثنين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عاصبا رأسه إلى الصبح وأبو بكر يصلي بالناس فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرج الناس فعرف أبو بكر أن الناس لم يفعلوا ذلك الا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنكص عن مصلاه فدفع رسول الله في ظهره وقال صل بالناس وجلس رسول الله إلى جنبه فصلى قاعدا عن يمين أبي بكر فلما فرغ من الصلاة أقبل على الناس وكلمهم رافعا صوته حتى خرج صوته من باب المسجد يقول يا أيها الناس سعرت النار وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم وإني والله لا تمسكون علي شيئا إني لم أحل لكم إلا ما أحل لكم القرآن ولم أحرم عليكم إلا ما حرم عليكم القرآن فلما فرغ رسول الله ص من كلامه قال له أبو بكر § يا نبي الله إني أراك قد أصبحت بنعمة الله وفضله كما نحب واليوم يوم ابنة خارجة فآتيها ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج أبو بكر إلى أهله بالسنح.


TBRBV03P199B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم حين دخل من المسجد فاضطجع في حجري فدخل علي رجل من آل بكر في يده سواك أخضر قالت فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يده نظرا عرفت أنه يريده فأخذته فمضغته حتى ألنته ثم أعطيته إياه قالت فاستن به كأشد ما رأيته يستن بسواك قبله ثم وضعه ووجدت رسول الله يثقل في حجري قالت فذهبت أنظر في وجهه فإذا نظره قد شخص وهو يقول بل الرفيق الأعلى من الجنة قالت قلت خيرت فاخترت والذي بعثك بالحق قالت وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم.


TBRBV03P199C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن الزبير عن أبيه عباد قال سمعت عائشة تقول مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري وفي دوري ولم أظلم فيه أحدا فمن سفهي وحداثة سني أن رسول الله قبض وهو في حجري ثم وضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهي.


ذكر الأخبار الواردة باليوم الذى توفى فيه رسول الله ومبلغ سنه يوم وفاته *
TBRBV03P200D

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب فقال إن رجالا من المنافقين يزعمون ان رسول الله توفي وإن رسول الله والله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران فغاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع بعد أن قيل قد مات والله ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أن رسول الله مات قال وأقبل أبو بكر حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر وعمر يكلم الناس فلم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ورسول الله مسجى في ناحية البيت عليه برد حبرة فأقبل حتى كشف عن وجهه ثم أقبل عليه فقبله ثم قال بأبي أنت وأمي أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها ثم لن يصيبك بعدها موتة أبدا ثم رد الثوب على وجهه ثم خرج وعمر يكلم الناس فقال على رسلك يا عمر فانصت فأبى إلا أن يتكلم فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه § وتركوا عمر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إنه من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم تلا هذه الآية وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل الى آخر الآية قال فو الله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت على رسول الله ص حتى تلاها أبو بكر يومئذ قال وأخذها الناس عن أبي بكر فإنما هي في أفواههم قال أبو هريرة قال عمر والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر يتلوها فعقرت حتى وقعت إلى الأرض ما تحملني رجلاي وعرفت أن رسول الله قد مات.


حديث السقيفة *
+
KTMXV01P049A

حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه قال لما نزلت @QURS09A108_BEG فيه رجال يحبون أن يتطهروا @QURS09A108_BEG بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عويمر بن ساعدة فقال ما هذا الطهور الذي أثني به عليكم فقال ما خرج رجل منا أو امرأة من الغائط إلا غسل دبره أو مقعده فقال النبي صلى الله عليه وسلم فهو هذا

TBRBV03P206B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة بن الزبير قال إن أحد الرجلين اللذين لقوا من الأنصار حين ذهبوا إلى السقيفة عويم بن ساعدة والآخر معن بن عدي أخو بني العجلان فأما عويم بن ساعدة فهو الذي بلغنا أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم § من الذين قال الله لهم فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم المرء منهم عويم بن ساعدة وأما معن فبلغنا أن الناس بكوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفاه الله وقالوا والله لوددنا أنا متنا قبله إنا نخشى أن نفتتن بعده فقال معن بن عدي والله ما أحب أني مت قبله حتى أصدقه ميتا كما صدقته حيا فقتل معن يوم اليمامة شهيدا في خلافة أبي بكر يوم مسيلمة الكذاب.

TBRBV03P210B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن الزهري قال حدثنا أنس بن مالك قال لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد جلس أبو بكر على المنبر فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أيها الناس إني قد كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت إلا عن رأيي وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني قد كنت أرى أن رسول الله سيدبر أمرنا حتى يكون آخرنا وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسول الله فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له وإن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله وثاني اثنين إذ هما في الغار فقوموا فبايعوا فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة بعد بيعة السقيفة ثم تكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله ثم قال أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله والقوي منكم الضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله لا يدع أحد منكم الجهاد في سبيل الله فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم رحمكم الله.


TBRBV03P211A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال والله إني لأمشي مع عمر في خلافته وهو عامد إلى حاجة له وفي يده الدرة وما معه غيري قال وهو يحدث نفسه ويضرب وحشي قدمه بدرته قال إذ التفت الى فقال يا بن عباس هل تدري ما حملني على مقالتي هذه التي قلت حين توفى الله رسوله قال قلت لا أدري يا أمير المؤمنين أنت أعلم قال والله إن حملني على ذلك إلا أني كنت أقرأ هذه الآية وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا فو الله إني كنت لأظن أن رسول الله سيبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها فإنه للذي حملني على أن قلت ما قلت.


ذكر جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنه *
TBRBV03P211D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر وكثير بن عبد الله وغيرهما من أصحابه عمن يحدثه عن عبد الله بن عباس أن علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب والفضل ابن العباس وقثم بن العباس وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين ولو غسله وإن أوس بن خولي أحد بني عوف ابن الخزرج قال لعلي بن أبي طالب أنشدك الله يا علي وحظنا من رسول § الله وكان أوس من أصحاب بدر وقال ادخل فدخل فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسنده علي بن أبي طالب إلى صدره وكان العباس والفضل وقثم هم الذين يقلبونه معه وكان أسامة بن زيد وشقران مولياه هما اللذان يصبان الماء وعلي يغسله قد أسنده إلى صدره وعليه قميصه يدلكه من ورائه لا يفضي بيده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي يقول بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيا وميتا ولم ير من رسول الله شيء مما يرى من الميت.


+
TBRBV03P212B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يحيى ابن عباد عن أبيه عباد عن عائشة قالت لما أرادوا ان يغسلوا النبي صلى الله عليه وسلم اختلفوا فيه فقالوا والله ما ندري أنجرد رسول الله من ثيابه كما نجرد موتانا أو نغسله وعليه ثيابه فلما اختلفوا ألقي عليهم السنة حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره ثم كلمهم متكلم من ناحية البيت لا يدرى من هو أن اغسلوا النبي وعليه ثيابه قالت فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسلوه وعليه قميصه يصبون عليه الماء فوق القميص ويدلكونه والقميص دون أيديهم قال فكانت عائشة تقول لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه.

KLTXV01P151A

حدثنا محمد بن محمد بن محمود قال حا نصر بن زكريا حا عمار بن الحسن حا سلمة بن الفضل حا محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت لما أرادوا غسل النبي صلى الله عليه وسلم اختلفوا فيه فقالوا والله ما ندري أنجرد رسول الله من ثيابه كما نجرد موتانا أو نغسله وعليه ثيابه قالت فلما اختلفوا ألقى الله عليهم السنة حتى ما بقي منهم أحد إلا وذقنه في صدره ثم كلمهم متكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو أن اغسلوا النبي وعليه ثيابه.

TBRBV03P212C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن جعفر ابن محمد بن علي بن حسين عن أبيه عن جده علي بن حسين قال ابن إسحاق وحدثني الزهري عن علي بن حسين قال فلما فرغ من غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب ثوبين صحاريين وبرد حبرة أدرج فيها إدراجا.


TBRBV03P213A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن حسين بن عبد الله عن عكرمة مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس قال لما أرادوا ان يحفروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو عبيدة بن الجراح يضرح كحفر اهل مكة وكان ابو طلحه زيد ابن سهل هو الذي يحفر لأهل المدينة وكان يلحد فدعا العباس رجلين فقال لأحدهما اذهب إلى أبي عبيدة وللآخر اذهب إلى أبي طلحة اللهم خر لرسولك قال فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة فجاء به فلحد لرسول الله ص فلما فرغ من جهاز رسول الله يوم الثلاثاء وضع على سريره في بيته وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه فقال قائل ندفنه في مسجده وقال قائل يدفن مع أصحابه فقال أبو بكر إني سمعت رسول الله ص يقول ما قبض نبي إلا يدفن حيث قبض فرفع فراش رسول الله الذي توفي عليه فحفر له تحته ودخل الناس على رسول الله يصلون عليه أرسالا حتى إذا فرغ الرجال أدخل النساء حتى إذا فرغ النساء أدخل الصبيان ثم أدخل العبيد ولم يؤم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم احد ثم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسط الليل ليلة الأربعاء.


TBRBV03P213B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن فاطمة بنت محمد بن عمارة امرأة عبد الله يعني ابن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن عائشة أم المؤمنين قالت ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل ليلة الأربعاء قال ابن إسحاق وكان الذي نزل قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب والفضل بن العباس وقثم بن العباس وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال أوس بن خولي أنشدك الله يا علي وحظنا § من رسول الله فقال له انزل فنزل مع القوم وقد كان شقران مولى رسول الله حين وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته وبني عليه قد أخذ قطيفة كان رسول الله يلبسها ويفترشها فقذفها في القبر وقال والله لا يلبسها أحد بعدك ابدا قال فدفنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

COMMENT

TBRBV03P214B

قال ابن إسحاق وكان المغيرة بن شعبة يدعي أنه أحدث الناس عهدا برسول الله ص ويقول أخذت خاتمي فألقيته في القبر وقلت إن خاتمي قد سقط وإنما طرحته عمدا لامس رسول الله فأكون آخر الناس به عهدا.


TBRBV03P214C

حدثني ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن أبيه إسحاق بن يسار عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث ابن نوفل عن مولاه عبد الله بن الحارث قال اعتمرت مع علي بن أبي طالب في زمان عمر أو زمان عثمان فنزل على أخته أم هانئ بنت أبي طالب فلما فرغ من عمرته رجع وسكبت له غسلا فاغتسل فلما فرغ من غسله دخل عليه نفر من أهل العراق فقالوا يا أبا الحسن جئنا نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا به فقال أظن المغيرة يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا أجل عن ذا جئنا نسألك قال كذب كان أحدث الناس عهدا برسول الله قثم بن العباس.


TBRBV03P214D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن صالح ابن كيسان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة قالت كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة سوداء حين اشتد به وجعه قالت فهو يضعها مرة على وجهه ومرة يكشفها عنه [ويقول قاتل الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ذلك على أمته.

COMMENT

TBRBV03P214E

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن صالح § ابن كيسان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة قالت كان آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يترك بجزيرة العرب دينان قالت وتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول في اليوم الذي قدم فيه المدينة مهاجرا فاستكمل في هجرته عشر سنين كوامل.

BQWXV07P235C

أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا عمار بن الحسن قال حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول اليوم الذي قدم فيه المدينة مهاجرا فاستكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته عشر سنين كوامل.

ذكر بقية الخبر عن غطفان حين انضمت إلى طليحة وما آل إليه أمر طليحة *
TBRBV03P255G

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق § عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال حدثت أن الناس لما اقتتلوا قاتل عيينه مع طليحة في سبعمائة من بني فزارة قتالا شديدا وطليحة متلفف في كساء له بفناء بيت له من شعر يتنبأ لهم والناس يقتتلون فلما هزت عيينة الحرب وضرس القتال كر على طليحة فقال هل جاءك جبريل بعد قال لا قال فرجع فقاتل حتى إذا ضرس القتال وهزته الحرب كر عليه فقال لا أيا لك أجاءك جبريل بعد قال لا والله قال يقول عيينة حلفا حتى متى قد والله بلغ منا قال ثم رجع فقاتل حتى إذا بلغ كر عليه فقال هل جاءك جبريل بعد قال نعم قال فماذا قال لك قال قال لي إن لك رحا كرحاه وحديثا لا تنساه قال يقول عيينة أظن أن قد علم الله أنه سيكون حديث لا تنساه يا بني فزارة هكذا فانصرفوا فهذا والله كذاب فانصرفوا وانهزم الناس فغشوا طليحة يقولون ماذا تأمرنا وقد كان أعد فرسه عنده وهيأ بعيرا لامرأته النوار فلما أن غشوه يقولون ماذا تأمرنا قام فوثب على فرسه وحمل امرأته ثم نجا بها وقال من استطاع منكم أن يفعل مثل ما فعلت وينجو بأهله فليفعل ثم سلك الحوشية حتى لحق بالشام وارفض جمعه وقتل الله من قتل منهم وبنو عامر قريبا منهم على قادتهم وسادتهم وتلك القبائل من سليم وهوازن على تلك الحال فلما أوقع الله بطليحة وفزارة ما أوقع أقبل أولئك يقولون ندخل فيما خرجنا منه ونؤمن بالله ورسوله ونسلم لحكمه في أموالنا وأنفسنا.


TBRBV03P259C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما فرغ خالد من أمر بني عامر وبيعتهم على ما بايعهم عليه أوثق عيينة بن § حصن وقرة بن هبيرة فبعث بهما إلى أبي بكر فلما قدما عليه قال له قرة يا خليفة رسول الله إني قد كنت مسلما ولي من ذلك على إسلامي عند عمرو بن العاص شهادة قد مر بي فأكرمته وقربته ومنعته قال فدعا أبو بكر عمرو بن العاص فقال ما تعلم من أمر هذا فقص عليه الخبر حتى انتهى إلى ما قال له من أمر الصدقة قال له قرة حسبك رحمك الله قال لا والله حتى أبلغ له كل ما قلت فبلغ له فتجاوز عنه أبو بكر وحقن دمه.


TBRBV03P260B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة قال أخبرني من نظر إلى عيينة بن حصن مجموعة يداه إلى عنقه بحبل ينخسه غلمان المدينة بالجريد يقولون أي عدو الله أكفرت بعد إيمانك فيقول والله ما كنت آمنت بالله قط فتجاوز عنه أبو بكر وحقن له دمه.


ذكر ردة هوازن وسليم وعامر *
TBRBV03P265A

قال أبو جعفر وأما ابن حميد فإنه حدثنا في شأن الفجاءة عن سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال قدم على أبي بكر رجل من بني سليم يقال له الفجاءة وهو إياس بن عبد الله بن عبد ياليل بن عميرة بن خفاف فقال لأبي بكر إني مسلم وقد أردت جهاد من ارتد من الكفار فاحملني وأعني فحمله أبو بكر على ظهر وأعطاه سلاحا فخرج يستعرض الناس المسلم والمرتد يأخذ أموالهم ويصيب من امتنع منهم ومعه رجل من بني الشريد يقال له نجبة بن أبي الميثاء فلما بلغ أبا بكر خبره كتب إلى طريفة بن حاجز إن عدو الله الفجاءة أتاني يزعم أنه مسلم ويسألني أن أقويه على من ارتد عن الإسلام فحملته وسلحته ثم انتهى إلي من يقين الخبر أن عدو الله قد استعرض الناس المسلم والمرتد يأخذ أموالهم ويقتل من خالفه منهم فسر إليه بمن معك من المسلمين حتى تقتله أو تأخذه فتأتيني به فسار طريفة بن حاجز فلما التقى الناس كانت بينهم الرميا بالنبل فقتل نجبة بن أبي الميثاء بسهم رمي به فلما رأى الفجاءة من المسلمين الجد قال لطريفة والله ما أنت بأولى بالأمر مني أنت أمير لأبي بكر وأنا أميره فقال له طريفة إن كنت صادقا فضع السلاح وانطلق معي إلى أبي بكر فخرج معه فلما قد ما عليه أمر أبو بكر طريفة بن حاجز فقال اخرج به إلى هذا البقيع فحرقه فيه بالنار فخرج به طريفة إلى المصلى فأوقد له نارا فقذفه فيها فقال خفاف بن ندبة وهو خفاف بن عمير يذكر الفجاءة فيما صنع لم يأخذون سلاحه لقتاله ولذاكم عند الإله اثام لادينهم ديني ولا انا منهم حتى يسير الى الصراة شمام.


TBRBV03P265B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال كانت سليم بن منصور قد انتقض بعضهم فرجعوا كفارا وثبت بعضهم على الإسلام مع أمير كان لأبي بكر عليهم § يقال له معن بن حاجز أحد بني حارثة فلما سار خالد بن الوليد إلى طليحة وأصحابه كتب إلى معن بن حاجز أن يسير بمن ثبت معه على الإسلام من بني سليم مع خالد فسار واستخلف على عمله أخاه طريفه ابن حاجز وقد كان لحق فيمن لحق من بنى سليم باهل الرده ابو شجره ابن عبد العزى وهو ابن الخنساء فقال فلو سالت عنا غداه مرامر كما كنت عنها سائلا لو نأيتها لقاء بني فهر وكان لقاؤهم غداة الجواء حاجة فقضيتها صبرت لهم نفسي وعرجت مهرتي على الطعن حتى صار وردا كميتها إذا هي صدت عن كمي أريده عدلت إليه صدرها فهديتها فقال أبو شجرة حين ارتد عن الإسلام صحا القلب عن مي هواه وأقصرا وطلوع فيها العاذلين فأبصرا وأصبح أدنى رائد الجهل والصبا كما ودها عنا كذاك تغيرا وأصبح أدنى رائد الوصل منهم كما حبلها من حبلنا قد تبترا ألا أيها المدلي بكثرة قومه وحظك منهم أن تضام وتقهرا سل الناس عنا كل يوم كريهة إذا ما التقينا دارعين وحسرا ألسنا نعاطي ذا الطماح لجامه ونطعن في الهيجا إذا الموت أقفرا وعاضرة شهباء تخطر بالقنا ترى البلق في حافاتها والسنورا فرويت رمحي من كتيبة خالد وإني لأرجو بعدها ان اعمرا ثم ان أبا شجرة أسلم ودخل فيما دخل فيه الناس فلما كان زمن عمر بن الخطاب قدم المدينة.


TBRBV03P266C

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن أنس السلمي عن رجال من قومه وحدثنا السري قال حدثنا شعيب عن سيف عن سهل وأبي يعقوب ومحمد بن مرزوق § وعن هشام عن أبي مخنف عن عبد الرحمن بن قيس السلمي قالوا فأناخ ناقته بصعيد بني قريظة قال ثم أتى عمر وهو يعطي المساكين من الصدقة ويقسمها بين فقراء العرب فقال يا أمير المؤمنين أعطني فإني ذو حاجة قال ومن أنت قال أبو شجرة بن عبد العزى السلمي قال أبو شجرة أي عدو الله ألست الذي تقول فرويت رمحي من كتيبة خالد وإني لأرجو بعدها أن أعمرا قال ثم جعل يعلوه بالدرة في رأسه حتى سبقه عدوا فرجع إلى ناقته فارتحلها ثم أسندها في حرة شوران راجعا إلى أرض بني سليم فقال ضن علينا أبو حفص بنائله وكل مختبط يوما له ورق ما زال يرهقني حتى خذيت له وحال من دون بعض الرغبة الشفق لما رهبت أبا حفص وشرطته والشيخ يفزع أحيانا فينحمق ثم ارعويت إليها وهي جانحة مثل الطريدة لم ينبت لها ورق أوردتها الحل من شوران صادرة إني لأزري عليها وهي تنطلق تطير مرو أبان عن مناسمها كما تنوقد عند الجهبذ الورق إذا يعارضها خرق تعارضه ورهاء فيها إذا استعجلتها خرق ينوء آخرها منها بأولها سرح اليدين بها نهاضة العنق.


ذكر البطاح وخبره *
TBRBV03P279B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أن أبا بكر كان من عهده إلى جيوشه أن إذا غشيتم دارا من دور الناس فسمعتم فيها أذانا للصلاة فأمسكوا عن أهلها حتى تسألوهم ما الذي نقموا وإن لم تسمعوا أذانا فشنوا الغارة فاقتلوا وحرقوا § وكان ممن شهد لمالك بالإسلام أبو قتادة الحارث بن ربعي أخو بني سلمة وقد كان عاهد الله ألا يشهد مع خالد بن الوليد حربا أبدا بعدها وكان يحدث أنهم لما غشوا القوم راعوهم تحت الليل فأخذ القوم السلاح قال فقلنا إنا المسلمون فقالوا ونحن المسلمون قلنا فما بال السلاح معكم قالوا لنا فما بال السلاح معكم قلنا فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح قال فوضعوها ثم صلينا وصلوا وكان خالد يعتذر في قتله أنه قال له وهو يراجعه ما أخال صاحبكم إلا وقد كان يقول كذا وكذا قال او ما تعده لك صاحبا ثم قدمه فضرب عنقه وأعناق أصحابه فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر وقال عدو الله عدا على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امرأته وأقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد معتجرا بعمامة له قد غرز في عمامته أسهما فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها ثم قال ارثاء قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته والله لأرجمنك بأحجارك ولا يكلمه خالد بن الوليد ولا يظن إلا أن رأي أبي بكر على مثل رأي عمر فيه حتى دخل على أبي بكر فلما أن دخل عليه أخبره الخبر واعتذر إليه فعذره أبو بكر وتجاوز عنه ما كان في حربه تلك قال فخرج خالد حين رضي عنه أبو بكر وعمر جالس في المسجد فقال هلم الى يا بن أم شملة قال فعرف عمر أن أبا بكر قد رضي عنه فلم يكلمه ودخل بيته وكان الذي قتل مالك بن نويرة عبد بن الأزور الأسدي.


ذكر بقية خبر مسيلمة الكذاب وقومه من أهل اليمامة *
TBRBV03P288C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق بنحو حديث سيف هذا غير أنه قال دعا خالد بمجاعة ومن أخذ معه حين أصبح فقال يا بني حنيفة ما تقولون قالوا نقول منا نبي ومنكم نبي فعرضهم على السيف حتى إذا بقي منهم رجل يقال له سارية بن عامر ومجاعة بن مرارة قال له سارية أيها الرجل إن كنت تريد بهذه القرية غدا خيرا أو شرا فاستبق هذا الرجل يعني مجاعة فأمر به خالد فأوثقه في الحديد ثم دفعه إلى أم تميم امرأته فقال استوصي به § خيرا ثم مضى حتى نزل اليمامة على كثيب مشرف على اليمامة فضرب به عسكره وخرج أهل اليمامة مع مسيلمة وقد قدم في مقدمته الرحال قال أبو جعفر هكذا قال ابن حميد بالحاء بن عنفوة بن نهشل وكان الرحال رجلا من بني حنيفة قد كان أسلم وقرأ سورة البقرة فلما قدم اليمامة شهد لمسيلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان أشركه في الأمر فكان أعظم على أهل اليمامة فتنة من مسيلمة وكان المسلمون يسألون عن الرجال يرجون أنه يثلم على أهل اليمامة أمرهم بإسلامه فلقيهم في أوائل الناس متكتبا وقد قال خالد بن الوليد وهو جالس على سريره وعنده أشراف الناس والناس على مصافهم وقد رأى بارقة في بني حنيفة أبشروا يا معشر المسلمين فقد كفاكم الله أمر عدوكم واختلف القوم إن شاء الله فنظر مجاعة وهو خلفه موثقا في الحديد فقال كلا والله ولكنها الهندوانية خشوا عليها من تحطمها فأبرزوها للشمس لتلين لهم فكان كما قال فلما التقى المسلمون كان أول من لقيهم الرجال بن عنفوة فقتله الله.


TBRBV03P289C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن شيخ من بني حنيفة عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما وأبو هريرة ورجال بن عنفوة في مجلس عنده لضرس أحدكم أيها المجلس في النار يوم القيامة أعظم من أحد قال أبو هريرة فمضى القوم لسبيلهم وبقيت انا ورجال بن عنفوة فما زلت لها متخوفا حتى سمعت بمخرج رجال فأمنت وعرفت أن ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حق ثم التقى الناس ولم يلقهم حرب قط مثلها من حرب العرب فاقتتل الناس قتالا شديدا حتى انهزم المسلمون وخلص بنو حنيفة إلى مجاعة وإلى خالد فزال خالد عن فسطاطه ودخل أناس الفسطاط وفيه مجاعة عند أم تميم فحمل عليها رجل بالسيف فقال مجاعة مه § أنا لها جار فنعمت الحرة عليكم بالرجال فرعبلوا الفسطاط بالسيوف ثم إن المسلمين تداعوا فقال ثابت بن قيس بئسما عودتم أنفسكم يا معشر المسلمين اللهم إني أبرأ إليك مما يعبد هؤلاء يعني أهل اليمامة وأبرأ إليك مما يصنع هؤلاء يعني المسلمين ثم جالد بسيفه حتى قتل وقال زيد بن الخطاب حين انكشف الناس عن رحالهم لا تحوز بعد الرحال ثم قاتل حتى قتل ثم قام البراء بن مالك أخو أنس بن مالك وكان إذا حضر الحرب أخذته العرواء حتى يقعد عليه الرجال ثم ينتفض تحتهم حتى يبول في سراويله فإذا بال يثور كما يثور الأسد فلما رأى ما صنع الناس أخذه الذي كان يأخذه حتى قعد عليه الرجال فلما بال وثب فقال أين يا معشر المسلمين أنا البراء بن مالك هلم إلي وفاءت فئة من الناس فقاتلوا القوم حتى قتلهم الله وخلصوا إلى محكم اليمامة وهو محكم بن الطفيل فقال حين بلغه القتال يا معشر بني حنيفة الآن والله تستحقب الكرائم غير رضيات وينكحن غير خطيبات فما عندكم من حسب فأخرجوه فقاتل قتالا شديدا ورماه عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بسهم فوضعه في نحره فقتله ثم زحف المسلمون حتى ألجئوهم إلى الحديقة حديقة الموت وفيها عدو الله مسيلمة الكذاب فقال البراء يا معشر المسلمين ألقوني عليهم في الحديقة فقال الناس لا تفعل يا براء فقال والله لتطرحني عليهم فيها فاحتمل حتى إذا أشرف على الحديقة من الجدار اقتحم فقاتلهم عن باب الحديقة حتى فتحها المسلمون ودخل المسلمون عليهم فيها فاقتتلوا حتى قتل الله مسيلمة عدو الله واشترك في قتله وحشي مولى جبير بن مطعم ورجل من الأنصار كلاهما قد أصابه أما وحشي فدفع عليه حربته وأما الأنصاري فضربه بسيفه فكان وحشي يقول ربك أعلم أينا قتله.


TBRBV03P291A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال وحدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن عمر قال سمعت رجلا يومئذ يصرخ يقول قتله العبد الأسود.


TBRBV03P295B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما فرغ المسلمون من مسيلمة أتى خالد فأخبر فخرج بمجاعة يرسف معه في الحديد ليدله على مسيلمة فجعل يكشف له القتلى حتى مر بمحكم بن الطفيل وكان رجلا جسيما وسيما فلما رآه خالد قال هذا صاحبكم قال لا هذا والله خير منه وأكرم هذا محكم اليمامة قال ثم مضى خالد يكشف له القتلى حتى دخل الحديقة فقلب له القتلى فإذا رويجل أصيفر أخينس فقال مجاعة هذا صاحبكم قد فرغتم منه فقال خالد لمجاعة هذا صاحبكم الذي فعل بكم ما فعل قال قد كان ذلك يا خالد وإنه والله ما جاءك إلا سرعان الناس وإن جماهير الناس لفي الحصون فقال ويلك ما تقول قال هو والله الحق فهلم لأصالحك على قومي.


TBRBV03P297B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال قال مجاعة لخالد ما قال إذ قال له فهلم لأصالحك عن قومي لرجل قد نهكته الحرب وأصيب معه من أشراف الناس من أصيب فقد رق وأحب الدعة والصلح فقال هلم لأصالحك فصالحه على الصفراء والبيضاء والحلقة ونصف السبي ثم قال إني آتي القوم فأعرض عليهم ما قد صنعت قال فانطلق إليهم فقال للنساء البسن الحديد ثم أشرفن على الحصون ففعلن ثم رجع إلى خالد وقد رأى خالد الرجال فيما يرى على الحصون عليهم الحديد فلما انتهى إلى خالد قال أبوا ما صالحتك § عليه ولكن إن شئت صنعت لك شيئا فعزمت على القوم قال ما هو قال تأخذ مني ربع السبي وتدع ربعا قال خالد قد فعلت قال قد صالحتك فلما فرغا فتحت الحصون فإذا ليس فيها إلا النساء والصبيان فقال خالد لمجاعة ويحك خدعتني قال قومي ولم أستطع إلا ما صنعت.


TBRBV03P300B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال ثم إن خالدا قال لمجاعة زوجني ابنتك فقال له مجاعة مهلا إنك قاطع ظهري وظهرك معي عند صاحبك قال أيها الرجل زوجني فزوجه فبلغ ذلك أبا بكر فكتب إليه كتابا يقطر الدم لعمري يا بن أم خالد إنك لفارغ تنكح النساء وبفناء بيتك دم ألف ومائتي رجل من المسلمين لم يجفف بعد قال فلما نظر خالد في الكتاب جعل يقول هذا عمل الأعيسر يعني عمر بن الخطاب وقد بعث خالد بن الوليد وفدا من بني حنيفة إلى أبي بكر فقدموا عليه فقال لهم أبو بكر ويحكم ما هذا الذي استزل منكم ما استزل قالوا يا خليفة رسول الله قد كان الذي بلغك مما أصابنا كان امرا لم يبارك الله عز وجل له ولا لعشيرته فيه قال على ذلك ما الذي دعاكم به قالوا كان يقول يا ضفدع نقي نقي لا الشارب تمنعين ولا الماء تكدرين لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض ولكن قريشا قوم يعتدون قال أبو بكر سبحان الله ويحكم إن هذا لكلام ما خرج من إل ولا بر فأين يذهب بكم فلما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة وكان منزله الذي به التقى الناس أباض واد من § أودية اليمامة ثم تحول إلى واد من أوديتها يقال له الوبر كان منزله بها.


ذكر خبر أهل البحرين وردة الحطم ومن تجمع معه بالبحرين *
TBRBV03P302B

قال أبو جعفر وأما ابن إسحاق فإنه قال في ذلك ما حدثنا به ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه قال لما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة بعث أبو بكر رضي الله عنه العلاء بن الحضرمي وكان العلاء هو الذى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى المنذر بن ساوى العبدي فأسلم المنذر فأقام بها العلاء أميرا لرسول الله ص فمات المنذر بن ساوى بالبحرين بعد متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عمرو بن العاص بعمان فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو بها فأقبل عمرو فمر بالمنذر بن ساوى وهو بالموت فدخل عليه فقال المنذر له § كم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعل للميت من المسلمين من ماله عند وفاته قال عمرو فقلت له كان يجعل له الثلث قال فما ترى لي أن أصنع في ثلث مالي قال عمرو فقلت له إن شئت قسمته في أهل قرابتك وجعلته في سبيل الخير وإن شئت تصدقت به فجعلته صدقة محرمة تجري من بعدك على من تصدقت به عليه قال ما أحب أن أجعل من مالي شيئا محرما كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحامي ولكن أقسمه فأنفذه على من أوصيت به له يصنع به ما يشاء قال فكان عمرو يعجب لها من قوله وارتدت ربيعة بالبحرين فيمن ارتد من العرب إلا الجارود بن عمرو بن حنش بن معلى فإنه ثبت على الإسلام ومن معه من قومه وقام حين بلغته وفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتداد العرب فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأكفر من لا يشهد واجتمعت ربيعة بالبحرين وارتدت فقالوا نرد الملك في آل المنذر فملكوا المنذر بن النعمان بن المنذر وكان يسمى الغرور وكان يقول حين أسلم وأسلم الناس وغلبهم السيف لست بالغرور ولكني المغرور.


ذكر الخبر عن ردة أهل عمان ومهرة واليمن *
TBRBV03P313C

قال أبو جعفر وقد اختلف في تاريخ حرب المسلمين فقال محمد ابن إسحاق فيما حدثنا ابن حميد عن سلمة عنه كان فتح اليمامة واليمن والبحرين وبعث الجنود إلى الشام في سنة اثنتي عشرة.


ذكر خبر حضرموت في ردتهم *
TBRBV03P339B

قال أبو جعفر وأما ابن حميد فإنه قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أن الأشعث لما قدم به على أبي بكر قال ماذا تراني أصنع بك فإنك قد فعلت ما علمت قال تمن على فتفكتنى من الحديد وتزوجني أختك فإني قد راجعت وأسلمت فقال أبو بكر قد فعلت فزوجه أم فروة ابنة أبي قحافة فكان بالمدينة حتى فتح العراق.


قال وفي سنه احدى عشر من الهجره *
TBRBV11P499D

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد قال حدثنى يحيى ابن عباد بن عبد الله بن الزبير عن ابيه عباد عن عائشة قالت لما بعث أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء ابى العاص بمال وبعثت فيه بقلاده كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها قالت فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا فقالوا نعم يا رسول الله فاطلقوه وردوا عليها الذى لها ولم يزل ابو العاص معها على شركه حتى إذا كان قبيل الفتح فتح مكة خرج بتجاره الى الشام وباموال من اموال قريش ابضعوها معه فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلا لقيته سريه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هو الذى وجه السريه للعير التي كان فيها ابو العاص قافلة من الشام وكانوا سبعين ومائه راكب أميرهم زيد بن حارثة وذلك في جمادى الاولى من سنه ست من الهجره فأخذوا في تلك العير من الاثقال وأسروا أناسا ممن كان في العير فاعجزهم ابو العاص هربا فلما قدمت السريه بما.


TBRBV11P500B

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني يزيد بن رومان قال صرخت زينب أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة اقبل على الناس فقال يايها الناس هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم قال أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعت منه ما سمعتم إنه يجير على المسلمين أدناهم ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على ابنته زينب فقال اى بنيه اكرمى مثواه ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له.


TBRBV11P500C

قال ابن إسحاق وحدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص فقال لهم إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم وقد أصبتم له مالا فإن تحسنوا تردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك وان ابيتم ذلك فهو فيء الله الذى افاءه إليكم وأنتم أحق به قالوا يا رسول الله بل نرده عليه قال فردوا عليه ماله حتى إن الرجل ليأتي بالحبل ويأتي الرجل بالشنة والإداوة حتى إن أحدهم ليأتي بالشظاظ حتى ردوا عليه ما له بأسره لا يفقد منه شيئا ثم احتمل إلى مكة فأدى إلى كل ذي مال من قريش ما له ممن كان أبضع معه ثم قال يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه قالوا لا جزاك الله خيرا فقد وجدناك وفيا كريما قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وما منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أني إنما أردت أكل أموالكم فلما أداها الله عز وجل إليكم وفرغت منها أسلمت ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم.


TBRBV11P500D

قال ابن إسحاق فحدثني داود بن الحصين عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال رد رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بالنكاح.


ثم كانت سنة اثنتي عشرة من الهجرة *

مسير خالد الى العراق وصلح الحيرة *
TBRBV03P343C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن صالح بن كيسان أن أبا بكر رحمه الله كتب إلى خالد بن الوليد يأمره أن يسير إلى العراق فمضى خالد يريد العراق حتى نزل بقريات من السواد يقال لها بانقيا وباروسما وأليس فصالحه أهلها وكان الذي صالحه عليها ابن صلوبا وذلك في سنة اثنتي عشرة فقبل منهم خالد الجزية § وكتب لهم كتابا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد لابن صلوبا السوادي ومنزله بشاطئ الفرات إنك آمن بأمان الله إذ حقن دمه بإعطاء الجزية وقد أعطيت عن نفسك وعن أهل خرجك وجزيرتك ومن كان في قريتيك بانقيا وباروسما ألف درهم فقبلتها منك ورضي من معي من المسلمين بها منك ولك ذمة الله وذمة محمد صلى الله عليه وسلم وذمة المسلمين على ذلك وشهد هشام بن الوليد ثم أقبل خالد بن الوليد بمن معه حتى نزل الحيرة فخرج إليه أشرافهم مع قبيصة بن إياس بن حية الطائي وكان أمره عليها كسرى بعد النعمان ابن المنذر فقال له خالد ولأصحابه أدعوكم إلى الله وإلى الإسلام فإن أجبتم إليه فأنتم من المسلمين لكم ما لهم وعليكم ما عليهم فان ابيتم فالجزية فإن أبيتم الجزية فقد أتيتكم بأقوام هم أحرص على الموت منكم على الحياة جاهدناكم حتى يحكم الله بيننا وبينكم فقال له قبيصة بن إياس ما لنا بحربك من حاجة بل نقيم على ديننا ونعطيك الجزية فصالحهم على تسعين ألف درهم فكانت أول جزية وقعت بالعراق هي القريات التي صالح عليها ابن صلوبا.


حجة خالد *
TBRBV03P386B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة عن رجل من بني سهم عن ابن ماجدة السهمي أنه قال حج أبو بكر في خلافته سنة اثنتي عشرة وقد عارمت غلاما من أهلي فعض بأذني فقطع منها أو عضضت بأذنه فقطعت منها فرفع شأننا إلى أبي بكر فقال اذهبوا بهما إلى عمر فلينظر فإن كان الجارح قد بلغ فليقد منه فلما انتهى بنا إلى عمر رضي الله عنه قال لعمري لقد بلغ هذا ادعوا لي حجاما قال فلما ذكر الحجام قال [أما إني قد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قد اعطيت خالتي غلاما وانا أرجو أن يبارك الله لها فيه وقد نهيتها أن تجعله حجاما أو قصابا أو صائغا فاقتص منه.


TBRBV03P386C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال بعض الناس يقول لم يحج أبو بكر في خلافته وأنه بعث سنة اثنتي عشرة على الموسم عمر بن الخطاب أو عبد الرحمن بن عوف.


ثم دخلت سنة ثلاث عشرة *

ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث *
TBRBV03P387D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال لما قفل أبو بكر من الحج سنة اثنتي عشرة جهز الجيوش إلى الشام فبعث عمرو بن العاص قبل فلسطين فأخذ طريق المعرقة على أيلة وبعث يزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وهو أحد الغوث وأمرهم أن يسلكوا التبوكية على البلقاء من علياء الشام.


TBRBV03P387F

ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله ابن ابى بكر ان خالد بن سعيد لما قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تربص ببيعته شهرين يقول قد أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم يعزلني حتى قبضه الله وقد لقي علي بن أبي طالب وعثمان ابن عفان فقال يا بني عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم يليه غيركم فأما أبو بكر فلم يحفلها عليه وأما عمر فاضطغنها عليه ثم بعث أبو بكر § الجنود إلى الشام وكان أول من استعمل على ربع منها خالد بن سعيد فأخذ عمر يقول أتؤمره وقد صنع ما صنع وقال ما قال فلم يزل بأبي بكر حتى عزله وأمر يزيد بن أبي سفيان.


خبر اليرموك *
TBRBV03P405B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان أن أبا بكر رحمه الله حين سار القوم خرج مع يزيد ابن أبي سفيان يوصيه وأبو بكر يمشي ويزيد راكب فلما فرغ من وصيته قال أقرئك السلام وأستودعك الله ثم انصرف ومضى يزيد فأخذ التبوكية ثم تبعه شرحبيل بن حسنة ثم أبو عبيدة بن الجراح مددا لهما على ربع فسلكوا ذلك الطريق وخرج عمرو بن العاص حتى نزل بغمر العربات ونزلت الروم بثنية جلق بأعلى فلسطين في سبعين ألفا عليهم تذارق أخو هرقل لأبيه وأمه فكتب عمرو بن العاص إلى أبي بكر يذكر له أمر الروم ويستمده وخرج خالد بن سعيد بن العاصي وهو بمرج الصفر من أرض الشام في يوم مطير يستمطر فيه فتعاوى عليه § أعلاج الروم فقتلوه وقد كان عمرو بن العاص كتب إلى أبي بكر يذكر له أمر الروم ويستمده.


ذكر وقعة أجنادين *
+
TBRBV03P415B

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق وكتب أبو بكر إلى خالد وهو بالحيرة يأمره أن يمد أهل الشام بمن معه من أهل القوة ويخرج فيهم ويستخلف على ضعفة الناس رجلا منهم فلما أتى خالدا كتاب أبي بكر بذلك قال خالد هذا عمل الاعيسر بن أم شمله يعنى عمر ابن الخطاب حسدني أن يكون فتح العراق على يدي فسار خالد بأهل القوة من الناس ورد الضعفاء والنساء إلى المدينة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر عليهم عمير بن سعد الأنصاري واستخلف خالد على من أسلم بالعراق من ربيعة وغيرهم المثنى بن حارثة الشيباني ثم سار حتى نزل على عين التمر فأغار على أهلها فأصاب منهم ورابط حصنا بها فيه مقاتلة كان كسرى وضعهم فيه حتى استنزلهم فضرب أعناقهم وسبى من عين التمر ومن أبناء تلك المرابطة سبايا كثيرة فبعث بها إلى أبي بكر فكان من تلك السبايا أبو عمرة مولى شبان وهو أبو عبد الأعلى بن أبي عمرة وأبو عبيدة مولى المعلى من الأنصار من بني زريق وأبو عبد الله مولى زهرة وخير مولى أبي داود الأنصاري ثم أحد بني مازن بن النجار ويسار وهو جد محمد بن إسحاق مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف وأفلح مولى أبي أيوب الأنصاري ثم أحد بنى مالك بن النجار وحمران ابن أبان مولى عثمان بن عفان وقتل خالد بن الوليد هلال بن عقه ابن بشر النمري وصلبه بعين التمر ثم أراد السير مفوزا من قراقر وهو ماء لكلب إلى سوى وهو ماء لبهراء بينهما خمس ليال فلم يهتد خالد الطريق فالتمس دليلا فدل على رافع بن عميرة الطائي فقال له خالد انطلق بالناس فقال له رافع إنك لن تطيق ذلك بالخيل والأثقال والله إن الراكب المفرد ليخافها على نفسه وما يسلكها إلا مغررا إنها لخمس ليال جياد لا يصاب فيها ماء مع مضلتها فقال له خالد ويحك إنه والله إن لي بد من ذلك إنه قد أتتني من الأمير عزمة بذلك فمر بأمرك قال استكثروا من الماء من استطاع منكم أن يصر أذن ناقته على ماء فليفعل § فإنها المهالك إلا ما دفع الله ابغني عشرين جزورا عظاما سمانا مسان فأتاه بهن خالد فعمد إليهن رافع فظمأهن حتى إذا أجهدهن عطشا أوردهن فشربن حتى إذا تملأن عمد إليهن فقطع مشافرهن ثم كعمهن لئلا يجتررن ثم أخلى أدبارهن ثم قال لخالد سر فسار خالد معه مغذا بالخيول والأثقال فكلما نزل منزلا افتظ أربعا من تلك الشوارف فأخذ ما في أكراشها فسقاه الخيل ثم شرب الناس مما حملوا معهم من الماء فلما خشي خالد على أصحابه في آخر يوم من المفازة قال لرافع بن عميرة وهو أرمد ويحك يا رافع ما عندك قال أدركت الري إن شاء الله فلما دنا من العلمين قال للناس انظروا هل ترون شجيرة من عوسج كقعدة الرجل قالوا ما نراها قال إنا لله وإنا إليه راجعون هلكتم والله إذا وهلكت لا ابالكم انظروا فطلبوا فوجدوها قد قطعت وبقيت منها بقية فلما رآها المسلمون كبروا وكبر رافع بن عميرة ثم قال احفروا في أصلها فحفروا فاستخرجوا عينا فشربوا حتى روي الناس فاتصلت بعد ذلك لخالد المنازل فقال رافع والله ما وردت هذا الماء قط إلا مرة واحدة وردته مع أبي وأنا غلام فقال شاعر من المسلمين لله عينا رافع أنى اهتدى فوز من قراقر إلى سوى خمسا إذا ما سارها الجيش بكى ما سارها قبلك إنسي يرى فلما انتهى خالد إلى سوى أغار على أهله وهم بهراء قبيل الصبح وناس منهم يشربون خمرا لهم في جفنة قد اجتمعوا عليها ومغنيهم يقول ألا عللاني قبل جيش أبي بكر لعل منايانا قريب وما ندري § الا عللانى بالزجاج وكرار علي كميت اللون صافية تجري ألا عللاني من سلافة قهوة تسلي هموم النفس من جيد الخمر أظن خيول المسلمين وخالدا ستطرقكم قبل الصباح من البشر فهل لكم في السير قبل قتالهم وقبل خروج المعصرات من الخدر فيزعمون أن مغنيهم ذلك قتل تحت الغارة فسال دمه في تلك الجفنة ثم سار خالد على وجهه ذلك حتى أغار على غسان بمرج راهط ثم سار حتى نزل على قناة بصرى وعليها أبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان فاجتمعوا عليها فرابطوها حتى صالحت بصرى على الجزية وفتحها الله على المسلمين فكانت أول مدينة من مدائن الشام فتحت في خلافة أبي بكر ثم ساروا جميعا إلى فلسطين مددا لعمرو بن العاص وعمرو مقيم بالعربات من غور فلسطين وسمعت الروم بهم فانكشفوا عن جلق إلى أجنادين وعليهم تذارق أخو هرقل لأبيه وأمه وأجنادين بلد بين الرملة وبيت جبرين من أرض فلسطين وسار عمرو بن العاص حين سمع بأبي عبيده بن الجراح وشرحبيل ابن حسنة ويزيد بن أبي سفيان حتى لقيهم فاجتمعوا بأجنادين حتى عسكروا عليهم.

TDSHV09P179B

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله الطبري قالا أنا محمد بن الحسين حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب حدثنا عمار بن الحسن عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق قال ثم سار خالد حتى نزل على عين التمر وأغار على أهلها فأصاب منهم ورابط حصنا بها في مقاتلة كان كسرى وضعهم فيه وسبى من عين التمر فكان من تلك السبايا أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري أحد بني مالك بن النجار.

TBRBV03P417B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير أنه قال كان على الروم رجل منهم يقال له القبقلار وكان هرقل استخلفه على أمراء الشام حين سار إلى القسطنطينية وإليه انصرف تذارق بمن معه من الروم فأما علماء الشام فيزعمون أنما كان على الروم تذارق والله أعلم.


TBRBV03P417C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة قال لما تدانى العسكران بعث § القبقلار رجلا عربيا قال فحدثت أن ذلك الرجل رجل من قضاعة من تزيد بن حيدان يقال له ابن هزارف فقال ادخل في هؤلاء القوم فأقم فيهم يوما وليلة ثم ائتني بخبرهم قال فدخل في الناس رجل عربي لا ينكر فأقام فيهم يوما وليلة ثم أتاه فقال له ما وراءك قال بالليل رهبان وبالنهار فرسان ولو سرق ابن ملكهم قطعوا يده ولو زنى رجم لإقامة الحق فيهم فقال له القبقلار لئن كنت صدقتني لبطن الأرض خير من لقاء هؤلاء على ظهرها ولوددت أن حظي من الله ان يخلى بيني وبينهم فلا ينصرني عليهم ولا ينصرهم علي قال ثم تزاحف الناس فاقتتلوا فلما رأى القبقلار ما رأى من قتال المسلمين قال للروم لفوا رأسي بثوب قالوا له لم قال يوم البئيس لا أحب أن أراه ما رأيت في الدنيا يوما أشد من هذا قال فاحتز المسلمون رأسه وإنه لملفف وكانت وقعة أجنادين في سنة ثلاث عشرة لليلتين بقيتا من جمادى الاولى وقتل يومئذ من المسلمين جماعة منهم سلمة بن هشام ابن المغيرة وهبار بن الأسود بن عبد الأسد ونعيم بن عبد الله النحام وهشام بن العاصي بن وائل وجماعة أخر من قريش قال ولم يسم لنا من الأنصار أحد أصيب بها وفيها توفي أبو بكر لثمان ليال بقين أو سبع بقين من جمادى الآخرة.


حال أبي بكر قبل الخلافة وبعدها *
+
TBRBV03P433C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الزهري عن القاسم بن محمد عن أسماء ابنة عميس قالت دخل طلحة بن عبيد الله على أبي بكر فقال استخلفت على الناس عمر وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه فكيف به إذا خلا بهم وأنت لاق ربك فسائلك عن رعيتك فقال أبو بكر وكان مضطجعا أجلسوني فأجلسوه فقال لطلحة أبالله تفرقني أو أبالله تخوفني إذا لقيت الله ربي فساءلني قلت استخلفت على أهلك خير أهلك.

TBRBV03P433D

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن بن الحصين بمثل ذلك.

ذكر غزوه فحل وفتح دمشق *
TBRBV03P434D

فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما فرغ المسلمون من أجنادين ساروا إلى فحل من أرض الأردن وقد اجتمعت فيها رافضة الروم والمسلمون على أمرائهم وخالد على مقدمة الناس فلما نزلت الروم بيسان بثقوا أنهارها وهي ارض صبخه فكانت وحلا ونزلوا فحلا وبيسان بين فلسطين وبين الأردن فلما غشيها المسلمون ولم § يعلموا بما صنعت الروم وحلت خيولهم ولقوا فيها عناء ثم سلمهم الله وسميت بيسان ذات الردغة لما لقي المسلمون فيها ثم نهضوا إلى الروم وهم بفحل فاقتتلوا فهزمت الروم ودخل المسلمون فحلا ولحقت رافضة الروم بدمشق فكانت فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة على ستة أشهر من خلافة عمر وأقام تلك الحجة للناس عبد الرحمن بن عوف ثم ساروا إلى دمشق وخالد على مقدمة الناس وقد اجتمعت الروم إلى رجل منهم يقال له باهان بدمشق وقد كان عمر عزل خالد بن الوليد واستعمل أبا عبيدة على جميع الناس فالتقى المسلمون والروم فيما حول دمشق فاقتتلوا قتالا شديدا ثم هزم الله الروم وأصاب منهم المسلمون ودخلت الروم دمشق فغلقوا أبوابها وجثم المسلمون عليها فرابطوها حتى فتحت دمشق وأعطوا الجزية وقد قدم الكتاب على أبي عبيدة بامارته وعزل خالد فاستحيا أبو عبيدة أن يقرئ خالدا الكتاب حتى فتحت دمشق وجرى الصلح على يدي خالد وكتب الكتاب باسمه فلما صالحت دمشق لحق باهان صاحب الروم الذي قاتل المسلمين بهرقل وكان فتح دمشق في سنة أربع عشرة في رجب وأظهر أبو عبيدة إمارته وعزل خالد وقد كان المسلمون التقوا هم والروم ببلد يقال له عين فحل بين فلسطين والأردن فاقتتلوا به قتالا شديدا ثم لحقت الروم بدمشق.


TBRBV03P436C

وأما ابن إسحاق فإنه قال في أمر خالد وعزل عمر إياه ما حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا سلمة عنه قال إنما نزع عمر خالدا في كلام كان خالد تكلم به فيما يزعمون ولم يزل عمر عليه ساخطا ولأمره كارها في زمان أبي بكر كله لوقعته بابن نويرة وما كان يعمل به في حربه فلما استخلف عمر كان أول ما تكلم به عزله فقال لا يلي لي عملا أبدا فكتب عمر إلى أبي عبيدة إن خالد أكذب نفسه فهو أمير على ما هو عليه وإن هو لم يكذب نفسه فأنت الأمير على ما هو عليه ثم انزع عمامته عن § رأسه وقاسمه ماله نصفين فلما ذكر أبو عبيده ذلك لخالد قال انظرنى استشر أختي في أمري ففعل أبو عبيدة فدخل خالد على أخته فاطمة بنت الوليد وكانت عند الحارث بن هشام فذكر لها ذلك فقالت والله لا يحبك عمر أبدا وما يريد إلا أن تكذب نفسك ثم ينزعك فقبل رأسها وقال صدقت والله فتم على أمره وأبى أن يكذب نفسه فقام بلال مولى أبي بكر إلى أبي عبيدة فقال ما أمرت به في خالد قال أمرت أن أنزع عمامته وأقاسمه ماله فقاسمه ماله حتى بقيت نعلاه فقال أبو عبيدة إن هذا لا يصلح إلا بهذا فقال خالد أجل ما أنا بالذي أعصي أمير المؤمنين فاصنع ما بدا لك فأخذ نعلا وأعطاه نعلا ثم قدم خالد على عمر المدينة حين عزله.


TBRBV03P437B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمر بن عطاء عن سليمان بن يسار قال كان عمر كلما مر بخالد قال يا خالد أخرج مال الله من تحت استك فيقول والله ما عندي من مال فلما أكثر عليه عمر قال له خالد يا أمير المؤمنين ما قيمة ما أصبت في سلطانكم أربعين ألف درهم فقال عمر قد أخذت ذلك منك بأربعين ألف درهم قال هو لك قال قد أخذته ولم يكن لخالد مال إلا عدة ورقيق فحسب ذلك فبلغت قيمته ثمانين ألف درهم فناصفه عمر ذلك فأعطاه أربعين ألف درهم وأخذ المال فقيل له يا أمير المؤمنين لو رددت على خالد ماله فقال إنما أنا تاجر للمسلمين والله لا أرده عليه أبدا فكان عمر يرى أنه قد اشتفى من خالد حين صنع به ذلك.


TBRBV03P441B

وقال محمد بن إسحاق كان فتح دمشق في سنة أربع عشرة في رجب وقال أيضا كانت وقعة فحل قبل دمشق وإنما صار إلى دمشق رافضة فحل واتبعهم المسلمون إليها وزعم أن وقعة فحل كانت سنة ثلاث عشره في ذي القعدة منها حدثنا بذلك ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه.


TBRBV03P441D

كما قال ابن إسحاق وزعم أن حصار المسلمين لها كان ستة أشهر وزعم أن وقعه اليرموك كانت في سنه خمس عشره وزعم أن هرقل جلا في هذه السنة بعد وقعة اليرموك في شعبان من أنطاكية إلى قسطنطينية، وأنه لم يكن بعد اليرموك وقعة.


TBRBV03P442A

وأما ابن إسحاق فإنه قال كان يوم الجسر جسر ابى عبيد بن مسعود الثقفى في سنه اربع عشره.


السقاطية بكسكر *
TBRBV03P452B

قال أبو جعفر وقد حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق بنحو من حديث سيف هذا عن رجاله في توجيه عمر المثنى وأبا عبيد ابن مسعود إلى العراق في حرب من بها من الكفار وحروبهم ومن حاربهم بها غير أنه قال لما هزم جالنوس وأصحابه ودخل أبو عبيد باروسما نزل هو وأصحابه قرية من قراها فاشتملت عليهم فصنع لأبي عبيد طعام فأتي به فلما رآه قال ما أنا بالذي آكل هذا دون المسلمين فقالوا له كل فإنه ليس من أصحابك أحد إلا وهو يؤتى في منزله بمثل هذا أو أفضل فأكل فلما رجعوا إليه سألهم عن طعامهم فأخبروه بما جاءهم من الطعام.


وقعة القرقس *
TBRBV03P458D

وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق بنحو خبر سيف هذا في أمر أبي عبيد وذي الحاجب وقصة حربهما إلا أنه قال وقد كانت رأت دومة أم المختار بن أبي عبيد أن رجلا نزل من السماء معه إناء فيه شراب من الجنة فيما يرى النائم فشرب منه أبو عبيد وجبر بن أبي عبيد وأناس من أهله وقال أيضا فلما رأى أبو عبيد ما يصنع الفيل قال هل لهذه الدابة من مقتل قالوا نعم إذا قطع مشفرها ماتت فشد على الفيل فضرب مشفره فقطعه وبرك عليه الفيل فقتله وقال أيضا فرجعت الفرس ونزل المثنى بن حارثة أليس وتفرق الناس فلحقوا بالمدينة فكان أول من قدم المدينة بخبر الناس عبد الله بن زيد بن الحصين الخطمي فاخبر الناس.


TBRBV03P459A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة ابنة عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت سمعت عمر بن الخطاب حين قدم عبد الله بن زيد فنادى الخبر يا عبد الله بن زيد وهو داخل المسجد وهو يمر على باب حجرتي فقال ما عندك يا عبد الله بن زيد قال أتاك الخبر يا أمير المؤمنين فلما انتهى إليه أخبره خبر الناس فما سمعت برجل حضر أمرا فحدث عنه كان أثبت خبرا منه فلما قدم فل الناس ورأى عمر جزع المسلمين من المهاجرين والأنصار من الفرار قال لا تجزعوا يا معشر المسلمين أنا فئتكم إنما انحزتم إلي.


TBRBV03P459B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن محمد ابن عبد الرحمن بن الحصين وغيره أن معاذا القاري أخا بني النجار كان ممن شهدها ففر يومئذ فكان إذا قرأ هذه الآية ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير بكى فيقول له عمر لا تبك يا معاذ أنا فئتك وإنما انحزت إلي.


البويب *
TBRBV03P471B

قال أبو جعفر وأما ابن إسحاق فإنه قال في أمر جرير وعرفجة والمثنى وقتال المثنى مهران غير ما قص سيف من أخبارهم والذي قال في أمرهم ما حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما انتهت إلى عمر بن الخطاب مصيبة أصحاب الجسر وقدم عليه فلهم قدم عليه جرير بن عبد الله البجلي من اليمن في ركب من بجيلة وعرفجة بن هرثمة وكان عرفجة يومئذ سيد بجيلة وكان حليفا لهم من الأزد فكلمهم عمر فقال لهم إنكم قد علمتم ما كان من المصيبة في إخوانكم بالعراق فسيروا إليهم وأنا أخرج إليكم من كان منكم في قبائل العرب فأجمعهم إليكم قالوا نفعل يا أمير المؤمنين فأخرج لهم قيس كبة وسحمة وعرينة وكانوا في قبائل بني عامر بن صعصعة وأمر عليهم عرفجة بن هرثمة فغضب من ذلك جرير بن عبد الله البجلي فقال لبجيلة كلموا أمير المؤمنين فقالوا له استعملت علينا رجلا ليس منا فأرسل إلى عرفجة فقال ما يقول هؤلاء قال صدقوا يا أمير المؤمنين لست منهم ولكني رجل من الأزد كنا أصبنا في الجاهلية دما في قومنا فلحقنا بجيلة فبلغنا فيهم من السؤدد ما بلغك فقال له عمر فاثبت على منزلتك ودافعهم كما يدفعونك قال لست فاعلا ولا سائرا معهم فسار عرفجة إلى البصرة بعد أن نزلت وترك بجيلة وأمر عمر على بجيلة جرير بن عبد الله فسار بهم مكانه إلى الكوفة وضم إليه عمر قومه من بجيلة فأقبل جرير حتى إذا مر قريبا من المثنى بن حارثة كتب إليه المثنى أن أقبل إلي فإنما أنت مدد لي فكتب إليه جرير إني لست فاعلا إلا أن يأمرني بذلك أمير المؤمنين أنت أمير وأنا أمير § ثم سار جرير نحو الجسر فلقيه مهران بن باذان وكان من عظماء فارس عند النخيلة قد قطع إليه الجسر فاقتتلا قتالا شديدا وشد المنذر بن حسان بن ضرار الضبي على مهران فطعنه فوقع عن دابته فاقتحم عليه جرير فاحتز رأسه فاختصما في سلبه ثم اصطلحا فيه فأخذ جرير السلاح وأخذ المنذر بن حسان منطقته قال وحدثت أن مهران لما لقي جريرا قال إن تسألوا عني فإني مهران أنا لمن أنكرني ابن باذان قال فأنكرت ذلك حتى حدثني من لا أتهم من أهل العلم أنه كان عربيا نشأ مع أبيه باليمن إذ كان عاملا لكسرى قال فلم أنكر ذلك حين بلغني وكتب المثنى إلى عمر يمحل بجرير فكتب عمر إلى المثنى إني لم أكن لأستعملك على رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يعني جريرا وقد وجه عمر سعد بن أبي وقاص إلى العراق في ستة آلاف أمره عليهم وكتب إلى المثنى وجرير بن عبد الله أن يجتمعا إلى سعد بن أبي وقاص وأمر سعدا عليهما فسار سعد حتى نزل شراف وسار المثنى وجرير حتى نزلا عليه فشتا بها سعد واجتمع إليه الناس ومات المثنى بن حارثة رحمه الله.


ذكر الخبر عما هيج أمر القادسية
TBRBV03P479C

وقال أبو معشر فيما حدثني الحارث عن ابن سعد عنه وقال ابن إسحاق فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه الذي حج بالناس سنة ثلاث عشرة عبد الرحمن بن عوف.


ثم دخلت سنة أربع عشره *

ليلة القادسية *
TBRBV03P570B

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال ومات المثنى بن حارثة وتزوج سعد بن أبي وقاص امرأته سلمى ابنة خصفة وذلك في سنة أربع عشرة وأقام تلك الحجة للناس عمر بن الخطاب ودخل أبو عبيدة بن الجراح تلك السنة دمشق فشتا بها فلما أصافت الروم سار هرقل في الروم حتى نزل أنطاكية ومعه من المستعربة لخم وجذام وبلقين وبلي وعاملة وتلك القبائل من قضاعه غسان بشر كثير ومعه من أهل أرمينية مثل ذلك فلما نزلها أقام بها وبعث الصقلار خصيا له فسار بمائة ألف مقاتل معه من أهل أرمينية اثنا عشر ألفا عليهم جرجة ومعه من المستعربة من غسان وتلك القبائل من قضاعة اثنا عشر ألفا عليهم جبلة بن الأيهم الغساني وسائرهم من الروم وعلى جماعة الناس الصقلار خصي هرقل وسار اليهم المسلمون § وهم أربعة وعشرون ألفا عليهم أبو عبيدة بن الجراح فالتقوا باليرموك في رجب سنة خمس عشرة فاقتتل الناس قتالا شديدا حتى دخل عسكر المسلمين وقاتل نساء من نساء قريش بالسيوف حين دخل العسكر منهن أم حكيم بنت الحارث بن هشام حتى سابقن الرجال وقد كان انضم إلى المسلمين حين ساروا إلى الروم ناس من لخم وجذام فلما رأوا جد القتال فروا ونجوا إلى ما كان قربهم من القرى وخذلوا المسلمين.


TBRBV03P571B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه قال قال قائل من المسلمين حين رأى من لخم وجذام ما رأى القوم لخم وجذام في الهرب %~% ونحن والروم بمرج نضطرب فإن يعودوا بعدها لا نصطحب.


TBRBV03P571C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن وهب ابن كيسان عن عبد الله بن الزبير قال كنت مع أبي الزبير عام اليرموك فلما تعبى المسلمون للقتال لبس الزبير لأمته ثم جلس على فرسه ثم قال لموليين له احبسا عبد الله بن الزبير معكما في الرحل فإنه غلام صغير قال ثم توجه فدخل في الناس فلما اقتتل الناس والروم نظرت إلى ناس وقوف على تل لا يقاتلون مع الناس قال فأخذت فرسا للزبير كان خلفه في الرحل فركبته ثم ذهبت إلى أولئك الناس فوقفت معهم فقلت أنظر ما يصنع الناس فإذا أبو سفيان بن حرب في مشيخة من قريش من مهاجرة الفتح وقوفا لا يقاتلون فلما رأوني رأوا غلاما حدثا فلم يتقوني قال فجعلوا والله إذا مال المسلمون وركبتهم الحرب للروم يقولون ايه ايه بلا صفر فإذا مالت الروم وركبهم المسلمون قالوا يا ويح بلا صفر فجعلت أعجب من قولهم فلما هزم الله الروم ورجع الزبير جعلت أحدثه § خبرهم قال فجعل يضحك ويقول قاتلهم الله أبوا إلا ضغنا وماذا لهم إن يظهر علينا الروم لنحن خير لهم منهم ثم إن الله تبارك وتعالى أنزل نصره فهزمت الروم وجموع هرقل التي جمع فأصيب من الروم أهل أرمينية والمستعربة سبعون ألفا وقتل الله الصقلار وباهان وقد كان هرقل قدمه مع الصقلار حين لحق به فلما هزمت الروم بعث أبو عبيدة عياض بن غنم في طلبهم فسلك الأعماق حتى بلغ ملطية فصالحه أهلها على الجزية ثم انصرف ولما سمع هرقل بذلك بعث إلى مقاتلتها ومن فيها فساقهم إليه وأمر بملطية فحرقت وقتل من المسلمين يوم اليرموك من قريش من بني أمية بن عبد شمس عمرو بن سعيد بن العاص وأبان بن سعيد بن العاص ومن بني مخزوم عبد الله بن سفيان بن عبد الأسد ومن بني سهم سعيد بن الحارث بن قيس قال وفي آخر سنة خمس عشرة قتل الله رستم بالعراق وشهد أهل اليرموك حين فرغوا منه يوم القادسية مع سعد بن أبي وقاص وذلك أن سعدا حين حسر عنه الشتاء سار من شراف يريد القادسية فسمع به رستم فخرج إليه بنفسه فلما سمع بذلك سعد وقف وكتب إلى عمر يستمده فبعث إليه عمر المغيرة بن شعبة الثقفي في أربعمائة رجل مددا من المدينة وامده بقيس ابن مكشوح المرادى في سبعمائة فقدموا عليه من اليرموك وكتب إلى أبي عبيدة أن أمد سعد بن أبي وقاص أمير العراق بألف رجل من عندك ففعل أبو عبيدة وأمر عليهم عياض بن غنم الفهري وأقام تلك الحجة للناس عمر بن الخطاب سنة خمس عشرة وقد كان لكسرى مرابطة في قصر بني مقاتل عليها النعمان بن قبيصة وهو ابن حية الطائي ابن عم قبيصة بن إياس بن حية الطائي صاحب الحيرة فكان في منظرة له فلما سمع بسعد بن أبي وقاص سأل عنه عبد الله بن سنان ابن جرير الأسدي ثم الصيداوي فقيل له رجل من قريش فقال § اما إذ كان قرشيا فليس بشيء والله لأجاهدنه القتال إنما قريش عبيد من غلب والله ما يمنعون خفيرا ولا يخرجون من بلادهم إلا بخفير فغضب حين قال ذلك عبد الله بن سنان الأسدي فأمهله حتى إذا دخل عليه وهو نائم فوضع الرمح بين كتفيه فقتله ثم لحق بسعد فأسلم وقال في قتله النعمان بن قبيصة لقد غادر الأقوام ليلة أدلجوا بقصر العبادي ذا الفعال مجدلا دلفت له تحت العجاج بطعنة فأصبح منها في النجيع مرملا أقول له والرمح في نغض كتفه أبا عامر عنك اليمين تحللا سقيت بها النعمان كأسا روية وعاطيته بالرمح سما مثملا تركت سباع الجو يعرفن حوله وقد كان عنها لابن حية معزلا كفيت قريشا إذ تغيب جمعها وهدمت للنعمان عزا مؤثلا ولما لحق سعد بن أبي وقاص المغيرة بن شعبة وقيس بن مكشوح فيمن معهما سار إلى رستم حين سمع به حتى نزل قادس قرية إلى جانب العذيب فنزل الناس بها ونزل سعد في قصر العذيب وأقبل رستم في جموع فارس ستين ألفا مما أحصي لنا في ديوانه سوى التباع والرقيق حتى نزل القادسية وبينه وبين الناس جسر القادسية وسعد في منزله وجع قد خرج به قرح شديد ومعه أبو محجن بن حبيب الثقفي محبوس في القصر حبسه في شرب الخمر فلما أن نزل بهم رستم بعث إليهم أن ابعثوا إلي رجلا منكم جليدا أكلمه فبعثوا إليه المغيره بن شعبه فجاءه وفد فرق رأسه أربع فرق فرقة من بين يديه إلى قفاه وفرقة إلى أذنيه ثم عقص شعره ولبس بردا له ثم أقبل حتى انتهى إلى رستم ورستم من وراء الجسر العتيق مما يلي § العراق والمسلمون من ناحيته الأخرى مما يلي الحجاز فيما بين القادسية والعذيب فكلمه رستم فقال إنكم معشر العرب كنتم أهل شقاء وجهد وكنتم تأتوننا من بين تاجر وأجير ووافد فأكلتم من طعامنا وشربتم من شرابنا واستظللتم من ظلالنا فذهبتم فدعوتم أصحابكم ثم أتيتمونا بهم وإنما مثلكم مثل رجل كان له حائط من عنب فرأى فيه ثعلبا واحدا فقال ما ثعلب واحد فانطلق الثعلب فدعا الثعالب إلى الحائط فلما اجتمعن فيه جاء الرجل فسد الجحر الذي دخلن منه ثم قتلهن جميعا وقد أعلم أن الذي حملكم على هذا معشر العرب الجهد الذي قد أصابكم فارجعوا عنا عامكم هذا فإنكم قد شغلتمونا عن عمارة بلادنا وعن عدونا ونحن نوقر لكم ركائبكم قمحا وتمرا ونأمر لكم بكسوة فارجعوا عنا عافاكم الله فقال المغيرة بن شعبة لا تذكر لنا جهدا إلا وقد كنا في مثله أو أشد منه أفضلنا في أنفسنا عيشا الذي يقتل ابن عمه ويأخذ ماله فيأكله نأكل الميتة والدم والعظام فلم نزل كذلك حتى بعث الله فينا نبيا وأنزل عليه الكتاب فدعانا إلى الله وإلى ما بعثه به فصدقه منا مصدق وكذبه منا آخر فقاتل من صدقه من كذبه حتى دخلنا في دينه من بين موقن به وبين مقهور حتى استبان لنا أنه صادق وأنه رسول من عند الله فأمرنا أن نقاتل من خالفنا وأخبرنا أن من قتل منا على دينه فله الجنة ومن عاش ملك وظهر على من خالفه فنحن ندعوك إلى أن تؤمن بالله ورسوله وتدخل في ديننا فإن فعلت كانت لك بلادك لا يدخل عليك فيها إلا من أحببت وعليك الزكاة والخمس وإن أبيت ذلك فالجزية وإن أبيت ذلك قاتلناك حتى يحكم الله بيننا وبينك قال له رستم ما كنت أظن أني أعيش حتى أسمع منكم هذا معشر العرب لا أمسي غدا حتى أفرغ منكم وأقتلكم كلكم ثم أمر بالعتيق أن يسكر فبات ليلته يسكر بالبراذع والتراب والقصب حتى أصبح وقد تركه طريقا مهيعا وتعبى له المسلمون فجعل سعد على جماعة الناس خالد بن § عرفطة حليف بني أمية بن عبد شمس وجعل على ميمنه الناس جرير ابن عبد الله البجلي وجعل على ميسرتهم قيس بن المكشوح المرادي ثم زحف إليهم رستم وزحف إليه المسلمون وما عامة جننهم.


TBRBV03P575B

فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله ابن أبي بكر غير براذع الرحال قد عرضوا فيها الجريد يترسون بها عن أنفسهم وما عامة ما وضعوه على رءوسهم إلا أنساع الرحال يطوي الرجل نسع رحله على رأسه يتقي به والفرس فيما بينهم من الحديد واليلامق فاقتتلوا قتالا شديدا وسعد في القصر ينظر معه سلمى بنت خصفة وكانت قبله عند المثنى بن حارثة فجالت الخيل فرعبت سلمى حين رات الخيل جالت فقالت وا مثنياه ولا مثنى لي اليوم فغار سعد فلطم وجهها فقالت أغيرة وجبنا فلما رأى أبو محجن ما تصنع الخيل حين جالت وهو ينظر من قصر العذيب وكان مع سعد فيه قال كفى حزنا أن تردي الخيل بالقنا وأترك مشدودا علي وثاقيا إذا قمت عناني الحديد واغلقت مصاريع دوني لا نجيب المناديا وقد كنت ذا مال كثير وإخوة فقد تركونى واحدا لا اخاليا فكلم زبراء أم ولد سعد وكان عندها محبوسا وسعد في رأس الحصن ينظر إلى الناس فقال يا زبراء أطلقيني ولك علي عهد الله وميثاقه لئن لم أقتل لأرجعن إليك حتى تجعلي الحديد في رجلي فأطلقته وحملته على فرس لسعد بلقاء وخلت سبيله فجعل يشد على العدو وسعد ينظر فجعل سعد يعرف فرسه وينكرها فلما أن فرغوا من القتال وهزم الله جموع فارس رجع أبو محجن إلى زبراء فأدخل رجله في قيده فلما نزل سعد من رأس الحصن رأى فرسه تعرق فعرف أنها قد ركبت فسأل عن ذلك زبراء فأخبرته خبر أبي محجن فخلى سبيله.


TBRBV03P576A

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق قال وقد كان عمرو بن معديكرب شهد القادسية مع المسلمين.


TBRBV03P576B

وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود النخعي عن أبيه قال شهدت القادسية فلقد رأيت غلاما منا من النخع يسوق ستين أو ثمانين رجلا من أبناء الأحرار فقلت لقد أذل الله أبناء الأحرار.


TBRBV03P576C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أبي خالد مولى بجيلة عن قيس بن أبي حازم البجلي وكان ممن شهد القادسية مع المسلمين قال كان معنا يوم القادسية رجل من ثقيف فلحق بالفرس مرتدا فأخبرهم أن بأس الناس في الجانب الذي به بجيلة قال وكنا ربع الناس فوجهوا إلينا ستة عشر فيلا وإلى سائر الناس فيلين وجعلوا يلقون تحت أرجل خيولنا حسك الحديد ويرشقوننا بالنشاب فكأنه المطر علينا وقرنوا خيلهم بعضها إلى بعض لئلا يفروا قال وكان عمرو بن معديكرب يمر بنا فيقول يا معشر المهاجرين كونوا أسودا فإنما الأسد من أغنى شأنه فإنما الفارسي تيمن إذا ألقى نيزكه قال وكان إسوار منهم لا يكاد تسقط له نشابة فقلنا له يا أبا ثور اتق ذلك الفارسي فإنه لا تقع له نشابة فتوجه إليه ورماه الفارسي بنشابة فأصاب قوسه وحمل عليه عمرو فاعتنقه فذبحه واستلبه سوارين من ذهب ومنطقة من ذهب ويلمقا من ديباج وقتل الله رستم وأفاء على المسلمين عسكره وما فيه وإنما المسلمون ستة آلاف أو سبعة آلاف وكان الذي قتل رستم هلال بن علفة التيمي رآه فتوجه إليه فرماه رستم بنشابة فأصاب قدمه وهو يتبعه فشكها إلى ركاب سرجه ورستم يقول بالفارسيه § بپايه أي كما أنت وحمل عليه هلال بن علفة فضربه فقتله ثم احتز رأسه فعلقه وولت الفرس فاتبعهم المسلمون يقتلونهم فلما بلغت الفرس الخرارة نزلوا فشربوا من الخمر وطعموا من الطعام ثم خرجوا يتعجبون من رميهم وأنه لم يعمل في العرب وخرج جالنوس فرفعوا له كرة فهو يرميها ويشكها بالنشاب ولحق بهم فرسان من المسلمين وهم هنالك فشد على جالنوس زهرة بن حوية التميمي فقتله وانهزمت الفرس فلحقوا بدير قرة وما وراءه ونهض سعد بالمسلمين حتى نزل بدير قرة على من هنالك من الفرس وقد قدم عليهم وهم بدير قرة عياض بن غنم في مدده من أهل الشام وهم الف رجل فأسهم له سعد ولأصحابه مع المسلمين فيما أصابوا بالقادسية وسعد وجع من قرحته تلك وقال جرير ابن عبد الله أنا جرير كنيتي أبو عمرو قد نصر الله وسعد في القصر وقال رجل من المسلمين أيضا نقاتل حتى أنزل الله نصره وسعد بباب القادسية معصم فأبنا وقد آمت نساء كثيرة ونسوة سعد ليس فيهن أيم قال ولما بلغ ذلك من قولهما سعدا خرج إلى الناس فاعتذر إليهم وأراهم ما به من القرح في فخذيه وأليتيه فعذره الناس ولم يكن سعد لعمري يجبن فقال سعد يجيب جريرا فيما قال وما أرجو بجيلة غير أني أؤمل أجرهم يوم الحساب فقد لقيت خيولهم خيولا وقد وقع الفوارس في ضراب وقد دلفت بعرصتهم فيول كأن زهاءها إبل جراب § ثم إن الفرس هربت من دير قرة إلى المدائن يريدون نهاوند واحتملوا معهم الذهب والفضة والديباج والفرند والحرير والسلاح وثياب كسرى وبناته وخلوا ما سوى ذلك وأتبعهم سعد الطلب من المسلمين فبعث خالد بن عرفطة حليف بني أمية ووجه معه عياض بن غنم في أصحابه وجعل على مقدمة الناس هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وعلى ميمنتهم جرير بن عبد الله البجلي وعلى ميسرتهم زهرة بن حوية التميمي وتخلف سعد لما به من الوجع فلما أفاق سعد من وجعه ذلك اتبع الناس بمن بقي معه من المسلمين حتى أدركهم دون دجلة على بهرسير فلما وضعوا على دجلة العسكر والأثقال طلبوا المخاضة فلم يهتدوا لها حتى أتى سعدا علج من أهل المدائن فقال أدلكم على طريق تدركونهم قبل أن يمعنوا في السير فخرج بهم على مخاضة بقطربل فكان أول من خاض المخاضة هاشم ابن عتبة في رجله فلما جاز اتبعته خيله ثم أجاز خالد بن عرفطة بخيله ثم أجاز عياض بن غنم بخيله ثم تتابع الناس فخاضوا حتى أجازوا فزعموا أنه لم يهتد لتلك المخاضة بعد ثم ساروا حتى انتهوا إلى مظلم ساباط فأشفق الناس أن يكون به كمين للعدو فتردد الناس وجبنوا عنه فكان أول من دخله بجيشه هاشم بن عتبة فلما أجاز ألاح للناس بسيفه فعرف الناس أن ليس به شيء يخافونه فأجاز بهم خالد بن عرفطة ثم لحق سعد بالناس حتى انتهوا إلى جلولاء وبها جماعة من الفرس فكانت وقعة جلولاء بها فهزم الله الفرس وأصاب المسلمون بها من الفيء أفضل مما أصابوا بالقادسية وأصيبت ابنة لكسرى يقال لها منجانة ويقال بل ابنة ابنه وقال شاعر من المسلمين يا رب مهر حسن مطهم يحمل أثقال الغلام المسلم ينجو إلى الرحمن من جهنم يوم جلولاء ويوم رستم ويوم زحف الكوفة المقدم ويوم لاقى ضيقة مهزم وخر دين الكافرين للفم § ثم كتب سعد إلى عمر بما فتح الله على المسلمين فكتب إليه عمر أن قف ولا تطلبوا غير ذلك فكتب إليه سعد أيضا انما هي سربه أدركناها والأرض بين أيدينا فكتب إليه عمر أن قف مكانك ولا تتبعهم واتخذ للمسلمين دار هجرة ومنزل جهاد ولا تجعل بيني وبين المسلمين بحرا فنزل سعد بالناس الأنبار فاجتووها وأصابتهم بها الحمى فلم توافقهم فكتب سعد إلى عمر يخبره بذلك فكتب إلى سعد أنه لا تصلح العرب إلا حيث يصلح البعير والشاة في منابت العشب فانظر فلاة في جنب البحر فارتد للمسلمين بها منزلا قال فسار سعد حتى نزل كويفة عمرو بن سعد فلم توافق الناس مع الذباب والحمى فبعث سعد رجلا من الأنصار يقال له الحارث بن سلمة ويقال بل عثمان بن حنيف أخا بني عمرو بن عوف فارتاد لهم موضع الكوفة اليوم فنزلها سعد بالناس وخط مسجدها وخط فيها الخطط للناس وقد كان عمر بن الخطاب خرج في تلك السنة إلى الشام فنزل الجابية وفتحت عليه إيلياء مدينة بيت المقدس وبعث فيها أبو عبيدة بن الجراح حنظلة بن الطفيل السلمي إلى حمص ففتحها الله على يديه واستعمل سعد بن أبي وقاص على المدائن رجلا من كندة يقال له شرحبيل بن السمط وهو الذي يقول فيه الشاعر الا ليتنى والمرء سعد بن مالك وربراء وابن السمط في لجة البحر.


ذكر أحوال أهل السواد *
TBRBV03P590C

وأما محمد بن إسحاق فإنه قال كانت سنة خمس عشرة.

COMMENT

ثم دخلت سنة خمس عشرة *

حديث قنسرين *
TBRBV03P602C

ثم خرج هرقل نحو القسطنطينية فاختلف في حين شخوصه إليها وتركه بلاد الشام فقال ابن إسحاق كان ذلك سنة خمس عشرة.


سنة ست عشرة *

ذكر ما جمع من فيء أهل المدائن
TBRBV04P023C

وفي هذه السنة اعنى سنه ست عشره كانت وقعة جلولاء كذلك § حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق وكتب إلي السري يذكر أن شعيبا حدثه عن سيف بذلك.


ثم دخلت سنة سبع عشرة *

ذكر فتح الجزيرة *
TBRBV04P053B

وفي هذه السنة أعني سنة سبع عشرة افتتحت الجزيرة في رواية سيف وأما ابن إسحاق فإنه ذكر أنها افتتحت في سنة تسع عشرة من الهجرة وذكر من سبب فتحها ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه أن عمر كتب إلى سعد بن أبي وقاص إن الله قد فتح على المسلمين الشام والعراق فابعث من عندك جندا إلى الجزيرة وأمر عليهم أحد الثلاثة خالد بن عرفطة أو هاشم بن عتبة أو عياض بن غنم فلما انتهى إلى سعد كتاب عمر قال ما أخر أمير المؤمنين عياض بن غنم آخر القوم إلا انه له فيه هوى ان أوليه وأنا موليه فبعثه وبعث معه جيشا وبعث أبا موسى الأشعري وابنه عمر بن سعد وهو غلام حدث السن ليس إليه من الأمر شيء وعثمان بن أبي العاص بن بشر الثقفي وذلك في سنة تسع عشرة فخرج عياض إلى الجزيرة فنزل بجنده على الرهاء فصالحه أهلها على الجزية وصالحت حران حين صالحت الرهاء فصالحه أهلها على الجزية ثم بعث أبا موسى الأشعري إلى نصيبين ووجه عمر بن سعد إلى رأس العين في خيل رداء للمسلمين وسار بنفسه في بقية الناس إلى دارا فنزل عليها حتى افتتحها فافتتح أبو موسى نصيبين وذلك في سنه تسع عشره ثم وجه عثمان بن أبي العاص إلى أرمينية الرابعة فكان عندها شيء من قتال أصيب فيه صفوان بن المعطل السلمي شهيدا ثم صالح أهلها عثمان بن أبي العاص على الجزية على كل أهل بيت دينار ثم كان فتح قيسارية من فلسطين وهرب هرقل.


خروج عمر بن الخطاب الى الشام *
TBRBV04P056C

وفي هذه السنة أعني سنة سبع عشرة خرج عمر من المدينة يريد § الشام حتى بلغ سرغ في قول ابن إسحاق حدثنا بذلك ابن حميد عن سلمة عنه.


TBRBV04P057B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال خرج عمر إلى الشام غازيا في سنة سبع عشرة حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد فأخبروه أن الأرض سقيمة فرجع بالناس إلى المدينة وقد كان عمر.


TBRBV04P057D

كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد ابن إسحاق عن ابن شهاب الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله ابن عباس خرج غازيا وخرج معه المهاجرون والأنصار وأوعب الناس معه حتى إذا نزل بسرغ لقيه أمراء الأجناد ابو عبيده ابن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة فأخبروه أن الأرض سقيمة فقال عمر اجمع إلي المهاجرين الأولين قال فجمعتهم له فاستشارهم فاختلفوا عليه فمنهم القائل خرجت لوجه تريد فيه الله وما عنده ولا نرى أن يصدك عنه بلاء عرض لك ومنهم القائل إنه لبلاء وفناء ما نرى أن تقدم عليه فلما اختلفوا عليه قال قوموا عني ثم قال اجمع لي مهاجرة الأنصار فجمعتهم له فاستشارهم فسلكوا طريق المهاجرين فكأنما سمعوا ما قالوا فقالوا مثله فلما اختلفوا عليه قال قوموا عني ثم قال اجمع لي مهاجرة الفتح من قريش فجمعتهم له فاستشارهم فلم يختلف عليه منهم اثنان وقالوا ارجع بالناس فإنه بلاء وفناء قال فقال لي عمر يا بن عباس اصرخ في الناس فقل إن أمير المؤمنين يقول لكم إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه قال فأصبح عمر على ظهر وأصبح الناس عليه فلما اجتمعوا عليه قال أيها الناس إني راجع فارجعوا فقال له أبو عبيدة بن الجراح أفرارا من قدر الله قال نعم فرارا من قدر الله إلى قدر الله أرأيت لو أن § رجلا هبط واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة أليس يرعى من رعى الجدبة بقدر الله ويرعى من رعى الخصبة بقدر الله ثم قال لو غيرك يقول هذا يا أبا عبيدة ثم خلا به بناحية دون الناس فبينا الناس على ذلك إذ أتى عبد الرحمن بن عوف وكان متخلفا عن الناس لم يشهدهم بالأمس فقال ما شأن الناس فأخبر الخبر فقال عندي من هذا علم فقال عمر فأنت عندنا الأمين المصدق فماذا عندك [قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم بهذا الوباء ببلد فلا تقدموا عليه وإذا وقع وأنتم به فلا تخرجوا فرارا منه] ولا يخرجنكم إلا ذلك فقال عمر فلله الحمد انصرفوا أيها الناس فانصرف بهم.


TBRBV04P058B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن ابن شهاب الزهري عن عبد الله بن عامر بن ربيعة وسالم بن عبد الله بن عمر أنهما حدثاه أن عمر إنما رجع بالناس عن حديث عبد الرحمن بن عوف فلما رجع عمر رجع عمال الأجناد إلى أعمالهم.


TBRBV04P060B

واختلف في خبر طاعون عمواس وفي أي سنة كان فقال ابن إسحاق ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه قال ثم دخلت سنة ثماني عشرة ففيها كان طاعون عمواس فتفانى فيها الناس فتوفى ابو عبيده ابن الجراح وهو أمير الناس ومعاذ بن جبل ويزيد بن ابى سفيان والحارث ابن هشام وسهيل بن عمرو وعتبة بن سهيل وأشراف الناس.


TBRBV04P060C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن شعبة بن الحجاج عن المخارق بن عبد الله البجلي عن طارق بن شهاب البجلي قال أتينا أبا موسى وهو في داره بالكوفة لنتحدث عنده فلما جلسنا قال لا عليكم أن تخفوا فقد أصيب في الدار إنسان بهذا السقم ولا عليكم أن تنزهوا عن هذه القرية فتخرجوا في فسيح بلادكم ونزهها حتى يرفع هذا الوباء سأخبركم بما يكره مما يتقى من ذلك أن يظن من خرج أنه لو أقام مات ويظن من اقام فاصابه ذلك لو أنه لو خرج لم يصبه فإذا لم يظن هذا المرء المسلم فلا عليه أن يخرج وأن يتنزه عنه إني كنت مع أبي عبيدة بن الجراح بالشام عام طاعون عمواس فلما اشتعل الوجع وبلغ § ذلك عمر كتب إلى أبي عبيدة ليستخرجه منه أن سلام عليك أما بعد فإنه قد عرضت لي إليك حاجة أريد أن أشافهك فيها فعزمت عليك إذا نظرت في كتابي هذا ألا تضعه من يدك حتى تقبل إلي قال فعرف أبو عبيدة أنه إنما أراد أن يستخرجه من الوباء قال يغفر الله لأمير المؤمنين ثم كتب إليه يا أمير المؤمنين إني قد عرفت حاجتك إلي وإني في جند من المسلمين لا أجد بنفسي رغبة عنهم فلست أريد فراقهم حتى يقضي الله في وفيهم أمره وقضاءه فحللني من عزمتك يا أمير المؤمنين ودعني في جندي فلما قرأ عمر الكتاب بكى فقال الناس يا أمير المؤمنين أمات أبو عبيدة قال لا وكأن قد قال ثم كتب إليه سلام عليك أما بعد فإنك أنزلت الناس أرضا غمقه فارفعهم إلى أرض مرتفعة نزهة فلما أتاه كتابه دعاني فقال يا أبا موسى إن كتاب أمير المؤمنين قد جاءني بما ترى فاخرج فارتد للناس منزلا حتى أتبعك بهم فرجعت إلى منزلي لأرتحل فوجدت صاحبتي قد أصيبت فرجعت إليه فقلت له والله لقد كان في أهلي حدث فقال لعل صاحبتك أصيبت قلت نعم قال فأمر ببعيره فرحل له فلما وضع رجله في غرزة طعن فقال والله لقد أصبت ثم سار بالناس حتى نزل الجابية ورفع عن الناس الوباء.


TBRBV04P061B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن شهر بن حوشب الأشعري عن رابة رجل من قومه وكان قد خلف على أمه بعد أبيه كان شهد طاعون عمواس قال لما اشتعل الوجع قام أبو عبيدة في الناس خطيبا فقال أيها الناس إن هذا الوجع رحمه بكم ودعوه نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وموت الصالحين قبلكم وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم له منه حظه فطعن فمات § واستخلف على الناس معاذ بن جبل قال فقام خطيبا بعده فقال أيها الناس إن هذا الوجع رحمة ربكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم وإن معاذا يسأل الله أن يقسم لآل معاذ منه حظهم فطعن ابنه عبد الرحمن بن معاذ فمات ثم قام فدعا به لنفسه فطعن في راحته فلقد رأيته ينظر إليها ثم يقبل ظهر كفه ثم يقول ما أحب أن لي بما فيك شيئا من الدنيا فلما مات استخلف على الناس عمرو بن العاص فقام خطيبا في الناس فقال أيها الناس إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار فتجبلوا منه في الجبال فقال ابو وائله الهذلي كذبت والله لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت شر من حماري هذا قال والله ما أرد عليك ما تقول وايم الله لا نقيم عليه ثم خرج وخرج الناس فتفرقوا ورفعه الله عنهم قال فبلغ ذلك عمر بن الخطاب من رأي عمرو بن العاص فو الله ما كرهه.


TBRBV04P062B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن رجل عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي أنه كان يقول بلغني هذا من قول أبي عبيدة وقول معاذ بن جبل إن هذا الوجع رحمه بكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم فكنت أقول كيف دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته حتى حدثني بعض من لا أتهم عن رسول الله انه سمعه منه وجاءه جبريل ع فقال إن فناء أمتك يكون بالطعن أو الطاعون فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم فناء الطاعون فعرفت أنها التي كان قال أبو عبيدة ومعاذ.


TBRBV04P062C

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال ولما انتهى إلى عمر مصاب أبي عبيدة ويزيد بن أبي سفيان أمر معاويه ابن أبي سفيان على جند دمشق وخراجها وأمر شرحبيل بن حسنة على جند الأردن وخراجها وأما سيف فإنه زعم أن طاعون عمواس كان في سنة سبع عشرة.


ثم دخلت سنه ثمان عشرة *

ذكر القحط وعام الرمادة *
TBRBV04P096E

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال دخلت سنة ثمان عشرة وفيها كان عام الرمادة وطاعون عمواس فتفانى فيها الناس.


ثم دخلت سنة تسع عشرة *

ذكر الأحداث التي كانت في سنة تسع عشرة *
TBRBV04P102C

وقال ابن إسحاق كان فتح الجزيرة والرهاء وحران ورأس العين ونصيبين في سنة تسع عشرة.


TBRBV04P102E

وأما ابن إسحاق فإنه قال كان فتح قيسارية من فلسطين وهرب هرقل وفتح مصر في سنة عشرين حدثنا بذلك ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه.


ثم دخلت سنة عشرين *

ذكر الخبر عما كان فيها من مغازي المسلمين وغير ذلك من أمورهم *
TBRBV04P104C

قال أبو جعفر ففي هذه السنة فتحت مصر في قول ابن إسحاق حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال فتحت مصر سنة عشرين.


ذكر الخبر عن فتحها وفتح الإسكندرية
TBRBV04P104X

فأما ابن إسحاق فإنه قال في ذلك ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه أن عمر رضي الله عنه حين فرغ من الشام كلها كتب إلى عمرو بن العاص أن يسير الى مصر في جنده فخرج حتى فتح باب اليون في سنة عشرين


TBRBV04P105B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال وحدثني القاسم بن قزمان رجل من أهل مصر عن زياد بن جزء الزبيدي أنه حدثه أنه كان في جند عمرو بن العاص حين افتتح مصر والإسكندرية قال افتتحنا الإسكندرية في خلافة عمر بن الخطاب في سنة إحدى وعشرين أو سنة اثنتين وعشرين قال لما افتتحنا باب اليون تدنينا قرى الريف فيما بيننا وبين الإسكندرية قرية فقرية حتى انتهينا إلى بلهيب قرية من قرى الريف يقال لها قرية الريش وقد بلغت سبايانا المدينة ومكة واليمن قال فلما انتهينا إلى بلهيب أرسل صاحب الإسكندرية الى عمرو ابن العاص إني قد كنت أخرج الجزية إلى من هو أبغض إلي منكم معشر العرب لفارس والروم فإن أحببت أن أعطيك الجزية على أن ترد علي ما أصبتم من سبايا أرضي فعلت قال فبعث إليه عمرو بن العاص إن ورائي أميرا لا أستطيع أن أصنع أمرا دونه فإن شئت أن أمسك عنك وتمسك عني حتى أكتب إليه بالذي عرضت علي فإن هو قبل ذلك منك قبلت وإن أمرني بغير ذلك مضيت لأمره قال فقال نعم قال فكتب عمرو بن العاص الى عمر ابن الخطاب قال وكانوا لا يخفون علينا كتابا كتبوا به يذكر له الذي عرض عليه صاحب الإسكندرية قال وفي أيدينا بقايا من سبيهم ثم وقفنا ببلهيب وأقمنا ننتظر كتاب عمر حتى جاءنا فقرأه علينا عمرو وفيه أما بعد فإنه جاءني كتابك تذكر أن صاحب الإسكندرية عرض أن يعطيك الجزية على أن ترد عليه ما أصيب من سبايا أرضه ولعمري لجزية قائمة تكون لنا ولمن بعدنا من المسلمين أحب إلي من فيء يقسم ثم كأنه لم يكن فاعرض على صاحب الإسكندرية أن يعطيك الجزية على أن تخيروا من في أيديكم من سبيهم بين الإسلام وبين دين قومه فمن اختار § منهم الإسلام فهو من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم ومن اختار دين قومه وضع عليه من الجزية ما يوضع على أهل دينه فأما من تفرق من سبيهم بأرض العرب فبلغ مكة والمدينة واليمن فإنا لا نقدر على ردهم ولا نحب أن نصالحه على أمر لا نفي له به قال فبعث عمرو إلى صاحب الإسكندرية يعلمه الذي كتب به أمير المؤمنين قال فقال قد فعلت قال فجمعنا ما في أيدينا من السبايا واجتمعت النصارى فجعلنا نأتي بالرجل ممن في أيدينا ثم نخيره بين الإسلام وبين النصرانية فإذا اختار الإسلام كبرنا تكبيرة هي أشد من تكبيرنا حين تفتح القرية قال ثم نحوزه إلينا وإذا اختار النصرانية نخرت النصارى ثم حازوه إليهم ووضعنا عليه الجزية وجزعنا من ذلك جزعا شديدا حتى كأنه رجل خرج منا إليهم قال فكان ذلك الدأب حتى فرغنا منهم وقد أتي فيمن أتينا به بأبي مريم عبد الله بن عبد الرحمن قال القاسم وقد أدركته وهو عريف بني زبيد قال فوقفناه فعرضنا عليه الإسلام والنصرانية وأبوه وأمه وإخوته في النصارى فاختار الإسلام فحزناه إلينا ووثب عليه أبوه وأمه وإخوته يجاذبوننا حتى شققوا عليه ثيابه ثم هو اليوم عريفنا كما ترى ثم فتحت لنا الإسكندرية فدخلناها وإن هذه الكناسة التي ترى يا بن أبي القاسم لكناسة بناحية الإسكندرية حولها أحجار كما ترى ما زادت ولا نقصت فمن زعم غير ذلك أن الإسكندرية وما حولها من القرى لم يكن لها جزية ولا لأهلها عهد فقد والله كذب قال القاسم وإنما هاج هذا الحديث أن ملوك بني أمية كانوا يكتبون إلى أمراء مصر أن مصر إنما دخلت عنوة وإنما هم عبيدنا نزيد عليهم كيف شئنا ونضع ما شئنا.


ثم دخلت سنة إحدى وعشرين *

TBRBV04P114B

.قال أبو جعفر وفيها كانت وقعة نهاوند في قول ابن إسحاق حدثنا بذلك ابن حميد قال:حدثنا سلمة عنه


ذكر الخبر عن وقعة المسلمين والفرس بنهاوند *
TBRBV04P114F

وكان ابتداء ذلك فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال كان من حديث نهاوند أن النعمان بن مقرن كان عاملا على كسكر فكتب إلى عمر رضي الله عنه يخبره أن سعد ابن ابى وقاص استعمله على جبابه الخراج وقد أحببت الجهاد ورغبت فيه فكتب عمر إلى سعد إن النعمان كتب إلي يذكر أنك استعملته على جباية الخراج وأنه قد كره ذلك ورغب في الجهاد فابعث به إلى أهم وجوهك إلى نهاوند قال وقد اجتمعت بنهاوند الأعاجم عليهم ذو الحاجب رجل من الأعاجم فكتب عمر إلى النعمان بن مقرن بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى النعمان بن § مقرن سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإنه قد بلغني أن جموعا من الأعاجم كثيرة قد جمعوا لكم بمدينة نهاوند فإذا أتاك كتابي هذا فسر بأمر الله وبعون الله وبنصر الله بمن معك من المسلمين ولا توطئهم وعرا فتؤذيهم ولا تمنعهم حقهم فتكفرهم ولا تدخلنهم غيضة فإن رجلا من المسلمين أحب إلي من مائة ألف دينار والسلام عليك فسار النعمان إليه ومعه وجوه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم حذيفة بن اليمان وعبد الله بن عمر بن الخطاب وجرير بن عبد الله البجلي والمغيرة بن شعبة وعمرو بن معديكرب الزبيدي وطليحة بن خويلد الأسدي وقيس بن مكشوح المرادي فلما انتهى النعمان بن مقرن في جنده إلى نهاوند طرحوا له حسك الحديد فبعث عيونا فساروا لا يعلمون بالحسك فزجر بعضهم فرسه وقد دخلت في يده حسكة فلم يبرح فنزل فنظر في يده فإذا في حافره حسكة فأقبل بها وأخبر النعمان الخبر فقال النعمان للناس ما ترون فقالوا انتقل من منزلك هذا حتى يروا أنك هارب منهم فيخرجوا في طلبك فانتقل النعمان من منزله ذلك وكنست الأعاجم الحسك ثم خرجوا في طلبه وعطف عليهم النعمان فضرب عسكره ثم عبى كتائبه وخطب الناس فقال إن أصبت فعليكم حذيفة بن اليمان وإن أصيب فعليكم جرير بن عبد الله وإن أصيب جرير بن عبد الله فعليكم قيس بن مكشوح فوجد المغيرة بن شعبة في نفسه إذ لم يستخلفه فأتاه فقال له ما تريد أن تصنع فقال إذا أظهرت قاتلتهم لانى رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب ذلك فقال المغيرة لو كنت بمنزلتك باكرتهم القتال قال له النعمان ربما باكرت القتال ثم لم يسود الله وجهك وذلك يوم الجمعة فقال النعمان نصلي إن شاء الله ثم نلقى عدونا دبر الصلاة فلما تصافوا قال النعمان للناس إني مكبر ثلاثا فإذا كبرت الأولى فشد رجل شسعه وأصلح § من شأنه فإذا كبرت الثانية فشد رجل إزاره وتهيأ لوجه حملته فإذا كبرت الثالثة فاحملوا عليهم فإني حامل وخرجت الأعاجم قد شدوا أنفسهم بالسلاسل لئلا يفروا وحمل عليهم المسلمون فقاتلوهم فرمي النعمان بنشابة فقتل رحمه الله فلفه أخوه سويد بن مقرن في ثوبه وكتم قتله حتى فتح الله عليهم ثم دفع الراية إلى حذيفة بن اليمان وقتل الله ذا الحاجب وافتتحت نهاوند فلم يكن للأعاجم بعد ذلك جماعة.


أخبار متفرقة *
TBRBV04P144F

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال كان بالشام في سنة إحدى وعشرين غزوة الأمير معاوية بن أبي سفيان وعمير بن سعد الأنصاري على دمشق والبثنية وحوران وحمص وقنسرين والجزيرة ومعاوية على البلقاء والأردن وفلسطين والسواحل وأنطاكية ومعره § مصرين وقلقية وعند ذلك صالح أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس على قلقية وأنطاكية ومعرة مصرين وقيل وفيها ولد الحسن البصري وعامر الشعبي.


ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين

ذكر نسب عمر رضي الله عنه *
TBRBV04P195B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق وحدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد عن محمد بن عمر وهشام ابن محمد وحدثني عمر قال حدثنا علي بن محمد قالوا جميعا في نسب عمر هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي وكنيته أبو حفص وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.


من ندب عمر ورثاه رضي الله عنه ذكر بعض ما رثي به
TBRBV04P222B

حدثني ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن رجل عن عكرمة عن ابن عباس قال بينما عمر بن الخطاب § رضي الله عنه وبعض أصحابه يتذاكرون الشعر فقال بعضهم فلان أشعر وقال بعضهم بل فلان أشعر قال فأقبلت فقال عمر قد جاءكم أعلم الناس بها فقال عمر من شاعر الشعراء يا بن عباس قال فقلت زهير بن أبي سلمى فقال عمر هلم من شعره ما نستدل به على ما ذكرت فقلت امتدح قوما من بني عبد الله بن غطفان فقال لو كان يقعد فوق الشمس من كرم قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا قوم أبوهم سنان حين تنسبهم طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا إنس إذا أمنوا جن إذا فزعوا مرزءون بها ليل إذا حشدوا محسدون على ما كان من نعم لا ينزع الله منهم ماله حسدوا فقال عمر أحسن وما أعلم أحدا أولى بهذا الشعر من هذا الحي من بني هاشم لفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابتهم منه فقلت وفقت يا أمير المؤمنين ولم تزل موفقا فقال يا بن عباس أتدري ما منع قومكم منهم بعد محمد فكرهت أن أجيبه فقلت إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يدريني فقال عمر كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتبجحوا على قومكم بجحا بجحا فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت فقلت يا أمير المؤمنين إن تأذن لي في الكلام وتمط عني الغضب تكلمت فقال تكلم يا بن عباس فقلت أما قولك يا أمير المؤمنين اختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت فلو أن قريشا اختارت لأنفسها حيث اختار الله عز وجل لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود وأما قولك إنهم كرهوا أن تكون لنا النبوة والخلافة فإن الله عز وجل وصف قوما بالكراهية فقال ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم فقال عمر هيهات والله يا بن عباس قد كانت تبلغني عنك أشياء كنت أكره أن أفرك عنها فتزيل منزلتك مني فقلت وما هي يا أمير المؤمنين § فإن كانت حقا فما ينبغي أن تزيل منزلتي منك وإن كانت باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه فقال عمر بلغني أنك تقول إنما صرفوها عنا حسدا وظلما فقلت أما قولك يا أمير المؤمنين ظلما فقد تبين للجاهل والحليم وأما قولك حسدا فإن إبليس حسد آدم فنحن ولده المحسودون فقال عمر هيهات أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا ما يحول وضغنا وغشا ما يزول فقلت مهلا يا أمير المؤمنين لا تصف قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا بالحسد والغش فإن قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قلوب بني هاشم فقال عمر إليك عنى يا بن عباس فقلت أفعل فلما ذهبت لأقوم استحيا منى فقال يا بن عباس مكانك فو الله إني لراع لحقك محب لما سرك فقلت يا أمير المؤمنين إن لي عليك حقا وعلى كل مسلم فمن حفظه فحفظه أصاب ومن أضاعه فحظه أخطأ ثم قام فمضى.


TBRBV04P225A

حدثني محمد بن إسحاق قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا عيسى بن يزيد بن دأب عن عبد الرحمن ابن أبي زيد عن عمران بن سوادة قال صليت الصبح مع عمر فقرأ سبحان وسورة معها ثم انصرف وقمت معه فقال أحاجة قلت حاجة قال فالحق قال فلحقت فلما دخل أذن لي فإذا هو على سرير ليس فوقه شيء فقلت نصيحة فقال مرحبا بالناصح غدوا وعشيا قلت عابت أمتك منك أربعا قال فوضع رأس درته في ذقنه ووضع أسفلها على فخذه ثم قال هات قلت ذكروا أنك حرمت العمرة في أشهر الحج ولم يفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر رضي الله عنه وهي حلال قال هي حلال لو أنهم اعتمروا في أشهر الحج رأوها مجزية من حجهم فكانت قائبة قوب عامها فقرع حجهم وهو بهاء من بهاء الله وقد أصبت قلت وذكروا أنك حرمت متعة النساء وقد كانت رخصة من الله نستمتع بقبضة ونفارق عن ثلاث قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحلها في زمان ضرورة ثم رجع الناس إلى السعة ثم لم أعلم أحدا من المسلمين عمل بها ولا عاد إليها فالآن من شاء نكح بقبضة وفارق عن ثلاث بطلاق وقد أصبت قال قلت وأعتقت الأمة أن وضعت ذا بطنها بغير عتاقة سيدها قال ألحقت حرمة بحرمة وما أردت إلا الخير واستغفر الله قلت وتشكوا منك نهر الرعية وعنف السياق قال فشرع الدرة ثم مسحها حتى أتى على آخرها ثم قال أنا زميل محمد وكان زامله في غزوه قرقره الكدر فو الله إني لأرتع فأشبع وأسقي فأروي وأنهز اللفوت وأزجر العروض وأذب § قدري وأسوق خطوي وأضم العنود وألحق القطوف وأكثر الزجر وأقل الضرب وأشهر العصا وأدفع باليد لولا ذلك لاغدرت قال فبلغ ذلك معاوية فقال كان والله عالما برعيتهم.


ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين

ذكر من مات او قتل منهم في سنه ثلاث وثلاثين من الهجره *
TBRBV11P506C

وهاجر المقداد الى ارض الحبشه الهجره الثانيه في روايه ابن إسحاق وابن عمر وشهد المقداد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من الرماه المذكورين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.


ثم دخلت السنة الثامنة والستين من الهجرة

وفاة ابن عباس
BBKHV03P169A

حدثني الفضل بن حسن قال ثنا أبو علي الحسن بن عمر بن شقيق قال ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال حدثني بشر بن عاصم الثقفي قال حدثني مولى لنا يقال له مسلم قال مات ابن عباس رضي الله عنهما بالطائف عندنا فلما أخرجنا جنازته قالت الشيعة اطردوا هؤلاء الأنجاس من ثقيف ولا يتبعن جنازته قال فطردوا وكنت مولى لا يؤبه له قال فكنت معهم فبينا نحن نسير مع الجنازة إذ أقبل طائر أبيض مثل الشاة حتى التف في نعشه فما رأينا له منفذا قال ابن إسحاق فقلت لبشر بن عاصم ما ترون ذلك الطير قال يرونه علمه.


ثم دخلت سنة سبع وثمانين ومائة *

TBRBV08P297E

وذكر محمد بن إسحاق أن جعفر بن محمد بن حكيم الكوفي حدثه قال حدثني السندي بن شاهك قال إني لجالس يوما فإذا أنا بخادم قد قدم على البريد ودفع إلي كتابا صغيرا ففضضته فإذا كتاب الرشيد بخطه فيه بسم الله الرحمن الرحيم يا سندي إذا نظرت في كتابي هذا فإن كنت قاعدا فقم وإن كنت قائما فلا تقعد حتى تصير إلي قال السندي فدعوت بدوابي ومضيت وكان الرشيد بالعمر فحدثني العباس بن الفضل بن الربيع قال جلس الرشيد في الزو في الفرات ينتظرك وارتفعت غبرة فقال لي يا عباس ينبغي أن يكون هذا السندي وأصحابه قلت يا أمير المؤمنين § ما اشبهه ان يكون هو قال فطلعت قال السندي فنزلت عن دابتي ووقفت فأرسل إلي الرشيد فصرت إليه ووقفت ساعة بين يديه فقال لمن كان عنده من الخدم قوموا فقاموا فلم يبق إلا العباس بن الفضل وأنا ومكث ساعة ثم قال للعباس اخرج ومر برفع التخاتج المطروحة على الزو ففعل ذلك فقال لي ادن مني فدنوت منه فقال لي تدري فيم أرسلت إليك قلت لا والله يا أمير المؤمنين قال قد بعثت إليك في أمر لو علم به زر قميصي رميت به في الفرات يا سندي من أوثق قوادي عندي قلت هرثمة قال صدقت فمن أوثق خدمي عندي قلت مسرور الكبير قال صدقت امض من ساعتك هذه وجد في سيرك حتى توافي مدينة السلام فاجمع ثقات أصحابك وأرباعك ومرهم أن يكونوا وأعوانهم على أهبة فإذا انقطعت الزجل فصر إلى دور البرامكة فوكل بكل باب من أبوابهم صاحب ربع ومره أن يمنع من يدخل ويخرج خلا باب محمد بن خالد حتى يأتيك أمري قال ولم يكن حرك البرامكة في ذلك الوقت قال السندي فجئت أركض حتى أتيت مدينة السلام فجمعت أصحابي وفعلت ما أمرني به قال فلم ألبث أن أقدم على هرثمة ابن أعين ومعه جعفر بن يحيى على بغل بلا أكاف مضروب العنق وإذا كتاب أمير المؤمنين يأمرني أن أشطره باثنين وأن أصلبه على ثلاثة جسور قال ففعلت ما أمرني به.


TBRBV08P298C

قال محمد بن إسحاق فلم يزل جعفر مصلوبا حتى أراد الرشيد الخروج إلى خراسان فمضيت فنظرت إليه فلما صار بالجانب الشرقي على باب خزيمة بن خازم دعا بالوليد بن جشم الشاري من الحبس وأمر أحمد بن الجنيد الختلي وكان سيافه فضرب عنقه ثم التفت إلى السندي فقال ينبغي أن يحرق هذا يعني جعفرا فلما مضى جمع السندي له شوكا وحطبا وأحرقه.


TBRBV08P299A

وقال محمد بن إسحاق لما قتل الرشيد جعفر بن يحيى قيل ليحيى بن خالد قتل أمير المؤمنين ابنك جعفرا قال كذلك يقتل ابنه قال فقيل له خربت ديارك قال كذلك تخرب دورهم وذكر الكرماني أن بشارا التركي حدثه أن الرشيد خرج إلى الصيد وهو بالعمر في اليوم الذي قتل جعفرا في آخره فكان ذلك اليوم يوم جمعة وجعفر ابن يحيى معه قد خلا به دون ولاة العهد وهو يسير معه وقد وضع يده على عاتقه وقبل ذلك ما غلفه بالغالية بيد نفسه ولم يزل معه ما يفارقه حتى انصرف مع المغرب فلما أراد الدخول ضمه إليه وقال له لولا أني على الجلوس الليلة مع النساء لم أفارقك فأقم أنت في منزلك واشرب أيضا واطرب لتكون أنت في مثل حالي فقال لا والله ما أشتهي ذلك إلا معك فقال له بحياتي لما شربت فانصرف عنه إلى منزله فلم تزل رسل الرشيد عنده ساعة بعد ساعه تأتيه بالانفال والأبخرة والرياحين حتى ذهب الليل ثم بعث إليه مسرورا فحبس عنده وأمر بقتله وحبس الفضل ومحمد وموسى ووكل سلاما الأبرش بباب يحيى بن خالد ولم يعرض لمحمد بن خالد ولا لأحد من ولده وحشمه.


تراجم

تراجم الرجال

ابو قتادة
TBRBV11P670E

اختلف في اسمه فقال ابن إسحاق هو الحارث بن ربعي.

COMMENT

ابو معتب بن عمرو
TBRBV11P593B

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن الحسن ابن دينار عن عطاء بن ابى مروان الأسلمي عن ابيه عن ابى معتب بن عمرو ان رسول الله ص قال لأصحابه حين اشرف على خيبر وانا فيهم قفوا ثم قال اللهم رب السموات وما اظللن ورب الارضين وما اضللن ورب الشياطين وما اضللن ورب الرياح وما ذرين انا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها اقدموا باسم الله قال وكان يقولها لكل قريه دخلها.